في سعادة و هناء

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: في سعادة و هناء

  1. #1

    الصورة الرمزية كونان المتحري

    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المـشـــاركــات
    445
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي في سعادة و هناء

    [SUP]بسم الله الرحمن الرحيم
    و الصلاة و السلام على المبعوث رحمةً للعالمين نبينا محمد و على آله الطيبين الطاهرين
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته [/SUP]
    [SUP]

    منذ فترة و أنا أحاول وضع موضوع في القسم و لكن الظروف لم تسعفني لإتمام الموضوع الذي أردتُ وضعه كونه يستلزم الكثير من الوقت و الجهد
    لذلك استبدلته بهذا النص الكتابي البسيط و أعتذر عن التنسيق السيء للموضوع


    [/SUP]
    [SUP]بخطى خفيفة متواثبة تتسارع على درجات السلم المؤدي لغرفتها يشق طريقه للقائها

    مضى يومٌ أو أٌقل على رؤيته لها لآخر مرة

    إنه الشوق الذي يعصف بكيانه يتملكه من جديد كلما أغلق باب غرفتها عند المغادرة

    هناك كل شيء مسموح و ليس لتصرفاته أي حدود أو قيود

    يلعب بدببتها المحشوة و يقذف بدماها لتطير كالسوبرمان

    يرسم بأدوات المكياج التي تقدمها له طوعاً لوحاته الجميلة على الأوراق التي نثرها أرضاً

    بل و حتى يتهجأ الرسائل التي كتبتها لها صديقاتها في أوقاتٍ مختلفة ليثبت لها أن الماما قد علمته القراءة جيداً و أنه مستعد للذهاب للمدرسة بعد مدة وجيزة

    لكن الأجمل من ذلك كله هو ذلك العالم السحري المختفي خلف ذلك الباب

    فبعد أن يساعدها في ترتيب الفوضى التي أحدثها يجلس الأمير الصغير وسط الدببة و الدمى ليستمع لحكاياها
    يلج تارةً غياهب غابة الشر المظلمة فيتلفت حوله ليرى أشجارها الحمراء المشتعلة كاللهب

    و يرى تلك الصبية المذعورة التي تصرخ طالبةً إنقاذها من سطوة الساحرة الشريرة

    و تارةً أخرى يغوص في أعماق المحيط مع ذلك البحار الشجاع الذي قرر تحدي العقبات في

    السفينة الغارقة المسحورة ليحضر قلادة الأميرة ذات الماسة السوداء ويشفيها من مرضها النادر

    بينما تستمتع هي بالنظر لتعابير وجهه البريئة و هي تتغير تبعاً للموقف الذي ترسمه في مخيلته

    و في الكثير من الأحيان تنقضي جلسته قبل أن تطوي الحكاية آخر فصولها لسببٍ أو لآخر

    خاصةً إن كانت مشوقة و كثيرة الأحداث و التفاصيل

    و أياً كانت القصة و مهما كان تشابك أحداثها فإنها و لا شك تنتهي بزواج الأميرة أو الفتاة المسكينة

    من شابٍ بطل صنديد و هزيمة الجانب الشرير من القصة سواء كانت ساحرة شريرة أو غولة مرعبة

    أو وحشاً جباراً

    و هو بعمره ذاك لا يفهم سوى أنها نهاية سعيدة ما دام الأبطال قد عاشوا في سعادةٍ و هناء في الختام
    فينصرف سعيداً راضياً منتظراً بلهفة زيارته القادمة ليقضي لحظات البهجة المقبلة.

    تلك هي القصص التي ترويها لها خالته ناهيك عن قصص الأميرات الشهيرات روبانزل ذات الشعر

    الطويل و سنووايت و سندريلا اللواتي يعرفهن كل طفل في أنحاء العالم و كلها لها نهايات سعيدة

    حسبما يتم تصويره للمستمع

    لكن في حياته التي لم تبدأ بعد كان يرى كل أميرات الكون مجتمعات في تلك الأميرة التي تروي له

    أخبارهن و قصصهن فهي البوابة العجيبة التي تولجه لتلك العوالم المليئة بالإثارة و الغموض و

    البطولات المثالية

    يرى نفسه أميراً صغيراً سعيداً و مدللاً يعتلي عرشه الصغير كلما كان معها

    تلعب معه و تتسلى في اللهو بشعره وتمشيطه بطريقتها أحياناً

    و أخرى تنسق مشهداً في غرفتها ليجلس وسطه لتلتقط له بعض الصور و تضيفها لألبومات الصور

