شيء من القرف! (عمر قزيحة)

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 13 من 13
  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي شيء من القرف! (عمر قزيحة)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    (شيء من القرف)
    مقالة اجتماعية مما رأيته فعلًا، ولم أسمعه من أحد

    ولكن، المقالة أقدمها قريبًا إن شاء الله تعالى، وربما يكون ذلك اليوم...
    إذ إن الإرهاق يتزايد الآن!
    ولكني سجلت عنوانها كي لا أنساها لاحقًا...

    إذًا، سأطبع المقالة اليوم إن شاء الله...
    وأتمنى أن تنال الرضا (رغم عنوانها هذا طبعًا)!

    حياكم الله وبياكم
    عمر قزيحة


  2. 4 أعضاء شكروا أ. عمر على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: شيء من القرف! (عمر قزيحة)

    لم ننسكم قطعًا
    والمقالة قيد الطباعة من ساعة ونصف على الأقل، ولما ننتهِ بعد

    لكن...

    تحذير قبل القراءة:
    هناك مواقف ربما تكون مقرفة فعلًا، لذا من لا يتحمل أرجو ألا يقرأ، أو على الأقل لا يقرأ وهو يأكل!!



  4. #3


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: شيء من القرف! (عمر قزيحة)

    أولى مشاعر القرف التي رأيناها، كانت بـــ(فضل) بعض النساء لدينا! وليس هذا بمهاجمة للنساء لا سمح الله، ولكني أذكر عادة لم أفهم مغزاها منذ رأيتها في طفولتي إلى الآن، عادة يتميز بها بعض هؤلاء النساء (الحنونات)، إذ كنا مرة في زيارة ما، وقامت إحدى بنات البيت لتتولى مهمة إعداد السندويشات للصغار في البيت، وكانت كل ما أنهت إعداد سندويشة نادت أحد الصغار، وإذ يَمُدُّ يده ليأخذها، تسحبها أخته لتقضم منها قضمة كبيرة، وتعيدها إليه! وأؤكد أنني لم أفهم مغزى هذه الحركة إلى الآن، إلا من باب أن هذه الأخت تريد أن (تبارك) السندويشات لأخواتها، لا أكثر ولا أقل!
    وهذا أمر هين لين، إزاء ما سمعته ذات يوم، وكنا في مجلس ما، وفيه بعض النساء (الحنونات كالعادة)، وهذه إحداهن تحكي لنا _ في تأثر شديد _ كيف أنها (تساعد) ابنها الصغير في الأكل، لتحرم نفسها هي الأكل، إلى أن تطمئن إلى أن ابنها الصغير قد أكل، وتلك المساعدة (القيمة) تتمثل في أنها تضع اللقمة في فمها وتمضغها (له)، ثم تعطيه إياها ليأكلها، و(يقبر قلبي إن شاء الله، ابني حبيبي، عمره خمس سنين)!
    لا أعرف هل صاحب الخمس سنين لا يستطيع الأكل إلا بهذه الطريقة المستفزة فعلًا، أم أنه يعطي أسنانه إجازة ما قبل الأكل، ولا بد بعدها من أنه سيموت جوعًا ما لم (تتكرم) أمه عليه و(تضحي) بسعادتها وهناء لقمتها لتمضع له الطعام؟!
    ويبقى هذا الأمر هينًا كذلك، ما دمت أكتفي بالسماع، أو حتى بالرؤية، ولست طرفًا مباشرًا في ما يحصل من هذه (الإبداعات)، ولكن كان لا بد لي من أن أقف موقف المواجهة المباشرة إن صح التعبير ومواقف القرف هذه، في أكثر من مناسبة.
    من صغري أعاني مشكلة التهاب اللوزتين المتكرر، ما يجعل من حلقي صخرة متيبسة، لذا كان مستحيلًا عليَّ أن أتقن ذلك السحر، الذي يقتضي برفع زجاجة المياه عاليًا لصب المياه منها في الفم، ولم يكن لي إلا أن أشرب من الكوب مباشرة، أو من زجاجة خاصة بي، لا يشرب أحد منها من بعدي.
    وما أروي لكم هذا الأمر، ولا أحكي لكم هذه المشكلة، إلا لأنها تتعلق مباشرة بموقف القرف الكبير الذي عشته وقتها، إذ ارتفعت حرارتي بغتة في المدرسة ذلك اليوم، وشعرت بثقل في رأسي، فنزلت إلى الإدارة، وأنا أتمنى أن أقابل ذلك الناظر الذي لا يتحمل رؤية تلميذ يشكو أي ألم كان، إلا ويطلب إليه الرجوع إلى الصف ليحمل كتبه وينصرف بها إلى البيت، ولكن حظي لم يكن جيدًا، إذ إن من استقبلني في الملعب كان المدير بنفسه، وكنا نعلم جميعًا أنه _ رحمه الله _ ليس له سوى علاج واحد، من يؤلمه بطنه يذهب إلى الحمام، ومن المؤكد أنه سيرتاح بعدها! ومن يؤلمه رأسه فليصعد إلى الصف وينام على طاولته، ومن المؤكد أنه سيرتاح بعدها! وإن كنت أشك في هذا الأمر، فلقد كان يتميز بعادة قاسية بعض الشيء، وهي أنه يرفع يده عن آخرها ليهوي بها على جبهة الولد المريض بضربة عنيفة، ثم يتحسس هذه اليد باليد الثانية، ليقول باستغراب (اطمئن! لا يوجد حرارة)!
    حينما لمحت المدير استعدَدْتُ لتلقي ضربة عنيفة حينما يسألني عن وجعي، وبعدها سيطلب مني أن أرجع إلى الصف وأنام، كنت أتمنى ألا يحصل هذا، وبعدها قلت ليته فعل هذا! لقد طلب مني أن ألحق به إلى غرفة الإدارة، وهناك ناولني حبة إسبرين، وأشار إلى إبريق المياه الزجاجي الكبير قائلًا لي: (اشرب)، ولم أعرف كيف أشرب، بسبب المشكلة التي أخبرتكم بها، وفوجئت بالمدير يقول متأثرًا: (فهمت، فهمت، أنت لن تشرب قبل أن يشرب المدير، ليت كل التلاميذ مثلك)، وقبل أن أحاول الرد، حمل حضرته الإبريق ووضعه على فمه مباشرة، وانطلق يشرب بسرعة كبيرة وهو يعيد رأسه إلى الخلف ويمده إلى الأمام، وأنا أرى مذعورًا الماء يدخل فم المدير ويرتد في الإبريق! والأسوأ أن المدير ناولني الإبريق بعدها قائلًا لي: (اشرب)!
