وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

[ منتدى قلم الأعضاء ]


صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 41 إلى 49 من 49
  1. #41


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدر آلزمـآن مشاهدة المشاركة
    هل تظن الإنسان يكون بكامل قواه العقلية لما يُقدم على الانتحار؟
    هل مافيه ولو احتمال بأن يكون هذا الإنسان مرفوع عنه القلم, حاله حال الطفل أو المجنون؟
    شهدت في حياتي شخصين اقدموا على الانتحار, الأول كان مصاب باكتئاب مزمن ويتعرض لنوبات شديدة,
    والآخر نتيجة ضغط نفسي شديد, والاثنين يشهد عليهم معارفهم بإنهم فقدوا صوابهم ورشدهم.
    لذا ياأخي القضية ليست دائمًا مقتصرة على قوة أو ضعف الإيمان والله وحده علّام الغيوب,
    وإن شاء الله يكفينا شر هذه الأمراض, في حفظ الرحمن.
    أنا أتحدث عن العاقل الذي ينتحر بسبب حالة كآبة أو يأس
    ويكون بذلك قد ضمن مكانه في الجحيم لا سمح الله
    هذا من أقصده بضعف الإيمان
    أما المجنون فاقد الصواب والرشد، فالله تعالى لا يحاسبه على أمر قد لا يدرك حتى أنه قد فعله
    فهو تعالى أرحم الراحمين وأعدل العادلين
    حفظكم الله تعالى من كل سوء

  2. #42


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة التاسعة والأخيرة

    لقد أمرنا الدين الحنيف بحسن معاملة النساء، ومنع تحكم الرجال بهن، نعم؛ للرجل القوامة، وللزوج الأمر، وعلى امرأته الطاعة، إلا في ما يغضب الله تعالى طبعًا، وللرجل حق تأديب امرأته إن عصت أمره، ولكن لا يجوز له ضربها من دون سبب، أو لأنه يريد أن يفرغ غضبه وعصبيته بها.
    وهذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، موصيًا بالنساء والرفق بهن (لا تضربوا إماء الله)، وإذ ذَئِرَت نساء الأنصار على أزواجهن _ أي خرجْنَ عن طاعتهم _ أباح النبي صلى الله عليه وسلم للرجال ضربهن، فأتى نساء كثير يشتكين أزواجهن، لأنهم ضربوهن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد أطاف بآل بيت محمد نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم)، أي أنه؛ رغم إباحة الضرب لمثل تلك الحالات، ورغم خروج النساء عن طاعة أزواجهن، اعتبر الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم أن الرجال الذين ضربوا نساءهم ليسوا بخيار الناس، بسبب ضربهم النساء.
    ولا يعني ذلك أن هذا يُنقِص إيمانهم أو صفاتهم الحسنة، وهم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه يعني؛ والله تعالى أعلم؛ أن هذا الفعل يُبعِد صاحبه عن الكمال أكثر، وأن الأكثر كمالًا، والأفضل خلقًا أن يكون خلوقًا مع امرأته صبورًا على أخطائها، يحتضنها ويوجهها بكل الحب والرعاية والترفق بها.
    ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة، وهذا أنس بن مالك يخبرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم، ما ضرب بيده لا امرأة ولا خادمًا، ولا غير ذلك إلا أن يضرب في سبيل الله.
    والضرب له ضوابطه، ويجب أن يُسبَق بالوعظ أولًا، ثم الهجر في الفراش ثانيًا، والحل الأخير هو الضرب، كما بَيَّن الله تعالى ذلك: {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن}، والضرب لا يكون مبرحًا، مهما كان خطأ المرأة أو نشوزها على زوجها.
    فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان هديه أكمل الهدي، ولكنه يرخص للرجل أن يضرب المرأة إذا تعذر تأديبها بالوعظ ثم بالهجر، فعندئذ يلجأ إلى الضرب بالضوابط التي ذكرناها فيما سبق، وزيادة في الإفادة نتوقف عند آراء فقهائنا الأربعة في هذه المسألة.
    يرى الأحناف أن النشوز يحصل إذا خرجت المرأة من البيت، من دون إذن زوجها، والمالكية قالوا إن النشوز يحصل بذلك، كما يحصل إذا تركت الفرائض، أو منعت زوجها حقه الشرعي في الاستمتاع بها، ولم ير الشافعية أن ترك الفرائض من النشوز، بل حصروا الأمر بالخروج من المنزل، وبمنعها زوجها حقه فيها، والحنابلة رأوا أن النشوز هو معصية المرأة زوجها في واجباتها نحوه، وكذلك اختلال أدبها في حقه، كأن تتململ مثلًا أو تظهر علامات الكره والتذمر إذا دعاها إلى المعاشرة الزوجية، فهذا يدخل في باب النشوز، مثله مثل لو أنها امتنعت عن تلبيته إذا ما دعاها.

