روابط اجتماعية... بقلمي (عمر قزيحة)

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 11 من 11
  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي روابط اجتماعية... بقلمي (عمر قزيحة)

    روابط اجتماعية

    منذ زمان بعيد، بدأت بالكتابة القصصية، وقد لا أبالغ إن قلت إنني أكتب القصص منذ ثلاث وثلاثين سنة، مع أنني لم أتخط الأربعين بعد، لكني أكتب من وقت الطفولة، ومن بدايتي في المرحلة الابتدائية...
    أتت أوقات وسنوات لم أكتب فيها حرفًا، لكني؛ إذ رجعت إلى عالم الكتابة القصصية أهملت نهائيًا الواجبات والروابط الاجتماعية، وأنا أساسًا لا أميل إليها كثيرًا، لكن استغراقي في الكتابة أنساني الكثير من هذه الأمور...

    أذكر يومًا ما أنني كنت نائمًا، وأفقت على صوت دق الباب، قمت لأفتح متضايقًا لانقطاع النوم، فوجدت فتاة تقف أمام الباب، تسألني: (هل خالي هنا)؟ فنظرت إلى الصالون لأتأكد أنه لا يوجد أحد! وهكذا، بكل ثقة أجبت: (لا، خالكِ ليس هنا)! وإذ بأمي _ رحمها الله _ وقد أتت لترى من الذي يزورنا، تفاجأ بما أقوله، وتهتف بي: (هذه ابنة عمتك)!
    بصراحة، لم أذكر أنني قد رأيت هذه الفتاة من قبل على الإطلاق لكن أمي تقول لي إنها ابنة عمتي، وبالتالي لا بد من أنها كذلك فعلًا!
    ولكن الأمر لا يتوقف هنا، فبعد مدة من الوقت، كنت مغادرًا البيت لأشتري بعض الأغراض للوالدة، وإذ بفتاة (أخرى) في مدخل البناية، ما كادت تراني حتى سألتني: (هل خالي هنا)؟ وأعتقد أنني أجبتها إجابة ساخرة حول أنني لا أعرف من هو خالها ولا أين يمكن أن يكون، وما المقصود بـ(فوق) والبناية ثلاثة طوابق، كل طابق من شقتين... إلخ... وفي ما بعد، عرفت أنها ليست بفتاة (أخرى)، بل هي (نفسها)! ابنة عمتي التي رأيتها المرة الماضية

    تمر السنوات وأضطر أحيانًا لحضور بعض الواجبات الاجتماعية، ويبدأ العذاب! (ألا تعرفها؟ إنها ابنة خالتك! وهذه؟ ابنة خالك، وتلك ابنة عمتك)... وأنسى الأسماء كلها بعد ثوان قليلة، وهو رقم قياسي بالنسبة إلي، فمن المعتاد أن أنسى الاسم بعد ثانية واحدة، أو ربما قبل مرور هذه الثانية...

    ومرة التقى بي شاب في طرابلس، وسألني ألا أعرفه؟ بدا لي شبيهًا بتلميذ علمته في ما مضى، فأخبرته (بكل ثقة) أنه تلميذي السابق، ولا أعلم ما الذي أحس به (ابن خالي)، وهو يسمع هذا الرد الواثق على أنني أصبحت أكثر حذرًا، وإذ سمعت من يناديني مرة في بيروت، لأرى شابًا آخر يسألني إن كنت أعرفه، لم أفترض نهائيًا أنه تلميذي السابق ولا الحالي، بل أجبته، وبكل بساطة، أنني لا أعرفه! وأظن أنه قد صُدِمَ قليلًا، فهو (ابن خالي)، والحمد لله أنه غير الأول، أي أن ذاكرتي لم تخنِّي بعد، والحمد لله...

