وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

[ منتدى قلم الأعضاء ]


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 49
  1. #21

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,610
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Thumbs up رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    أهلاً أستاذ^^,
    ربي يرحم والديك على هذه الكلمات الجميلات،
    بارك ربي بك وفيك،
    لكم ثارت نفسي قهراً مما قد تلاقيه الفتاة،
    فإن بعض الأهل يعاملنها أقرب إلى الخادمة منها كفتاة
    خرجت من أصلابهم،
    فبدل الحب والحنان والعاطفة،
    نجد الكثيرون حرموا بناتهم العطف والحنان،
    ونحن كما تقول لا نعمم،
    لكننا ننظر إلى الشيء السلبي لعلنا نصلحه ونقومه،
    البنت تعمل عملاً أحياناً يفوق طاقتها،
    أما في أحيان نجد الأبن مرتاح بل يأخذ حريته ويتأمر كأنه ملك وليس أخ،
    رحم ربي الحال وياليتهم يكافئونها ويروحون عنها
    بل بدلاً من ذلك تواجه الضيق والحرمان،
    ثم ما إن تكبر إلا وتنقلب كـ لبوة شرسة تتنكر لأهلها،
    أو تكون فريسة لبراثن الذئاب البشرية،
    رحماك يارب
    إن لم نزرع فيها العقيدة والإيمان
    ونمنحها الدفء والحنان ونجعلها سيدة في البيت لا خادمة
    مهمتها تلقي الأوامر كالنادلة!،

    ألا فليبارك ربي عمرك ويزد من فهمك ووعيك،
    ويزدك من فضله الشيء الكثير
    كلام كالبلسم على الجرح المنتشر المتهابط بقوة،
    رحم الله أبي رحمة واسعة ونور قبره وأدخله جنان الفردوس الأعلى،
    وبارك في عمر أمي على طاعته وجمعها مع أبي في جنات الخلد،
    بوركت
    في حفظ المولى،،

    ~

  2. #22


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    أهلاً أستاذ^^,
    ربي يرحم والديك على هذه الكلمات الجميلات،
    بارك ربي بك وفيك،
    لكم ثارت نفسي قهراً مما قد تلاقيه الفتاة،
    فإن بعض الأهل يعاملنها أقرب إلى الخادمة منها كفتاة
    خرجت من أصلابهم،
    فبدل الحب والحنان والعاطفة،
    نجد الكثيرون حرموا بناتهم العطف والحنان،
    ونحن كما تقول لا نعمم،
    لكننا ننظر إلى الشيء السلبي لعلنا نصلحه ونقومه،
    البنت تعمل عملاً أحياناً يفوق طاقتها،
    أما في أحيان نجد الأبن مرتاح بل يأخذ حريته ويتأمر كأنه ملك وليس أخ،
    رحم ربي الحال وياليتهم يكافئونها ويروحون عنها
    بل بدلاً من ذلك تواجه الضيق والحرمان،
    ثم ما إن تكبر إلا وتنقلب كـ لبوة شرسة تتنكر لأهلها،
    أو تكون فريسة لبراثن الذئاب البشرية،
    رحماك يارب
    إن لم نزرع فيها العقيدة والإيمان
    ونمنحها الدفء والحنان ونجعلها سيدة في البيت لا خادمة
    مهمتها تلقي الأوامر كالنادلة!،

    ألا فليبارك ربي عمرك ويزد من فهمك ووعيك،
    ويزدك من فضله الشيء الكثير
    كلام كالبلسم على الجرح المنتشر المتهابط بقوة،
    رحم الله أبي رحمة واسعة ونور قبره وأدخله جنان الفردوس الأعلى،
    وبارك في عمر أمي على طاعته وجمعها مع أبي في جنات الخلد،
    بوركت
    في حفظ المولى،،

    ~
    حفظ الله لكِ والدتكِ ورحم والدكِ، ونسأله أن يجعله في الفردوس الأعلى بفضله ورحمته
    وللأسف، بعض الأهل يحولون ابنتهم إلى خادمة لا أكثر ولا أقل، ونتمنى أن نتمكن من تصحيح
    هذه الأوضاع السيئة، ولا نظن أننا سننجح في ذلك إلا على نحو محدود فحسب
    وينسون أن البنت هبة من الرحمن الرحيم لهم فيحرمونها الدفء والحنان والأمان
    ومن هنا نرى اضطرار بعض البنات إلى خداع أهاليهن للأسف الشديد
    كل الشكر لحضرتكِ الكريمة لدعائكِ الطيب، بارك الله بكِ ولكِ، وحفظكِ من كل سوء

    وبإذن الله تعالى لنا المتابعة في هذه الدراسة
    حين يخف عنا ضغط تصحيح الاختبارات

    دمتم في أمان الله تعالى وحفظه ورعايته


  3. #23


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة السادسة

    وقد بَيَّنا؛ إذًا؛ أن المجتمعات تظلم النساء، خاصة في مسائل الزواج، إلا أن ظلم النساء من قبل النساء أنفسهن أشد وقعًا عليهن من ظلم الرجال، فقد تخضع الأنثى لقسوة الرجل وظلمه، بحجة أنه الرجل، أو أنه زوجها، ولكن حينما يبدأ ظلم النساء لبنات جنسهن، فإن الجراح قد تكون أشد وأقسى.
    والغريب لماذا لا يلاحق شبح العنوسة الرجال؟ ألا نعلم أن اللغة العربية تُطلِق تعبير (العانس) على كلا الجنسين؟ فالبنت البكر إذا طال بقاؤها في منزل أهلها، بعد إدراكها سن الزواج، من دون أن تتزوج، تسمى العانس، وكذلك الرجل، إذا طالت عزوبته ولم يتزوج، فهو عانس، ولكن المجتمعات لا تعترف بالعنوسة إلا على البنات فحسب، ولعل السبب في ذلك أن الأنثى محكومة بعامل السن، فإن كانت المتزوجة تخاف بلوغ سن اليأس قبل أن تحبل، فما الحال بالعازبة التي لم تتزوج بعد؟

