رادار... مقالة بقلمي أ. عمر

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رادار... مقالة بقلمي أ. عمر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ونرجع إليكم بمزيد من المقالات بفضل الله تعالى

    ومقالتنا هذه بعنوان (رادار)

    مقالة اجتماعية هادفة من صميم الحياة التي نحياها

    تابعونا
    (في الغد إن شاء الله تعالى)

  2. 4 أعضاء شكروا أ. عمر على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: رادار... مقالة بقلمي أ. عمر

    رادار

    الرادار، أو الراصد، أو الكاشوف، أو المشعاع، على اختلاف تعريفاته ومصطلحاته، إلا أن الاسم الأشهر له هو (رادار): Radar، ذلك الجهاز الذي يعتمد الموجات الكهرومغناطيسية ليرصد سرعة الأجسام المتحركة، وبالتالي يتعرض السائقون الذين يتجاوزون السرعات القانونية المحددة من قبل الدولة، إلى ضبط مخالفة السرعة، ليدفعوا غرامة مادية، تزداد بقدر ازدياد سرعتهم فوق الحد المقرر.

    كل هذا يبدو جميلًا، ويُبَشِّر بوجود قانون حازم صارم، ولكن الأمر ليس بهذه المثالية إذا ما تعمقنا فيه، فالرادار لا يجب أن يشمل السيارات، بل لا بد من جهاز رادار راصد يكشف كل التجاوزات في كل مكان، واقتصاره على سرعة السيارات فحسب أمر قاصر عن تحقيق العدالة الاجتماعية اللازمة. وإذا ما أردنا أن نبقى في إطار سرعة السيارات، فلماذا نرى الكثير منها يسير بسرعات خيالية؟ كم من سيارة تحمل لوحة الأرقام ذاتها؟ وبالتالي لا يبالي السائقون بالرادار ولا بالغرامات، لأنها لن تنالهم في النهاية، ولن يدفعوا شيئًا! وكلامنا هنا ليس من باب الافتراضات، بل إنه مبني على واقع نعيشه في بلادنا، وقد سبق لموقع إخباري أن عرض صورة سيارتين من نفس الطراز واللون، ولهما نفس لوحة الأرقام، بل ويؤكد ذلك اتجاه الدولة إلى لوحة الأرقام بالنظام البيومتري غير القابل للتزوير.

    ولكن حتى الاتجاه إلى النظام البيومتري لا يكفي، وما يزال الرادار قاصرًا عن القيام بواجبه، مع التساؤل طبعًا عن أسباب التأخر بتطبيق هذا النظام حتى وصلنا سنة 2018، ولكن الأكثر أهمية من هذا، ما نراه من مخالفات عجيبة مستنكرة، تتضاءل بإزائها مخالفات السرعة هذه!
    كم مرة تكون منطلقًا بسيارتك في الطريق الدولي السريع، لتباغتك سيارة منطلقة بعكس السير من دون مبالاة بشيء؟ وكم مرة تكون منطلقًا بسيارتك، في أمان الله، وإذ بدراجة نارية، أو سيارة، تبرز لك من مفترق الطرق، يهجم بها صاحبها على الطريق، وكأنه يقود غوريللا هائجة جائعة، لا دراجة أو سيارة، والأدهى أن يكون هجومه هذا بعكس الطريق كذلك! وكم مرة تكون منطلقًا بسيارتك على خط السرعة المتوسطة، وأنت لا تخالف القانون، وإذ أنت تسير بسرعة 80 كيلومترًا مثلًا، تزأر خلفك سيارة يقودها صاحبها بضعفي سرعتك تقريبًا، ولا تعرف أنت كيف تتمكن من الفرار بسيارتك والنجاة بروحك، بل لا تعرف إن كانت معجزات النجاة ستتكرر دائمًا!

    ومثل ذلك، حينما تكون تقود سيارتك، على خط السرعة المتوسطة أو البطيئة، ليقتحم سائق بسيارته الطريق من أي مفرق كان، ويقف بها أمامك بغتة، وليس لك إلا أن تشكر الشركة التي صنَّعَت سيارتك لدقة الفرامل وقوة استجابتها، وتكاد تسجد لله تعالى شكرًا وامتنانًا لأن سيارة ما من خلفك لم تصدمك لوقوفك المباغت، أما ما قد تسمعه من السباب بسبب هذا الوقوف، فليس بأمر ذي بال!

