قضية جديدة تحتاج لحل ،، جريمة في حواري سيدنا الحسين

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 9 من 9

مشاهدة المواضيع

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    408
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي قضية جديدة تحتاج لحل ،، جريمة في حواري سيدنا الحسين





    بسم الله الرحمن الرحيم



    مطأطأ الرأس ، محروق الحاجبين خرجت من مسجد سيدنا الحسين كما يسمى باللهجة المصرية الدارجة ، أتجه إلى الشقة في أحد أزقة الحواري القريبة من سيدنا الحسين ، لم يقربني الدراويش ليطلبوا مني حسنة لأجل خاطر سيدنا الحسين ، حقا ، مفعول الحواجب المحروقة مذهل في هذا الزمن .
    لماذا أنا في جمهورية مصر العربية بعيدا عن موطني ؟
    بسبب العلاج ، وإن كنت لا تعرف السبب فسأخبرك ان ثور نطحني ، وإن كنت لا تصدقني فراجع القصة الماضية تخبرك عن حسن حظي مع الترقيات .
    وإن سألتني عن الترقيات ، أقول لك إنك لا تعرفني .. ويجب علي أن اعرف عن نفسي من جديد
    أنا شخص نطحني ثور ، وأعمل شرطي ، وأتعالج في مصر .
    أعذر مزاجي السيئ . إني منزعج بسبب حرق الحاجبين ، وعرج في قدمي ، صرخات تثقب طبلت أذني تقول // مدد يا سيدنا الحسين .
    وخلفي يمشي رجل مخيف ، إنه زوج أختي طبعا ، وزنه فوق التسعين وربما فوق المائة والعشرون ، رغم أنه لم يصرح يوما بوزنه ، كل الدراويش يخرسون ، حتى النساء يفزعن ، والأطفال يتشبثون بثياب أهاليهم ، كأن الرجل الأخضر يمر ، أو ربما البعبع كما يتناهى لمسامعي بين الفينة و الأخرى حين نمر بأطفال يلعبون في الشوارع وهم يفرون .
    الكل له هدف في هذه الرحلة ، أمي تبحث لي عن بنت الحلال في مصر بعد أن فشلت 39 خطبة في أرض الوطن ، أختي تريد التسوق من سوق ( زنقت الستات ) أما البعبع ، اقصد زوج أختي فهو المظلوم في هذه الرحلة ، لم يكن يريد خوض غمار هذه الرحلة .
    أما عن حرق حاجبي ، فسامح الله ( وابور الجاز) ، وبمجرد أن انطق هذا الاسم فأنت يامن تقرأ كلماتي ستفهم أن التكنلوجيا المصرية ، مختلفة بعض الشيء عن التكنلوجيا التي عهدناها في مزرعة جدي رحمه الله ، والنتيجة صرت رجلا يخيف الدراويش ، الذين بدورهم يخيفون الجن ، الذين بدورهم يخيفونني أنا .
    ولكي لا أضيع وقتك أيها القارئ فإني سأختصر القصة من خروجي من سيدنا الحسين لحد ( قسم البوليس ) 90 دقيقة حيث اخذوني مكبلا بالأغلال ، كنت أتخيل أني في أحد أفلام عادل إمام حيث أعرف بنفسي فيضرب لي الضابط تحية وسلام ، ولكن هذا لم يكن ، كل الذي حصل أنه قال : ما هي علاقتك بالضحية ، ومين البعبع الذي معك ؟
    إن كنتم نسيتم فالبعبع هو زوج اختي سعيد ، وللظرافة فإن الكلبشات ( الاصفاد ) لم تناسب يديه ولم جدوا مقاس يناسب يديه ، ولم يجدوا شرطي يجرؤ على اقتياده ، فقط كانوا يقولون له : إتفضل يا باشا ، من هنا يا بيه .
    أما أنا فقد كان بيني وبين الضرب الذي لقيه أحمد زكي في فيلم (ضد الحكومة ) شعرة ، لولا أن الضابط كان متفهما نوعا ما وكان ذا هدوء و اتزان .
    قلت للضابط بعد أن عرفته بشجرة عائلتي أنني بريء وأريد محامي و مبعوث من السفارة ، وسندويش فول للبعبع الذي يقف خلفي ، حيث ان بطنة بدأت تقرقر .
