أولاد الشوارع... دراسة اجتماعية... بقلمي (أ. عمر)

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 15 من 15
  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي أولاد الشوارع... دراسة اجتماعية... بقلمي (أ. عمر)



    أولاد الشوارع

    دراسة اجتماعية
    من إعداد شخصي حول الملحوظات الحياتية العامة

    وربطًا بالعالَمَين العربي والغربي

    في الغد مساء إن شاء الله
    بعد رجوعنا من العمل.

    تابعوا معنا

  2. 6 أعضاء شكروا أ. عمر على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: أولاد الشوارع... دراسة اجتماعية... بقلمي (أ. عمر)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    تمهيد

    نفرِّق بادئ ذي بدء، بين مصطلح أطفال الشوارع وأولاد الشوارع، فنحن لا نبحث فقط في أطفال الشارع، أولئك الذين يمضون معظم أوقاتهم في الشوارع، وهم دون الثامنة عشرة من السن، وذلك لأحد الأسباب الآتية:
    أ_ أن يكونوا من دون عائلة، بسبب حالة اليُتْمِ مثلًا.
    ب_ قد لا يجدون لهم المأوى، كأن تكون العائلة قد هُجِرَّت من بلدها، وهؤلاء نسميهم (ساكني الشوارع)، ويتحولون؛ تدريجيًا؛ إلى أولاد الشوارع.
    ب_ قد توجد العائلة، ولكنها مفككة، والأب والأم منفصلان، وربما يتزوج كل منهما، ويبقى الأطفال بلا عائلة حقيقية تؤيهم، ولا يجدون لهم مكانًا سوى الشارع.
    ت_ أن يكون هؤلاء الأطفال في عائلات بالغة الفقر، ويرسلهم أهلهم للعمل؛ منذ طفولتهم؛ فيتعودون إمضاء غالب وقتهم في الشارع خارج البيت، وحتى بعد العمل، ربما يبقون في الشارع، إذ لا يجدون انسجامًا في ما بينهم وبين بيوتهم.
    ث_ النظر إلى الشارع على أنه وسيلة اللعب واللهو، إذا ما افتقدهما الطفل في بيته.

    ونذكر؛ في هذا المجال؛ أن اليونيسف يحدد عدد أطفال الشوارع في العالم، بحوالي 150 مليون طفل! لكننا نريد تخطي مفهوم (الأطفال) إلى (الشباب)، لننظر هل هناك فارق في الأسباب؟

    قد ينظر المجتمع إلى الأطفال المشردين في الشوارع بنظرة الإشفاق، أو ربما بنظرة اللامبالاة، وربما يحزن بعضنا لأجلهم قليلًا، ويسأل أين عائلاتهم، ثم يمضي متابعًا حياته الاعتيادية، وهذا أمر طبيعي، بما أن الحل ليس في أيدينا، ولكننا نلحظ نظرة كثير من أهل المجتمع إلى الشباب، الذين يُمضُونَ أوقاتهم في الشوارع، بنظرة استخفاف وازدراء، وذلك لسببين جوهريين:
    أولًا: انسياب كلمات السباب واللعنات والشتائم على ألسنة هؤلاء الشباب.
    ثانيًا: ملاحقة هؤلاء الشباب الفتيات في الشارع، وإصدار أصوات منكرة للفت انتباههن.

    غير أنني؛ ورغم كل هذه السلبيات التي ذكرتُها؛ أرى أن المجتمع يظلم أولاد الشوارع في كثير من الأمور، ويغفل؛ أحيانًا؛ عن نقاط جوهرية للغاية...
    ولهذا التوسيع بإذن الله تعالى.
    تابعوا معنا.



  4. #3


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: أولاد الشوارع... دراسة اجتماعية... بقلمي (أ. عمر)

    ملحوظة:
    أعلم أنني أتأخر، ولكن حالة النت والكهرباء لدينا ليست على ما يرام حاليًا
    وطباعة أي كلام على الوورد ثم نسخه هنا، يجعل كل الأحرف والكلمات تتداخل ببعضها
    والقيام بفصلها وترتيبها يستغرق وقتًا طويلًا.

    أعتذر لهذا التأخر المستمر...
    بارك الله بكم ولكم.

  5. #4

    الصورة الرمزية كونان المتحري

    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المـشـــاركــات
    445
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: أولاد الشوارع... دراسة اجتماعية... بقلمي (أ. عمر)

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    عذراً للمرور السريع و لكن قد مررتُ بالمشكلة ذاتها (تلاصق الخطوط عند نقلها من الجهاز) و تم حلها كالآتي :

    1- نسخ النص من ملف الوورد إلى ملف notpad أو text document و هو برنامج يأتي مع الويندوز ولا حاجة لتحميله و تنصيبه

    2- نسخ النص إلى المنتدى من البرنامج إلى المنتدى و لا حاجة لحفظه

    3- تعديل الألوان و التنسيق في المنتدى حسب الرغبة إذ لن تتلاصق الخطوط و لكن تبقى مشكلة التنسيق

    يمكنك تطبيق التجربة على أي نص جاهز في جهازك في منتدى ما قبل النشر و أرجو أن يفيدك هذا الحل كما أفادني

  6. #5

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,615
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Thumbs up رد: أولاد الشوارع... دراسة اجتماعية... بقلمي (أ. عمر)

    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

    أهلاً بك أستاذ :"),
    كنت أرغب بقراءة الموضوع لي فترة،
    لكن أجلته لتعبي فإذا به قصير لم تبدأ به،
    جيد من حسن الحظ،
    كعادتك أطروحاتك جميلة سبحان الله وما شاء الله تبارك الرحمن،
    وأني متشوقة لما ستقدمه بإذن الله،
    الموضوع في غاية الأهمية،
    ولعله يحدث تغيُرا،
    يارب نسألك من فضلك،
    ننتظر بإذن الله،
    باركك ربي وسدد خطاك،
    في حفظ المولى،
    ~

