مشهد بسيط

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: مشهد بسيط

مشاهدة المواضيع

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,306
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي مشهد بسيط

    مشهد بسيط

    جواد عربي أصيل
    في دمائه تجري العزة العربية بما فيها من النخوة والشهامة
    ينطلق في طريقه وحيدًا، لا يعلم من يراه ما هدفه من هذا العدو السريع
    كما أنهم لا يعلمون إلى أين يمضي
    ولكن الجواد يسرع نحو هدف نبيل راقٍ لا يدركه سواه
    إنه يريد أن يمهد الطريق إلى من سيكونون بعده
    يريد أن يترك ذكرى لا تمحوها الأيام القادمة
    ولكن لتقادم الأيام حكمه ولمرور السنين رأيه
    قلب الجواد تختل نبضاته لتتسارع بغتة من حيث لا يعلم
    كان يعدو في ما مضى أيامًا متتالية، وفي نفسه توق إلى المزيد
    لكن مرحلة فتوته ولت، والآلام توالت
    والإغماء بات سمة ملازمة للجواد في مرحلته الأخيرة
    الإرهاق يكاد يزهق أنفاسه، إذ ينام مرهقًا ليستيقظ ولا زال جسمه يرفض الاستجابة إلى نور الصباح وشمس فجر جديد
    وكم مرة قالوا: آن للفارس أن يهبط عن صهوة جواده ليستريح، لكنه يدرك أنه قد آن للجواد نفسه أن يترك العدو، بل يترك الدنيا بما فيها ليستريح!
    ورغم إدراكه هذه الحقيقة اليقينية يستمر الجواد في عدوه خلف هدفه، يسعده أنه يترك أحيانًا بعض الآثار التي تتبلور في كلمات الثناء بحقه، رغم أنه انهار تقريبًا في معركته الخاسرة أمام الزمان القاسي
    ها هو الجواد ينطلق بنشاط لمن يراه بعيدًا، أما القريب فيرى العرق من جبين الجواد متصببًا، ويلمح حركة صدره المرهقة من نبضات قلبه التي تكاد تبلغ محطتها الأخيرة
    ويعدو الجواد ويعدو، وفي الأفق سؤال إجابته لا تبدو، وغموضه لا أحد يجلو...
    هل سيكون الانهيار الذي يحيل الجواد إلى التقاعد، وهو لا يزال حيًا يتنفس أنفاس الندى وهمسات المساء، أم سيظل الجواد يعدو حتى يتوقف قلبه نهائيًا، وتغادر أنفاسه صدره إلى الأبد؟
    ويتردد السؤال مرارًا، ووقع آثار الجواد تتوالى تكرارًا، ولا إجابة...
    ولا زال القلب يخفق بضعف طاقته، ولا زال الجواد يعدو في طريقه!
    وفي الأفق البعيد، أمام عيني الجواد ترتسم ساعة لا يراها سواه
    ساعة تجري عقاربها إلى الوراء، معلنة بدء العد التنازلي
    ويدرك الجواد أنه، ما إن ينتهي هذا العد، حتى تنتهي مرحلة السباق الوهمي لتبدأ مرحلة أخرى...
    مرحلة التابوت!

    هذا هو المشهد الذي أقدِّمه إليكم،
    لكن هل هو حقيقي فعلًا؟
    ربما يكون كذلك
    وإن كنتُ لا أظن ذلك!


    عمر قزيحة
    الخامس عشر من شهر شباط لعام 2019م.
    الساعة العاشرة وثلاث وثلاثون دقيقة صباحًا.





  2. 2 أعضاء شكروا أ. عمر على هذا الموضوع المفيد:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...