    وقد يكون من الغريب ما نراه لدى بعض المتأخرين من المتحمسين، الذين يسارعون بنشر كلام يناقض هذا الأمر، ويلغي مشروعية الضرب؛ وفق الحالات المحددة والضوابط المعروفة؛ فنرى من ينشر منشورات على غرار: "هل يبيح الإسلام للرجال ضرب نسائهم؟ لا! والدليل أن الضرب في اللغة يعني الابتعاد، وبالتالي: (واضربوهن) تعني (وابتعدوا عنهنَّ)"!
    هذا الكلام قد يسيء للدين، بدلًا من أن يجمِّل صورته، والدين لا يحتاج إلى من يجمِّله أساسًا، فهو دين الله تعالى، أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين، ولكن في نظر من يظن أن القرآن يدعو إلى ضرب المرأة، وبالتالي رأى منفذًا في معنى لغوي، يناقض الحديث الصحيح، حين رخص النبي صلى الله عليه وسلم للرجال بضرب نسائهم، وأتى النساء للشكوى بسبب ذلك، فهل كان كل أولئك الرجال، والنساء، على حد سواء، لا يعرفون معنى (ضرب)، وعلمها هؤلاء المتأخرون فجأة؟!

    أجل، في لغتنا العربية، ما يقارب الخمسة والعشرين معنًى لكلمة (ضرب)! ولكن نحن نعلم المعنى من خلال سياق الكلام، فإذ نقول؛ مثلًا: (ضَرَب الجرح) أي أنه (أوجَعَ)، وإذ نقول: (ضَرَبَ في الماء) أي أنه (سَبَحَ في الماء)، ولا يجوز وضع معنى هذه الجملة لتلك، أو العكس، ولو أتانا من يقول إن ضرب بمعنى سبح، وبالتالي ضرب الجرح، أي سبح الجرح، لنظرنا إليه مستنكرين هذا التفسير، والأمر ذاته بالنسبة إلى الآية الكريمة: {فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن}، لو أردنا حقًا أن نأخذ الضرب بمعنى الابتعاد هنا، فما الفارق؛ في هذه الحالة؛ بين هجرهن في المضاجع، والابتعاد عنهن يا ترى؟؟
    كلمة (ضَرَبَ في الأرض) أي أوغَلَ فيها وابتعد، ولا يستقيم هذا التفسير اللغوي إطلاقًا مع سياق توالي الأوامر من الله عز وجل: (فعظوهن) (واهجروهن) و(اضربوهن)، بل إن الضرب في الآية بمعنى الضرب الذي نعرفه في كلامنا المعتاد، والنبي صلى الله عليه وسلم يوضح ذلك، في حديثه في حجة الوداع: (اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلْنَ ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرَّحٍ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف)، وفي الحديث النبوي كذلك: (إن لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن فاضربوهن ضربًا غير مبرح)، فمن أين أتى هؤلاء بأن الضرب الذي ذكره الله تعالى في هذه الآية، يعني الابتعاد؟؟
    ديننا ليس بحاجة إلى من يدافع عنه بهذه الوسائل الغريبة، وإلا كان في دفاعه هذا إساءة للدين، لأن الأمر واضح أمام أي إنسان يقرأ الأحاديث النبوية، ويدرك ما هي اللغة العربية، ثم لو أنهم أرادوا القول إن هناك فارقًا بين (واهجروهن) و(اضربوهن)، بأن الهجر محدد في المضاجع، بينما الضرب، أي ابتعدوا عنهن خارج المنزل، أو خارج هذه المضاجع، فإننا نسألهم كيف يفسرون كلام النبي صلى الله عليه وسلم، إذ سأله معاوية بن حَيدَة القشيري: ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال (أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيتَ أو اكتسبْتَ، ولا تضربِ الوجهَ، ولا تقبِّح ولا تهجر إلا في البيت)، فهل لهم من وجه هنا لتفسير الضرب بالابتعاد؟؟