  7. #6


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: أولاد الشوارع... دراسة اجتماعية... بقلمي (أ. عمر)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كونان المتحري مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    عذراً للمرور السريع و لكن قد مررتُ بالمشكلة ذاتها (تلاصق الخطوط عند نقلها من الجهاز) و تم حلها كالآتي :

    1- نسخ النص من ملف الوورد إلى ملف notpad أو text document و هو برنامج يأتي مع الويندوز ولا حاجة لتحميله و تنصيبه

    2- نسخ النص إلى المنتدى من البرنامج إلى المنتدى و لا حاجة لحفظه

    3- تعديل الألوان و التنسيق في المنتدى حسب الرغبة إذ لن تتلاصق الخطوط و لكن تبقى مشكلة التنسيق

    يمكنك تطبيق التجربة على أي نص جاهز في جهازك في منتدى ما قبل النشر و أرجو أن يفيدك هذا الحل كما أفادني
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    بارك الله بكم للمساعدة القيمة، وجزاكم خير الجزاء
    كل الشكر والتقدير لكم أخي الكريم

  8. #7


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: أولاد الشوارع... دراسة اجتماعية... بقلمي (أ. عمر)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

    أهلاً بك أستاذ :"),
    كنت أرغب بقراءة الموضوع لي فترة،
    لكن أجلته لتعبي فإذا به قصير لم تبدأ به،
    جيد من حسن الحظ،
    كعادتك أطروحاتك جميلة سبحان الله وما شاء الله تبارك الرحمن،
    وأني متشوقة لما ستقدمه بإذن الله،
    الموضوع في غاية الأهمية،
    ولعله يحدث تغيُرا،
    يارب نسألك من فضلك،
    ننتظر بإذن الله،
    باركك ربي وسدد خطاك،
    في حفظ المولى،
    ~
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    بارك الله بكم وجزاكم خيرًا

    تأخرت لمشاكل في الإنترنت والكهرباء في بيتي
    ثم انشغلتُ صراحة في إنجاز كتابي التعليمي الثالث
    وإن كنتُ لم أنشره بعد

    لكني سأرجع إلى تتمة هذا الموضوع بإذن الله تعالى
    وشكرًا لكِ وللجميع لصبركم علينا لهذا التأخر المطول

  9. #8


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: أولاد الشوارع... دراسة اجتماعية... بقلمي (أ. عمر)


    أولاد الشوارع (الحلقة الأولى)



    لا يَمُرُّ مصطلح"أطفال الشوارع" مرور الكرام، ولا بمواقفنا الاجتماعية أو الشخصية، سواء بالتعاطف أو باتهامهم بالاحتيال، بل إنه يحظى باهتمام المنظمات الفاعلة، محليًا ودوليًا، فمثالًا لدينا في لبنان، صدرت دراسة عام 2015، عن "وزارة العمل"، و"اليونيسف"، و"منظمة إنقاذ الطفل الدولية"، بعنوان: "الأطفال المتواجدون والعاملون في الشوارع في لبنان، خصائص وحجم"، مبتعدة في عنوانها عن مصطلح "أطفال الشوارع"، بل اعتبرتهم"موجودين" و"عاملين"، ربما للتخفيف من حدة المصطلح القاسية.

    وذلك لأن لبنان كان قد تعهد على حل مشكلة عمل الأطفال ببداية العام 2016، كان قد أطلق ذلك التعهد في تشرين الثاني عام 2013، وربما أتى هذا التعهد وذاك القسم، بعد "المؤتمر العالمي لعمل الأطفال"، الذي تَمَّ عقده في لاهاي في هولندا، عام 2010.

    ومن هنا أخذت اليونيسف تدرس وتُعِدُّ خطط العمل لتأتي بتوصيات واقعية بهذا الصدد، من دون أن تُغْفِل مشكلة وجود اللاجئين السوريين بأعدادهم الكبيرة، كجزء من مشكلة أطفال الشوارع في لبنان، وقد تركزت دراستها على الأطفال بين السابعة والرابعة عشرة من أعمارهم، راصدة أربعة أسباب رئيسة، أدَّت وتؤدِّي إلى عيش الأطفال في الشوارع وعملهم فيها، وهي: التهميش الاجتماعي، هشاشة وضع الأسرة، تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان، الجريمة المنظمة واستغلال الأطفال. ولم تكن الدراسة الصادرة عن "مؤسسة البحوث والاستشارات" بهدف التعاطف مع حالات أطفال الشوارع، أو التنبيه إلى أحقيتهم في التعليم مثلًا، بل لأن النظرة العامة إلى هؤلاء كانت على أنهم "قنابل موقوتة" و"مشاريع إرهابيين"!

    إذ إن وزير العمل رأى أن التطرف الديني ليس وحده سبب الإرهاب، بل السبب؛ كذلك؛ يتمثل بالتعاسة والمأساة والحقد على المجتمع، وكلها تُوَلِّد المشاعر السلبية لدى الطفل، لتتحوَّل هذه المشاعر السلبية؛ فيما بعد؛ جنوحًا فكريًا وعقائديًا يُترجَم أحيانًا إلى أعمال إرهابية، مشدِّدًا على أن مكافحة الإرهاب تبدأ باحتضان الطفولة.