    ومرتان أو ثلاث، خلال سنة واحدة، موقف واحد تكرر، شاب يسألني بعد خروجنا من المسجد وأداء صلاة الجمعة، هل أعرفه؟ ويبدو لي شكله مألوفًا، و(أعتصر) ذاكرتي الحديدية! نعم أعلم أنني التقيته من قبل، لكن أين؟ أين؟ وإذ به ابن بنت عمتي (كما يقول طبعًا، فلم أحفظ اسمه رغم أنه أخبرني به أكثر من مرة وأعتقد أنني لو رأيته مرة أخرى فلن أعرف أنه ابن بنت عمتي)

    تغيرت طبيعة عزائم الأعراس لدينا بعض الشيء، قديمًا كان الرجال في مكان والنساء في مكان، ونهاية العرس، أعني تكرم النساء علينا بإنهائه، بعد التعب من النط والتصفيق و(تفلية العروس من رأسها لرجليها)، يدخل الرجل على عروسه وسط زغاريد المهنئات، إلخ...

    على أننا الآن نرى أنفسنا في قاعة كبيرة، وطاولات عائلية، لأرى أمامي من أقربائي وقريباتي من لا أعتقد أنني قد رأيته في حياتي من قبل إطلاقًا... ولا علاقة للكتابة القصصية (وحدها) هذه المرة، بل إن ضغط العمل ازداد كثيرًا، ما بين التدريس وسواه، فلم يَعُد عندي أدنى وقت لأعرف من يكون هذا، ومن تكون تلك... المهم أنها جلسة هادئة تمامًا، إلى أن (يظهر) العروسان آخرها، وتبدأ الزغاريد مجددًا (من أسوأ وسائل التعذيب بالنسبة إليَّ أرى صوتها مثل الولولة فوق القبور، ولا أعلم من هذا العبقري الذي اخترعها)

    وصدقوني! كل شيء يهون، إلا أن تكاد هذه الروابط الاجتماعية تقودك إلى حتفك مصابًا بالسكتة القلبية، وبرابط اجتماعي فريد من نوعه، وكان ذلك من إحدى وعشرين سنة تقريبًا، ولا أذكر التاريخ إلا لأنني كنت طالبًا في القسم الثاني آنذاك، وذهبت إلى بيت أختي لتساعدني ببعض المواد العلمية، وكان الدرج حالك الظلام، وصلت إلى السطح، وأنا أبحث عن بيت أختي

    عاودت النزول لأدق بابها فلم يفتح أحد، تابعت طريقي، لأفاجأ برابط اجتماعي لم يسبق له مثيل! امرأة أحست بخطواتي على الدرج، فكمنت في الزواية في الظلام، ثم برزت أمامي بعد أن عرفتني، والعصا التي تتكئ عليها، قد باتت فوق رأسها لسبب ما، صارخة بصوت مرعب، ويا لها من مفاجأة لطيفة ظريفة أن تكون تنزل الدرج في أمان الله، وإذ بـ(شيء ما) له (قرن طويل) ينبت فجأة من العدم ليصرخ في وجهك...

    ولقد كانت صرختها (ترحيبية)! فحضرتها تقربنا فعلًا! تمنيت لو أنها لم تعرفني، لرحمتني من هذا العذاب، ولكم شعرت بنبرة الاستنكار في صوتها حينما أدركَت أنني لا أعرفها، ولكم بدا الفخر في نبرة صوتها الحنون، إذ تخبرني: (أنا زوجة جد ابن خالتك)!
    لو أخبروني بأنني سأقف هذا الموقف يومًا ما، لزرت كل أقربائي وقريباتي قبل ذلك بسنة، ويوميًا، حتى أحفظ الروابط الاجتماعية، وأستطيع أن أفهم مدى القرابة (الرائعة) في ما بيني، وبين (زوجة جد ابن خالتي)، بدلًا من أقف موقفًا طريفًا مثل هذا، لأعتقد أن جنيًا (قليل الأدب) أراد إخافتي بصراخه المفاجئ في الظلام، ما دفع بي إلى التساؤل، إن كان قد أخذ هذه العادة من بعض الأغبياء من بني البشر؟!

