الخيرة فيما إختاره الله (الجزء الأول)

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    الصورة الرمزية fatima.lee

    تاريخ التسجيل
    Nov 2014
    المـشـــاركــات
    43
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    icon19 الخيرة فيما إختاره الله (الجزء الأول)

    السلام عليكم و رمتكم الله و بركاته،
    اعتذر لان هذه القصة أتت متأخرة أي
    بعد ثلاث أو أربع أسابيع منذ آخر مرة كتبت
    فيها. لكن ما عساي القول كنت مشغولة.
    لنعد إلى صلب الموضوع. هذه آخر كتابتي أرجو أن
    تنال إعجابكم و رمضان مبارك.




    أناروا مملكة تقع في جنوب آسيا حاليا لكنها شهدت تاريخا عظيما. في القرن 421، كان الملك أغناوت الثاني يحكم على المملكة بمساعدة وزيره سعيد. أشتهر إسم أغناوت مع وزيره في الممالك الآخرى و إنتشرت الإشاعات حولهما حتى أصبحا أسطورة حية في ذاكرة الشعب. تعددت الحكايات التي تروي عن بطولتهما لكننا عالمي التاريخ إستطعنا ان نجد قصة مشتركة عنهما في مختلف البلدان و هي كالتالي:
    في القرن 421 توفي الملك أغناوت الأول فورث العرش ابنه الوحيد أغناوت الثاني. كان يساعده في الحكم وزيره سعيد الذي عرف بحدة ذكائه و معرفته الواسعة و كان سبب شهرته الجملة التي دائما ما يرددها "الخيرة فيما إختاره الله". كان الملك أغناوت الثاني معجبا بصبر الوزير و بإيمانه القوي لأنه بالرغم من المشاكل التي يواجهها فهو لم يتوقف عن ذكر الله و حمده. في ذلك الوقت كل الأمور كانت في أفضل الأحوال، فبمساعدة الوزير استطاع أغناوت الثاني ان يحكم على مملكته أناروا و كان سببا في ازدهارها...
    ذات صباح مشرق و مبهج حيث كانت الشمس ترسل أشعتها في أنحاء الأرض مرحبة بكل أنواع المخلوقات التي تعيش عليها و كانت العصافير تزقزق و تغرّد أعذب الألحان، استلم أغناوت الثاني رسالة مبعوثة من قبل احد ملوك الممالك المجاورة و التي ستغير مجرى حياته الهادئة و الهنيئة. يطلب المرسل الدعم و ذلك للدفاع عن مملكته المغزوة. تعجب أغناوت و احمر وجهه غضبا بسبب الغزو الغير مبرر و قرر إرسال جيوشه الى تلك المملكة أملا في تلبية طلب المرسل و في هدف تقوية العلاقة بين المملكتين. استعدى حينها وزيره و طلب منه أن يقوم بالتجهيزات، لكن هذا المذكور وقف مدهوشا امام ملكه يهز رأسه تارة و ينظر الى الرسول تارة آخرى وكأنه متردد، يحاول استرداد حبل أفكاره. استغرب الملك و سأله: ما بك يا سعيد؟ هل تشعر بالدوار؟ فأنا أراك منذ لحظات تنظر إلى الرسول تارة و تهز رأسك تارة آخرى. لما لا تأخذ اليوما إجازة و تستشير الطبيب؟
    _لا يا مولاي كل ما في الأمرهو أنني انصحك بعدم التدخل في مثل هذه المسائل.
    _ ما الذي تحاول قوله بكلامك هذا الا تعرف انني افهم جيدا مشاعر و آمال المرسل فهو أيضا ملك... والملك لا يسوى شيئا دون شعبه!! اليست هذه كلماتك يا سعيد؟
    _ مع كل إحترامي لك جلالتك مازلت مصرا على كلامي فهذا الأمر مشبوه به فالواقع غريب جدا فحسب المعلومات الواردة في هذه الرسالة فالمملكة المغزوة تقع في جنوب مملكتنا. هل سبق و ان سمعت عن ذلك؟ أليس من الغريب ان حتى أشهر التجار لا يعرفون شيئا عن هذه المملكة و لم يذكروا قط انهم عبروها قبل وصولهم الى مملكتنا أناورا.
    هنالك أمر يثير الشك في هذه الرسالة، اعني لما لم يذكر المرسل اسمه او حتى اسم مملكته؟
    _ من هذه الناحية معك حق يا سعيد... إذا ما الذي تقترحه؟
    _ أغناوت مولاي، اقترح ان ننسى امر هذه الرسالة فنحن لا نعرف مدى مصداقيتها و كما تعرف في التأني السلامة و في العجلة الندامة.