    هذه الدراسة شملت ست مناطق لبنانية، ريفية ومدنية، ما بين العاصمة بيروت، وعاصمة الشمال طرابلس، ومحافظة عكار، وشملت حوالي 1510 من الأطفال، يعيشون ويعملون في ثماني عشرة منطقة لبنانية،51% منهم تقريبًا يتمركزون في العاصمة وضواحيها. وقريبًا من نصف هؤلاء الأطفال، وتحديدًا 43،2% منهم، يحترفون التسول، بينما 37،2% يُحَصِّلون رزقهم عن طريق العمل كباعة متجولين، و6،5% منهم يعملون في تنظيف الأحذية، و3،7% في العتالة "الشيالة"، و1،7% في تنظيف زجاج السيارات، أو بمعنى أدق، كما رصدت الدراسة، هناك 37% من هؤلاء يعملون بأعمال"حقيرة"، والأسوأ من ذلك أن الدراسة رصدت وجود أطفال رُضَّع في الشوارع مع أمهاتهم، وإن كانت نسبتهم قليلة للغاية، والحمد لله، إلا أننا نتمنى أن تختفي نهائيًا.

    وإذا توقفنا عند أطفال الشوارع المتسولين، وجدنا أن نسبة الذكور فيهم هي الغالبة، بمعدل 70%، يقابلها 30% إناث متسولات، أما النشل فالوضع فيه منعكس، إذ إن الدراسة رصدت أن ثلاثًا من كل أربع حالات نشل، القائمات بها من الطفلات الإناث، لا من الأطفال الذكور! وبشكل عام، نسبة مرتفعة فعلًا، 83% من القائمين على تنفيذ الأنشطة غير المشروعة، تقوم بها الطفلات الإناث! ومعظم أولاد الشوارع في هذه المناطق، من اللاجئين السوريين، إذ لا يُشَكِّل اللبنانيون منهم سوى 27%، ولدينا جنسيات أخرى، كالجنسية الفلسطينية، ونسبة أولاد الشوارع منها يقترب من 8%، وبعض هؤلاء لا يحملون جنسية معينة.

    لكن، ماذا عن واقعهم المنزلي؟ هل كل هؤلاء الأولاد أيتام؟ الإجابة هي لا، بل إن نسبة الأيتام فيهم 14% تقريبًا، و10% من هؤلاء ال 14، أمهم على قيد الحياة وتحمل مسؤولية الأسرة، ولكن المشكلة الكبرى هي مشكلة التعليم، إذ إن حوالي 91% من هؤلاء لم يدخلوا المدرسة، ولا يكتبون أو يقرأون! ولكن هؤلاء الأولاد لايفرحون لوضعهم هذا، فقد أجرت الدراسة أسئلة ميدانية معهم، و70% منهم قالوا لو كان الخيار لهم لذهبوا إلى المدرسة، أما ال 30% منهم ممن تبقى، فقد اختاروا الاستمرار في العمل، لكن بعيدًا عن الشارع، أي أن كل "أطفال الشوارع" متفقون على أنهم ليسوا بوضع جيد، وحياتهم ليس هنا موضعها الحقيقي.

    وقد تم توثيق هذه الأمور عبر تسجيلات مرئية تَمَّ عرضها، وحملت شهادات أطفال يعملون في الشوارع، وكلامهم عن معاناتهم وأحلامهم، بل ورسومًا قاموا برسمها كذلك. وتتفاوت ظروف العمل لهؤلاء، بين الصعب واليسير، فمنهم من يعمل 4 ساعات يوميًا، ومنهم من يعمل أربعة أضعافها! لكن المعدل الوسطي لساعات عمل هؤلاء الأطفال، يبلغ معدل عشر ساعات عمل في اليوم، وبشكل عام هناك 49% منهم يعملون في الليل.

    ماذا عن الناحية القانونية؟ القانون اللبناني يقتضي توقيف أولاد الشوارع، غير أن توقيفهم؛ إذا ما تَمَّ؛ لا يستمر لأكثر من ساعات قليلة، وترجع المشكلة مثلما كانت! إذًا، ماذا عن الحلول الفعلية، غير هذا الحل الأمني؟ المسألة ليست بهذه البساطة إطلاقًا، ولا تكفي فيها الحِكَم والنصائح والأمنيات، بل إنها؛ ووفق المتكلمين في هذه الدراسة؛ رغم أنها ضمن أرقام موجودة على نطاق من الممكن التحكم به، إلا أن "المسألة تُعتَبَر معقدة للغاية، نظرًا لارتباطها بقضايا الاتجار بالبشر والأنشطة غير المشروعة الأخرى، فضلًا عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي والقانوني للأطفال المتضررين"، وبالتالي لا يبدو حل وزير العمل _ بإنشاء مؤسسة مختصة لجمع هؤلاء الأطفال فيها _ كافيًا أو مناسبًا، وأي مؤسسة مختصة لاستقبال الأطفال المشرَّدين في الشوارع، لِيَتِمَّ عرضهم بعدها على طبيب نفسي، وتقديم المساعدة الاجتماعية لهم، إذًا؛ أي مؤسسة مختصة يمكنها احتواء أعداد هؤلاء، وكم يحتاجون من الأطباء النفسيين؟ وكم جلسة علاج نفسية يحتاجونها؟ بل إن السؤال الأكثر دقة برأيي، هل هم فعلًا يحتاجون إلى الطبيب النفسي، أم يحتاجون إلى المنزل الهادئ، والجو الأسري الدافئ، حتى لو غاب هذا الجو الأسري، ألا يكفي أن تُوَمِّن الدولة لهم التعليم المجاني، لتقضي على جزء كبير وفادح من هذه المشكلة؟!