    لم يظلم الإسلام المرأة، بل كرَّمها كل التكريم، والله تعالى وضع في طبيعتها أمورًا تختلف عن التي وضعها في طبيعة الرجل، وذلك لتنتظم الحياة ومسيرتها وحركتها، فالمرأة في طبعها الحنان الدافق، فتحبل بالأطفال، ويسعدها ذلك على ما فيه من المشاق، وتلد مكابدة الآلام الكبرى، وتسأل عن وليدها هل هو بخير، وهي في قمة آلامها، تستطيع أن تلاعب صغيرها ساعات وساعات، ولا يكاد الرجل يطيق ذلك أكثر من دقائق قليلة، بينما يطيق الرجل السعي والكد في الأرض، لتحصيل الرزق، وكما أن السفينة لا بد لها من قائد واحد، فكذلك نحن، وضع الله تعالى القيادة للرجال، ومن السخف بمكان أن تطالب النساء بأخذ هذه القيادة بحجة المساواة، إذ إن العاطفة تغلب عليهن أكثر من صوت التعقل، بينما قد يستطيع الرجال التغلب من العاطفة أحيانًا لتغليب صوت العقل، وحتى لو شهدنا بعض الحالات المعاكسة، فتلك حالات خرجت عن الأصل، وليست هي بالأصل لنقول إن هناك نساء يحكمِّن العقل ولا تهمهن العواطف مثلًا، وبكل الأحوال يجب أن لا ننسى أن الله تعالى هو من حدَّد مسيرة الحياة، وكل فلسفات المتفلسفين لن تبلغ حكمة رب العالمين، ولا مقدار شيء فيها، والله يقول: {وللرجال عليهن درجة}، {الرجال قوامون على النساء}، ومرة أخرى نقول، لو كان العكس هو الذي أتى به الإسلام، وكانت القوامة للمرأة، لرأينا من يخرج معترضًا متحدثًا عن حقوق النساء في الراحة والاسترخاء، مشككًا في الدين وحكمه وأوامره ونواهيه!!

    واقع النساء في ظل الإسلام هو واقع التكريم، وفي طبع النساء الاهتمام بالزينة والجمال، وإسعاد أهل بيتها، فلماذا نطالبها بخلاف ذلك؟ ولماذا نريدها أن تعيش حياة صدام مع الرجال، لتحصيل (حقوقها)، وهي نفسها لا تعرف ما هي هذه الحقوق الافتراضية، بل هل هي حقوق أصلًا، أم لا؟
    المشكلة لدينا أن كثيرًا من نساء المسلمات أخذن بهذه الموجة الغريبة المنكرة، كثيرًا من نساء المسلمات تركنَ الالتزام بأوامر الله تعالى ونواهيه، وما أسوأ الأمر! أن تشتغل بنت الإسلام مغنية أو راقصة!!

    ونعطي مثالًا في مصر، ولا يعني هذا أننا نخصُّ مصر بحديثنا، بل إن الطامة حين تنتشر، فإنها تغزو بلاد الإسلام، وبنات المسلمين، ولكني أتوقف عند تسمية أهل القاهرة للراقصة ب(الفنانة)! بينما في القرى يعتبرونها (الغازية)، أي أنها تغزو قيمهم وتقاليدهم وعفتهم وحياءهم، بينما تحمل الراقصة لقب (العالمة) في كثير من المدن المصرية، ربما لأن أهل المدينة يعرفونها، أو لأنها؛ كما ذهب أحد الباحثين المصريين؛ عليمة ببواطن الأمور! وذلك وفق نظرتهم طبعًا! ولكن الغريب المستنكر أكثر وأكثر، أن يسمَّى (كوبري) في القاهرة باسم راقصة، قبل أن يتغير اسمه لاحقًا إلى كوبري الجلاء، بل الأغرب والأشد استنكارًا أن يميز علم النحو؛ في مصر؛ بين العالِم الأزهري، ليرى أن جمعه (علماء)، والعالِمَة الراقصة، وجمعها (عوالِم)!!
    وماذا عن الأفلام المصرية؟ وكثير منها يصوِّر الراقصة بأنها فتاة شريفة، لكن الظروف هي من اضطرت بها إلى الرقص، رغم أنها عفيفة! ولكن الفقر والحياة الصعبة هما من اضطر بها إلى هذا الأمر، وربما يكون هذا صحيحًا في حالة معينة أو أكثر، لكنه ليس مسوِّغًا إطلاقًا لتقديم الراقصة بأنها بطلة من بطلات الزمان، ونحن لا نعلم بذلك!