    شعرت حقيقة بأنني على وشك التقيؤ، ومن المؤكد أنني لم أمد يدي لأحمل الإبريق، بل وضعت حبة الإسبرين في فمي وأخذت أمضغها، لأفاجأ بعلامات الاشمئزاز تعلو وجه المدير، وبهتافه المستنكر الذي كاد يرج المدرسة: (ماذا تفعل؟ هذا إسبرين! يعني هذا دواء! دواء! وليس حبة ملبس)!
    تجاهلت الرد، وغادرت الإدارة لأرجع إلى الصف، والمدير ما يزال يكرر هتافه المستنكر، وأنا أشعر بقرف مزدوج، ولا أدري أيهما الأسوأ حقيقة، هذا الطعم المقرف في فمي، أم ما رأته عيني!!
    والشيء بالشيء يُذكَر، أذكر أنني بعد ذلك، ربما بسنة أو اثنتين، مررت بموقف يشابه هذا الموقف قليلًا، لكنه أسعدني على ما فيه من القرف والألم معًا! وقتها أراد أخي أن يثبت لي أنني واهم في ما أشعر به، وأنني أستطيع شرب الماء بتلك الطريقة المذهلة، ولم يصبر حتى ينتهي الدوام ونرجع إلى البيت، بل أصر على ذلك في الملعب، وقت الفسحة، وطلب مني أن أفتح فمي (فقط)، فطلبت منه أن يتمهل، ورد بحزم أنه يكفيني أن أرفع يدي فحسب ليتوقف فورًا عن صب الماء في فمي، وصدقته للأسف! فتحت فمي وأخذ يصب الماء فيه بطريقة عجيبة، كأن بينه وبين الماء عداوة جعلته يقسم على الخلاص منه بأسرع وقت ممكن!
    رفعت يدي وأنا أحس بأنني سأختنق، لكنه لم يتوقف، ولم يبالِ بأصوات الغرغرة التي تصدر من فمي رغم اندلاق الماء فيه بسرعة فائقة، ولا أعرف ما حصل بعدها، كل ما أذكره أن فمي كان منتفخًا بشكل غريب، وأن الماء اندفع منه فجأة ليستحم به عدد من رفاق أخي، كانوا يجلسون متجاورين على مقعد كبير، وقبل أن أستوعب ما يحصل ارتفعت صرخاتهم المتوحشة، وهَبُّوا ليركضوا نحوي، وأخذت أركض من دون كلمة واحدة، وقد استرجعت عادتي المزعجة في الضحك حينما أسمع من يصرخ، خاصة إن كان يصرخ في وجهي أنا، وقد لحق بي هؤلاء الوحوش بعدها، وأخذ كل واحد منهم (حقه) بأن وَجَّه إليَّ لكمة عنيفة، وذلك (إكرامًا) لأخي! ولولا هذا لكانوا كسروا عظامي كلها!
    مرت السنوات، ويومًا ما كنت في مدرسة أخرى، وكان قد مَرَّ ربما حوالي أربع سنوات على حادثة المدير المذهلة تلك، وإذ كنا في وقت الفسحة، سمعنا صوت صراخ متبادل، ورأينا ولدًا يجري بأقصى سرعته، وجيوبه تبدو منتفخة بشكل غريب، وخلفه ثلاثة أولاد يلاحقونه، وهم يتصايحون بغضب، وبما أن هذا الولد المطارَد يَمُتُّ إليَّ بصلة قرابة، لحقت به وبالأولاد المطارِدِين لعلي أستطيع المساعدة في شيء ما، وانتهى المطاف بنا إلى لجوء قريبي إلى الحمام، ووقوف الأولاد خارج الحمام يصيحون به أنهم سينتظرونه حتى يخرج وعندها سيكسرون عظامه.
    سألتهم بفضول عن السبب في ما يفعلون، فأخبروني أنهم أعطوا قريبي مالًا ليشتري لهم بعض دفوف الشوكولا، وسيطعمونه منها معهم، وقد فعل ذلك، لكنه رجع إليهم ليخبرهم أنه وضعها في جيبه، وأنه سيلتهمها وحده، أجرة له على تعبه، وانطلق يركض فركضوا خلفه ليستعيدوا حقهم منه، فسألتهم بفضول: (هل لكم نَفَسٌ أن تأكلوها وقد دخل بها الحمام)؟ تبادلوا النظرات ثم أجابوا بصوت واحد: (لا، بكل تأكيد)، وأعلنوا أنهم سيسامحونه لأجلي، هذه المرة فقط، لكن لو أعادها فَيَا ويله منهم!
    وما كادوا يغادرون حتى فتح قريبي الحمام، لأتراجع مشمئزًا من منظره، والشوكولا تملأ وجهه، حتى لم أعد أعرف هل أنفه أسود أساسًا أم لا! لقد كان يلتهم الشوكولا في الحمام وبمنتهى الحماسة والتلذذ، وذلك ليدبر (مقلبًا ظريفًا) لهؤلاء الأولاد، حينما يخرج من الحمام مع رنين جرس انتهاء الفسحة، ويحاولون استرجاع الشوكولا منه، فلا يجدون منها شيئًا!
    لم تكن كل مواقف القرف هذه في المدرسة طبعًا، فذات يوم كنت خارجًا من الجامع بعد صلاة الظهر، وما كدت أخرج حتى رأيت فأرة صغيرة تجري بسرعة في الشارع، وخلفها ولد صغير ينطلق بسرعة خيالية فعلًا، وهو يصيح بحماسة، ولا أعلم هل كان يرى الفأرة كنزًا ثمينًا ليلحق بها، ولكني أعلم أنه تمكن من تصيدها، وعاد بها يحملها بقبضته يكاد يعتصرها، وهو يبتسم ابتسامة ربما لم يبتسم هتلر نفسه مثلها، خلال انتصاراته في الحرب العالمية الثانية!
    سنرجع مرة أخرى وأخيرة في مواقفنا هذه إلى عالم التدريس، ولكن ليس المدارس، بل أيام كنا في دورة الإعداد في دار المعلمين، طلب أحد رفاقي قلم رصاص، فأعطيته قلمي، كتب به قليلًا، ثم فوجئت به يضعه في فمه ويمتصه بشدة، ويخرجه لِيَمُدَّ يده به إليَّ، أمسكت به من طرفه، حيث لم يصل إلى هناك فمه التعيس، وغرسته بكل قوة في رأسه، مستمتعًا بصرخته الأليمة أيما استمتاع!