    هذا علمًا بأن هذه المؤسسة لم يَتِمَّ إنشاؤها، بل تَمَّ (تمني) إنشاؤها فحسب، لعلهم يلتقون مرة ثانية بعدها، و"عدد أطفال الشوارع قد انخفض"! لا بد من العمل على حلول عملية وواقعية لإنهاء هذه الظاهرة الأليمة، وإذا ما ظللنا نتابع الإحصائيات والدراسات، فنسبة 30% من حوادث المرور، يتعرض لها هؤلاء الأطفال، ومن تعرضوا لاعتداء جنسي أو اغتصاب من هؤلاء الأطفال، في مكان عملهم، تبلغ نسبتهم 6%، و29% منهم تمت مطاردتهم واعتقالهم من رجال الأمن، ولو كان التوقيف لا يستمر لأكثر من ساعات، فيكفي ما في مطاردة رجال الأمن لضحايا الأسر والمجتمع _ هؤلاء الأطفال _ من المهانة لهم، وتعميق الشعور في أنفسهم بأنهم أقل مستوى من الناس بمراحل!

    نصف هؤلاء الأطفال؛ تقريبًا؛ ليس لديهم أحد يحميهم أو يشتكون إليه، رغم أن أكثر من هؤلاء النصف، أي ما يعادل 56% لا يعملون لمصلحتهم الشخصية، بل يقومون بتسليم كافة مداخيلهم اليومية إلى المسؤولين عن تشغيلهم، و31% منهم يتقاسمونها مع الآخرين، ولا يحتفظ بالمدخول اليومي كمدخول شخصي أكثر من 13% منهم. بل إن الأسوأ والأسوأ، أن الدراسة إذ رصدت الأطفال ما بين السابعة والرابعة عشرة، فإنها فعلت ذلك كمعدل عام، لكنها لم تَنْفي أن كثيرًا من هؤلاء الأطفال في الخامسة من عمرهم! وأن 26% ممن تتراوح أعمارهم بين الخامسة والثامنة يعمل الطفل فيهم منفردًا بلا رفيق يكبره سنًا ويستطيع حمايته.

    وما يثير الاستنكار والاعتراض بحق، أن التسول لا يكفي هؤلاء الأطفال للعيش الكريم! فأجرتهم اليومية لا تتجاوز 9 دولارات أمريكية _ وهذا مبلغ زهيد جدًا في لبنان _ أما ممارسة الدعارة فإنها تصل بأجرتهم إلى ما يقارب أربعة أضعاف أرباح التسول! وقد يكون أبسط الأمور أننا نلحظ قريبًا من نصف هؤلاء الأطفال، 44% منهم، باتوا يدخنون السجائر! إذ إن بعضهم يدخنون الحشيشة، ولو كانت نسبتهم قليلة، 3%، ولو كانت نسبة من يتعاطون أنواعًا أخرى من المخدرات أقل، 2%، فإن هذا أسوأ بكثير من التدخين!

    أما المشاكل الصحية فليست هينة ، رغم أنها ليست خطيرة بنظرة أولية إليها، حوالي41% من أطفال الشوارع يعانون مشاكل صحية، يمكن علاجها ببساطة، لكن يبدو أنهم لايتلقون حتى العلاجات الطبية الأولية!

    كل ما يسبق من الأرقام والإحصائيات، يدلنا على واقع أليم مزعج جدًا، يجب علاجه، ولا تكفي فيه كلمات التعاطف، ولا الأمنيات، لكن؛ هل يمكن أن يُعالَج يومًا؟ بل هل لبنان وحده في هذه المعمعة القاسية؟

    تابعوا معنا



  10. #9


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: أولاد الشوارع... دراسة اجتماعية... بقلمي (أ. عمر)

    طبعًا كلمة "المتواجدون" تُعتَبَر هنا خطأ لغويًا، لكني نقلتُ العنوان مثلما هو، من دون تغيير

  11. #10


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: أولاد الشوارع... دراسة اجتماعية... بقلمي (أ. عمر)

    ونتابع؛ بإذن الله تعالى؛ حينما ننتهي من تصحيح اختبارات آخر السنة لطلابنا... وكل الاعتذار لهذا التأخر لظروف إعداد الاختبارات وتصحيحها

  12. #11

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,615
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: أولاد الشوارع... دراسة اجتماعية... بقلمي (أ. عمر)

    شيء محزن بالفعل،
    ربي يكون بالعون يالله،
    ربي يلطف بحال الأطفال جميعا،
    عجل ربي بالخلاص للجميع،
    وأسبغ نعمه على المسلمين،
    وردنا إليه رداً جميلا،
    ولا إله إلا الله
    محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    شكراً جزيلاً لك،
    ومتابعين بإذن الله مع إنه يوجع،
    لكن لعلنا على الأقل نحس بهم وندعوا لهم لعل الله يستجيب من أحدٍ منا،
    يارب يارب يارب،
    باركك ربي،
    وفي حفظ المولى،،
    ~

  13. #12


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: أولاد الشوارع... دراسة اجتماعية... بقلمي (أ. عمر)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    شيء محزن بالفعل،
    ربي يكون بالعون يالله،
    ربي يلطف بحال الأطفال جميعا،
    عجل ربي بالخلاص للجميع،
    وأسبغ نعمه على المسلمين،
    وردنا إليه رداً جميلا،
    ولا إله إلا الله
    محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    شكراً جزيلاً لك،
    ومتابعين بإذن الله مع إنه يوجع،
    لكن لعلنا على الأقل نحس بهم وندعوا لهم لعل الله يستجيب من أحدٍ منا،
    يارب يارب يارب،
    باركك ربي،
    وفي حفظ المولى،،
    ~

    آمين يا رب العالمين
    وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
    حفظكم الله وبارك بكم ولكم
    (وإن شاء الله نوفق إلى إعداد حلقة أخرى غدًا بإذن الله تعالى)

  14. #13


    تاريخ التسجيل
    Dec 2017
    المـشـــاركــات
    1,055
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: أولاد الشوارع... دراسة اجتماعية... بقلمي (أ. عمر)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    كيف حالك أخ عمر إن شاء الله بخير

    موضوع مهم جدا وفعلا قضية في غاية الأهمية . عبرت كما ينبغي وأردت حقا أن أتصل معك

    بنفس المضمون ..