    وكم مرة تكون خارجًا من مدرستك، في وقت الانصراف، تقود سيارتك بهدوء وببطء شديد، لأن الطريق ملأى بالطالبات، وإذ بسيارة أو دراجة تأتي بعكس السير، يقودها صاحبها ببلاهة شديدة، لا يبالي بكونه مخالفًا، ولا باحتمال أن يصدم سيارة أخرى، بل إنه يترك الأمر إلى الذي يسير في طريقه القانوني، ليحاول الابتعاد بنفسه وبروحه، وإلا فإن الحل أن يضغط كلاهما دواسة الفرامل في سيارته، ثم ينتظرا أن يتأمن الطريق لأحدهما لمتابعة سيره، وما أجمل هذه الحلول الرائعة!

    وما زلنا نؤكد أن اقتصار مراقبة أجهزة الرادار على من يخالف السرعة القانونية أمر قاصر بحق عن تحقيق العدالة، فلا بد أن يكون الرادار حاضرًا وثابتًا، وأن تكون العقوبة قاسية لا ترحم نهائيًا من ينطلق بسيارته عكس السير، أو يقتحم الطريق فجأة من دون سابق إنذار، إذ إن أرواح الناس ليست دمية في أيدي العابثين والمستهترين، ومن يعبث ويستهتر بقيادته يجب أن يدفع الغرامة الفادحة وأن يُسجَن، بل وأن يُحرَم قيادة السيارة وحتى الدراجة الهوائية إن كرَّر فعلته، وإلا فإن الأمور قد لا تستقيم بسهولة فيهذا البلد، بوجود هذا الكم الكبير من المستهترين من السائقين.

    وإذا قلنا إن الرادار أدى دوره يومًا ما، كما نحب ونتمنى، وكان ثابتًا في كافة المناطق والأماكن، والعقوبات صارمة حازمة لا هوادة فيها، فإننا نتمنى أن يتوسع عمل الرادار ليشمل الاتجاهات الثانية والتي لا تقل أهمية، وأعني بها اتجاهات التجار ممن لا يخاف الله، ولا يعنيه سوى أن يملأ جيوبه، على حساب صحة الناس.

    ولا نقصد بهذا الكلام أي تاجر كان، بل إننا نقصد من التجار مَن وصفناهم بما وصفناهم به الآن ،وأعني تحديدًا ذلك الخبر عن بائع دجاج كان يشتري قطع الدجاج المختلفة من (شركة)ما، قطع متعفنة لا تصلح للاستهلاك البشري، فيشتري العلبة بدولار واحد، ويبيعها بأربع دولارات، وذلك بعد أن يغسل القطع السوداء بأدوية تنظيف البلاط (الأو ديجافيل)!!

    ماذا عن دور الرادار هنا؟ هل يكفي مصادرة البضاعة؟ هل يكفي أن تتم مطاردة شاحنة فَيَفِرَّ بها سائقها؟ ألا يجب أن ينال هذا البائع عقابًا جديرًا بعقوبات الأساطير الإغريقية ليكون عِبرة لمن يعتبر ممن يفكر أن يمشي على خطاه؟ أم أن صحة الناس ليست بالأمر المهم؟ ثم ماذا عن (الشركة) التي تصدر له هذه البضاعة العفنة؟ ما لم تتعفن جلود أصحاب هذه الأعمال في السجن، فإن الأمر قد يستمر، بل إنه سيستمر حتمًا، حتى لو تم إلقاء القبض على البائع وأصحاب الشركة، فلا بد من العقوبات التي لا رحمة فيها على الإطلاق.

