[[بانتظارك ايها الصيف]]

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 6 من 6

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية Dony omino

    تاريخ التسجيل
    Aug 2015
    المـشـــاركــات
    174
    الــــدولــــــــة
    أمريكا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي [[بانتظارك ايها الصيف]]


    كان يا مكان
    طفلة صغيرة
    لم تعرف الالام
    لانها تمسكت باحلام
    نفخت الحياة في عالمها
    الذي مات قبل ان تفتح عينيها للحياة.

    شرقت الشمس ذات يوم على مدينتها اخر مرة، استيقظت الفتاة ذات الثانية عشر مع نهوض العصافير. جلست قبل نافذتها ترقب الشمس تشرق والليل ينثني. استنشقت الهواء النقي وشكرت ربها انها مرة اخرى، رات جمال هذه الدنيا.
    حان الظهر والشمس امتدت على التراب وكانه ذهب وفضة يشع ويلمع. الدفء والنور اعطا تلك الفتاة الشعور بالامان. لقد بدا لها ان الشمس والارض
    كانهما وطن دافء . فالبلد الذي عاشت به فشل ان يكون وطن لها. فهي لم تنتمي اليه والى ناسه ابدا. منذ صغرها، شعرت الفتاة بانها مختلفة عن الجميع، لم يكن لديها اصحاب ولا رفيق، فقد خاف جميع الاطفال منها. مع مرور الزمان، كرهت الطفلة المدرسة كرها جما فلم تعد تذهب الى المدرسة بعد المرحلة الاساسية. احبت الطفلة الصيف حبا لن يستطيع احد ان يدونه على ورقة او يصفه باي كلمات. الصيف لها كان كبيت دافء و سلام. كانت في الصيف هي اسعد طفلة، ضحكاتها ملات الفضاء بالحب والسعادة.
    عندما كبرت الفتاة وصارت في العاشرة من عمرها، ولعت الحرب في ذاك البلد. لم تعد تستيقظ تلك الفتاة مع زقزقة العصافير بل صارت تستيقظ مع صرير الطلقات و اصوات المفجرات. رات الدماء ورات الموت من حولها. لم يعد الصيف كما كان. فمدينتها اللتي كانت الشمس تشرق من فوقها على كل حتة صغيرة، تغطت بالدخان والدمار. لم بعد هناك مدينة، ما تبقى كان بقايا المنازل وصرخات الاطفال المشردين. ثلاث سنوات مضت على هذا الحال. ورغم هذه الاحوال، لم يتمكن الحزن ان يصل لقلبها . فهي ظلت تلك الفتاة السعيدة . كانت تلك الطفلة قوية و جريئة، ما تركت للوحدة ان تاثر بها. لم يكن لديها اي صديق، لكنها اكتفت بوجودها ووجود الشمس والصيف.
    عندما كبرت وصارت في الثالثة عشر، سافرت الطفلة وعائلتها الى بلد اخر. بلد جميل حيث شعرت بانها جزء منه ، بلد حيث شرقت الشمس فيه كل يوم على طول السنة. لم يكن للبرد والمطر مكان هناك. سنة مرت والفتاة كانت اسعد طفلة. احبت الحياة ونسيت كل الظلمة والعتمة اللتي رات في الماضي. ظلت الفتاة تتنقل من بلد الى اخر بحثا عن عمل و مال. حتى ذهب بها الزمان الى بلد غريبة، بارد و تعيس. وها هي الان تلك الفتاة، ذات التاسعة عشر، تشعر ببرد قارص بداخلها ، وفراغ اسود في قلبها. تتنتظر من دون كلل، وصول فصل الصيف.


  2. 4 أعضاء شكروا Dony omino على هذا الموضوع المفيد:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...