    والمؤسف فعلًا، وجود أسماء لتلك الرقصات، كرقصة النحلة! تلك الرقصة التي تعتمد أن تمثل الراقصة أن نحلة قد دخلت في ملابسها، وتبدأ بالتمايل يمينًا وشمالًا، كأنها تبحث عن النحلة، وتتخفف من ملابسها تدريجيًا، والمشجعون يهتفون (النحل يا هو)، بل المستقبح أكثر، أن يتم التلاعب برمز عظيم من رموز الدين الإسلامي، عماد الدين، الصلاة، في الرقص، لتتمايل الراقصة أمام النساء والرجال، كأنها تؤدي حركات الصلاة، وهي تغني في رقصها: (بصلِّي بصلِّي، صبح بصلِّي، ضهر بصلِّي، عصر بصلِّي، والنبي بصلِّي، يا خويا بصلِّي)...

    ومرة أخرى، أنا أتناول المسألة من ناحية البنت المسلمة، تلك البنت التي غَزَتْها دعوات الغرب المنكرة، وأفلامهم ومسلسلاتهم القبيحة، بما فيها من مشاهد الزواني، المعذبات عاطفيًا، واللواتي يَجِدْنَ السعادة وتهدأ نفوسهن (أخيرًا) في آخر المسلسل، بالزواج من المحبوب، وطفل إحداهن يقف بجوارها، أو؛ على الأقل؛ ينام في مهده في البيت الذي يقام الفرح في حديقته!
    إذا ظنت البنت المسلمة أن دينها يظلمها فتلك كارثة، وإذا ظنت كذلك أن دينها لا يواكب العصر الحديث، كما يروِّج بعض الخبثاء أو الجهلة، فتلك كارثة أخرى، وحينما تُرْخِص البنت المسلمة نفسها، لتكشف جسمها أمام الناس، وتتمايل وتغني أمامهم، فتلك كارثة ما بعدها كارثة، وربما تفعل ذلك، اعتقادًا بأنها تحقق حريتها التي حرمها الإسلام منها! ولا تضع في ذهنها إطلاقًا أن ما يحرمها حريتها وحقوقها، هو تصرفات الرجال الخاطئة، لا الإسلام، وليس هناك أدنى مسوِّغ، لتأخذ لنفسها ما ليس حقًا لها أصلًا، كشبه التعري، والملابس القصيرة الضيقة أمام الرجال الغرباء عنها، بحجة المساواة والحرية، واسترداد الحقوق! وكثير من هؤلاء الراقصات مسلمات، ومنهن من ذهب إلى الحج مرات عديدة، وإلى العمرة كذلك، ومنهن من تُبْنَ بسبب ذلك، والحمد لله، ومنهن من يستمررن في الرقص، بل ويعتبرن أن سر (رضى الله عنهن إخلاصهن في عملهن)! أو تلك اللواتي يردْنَ (المحافظة ربما) على بركة الحج، فلا يرقصن إلا بعد مرور 40 يومًا من رجوعهن من الحج!!

    هذا كله يدخل في باب ظلم النساء أنفسهن، وكأني بهن قد نسين أو تناسين، أو ربما لم يقرأن قول الله تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعصِ الله ورسوله فقد ضلَّ ضلالًا مبينًا}، وإن كانت هذه الآية نزلت لسبب محدد، فإن حكمها لا يتوقف عند ذلك السبب، بل هو حكم عام لكل مؤمن وكل مؤمنة في مدى الزمان.

    ما زلنا نؤكد، والأمر لا يحتاج إلى التأكيد، بل التبصر من النساء في دينهن، والتذكر أن الله عز وجل هو من أنزل هذا الدين، فأنى لأحد أن يرى حكم بشر أعظم من حكم رب البشر جميعًا؟ النساء المسلمات اللواتي ابتعدن عن الدين كثيرًا، وأرخصْنَ أنفسهن، وكل ذلك بداعي مساواة، لم يحرمهن الدين إياها، بل ولم ينلْنَها في ما يفعلن بأنفسهن، في حالة حرمان بعض الرجال نساءهم حقوقهن، فما يفعله النساء لا يرجع إليهن هذه الحقوق، بل إنه ظلم كبير وفادح منهن بحق أنفسهن، ونسأل الله تعالى الثبات والهداية للجميع.