    وإن لم يُنْهِ هذا الأمر قلة الأمانة والاستهتار بأرواح الناس، فإنه سَيَحُدُّ منها حتمًا، ومن بعد ذلك تأتي متابعة الرادار عمله الرقابي الحازم الصارم، لتتكرر العقوبات الفادحة لأمثال هؤلاء الوحوش، لتكون العبرة الحقيقية لكل معتبر، ولتخفت آثار هذه الأعمال الإجرامية بحق الناس، حتى تتلاشى، أو تكاد تتلاشى.

    نعم، فعمل الرادار لا يجب أن يكون لمن يقود سيارته بسرعة أكثر من 100 كيلومتر في الساعة، وقد يكون يقودها بلوحة مزورة، وقد يكون يقودها بهذا الشكل استهتارًا، خاصة إذا ما كرر هذا العمل مرات عديدة من دون أن يكون هناك رادار يلتقط سرعته الجنونية، أو حتى لِضَعْف المبلغ المفروض كغرامة مادية، بل يجب أن يكون الرادار ثابتًا، وشاملًا لكافة أنواع التجاوزات، والعقوبة صارمة جدًا، حتى يرتدع كل مستهتر بالناس وصحتهم وعافيتهم وأرواحهم.

    وما زلنا نتحدث عن الصحة والعافية، أين الرادار الطبي هنا؟ أيُعقَل أن تُدخَل طفلة مستشفى ما، فتخرج منه وقد أصابها فيروس، وذلك بدلًا من علاجها؟ أين دور الرادار الطبي أمام وحوش المال، ممن يُجرُون العمليات الجراحية أو يدَّعُون ذلك، فيخرِّبون بدلًا من أن يعينوا المريض على الشفاء، وينعمون بما قبضوه من المال، ويبقى المريض يعاني الأمرين من بعدهم؟
    هل يمكن أن نرى لجنة رادار طبية تستلم ملف المريض بالكامل قبل العلاج، وخلاله، وبعد العلاج حتى، لتحاسِب الطبيب؛ أيًا كان؛ إذا كان قد تلاعب بصحة المريض، أو أجرى له عملية جراحية خادعة، ولم يعالجه مما يعانيه بالفعل، ليتحاسب الطبيب إن تحول تاجرًا بدلًا من كونه طبيبًا؟!

    دعنا ننقل الرادار إلى المجال التعليمي، ليتأكد من بقاء المدارس ضمن الأطر التربوية، وعدم انقلابها إلى الأطر السياسية أو المنافع الخاصة والشخصية، أتكلم عن ماضٍ بعيد لي في التعليم، آنذاك فوجئتُ بأن البرنامج المخصص لي يتجاوز النصاب القانوني لي بثلاث ساعات كاملة، وكان نصابنا وقتها 24 ساعة تدريس، و3 مناوبة، و3 فراغ لنا، لكن برنامجي كان27 ساعة تدريس، و3 مناوبة، وكان واضع هذا البرنامج هو أحد النظار، وإذ اعترضنا عليه، دخلنا في ما يسمى (حوار الطرشان)، وسأعرض لحوارات الطرشان في مقالات أخرى، ولكن، حينما سمع الناظر بأننا سنتجه إلى مكتب التفتيش التربوي، تحول إلى ملاك فجأة، ليخبرنا بأنه فعل ذلك، كي (نتصدق) نحن بعلمنا! وكي نساهم في (رحمة) إحدى المدرِّسات بالتعاقد في تلك المدرسة، أي أنه يريد لنا ببساطة أن ندرِّس ثلاث حصص إضافية أسبوعيًا، مقابل أن تسجلها تلك المتعاقدة باسمها في دفتر التعاقد وتقبض ثمنها!ولكنْ، إن غاب رادار (الفهم والأمانة) عنده، فإن رادار (الضمير والفهم والأمانة) عندنا لا يغيب بإذن الله، فرفضنا هذه (الرحمة) المزعومة، لِيَتِمَّ تعديل البرنامج فورًا، والحمد لله.
    وقريبًا من هذا، مدرسة درَّسْتُ فيها في منطقة بعيدة، وتعرَّضْتُ لبعض المضايقات الإدارية فيها، وكنتُ أصبر بادئ الأمر لأدفع الأمور بالحسنى، حتى حانت لحظة الحسم لإنهاء هذه المهزلة، وكان أن انتهت فعلًا بالمبرر الآتي لديهم: (أنت من طرابلس، وقادم لتدرِّس في منطقتنا)! وإذ أخبرتُهم بأنني سأذهب بهذا المبرر إلى وزارة التربية، تتحول الإدارة إلى صديقة رائعة لي!