    أنا أميل إلى الانطوائية قليلًا، بل كثيرًا، وضغط العمل المستمر لا يترك لي الفرصة لأي أمر آخر، لذا؛ أرجو إن رآني أحد يقربني، أو يظن أنه يفعل ذلك، أرجوه ألا يضيع وقتي ووقته في (الحزازير) حول من يكون، وأن يعرفني بنفسه مباشرة، وليفعل ذلك واثقًا أنني لا أعرفه حتمًا، كما أرجو، ومن كل قلبي، ألا يثب أمامي في الظلام الدامس ليخبرني بمدى قرابته السعيدة هذه وذلك لئلا أظنه جنيًا قد غادر عالمه إلى عالمنا، أو على الأقل (وحيد قرن) من نوع فريد!!


    (أ. عمر قزيحة: 17_9_2018: الساعة: 17:56 مساء)

  2. 6 أعضاء شكروا أ. عمر على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2


    تاريخ التسجيل
    Dec 2017
    المـشـــاركــات
    1,055
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: روابط اجتماعية... بقلمي (عمر قزيحة)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    كيف حالك أستاذ عمر إن شاء الله بخير

    ماشاء الله لك تاريخ في مجال الكتابة

    وأرجو ان لايتوقف أبدا مجالك الذي تحبه

    لقد قرأت ماكتبته لاَخر سطر ........

    لا أعرف إن كنت أرد على ذلك بشكل المنطقي أو لا !

    علاقات إجتماعية ليس لها معنى سوى أنك تكرر نفس الكلام كل يوم وتخوض في حديث مختلف قد يطول عليك الكلام بشأنه

    ومالفائدة من معرفة الأخرين أو التواصل معهم

    البقاء في العزلة أفضل من الإلتفات والتوجه إلى ملقاة الأخرين في موضع أنت لاتعرف كيف تكون عليه

    من الأفضل ان يبقى المرء وحيد حتى لايتعانى مع الأخرين أو يتصادم معهم هكذا أفضل بنسبة لي

    خصوصا لمن يريد أن ينفرد بحياته لوحده ولا يريد أي أصوات تتداخل على مسامعه مثل المنذرين بالمصائب

    وعلى كل حال أنا لا أرغب حتى في أخذ دور إجتماعي في ذلك لكي أكون صاحب معرفة وحكمة على الأخرين ... هراء !








  4. #3

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,615
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Thumbs up رد: روابط اجتماعية... بقلمي (عمر قزيحة)

    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

    ماهذه الورطة؟!،
    النسيان في هذه المواقف تعد ورطة فعلاً!،
    سردت فأمتعت!،
    باركك ربي،
    كل الشكر لك،
    في حفظ المولى،،
    ~

  5. #4

    الصورة الرمزية سامسنج

    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المـشـــاركــات
    1,879
    الــــدولــــــــة
    الكويت
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: روابط اجتماعية... بقلمي (عمر قزيحة)

    اهلا ومرحبا استاذ عمر

    احسنت الكتابة لكن ماعليه بخالفك في هذه المسألة
    أنا أرى ان الانسان قد لا يحتاجها في وقت الراحة
    لكن في وقت الحاجة والوحدة والمرض، الإنسان يأنس بهم
    ويسعد بهم اكثر كلما كانوا خفيفين على القلب، لا تنسى انه في وقت الحاجة قد يساعدك احدٌ منهم من غير حاجه فقط لأنه قريبك.
    انا لدي مشاكل مع عمامي- اخوان ابي- ولا ارتاح لهم ولا اليهم لكن لا انسى صلة الرحم ليس من اجلهم بل لله !
    ولا تنسى ان الشخصية الاجتماعية والخبرة الاجتماعية قد تتفوق في حالات على الخبرة العلمية، أعطيك مثال : شخص اجتماعي وشخص روائي أرادوا تغيير عادة سيئة بالمجتمع، الأول يعمل الندوات ويحضر المجالس لينصح بالموضوع والروائي كتب رواية عن الموضوع، من سيكون تأثيره أكثر ؟

    وأنا أقول عكسك بلى الروابط الاجتماعية مفيدة ومهمة ولو انني سيء فيها في جوانب.

