الرجل المسالم

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الرجل المسالم

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي الرجل المسالم


    الرجل المسالم

    الأستاذ (سالم) رجل مسالم...
    يعيش في قرية المحبة...
    و(المحبة) اسم على مسمى...
    لا أحد يؤذي أحدًا...
    أو يعتدي عليه...
    وهنا يبرز السؤال...
    لِمَ قلنا إن "سالِمًا" مسالم، ما دام الجميع يحبون بعضهم هكذا؟!
    والإجابة أنه وحتى في قرية المحبة لا بد من بعض المشاحنات والخلافات، التي كانت تُحَلُّ عند العمدة أو بين المتخالفين...
    أما الأستاذ سالم فلم يختلف مع أحد قط...
    ولم يشتكِ عليه أحد إطلاقًا...
    كان؛ دائمًا؛ مبتسمًا يحيي الجميع...
    ولقد أحبه أهل القرية جميعًا...
    الجيران والمدير والأساتذة...
    وحتى التلاميذ أجمعوا على كونه أفضل أستاذ عرفوه في حياتهم...
    الكل انبهر به...
    وأخذ يتحدث عنه...
    وكانت حمرة الخجل تعلو وجهه كلما سمع عبارات المديح والثناء...
    وابتسامة متواضعة تعلو شفتيه...
    وهذا ما ضاعف إعجابهم به...
    وذاع صيت الرجل في القرى المجاورة...
    وذات يوم قرر العمدة إقامة حفل تكريم له...
    ودعا عمدة القرية المجاورة...
    وبدأت القصة.

    أهالي القرية كلهم حضروا الاحتفال...
    وعدد من أهالي القرى المجاورة...
    جميعهم أتى ليشاهد حفل التسليم...
    تسليم الجائزة للأستاذ سالم...
    جائزة الرجل المسالم...
    وبوجه أحمر كالطماطم...
    وبخطوات متعثرة مرتبكة...
    تقدم الأستاذ سالم ليلقي كلمته...
    في البداية، كان صوته خافتًا متلعثمًا...
    ثم اجتاحه الانفعال أول مرة في حياته...
    وهو يؤكد أنه لم يفعل شيئًا يستحق الذكر...
    وأنه لا داعي لهذا التكريم...
    فواجبه أن يكون شريفًا محبًا للآخرين...
    و... "مسالِمًا"...
    وصفق الجميع له بحرارة...
    ثم حانت اللحظة...
    لحظة تسليم الجائزة...
    وعاد الخجل والارتباك يجتاحان الأستاذ سالِمًا...
    ولكنه تقدم ليأخذ وسام الرجل المسالم...
    ومَدَّ يده، و...
    وانقطعت الكهرباء...
    وظهر ثلاثة أشباح بغتة...
    وأطلقوا الرصاص في الهواء...
    وطالبوا الجميع بالاستسلام...
    وإلا...

    ارتجف كل الحاضرين...
    وأطلق بعضهم شهقات الرعب...
    وألجم الخوف ألسنة الآخرين...
    وارتفعت ضحكات (الأشباح)...
    وبكل هدوء وبرودة أعصاب...
    أطلق أحدهم الرصاص على قلب العمدة...
    ودوَّت الصرخات المذعورة...
    وارتجفت أوصال الأستاذ سالم...
    وكاد يغمى عليه من هول الموقف...
    وحاكى لون وجهه لون البرتقال...
    ثم غابت الألوان عن وجهه تمامًا...
    فلقد صوب أحد اللصوص مسدسه نحوه...
    وأدرك الجميع _ بأسف _ أنها النهاية...
    نهاية الأستاذ سالم...
    في أسعد أيام حياته...
    في يوم استلامه وسام الرجل...
    الرجل المسالم...
    ومع دوي الرصاص...
    أغلق الحضور أعينهم...
    وسقط سالم أرضًا...
    وحانت النهاية...
    نهايته.