    ضحك الضابط وقال : أسمعني يا هذا ، أولا أنت لست متهم في الوقت الراهن ، انت مشتبه به ، ثانيا أجب بكل صراحة من تبسبب في حرق حاجبيك ، ولماذا أنت وصاحبك لا تسكنون في فندق مثل بقية السياح و اخترتم السكن في منطقة شعبية وما هي علاقتك بالضحية ؟
    أجبته :
    سيدي المحقق ، تكنلوجيا البوتجاز غريبة علي ولم أتمكن بعد من إجادتها ، وهذا سبب حرق حاجبي ، أما عن سبب سكني في حي شعبي فهي والدتي ، فهي من عشاق مسلسل ليالي الحلمية ، وأصرت أن تسكن بين الناس البسطاء ، وللعلم فقد هجرتني امي منذ ثلاثة ليالي للسكن في فندق الشيراتون وتركتني مع زوج اختي في البيت الشعبي للمكوث فيه بأمر منها لكي يتسنى لها الدخول والخروج براحتها ، وأخيرا سيدي الضحية هي خادمة أسمها سمسمه ، رغم أن عمرها يزيد عن الستين عاما إلا أنها كانت من النشاط والأمانة بمقدار تحسد عليه ، لقد عدنا من صلاة الظهر في مسجد الحسين ، وفوجئنا بها مذبوحة في وسط الشقة السكنية ، ولأننا نجهل رقم الإنقاذ نادينا من النافذة على فتيان الحي ليتصلوا بالنجدة ، وعلى ما يبدوا أن أحدهم أساء الفهم وأتهمنا بقتلها وها نحن بين يديك .
    عندما هم المحقق بفتح المحضر وسين جيم كالعادة كان بطن سعيد يقرقر بصوت مسموع ، جعلني ابتسم ، وجعل الشاويش ( الشرطي ) ينظر لسعيد برعب كأنه ينظر لبعبع ، أما المحقق فقد أكفهر وجهه وبدا عليه الانزعاج ، أما سعيد فقد بدت على محياه ابتسامة متوترة ، كأنه يقول إن لم تطعموني فلن أرحمكم .
    نادى المحقق الشاويش ( الشرطي ) وطلب منه صحن ( كشري ) لصاحبي ، أما أنا فقد فك الاصفاد من يدي ، وأجلسني بالقرب منه ، ثم أمر لي بكوب شاي ، وأخذ يتجاذب معي اطراف الحديث كأصحاب قدامى .
    لقد قرأت عن هذا الأسلوب في التحقيق ، يقرأ عيني ، يقرأ شفتي يقرأ أفكاري ، ينبش في غياهب روحي ، يستنتج من كل حرف انطق به آلاف الأمور ، كأنه ساحر من سحرة الفودو ، لقد قرأني وقرأ من أكون ، وقرأ تاريخ عائلتي ، كانت أتوقع منه أن يستدعي الشاويش عطية ويعطين قلمين على وجهي حتى أعترف ، ولكن ذلك لم يحدث ، وعلى ذكر الشاويش عطية لقد كان له دور البطولة في هذه القصة ، وإن كنت لا تعرفه فأنت لا تعرف إسماعيل ياسين ولا تعرف أغنية سلم علي التي غناها أسماعيل ياسين رحمه الله ورحم الله الشاويش عطيه .
    ذبحة سمسمة في منتصف الشقة ، بواسطة آلة حادة لم يعثر عليها ، بعثر بعض أثاث الشقة ولكن لم يفقد شيء مهم من النظرة الأولى ، الغريب أن الأثاث المبعثر كان داخل الغرف وليس في الصالة ، رغم وجود تلفزيون من النوع الحديث يساوي بضعة آلاف من الجنيهات ، لقد كان يبحث عن شيء محدد .
    عندما أتت أمي لمركز الشرطة لم تحتضني وتقبلني و تبكي مثل مسلسل ليالي الحلمية , ولم أصرخ بعلو صوتي مضلوم يا جماعة ، مظلوم يا ماما بل صفعتني بكل قوتها وقالت : ما الذي فعلته هذه المرة ؟ .
    وبعد آلاف الايمان أني لم افعل شيء احتضنت زوج أختي السمين أو لنكن واقعيين لقد حاولت ، ولكن ذراعيها لم تتجاوزا منتصف قطر بطنه , كدت أن اضحك لولا ان الوقت غير مناسب للضحك ، أما أختي الحنونة فلم تسأل عن حالي ولا عن آثار الاصفاد التي كنت كل ثانيتين ارفع يدي واشير لأثر الاصفاد لعلهم يرحمونني .
    فقد سألتني باهتمام شديد
    _ هل سرق الذهب ؟
    قلت لها وأنا ألوح بيدي مثل المجنون لعلها تسأل عن أثر الاصفاد :