    قضية أولاد الشوارع

    يجب النظر إليها بعين الإعتبار تعددت الأسباب والمصير واحد .. إن كان فقر أو حرب أو ظروف أو أي

    شئ أخر سيقود إلى نفس هذا المسمى .. لكن ماهي الإيجابيةالتي ممكن ان تتضع من ذلك

    أن نلاحظ من يحاول أن يستجدي منا شيئًا أو يجعلنا نتدفق بعطف وأنسانية نلاحظ فيها مدى

    تأثرنا --- يبقى الأمر غير متقبل وغير كافي .><"


    في الواقع إنها ليست مشكلة تقع على عاتق منظمات حقوق الإنسان ربما تستطيع تلك المنظمات ان تعطينا الإحصائيات وتظهر لنا جانب من الأنسانية عليها

    الحقيقة هي أنها مشكلتنا نشأت في مجتمعاتنا العربية نحن من يجب أن نتكفل بها ونعالجها

    للأسف الشديد هناك من يتهاون في قضايا الحياة الأجتماعية مثل أولاد الشوارع وربما غيرها يتم إستلامها بعواطف باردة وبأسلوب غير مجدي

    المعالجة النفسية قد تكون ضرورية لكن ليست مثل المعالجة الفعلية التي يمكن أن تقود المتضرر إلى نظرة أمل جديدة في الحياة وتعويض حقيقي

    يمكن أن يحصل إليه .. يحتاج المتضرر أن ينظر إلى شخص مهتم بقضيته ساعي إليها ومنقذ لها .. المعالجة النفسية ليست بتلك الأثر الكبير ..

    هي مهمة لفهم الحالة والتقرب منها .. لكنها لن تؤدي إلى إرضاء شعور المتضرر وفهمه عن كثب خصوصا لو كانت الحالة مرت بظروف يصعب على

    المتضرر شرحها او إسترجاعها للتحدث بها غير المخاوف التي يمكن أن تترقب كلماته او التردد أو صعوبة إيصال التفسير الصحيح .. الحل الفعلي ربما سيكون سبيل إلى الخروج من كل هذا .. وسيكون شفاء حقيقي للمتضرر .. ربما ..

    نحن لا نحتاج لمن يتكلم ويشرح لنا كيف وصل الحال بهم أو من السبب ... نحتاج لحل فعلي .. حل يستطيع ان يلحقهم قبل فوات الأوان ..

    نحتاج معرفتهم لكي نتقدم لمساعدتهم .. شعور الأسى والحزن لن يكون كافي بنسبة لهم ..

    حياة صعبة حقا وتخيلها كابوس لايطاق أبداً .. أستطيع ان أعرف كيف يعيش ولد الشارع او فتاة الشارع او طفل الشارع ..

    من خلال مكان لايستطيعون فيه ان يجدوا الشخص المناسب ليضعوا فيه الثقة و الأمانة

    بين مخاوف الليل وبين هموم النهار بين جوع وبين دموع صامتة لااحد يعرف عنها شيئ..

    حقا شيئ فظيع جدا ..

    لاأظن ان اللوم يقع على أولاد الشوارع ربما تكون تلك المسببات اللفظية أو الأفعال السيئة

    لم تأتى من العدم ربما قد أتت بسبب عوامل نفسية .. أدت إلى المتضرر ان يكون شخص بلا هوادة ..

    الأخذ بالأسباب ومعالجتها أمر مهم .. ليس بإلقاء اللوم والأستحقار وأن يستحق ولد الشارع مايحصل له !!!!! ><"

    انت قلتها التعاطف والأمنيات لن تفيد و لن تغير حالهم الله كفيل بهم ومعهم .. الله المستعان

    أستغفر الله العلي العظيم , الله يفرجها على الأمة الأسلامية يارب

    فرجها قريب ان شاء الله .

    لايسعني سوى أن أشكرك أخ عمر على جهودك وتعبك الذي قمت بهِ لأجل توضيع قضية أنسانية

    شاكر لك كل تلك المشاق والتحضيرات لإتمام موضوعك على أكمل وجه

    الله يوفقك ويبارك فيك يارب

    تحياتي وتقديري لك

    في امان الله ورعايته






  15. #14


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: أولاد الشوارع... دراسة اجتماعية... بقلمي (أ. عمر)


    أولاد الشوارع (الحلقة الثانية)