    تعالوا ننظر في واقع النساء الاجتماعي الحقيقي، وزياراتهن بعضهن، وطريقة كلام النساء (ولا نعمم على الجميع طبعًا)، ولكن على غرار:
    (هذه هي ابنتكِ؟ كم صار عمرها؟ لماذا لم تتزوج بعد)؟! ثم تنظر النساء الزائرات إلى الفتاة ابنة صديقتهن، قائلات بـكل (المواساة): (لا تقلقي، سيأتي نصيبكِ إن شاء الله)!
    ترى، كيف يكون وقع هذه الكلمات على البنات؟ ألا يُشعِر البنت بأنها كم مهمل! ألا يجعلها تقلق على مصيرها وإن كانت ستتزوج أم لا؟ وكم من فتاة تبكي وتغرق دموعها خديها، فقط لأن فلانة قد خُطِبَت، والأخرى قد تزوجت، وهي لم يأتها نصيبها بعد! أي أن شبح (العنوسة) يلاحقها!
    وكل ذلك من كلام النساء، بل ربما من كلام أمها نفسها، التي تغرس في نفسها، منذ بداية إدراكها الحياة، أنها تريد أن تراها (عروسًا) تفرح بها، والبنت تفرح بدورها بهذا الكلام، وتلك الأمنية، وتبدأ تتخيل نفسها في الفستان الأبيض، و... ومع مرور السنين، وزواج رفيقاتها، أو بنات حارتها، اللواتي من عمرها أو حتى أقل، تبدأ البنت بالخوف على نفسها ومستقبلها، وهل ستصبح (عانسًا) لا سمح الله، أما الرجل فلا مشكلة في ذلك، قد يقترب من الخمسين من عمره، قبل أن يفكر بخطبة أي فتاة، ولا يشعر بأدنى قلق على مستقبله، ولا تلاحقه نظرات المجتمع، كونه قد بات (عانسًا) ولم يعد أمامه أي أمل!
    والعنوسة ليست كلمة هينة بالنسبة للنساء، على الإطلاق، فقد درسها علماء النفس، والأطباء النفسيون، وإن لحظوا أن هناك بعض النساء يتأقلمن جيدًا مع العنوسة ولا يعانين أي مشاكل نفسية، إلا أن الكثير من النساء يتأثرن بالعنوسة، فتفقد الواحدة ثقتها بنفسها وتشعر بأن حياتها لا تنفع شيئًا، كونها لم تتزوج، هذا الأمر يدفع بها إلى العيش في حالة من القلق، فتشعر أحيانًا بأنها تنتمي إلى هذا العالم من حولها، وتشعر أحيانًا بالعكس، ما قد يدفع بها إلى حالة من الاكتئاب.
    وأضيف أنا من عندي، بأن هذه المشاعر ليس فقط لأنها لم تتزوج، فالزواج ليس الغاية النهائية لدى الأنثى، وإنما الأمومة، ذلك الحلم الكائن في نفس كل أنثى، ونرجع مرة أخرى إلى علم النفس، ودكتور هيئة علم النفس البريطانية، د. ألفورد، الذي يدرس حالة العانس التي عانت المشاكل بسبب العنوسة، قائلًا إنه من الضروري تحديد ما الذي يجعلها خجولًا بحالتها، هل الضغط العائلي أو المجتمع أو فشل علاقاتها السابقة، أو صدمة نفسية.
    ولكن، ما هو العلاج الصحيح؟ العلاج الصحيح قد لا ينجح نهائيًا في كثير من مجتمعاتنا العربية المتطورة تربويًا في التفريق بين الصبيان والبنات في المعاملة، وإشعارها البنات بأنهن في مرحلة أدنى، إذ إن العلاج يبلغ مداه الصحيح حينما تقتنع المرأة العانس بأنها كائن قائم بحد ذاته، وأنها تعيش لنفسها لا لغيرها، أي بإلغاء فكرة السيطرة التي نغرسها نحن في عقول البنات منذ يفتحن أعينهن على الدنيا، ووجوب الخضوع للذكر، حتى لو كان أخًا يصغرهن بسنوات وسنوات.
    ومشكلة العنوسة لا تقتصر فقط على أنها كلمة تُقال، وأن هذه الفتاة تكره كونها عانسًا، وتشعر بأنها بعيدة عن العالم كله بسبب ذلك، وأن الأخرى لا تبالي، ووعيها وإدراكها بأن هذا نصيبها الذي كتبه الله تعالى لها، وأنه عز وجل الأرحم بها من نفسها، وله حكمته التي لا تعلمها، وهذا أفضل علاج ممكن في هذه الحالة، ولكن العنوسة باتت اهتمامًا عالميًا، لا مجرد كلمات تقولها النساء لبنات صديقاتهن ومعارفهن، فهذه إذاعة هولندا العالمية، تقدم دراسة عن العنوسة في العالم العربي عام 2013، لتأتي بنتيجة أن أعلى نسبة عنوسة لدينا كعرب، تبلغ 85%، ويأتي لبنان في المركز الأول، والنسبة في الإمارات 75% وفي سوريا 70% وفي المملكة العربية السعودية 45% وفي البحرين 25% وفي فلسطين 7%...
    وبغض النظر عن دقة هذه الإحصائيات، التي قدمتها إذاعة هولندا العالمية "هنا أمستردام"، كونها جمعت معلوماتها من مقارنة الإحصائيات التي أخذتها من مراكز الأبحاث، ومعطيات المنظمات غير الحكومية الناشطة، إضافة إلى التوقعات التي تنطلق من المؤشرات الاجتماعية لكل دولة، إلا أن الشاهد لدينا أن (العنوسة) تعني (مصيبة) خاصة بـــ(النساء)، أمر يتجاوز المجتمعات العربية إلى دول العالم جميعها ربما.
    ولن نقول إن الأجانب وحدهم، وخاصة هيئة علم النفس البريطانية، من اهتموا بمحاولة علاج مشكلة العنوسة، فقد حاول رصدها الشيخ شقير حمود العتيبي، في كتاب (العنوسة: المشكلة والعلاج)، إلا أن كتابه، على ما فيه من الكلام القيم، عرض أسباب العنوسة أكثر من علاجها، ومنها غلاء المهور الباهظ الذي يمنع بعض الشباب من الزواج، وتكلم الكاتب عن أن الزواج يحقق للمرأة الراحة والسكن، وقد أحسن بذلك فعلًا برأيي، إذ إننا نرى العكس فعلًا حينما لا تحقق الفتاة هدف الزواج ثم الحمل فالأمومة، تبقى في حالة اضطراب وقلق دائمين، ولكن الكاتب حاول حل مشكلة العنوسة بطريقة الكلام عن تخفيف المهور، وتيسير الزواج، إلا أنه لم يقدم الحل الفعلي لمن تعاني مشكلة العنوسة فعليًا.
    المهم أن (العنوسة) باتت سيفًا مخيفًا على النساء، ولعل (الطلاق) نفسه ليس بأشد وطأة عليهن من العنوسة، فالمطلقة قد تتكلم عن زوجها، وعن (إنجازاتها) المنزلية، والتي لم يقدرها زوجها، وتكسب تعاطف النساء الحاضرات معها (وربما كلامهن عليها بعد ذلك بعكس تعاطفهن السابق) وقد يخف الأمر عنها أكثر وأكثر في حال وجود الولد، أما العانس فتبقى؛ إذا لم تستطع التأقلم مع واقعها، تشعر بأن مجتمعها حرمها حقها الطبيعي في الزواج، مثلها مثل كل أنثى أخرى، وتشعر؛ كذلك؛ بالغيرة الشديدة من كل أنثى متزوجة، بل ربما تفسر زيارة أي صديقة متزوجة لها، على أنها (شماتة) بها!
    وهنا نلحظ وجود ردتي فعل متناقضتين لدى العانس، فإما أن تصبح بطبع حاد قاس، بسبب ما تعانيه، وإما أنها تصبح انطوائية لا تميل إلى الجلوس أو الكلام مع أحد، خاصة النساء، وخاصة إذا قُمْنَ بفتح المواضيع القديمة نفسها، أو على أساس أنهن يفتحن (أبواب الأمل) للفتاة العانس (بأن لا تقلقي، سيأتي نصيبكِ حتمًا)! والأسوأ من ذلك الصمت! لأن صمت النساء هنا يتمثل بنظرات الشفقة التي يَرْمِينَ بها الفتاة العانس!
    وهذا الأمر قد يؤدي إلى ما هو أسوأ، أي الخوف من بلوغ مرحلة العنوسة، وكلما اقتربت الفتاة منها، فقد ترمي الأنثى بنفسها في هاوية تجعلها تندم أشد الندم، وذلك بموافقتها على الزواج بأي رجل يتقدم إليها، بغض النظر إن كان مناسبًا لها أم لا، بغض النظر إن كانت طباعهما متوافقة أم مختلفة، المهم أن يكون اسمها وصفتها بين الفتيات أنها (متزوجة)، وأن يتكلمن عنها بغيابها أن (فلانة قد تزوجت)، ولم تعد (عانسًا)!
    وهذه العنوسة قد تؤدي بالنساء، بل بالمجتمع ككل، إلى مشاكل أخرى أشد وطأة، فقد تلجأ العانس إلى الدجالين، الذين يدعون أنهم أناس ملتزمون بالدين، ويقومون بتحضير الجن! ربما لجهلها بمدى فداحة اللجوء إلى أمثال هؤلاء السحرة الحقراء، فتحاول أن تجعل فلانًا يكره امرأته، وذلك لأنها ليست بأجمل منها وتزوجت، وهي لم تتزوج! وطبعًا ليس هذا السبب الوحيد للجوء إلى السحرة، وسنعرض دراسة مطولة عنهم إن شاء الله تعالى قريبًا، ولكننا نتحدث؛ الآن؛ عن نتيجة تؤدي إليها العنوسة، وهي الكيد للمتزوجة لإفقادها سعادتها.
    غير أن الأسوأ والأسوأ، اعتبار الفتاة أن الحجاب، أو الملابس الطويلة، هي التي تؤدي إلى عدم وقوع الرجال في حبها، ما يدفع بها إلى ارتداء الملابس القصيرة، والمبالغة في التبرج، ظنًا بأن ذلك يُبرِز جمالها ومفاتنها، فتجذب الرجال إليها.
    لقد خلق الله تعالى لنا الحياة الدنيا، واستخلفنا فيها، وجعلنا زوجين، ذكرًا وأنثى، وبالتالي لا تكتمل راحة الإنسان واطمئنانه النفسي، ما لم يحقق التوازن العاطفي بالزواج، فلا شيء يعيد إلى الإنسان الاطمئنان، أو يعطيه الراحة النفسية فعلًا، مثل أن يلجأ إلى زوجه ليطلب فيها الأمان: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة}، فإن كانت النساء يعطين كل معاني شعور السكن إلى رجالهن، فإنهن؛ ومن باب أولى؛ يحققنْه لأنفسهن، فالمرأة التي تحتضن زوجها المثقل بالهموم، كأنها تحتضن الطفل الصغير، فإنها؛ بذلك؛ تغدق عليه فيضًا من الحنان، يشعر به الرجل فيهدأ قلقه واضطرابه، وهي في هذه الحال، إذ يتحرك حنانها هذا، يتحرك ليغمرها قبل أن يغمر زوجها، وبالتالي السكن والراحة والاطمئنان يتحققان للمرأة والرجل على حد سواء بالزواج، وإذ نحرم أحدهما هذا الأمر الطبيعي، فإنه يظل في دوامة من القلق، تختلف حدتها بين شخص وآخر، ولكن، هي لدى النساء أشد وأقوى وطأة بكثير، فالرجل حينما يُسأَل من أقرانه لماذا لم يتزوج، أو ألا يرغب في الزواج؟ فقد يَرُدُّ ببساطة إنه لم يجد الفتاة التي تملأ عينيه! أو قد يكون رَدُّه (دعونا مرتاحين من النسوان، ومن يجلب الهم إلى قلبه)؟ وتكون ردة الفعل من الرجال الضحك المدوي! أما النساء اللواتي يسألن والدة أو أخت هذا الرجل (ألا يرغب في الزواج)؟ وتقول (ليس بعد، أو يبحث عن ابنة الحلال)، فإن الكلام ينتهي هنا، بدعوة النساء له بأن يجد الفتاة التي يريدها سريعًا، أو بنصيحتهن الغيابية إليه بأن يتزوج ويريح نفسه، ولكن الأمر يختلف بالنسبة للنساء، لماذا لم تتزوج فلانة؟ وكم أصبح عمرها؟ ولماذا لم تتزوج إذًا؟ أما زالت تأتيها دورتها الشهرية أم لا؟ أه، ما زالت تأتيها! الحمد لله! ولكن... عليها أن تسرع في الزواج، قبل أن تصل مرحلة اليأس (وكأن الأمر بيدها هي مثلًا)! ومن هنا، نرى مدى فداحة تأخر الفتاة في الزواج، وكأنها ترتكب خطأ قاسيًا بحق نفسها، كأنها هي المسؤولة عن ذلك!
    لذا، يبقى ظلم النساء أنفسهن، ظلمًا فادحًا وجرحًا بالغًا قد لا يندمل رغم مرور السنين، فالفتاة التي تَمَّ إفهامها بأنها (عانس) وأنها مخطئة بسبب ذلك، أو لا تمتلك أي جمال أو أنوثة، بدليل أن أحدًا لم يطلبها للزواج بعد، فإن هذه الفتاة تكره بنات جنسها أشد الكره، وبالتالي تفقد ثقتها بمن حولها، وهذا ما يزيد الأمر سوءًا في نفسها، وينعكس في معاناتها
    ومن هنا، نرى أن التربية الصحيحة يجب أن تعيها النساء قبل الرجال، لأنهن ناقلات التربية للأجيال الجديدة ومن صغرها، وإذا ما قامت النساء بتربية بناتهن بهذا الأسلوب، فإن المرأة ستظل دائمًا في هذه الحالة المتناقضة، هي دائمًا قلقة بانتظار الزواج، وهي دائمًا عصبية المزاج إن نظرت إليها نساء مجتمعها على أنها عانس، أو انطوائية لا تريد الكلام مع أحد، وفي الحالتين لا ثقة لها بأحد من الناس، وكل ذلك بسبب ظلم النساء من قبل النساء!