    بالنهاية اتمنى الاختلاف ما يفسد شيء بينا xD ما ألزمك برأيي.

    شكرا لك.

  6. #5


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: روابط اجتماعية... بقلمي (عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طائر السلام مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    كيف حالك أستاذ عمر إن شاء الله بخير

    ماشاء الله لك تاريخ في مجال الكتابة

    وأرجو ان لايتوقف أبدا مجالك الذي تحبه

    لقد قرأت ماكتبته لاَخر سطر ........

    لا أعرف إن كنت أرد على ذلك بشكل المنطقي أو لا !

    علاقات إجتماعية ليس لها معنى سوى أنك تكرر نفس الكلام كل يوم وتخوض في حديث مختلف قد يطول عليك الكلام بشأنه

    ومالفائدة من معرفة الأخرين أو التواصل معهم

    البقاء في العزلة أفضل من الإلتفات والتوجه إلى ملقاة الأخرين في موضع أنت لاتعرف كيف تكون عليه

    من الأفضل ان يبقى المرء وحيد حتى لايتعانى مع الأخرين أو يتصادم معهم هكذا أفضل بنسبة لي

    خصوصا لمن يريد أن ينفرد بحياته لوحده ولا يريد أي أصوات تتداخل على مسامعه مثل المنذرين بالمصائب

    وعلى كل حال أنا لا أرغب حتى في أخذ دور إجتماعي في ذلك لكي أكون صاحب معرفة وحكمة على الأخرين ... هراء !









    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله بخير، بارك الله بكم
    والحمد لله أن وهبني موهبة الكتابة من طفولتي
    أتفق معك إلى حد كبير بما تتفضل به يا أخي
    فكثيرًا ما تؤدي هذه المعرفة وذاك التواصل لوجع الرأس...
    خاصة ممن يريد التدخل بكل صغيرة وكبيرة يظن نفسه أفضل الناس وأفهمهم
    أو من يتطفل عليك ليتسلق فوق أكتافك، وهو جالس مادد ساقيه
    اعتزال أمثال هؤلاء أفضل بالفعل.


  7. #6


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: روابط اجتماعية... بقلمي (عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

    ماهذه الورطة؟!،
    النسيان في هذه المواقف تعد ورطة فعلاً!،
    سردت فأمتعت!،
    باركك ربي،
    كل الشكر لك،
    في حفظ المولى،،
    ~
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    ولا يزال بعضهم يصر على أنني أعرفه، وأنا لم أره في حياتي إطلاقًا!
    بارك الله بكِ ولكِ، وجزاكِ كل الخير، وفي حفظ الله تعالى


  8. #7


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: روابط اجتماعية... بقلمي (عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامسنج مشاهدة المشاركة
    اهلا ومرحبا استاذ عمر

    احسنت الكتابة لكن ماعليه بخالفك في هذه المسألة
    أنا أرى ان الانسان قد لا يحتاجها في وقت الراحة
    لكن في وقت الحاجة والوحدة والمرض، الإنسان يأنس بهم
    ويسعد بهم اكثر كلما كانوا خفيفين على القلب، لا تنسى انه في وقت الحاجة قد يساعدك احدٌ منهم من غير حاجه فقط لأنه قريبك.
    انا لدي مشاكل مع عمامي- اخوان ابي- ولا ارتاح لهم ولا اليهم لكن لا انسى صلة الرحم ليس من اجلهم بل لله !
    ولا تنسى ان الشخصية الاجتماعية والخبرة الاجتماعية قد تتفوق في حالات على الخبرة العلمية، أعطيك مثال : شخص اجتماعي وشخص روائي أرادوا تغيير عادة سيئة بالمجتمع، الأول يعمل الندوات ويحضر المجالس لينصح بالموضوع والروائي كتب رواية عن الموضوع، من سيكون تأثيره أكثر ؟

    وأنا أقول عكسك بلى الروابط الاجتماعية مفيدة ومهمة ولو انني سيء فيها في جوانب.