    وربما يأتي القرف في مواقف يفترض أنها للفرح! أنا وصديق لي ذهبنا معًا لحضور كتب كتاب صديق مشترك لنا، (كتب كتاب=عقد قران)، وهو مرحلة قبل الانتقال إلى البيت والزواج، وإذ نجلس متجاوِرَين بعد ما باركنا لصديقنا، انضم إلى مجلسنا رجل متقدم قليلًا في السن، من أقارب صديقنا صاحب الفرح اليوم، وأعرفه أنا معرفة سطحية غير معمقة، لكنه فرض نفسه علينا، ليبادرنا بالسؤال: (ألم تتزوج بعد)؟ أجبته من دون مبالاة: (لا)، وأجابه صديقي متضايقًا منه إذ بتر لنا حديثنا: (نعم)، فتحمس الرجل ليعطي صديقي نصائح (ذهبية) لإنجاب الأطفال، ولم يبالِ إطلاقًا أن صديقي أكد له أن الله قد مَنَّ عليه بولدين اثنين حتى الآن، ولا أعتقد أن أية معلومة كانت تستطيع إسكاته، وهو يصيح بصوت عالٍ: (اسمع يا ولد! يجب أن يكون معدل الخصوبة عندك مرتفع! وليس لك حل سوى البامية! ألا تعرف البامية؟ إنها البامية التي تحمل المادة المخاطية، وشكلها وطعمها مثل المخاط الذي ينزل من المناخير)!
    ولم أستغرب بعد هذه المعلومة (القيمة) صرخة صديقي المشمئز: (ياااااااااااااااااااء)، ولكني وجدت نفسي أشكر الله عز وجل، بكل حماسة، لأنني لا آكل هذه البامية ولا أذوقها من صغري، ولا أفهم كيف يأكلها الناس، هي وبعض المأكولات المشابهة مثل الملوخية، وإذ خطر لي أن صديقي على وشك التقيؤ، أمسكت به من يده ونهضت، فتبعني من دون اعتراض، لنتجه نحو صديقنا ونجدد له المباركة وننصرف، والرجل يتبعنا ويهتف بنا، بل بصديقي هذا: (انتظر، هناك معلومات أخرى شديدة الأهمية لك، وذلك لتزداد خصوبتك ويأتيك الأولاد)!!
    القرف في كل المواقف ربما يمكن أن تتحمله قليلًا، لكن القرف المتعلق بأصحاب الطعام والشراب لا يمكن احتماله ولا غفرانه، ومن ذلك ما أخبرني به أحد معارفي عن شخص أعرفه جيدًا يعمل في دكان صغير، ويتولى عصر الجزر والبرتقال والرمان، إضافة إلى إعداد الكعك بالجبنة، وما إلى ذلك، أتى هذا الفتى ليشتري زجاجة عصير، ولكنه رأى هذا العامل يتصبب عرقًا فيمسح العرق بِيَدِه ومن بعدها يمسك الجزرة بهذه اليد نفسها، واليد تمتلئ بالعرق، لكنه لا يبالي بذلك، بل ويعصرها، ما أصاب رفيقي هذا بالقرف الشديد، وأقسم إنه لن يشتري العصير من هذا المحل حتى لو حُرِمَ العصيرَ كل حياته!
    ولكن، ما رآه رفيقي هذا كان أمرًا بسيطًا فعلًا، لو أنه رأى ما رأيته من العامل نفسه، في أكثر من مناسبة، فَمَرَّةً ملأ وعاء بالماء، وأخذ يغمس به الجزر، يحمل الجزرة الملوثة بالتراب والغبار ليغسمها في الماء ويعصرها، ويحمل الثانية ويغمسها في الماء الملوث بما سال فيه من الجزرة الأولى، ويعصرها، ويتابع هذا الفعل الأحمق، والماء لونه يصيب بالغثيان لسواده، وهو يغمس فيه الجزر بكل حماسة، بل إن جزرة ما وقعت من يده لتهوي على حذائه وتتدحرج على أرض الشارع، لكنه حملها وغمسها في الماء وعصرها، ما دفع بي إلى الإنكار عليه، لكنه لم يبالِ بذلك، ومرة أخرى رأيته يمشط شعر شواربه بالعصا التي يدق بها حب الرمان قبل عصره! ورغم الإنكار والاستنكار لم يقم بتنظيف العصا ولا غسلها، بل تابع بها دق الحبوب وعصرها!
    قد حكينا لكم قصة الذي طارد الفأرة، لكننا لم نحكِ لكم قصة رأيناها في الجامع مرة قبل المغرب بمدة مطولة في رمضان، إذ صرخ أحد الأولاد برعب: (صرصور، صرصور)، وفعلًا كان هناك صرصور كبير جدًا يقف على حافة إحدى نوافذ الجامع، وإذ بأحد معارفنا يجري خلفه بسرعة، وانطلق الصرصور، وبدأت المطاردة، لتنتهي بصديقنا يحمل الصرصور من شواربه ويتجه به نحونا، لنغادر الجامع بكل بساطة، تاركين إياه يتمتع بصيده! وعلمنا بعدها أن هوايته المفضلة هي الجري خلف الصراصير ليمسك بها!
    وكي لا نطيل الكلام أكثر وأكثر، أختم بما رأيته من أيام قليلة، وتحديدًا أول أيام العيد، في المنطقة المجاورة، محل لبيع الفلافل يتعاون فيه رجلان، وعدد من الشباب والرجال يطلبون منه السندويشات، وهما لا يكادان يلحقان الطلبات لكثرتها، وإذ انتهت الأرغفة التي أمامهما قام أحدهما بالتراجع إلى داخل المحل، ليحمل كمية كبيرة من الأرغفة ويضعها فوق طاولة ما محاولًا فصلها من بعضها، وإذ لم يستطع، مد لسانه ليلحس به أصابعه، ويمسك بالأرغفة ليفصلها! وكنت من الزاوية التي أقف فيها وحيدًا أستطيع رؤيته، أما الزبائن فكان يحول بينهم وبين رؤية هذا المشهد الخرافي الحائل الزجاجي الذي يفصلهم عن مقلاة الفلافل.
    من يطارد الصراصير الكبيرة، ومن يصطاد الفئران الصغيرة، ربما يسبب لنا القرف، بل من المؤكد أنه يفعل ذلك، لكنها حرية شخصية بكل تأكيد، ولكن من يتلاعب بأرزاق الناس وطعامهم ليتصرف بهذه الطريقة المقرفة، أعتقد أنه يجب أن يدخل السجن ليمضي فيه عدة سنوات، لعله يتربى على فعلته، هذا لو تربى فعلًا، ولم يخرج وقد بات القرف ملازمًا له في كل تصرفاته، عندها لن نملك إلا أن نغمض أعيننا وذاكرتنا إذا أردنا الأكل من أي مكان كان، أو لنبقَ جائعين حتى يتوفانا الله تعالى!