    ولكن، ليس الزواج خاتمة المطاف ونهاية الأحزان... ففي طياته الظلم (أحيانًا) للمرأة،
    ولا نقصد الزواج بمفهومه الشرعي الرائع، ولكننا نقصد الممارسات والنظرات الاجتماعية التي تبتعد عن الدين كل البعد، ونراها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية... كما نقصد ظلم النساء أنفسهن في هذا المجال...

    تابعوا معنا

  4. #24

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,610
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Thumbs up رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    جميل جداً ما ذكرته،
    يصف حال الفتيات وصفا،
    ربي يرحمهم برحمته،
    نسوا الناس لما خلقوا،
    وتشاغلوا في التفاهات،
    لا حول ولا قوة إلا بالله،
    يحسبونهم سيعمروا في الدنيا،
    لكن على الفتاة إن تشغل نفسها بالعبادة وبما ينفعها،
    والبحث عن أحلامها وتحقيقها،
    فإن كان لها نصيب فحيا هلا،
    وإن لم يكتب لها فالخير عندالله عظيم،
    ما أسرع العمر يمضي سراعاً،
    فيا نفس توبي قبل الممات،
    فساعاتك قلائل،
    فاستغليها بذكر الله والطاعة،
    شكراً لك المادة كانت دسمة فعلاً
    ورائعة كذلك،
    أحسنت في الطرح والوصف،
    قرأتها دفعة واحدة،
    ومازلت أترقب المزيد،
    فلا تتأخر علينا،
    الموضوع فعلاً جميل ما شاء الله،
    باركك ربي،
    وزادك من فضله،
    في حفظ المولى،،
    ~

  5. #25


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    جميل جداً ما ذكرته،
    يصف حال الفتيات وصفا،
    ربي يرحمهم برحمته،
    نسوا الناس لما خلقوا،
    وتشاغلوا في التفاهات،
    لا حول ولا قوة إلا بالله،
    يحسبونهم سيعمروا في الدنيا،
    لكن على الفتاة إن تشغل نفسها بالعبادة وبما ينفعها،
    والبحث عن أحلامها وتحقيقها،
    فإن كان لها نصيب فحيا هلا،
    وإن لم يكتب لها فالخير عندالله عظيم،
    ما أسرع العمر يمضي سراعاً،
    فيا نفس توبي قبل الممات،
    فساعاتك قلائل،
    فاستغليها بذكر الله والطاعة،
    شكراً لك المادة كانت دسمة فعلاً
    ورائعة كذلك،
    أحسنت في الطرح والوصف،
    قرأتها دفعة واحدة،
    ومازلت أترقب المزيد،
    فلا تتأخر علينا،
    الموضوع فعلاً جميل ما شاء الله،
    باركك ربي،
    وزادك من فضله،
    في حفظ المولى،،
    ~
    نسأل الله تعالى الرحمة للفتيات وأن يحصلن على الإنصاف في معاملتهن من قبل أهلهن
    وعلى الأمهات أن يُرَبِّيْنَ بناتهن على أن الله تعالى خلق الإنسان ليعبده، وأنه الأرحم به من نفسه
    وربما يؤخر نصيبها لحكمة منه عز وجل، وربما تُحرَم الأمومة، بل وحتى الزواج، لحكمة لا يمكن لها إدراكها
    بدلًا من تحميلها ضغطًا لا قِبَل لها به إذا ما تأخر زواجها كما يفعل كثير من الأمهات وصديقاتهن للأسف
    حينما نُحسِن التربية نرى أن الفتاة ولو لم تتزوج، فربما تشعر بالضيق والألم، خاصة حينما تسمع كلمة عن فتاة
    تزوجت، وأخرى أنجبت، ولكن بشكل يمكن احتماله، لأن الهدف الأسمى الذي تم غرسه في ذهنها أنها خُلِقَت لعبادة الله تعالى أولًا وأخيرًا، لا أنها خُلِقَت ليتزوجها رجل، وإلا فإن الحق عليها!
    بارك الله بكِ ولكِ الدعاء الطيب وجزاكِ خير الجزاء، وبإذن الله تعالى سنتابع في هذه الدراسة، وقريبًا
    دمتم في حفظ الله تعالى.

    التعديل الأخير تم بواسطة أ. عمر ; 6-2-2018 الساعة 08:05 PM سبب آخر: تكبير الخط

  6. #26


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    سنتابع إن شاء الله تعالى في أمسية يوم غد
    بعد الانتهاء من العمل
    وعلى الله الاتكال، ومنه التوفيق

  7. #27


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (مقالة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة السابعة