    و هكذا سمع أغناوت نصيحة وزيره و أمر الحراس بالتحقيق عن أمر تلك المملكة و استجواب الرسول الذي بدأت الشكوك تحوم حوله بعد اصاله لهذه الرسالة المشبوهة. في هذه الأثناء استعد الحراس الملكيون لمرافقة الملك في رحلة صيد ستدوم لبضعة أسابيع في الغابة المعروفة بإسم "مفقود" بسبب إختفاء و ضياع الناس فيها. و في غضون ساعات اتجه الملك و وزيره الى غابة مفقود حيث ستبدأ رحلتهما المعهودة. كالعادة نصف مرافقي الملك يسيرون في المقدمة و النصف الآخر في المؤخرة من اجل حماية الملك و زيره. لم تمض إلى بضع ساعات حتى وجد الملك فريسته، الفهد الأسود الذي لطالما تمنى الحصول عليه و بدأت عملية الصيد. اتخذ الجميع مواقفهم حيث أطلق الحراس كلاب الصيد التي تلاحق الفهد مغيرة مساره حتى ترسله أفي اتجاه الملك الذي سيصطاده برماحه السريعة. لكن عملية الصيد أخفقت فقد تسلق الفهد إحدى الأشجار و غير مساره. تحمس الملك و من معه و قرروا إتمام الصيد. لكن ما كان ينتظرهم لم يكن في الحسبان فما ان تبعوا مسار الفهد بدأ الحراس في المقدمة بالإختفاء واحدا تلو الآخر. لم يلاحظ أغناوت أي شيء في البداية حتى اعلمه سعيد بذلك. أرسل الملك الحراس المتبقين للإستفسار لكن أحدا لم يرجع. ترجل الملك من حصانه و مشى بضعة خطوات إلى الأمام و هي إلا لحظات حتى وجد جسده يحلق في الجو. تطلب من أغناوت وقتا حتى أدرك بأنهم كانوا يسيرون نحو وادي في الغابة. لم يكن ذلك واضحا بسبب الأشجار و أغصانها الكثيفة التي كانت تعيق و تحجب الرؤية و لكن الشيء الذي كان أغناوت متأكدا منه في لحضة سقوطه هو ان أمره إنتهى... أغلق الملك عيناه كي ينطق بالشهادتين و أحس حينها بشخص يمسكه و كان ذلك سعيد الذي أحس بخطورة الموقف فأسرع بربط حبل حول شجرة صلبة و من ثم حول خصره ثم قفز آملا أن يمسك الملك قبل فوات الأوان. الحمد لله نجح سعيد بإمساك الملك و تسلقى الحبل حتى وصلا إلى بر الأمان.
    وجه الملك كلامه إلى سعيد ليشكره قائلا: شكرا لك! كدت أفقد حياتي اليوم...
    _ لا داعي للشكر يا مولاي. الحمد لله، ابتهج يا مولاي فالخيرة فيما إختاره الله.
    _ ماذا تقول يا سعيد؟ مات حراسي الخمسة عشر و الخيرة فيما إختاره الله؟
    _ جلالتك، الخير من عند الله فقط. و نحن لا يمكننا فعل شيء سوى التوكل على الله. ما حصل قد حصل،لا يمكنك تغيير ذلك! كيف تسى لِغَد أفضل و انت لا تزال تفكري و تندم على الماضي. لا أحد يعرف الغيب سوى الله. اقترح في الوقت الحالي ان نخرج من هذه الغابة.
    و حسب تلك الكلمات حاول الإثنان إيجاد مخرج الا أنهما كلما بحثا عنه توغلا في الغابة أكثر فأكثر وكأنها متاهة بلا مخرج! مرت ساعات طويلة عليهما في هذه الغابة حتى حلت الظهيرة و هما في حالة من الإرهاق و الجوع الشديدين فقررا أخذ إستراحة قصيرة. ترجل الإثنين عن حصانهما و جلسا تحت شجرة ظليلة. احس سعيد بان أحدهم يتبعهما منذ فترة ليست بقصيرة و حاول إقناع أغناوت بمتابعة السير إلا أن هذا المذكور أصر و ألح على البقاء و تناول بعض الطعام. و على ذلك الحال وجد سعيد نفسه مضطرا للذهاب من أجل قطف و إحضار بعض الفواكه. وجد الملك نفسه وحيدا في هذه الغابة فبدأت علامات القلق و الخوف تظهر عليه. حاول أغناوت تهدأة نفسه و التظاهر بالشجاعة حتى سمع أصوات من حوله. نظر حوله لكن أخفق في إيجاد المصدر. هذه الأصوات تعود كل خمس دقائق و كأنها إشارة ما! ظن الملك في البداية ان هذه أصوات الحيوانات و قال في نفسه: < لا بد و ان هذه أصوات الحيوانات. إهدأ يا أغناوت فأنت الملك يجب عليك ان تكون شجاعا! لا شك أن هذه الحيوانات ليست مؤذية أيضا فإن كانت مفترسة لكانت هجمت علي منذ زمن. إهدأ! سيصل سعيد في غضون دقائق>. لكل في كل مرة يسمع فيها هذه الأصوات يقتنع أكثر فأكثر بأنها جمل غير مفهومة لإحدى القبائل البدائية. تقدم أغناوت من الشجرة المجاورة للأحصنة و سمع الآتي: < تمتم سيجي مومو لاسينوت. هييهي نو مينوت>. أطلق الملك صرخة قوية مما دفع الأصوات إلى التكاثر.