    عمر قزيحة
    21_8_2019م
    الساعة: 4:51 دقيقة مساء.


  5. #4

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,615
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Thumbs up رد: شيء من القرف! (عمر قزيحة)

    وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~


    يالله!!،
    مدري أضحك ولا أكتم؟!!،
    صراحة شيء
    ناس لو راقبت ربها ما صار حالها كذا!،
    عنيت اللي يطبخون الأكل للناس!،
    أما الأخت هذي حكايتها حكاية
    لما تقضم الساندوتش؟!xD,

    أخاك من فعل بك ذلك؟!،
    ما الذي فعلته معه في البيت عندما عدت؟!،

    يا ربي!!،
    ذا يمكن ما نغفر له الزلة!!،
    استغفرالله استغفرالله
    لذا أجر الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس عظيم،
    والله لاقيتَ من الناس شيء يتعدى ما لاقيتُ
    على سوء ما لاقيتُ منهم إلا أنك ربما تتجاوز!،
    يالله بـس،
    ربي يجزاك جنان الفردوس ويصبرك ويلهمك الحلم والعفو!،

    أما اللي يطارد الصرصور يالله يارب عطني شجاعته
    ما شاء الله تبارك الرحمن
    أنا أبغى أجمد وما أخاف!!،
    ولا هو قرف ما بعده قرف!!،
    وش يبغى بشكله بـس!!،
    أما الفأر يااااااااااااه وعع وش ذا
    يعني وش الميزة؟!،
    يا ربي!!،

    قهرني المدير قهر!!!،
    باقي بس يطلع أصوات عشان يكمل الرعب!!،
    أستاذ خله يسوي كذا على جنونه بس المهم ما يضرب!!،
    أنت مو ناقص وجع!،

    الناس أجناس!،
    وصراحة البعض ما يتأدب ويحسن سلوكه
    ليرتقي فوق فوق
    لذا حسن الخُلق له الرتبة العالية
    ربي ينولنا أياها
    يارب أحسن خُلقنا وخلقتنا وكملنا بالعقل والدين يا حي يا قيوم
    يارب العالمين،
    وصلى الله وسلم وبارك على النبي الحبيب محمد،
    الحمدلله الذي عافانا مما ابتلاهم به
    وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا
    الحمدلله رب العالمين,,

    زادك ربي من فضله أستاذ
    وأنار دربك بالتقى
    موضوع فيه المتعة والفائدة
    جميل أسلوباً وكتابةً وفكرا
    بوركت يارب
    في حفظ المولى،،

    ~


  6. #5

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: شيء من القرف! (عمر قزيحة)




    أستاذ عمرالساعة الرابعة عصرا حسب توقيت تونس في هذه القيلولة الصيفية كان مزاجي يتوق لبعض من التُحف الأدبية السريعة
    لطبيعة الفصل والطقس لكن رغم تنبيهكم إلا أني أصررت على القراءة وياليتني ما قرأت ^^
    طبعا المحور صعب التحدث فيه للذائقة الجماعية ^^فالقرف تعبير فطري لما تعافه النفس لكن يبقى موضوعا من جملة المواضيع التي تُسيل الحبر الكثير ونستنبط منها بعض طبائع البشر
    شدني الطرح الأول نستطيع أن نأوله بتأويل آخر غير التبرك لكن إيجابي في إحدى جوانبه..
    //

    هذه الأشياء التي تشعرنا بالتقزز والإشمئزاز ظواهر موجودة وماأكثرها في مجتمعاتنا ،أي نعم تختلف من مجتمع لآخر ومن بيئة لأُخرى


    لو شئتم أستاذ أُدْلي بِدَلوي ^^
    وأنا أقرء لكم تذكرت مطلع أغنية في جنريك المسلسل السوري الرائع "يوميات مدير عام "والتي مطلعها عشنا وياما حنشوف عُوجا والطابق مكشوف




    ***

    على الهامش

    *بمناسبة البامية ( نسميها عدنا القناوية GNAWIYA* القاف هنا مثل ما ننطق جاتو Gateau ) والملوخية قطعا نحن نطبخهما في تونس بشكل مُغاير تماما كما هو في المشرق وهما من ألذ الطبخات البامية نطبخها في الصيف وهي باهضة الثمن والملوخية تطبخ في الغالب في الأعياد ووفق العادات والتقاليد بحلول السنة الهجرية فألا ، وكذا الشأن عندما نسكن بيتا جديدا

    دام قلمك يُتحفنا



  7. #6


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: شيء من القرف! (عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاته~


    يالله!!،
    مدري أضحك ولا أكتم؟!!،
    صراحة شيء
    ناس لو راقبت ربها ما صار حالها كذا!،
    عنيت اللي يطبخون الأكل للناس!،
    أما الأخت هذي حكايتها حكاية
    لما تقضم الساندوتش؟!xD,

    أخاك من فعل بك ذلك؟!،
    ما الذي فعلته معه في البيت عندما عدت؟!،

    يا ربي!!،
    ذا يمكن ما نغفر له الزلة!!،
    استغفرالله استغفرالله
    لذا أجر الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس عظيم،
    والله لاقيتَ من الناس شيء يتعدى ما لاقيتُ
    على سوء ما لاقيتُ منهم إلا أنك ربما تتجاوز!،
    يالله بـس،
    ربي يجزاك جنان الفردوس ويصبرك ويلهمك الحلم والعفو!،