    بالنهاية اتمنى الاختلاف ما يفسد شيء بينا xD ما ألزمك برأيي.

    شكرا لك.

    أخي الكريم
    صدقًا عن نفسي حتى بوقت الحاجة والوحدة والمرض لا أشعر بأن وجود الروابط الاجتماعية له أدنى إفادة! (إلا بصديقين فحسب، وأحدهما بعيد، والثاني وقته ضيق)...
    أما صلة الرحم فلا أنساها، وأرحب بعمي وخالي حينما أراهما، وكذلك عمتي وخالتي، ولكن... أنى لي أن أعرف من تكون ابنة عمتي ومن تكون ابنة خالتي!
    والحمد لله تعالى أن عوضني عن هذا الضعف الاجتماعي الفادح بأن كل أقربائي بفضل الله يعرفونني ويتابعون ما أكتبه عبر الفايس بوك، ولطالما تكلموا مع أهلي عن (موهبتي) _ كما يسمونها، لكني أراها فضلًا من الله تعالى، وأعتقد أنهم يبالغون قليلًا فليس لي هذا القدر من الموهبة _ وأحمد الله تعالى على ذلك...
    الروابط الاجتماعية أثارت مللي من طفولتي! نكون مثلًا بزيارة جدتي (رحمها الله) والأخوال والخالات وكل أولادهم موجودون... ثم ينصرف الكل إلا الخالات ونساء أخريات يقربن الخالات، ونساء الأخوال، وإذ بحديث عن (فلانة) وما فعلت، وليستمر الحديث ساعات لا تنقطع، وأنا أتململ غيظًا!
    وبهذا الحديث (الشيق) ينطلق حديث آخر عن أنواع الطعام وكيف تطبخ كل واحدة ويتعالى الصياح والهتاف، وكل واحدة تقول للأخرى إنها مخطئة، وطريقتها وحدها هي الصحيحة، حتى لم أعد أطيق صبرًا على هذه المصيبة المسماة روابط اجتماعية!
    ولعل ذلك ما دفع بي إلى إهمالها لاحقًا نهائيًا، لا عن اقتناع مني بذلك، ولكن لنوعية الروابط التي عشتها لا أكثر.

  9. #8

    الصورة الرمزية بوح القلم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المـشـــاركــات
    3,354
    الــــدولــــــــة
    كندا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: روابط اجتماعية... بقلمي (عمر قزيحة)

    مع أنه يعد من الخطأ هذا الاعتقاد لكني أوافقك بجُلِّ ما تقول

    بعض الروابط يكون وجودها كعدمه إن لم يكن أسوء ..
    طبعًا أقصد من غير ذوي الأرحام

    عاودت النزول لأدق بابها فلم يفتح أحد، تابعت طريقي، لأفاجأ برابط اجتماعي لم يسبق له مثيل! امرأة أحست بخطواتي على الدرج، فكمنت في الزواية في الظلام، ثم برزت أمامي بعد أن عرفتني، والعصا التي تتكئ عليها، قد باتت فوق رأسها لسبب ما، صارخة بصوت مرعب، ويا لها من مفاجأة لطيفة ظريفة

    أن تكون تنزل الدرج في أمان الله، وإذ بـ(شيء ما) له (قرن طويل) ينبت فجأة من العدم ليصرخ في وجهك...

    ولقد كانت صرختها (ترحيبية)! فحضرتها تقربنا فعلًا! تمنيت لو أنها لم تعرفني، لرحمتني من هذا العذاب، ولكم شعرت بنبرة الاستنكار في صوتها حينما أدركَت أنني لا أعرفها، ولكم بدا الفخر في نبرة صوتها الحنون، إذ تخبرني: (أنا زوجة جد ابن خالتك)!


