أريد أن أغني!
يا نُسَيمات الهوى هُبِّي، لأغني لابنتي أغنيةَ شوقي إليها وحُبِّي، لا أبكي إلا بحبِّها، ويشهد رَبِّي، أعطيتها يدي بأوتار نغمي أقول لها أمسكي بها وضُبِّي!
***
أريد يا طفلتي أن أغنِّي، وأعبر عما في نفسي من الرجاء والتمنِّي، سأكلمكِ اليوم عن أمنياتي سأكلمكِ عنِّي! سأخبركِ أسرار فشلي وآيات نجاحي وفنِّي!
***
أقبلي يا ابنتي سأغني لكِ في كل أوانِ، أقبلي إليَّ فقلبي في هوى عينيكِ عانِ، دعيني أحتضنْكِ ففي صدري لكِ متسع وفيكِ له كلُّ أمانِ، سَأُقَبِّلُ يَدَيكِ لكن أهذه أناملكِ أم أصابع روانِ؟!
***
سأغني لكِ يا حبيبتي أغنية فتاةٍ قلبي هواها، بعين الحب والرحمة نظر إليها فاحتواها، رَحُبَ صدره لها فآواها، كانت جرحى في حبِّها طعينةً فكان دواها!
***
سأغني يا طفلتي أغنيةَ حَبِيبَةٍ أسكْنُتَها من قلبي الجِوَاء، لكنها فَرَّت من ظلال قلبي في لمحةِ خَوَاء، رأتِ الشمس والسوادَ في غفلتها سواءً في سواء، رَوَيْتُ قلبَها بماءِ حُبِّي فمَضَتْ وما تركَتْ من الحب قليلًا ولا رَوَاء!
***
سأغني يا حُبَّ القلبِ أغنية أمِّي، مَنْ تمازج نور اسمها بنبضات دَمِي، أسكني ذِكْرَها قَلْبَكِ واحتضني ذكراها وضُمِّي، يا عيني قولي أين ماما ودمعَكِ لُمِّي!
***
وفي سواد الليالي سأغني أغنية القبور، سأذكر في نفسي ما مضى من الأمور، سأدعو على عداكِ يا طفلتي بالويل والثبور، إني يا حبيبتي في هوى عينيكِ ماضٍ والله يعلم ما في الصدور!
***
وتسألني ابنتي الحيرى ولماذا لا تغني بعدُ يا أبي؟ شَوْقي إلى سماعي أغنيتكِ قَدْ نما في نفسي ورَبِي! فأقول لها أغنيتي هي أمنيتي أن تكوني هنا ولا تأتي في حالِ غَبِي، فإنما عَيْنِي لابتسامتكِ أوفى سَبِي.
في اللغة:
ضُبِّي: اقبضي عليها بكفِّكِ. الرجاء: يحمل معنى القوة والعزم وتحقيق الأمور. والتمني: يحمل معنى الضعف والنظر إلى ما نريده من دون قدرتنا على تحقيقه. العاني: الأسير. الأنامل: جمع الأُنْمُلَةُ، وهي المَفْصِلُ الأعلى من الإصبع الذي في الظُّفر. روانِ: نوع من الحلوى تصنع من البيض والدقيق والسكر. رَحُبَ: اتَّسَعَ. الجِوَاء: المكان الواسع الفسيح. الخَواء: الفراغ بين الشيئين. الرواء: الماء الكثير، وهنا المقصود أنها لم تعطِ أي شيء من الحب. لُمِّي الدمع: أي اجمعي الدمع جمعًا كثيرًا. الويل: الشر والعذاب.
الثبور: الهلاك. رَبِيَ: ازداد. غَبِي: نقول غَبَّ في الزيارة أي أتى في فترات متفرقة متباعدة. سَبِي: أسيرة. (والصفة هذه مؤنثة).
الكاتب:
عمر قزيحة _ طرابلس/لبنان
في العاشر من شهر آب/يوليو عام 2019م
الساعة: 2:46 دقيقة ليلًا.
المفضلات