    أما اللي يطارد الصرصور يالله يارب عطني شجاعته
    ما شاء الله تبارك الرحمن
    أنا أبغى أجمد وما أخاف!!،
    ولا هو قرف ما بعده قرف!!،
    وش يبغى بشكله بـس!!،
    أما الفأر يااااااااااااه وعع وش ذا
    يعني وش الميزة؟!،
    يا ربي!!،

    قهرني المدير قهر!!!،
    باقي بس يطلع أصوات عشان يكمل الرعب!!،
    أستاذ خله يسوي كذا على جنونه بس المهم ما يضرب!!،
    أنت مو ناقص وجع!،

    الناس أجناس!،
    وصراحة البعض ما يتأدب ويحسن سلوكه
    ليرتقي فوق فوق
    لذا حسن الخُلق له الرتبة العالية
    ربي ينولنا أياها
    يارب أحسن خُلقنا وخلقتنا وكملنا بالعقل والدين يا حي يا قيوم
    يارب العالمين،
    وصلى الله وسلم وبارك على النبي الحبيب محمد،
    الحمدلله الذي عافانا مما ابتلاهم به
    وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا
    الحمدلله رب العالمين,,

    زادك ربي من فضله أستاذ
    وأنار دربك بالتقى
    موضوع فيه المتعة والفائدة
    جميل أسلوباً وكتابةً وفكرا
    بوركت يارب
    في حفظ المولى،،

    ~

    الأخت الكريمة
    حينما تغيب مراقبة الله تعالى من القلوب يتحول الناس وحوشًا لا همَّ لهم سوى ملء جيوبهم ولو على حساب ما يطعمونه الآخرين ويسقونهم إياه، وللأسف.
    أما تلك الأخت فلم أجد لحكايتها حلًا!
    وأخي من فعل بي ذلك، أما ما فعلته معه في البيت فلا أعلم! ولا أتوقع أنني فعلت شيئًا! كنا نتقاتل بالأيادي أحيانًا، لكن كنوع من التمرين لي لا أكثر! فهو أقوى مني جسديًا رغم أنه لا يكبرني بكثير، لكنه كان يقدر على أن يحملني بيد واحدة ويمشي!
    أعانكِ الله على الناس وأذاهم وأعاننا جميعًا...
    وطارد الصرصور أعتبره إنسانًا معجزة! أنا عن نفسي أقرف من الصرصور كل القرف، (لا أخافه طبعًا، لكن الاشمئزاز منه كبير)، وكذلك الفأر أشمئز منه كثيرًا، ولا أفهم مشاعر الفرحة في الذي لحق بالفأر حتى يمسك به، ولا كيف تجرأ على حمله!
    أما المدير فلقد ذقت ضربته مرة لاحقة وكان يريد الاطمئنان عني أنني لست بمريض رغم أن أمي _ رحمها الله _ أتت بنفسها لتأخذني إلى البيت لأنني كنت مريضًا قبل ذلك، وبذلك حصلت على إبداعه المزدوج هذا، لم أَنْجُ من أي إبداع منهما!
    لدعائكِ الطيب نقول آمين يا رب، وجزاكِ الله خير الجزاء لما تكرمتِ به علينا من الدعاء، بارك الله بكِ ولكِ وحفظكِ من كل سوء.


  8. #7


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: شيء من القرف! (عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Moroboshi Dai مشاهدة المشاركة



    أستاذ عمرالساعة الرابعة عصرا حسب توقيت تونس في هذه القيلولة الصيفية كان مزاجي يتوق لبعض من التُحف الأدبية السريعة
    لطبيعة الفصل والطقس لكن رغم تنبيهكم إلا أني أصررت على القراءة وياليتني ما قرأت ^^
    طبعا المحور صعب التحدث فيه للذائقة الجماعية ^^فالقرف تعبير فطري لما تعافه النفس لكن يبقى موضوعا من جملة المواضيع التي تُسيل الحبر الكثير ونستنبط منها بعض طبائع البشر
    شدني الطرح الأول نستطيع أن نأوله بتأويل آخر غير التبرك لكن إيجابي في إحدى جوانبه..
    //

    هذه الأشياء التي تشعرنا بالتقزز والإشمئزاز ظواهر موجودة وماأكثرها في مجتمعاتنا ،أي نعم تختلف من مجتمع لآخر ومن بيئة لأُخرى


    لو شئتم أستاذ أُدْلي بِدَلوي ^^
    وأنا أقرء لكم تذكرت مطلع أغنية في جنريك المسلسل السوري الرائع "يوميات مدير عام "والتي مطلعها عشنا وياما حنشوف عُوجا والطابق مكشوف




    ***

    على الهامش

    *بمناسبة البامية ( نسميها عدنا القناوية GNAWIYA* القاف هنا مثل ما ننطق جاتو Gateau ) والملوخية قطعا نحن نطبخهما في تونس بشكل مُغاير تماما كما هو في المشرق وهما من ألذ الطبخات البامية نطبخها في الصيف وهي باهضة الثمن والملوخية تطبخ في الغالب في الأعياد ووفق العادات والتقاليد بحلول السنة الهجرية فألا ، وكذا الشأن عندما نسكن بيتا جديدا

    دام قلمك يُتحفنا


    أهلًا بالصديق العزيز
    أتمنى أن أعرف التأويل الإيجابي في الطرح الأول
    وأتمنى بحق أن تدلي بدلوك في كل ما تحب وترغب
    وسأكون لك من الشاكرين أخي
    يوميات مدير عام يستحق ما ناله من الشهرة والنجاح، وأغنيته معبرة فعلًا عن الواقع المرير...
    البامية لا تتميز من سواها، قد يرتفع ثمنها لكن تزامنًا وارتفاع أثمان سواها، وهي أكلة شتوية لدينا أكثر من الصيف.
    أما الملوخية فلا ترتبط عندنا بأية مناسبة ولا أي عيد، وتُعتَبَر أكلة خفيفة هينة الإعداد، ورما تُطبخَ
    إذا لم يكن لدى سيدة الدار وقت كافٍ لإعداد طبخة أخرى...
    بارك الله بك صديقي، وأنتظر أن تدلي بدلوك بفارغ الصبر


  9. #8

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: شيء من القرف! (عمر قزيحة)