    يا مسكين .. أعانك الله لو كنت مكانك لجننت من الفزع

    أذكر مرة ذهبنا لزيارة خالة بعيدة كنت وقتها في السادسة من عمري فذهبت أنا وفتاة من عمري لا أذكر درجة قرابتها من تلك الخالة لنحضر دلو ماء من الجيران

    فجاء فتى في الثانية عشر من عمره تقريبًا >كان عجيبًا في شكله .. بشرته سوداء جدًا وشعره أشقر جدًا وعيناه خضراء < فسألته من أين أنت؟

    >ظننته من دولة أخرى < فقال أنا ابن سنجار ولم أكن وقتها قد سمعت بهذا الاسم فقلت أستفسر.. سنجار أم سنجاب؟!

    فانفجر الفتى باكيًا وذهب يجري نظرت إلى الفتاة بجانبي فإذا هي غارقة في الضحك فقالت نحن دائمًا نناديه بالسنجاب

    لم أفكر بالأمر كثيرًا ولما عدت إلى البيت ....

    وجدت تلك الخالة واقفة بانتظاري فأسمعتني كلمات قاسية وكأنني شابة قد آذت طفلًا صغيرًا عندها علمت أن الفتى يكون ابن شقيق زوجها

    أخجلني التوبيخ فاختبأت خلف والدي وغفوت دون أن أدري وعند الغروب أيقظتني والدة الفتى وهي تصرخ "لقد وقع الجدار على شقيقك "

    ولا أدري هل قالت لي ومات أم هيأت لي مخاوفي أنها قالت ذلك ^^"

    فلم أشعر بنفسي إلا وأنا أقفز من مضجعي لأصطدم بشقيقي عند الباب يبدو أنه صعد على جدار متداع فانهار تحته دون أن يؤذيه

    عندها سقطت على ركبتي وأخرجت كل ما بصدري من عبرة أذكر وقتها أنني بكيت لساعات ولم أدخل بيت تلك الخالة بعدها أبدًا

    سلمك ربي وباركك لطريف ما سردت لنا فمهما كانت المواقف مؤذية في وقتها تكون طريفة عند السرد لاحقًا صح؟

  10. #9

    الصورة الرمزية فتآة آلكرز~

    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المـشـــاركــات
    1,944
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: روابط اجتماعية... بقلمي (عمر قزيحة)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
    استدار رأسي بمحاولتي ربط العلاقات المذكورة
    على سبيل المثال : زوجة جد ابن خالتك ،
    حتى الآن لم استطع أن اعرف موقعها في شجرة العائلة xD
    صلة الأرحام .. عندما كنتُ صغيرة لطالما توقفت أمام فضلها الديني
    وفضل الصابر عليها ، في تلك المرحلة العمرية كنت أعتقد أنها سهلة جدًا!
    سهلة لدرجة إن وجود أي عقبات فيها شيء شبيه بنسج خيال بالنسبة لي
    لكن .. لكما كبرت كلما أدركت أنها شيء صعب وصعبٌ جدًا نتمنى من الخالق أن يعيننا عليها ويقوينا لكل ما يُحبه ويرضاه
    شكرًا لك ...

  11. #10


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: روابط اجتماعية... بقلمي (عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوح القلم مشاهدة المشاركة
    مع أنه يعد من الخطأ هذا الاعتقاد لكني أوافقك بجُلِّ ما تقول

    بعض الروابط يكون وجودها كعدمه إن لم يكن أسوء ..
    طبعًا أقصد من غير ذوي الأرحام

    نعم صحيح تمامًا
    أما ذوي الأرحام فوضعهم مختلف بالتأكيد


    يا مسكين .. أعانك الله لو كنت مكانك لجننت من الفزع

    أعتقد أنني كنت قريبًا من هذا!
    خاصة أنني أعاني ضعف الرؤية الليلية
    بمعنى أن أي شخص يراني في بداية الظلام يستطيع تمييزي من بعيد ويناديني باسمي
    أما أنا فبكثير من الجهد أستطيع أن أرى كيانًا أسود غير واضح
    وآنذاك اجتمعت المفاجأة بالصراخ هذا مع بروز ما بدا لي كيانًا غريبًا جعلني أظنه جنيًا وقد برز
    لي في الظلام ينوي افتراسي!


