الكهف أمامك!

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: الكهف أمامك!

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,304
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي الكهف أمامك!

    الكهف أمامك!
    ادخل... حقق آمالك!
    ربما كنتَ؛ منذ طفولتك؛ تحلم بأن تصل يومًا إلى الكهف، لتفتح بابه الحديدي المغلق خلف عثرات وعوائق عديدة، وتدخل لتجد الكنز الثمين...
    والآن...
    بعد أعوام مديدة، وبعد رحلة بحث طويلة، تجد الكهف أمامك،
    لكنه مفتوح!
    عقبة الباب قد زالت...
    ونفسك لدخول الكهف قد مالت، متجاهلة أنك دخلت كهفًا آخر قبله، ولم تجد فيه كنزًا ولا حتى حجرًا، بل صخورًا حادة الأطراف تبغي بتر عنقك من موضعه!
    آنذاك، بذلتَ الكثير والكثير لتفتح باب الكهف...
    أما الآن، فإن الكهف (الجديد) مفتوح على مصراعيه، يدعوك للدخول، فهل أنت فاعل ذلك؟
    ادخل، يناديك الكهف...
    ادخل، ترجوك عواطف النفس...
    ادخل، كلمة تتردد في نبض القلب...
    لكن (الحكمة) تقول لك توقف، إياك أن تفعل...
    لا؛ بل ربما من يقول لك أن تتوقف هو (الجهل) بعينه، لكنه ارتدى رداء الحكمة!
    وأيًا كان الأمر، وسواء أكانت حكمتك تقتضي ألا تدخل الكهف أم أن ذلك نابع من صميم جهلك، أم أن خبرتك التعيسة السابقة هي السبب، فإن الكهف أمامك!

    الكهف أمامك، وسنوات حياتك تمضي بلا هوادة...
    ولن يبقى وقت القرار مفتوحًا إلى الأبد، فالموت سيأتيك حتمًا...
    فهل تسرع باقتناص ملذات الحياة الدنيا بدخول الكهف، أم أنك لن تتحمل أن تجد الصخور الغبية بانتظارك بالداخل؟
    الكهف أمامك، بابه مفتوح، معادلة بسيطة، لكن اتخاذ قرارها أصعب أمر ممكن!
    فربما تجد؛ داخل الكهف؛ الكنز الذي بحثت عنه من صغرك، وربما تجد أفعى رقطاء، سوداء الشكل والقلب، تنتظرك لتلدغك لدغتها القاتلة، تبث سمومها في دمائك وروحك!

    احتمالان لا ثالث لهما، بل لهما الثالث! فربما تكون الأفعى السوداء مرهقة سئِمَة، فلا تلدغك، ولكن...
    ما إن تدخل أنت الكهف حتى ينبت له باب حديدي رهيب، لتحاصرك الأفعى ضمن الكهف، وتَلُفَّ بجناحها الخيالي على عنقك، لتكبت أنفاسك، وتخنق كيانك، تسلب منك وجودك...
    فلا تخرج من هناك؛ ولا إلى القبر؛ حتى يتطوع أولاد الحلال باقتحام الكهف لإخراجك إلى التابوت!

    الكهف أمامك!
    باب الكهف مفتوح على مصراعيه!
    ضوء الشمس والنهار يضيئان دربك، لكن خارج الكهف لا داخله، أما داخله فمظلم لا يمكن أن ترى محتواه ما لم تدخل، وعندها لا مناص من التقدم، ولا مجال للرجوع والفرار...
    فماذا أنت فاعل يا ترى؟
    وأيهما الأخف وطأة وألَمًا؟
    أن تبقى مشاعرك تتردد في أعماقك المحتارة، أم تدخل وترتاح أخيرًا؛ إما بالكنز المدهش، وإما بالسكتة القلبية!!

    (عمر قزيحة: 24/8/2018: الساعة: 12:42 ليلًا)

  2. 3 أعضاء شكروا أ. عمر على هذا الموضوع المفيد:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...