    تكلمنا عن العنوسة وآثارها ودور النساء السلبي فيها، وكيف يحوِّل الرجال، والنساء قبلهم، حياة البنات العازبات إلى جحيم مزعج، يتمثل؛ أكثر في ما يتمثل؛ بوصفهن بـ(العنوسة)، وما أشبه ذلك من الكلام، والأسوأ من هذا الوصف، تلك النظرات المشفقة التي تطارد بها النساء الفتيات العازبات، عدا عن الغيبة وتحليل نفسية (العانس) بما تعرفه وما لا تعرفه الفتاة نفسها، إلى أمر لا يقل سوءًا وفداحة من ذلك، وهو إجبار الفتاة على الزواج!
    وما يؤسف له وجود هذه الظاهرة في (بعض) مجتمعاتنا الإسلامية، في عصرنا الحالي، وربما انخفضت حدتها قليلًا عما مضى، ولكنها ما تزال موجودة وملحوظة، بل إنها كانت موجودة بقوة في جيل سابق لنا مباشرة، أي بعد أقل من ألف وأربعمئة سنة على الهجرة النبوية بقليل، وكم سمعنا من امرأة متقدمة في السن، أنها حينما كانت في الثالثة عشرة تقريبًا، أو أكثر من ذلك بسنة أو اثنتين، أتاها والدها يخبرها أن صديقه الفلاني قد طلبها منه، وأنه وافق، وأن عرسها بعد يومين أو ثلاثة! وأن (زوجها) سيأخذها إلى (بيته) بــ(ملابسها) هذه (أي أن أهلها لن يجهزوها بما يلزمها قبل العرس)، ذلك لأن زوجها سيتكفل بشراء ما يلزمها من الملابس وسواها، وحتى الخف المنزلي، بمعرفته هو! (وكأنه يتكرم عليها بهذا العرض السخي، وليس واجبًا عليه)، وربما يهبط (الحنان) فجأة في قلب هذا الأب، فيسألها بعد كل هذه المعلومات التي يخبرها بها: (وما رأيكِ يا ابنتي)؟!
    ولا يسألها هذا السؤال إلا ليسمع منها الإجابة التقليدية (مثل ما ترى يا أبي)، وكأن لدى المسكينة إجابة سواها! ليهتف الأب بحماسة شديدة: (الله يرضى عنك يا ابنتي)، ولكن هل يرضى الله عنه، إذ يزوجها بهذه الطريقة؟!
    وأحيانًا، في هذه الحالة، (يتكرم) الرجل الذي سيتزوج بهذه الفتاة، من دون رضاها به، بموافقته على أن يجهزها أهلها بملابس الزفاف التقليدية التي تحبها وتهواها البنات في المعتاد، ولكن، حتى لو كان المنظر الخارجي كما تحبه الفتاة، فماذا عن المنظر الداخلي؟ وماذا عن قلب كسير؟ ماذا عن إحساسها بأنها لا تختلف في شيء عن بضاعة في مخزن تاجر، يبيعها لمن يدفع فيها الثمن الأعلى؟؟
    ولنذكر هنا قصة أخت الشاعر نزار قباني، الذي أراد أبوها أن يزوجها برجل من غير رضاها، فلم ينفعها اعتراضها شيئًا، وإذ أدركت أنها ستصبح امرأة رجل لا تريده، ولا تستطيع الرفض، أنهت حياتها بنفسها منتحرة، ولا نبيح الانتحار أو نبرره، بل هو ضعف إيمان واضح، ولكننا نستشهد بأن هذه العادة ؛ أي عادة تزويج البنات بغير رضاهن؛ كانت موجودة حتى وقت قريب، بل ما تزال موجودة حتى الآن في بعض المجتمعات الإسلامية، ونؤكد مجددًا أننا لا نقصد، بل لا يجوز لنا التعميم في هذا الصدد.
    مهما كان الأب يرى الأمر، ومن أي زاوية، حتى لو كان يرى أن مجتمعه ليس فيه أدنى اختلاط بين الرجال والنساء، وبالتالي لا يمكن لابنته أن تكون قد رأت زميلًا لها في الجامعة أو في العمل، أو رآها أحدهم مثلًا في الشارع ذاهبة لشراء شيء ما، أو مع صديقاتها، بل ربما يكون المجتمع يفرض النقاب على الفتاة، طبقًا لبعض مذاهبنا الفقهية، مما أوضحناه من قبل، رغم هذا وذاك، فإنه لا يجوز للأب تزويج ابنته بهذا الشكل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم، الذي يتكلم بوحي رب العالمين إليه: (لا تُنكَح الأيم حتى تُستأمر، ولا تنكح البكر حتى تُستَأذن)، سواء أكانت الابنة قد بلغت مرحلة التكليف أم لم تبلغ، وفي حديث نبوي آخر: (ليس للولي مع الثيب أمر، واليتيمة تُستأمر، وصمتها إقرارها).
    وهنا تفصيل فقهي، فإن كانت الفتاة قد تم تزويجها من شخص غير أبيها، برجل لا تريده، وبغير رضاها، يذهب أكثر أهل العلم؛ في هذه الحالة؛ إلى أن النكاح فاسد، ولكنه لا يبطل! أما كيف يكون (فاسدًا) لكنه (لا يبطل)، فذلك لأن زواج الفتاة كان من غير إذنها، وهنا موطن الفساد فيه، أما كونه لا يبطل، فذلك معناه لا يجوز للفتاة أن تعقد عقد نكاح لها على رجل آخر، ما لم يطلقها الأول بطلاق بائن، وإلا لوقعت في الزنا والعياذ بالله، وإن كان من زوجها هو والدها، بغير رضاها، فمن أهل العلم من يرى أن النكاح صحيح، انطلاقًا منهم من حديث (واليتيمة تُستَأمر)، أي أن غير اليتيمة لا تُستَأمر! ولكن كثيرًا من أهل العلم قالوا لا يجوز إجبار البنت على الزواج، واليتيمة وغير اليتيمة كلاهما تُستَأمران، للأحاديث النبوية السابقة، التي تنهى عن تزويج الأيم والبكر، من دون أمرهما، وفي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والبكر يستأذنها أبوها).
    وبعد ذلك، نرى كثيرًا من المجتمعات الإسلامية، وكثيرًا من الآباء يزوجون بناتهم من غير أخذ آرائهن، وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، بل لدينا ما هو أشد ظلمًا للنساء من ذلك!

    إنه المهر، حق المرأة وصداقها، وكم من أب يزوِّج ابنته ويأخذ مهرها لنفسه، كأنما هو في مقايضة تجارية، بل كأنه يبيع (بضاعة) يمتلكها! وما زلنا نؤكد أننا لا نعمم الأمور، فكثير من عائلاتنا راقية، تخاف الله عز وجل، وتنفذ تعاليم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ولكن؛ في المقابل؛ عائلات كثيرة كذلك، وقبائل كثيرة، ترتكب هذا الخطأ، وكم من شخص يطلب من صديق له، أو من رجل يعرفه، أن يزوجه بابنته، أو حتى بأخته، ويجلس الرجلان يتفقان على المهر! ثم يقبضه الأب أو الأخ، وتجد المرأة نفسها فجأة أنها ما عليها إلا الاستعداد للانتقال إلى بيت زوجها!
    لقد حدد الله تعالى أن المهر حق للنساء: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة}، أي أن المهر فريضة للنساء، لا لآبائهن ولا لأزواجهن ولا لأي شخص آخر، والنحلة هذه واجب، أي أنه لا تُنكَح المرأة إلا بمهر واجب لها، ولا يجوز لأحد من المسلمين أن يتزوج امرأة إلا بمهر واجب (واجب لها هي لا لسواها)، ويضع الله تعالى شرطًا واحدًا لإنقاصهن هذا الحق: {فإن طِبْنَ لكم عن شيء منه نفسًا فكلوه هنيئًا مريئًا}، أما كيف يقبض الأب مهر ابنته ويزوجها، بأي دين وبأي منطق؟ ألا يغرس ذلك في نفوس النساء أنهن مملوكات في بيت أبيهن، وليس لهن شيء، إلا مبدأ (من بيت أبيها إلى بيت زوجها إلى القبر)، سواء برضاها أم بغير رضاها، أتقاضت مهرها أو سُجِّل لها من حقها، أم أخذه أبوها، كــ(صفقة بيع ابنته)، تحت مسمى (تزويجها)!!
    وهذا ما كان يحصل في الجاهلية، أن يزوج الأب ابنته، ويزوج الأخ أخته، بل ويزوج الولد امرأة أبيه، وينال الرجال المهور لهم، ولا يعطون النساء منها شيئًا، فبأي منطق نرى أن هذا الأمر يتكرر في مجتمعاتنا الإسلامية؟!