    **************
    ماذا سيحصل لأغناوت و سعيد؟
    كيف سيستطيع بطلانا الخروج من غابة مفقود؟
    و ما السر وراء تلك الأصوات الغريبة؟
    **************


    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة fatima.lee ; 27-5-2017 الساعة 01:12 PM سبب آخر: تصحيح الأخطاء الإملائية

  2. 4 أعضاء شكروا fatima.lee على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2

    الصورة الرمزية بوح القلم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المـشـــاركــات
    3,354
    الــــدولــــــــة
    كندا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الخيرة فيما إختاره الله (الجزء الأول)

    أهلًا فطوم ومبارك عليك الشهر الفضيل

    لقد اشتاق
    القلم إلى رحيق حروفكِ كما اشتاقته افئدتنا

    قصة مشوقة
    جدًا سلمت يمناك

    كأني بالملك مازال صغيرًا
    ؟! أقصد تولى العرش وهو دون سن البلوغ كمحمد الفاتح؟

    فيبدو أنه يفتقد للخبرة والحنكة
    وكل اعتماده على وزيره الحاذق !

    بشوق لما سيكون من أمرهما

    في
    الجزء الثاني

  4. #3

    الصورة الرمزية fatima.lee

    تاريخ التسجيل
    Nov 2014
    المـشـــاركــات
    43
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الخيرة فيما إختاره الله (الجزء الأول)

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
    يسعدني مروركما الدائم و شكرا لكلماتكما
    المشجعة و الجميلة. في الحقيقة يا بوح قلم الملك
    بالفعل يفتقد الى الخبرة و كما توقعت هو لايزال
    قاصرا...
    شكرا لك يا هيغو على هذه الملاحظة و أتمنى أن
    لا تحرموني من تعليقاتكما و من نصائحكما...
    لكن بجدية أريد ان اعرف كيف قمت بفعل هذه
    الملاحظة يا هيغو فأنا حاولت مسبقا و لم ينجح الأمر.
    سأكون ممتنة اذا شرت لي كيفية فعل هذا النوع من
    الأشياء و شكرا مسبقا.
    شكرا لمروركما و أتمنى لكما صياما مقبولا إن شاء الله.
    في أمان الله.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...