    التي تحتفظ بها له

    حتى أتى ذلك اليوم الذي ظهر فيه الأمير الآخر

    أمير كبير طويل القامة يرتدي بدلة رسمية و ربطة عنق أنيقة طرق الباب لخطبة أميرته المحبوبة

    و حسبما صورت له هي و ما استطاع عقله الصغير الوصول له من خلال قصصها كان سعيداً

    لسعادتها إذ أنها ستعيش في سعادة و هناء كما بطلات قصصها الخيالية

    تمت الخطبة و كان ذلك الحفل البهيج

    جلس في صالة العرس ببدلة رسمية كتلك التي يرتديها العريس و التي اختارتها له بنفسها لكنه

    أصر على انتزاع ربطة العنق المزعجة

    كان الأطفال من حوله يشاغبون و يتراكضون في أنحاء القاعة لكن عيناه كانتا تراقبان ملامح

    السعادة في وجه العروس

    لطالما سمع نهاية أن الأبطال تزوجوا و عاشوا في سعادة و هناء

    لكنها المرة الأولى التي يشهد فيها بداية السعادة و الهناء التي تتحدث عنها القصص و هو ببعض

    وعيه إذ بلغ للتو عامه الخامس

    لكن هل انتهت الحكاية عند تلك الحفلة ؟!

    ربما القصص الخيالية تنتهي هكذا و لكن الفصل الأول من حكايته قد بدأ تواً فهو لم يدرك بعد معنى

    عبارة (عاشا في سعادة و هناء) و قد حان الوقت ليفهم.

    مضت أيام عديدة على حفل الخطوبة و هو كلما زار بيت جده يتقافز جرياً نحو غرفتها الجميلة

    يراها في أحيان و يقال له في أخرى أنها قد خرجت مع خطيبها و ستعود لاحقاً

    يضطر لأن يشغل وقته باللعب بأي شيء و مع أي شخص و عيناه معلَّقتان على باب المنزل و قلبه

    يعد الثواني حتى حين عودتها

    تعود فتسليه أحياناً ببعض الأحاديث و القصص و تخبره عن يومها و كم كانت سعيدة فيفرح لفرحها

    و أخرى تذهب للنوم مباشرة بعد أن أرهقها المشي و التسوق و تتركه يتحسر على ساعات

    الإنتظار التي قضاها أملاً في أن تعطيه بعضاً من وقتها

    ما أقسى أن يفهم معنى عاشا في سعادة وهناء !!

    لقد كان هو يعيش في سعادة و هناء مع أميرته قبل أن يأتي ذلك الكبير و يتشاركهما معه

    ما باليد حيلة ما دامت هي راضية لأنها تحصل على جرعة مضاعفة من السعادة و الهناء

    شيء معه و شيء مع ذلك الدخيل فعليه أن يتحمله لأجلها فقط

    و لكن ماذا بعد أن يتحمل كل هذا؟!

    بضعة شهور مرت لتتجلى الحقيقة أمامه بعينها

    حفل الزواج هو حفل آخر

    فحسبما يظهر له أنَّ الحفل قد أعجب خالته كثيراً فقررت أن تكرره بين الحين و الآخر لتحتفل

    بالسعادة و الهناء مع ذلك الأمير الذي بات يراه مزعجاً و متطفلاً

    لكن يبدو أن الأمر يختلف هذه المرة فزياراته التي تلت هذا الحفل لغرفتها كانت بلا جدوى و كلما

    سأل عنها يقال له أنها عروس و قد ذهبت لبيت زوجها

    يظنها ستعود بعد بعض الوقت فيبقى ينتظر و ينتظر دون جدوى

    يحادث الدمى و الألعاب في غرفتها، يعيد عليها قصصها و يغير فيها كل مرة، يقلِّب ألبومات الصور

    التي التقطتها له ويتأمل وجهه الطفولي اللطيف المبتهج فيها

    ينتقل لصورتها التي وضعتها في إطار على الطاولة يسألها متى ستعود و يستعجلها العودة

    يضعها على السرير ثم ينتزع بطاقات التهنئة التي ألصقتها بشكل مرتب على جدران الغرفة

    و يجلس بجوار صورتها

    يتسلى بسماع الموسيقى و تعجبه الأضواء التي تنبعث مع الموسيقى من تلك البطاقات

    للبنات ذوق مميز عندما يتعلق الأمر بالتهاني فالأفكار المبتكرة في تصميم البطاقات تعجبه

    يفتحها، يبدأ بالقراءة بسلاسة أكبر من السابق و هو يلتفت للصورة التي لا تتغير ملامحها