    هناك قولة مشهور للفيلسوف "الملكي" توماس هوبس في كتابه "في المواطن" حيث يقول : "الإنسان ذئب للإنسان" مبرزا شرانية الإنسان وعدوانيته تجاه بني جنسه وهذا واقع محسوس ملموس
    من هنا تتولد العلاقة المتوجسة فالأخت في نظري تكون السبّاقة في قضم السندويشة للتيقن من سلامة الطعام فهو عمل إستباقي للمعاينة هذا تأويلي أستاذ عمر والله أعلم.
    ***
    طبائع البشر تختلف من مجتع لآخر وهذه الظواهر الغريبة والعجيبة هناك من يتفنن فيها وأنا بدوري أستعير منكم أستاذ عمر التحذير قبل القراءة :
    أبدأ بمرحلة الطفولة تحديدا السنوات الأولى من الإبتدائي كانت بعض عائلات القرى المتاخمة لمدينتي ترسل أطفالها من على بعد 3 كيلمترات للدراسة يأتون حٌفاة بمبلابس رثة لفقرهم وكان أغلبهم كثير الزكام والإنفلونزا فترى أحدهم يضع سبابته في منخريه ثم يخرج أكرمكم الله الثر ويضعه في فيه يتذوقه وربما إبتلعه!! ومنهم من يلعق بلسانه مباشرة مايخرج من أنفه ومنّا من كان يرى هذا ويقلده !!
    في تونس الإنسان الأكول النهم نسميه "مخماخ" بعض من أقاربنا كانت فيه هذه الصفه لآ يترك شيء إلا وأكله كان ولا يزال (وقد ناهز السبعين من عمره) يأكل كل مافي السمكة ماعدا الشوك طبعا وكانت لحظة تحبس فيها الأنفس عندما يأكل رأس السمكة كان يزعم أن مخ السمك يساعد على الذكاء
    و بهذا القدر كفاية

    ***

    البامية والملوخية عندنا شكل آخر صراحة ،البامية* سعر 100 جرام 15 دولار الملوخية* قديما تطبخ على تنور صغير نسميه كانون* ويستمر الطبخ لنصف يوم
    جرب أكلاتنا أستاذ الوصفات موجودة في اليوتوب
    دمت بود

    ******

    البامية*








    الملوخية*





    كانون*


  10. #9

    الصورة الرمزية بوح القلم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المـشـــاركــات
    3,354
    الــــدولــــــــة
    كندا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: شيء من القرف! (عمر قزيحة)

    لي عودة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    تسحبها أخته لتقضم منها قضمة كبيرة، وتعيدها إليه!
    آه لا تذكرها لطفًا! فأنا أعاني منها كثيرًا ><"

    فقريبتي تفعلها على الدوام ولذلك يرفض شقيقها الصغير أن تعدها لها

    ويطلب مني أن أعدها بدلًا عنها ويحق لي أن أقلب المثل فأقول فوائد قوم عند قوم مصائب
    وتلك المساعدة (القيمة) تتمثل في أنها تضع اللقمة في فمها وتمضغها (له)، ثم تعطيه إياها ليأكلها
    يا ويلي أقشعر بدني

    أذكر مرة رأيت ابنة خالتي تطعم طفلها وعندما يسيل طعامه من فمه... تخيل ماذا تفعل!

    تمسحه بإصبعها ثم تلعقه، أشعر بالغثيان كلما تذكرتها!
    (فهمت، فهمت، أنت لن تشرب قبل أن يشرب المدير، ليت كل التلاميذ مثلك)
    أشعر بصدمتك

    وقبل أن أحاول الرد، حمل حضرته الإبريق ووضعه على فمه مباشرة، وانطلق يشرب بسرعة كبيرة وهو يعيد رأسه إلى الخلف ويمده إلى الأمام، وأنا أرى مذعورًا الماء يدخل فم المدير ويرتد في الإبريق! والأسوأ أن المدير ناولني الإبريق بعدها قائلًا لي: (اشرب)!

    صحتين ^^

    شعرت حقيقة بأنني على وشك التقيؤ، ومن المؤكد أنني لم أمد يدي لأحمل الإبريق، بل وضعت حبة الإسبرين في فمي وأخذت أمضغها، لأفاجأ بعلامات الاشمئزاز تعلو وجه المدير، وبهتافه المستنكر الذي كاد يرج المدرسة: (ماذا تفعل؟ هذا إسبرين! يعني هذا دواء! دواء! وليس حبة ملبس)!

    يا للمسكين ><"

    تجاهلت الرد، وغادرت الإدارة لأرجع إلى الصف، والمدير ما يزال يكرر هتافه المستنكر، وأنا أشعر بقرف مزدوج، ولا أدري أيهما الأسوأ حقيقة، هذا الطعم المقرف في فمي، أم ما رأته عيني!!

    كما يقول المثل عندنا "شجابرك على المر؟ غير الأمرّ منه"

    فتحت فمي وأخذ يصب الماء فيه بطريقة عجيبة، كأن بينه وبين الماء عداوة جعلته يقسم على الخلاص منه بأسرع وقت ممكن!
    رفعت يدي وأنا أحس بأنني سأختنق، لكنه لم يتوقف، ولم يبالِ بأصوات الغرغرة التي تصدر من فمي رغم اندلاق الماء فيه بسرعة فائقة، ولا أعرف ما حصل بعدها

    وما كادوا يغادرون حتى فتح قريبي الحمام، لأتراجع مشمئزًا من منظره، والشوكولا تملأ وجهه، حتى لم أعد أعرف هل أنفه أسود أساسًا أم لا! لقد كان يلتهم الشوكولا في الحمام وبمنتهى الحماسة والتلذذ، وذلك ليدبر (مقلبًا ظريفًا)

    مقالب الطفولة ممتعة حقًا رغم شقاوتها ^_^ أتخيل الأن كيف تتمازحون بها

    لو أنه رأى ما رأيته من العامل نفسه، في أكثر من مناسبة، فَمَرَّةً ملأ وعاء بالماء، وأخذ يغمس به الجزر، يحمل الجزرة الملوثة بالتراب والغبار ليغسمها في الماء ويعصرها، ويحمل الثانية ويغمسها في الماء الملوث بما سال فيه من الجزرة الأولى، ويعصرها

    هذه مشكلة بالفعل قربنا أيضًا بقال يبيع الخضراوات فجل وبقدونس وكراث وما إلى ذلك،

    وبالقرب منه منزل فيه (مزريب) -شيء يشبه أنبوب المجاري يوضع على سطح البيت لصرف مياه المطر التي على السطح أو عندما يغسل السجاد وغيره-

    أتعلم ماذا يفعل كي ينعشها ويحافظ على نضارتها؟

    يضعها تحت ذاك ((المزريب)) ليصب فوقها من تلك المياه التي لا يعلم إلا الله أي قذارة جرفت معها!