    هل أطفال الشوارع محتالون؟!
    بل إن السؤال الحقيقي: هل كل أولاد الشوارع محتالون؟ سؤال يشمل كافة هؤلاء، صغارًا وكبارًا، ذكورًا وإناثًا...
    كم من متسول اتضح؛ بعد وفاته؛ أنه مليونير؟!
    سمعنا مرة عن متسول مصري أصابته سكتة قلبية فجائية، فمات وهو على الرصيف، يمارس مهنة التسول، وبتفتيشه بعد موته وجدوا معه دفتر بنك، بقيمة 34 ألف دولار!
    الحقيقة لم أجد توثيق هذا الخبر، لكنه حقيقي! ليس بالضرورة القصة نفسها، ولكن موقع
    سبيتنيك نويز الإخباري، بتاريخ 24/4/2017، أورد خبر القبض على متسول يبلغ من العمر 70 عامًا، وذلك أثناء التسول في إحدى قطارات مترو الأنفاق في القاهرة، وقد وجدوا معه قريبًا من 2000 دولار أمريكي، وأموال أخرى بعملات أجنبية متنوعة، لم يحددوا لنا كم تبلغ... والأجمل من هذا أن المتسول يمتلك منزلًا، ويمارس التسول (مهنة) وهو لا يحتاج التسول أصلًا، وهذه المبالغ جمعها من هذه المهنة!
    وقد يكون ذلك هينًا إزاء العم كامل، متسول في مدينة (بني سويف) في القاهرة، كان يتسول الناس، ويطلب ما يسد رمقه به، ويلتحف السماء، بنومه على الرصيف... ثم تم كشف أمره فيما بعد... إنه لا يمتلك أكثر من بنايتين سكنيتين فحسب، وفي أحياء راقية، وحساب بنكي فوق ذلك، قيمته 3 ملايين و500 ألف جنيه (فقط)!
    ولم يتم اكتشاف أمره لولا (شهامة) رجل من بني سويف، التقى بالمتسول داخل وكالة بنكية، فطلب من العاملين مساعدته، فكشف الأمر أحد الموظفين، قائلًا إن من تطلب مساعدته يملك حسابًا بهذه القيمة الخيالية...
    والأمر لا يتوقف على مصر وحدها قطعًا، فلنرجع إلى لبنان، وخبر طازج، يرجع تاريخه إلى شهر 5 من العام الحالي 2018...
    امرأة أمضت حياتها في التسول في شوارع بيروت، وتنام في سيارة قديمة مهجورة، اتخذتها لها منزلًا، امرأة أثارت شفقة الناس، كونها تعاني إعاقة جسدية واضحة في قدميها...
    وبموت المتسولة التي تبلغ 53 من عمرها، وجدوا معها 5 ملايين ليرة لبنانية، ضمن أغراضها الشخصية... ولكن هذا أمر هين لين! فقد وجدوا معها دفاتر بنكية، وحسابات تجاوز مجموعها المليون دولار أمريكي!!
    الخبر أثار استنكار الناس، إذ ذهب بعضهم إلى القول إن هذا مستحيل، فلا يمكن لامرأة أن تجمع كل هذا المبلغ وتبقى تتسول، وبعضهم تكلم عن الاحتيال لدى المتسولين لمضاعفة ثرواتهم... وبعضهم ألقى باللوم على الدولة.