    أذكر مرة ذهبنا لزيارة خالة بعيدة كنت وقتها في السادسة من عمري فذهبت أنا وفتاة من عمري لا أذكر درجة قرابتها من تلك الخالة لنحضر دلو ماء من الجيران

    فجاء فتى في الثانية عشر من عمره تقريبًا >كان عجيبًا في شكله .. بشرته سوداء جدًا وشعره أشقر جدًا وعيناه خضراء < فسألته من أين أنت؟

    >ظننته من دولة أخرى < فقال أنا ابن سنجار ولم أكن وقتها قد سمعت بهذا الاسم فقلت أستفسر.. سنجار أم سنجاب؟!

    فانفجر الفتى باكيًا وذهب يجري نظرت إلى الفتاة بجانبي فإذا هي غارقة في الضحك فقالت نحن دائمًا نناديه بالسنجاب

    لم أفكر بالأمر كثيرًا ولما عدت إلى البيت ....

    وجدت تلك الخالة واقفة بانتظاري فأسمعتني كلمات قاسية وكأنني شابة قد آذت طفلًا صغيرًا عندها علمت أن الفتى يكون ابن شقيق زوجها

    أخجلني التوبيخ فاختبأت خلف والدي وغفوت دون أن أدري وعند الغروب أيقظتني والدة الفتى وهي تصرخ "لقد وقع الجدار على شقيقك "

    ولا أدري هل قالت لي ومات أم هيأت لي مخاوفي أنها قالت ذلك ^^"

    فلم أشعر بنفسي إلا وأنا أقفز من مضجعي لأصطدم بشقيقي عند الباب يبدو أنه صعد على جدار متداع فانهار تحته دون أن يؤذيه

    عندها سقطت على ركبتي وأخرجت كل ما بصدري من عبرة أذكر وقتها أنني بكيت لساعات ولم أدخل بيت تلك الخالة بعدها أبدًا

    وهل هذه طريقة في الإيقاظ!!
    أعانكِ الله أختي الكريمة، موقف صعب بكل ما في الكلمة من معنى


    سلمك ربي وباركك لطريف ما سردت لنا فمهما كانت المواقف مؤذية في وقتها تكون طريفة عند السرد لاحقًا صح؟



    صح...
    فحينما كتبت الخاطرة بدا لي موقف (زوجة جد ابن خالتي) شديد الطرافة، وجعلني أبتسم
    أما وقت حصول تلك الحادثة فكنت على وشك الإصابة بنوبة قلبية


  12. #11


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: روابط اجتماعية... بقلمي (عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتآة آلكرز~ مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
    استدار رأسي بمحاولتي ربط العلاقات المذكورة
    على سبيل المثال : زوجة جد ابن خالتك ،
    حتى الآن لم استطع أن اعرف موقعها في شجرة العائلة xD
    صلة الأرحام .. عندما كنتُ صغيرة لطالما توقفت أمام فضلها الديني
    وفضل الصابر عليها ، في تلك المرحلة العمرية كنت أعتقد أنها سهلة جدًا!
    سهلة لدرجة إن وجود أي عقبات فيها شيء شبيه بنسج خيال بالنسبة لي
    لكن .. لكما كبرت كلما أدركت أنها شيء صعب وصعبٌ جدًا نتمنى من الخالق أن يعيننا عليها ويقوينا لكل ما يُحبه ويرضاه
    شكرًا لك ...
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أنا نفسي لم أستطع أن أعرف موقع (زوجة جد ابن خالتي) في شجرة العائلة
    كل ما فهمته أنها ليست (جدته) ولكنها (زوجة جده)، وبكل الأحوال جدة ابن خالتي لا أرى لها موقعًا حتى أراه لزوجة جده!
    ونسأل الله أن يعيننا دومًا على صلة الأرحام، وبارك الله بكِ ولكِ هذا الدعاء الطيب...
    كل الشكر والتقدير.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...