    شمل الذهول والسعادة كل الحاضرين...
    حتى سالم...
    فالرصاص لم ينطلق من مسدس المجرم...
    بل من مسدسات عدد من رجال الشرطة الذين اقتحموا المكان...
    وضغط أحدهم أزرار الكهرباء لتغمر المكان مرة أخرى...
    وألقى المجرمون بأسلحتهم...
    ورفعوا أذرعتهم معلنين استسلامهم...
    فهلل الحاضرون...
    وأخذوا يهنؤون بعضهم...
    ونزع بعض رجال الشرطة أقنعة المجرمين...
    وشهق الجميع مذهولين...
    فالمجرمون الثلاثة لم يكونوا إلا أساتذة في مدرسة المحبة...
    وكانت مفاجأة قاسية...
    ثم جاءت المفاجأة الثانية كالصاعقة...
    لقد أعلن الأساتذة اسم زعيمهم...
    اسم الأستاذ سالم!
    وكانت الشهقات المذهولة أقوى...
    ولكن سالِمًا صاح غاضبًا:
    _ ليس صحيحًا، إنهم ليسوا من أفراد عصابتي!
    وارتفعت شهقات الذهول مرة ثالثة...
    ولكن ما فجر ذهول سالم...
    أن إحدى هذه الشهقات انطلقت من فم العمدة...
    العمدة الميت!!

    _ يبدو أنني أحضرت المسدسات الزائفة، بدلًا من الحقيقية!
    قالها أحد الأساتذة الثلاثة بمرارة، فصرخ سالم بكل غضبه:
    _ أفراد عصابتي ليسوا بهذا الغباء، كما أن هؤلاء ليسوا منهم!
    وفجأة، انتبه الأستاذ سالم إلى ما يتفوه به...
    إنها المرة الثانية التي يشير فيها إلى عصابته...
    فأطلق ضحكة عصبية، وهو يقول:
    _ هل أعجبتكم الدعابة يا أصدقاء؟
    أجابه أحد رجال الشرطة:
    _ كل ما حدث كان مجرد دعابة، فنحن من القرية المجاورة، وقد اتفق معنا عمدة قريتك، والأساتذة، على القيام بهذه الدعابة، ولكن ماذا عن كلامك؟
    امتقع وجه سالم..
    وافتعل ضحكة ثانية...
    وأكد أنه كان يعلم بكونها دعابة...
    وأحب أن يشارك بها...
    لكن الشك لم يفارق أحد الحاضرين...
    وفي أعماقهم جميعًا، انطلق سؤال بالغ الأهمية...
    أكان يداعبهم حقًا؟!
    أم أنه زعيم عصابة؟!
    وهل كان يخدعهم طيلة الوقت؟!
    أم أنه _ بالفعل _ الرجل المسالم؟!
    ولم يكن من السهل أن يجزم أحدهم بشيء...
    أي شيء...

    _ تم إلقاء القبض على السيد سالم حسان في قرية المحبة، متلبسًا بجريمة قتل وسرقة في أحد بيوت قرية النور، ولقد اعترف بمخبأ أفراد عصابته!!
    استمع الجميع إلى هذا الخبر الذي انتشر كالنار في الهشيم...
    وأصبح حديث الأهالي في كل مجلس...
    لقد انحسم الشك بعد شهر من الاحتفال...
    وأدرك الجميع حقيقة الرجل...
    الرجل المسالم.

    مما كتبته عام 1998
    أي منذ 20 عامًا (فقط)!
    ملحوظة: التفاصيل والتوسيع عمل شخصي، لكن الفكرة لإحدى أخواتي.


  2. 4 أعضاء شكروا أ. عمر على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,615
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Thumbs up رد: الرجل المسالم

    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

    سبحان الله النهاية غير متوقعة
    قلبت الأحداث في طرفة واحدة
    شيء غير متوقع
    الدهشة تعلوني
    أحسنت
    استمتعت بها
    استمر
    باركك ربي،
    في حفظ المولى،،
    ~

  4. #3


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الرجل المسالم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

    سبحان الله النهاية غير متوقعة
    قلبت الأحداث في طرفة واحدة
    شيء غير متوقع
    الدهشة تعلوني
    أحسنت
    استمتعت بها
    استمر
    باركك ربي،
    في حفظ المولى،،
    ~


    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    كل الشكر لرأيكم الراقي
    بارك الله بكم وحفظكم من كل سوء

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...