    إن الدين الإسلامي واضح، ولو كان ولي أمر الفتاة يعرف الخاطب ويثق بأمانته كل الثقة، فلا يجوز له أمام قاضي المحكمة الشرعية أن يشهد بأنه تسلَّم المهر، لثقته في أنه سيتسلَّمه حتمًا، ما دام لم يتسلَّمه فعلًا، ولكن، لدينا تفصيل بسيط هنا في هذه المسألة، هل يجوز لوالد الفتاة أن يأخذ (شيئًا) من مهرها، وفق شرط مسبق، أم لا يجوز له ذلك؟
    الإمام الشافعي يرفض هذا الأمر نهائيًا، وبعض الفقهاء؛ كالإمام ابن حنبل؛ يرى أن والد الفتاة تحديدًا، إذا اشترط مهرًا معينًا على أن يكون له جزء منه، يجوز له ذلك، ونقرأ ذلك في كتاب المغني لابن قدامة المقدسي الحنبلي، مستشهدًا بذلك الأمر: (وجملة الأمر أنه يجوز لأبي المرأة أن يشترط شيئًا من صداق ابنته لنفسه، وبهذا قال إسحاق، وقد رُوِي عن مسروق أنه لما زوَّج ابنته اشترط لنفسه عشرة آلاف فجعلها في الحج والمساكين)، وهذا الشرط ليس من الأب على ابنته، بل من الأب على خاطب ابنته، غير أن الشافعي يرى أن هذا الشرط في كل أحواله شرط فاسد (لأن المهر لا يجب إلا لزوجة لأنه عوض بضعها)، وبالتالي إن وهبت المرأة نفسها شيئًا لأبيها من تلقاء نفسها، فلا مانع من أخذه إياه، ولكن بشرط ألا يحرجها، كما يفعل بعض الآباء، أو حتى الأمهات، بالكلام عن مدى صعوبة تجهيز ابنتهم بسبب الظروف المادية، أو كما نرى في بعض المجتمعات الإسلامية، مثل مصر، أو بعض مناطقها، حيث على أهل الفتاة أن يفرشوا بيت الزوجية بغرف النوم والصالون والأدوات الأساسية كالبراد والغسالة وفرن الغاز (البوتوجاز)... مهما كان الأمر، لا يجوز للأهل أخذ شيء من مهر البنت من غير رضاها الكامل، من دون أدنى إحراج لها.
    وإن كان (اشتراط) الأب المسبق في أخذ جزء من مهر ابنته لنفسه، عليه الخلاف فيما بين العلماء، فما الحال؛ إذًا؛ بمن يأخذ مهرها بأكمله لنفسه؟! من قال إن البنت تُبَاع من قبل أبيها وتُشتَرى من قبل رجل يريد الزواج بها، وهي تخرج من بيت أبيها إلى بيت هذا الرجل، تجد أنها قد أصبحت (امرأته)، و(عليها خدمته)، كل ذلك، ولم يسألها أحد رأيها إن كانت تريده أم لا تريده، أو يعطيها حقها الذي أوجبه الله تعالى لها في المهر؟؟
    إن المهر يدخل في باب الملكية الفردية والحقوق المادية التي لا ينبغي المساس بها للمرأة، وعدا ذلك يسمى الأمر بيعًا وشراءً للمرأة، سواء أرضينا بهذه التسمية أم لم نرضَ بها، فدين الله تعالى أعلى وأجل من آرائنا الشخصية، ثم إنني أتساءل: (ذلك الأب الذي يتفق مع رجل ما على تزويج ابنته، وبعد إخباره إياها بأنها ستتزوج، وبموعد زواجها، ويسألها رأيها "بعد ذلك"، لتقول له مستسلمة لرأيه "كما تريد"، فيترضى عنها، هل سأل نفسه، كيف يطلب رضا الله تعالى لابنته، وقد قام هو نفسه بإلزامها بأمر لا يرضى به رب العالمين)؟؟
    و(مشكلة) المهر لا تتوقف هنا، بل إنها تتعدى ذلك إلى المبالغات في المهور، سواء أخذها الأب أم لا، فإنها؛ أي هذه المبالغات؛ تضع الشاب أمام مشكلة عدم القدرة على الزواج، فإذا ما فاض به الأمر ولم يعد يتحمل، نراه يلجأ إلى الاستدانة لتأمين المهور وليتزوج، وبالتالي تنقلب حياته إلى توتر قلق، ومهما حنا على امرأته وحاول أن يحوطها برعايته، فإنه ينظر إليها على أنها سبب شقائه وقلق راحته النفسية، بسبب ما تحمله من الديون، بل ربما يضيق ذرعًا بها وبطلباتها، حتى لو كانت طلبات عادية، أو ربما طلبات تحمله بعض العبء المادي الذي يقدر عليه، ربما غيرة من رفيقاتها اللواتي حصلن على أمر تود هي الحصول عليه، فإذ بزوجها يتأفف، معلنًا أنه ما يزال يعاني بسبب مهرها، وأنها لا تشبع! ترى، هل تشعر المرأة بالراحة هي الأخرى بسبب ذلك؟ ألا يمكن لها أن تنزعج من المهر ومن أبيها الذي أصر على مثل هذا المهر الخرافي؟ لماذا ما زلنا نظلم النساء، ونظلم الشباب قبلهن بهذه الأمور، ثم نجعلهما في حياة ملؤها التوتر والقلق، بل ربما لا يطيق الشاب امرأته، لكنه يخشى أن يطلقها، بسبب المهر الباهظ المتأخر الذي ينتظره؟؟ وماذا لو اعتمد طريقة مضايقة زوجته حتى تتنازل عن مهرها مقابل حريتها؟؟ ألا يحدث ذلك فعلًا؟!

    وهذا الأمر يقودنا إلى أمر أشد صعوبة كذلك، فالمرأة التي تتعرض لمضايقات زوجها _ سواء بسبب هذا الأمر أم لأمر آخر _ وقد يكون الأخير يخرج لشرب الخمور ويرجع سكران إلى البيت، وقد يضرب امرأته، سواء أكان يسكر أم لا، قد يضربها فقط لأنه رجل، ولأنها (امرأته)، فماذا؛ يا ترى؛ يحصل إذا ما تركت المرأة زوجها وعادت تطلب الأمان في بيت أبيها؟؟

    لا نريد تعميم الأمور، لكن في معظم الحالات، نجد الأب أو الأم يحتضنان ابنتهما، ولكن ليوم واحد، أو ربما لعدة أيام كأقصى ما يمكن أن تحلم به المرأة، ثم يعيدانها إلى بيت زوجها، وذلك لأن (المرأة بيتها بيت زوجها)، وتبدأ الأم هنا بإلقاء الأمثال فوق رأسها ابنتها بأن (الرجل في البيت رحمة حتى لو كان فحمة)! أو تصرخ في وجهها محتدة غاضبة: (أتريدين أن يقول الناس عنكِ إنكِ مطلقة)؟؟ وكأن طلاقها من رجل ظالم مستبد جريمة ترتكبها هي! وهنا تجد المرأة نفسها مضطرة إلى أن تحيا حياة الذل، إذ لا بديل لها عن ذلك سوى أن تنام في الشوارع مثلًا! بيت والدها لن يستقبلها إلا زائرة، أو باستراحة مؤقتة، فقط لا أكثر ولا أقل، ومصيرها؛ من بعد ذلك؛ بيت زوجها، حتى لو كان ظالِمًا إياها أشد الظلم! وأي ذل هذا، وأي ظلم تتحمله النساء، في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، للأسف الشديد...

    ولكن، ليست كل صور الزواج تنتهي بهذا الشكل المؤسف، فكما قدَّمنا، كثير من العائلات يفهمون دين الله عز وجل فهمًا صحيحًا، فلا يرغمون الفتاة على الزواج، ولكن لا يعني هذا نجاح الزواج دائمًا، فقد ينجح وقد لا ينجح...
    ونرجع هنا إلى دور النساء السلبي، ولا أتحدث عن المتزوجات، بل أتحدث عن النساء اللواتي يقلبن حياة الزوجات جحيمًا... مما يدخل في باب ظلم النساء بنات جنسهن، وكأنه لا يكفيهن ما يتعرضن إليه من الرجال!

    تابعوا معنا




  8. #28

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,610
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Thumbs up رد: وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    ما شاء الله كالعادة دراسة جميلة،
    الحال مؤلم والسؤال هل مازال هناك مثل هذه التصرفات؟!،
    لا يفهموا أن المسألة ليست جبراً،
    ومن ثم تعود بعدها لهم منكسرة تحمل هماً جديداً
    وربما طفلاً معها،
    لذا الوفاق والقبول شرطاً أساسياً،
    يحسبونها سلعة تباع وتشترى
    الحمدلله فقط
    فلا فضل لهم ولا منة
    بارك ربي بك،
    أحسنت الكلام والتقديم،
    أسلوب مذهل حقيقة ما شاء الله تبارك الرحمن،
    زادك ربي من فضله
    مازلنا بشوق للمزيد،
    استمر
    في حفظ المولى،،
    ~

  9. #29


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    ما شاء الله كالعادة دراسة جميلة،
    الحال مؤلم والسؤال هل مازال هناك مثل هذه التصرفات؟!،
    لا يفهموا أن المسألة ليست جبراً،
    ومن ثم تعود بعدها لهم منكسرة تحمل هماً جديداً
    وربما طفلاً معها،
    لذا الوفاق والقبول شرطاً أساسياً،
    يحسبونها سلعة تباع وتشترى
    الحمدلله فقط
    فلا فضل لهم ولا منة
    بارك ربي بك،
    أحسنت الكلام والتقديم،
    أسلوب مذهل حقيقة ما شاء الله تبارك الرحمن،
    زادك ربي من فضله
    مازلنا بشوق للمزيد،
    استمر
    في حفظ المولى،،
    ~

    هذه التصرفات أظنها تكاد تختفي
    هي أقل مما كانت ربما في عصور سبقت
    ولكنها ما تزال موجودة في بعض المناطق والعائلات فعلًا
    الحمد لله أننا لا نشهدها في بيئتنا التي نعيش فيها
    ولكن ما يزال الظلم يلحق النساء في بعض المناطق
    بتزويجهن من دون رضاهن وقبض مهورهن وما إلى ذلك
    حفظكِ الله تعالى من كل سوء أختي الكريمة
    وسأتابع بإذن الله تعالى فما يزال لدي المزيد في هذه الدراسة
    متابعتكِ تشرفني، بارك الله بكِ ولكِ


  10. #30

    الصورة الرمزية ضوء الخيال

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    3,133
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    مقالة جميلة حبيتها صدق تحكي واقع مرير ونعيشه !

