من شدة غضب محمد إحمر وجهه ما جعل وسيم يلمح هذا التغير الطارء من شخص معروف بالهدوء والرصانة فأراد أن ينتهز الفرصة ليتهكّم

وسيم (ضاحكا مستهزئا ) : "أصبح الفتى مُحمرا كالفاوانيا تضيء عيناه وشفتيه ، كما لو كان على وشك الانفجار بالبكاء *"
محمّد (وقد راق له ما سمع** لكنه تفطن لما تقصّده وسيم) :آه ياوسيم مازلت كما أنت
وسيم:أنا؟!
محمّد : مذ عرفتك وأنت صبي متعال،متكبّر،متعجرف م..
وسيم: كفاك تملّق وتشدّق ودعك من رداء الطيبة والتواضع ، فهو لا يناسبك
محمد : حقا،أشكرك هذا من دماثة أخلاقك
وسيم : تتصنع الأدب وتتخلّق بخُلق تفقدها ماشأنك وجارتنا مواعظك إحتفظ بها لنفسك
محمد : لو لم يكن للمتنبي من الشعر إلا قوله: لك يا منازل في القلوب منازلُ لكفاه فضلاً
(يصمت وسيم مشدوها عبوس الوجه يحاول أن يفهم مالن يفقههه )

عندما سكت وسيم تناهى إلى مسامع محمد بعضٌ من حوار هند وعبير ليصوب وجهه تلقاء صوت رقيق هادئ فيرتجف قلبه ويهتز وجدانه لجمال عبير

*إقتباس لرواية الرمال الحمراء لبول ماكّولي
**الرواية كانت في يد محمد