    إذًا، لنا أن نسأل أنفسنا، انطلاقًا من هذه المتسولة وسواها، أين يكمن الخلل، ومن المسؤول عنه؟ لنجيب إن المسؤول هو (الشارع)!
    أما كيف يكون الشارع مسؤولًا، فهذا أمر بسيط، إنها الحياة التي تعودها هؤلاء الناس، حتى لم يعودوا يعرفون لأنفسهم حياة سواها للأسف، ربما بدؤوا حياتهم (أطفال) شوارع، ثم تطور بهم الحال ليكونوا (أولاد) شوارع، لا يعرفون سوى الشارع مكانًا، ولا يعرفون سوى ما يقومون به من مسح الأحذية، أو تنظيف زجاج السيارات، أو التسول، عملًا يعيشون من خيره بادئ الأمر... ثم مهنة لا غنى عنها، مثلها مثل الهواء الذي يتنفسونه!
    وهل هم المسؤولون عن فقدانهم عائلاتهم؟ أو حتى عن وجود عائلاتهم، لكنها تفتقد الدفء الأسري، تدفع بأبنائها إلى الفرار إلى الشوارع للراحة من المشاكل، أو ربما دفعت بهم ظروف الحياة إلى أن يكونوا مثل (عابري السبيل) رغم غناهم، فيضطروا إلى العمل في الشوارع، ثم التآلف معها!
    وهل هم المسؤولون عن فقر عائلاتهم؟ أوعن أب سكير، أو أب وأم انفصلا، وكل منهما يعيش حياته، والأولاد ممزقون في الشوارع؟
    من هنا تبدأ حياة الشوارع، ومن هنا يكون (الشارع) المسؤول عما يصير إليه حال أولئك الناس، لأنهم فقدوا حقهم الطبيعي أن يعيشوا ضمن أسرة متماسكة، كل من أفرادها يقوم بدوره...
    ولنا أن نتوقف هنا، لنشير إلى أمر، أننا لا نعتقد أن الكل (ضحية) قطعًا، فلدينا ما يسمى بـ(النَّوَر) أو (الغَجَر)، وهؤلاء لديهم مساكنهم وحياتهم الخاصة، ولكن، يحترفون التسول، واللجاجة وثقل الدم فوق التسول، في محاولة لاستفزاز الشخص حتى يفقد أعصابه وهدوءه، ويضطر إلى الدفع، ليتخلص فقط منهم ومن إلحاحهم!
    هؤلاء الفجر تحترف نساؤهم وأطفالهم التسول، بل إن المرأة منهن تأتي بأطفال معاقين، لاستدرار الشفقة، ولا أعلم من أين تحصل عليهم! ربما يكون لها هي نفسها أطفال معاقون،ربما تستأجرهم من معارفها، وتجلس بهم على الرصيف، أو تقف وسط الشارع تضع أمامها هذا الطفل المعاق في عربة، وتبدأ بالصراخ بأعلى صوتها، طالبة الحسنات... والطريقة الثانية أن تتوزع أسرة المتسولين، تقف المرأة هنا، وطفلها هناك، وطفلتها هنالك، مع مراقبة تشبه أجهزة المباحث! فإذا أعطيتَ طفلًا ما صدقة، تجد الأم تجري بأسرع ما يمكنها نحوك تمد يدها طالبة (حصتها)! أو ترى (قبيلة) من الأطفال تركض لتحيط بك، وكل منهم يريد (حقه) في مالك، مثله مثل رفيقه الذي أعطيتَه المال!
    هذا التسول يسيء فعلًا لنا، وفي طرابلس _ لبنان، نرى أن أعداد المتسولين هائلة، والمتسولون من الصباح الباكر في الشوارع، بل ربما يطرقون أبواب البيوت كذلك في أوقات مبكرة (يا للنشاط والإخلاص في العمل)! وأكثر من محاولة، بدأت بالتسول، وانتهت بمد اليد للسرقة!
    والمصيبة الكبرى تتمثل بربط التسول بالشعائر الدينية، فالتسول يكثر أوقات صلاة الجمعة، تجد المتسولين والمتسولات أمام أبواب المساجد في دخولك المسجد وخروجك منه، بل أحيانًا تدخل المتسولة المسجد وتجلس آخره، تنتظر الداخلين لتمد يدها لهم، وتنتظر نهاية الصلاة، لعل من لم يعطها وهو داخل، يدفع لها وهو خارج!
    وبهذا الصدد، نعود إلى ما أورده موقع لبنان الإلكتروني، بتاريخ 11/11/2016 من إيقاف شرطة بلدية طرابلس عددًا من المتسولين، نساء وأطفالًا، وهم من (النَّوَر)، ولكن تم احتجازهم من صلاة الظهر وحتى المساء فحسب، أما ما بعد ذلك، فمن المؤكد أنهم خرجوا ليتابعوا مهامهم هذه!
    وسبب خروجهم أعلن عنه قائد شرطة البلدية (ربيع حافظ) بقوله: (لا يحق لنا قانونًا توقيفهم في سجن الشرطة، والحل المتوفر هو احتجازهم)، وإن كانت أعلن خطوة مهمة تتمثل بـ(إننا سنتابع الحملة كل يوم جمعة، وسنستمر بمنعهم من الانتشار أمام المساجد، لعلهم ييأسون ولا يعاودون الكرة مرة أخرى).
    ونثمن هذه الجهود، لكنها؛ وبكل بساطة؛ لا تكفي! فمثل هؤلاء لا ييأسون، إذ إن هذه هي حياتهم، كما أسلفنا القول، وقد تصل بهم إلى حد الإجرام الوحشي، عبر استغلال إعاقات وأمراض أطفالهم، أو الأطفال الذين يستأجرونهم، بشكل يفتقر إلى أدنى مبادئ الإنسانية والضمير!
    والأمر لا يتجاوز أيامًا قليلة إلى الوراء، حين ألقي القبض على متسولة سورية في طرابلس، تستغل مرض طفلتها، التي تحولت إلى هيكل عظمي، حقيقة لا مجازًا، والأم لم تكن تفكر بتغذية طفلتها، ولم تفكر؛ بعد ذلك؛ بعلاجها، وذلك لتتمكن من استدرار عطف الناس عليها، وتم تحويل هذه المتسولة إلى النيابة العامة، وتوقيفها بعد ذلك في فصيلة التل...
    أما الطفلة فكان مصيرها الافتراق عن أمها، إذ تم إيداعها إحدى الجمعيات، لتهتم بها وتعالجها العلاج اللازم... ولا أدري، هل من الأسوأ لهذه الطفلة، أن تنشأ من دون أم، أم من الأفضل لها، بوجود مثل هذه الأم، أن تنشأ من دونها؟ بل ماذا سيكون موقف هذه المسكينة إذا كتب الله تعالى لها الحياة، وعرفت حقيقة (حنان) أمها عليها؟؟
    و(عصابة) التسول هذه، لا يتوقف أمرها عند حد، ففي تاريخ الخميس، 17/8/2017، وفق موقع لبنان الإخباري، نقلًا عن صفحة (وينيه الدولة) عبر فايسبوك (وينيه كلمة محلية، والمقصود أين)...
    إذًا، الخبر يتمثل باشتباك عنيف بين عدد كبير من النسوة اللواتي يحملن الجنسية السورية، وذلك على خلفية (حجز أماكن للتسول)! وذلك في منطقة الجفينور _ الحمرا، والسبب أن مستولة (احتلت) مع أولادها موقع متسولة أخرى، وهو موقع (استراتيجي) للتسول! فبدأ الاشتباك بالأيدي بين عدد كبير من المتسولات، وكانت نهاية المعركة، بقدوم زعيم عصابة التسول هذه، ليصرخ بالمتسولات، طالبًا أن يرجع كل واحد منهم إلى مكانه!
    لقد أدى هذا التضارب إلى تذمر الأهالي، وطلبهم إلى القوى الأمنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، والحد منها...
    وسواء أتَمَّ هذا الأمر أم لا، فإن ظاهرة التسول لدى أولاد الشوارع باتت لا تطاق فعلًا، لكنني؛ أميز هنا؛ بين فريقين من أولاد الشوارع، فريق يستحق الشفقة والعطف والحنان، وفريق آخر يستحق السجن، بل الإعدام من دون أدنى رحمة أو شفقة... فريق ظُلِمَ فوجد نفسه في الشارع، فحاول التآلف مع هذه الحياة المذلة واعتيادها، وفريق ظَلَم واستغل الشارع وأولاد الشارع بأقسى شكل ممكن...



    وما تزال الدراسة مستمرة بإذن الله عز وجل... تابعوا معنا





  16. #15


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: أولاد الشوارع... دراسة اجتماعية... بقلمي (أ. عمر)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Wadih ~ مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    كيف حالك أخ عمر إن شاء الله بخير

    موضوع مهم جدا وفعلا قضية في غاية الأهمية . عبرت كما ينبغي وأردت حقا أن أتصل معك

    بنفس المضمون ..