    يتنتظرها لتعلِّق، توسِّع ابتسامتها الثابتة، تمدحه و تثني عليه، أو حتى لتساعده في قراءة كلمة لم

    يتمكن من قراءتها بسبب عدم وضوح الخط

    ينهي الواحدة تلو الأخرى ثم يغفو بينها، يستيقظ بعد برهة و يعيد كل شيء لمكانه

    يقبِّل الصورة ثم يخرج ساحباً خلفه أذيال الخيبة

    لقد كان يأتي هنا و تملأ وقته و الآن بات يأتي ليصنع يومه بنفسه

    و أخيراً مضت بضعة أيام و حان يوم التجمع العائلي في بيت جده

    لم يصدق نفسه عند رؤيتها فانطلق فارداً ذراعيه نحوها كطائرٍ مغردٍ سعيد

    غمرته بالأحضان لبضع ثوانٍ ثم تركته لتحيي بقية الحاضرين

    جلست بينهم دون أن تدخل مملكتها السحرية

    دخل لينتظرها هناك بصبرٍ فارغ و لكنه نام في مكانه دون أن تأتي

    استيقظ ليكتشف أنها قد غادرت فما كان منه إلا أن دخل لغرفتها مجدداً و أطلق سراح دموعه

    هي لم تغادر فقط هذه المرة بل أخبرتهم أنها ستسافر مع زوجها إلى فرنسا ثلاثة أسابيع كاملة

    و هو قد فرط الأسابيع لأيام و أدرك أنَّه لن يراها لفترة طويلة

    لكن لماذا يشغل نفسه بحساب تلك الأيام فهو و منذ حفل الخطوبة قد بدأ يتلاشى من أمام عينيها

    لقد صار خفياً !!

    ألم تغادر دون أن تأخذه معها ؟!

    تركته و مضت مع أميرها الجديد الذي أخذها ليطير بها إلى بيته

    لقد أدرك أخيراً أنَّ (عاشا في سعادة و هناء) تعني شخصين قد يقف ثالثهما

    يراقب(السعادة و الهناء) يغادرانه في حسرة

    و ليته لم يدرك



    [/SUP]

  2. 2 أعضاء شكروا كونان المتحري على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,616
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: في سعادة و هناء

    وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~

    في البداية حزنت بس في الأخير قلت هذا الطفل مصيره يكبر أيضاً
    ويدرك أنو الأمر طبيعي سنة الحياة هكذا،
    تخيلت المشهد كيف ورحمت مرا الصغير،
    بس إن كان يعيش بلا أم هكذا يكون فعلاً مسكين وتفرق كثيراً،
    بارك ربي بك
    وأهلاً بك دوماً،
    أحسنت فعلاً^^,
    سرد جميل ومؤثر!،
    استمر بالكتابة وأمتعنا،
    في حفظ المولى،،
    ~

  4. #3

    الصورة الرمزية كونان المتحري

    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المـشـــاركــات
    445
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: في سعادة و هناء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~

    في البداية حزنت بس في الأخير قلت هذا الطفل مصيره يكبر أيضاً
    ويدرك أنو الأمر طبيعي سنة الحياة هكذا،
    تخيلت المشهد كيف ورحمت مرا الصغير،
    بس إن كان يعيش بلا أم هكذا يكون فعلاً مسكين وتفرق كثيراً،
    بارك ربي بك
    وأهلاً بك دوماً،
    أحسنت فعلاً^^,
    سرد جميل ومؤثر!،
    استمر بالكتابة وأمتعنا،
    في حفظ المولى،،
    ~
    شكراً لمروركم الكريم و تعليقكم الجميل

    مثل هذه القصص قد لا يوجد بها شخص مخطئ و آخر مصيب فالحياة تسير على هذا المنوال فعلاً

    لكن المشاعر تلعب دورها دائماً لتوجه سير القصة حيث تكون بقعة الضوء مسلَّطة على إجدى الشخصيات فقط

    الطفل له أمُ رائعة و لكن الأم من واجبها التربية و التي لا تقتصر على تدليل طفلها فقط بل قد تعاقبه أحياناً إن أخطأ

    بينما خالته هذه قد كانت تسمح له بأي شيء دون أن تزجره أو تنهره هذا غير المميزات التي كان يحظى بها خلال تواجده معها

    و حتى لو كان يحب أمه أكثر من خالته فهذا لا يمنع تعلقه الشديد بالأخيرة و نظرته لزوجها كسارق سلبه شيئاً ثميناً

    بارك الله بكِ و حفظكِ دوماً و شكراً لمرورك

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...