    ليحمل كمية كبيرة من الأرغفة ويضعها فوق طاولة ما محاولًا فصلها من بعضها، وإذ لم يستطع، مد لسانه ليلحس به أصابعه، ويمسك بالأرغفة ليفصلها!

    رأيت من يفعل هذا مع النقود لكن مع الخبز! ياللهول

    وهناك عادة أخرى لبائعي الخبز عندما يريد فتح الكيس ليضع فيه الخبز، ينفخ فيه!

    ولكن من يتلاعب بأرزاق الناس وطعامهم ليتصرف بهذه الطريقة المقرفة، أعتقد أنه يجب أن يدخل السجن ليمضي فيه عدة سنوات، لعله يتربى على فعلته، هذا لو تربى فعلًا، ولم يخرج وقد بات القرف ملازمًا له في كل تصرفاته، عندها لن نملك إلا أن نغمض أعيننا وذاكرتنا إذا أردنا الأكل من أي مكان كان، أو لنبقَ جائعين حتى يتوفانا الله تعالى!

    إذن ما رأيك بهذه: شخص يصنع المخلل في براميل كبيرة وذات يوم جاءه ابن الجيران فقال: يا عم رمى شقيقي فردة الحذاء فوقعت في برميل المخلل

    فأخذ الرجل عصاه الطويلة وبدأ يبحث فوجد واحدة فقال أهذه هي؟ قال لا! فأخرج له ثلاثة حتى وجدها! وما خفي كان أعظم

    سلمك ربي وأسعدك سطور مؤنسة تنطق بالواقع استأنست بقراءتها .. ممتنة لك

    موربوشي يبدو أن طهي البامية عندنا تختلف عن التي عندكم!
    نحن نضيف لها الثوم لا البصل ونطبخها مع لحم الضأن أو البقر لا الدجاج وقبل كل هذا يجب أن نزيل قمعها
    وإن صادف وسهونا عن إحداها وتركناها دون إزالة القمع ووجدها أحدهم في صحنه يسكبه مباشرة !
    متطلباتكم أسهل منا سأجنس تونسي ^_^

  11. #10


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: شيء من القرف! (عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوح القلم مشاهدة المشاركة
    لي عودة
    ننتظرها أختي الكريمة

  12. #11


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: شيء من القرف! (عمر قزيحة)

    الأخت الكريمة جمون، سلمت يداكِ!

  13. #12


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: شيء من القرف! (عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Moroboshi Dai مشاهدة المشاركة


    هناك قولة مشهور للفيلسوف "الملكي" توماس هوبس في كتابه "في المواطن" حيث يقول : "الإنسان ذئب للإنسان" مبرزا شرانية الإنسان وعدوانيته تجاه بني جنسه وهذا واقع محسوس ملموس
    من هنا تتولد العلاقة المتوجسة فالأخت في نظري تكون السبّاقة في قضم السندويشة للتيقن من سلامة الطعام فهو عمل إستباقي للمعاينة هذا تأويلي أستاذ عمر والله أعلم.
    ***
    طبائع البشر تختلف من مجتع لآخر وهذه الظواهر الغريبة والعجيبة هناك من يتفنن فيها وأنا بدوري أستعير منكم أستاذ عمر التحذير قبل القراءة :
    أبدأ بمرحلة الطفولة تحديدا السنوات الأولى من الإبتدائي كانت بعض عائلات القرى المتاخمة لمدينتي ترسل أطفالها من على بعد 3 كيلمترات للدراسة يأتون حٌفاة بمبلابس رثة لفقرهم وكان أغلبهم كثير الزكام والإنفلونزا فترى أحدهم يضع سبابته في منخريه ثم يخرج أكرمكم الله الثر ويضعه في فيه يتذوقه وربما إبتلعه!! ومنهم من يلعق بلسانه مباشرة مايخرج من أنفه ومنّا من كان يرى هذا ويقلده !!
    في تونس الإنسان الأكول النهم نسميه "مخماخ" بعض من أقاربنا كانت فيه هذه الصفه لآ يترك شيء إلا وأكله كان ولا يزال (وقد ناهز السبعين من عمره) يأكل كل مافي السمكة ماعدا الشوك طبعا وكانت لحظة تحبس فيها الأنفس عندما يأكل رأس السمكة كان يزعم أن مخ السمك يساعد على الذكاء
    و بهذا القدر كفاية

    ***

    البامية والملوخية عندنا شكل آخر صراحة ،البامية* سعر 100 جرام 15 دولار الملوخية* قديما تطبخ على تنور صغير نسميه كانون* ويستمر الطبخ لنصف يوم
    جرب أكلاتنا أستاذ الوصفات موجودة في اليوتوب
    دمت بود