    قضية أولاد الشوارع

    يجب النظر إليها بعين الإعتبار تعددت الأسباب والمصير واحد .. إن كان فقر أو حرب أو ظروف أو أي

    شئ أخر سيقود إلى نفس هذا المسمى .. لكن ماهي الإيجابيةالتي ممكن ان تتضع من ذلك

    أن نلاحظ من يحاول أن يستجدي منا شيئًا أو يجعلنا نتدفق بعطف وأنسانية نلاحظ فيها مدى

    تأثرنا --- يبقى الأمر غير متقبل وغير كافي .><"


    في الواقع إنها ليست مشكلة تقع على عاتق منظمات حقوق الإنسان ربما تستطيع تلك المنظمات ان تعطينا الإحصائيات وتظهر لنا جانب من الأنسانية عليها

    الحقيقة هي أنها مشكلتنا نشأت في مجتمعاتنا العربية نحن من يجب أن نتكفل بها ونعالجها

    للأسف الشديد هناك من يتهاون في قضايا الحياة الأجتماعية مثل أولاد الشوارع وربما غيرها يتم إستلامها بعواطف باردة وبأسلوب غير مجدي

    المعالجة النفسية قد تكون ضرورية لكن ليست مثل المعالجة الفعلية التي يمكن أن تقود المتضرر إلى نظرة أمل جديدة في الحياة وتعويض حقيقي

    يمكن أن يحصل إليه .. يحتاج المتضرر أن ينظر إلى شخص مهتم بقضيته ساعي إليها ومنقذ لها .. المعالجة النفسية ليست بتلك الأثر الكبير ..

    هي مهمة لفهم الحالة والتقرب منها .. لكنها لن تؤدي إلى إرضاء شعور المتضرر وفهمه عن كثب خصوصا لو كانت الحالة مرت بظروف يصعب على

    المتضرر شرحها او إسترجاعها للتحدث بها غير المخاوف التي يمكن أن تترقب كلماته او التردد أو صعوبة إيصال التفسير الصحيح .. الحل الفعلي ربما سيكون سبيل إلى الخروج من كل هذا .. وسيكون شفاء حقيقي للمتضرر .. ربما ..

    نحن لا نحتاج لمن يتكلم ويشرح لنا كيف وصل الحال بهم أو من السبب ... نحتاج لحل فعلي .. حل يستطيع ان يلحقهم قبل فوات الأوان ..

    نحتاج معرفتهم لكي نتقدم لمساعدتهم .. شعور الأسى والحزن لن يكون كافي بنسبة لهم ..

    حياة صعبة حقا وتخيلها كابوس لايطاق أبداً .. أستطيع ان أعرف كيف يعيش ولد الشارع او فتاة الشارع او طفل الشارع ..

    من خلال مكان لايستطيعون فيه ان يجدوا الشخص المناسب ليضعوا فيه الثقة و الأمانة

    بين مخاوف الليل وبين هموم النهار بين جوع وبين دموع صامتة لااحد يعرف عنها شيئ..

    حقا شيئ فظيع جدا ..

    لاأظن ان اللوم يقع على أولاد الشوارع ربما تكون تلك المسببات اللفظية أو الأفعال السيئة

    لم تأتى من العدم ربما قد أتت بسبب عوامل نفسية .. أدت إلى المتضرر ان يكون شخص بلا هوادة ..

    الأخذ بالأسباب ومعالجتها أمر مهم .. ليس بإلقاء اللوم والأستحقار وأن يستحق ولد الشارع مايحصل له !!!!! ><"

    انت قلتها التعاطف والأمنيات لن تفيد و لن تغير حالهم الله كفيل بهم ومعهم .. الله المستعان

    أستغفر الله العلي العظيم , الله يفرجها على الأمة الأسلامية يارب

    فرجها قريب ان شاء الله .

    لايسعني سوى أن أشكرك أخ عمر على جهودك وتعبك الذي قمت بهِ لأجل توضيع قضية أنسانية

    شاكر لك كل تلك المشاق والتحضيرات لإتمام موضوعك على أكمل وجه

    الله يوفقك ويبارك فيك يارب

    تحياتي وتقديري لك

    في امان الله ورعايته




    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله بخير، وأتمنى أن تكون بكل الخير
    نعم لا إيجابية سوى تأثرنا فحسب، ومنظمات حقوق الإنسان تعطي الإحصائيات وتبين الخطورة الاجتماعية... لا أكثر ولا أقل من ذلك للأسف
    التهاون في مثل هذه القضايا، يزيد في حجم الكارثة ويجعلها تتفاقم، والمعالجة النفسية جيدة لكنها قد تستغرق سنوات وسنوات، وفي هذه السنوات ما تزال المشكلة مستمرة، بل وفي تزايد، لذا لا بد من حل جذري... أتفق معك بكل ما تقوله، وأفرق بين أمرين، أو بين صنفين من أولاد الشوارع
    صنف كما وصفتَه بكل دقة (بين مخاوف الليل وبين هموم النهار بين جوع وبين دموع صامتة)... وصنف آخر أراه يستحق عقابًا عنيفًا... وقد تحدثت عن الصنف الثاني هذا
    في الحلقة الثانية...
    أما السباب والأفعال السيئة فلا يرجع إطلاقًا إلى أنهم أناس سيئون، ولكنها ظروفهم... أتفق معك اتفاقًا تامًا...
    كل الشكر لحضرتك والتقدير، للتعليق المفصل المميز، ولكلامك الطيب ودعائك المبارك...
    بارك الله بك ولك، وحفظك من كل سوء


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...