    لم يسرق شيء .. مهلا .. هل قلتي ذهب ، أي ذهب هذا ؟
    قالت : الذهب الذي اشتريناه ؟
    _ وهل اشتريتم ذهب ؟
    _ نعم لقد اشترينا ذهب وخبأناه في الشقة ألم تخبرك امي ؟
    قلت وقد أتسعت عيني
    _ لا لم تخبرني أمي ولم تفعلي أنت أيضا .
    هنا تقدم الضابط الذي كان يسترق السمع من بعيد
    _ هل خبأتم ذهب في شقة في حي شعبي وأنتم سواح ؟
    قالت امي :
    _ نعم لقد فعلنا وهل من خطأ في هذا ؟
    لم يجبها الضابط ولكن أكمل قائلا
    _ ولم لم تضعي الذهب في آمانة الفندق أو في خزنة الغرفة في الفندق ؟
    قالت امي
    _ الفنادق ليست أمان .
    كم أنت قوية يا نبع الحنان ، لم تري في الفندق مكان للأمان ولكنك رأيت في الشقة في مكان شعبي لا تعرفين عنه شيء مصدر للأمان .
    هنا بدأ التحقيق يأخذ مسار آخر ، وبدأت تتوسعت دائرة المشتبهين من اثنين من دولة غريبة إلى سواق سيارة الأجرة محمد الترس ، وقريب سمسمة عطوه السقال ، وجارنا العم حمدي ، وأخيرا فتوة الحارة شاهين
    بالقرب مني الشاويش عطية ، لم يكن اسمه الشاويش عطيه بل الشاويش سعيد من الصعيد ولكنه لم يمانع بأن أناديه بذلك ، إنه حقا يشبه الشاويش عطية ، و ابتسامته الطفولية تذكرني بذلك الرجل العظيم .
    بعد رهان بيني وبين المحقق المصري على من يحل القضية أولا أتفقنا على ان احضر التحقيق ، وبالمناسبة كاد هذا التحقيق أن كون آخر تحقيق احضره في حياتي البشرية ، ثم بعدها سأنتقل للعالم الآخر.
    _أما فتوة الحارة شاهين كما يطيب لي تسميته باللجة المصرية الدارجة فقد كان مثال للشخصية التي تظهر في الأفلام المصرية ، الفتوة الجدع كما تصوره الأفلام ، ولكن هذا في الظاهر ، أما في الباطن فقد كان عاطل عن العمل من أصحاب السوابق والحبس عدة مرات في قضايا مختلفة من ضمنها السرقة ، النشل ، تعاطي الممنوعات ، الاعتداء بالضرب ، وغيرها الكثير ، وعند تفتيش شقته عثر على كم هائل من المحافظ ، وأيضا المصوغات الذهبية ، وبعض العدد المخصصة لك لكسر الأبواب و النوافذ ، مثل مثقاب ، اسلاك على شكل مفاتيح ، ومكينة نسخ مفاتيح .. على ما يبدوا أنه محترف ولكن لم نجد عنده أي شيء يخص الشقة أو دليل أدانة
    _ محمد الترس حضر السواق المرافق لأمي وأختي في الفترة الأخيرة ، تابع لفندق شيراتون ، شوهد في الحي الشعبي في وقت الجريمة أي في وقت الصلاة , وبطبيعة الحال لم تكن أمي أو اختي معه فما الذي كان يفعله ، تاريخه لم يكن صفحة بيضاء لقد أتهم في عدة قضايا في وقت سابق من السرقة والسطو المسلح وقد اخفى هذا عن إدارة الفندق حيث يعمل ، ويعتقد ان له يد في سرقة بعض السواح من نزلاء الفندق ، عند سؤاله افاد أنه يبحث عن زبائن في الحي الشعبي ولم يبرر بسبب وجيه ، عند تفتيش محل اقامته و السيارة وجد معه مصوغات ذهبية ساعات محافظ وعدد لا يحصى من المفاتيح ، وعند مواجهته لم يفد باي شيء ، سوى قسمه المتكرر انه لم يقتل وانه لص ونشال ولكن ليس قاتل ، والشيء الغريب عثورنا على قطعة من الذهب ( قرط واحد للاذن اليمنى ) من ضمن المصوغات وهو نفس القرط الذي تملكه اختي منذ سنوات ولا يوجد له مثيل ، كيف حصل عليه وأختي لا تنزعه ، محمد الترس تاريخه ليس نظيف ففيه اعتداء بالضرب ومحاولة قتل ، ولكن لم تسجل حالة قتل ، لربما هي الأولى . من يدري ؟