    ******

    البامية*

    https://i.imgur.com/0olznpf.jpg






    الملوخية*


    https://i.imgur.com/Vzge8uf.jpg


    كانون*

    https://i.imgur.com/68nFalm.jpg
    نعم ربما تكون الأخت تقضم السندويشة للتيقن من سلامة الطعام، وأخذت من ذلك عادة مستدامة لديها، لتقضم كل سندويشات إخوتها، وكما تفضلت أخي نقول (الله أعلم).
    هل تستغرب لو قلت لك إنني رأيت مثل هذه المناظر؟ أطفال فقراء وملابس رثة لكن أهلهم أغنياء، عادة يكون الأب مسافرًا يعمل في الخارج ويرسل الأموال إلى امرأته لتصرفها على نفسها، ملقية بأولادها في ملجأ الأيتام المجاني، كنا نرى بعضهم _ ربما لشدة جوعه _ يخرج من أنفه ويأكل، أو يلعق أحيانًا ما يخرج من أنفه بلسانه، لكن سائر الأولاد المرتاحين على وضعهم ما كانوا يفعلون شيئًا من هذه التصرفات نهائيًا.
    الإنسان الأكول النهم نسميه لدينا (شَرِه) أو (فجعان)، ولدينا من يأكل رأس السمكة، لكنه يخرج اللحم ويأكله بشكل عادي كسائر لحمها، وقد سمعنا من بعض كبار نساء قريتنا، ونحن أطفال، أن مخ السمك يفتح مخ الإنسان، أي يجعله أكثر تركيزًا، كما سمعنا من بعضهن أن رأس السمكة، وكذلك ذيلها، لو تم أكله فإن الإنسان يتسمم، وكنا نحتار ما بين الرأيين أيهما الصحيح، لكننا احتياطًا كنا نرمي بالرأس والذيل معًا...
    سعر البامية لديكم مرتفع بشكل كبير جدًا، ولكني لا أستطيع أن أجرب هذه الأكلات، فهي والملوخية من أشد الأعداء بالنسبة إليَّ!
    الكانون نسميه بالاسم ذاته، لكن أكثريتنا ربما لا تعرف هذا الاسم، فالاسم الأشهر لدينا له هو مَنْقَل، وكلمة كانون أخذناها من كبار السن عندنا قديمًا لكنها تكاد تندثر...
    دمت بكل الود أخي العزيز.


  14. #13


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,290
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: شيء من القرف! (عمر قزيحة)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوح القلم مشاهدة المشاركة

    الأخت الكريمة بوح القلم أشكر لكِ عودتكِ، كل الامتنان لكِ.
    آه لا تذكرها لطفًا! فأنا أعاني منها كثيرًا ><"

    فقريبتي تفعلها على الدوام ولذلك يرفض شقيقها الصغير أن تعدها لها

    ويطلب مني أن أعدها بدلًا عنها ويحق لي أن أقلب المثل فأقول فوائد قوم عند قوم مصائب
    لا ألوم شقيقها إطلاقًا، وأعانه الله، وأعانكِ على هذا العبء المستمر.


    يا ويلي أقشعر بدني :
    فكيف الحال بنا، ونحن نرى ذلك عيانًا!!

    أذكر مرة رأيت ابنة خالتي تطعم طفلها وعندما يسيل طعامه من فمه... تخيل ماذا تفعل!

    تمسحه بإصبعها ثم تلعقه، أشعر بالغثيان كلما تذكرتها!

    أتخيل هذا، وكنت أسمعه من بعض النساء لدينا في طفولتنا، أن فم الطفل طاهر غير نجس، لكن لو كان الطفل بنتًا، فإنهن يعتبرن أن ما يخرج من فمها نجسًا!!



    أشعر بصدمتك
    الله يسامح هذا المدير!



    صحتين ^^


    يا للمسكين ><"

    كان موقفًا قاسيًا، ومن بعدها لم أشتكِ المرض حتى لو كنتُ لا أستطيع رفع رأسي في المدرسة، خوفًا أن تتكرر مثل هذه الحادثة


    كما يقول المثل عندنا "شجابرك على المر؟ غير الأمرّ منه"

    المثل لدينا كذلك، ولكن بطريقة مختلفة قليلًا: (قال شو جابرك على المر؟ قال لهم الأمر منه)
    ونفصل الكلمتين (شو) وحدها، و(جابرك) وحدها.



    مقالب الطفولة ممتعة حقًا رغم شقاوتها ^_^ أتخيل الأن كيف تتمازحون بها


    لا أعرف هل كان أخي يقصد المقلب هنا أم أنه تحمس زيادة عن اللازم...
    لكن عظامي المسكينة هي التي دفعت الثمن للأسف!


    هذه مشكلة بالفعل قربنا أيضًا بقال يبيع الخضراوات فجل وبقدونس وكراث وما إلى ذلك،

    وبالقرب منه منزل فيه (مزريب) -شيء يشبه أنبوب المجاري يوضع على سطح البيت لصرف مياه المطر التي على السطح أو عندما يغسل السجاد وغيره-

    أتعلم ماذا يفعل كي ينعشها ويحافظ على نضارتها؟

    يضعها تحت ذاك ((المزريب)) ليصب فوقها من تلك المياه التي لا يعلم إلا الله أي قذارة جرفت معها!

    يبدو أن هذا البقال ذكي فعلًا!
    ملحوظة: الكلمة نفسها نستعملها لكن بالألف لا بالياء (مزراب)



    رأيت من يفعل هذا مع النقود لكن مع الخبز! ياللهول

    وهناك عادة أخرى لبائعي الخبز عندما يريد فتح الكيس ليضع فيه الخبز، ينفخ فيه!

    بعضهم يفعلها مع النقود الورقية، بحجة أنه يفعل ذلك كي لا تلتصق الأوراق ببعضها ويعدها بشكل خاطئ، لكني لم أستطع تقبل هذه الفكرة إطلاقًا...
    والحمد لله أنني لم أَرَ هذه العادة عند بائعي الخبز، وأتمنى ألا تكون موجودة عندهم لدينا كي لا أقاطع الخبز نهائيًا!

    إذن ما رأيك بهذه: شخص يصنع المخلل في براميل كبيرة وذات يوم جاءه ابن الجيران فقال: يا عم رمى شقيقي فردة الحذاء فوقعت في برميل المخلل

    فأخذ الرجل عصاه الطويلة وبدأ يبحث فوجد واحدة فقال أهذه هي؟ قال لا! فأخرج له ثلاثة حتى وجدها! وما خفي كان أعظم

    لا حول ولا قوة إلا بالله!!
    أعتقد أنه يجب غمس هذا الرجل في برميل المخلل عدة ساعات، حتى يعتزل المهنة بعدها!


    سلمك ربي وأسعدك سطور مؤنسة تنطق بالواقع استأنست بقراءتها .. ممتنة لك

    سلمكِ الله تعالى وأسعدكِ في الدارين
    كل الامتنان لكِ هذا المرور الطيب والمشرف.


    ملحوظة على هامش الرد:
    يبدو أن طريقة صنع البامية عندنا وعندكم هي نفسها، والله أعلم!
    إذ كنت أسمع أمي رحمها الله تطلب من أخواتي (تقميع) البامية، ولم أفكر في سؤالهن يومًا
    ما معنى (تقميعها)، بما أنني لا أطيقها ولا أذوقها...
    ولكنْ، أخيرًا فهمت ماذا يعني (تقميعها)!!


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...