    إلا أن هناك ظلمًا آخر تتعرض إليه المرأة أحيانًا في المحاكم الشرعية، ونتحدث عن حالات تطمع فيها المرأة بالمهر الذي كتبه زوجها لها، وتفتعل المشاكل لطلب الطلاق، وتشتكي في المحكمة الشرعية، وبدلًا من أن نرى القاضي يخبرها بأنه يمكنها أن تطلب الخلع، فيحررها زوجها من عصمته، ولا يكون لها عليه شيء، نجده يعين موعدًا للجلسة الأولى بعد شهور طويلة، تلك الجلسة التي يعرض القاضي فيها الصلح على الطرفين _ والعرض حسن، ولكنه يأتي بعد شهور _ ثم يحدد القاضي موعدًا للجلسة الثانية، بعد ذلك بشهور كذلك، ثم يعين الحكمين، وعلى مدار شهور وسنوات تستمر الجلسات للاستماع إلى الطرفين بوجود كليهما، ثم الاستماع إلى كل منهما منفردًا، ثم الاتفاق على ما تستحقه المرأة من مهرها، ولا يُحكَم لها به بأكمله، ولا تُحرَم منه تمامًا، بل يُحكَم لها بجزء، وللقاضي الحق في موافقة الحكمين أو نقض حكمهما بما يراه مناسبًا، ولكن... نحن لا نتحدث من منهما المحق ومن منهما المخطئ، أليس من الظلم للمرأة أن تنتظر بضع سنوات، حتى تحصل على طلاقها؟ وإذا ما اعترض الزوج على حكم المهر هذا، ونقل الأمر إلى الاستئناف، فإن المرأة ستنتظر فوق هذه السنوات، سنوات أخرى، ليبدأ زوجها _ أو الرجل الذي كان زوجها _ بتقسيط جزء من مهرها لها، وقد يستغرق التقسيط بضع سنين أخرى!

    هذا، ونتحدث عن حالة خطأ المرأة في ما تفعله، وطمعها بالمهر، أو وقوعها في فخ (الناصحات) اللواتي يُرِدْنَ خراب بيتها، ونرى فيه الظلم الكبير لها، لأنها تبقى معلقة عدة سنوات، ولكن؛ ماذا عن الظلم الأكبر، وماذا لو أنها لم تلجأ إلى القاضي الشرعي، إلا لأنها ضاقت ذرعًا بزوجها وتصرفاته وظلمه إياها، بل وربما سُكرِه وعربدته مع النساء بلا ضوابط ولا روابط؟ كم مرة يعرض القاضي الصلح، والرجل ليتهرب من أن يُحكَم عليه بشيء، أو لأنه يريدها في بيته تخدمه، يقول إنه لا يريد أن يطلق امرأته، والسبب أنه (يحبها)، ويتمُّ تأجيل الجلسات أشهرًا وأشهرًا، حتى تنتبه المرأة إلى عمرها الذي يمضي سراعًا، فتتنازل عن حقوقها ومستحقاتها كافة، وقد تحصل على الطلاق عندئذ، وقد لا تحصل عليه، إذا ظل الرجل ثابتًا على موقفه، وحبه الوهمي الكاذب هذا؟ وهل هناك عنف آخر تمر به المرأة المسلمة أكثر من هذا العنف يا ترى؟!

    في ختام هذه الدراسة، نؤكد أن الرجل أعلى مرتبة من المرأة، وذلك في الأديان السماوية كافة، وأن اليهودية تنظر نظرة دونية إلى المرأة، بينما تمنحها المسيحية التقدير، وكذلك الإسلام يراها جوهرة، بل يراها خير متاع الدنيا، ويعتبرها مصدر السكينة والأمان والاطمئنان لزوجها، وينظر إليها نظرة الاحترام الكبرى كأم، وكابنة تكون مفتاح الجنة لوالدها، ولكن بعض تصرفات الرجال الخاطئة أدت بكثير من النساء إلى النفور، وإلى بحث وهمي عن حقوق ليست لهن، ولم يحصلن عليها رغم ابتعادهن عن الدين، جزئيًا أو كليًا، وكذلك إهمال الرجال دور القوامة، ما سمح لسموم الغرب أن تدخل بيوتنا وعقول بناتنا، ولا حل أمام أحد، إلا بالعودة إلى الدين وأوامره ونواهيه، ففيها النجاة والرفعة والعزة في الدارين، بإذن الله تعالى وفضله ورحمته...