    وفقك الله استاذ عمر في الطرح ..

    متابعه بصمت ~

  11. #31


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضوء الخيال مشاهدة المشاركة
    مقالة جميلة حبيتها صدق تحكي واقع مرير ونعيشه !

    وفقك الله استاذ عمر في الطرح ..

    متابعه بصمت ~
    بارك الله بكم أختي الكريمة
    وشكرًا لدعائكِ الطيب
    وبإذن الله تعالى، سأتابع قريبًا حينما يخف ضغط العمل عني

  12. #32


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة الثامنة

    يظن بعض النساء أن زواجهن هو غاية المنى، ومنتهى السعادة والفرحة، وبغض النظر عن وجود حالات عنف زوجية، من قبل الرجال، بحق نسائهم، وسنوردها لاحقًا، إلا أن المرأة نفسها قد تعاني معاناة قاسية من بنات جنسها، و(نسوان) عائلتها وعائلة زوجها.
    ففي بعض البيئات، تنطلق النساء إلى بيت قريبتهن التي تزوجت، أو بيت قريبهن الذي تزوج، وفي الحالتين النساء قادمات للمباركة (ظاهريًا) للزوجين، وللتفتيش (عمليًا) في ما يُسمِّينه (جهاز العروس)، وهكذا تجد الفتاة المسكينة نفسها تفتح خزانتها أمام هؤلاء النساء، اللواتي ينظرن إلى كل قطعة لباس تمتلكها هذه المسكينة، وتبدأ النساء بالإمساك بالملابس، واحدًا تلو الآخر، وتحسس الأقمشة، والاستجوابات حول كل لباس، من أين اشترته العروس؟ إذًا، من اشتراه لكِ؟ كم ثمنه؟ آآآآه!! مبارك يا حبيبتي!
    وتتضمن هذه الكلمات معاني الإعجاب، أو السخرية، أو الشفقة، وكل ذلك تدركه المرأة بفطرتها، ومن خلال نظرات جيش التفتيش هذا، ولا يخفى علينا أن المرأة تحب أن تتزين لزوجها وأن تظهر أمامه بأفضل منظر وأجمل لباس، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا نظر إليها سَرَّتْه)، ولكم يبدو مهينًا لها، وقاسيًا عليها، أن ينظر أحد إلى الملابس التي تمتلكها، والتي تعتبرها من أجمل مقومات زينتها، وأبرز مقومات جمالها، بنظرات تخلو من التقدير والاحترام، ولا يجيد فعل هذا أحد أكثر من النساء، لتتحمل النساء من ظلم بعضهن بعضًا ما لا يتحمله أحد!
    ولو أن الأمر يقتصر على هذا، لكان هينًا، رغم آثاره السلبية، ورغم أن المرأة قد لا تطيق ارتداء لباس ما إن لحظت استخفاف النساء الأخريات به، خوفًا ألا تبدو جميلة، بل ربما تكون مترددة لا تثق بنفسها، مهما كان لباسها أمام زوجها، وكل ذلك يؤثر في نفسيتها، ولكننا ما زلنا نراه هينًا إزاء أمور ثلاثة أخرى لا تقل سوءًا عن هذا الأمر، ولا يقوم بهذه الأمور سوى النساء أنفسهن، وكأن من واجبهن تحويل حياة بعضهن جحيمًا لا يُحتَمَل!
    وهل هناك أسوأ من تلك المقارنات الحمقاء التي تجريها بعض النساء، بين حياة فلانة مع زوجها، وحياة علانة مع زوجها، وكيف يتصرف زوج هذه معها، وما المقومات والمميزات الرائعة التي يندر وجودها في الرجال، ولكن الرجل الفلاني يحققها لامرأته؟!
    والمصيبة أن هذه المقارنات تكون علنية، تلقيها بعض النساء على مسامع المرأة المتزوجة، بمناسبة ومن دون مناسبة، ما يتسبب في شعور المتزوجة بالضيق من حياتها ومن زوجها، إذ إن جمع النساء السعيد هذا قد لعب على وتر الغيرة الحساس لديها، وكم تسببت مثل هذه المقارنات بخراب البيوت، ووصلت بالزوجين إلى الطلاق، أو عكرت صفو حياتهما تعكيرًا شديدًا، وحولت الحياة بينهما من الهدوء والسكينة إلى القلق والتوتر، والتفكير الدائم من الرجل، بل من المرأة قبله، بمدى الخطأ الذي وقعت به إذ لم تنتظر أن يكون نصيبها على رجل آخر، وهي لا تكاد تدرك أن زوجها الذي يُنفِق عليها من سَعَته، قد ضاق صدره بحياته معها، إذ يفتقد في حياته الزوجية الإحساس بالأمان والسكينة، فلا تعود المرأة تفكر أو تتذكر قول ربها: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها}، بل لا تفكر إلا بطلباتها، وما ينقصها، وما ينقص بيتها، مما تمتلكه الأخريات، ما يعني أن أزواج الأخريات يدللنهن أكثر مما يفعل زوجها، وكل هذا مما يدخل في باب ظلم النساءِ النساءَ، ولا نعرف السبب الذي يدفع بالنساء إلى ارتكاب مثل هذا الفعل، بل وربما يظن بعضهن أنهنَّ يحسنَّ بذلك صنعًا!
    والأسوأ من هذا، متابعة (الصنيع الحسن) وفق مفهوم بعض هؤلاء النساء، وإدخال المرأة المتزوجة في نار الشك غير المبرر، بتصويرهن زوجها على أنه صاحب (الأعين الزائغة)، فتعيش المرأة يومها قلقة هل زوجها ينظر إلى امرأة غيرها في مجال عمله أو طريقه، ويفسد نومها ويضطرب، وهي تظن أن زوجها يفكر في (حبيبته) الوهمية هذه، وهذا يدفع بالمرأة إلى استقبال زوجها بالأسئلة المتلاحقة والشكوك المتواصلة، والأخير قادم إلى بيته ليأكل ويرتاح، فتعكر امرأته عليه الأمرين، لتترك في نفسه شعورًا بالانزعاج الشديد، إذ يشعر بالجوع، أو بتكدير نومه، فيمتلئ صدره حقدًا على امرأته، والأخيرة تظن أنها تحفظ حياتها الزوجية بهذه الحركات!
    وقد تؤدي بذور الشكوك التي غرستها النساء في نفس المرأة المتزوجة، إلى إهمال الأخيرة زينتها ولباسها أمام زوجها، إذ لا هَمَّ لها سوى التأكد أن زوجها لن يتزوج عليها، والأخير ينظر إلى امرأته، ويتمنى أن ترجع جميلة في عينيه كما كان يراها بادئ الأمر، وقد يزين له الشيطان، بل إنه من المؤكد حصول هذا الأمر، أن أي امرأة سوى امرأته هي امرأة جميلة ورائعة، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم النساء من ذلك الأمر، موجهًا إليهن النصيحة بأسلوب غير مباشر، إذ توجَّه بكلامه إلى الرجال: (فإذا رأى أحدكم امرأة أعجبته فليأت أهله ، فإن ذلك يرد ما في نفسه) بل قد تقع في قلب الرجل، فيهواها، بمجرد النظرة! وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك: (إذا أحدكم أعجبته المرأة، فوقعت في قلبه، فليعمد إلى امرأته فليواقعها، فإن ذلك يرد ما في نفسه).
    وإذًا يأتي هذا الرجل إلى منزله، يريد امرأته، فتستقبله بأبشع منظر ممكن، ولا نتحدث عن المظهر الخارجي فحسب، بل قد يكون مقبولًا، لكنها تستقبله بالاستجوابات والشكوك من ناحية، ليخف شوقه إليها، ومن ناحية أخرى حتى لو كان مظهرها الخارجي مقبولًا، فقد يكون مكررًا دائمًا، ولا تهتم لنفسه بأن ترتدي له ما يعجبه، ومن البديهي أن الرجل المتزوج يُعجَب بامرأته في مظاهر أكثر من سواها، ومع غياب هذين الأمرين، السكن والطمأنينة، و(إن نظر إليها سَرَّته)، يجعل الرجل أنه يكره امرأته هذه، وقد يهون عليه النظر إلى أي امرأة كانت، وما ذلك إلا بسبب ما تركته النساء في نفوس بنات جنسهن، ممن يفتقرن إلى الخبرة والوعي والحكمة، لتجد المرأة نفسها أمام رجل يجافيها، ولا يكاد يطيقها، بل وربما يهملها ليتزوج بغيرها، فتعتبر المرأة أن زوجها قد ظلمها، ولا تكاد تدرك أن من ظلم زوجها، وظلمها قبل زوجها، هنَّ بنات جنسها هؤلاء، وما السبب في ذلك إلا ليحاولن الظهور بمظهر الناصحات المشفقات، للأسف الشديد.
    والأمر الثالث، وهو من الأمور المؤذية جدًا للمرأة ونفسيتها، تدخل النساء في أدق خصوصياتها، خاصة مسألة الحبل، والسؤال المعتاد المتكرر (هل حبلتِ؟ لا، لماذا)؟ وكأنه يمكن لها؛ أو لغيرها؛ أن تعلم فعلًا لماذا لم تحبل بعد! والمقارنات الغبية هنا، (فلانة حبلت وأنتِ لا)، و(فلانة تزوجت بعدكِ بثلاثة شهور، وحبلت من زمن، والآن هي في شهرها السابع)، وما إلى ذلك الكلام الذي يدمر المرأة تدميرًا، خاصة حينما يتمُّ إنهاؤه بكلام الشفقة (لا تحزني، ستحبلين إن شاء الله)! والمرأة تتقلى غيظًا لما تسمع، وتتزلزل ثقتها بنفسها كلما مر شهر، وهي لما تحبل بعد، وهذا أمر طبيعي فعلًا، وتلحظه لغتنا العربية، في تسمية الأنثى، فالمرأة لا تُعتَبر (أنثى) مكتملة الأنوثة، ما لم تحبل وتلد، و(تبدع) النساء هنا، عبر (نصيحتهن الذهبية) للمتزوجة، أن (احبلي بسرعة، وإلا سيتزوج عليكِ)، وقد تؤدي هذه الأمور بالنساء إلى اللجوء إلى السحرة والمشعوذين والدجالين، من دون علم بحرمانية الذهاب إلى أمثال هؤلاء، حتى لو تَزَيَّوا بزي الدين، وادعوا التقى وأن لسانهم لا يَنْفَكُّ عن ذكر الله تعالى دومًا.
    والسؤال الذي نسأله هنا: لماذا تفعل بعض النساء هذه الأمور ببنات جنسهن؟ ترى هل يرجع ذلك لأنهن مررن بهذه الظروف قبل الآن، وشعرْنَ بهذه الآلام النفسية القاسية، فأردْنَ أن يعاني غيرهن مثل ذلك، ليزول الإحساس بالظلم من قبل النساء اللواتي مررْنَ بهذه الحالات من قبل، عبر نقلهن إياه إلى الأخريات من بعدهن؟!
    والمستفز للمرأة المتزوجة أن الأمر لا ينتهي هنا، فحين تحبل، بل من قبل أن تحبل، تدعو لها النساء بأن يكون مولودها هو (الصبي)، وذلك لــ(يفرح) زوجها، وتدريجيًا تشعر المرأة أنها إن حبلت ببنت، فإنها ترتكب خطأ فادحًا بحق زوجها، وبحق نفسها! ولئن كان كثير من الرجال يفضلون أن يأتيهم الصبي أكثر مما يفضلون البنت، فإن المستنكر في الأمر، أن تتمنى النساء لبعضهن الذرية بالصبيان، مع الضيق الشديد واستنكار فكرة أن تحبل هذه المرأة اللواتي (يتكرمْنَ عليها بأدعيتهن) بالبنت، فتحيا المرأة المتزوجة حياة الخوف أن لا تحبل، والخوف أن تحبل بالبنت؛ وذلك من قبل أن تحبل، والخوف من أن يكون جنينها بنتًا، وذلك بعد حبلها!

