اللصوص!

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: اللصوص!

مشاهدة المواضيع

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,307
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي اللصوص!

    حالة من التوتر عصفت بنفس صبحي، فأمسك بيد مصطفى وهو يرتجف، فسأله الأخير بدهشة تمتزج بحنق:
    _ ماذا هناك؟!
    ازداد ارتجاف صبحي، فهتف مصطفى بغضب:
    _ أتشعر بالخوف يا هذا؟!
    أجابه وهو يبتلع ريقه بصوت مسموع:
    _ إنها المرة الأولى.
    صاح مصطفى:
    _ اُصمت أيها الجبان، لم انضممت إلينا، إذًا، ما دمتَ بهذا الخوف؟!
    تدخل عماد قائلًا:
    _ يمكنك الانسحاب يا صبحي إذا أردت.
    شعر مصطفى بالدهشة، أما صبحي فهتف بلهفة وسعادة:
    _ حقًا؟!
    أجاب عماد بصرامة غاضبة:
    _ نعم يا صبحي، انصرف الآن، ولكنك لن تأخذ شيئًا من المال الذي سنسرقه، ولن تستطيع أن ترد شيئًا من ديونك، وسيكون السجن نصيبك.
    ارتعد صبحي من قمة رأسه حتى أخمص قدميه، وهو يواصل سيره مع اللصين، وأخذ يلعن ذلك اليوم الذي اضطر فيه إلى الاستدانة، وتراكمت الديون عليه حتى وجد نفسه يمشي مع اللصوص، ولكن لم يكن أمامه بديل، و...

    _ لقد وصلنا.
    ارتجف صبحي، وسرت في جسده قشعريرة باردة، وامتلأت نفسه بالرهبة، وهو يحدق في ذلك المبنى الكئيب الذي قرروا سرقته، وقبل أن يتحرك عماد أو مصطفى، أسرع صبحي يقول:
    _ مهلًا، ماذا لو كنا مخطئين؟! لقد رسم لنا الزعيم خريطة، ولكن ماذا لو...
    قاطعه مصطفى:
    _ اُصمت أيها الجبان!
    وأضاف عماد بصرامة:
    _ نحن محترفون.
    وقبل أن ينطق صبحي بحرف واحد، أسرع الاثنان يتسلقان السور، ويقفزان في الباحة، وتبعهما صبحي مرغمًا، وما كادت أقدام الثلاثة تخطو إلى ساحة المبنى، حتى قهقه عماد ومصطفى ضاحكين، وتنهد صبحي في شيء من الارتياح، بعد أن زال عنه بعض من توتره، ولكن هذا التوتر عاد إليه أضعافًا مضاعفة مع صفارات الإنذار التي دوت في المكان، وأخذ يعدو في رعب هائل مع زميليه، والكلاب المتوحشة تطاردهم بشراسة، ثم غمرت الأضواء وجوههم تمامًا، فأخذوا يصرخون معلنين استسلامهم، ولم يصدق أحدهم أن الكلاب قد توقفت عن ملاحقتهم حينما ارتفع صوت يزجرها، وأداروا عيونهم لينظروا إلى صاحب الصوت، وانطلقت من حلوقهم شهقات مذهولة، فقد كانوا محاطين بالعشرات من الـ... الجنود!!

    _ يا لكم من أغبياء!
    قالها الضابط ساخرًا، وهو يدير عينيه في وجوههم قبل أن يتابع:
    _ ألم تجدوا أفضل من هذا المكان لتقتحموه؟! سكانه يتمنون الخروج منه، وأنتم تسعون جاهدين للدخول!!
    تمتم مصطفى بصوت أقرب إلى البكاء:
    _ ولماذا؟! ما هذا المكان؟!
    أجابه الضابط بغضب:
    _ إنه السجن.
    شهق مصطفى وعماد في هلع، أما صبحي فقد انفجر ضاحكًا في تهكم...
    ذلك لأنه لو لم يأتِ معهما إلى هنا لدخل السجن...
    وحينما أتى معهما، لم يكن يدري أنه إنما هو ذاهب إلى السجن كذلك!!
    صحيح أنه لو قبض عليه، فإنه سيدخل السجن بسبب السرقة...
    أما أن يدخل، وبملء إرادته، إلى السجن، وليسرق!!
    فهذا ما لم يكن في الحسبان!!
    ومع هذه المفارقة...
    ورغم دقَّة الموقف...
    لم يتمالك صبحي نفسه من الضحك...
    وسط النظرات المدهوشة.

    عمر قزيحه
    مما كتبته عام 1998م



    ملحوظة:
    شكرًا من القلب لمن سأل عني في الأيام الماضية
    وإن شاء الله أتابع مواضيعي الأخرى قريبًا، وعلى الله الاتكال.

  2. 3 أعضاء شكروا أ. عمر على هذا الموضوع المفيد:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...