    وفي المثالين السابقين، لا يغيب دور الرادار، فلئن تمكنتُ من الاعتراض والمواجهة وتحصيل الحق، فإن غيري قد لا يتمكن من ذلك، أو قد يدفع الأمور بالتي هي أحسن، ولكن الرادار يجب أن يؤدي دوره بمنتهى الحزم، وكم من جامعة أو كلية، تجد فيها طالبًا ما، أدنى منك بالمستوى العقلي والتفكيري، ولا يعرف أبجديات بعض المواد التي تدرسونها، ثم ينال علامات مرتفعة، أعلى مما تنالها أنت، أو تصله المسابقات قبل إجرائها، وذلك لأنه ينتمي إلى طائفة أو مذهب أو حتى منطقة أحد المدرِّسين فيها؟ أو ربما لأنه ينقل أخبار الصف والتلاميذ جميعًا إلى الإدارة؟!

    أين الرقابة الرادارية حينما تغيب الرقابة الإدارية الحازمة؟! لا بد من لجان الرادار في كل مكان، والعمل ليل نهار حتى ينال كل ذي حق حقه، ولكنْ... ترى، هل سيحصل ذلك؟ لا أقصد بالسؤال إن كنا سنرى لجانًا رادارية في كل مكان، بل أقصد؛ في هذه الحالة؛ هل ستنفع لجان الرادار هذه، إن لجان الرادار الصارمة ستكون ذات نفع عظيم للبلد والناس جميعًا، ما لم تكن هي نفسها بحاجة إلى رادار رقابي آخر! عندها، علينا وعلى الدنيا السلام!

    عمر قزيحة1/1/2018الساعة: 11:19 ليلًا

  4. #3


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: رادار... مقالة بقلمي أ. عمر

    المقالة اللاحقة:

    وماذا تتحمل النساء؟
    (حياة النساء بين الخيال والواقع)

    (تابعونا بإذن الله)

  5. #4


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: رادار... مقالة بقلمي أ. عمر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~~خالد~~ مشاهدة المشاركة
    مقالة رائعة جدًا..!
    يعجبني الأسلوب الساخر الذي تعالج به الموضوعات في مقالاتك.

    متابعٌ معك أستاذنا الفاضل، لا عدمنا إبداعك :")

    بورك قلمك ~
    بارك الله بك أخي الغالي، وجزاك الخير لكلامك الراقي، ورأيك المشرف لي

  6. #5

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,610
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: رادار... مقالة بقلمي أ. عمر

    وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~

    حياة الناس ليست لعبة بأيديهمـ،
    وراحتهمـ ليست بهواهمـ،
    شيء يقهرر وفقط،
    ربي يكفينا شر الظلم ويجنبنا أن نكون قبضة في يد أحدهمـ
    يتلاعب بنا كيف يشاء ربنا اكفنا شرهمـ،
    بقدرتك يا كريم،
    اللهم صلِّ وسلم على النبي الحبيب محمد،
    باركك ربي،
    موفق يارب
    في حفظ المولى،،
    ~

  7. #6


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: رادار... مقالة بقلمي أ. عمر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~

    حياة الناس ليست لعبة بأيديهمـ،
    وراحتهمـ ليست بهواهمـ،
    شيء يقهرر وفقط،
    ربي يكفينا شر الظلم ويجنبنا أن نكون قبضة في يد أحدهمـ
    يتلاعب بنا كيف يشاء ربنا اكفنا شرهمـ،
    بقدرتك يا كريم،
    اللهم صلِّ وسلم على النبي الحبيب محمد،
    باركك ربي،
    موفق يارب
    في حفظ المولى،،
    ~
    آمين يا رب
    وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
    وحفظكم؛ أختي الكريمة؛ من كل سوء

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...