    انتهت الدراسة، والفضل لله تعالى.
    وأسأل الله أن نكون قد وفقنا فيها نحو الصواب.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    التعديل الأخير تم بواسطة أ. عمر ; 10-3-2018 الساعة 07:36 AM

  3. #43


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)


    وما أودُّ التنبيه إليه،
    ما ورد في الحلقة الرابعة في هذه الدراسة:


    وبالتالي على الرجل النفقة والكسوة، وعلى المرأة الخدمة الباطنة، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابنته سيدة نساء الجنة، ثم إن العرف جرى على هذا، والعرف له حكم القانون ما لم يخالف شرع الله تعالى،
    ومنه قوله تعالى: {وأمر بالعرف}، ولكن في آراء فقهائنا التنوع، وبالتالي إن من تجد أن خدمة البيت ليست واجبة عليها، أن تشترط ذلك مقدمًا لمن يطلب يدها، وإلا فإن موافقتها على عقد النكاح من دون هذا الشرط، يعني موافقتها ضمنيًا ومباشرة على إلزامها بخدمة زوجها وبيتها...


    إن العرف في تفسير المفسرين هو المعروف
    نعلم ذلك حق العلم ولا ننكره
    والعرف؛ كذلك؛ ما تعارفه القوم في أمور حياتهم
    وبالتالي لا مانع إطلاقًا من الأخذ بأي عرف اجتماعي كان ما لم يخالف الدين
    وعمل المرأة في بيتها لا يخالف الدين، بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
    (يا عائشة أطعمينا)

    وقد بيَّنْتُ في الدراسة، في الحلقة نفسها أن عمل البيت؛ وفق بعض فقهاء الإسلام؛ ليس بواجب على النساء، وأن لها أن تشترط على زوجها أن يأتيها بخادم إن كان مقتدرًا على ذلك...

    وبالتالي لم نخرج عن رأي الدين والشرع والتفسير في ما أوردناه هنا،
    والله تعالى أعلم.

    وإن كان لأحد من علم في هذه المسألة؛ يناقض ما ذهبتُ إليه؛ فليتفضل بإفادتنا به مشكورًا،
    وندعو الله تعالى أن يجزيه عنا خير الجزاء.


  4. #44


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)


    وفي ختام الدراسة نقول:
    سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


  5. #45

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,610
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Thumbs up رد: وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    الحمدلله على انتهاء الموضوع بخير،
    كانت الدراسة جميلة ووافية وثقيلة بما فيها،
    باركك ربي،
    الحقيقة تمنيت أن تكون أطول وأكثر،
    لكن ياللأسف،
    فكرت كثيراً هل هناك شيء في بالي أريده لم أجد،
    ياللخسارة!،
    أحسنت جداً،
    وفقك ربي وزادك من فضله،
    نتطلع للمزيد،
    في حفظ المولى،،
    ~

  6. #46


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,282
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: وماذا تتحمل النساء؟ (دراسة اجتماعية بقلمي عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    الحمدلله على انتهاء الموضوع بخير،
    كانت الدراسة جميلة ووافية وثقيلة بما فيها،
    باركك ربي،
    الحقيقة تمنيت أن تكون أطول وأكثر،
    لكن ياللأسف،
    فكرت كثيراً هل هناك شيء في بالي أريده لم أجد،
    ياللخسارة!،
    أحسنت جداً،
    وفقك ربي وزادك من فضله،
    نتطلع للمزيد،
    في حفظ المولى،،
    ~

    بارك الله بكِ أختي الكريمة
    وشكرًا جزيلًا لدعائكِ الطيب
    جزاكِ الله خيرًا بما دعوتِ به لي
    وإن شاء الله تعالى نقدِّم المزيد
    والاتكال على الله، ومنه التوفيق بفضله ورحمته


صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...