    أما (الضرة) فهي مجال طيب للنساء، لزيادة الجحيم الذي تعيشه المرأة المتزوجة، والتي تزوج زوجها عليها، وقد يكون هذا الزوج تزوج لافتقاره إلى السكينة والطمأنينة كما أشرنا، أو لأن امرأته لا تهتم بأن تبدو جميلة أمام ناظريه، وقد يكون ذلك لأسباب أخرى، إلا أن موكب النساء، بمساعيهن الخيرة، لا يؤدي دوره في تهدئة نفس المرأة الأولى، والتي وجدت منافسة لها في قلب زوجها، بل بأسئلة تزيد الأمر سوءًا، والنار اشتعالًا: (من تزوج؟ فلانة؟ معقول؟ ما الذي رآه فيها؟ إنكِ أجمل منها بألف مرة ومرة، يبدو أن زوجكِ قصير النظر)! والأسوأ من ذلك تلك (الحكمة) الخالدة: (يبدو أنها قد ضحكَتْ عليه)، ما يوغر صدر المرأة على زوجها، وتعتبره إما زائغ العينين، وإما (أحمق) خدعته أول امرأة رآها بعد امرأته، وبدلًا من أن تفهم المرأة أن للرجل حق الزواج بأربع نساء لحكمة من الله تعالى، وأن عليه تحقيق العدل بينهن بقدر الإمكان، تتكلم النساء معها بمثل تلك الكلمات، لتفهم أن زوجها لا يحبها، أو لا يقدر (معروفها) واهتمامها به (كأن قيامها بواجبها معروف تتكرم به على زوجها)، ولا يعني هذا انتهاء الحياة الزوجية، بل إنها تستمر، ولكن بكثير من الضيق النفسي للمرأة الأولى، ومهما كانت امرأة أصيلة لا تقصر في حق زوجها وبيتها، إلا أن فكرة وجود الضرة، وجود (الأنثى الثانية) في حياتها، لن تكون تلك الفكرة المستساغة لها، ولئن كان هذا الأمر طبيعيًا لوجود الغيرة الفطرية في نفس المرأة، إلا أنه من المؤذي لها أشد الأذى، أن يأتي من يملأ نفسها وقلبها حقدًا على زوجها وامرأته الثانية، كما يفعل كثير من النساء، ربما من دون وعي منهن بخطورة ما يقمْنَ به إذ يتكلمن بمثل هذه الكلمات مع المرأة المتزوجة، ولعل إحداهن تظن أنها؛ بكلامها هذا؛ تطيب خاطر المرأة، وتخفف عنها حزنها لأن زوجها تزوج عليها!

    وقد يبدو كل ما سبق بسيطًا إزاء مسألة تعرض المرأة للضرب من زوجها، بسبب أو بدون سبب، فمن الرجال من يعتبر أن من حقه الطبيعي أن يضرب امرأته، لأنها امرأته! ومنهم من يحيل حياة المرأة جحيمًا مستمرًا بسبب هذا الأمر، وهذه العادة لم تندثر مع السنين، ولم تختفي من المجتمعات الإسلامية، رغم كل وصايا الإسلام بالمرأة، ففي دراسة حديثة، تم إجراؤها عام 2017، من قبل حملة (برومونودو) للمساواة، أن هناك في مجتمعاتنا، من ينظر إلى المرأة نظرة دونية، وأن غالبية الرجال؛ في مصر؛ يرون أن القرار النهائي بالمنزل ينبغي أن يكون للرجل، مع موافقة نسبة لا بأس بها من النساء، هذا الرأي، ولستُ بصدد مناقشة هذا الرأي وصحته أو خطئه، فقد قضى الله تعالى في هذا الأمر بحكم واضح: {الرجال قوامون على النساء}، ولكننا نتحدث أن نصف الرجال المشاركين بالاستطلاع، اتفقوا على أن المرأة تُضرَب في بعض الأوقات، والغريب أن ثلث النساء المشاركات بالاستطلاع، وافقْنَ على مبدأ ضربهن من الرجال، في حالات معينة!