    _ عطوه السقال ينتمي لنفس العائلة التي تنتمي لها الضحية ولكن من بعيد ، بينهم مشادات كثيرة تشهد بها الحارة القدمية ، يبدوا لك من الوهلة الأولى انه من مسرحية الصعايدة وصلوا لولا أنه لا يبتسم ، يسكن في فندق صغير قريب من المنطقة التي فيها شقتي ، أتى ليقنع الضحية ببيع نصيبها من الأرض لشركة استثمارية ستشتري كل الأراضي بمبالغ مجزية وتقوم بمشروع عليها ، وأي ارض لا تباع ستهدد بفشل بيع الأراضي جميعا وانتقال المشروع لمنطقة أخرى ، شوهد في يوم الجريمة متوجه للشقة التي قتلت فيها الضحية ولكنه انكر لقائه بالضحية جرى تفتيشه ولم يعثر معه على شيء سوى بقعة صغيرة حمراء من الدم أعلى حذائه . وكانت تلك دليل إدانة قوي .
    _ العم حمدي كما يطيب لي تسميته ، رجل بسيط جدا ومبتسم مضياف جدا وكريم ولكن على ما يبدو انه يخفي اكثر مما يظهر ، عند تفتيش الشقة وجد عنده مفتاح للشقة التي أقيم فيها وصندوق تعرفت عليه من الزينة الخاصة بغرفة نومي به بعض الأوراق التي لم اطلع عليها ، عند مواجهته بالمضبوطات اقر أنه دخل الشقة وسرق ولكنه لم يقتل بل كانت الضحية ميته في وقت دخوله ، استغل الفرصة لأخذ الأوراق التي تثبت أن له نصيب في ارض كان على خلاف بينه وبين جاره صاحب الشقة التي أقيم فيها ، لقد فاجئنا بقوله انه يعرف القاتل وأنه رآه حين يفر من الشقة ، إنه شاهين فتوة الحارة ، يقول انه حين حصل على الصندوق واراد الخروج سمع ضجة من جهة المطبخ وشاهد شاهين ينزل من النافذة .
    لدينا هنا أربع مشتبهين مع أربعة ادلة قوية ضد كل واحد منهم ، ولكن الجريمة ارتكبت من قاتل واحد فقط ..
    جلسنا انا والمحقق ، نتجاذب الاستنتاجات والأفكار ووصلنا لنتيجة واحدة ان القاتل شخص واحد والبقية ليسوا قتلة ،
    قام المحقق باستدعاء المجرمين ، واجههم بالحقائق و الاستنتاجات ، واستعرض الأدلة التي تثبت ان الجاني لا مفر له ، هنا كان خطأي ، اني كنت قريبا جدا من المتهمين ، حيث ان الجاني حاول جعلي رهينة ، ولكن يد الشاويش عطية كانت اكبر من وصف أي شاعر نبطي ، واقرب وصف لها هي يد محمد علي كلاي ..
    النتيجة أن الجاني اغمي عليه وبقربه عدد لا يحصى من اسنانه .
    مساعدة بسيطة مني ،، ثق بغريزتك وباستنتاجك الأول دائما .


    التعديل الأخير تم بواسطة Dt-sherlock ; 6-7-2017 الساعة 12:42 AM

  2. 7 أعضاء شكروا Dt-sherlock على هذا الموضوع المفيد:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...