سنتناول النمط الإيعازي من وجهتي نظر، الوجهة الاحترافية لطلاب المراحل العليا،
والوجهة المبسطة لطلاب المراحل الأساسية.

ويمكن لنا؛ بادئ ذي بدء؛ أن نحدِّد نمط النص الإيعازي من دون أدنى خطأ، في حال علمنا أن الإيعاز يحمل معنى الأمر، ويحمل معنى الإشارة بالأمر، فنقول: أوعَزَ إليه في الأمر؛ أي أمره أن يتصرف فيه، أو أشار إليه أن يفعله أو يتركه.

ومن هذا التعريف اللغوي، ندرك بأن النمط الإيعازي هو الأمر والنهي، وانطلاقًا من كلمة (أشار إليه أن يفعله أو يتركه)، فإننا ننطلق أبعد من الأمر والنهي المباشَرين، لندرك مؤشرات أخرى تميِّز النمط الإيعازي، مثل: الجمل الاقتضائية،
مثل: "يجب كذا، ينبغي كذا، أريد لك هذا الأمر أو ذاك، أحب لك أن تكون، لا مناص، لا مندوحة..."، والتمني، والتحذير، والجمل الاستفهامية.

وإذا ما أخذنا بالتعريف الاحترافي، نقول
إن مؤشرات النمط الإيعازي هي ذاتها الإنشاء الطلبي: "الأمر، النهي، التمني، التحذير، النداء، الاستفهام، التحضيض، الدعاء"، نضيف إلى ذلك الجمل الاقتضائية، والعلاقة المباشَرة بين المرسِل والمتلقي، عبر بروز ضمائر المخاطَب (ويمكن التعبير عنها بــ"التوجه المباشَر إلى المخاطَب عبر استخدام ضمائر المخاطَب")، ووظيفة الكلام التأثيرية أو التوجيهية.

وسنقدم تطبيقًا عمليًا مع توظيف المؤشرات وفق هذا الأسلوب الاحترافي في دراسة النمط الإيعازي
قبل أن نرجع إلى الأسلوب المبسط إن شاء الله، فتابعوا معنا.