    وقبل هذه الدراسة بسنوات قليلة، وتحديدًا في العام 2014، أعلن المجلس الوطني لشؤون الأسرة الأردني، في دراسة أصدرها، أن 86% من حالات العنف الأسري، تتمثل في العنف الجسدي، أي ضرب الرجل امرأته، إضافة إلى الشتائم والإهانات وتحقيرها، وكذلك حرمانها المال.
    كما كشفت الإحصائيات في المغرب، أن المرأة منذ بلوغها 18 سنة تصبح عرضة للعنف الجسدي، وأن أكثر من نصف النساء المتزوجات يتعرضن للضرب من أزواجهن، وفي تونس تبلغ نسبة العنف ضد النساء حوالي 47%، وغالبية هذه الحالات في الأرياف التونسية، أما في لبنان، فحالات العنف هذه تؤدي إلى الموت، فأكثر من 12 امرأة يُقْتَلْنَ على أيدي أزواجهن سنويًا، ورغم إقرار قانون حماية (أفراد الأسرة) من العنف، إلا أن الأمر لم يتوقف، والقانون لم يتمَّ تقبله من الجميع، بل طالب بعض الجهات أن يتم تعديل القانون ليشمل حماية (النساء) فحسب من هذا العنف.

    ولكن، هناك عنف آخر نلحظه في المحاكم الشرعية نفسها...
    وعنف آخر وأخير، نلحظه في ما ترتكبه المرأة من الخطأ الفادح بحق نفسها أحيانًا...

    تابعوا معنا.

    التعديل الأخير تم بواسطة أ. عمر ; 24-2-2018 الساعة 04:42 PM

  13. #33


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    وبسبب المشاكل التقنية المتكررة في اللابتوب، اضطررتُ إلى هذا التأخير المطول
    سأحاول متابعة الدراسة في الغد، بإذن الله تعالى.

  14. #34

    الصورة الرمزية همسة روح

    تاريخ التسجيل
    Nov 2014
    المـشـــاركــات
    32
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    بارك الله فيك ولي عودة للقراءة بتأن

  15. #35

    الصورة الرمزية بدر آلزمـآن

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المـشـــاركــات
    380
    الــــدولــــــــة
    روسيا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
    دراستك مثيرة للإهتمام رغم إني أختلف كثيرًا معها,
    لكن ما استوقفني فعلًا حديثك عن الانتحار,
    ولا نبيح الانتحار أو نبرره، بل هو ضعف إيمان واضح،

    ظننتك أكثر وعيًا من أن تصفه بضعف إيمان فالانتحار له أسباب ومبررات كثيرة ومتشعبة ومن غير الصائب نعته بهذا الوصف.
    في أمان الله وحفظه.

  16. #36


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسة روح مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك ولي عودة للقراءة بتأن
    وبارك فيكم ولكم

  17. #37


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدر آلزمـآن مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
    دراستك مثيرة للإهتمام رغم إني أختلف كثيرًا معها,
    لكن ما استوقفني فعلًا حديثك عن الانتحار,

    ظننتك أكثر وعيًا من أن تصفه بضعف إيمان فالانتحار له أسباب ومبررات كثيرة ومتشعبة ومن غير الصائب نعته بهذا الوصف.
    في أمان الله وحفظه.
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أهلًا بكِ أختي الكريمة
    أعلم أن الانتحار له أسباب ومبررات كثيرة ومتشعبة... وفي ديننا المنتحر في جهنم، فماذا نسمي انتحاره إذًا؟؟ قوة إيمان؟؟ المنتحر؛ مهما كانت أسبابه؛ في لحظة انتحاره هو في لحظة ضعف شديدة ويأس أشد من وجود أي حل، وهو يذهب بنفسه إلى جهنم، فهل أسمي هذا قوة إيمان، أم ماذا؟؟
    حفظكم الله تعالى من كل سوء

  18. #38


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~~خالد~~ مشاهدة المشاركة
    متابعٌ للدراسة، مستمعٌ بقراءتها، وقد تمنيتُ لو أنها لم تعرض للمسائل الفقهية.

    وأما مسألة مصافحة النساء فليست مما يُشك في حرمتها أو يُئول فيها، ودونك بعض الأثار الصحيحة عن عائشة رضي الله عنها:


    عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : " كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُمتحنَّ بقول الله عز وجل : ( يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ) الممتحنة / 12 ، قالت عائشة : فمن أقر بهذا من المؤمنات فقد أقر بالمحنة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقررن بذلك من قولهن قال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم : انطلقن فقد بايعتكن ، ولا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يدَ امرأةٍ قط غير أنه يبايعهن بالكلام ، قالت عائشة : والله ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء قط إلا بما أمره الله تعالى وما مست كف رسول الله صلى الله عليه وسلم كف امرأة قط وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن قد بايعتكن كلاما " .

    رواه مسلم ( 1866 ) .

    وعن عروة أن عائشة أخبرته عن بيعة النساء قالت : " ما مس رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها فإذا أخذ عليها فأعطته ، قال : اذهبي فقد بايعتك " .

    رواه مسلم ( 1866 ) .


    أو إن رغبت بتفصيل ٍشافٍ ، وكلام الأئمة الأربعة في ذلك، فهذا جوابٌ على موقع الإسلام سؤال وجواب ((اضغط هنا)).
    أولًا: متابعتك شرف لي أخي الغالي
    ثانيًا: عرضتُ للمسائل الفقهية لوجود بعض البيئات في مجتمعاتنا، سمعنا الكثير عنها وخالطنا بعضها، يرغمن البنات
    على الزواج، والآباء يأخذون المهور لأنفسهم ويخبرون بناتهم بأن الزواج يوم كذا أو كذا، وكأنها عملية بيع!
    ثالثًا: لم أحلل مصافحة النساء إطلاقًا، بل عرضتُ للمذاهب الفقهية الأربعة، ولم أجد أحدًا فيهم يحلل المصافحة، إلا مصافحة العجوز، وبعضهم لم يستحبها كذلك، أما السؤال الذي طرحته حول هذا الأمر، فما طرحته إلا انطلاقًا من قول ابن عباس رضي الله تعالى عنه حول حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه...
    أما في رأيي في أي مسألة فقهية كانت، فمرجعي هو أئمة المذاهب الأربعة المعتمدة لدينا دون سواهم... وإن سمعت أن بعض تلاميذ المالكية قسموا المصافحة أربعة أقسام، فحرموا ثلاثة وأباحوا واحدًا، ولكني أبحث عن مرجع واضح ثابت لهذا الكلام، ولم أجده بعد...

  19. #39


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    أعلم أنني تأخرت أكثر مما ينبغي في المتابعة
    ولكنها ظروف تقنية في اللابتوب (الجديد) الذي وصل إلى مرحلة الجنون بالأمس، ولم يفلح معه أي علاج حتى الآن في مركز الصيانة
    النتيجة أنني اشتريت جهازًا آخر، وانتهيت من وقت قليل من تهيئته، وانتظرت حتى أصبح النت سريعًا بعض الشيء (السرعة 2_3كيلو بايت في الثانية)!
    ولا أستطيع طباعة الحلقة بملف وورد ثم نقلها إلى هنا، فقد جربت ذلك من قبل، وكانت النتيجة التصاق الكلمات ببعضها
    سأحاول؛ ما أمكنني ذلك؛ إعداد حلقة أخرى في الغد، إن شاء الله تعالى، وأدعوه بأن يسدد قلمنا في ما نكتب.

  20. #40

    الصورة الرمزية بدر آلزمـآن

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المـشـــاركــات
    380
    الــــدولــــــــة
    روسيا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أ. عمر مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أهلًا بكِ أختي الكريمة
    أعلم أن الانتحار له أسباب ومبررات كثيرة ومتشعبة... وفي ديننا المنتحر في جهنم، فماذا نسمي انتحاره إذًا؟؟ قوة إيمان؟؟ المنتحر؛ مهما كانت أسبابه؛ في لحظة انتحاره هو في لحظة ضعف شديدة ويأس أشد من وجود أي حل، وهو يذهب بنفسه إلى جهنم، فهل أسمي هذا قوة إيمان، أم ماذا؟؟
    حفظكم الله تعالى من كل سوء
    هل تظن الإنسان يكون بكامل قواه العقلية لما يُقدم على الانتحار؟
    هل مافيه ولو احتمال بأن يكون هذا الإنسان مرفوع عنه القلم, حاله حال الطفل أو المجنون؟
    شهدت في حياتي شخصين اقدموا على الانتحار, الأول كان مصاب باكتئاب مزمن ويتعرض لنوبات شديدة,
    والآخر نتيجة ضغط نفسي شديد, والاثنين يشهد عليهم معارفهم بإنهم فقدوا صوابهم ورشدهم.
    لذا ياأخي القضية ليست دائمًا مقتصرة على قوة أو ضعف الإيمان والله وحده علّام الغيوب,
    وإن شاء الله يكفينا شر هذه الأمراض, في حفظ الرحمن.

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...