أنجح الراسبين! (حكاية من ومضات الواقع) بقلمي د. عمر قزيحه

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,305
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي أنجح الراسبين! (حكاية من ومضات الواقع) بقلمي د. عمر قزيحه

    أنجحُ الراسبين!
    حكايةُ اليومِ حكايةُ سيزار، حكايةُ فتًى في نهاية المرحلة الابتدائيَّة، قصَّةُ ولدٍ بين التاسعة من عمرِهِ والعاشرةِ، كان صبيًّا غريبًا انضمَّ إلى مدرستنا، ونحن الآن قد تجاوزنا منتصف الثمانينات، لكنَّ بلدَنا ما يزال يحبو محاولًا أن يصل إلى بعض التطوُّر، فخطوط الهاتف العاديَّة يمتلكها القليلون جدًّا، أمَّا الهواتف الخلويَّة فلا يحملها سوى الأثرياءِ الذين بالأموال يلعبون، ومنها في كلِّ لحظةٍ ما شاؤوا يغرفون!
    حكايةُ اليومِ عن هذا الفتى الذي أثار فضولَنَا بادئَ الأمرِ لأنَّه غريب عنَّا، في لهجتِهِ وتصرُّفاتِهِ، ولأنَّه لا يبالي بشيءٍ كأنَّما هو تمثال تنكَّر في محاولةٍ لخداعِنَا، فدائمًا ما كانت علامتُهُ صفرًا في كلِّ شيءٍ، ومعَ كلِّ تقييمٍ ينالُهُ، سواءً كتابيًّا كان أم شفهيًّا، تأكل العصا من يَدَي سيزار في شراهةٍ وعنفٍ، ينتفضُ لهما الفتى في ألمٍ وغضبٍ، لكنَّه لا يفكِّر في أن يدرسَ أبدًا، بل وكان كثيرَ الغيابِ، إلى حدِّ أنَّنَا – على نجاحِنَا ورسوبِهِ – كنَّا على ذلك نحسدُهُ، خاصَّةً في أيَّامِ الشتاءِ الباردةِ، إذ النسيمُ فيها ريحٌ عاصفةٌ، فكيف حالُنَا إذ تَهُبُّ الرياحُ الروامسُ!!
    وكان سيزار يسوِّغ الغيابَ كلَّ مرَّةٍ باكيًا بكاءً مريرًا يقطع نِيَاطَ القلوبِ والأفئدةِ، فهذِهِ الأيَّام الثلاثة التي تغيَّب فيها، لأنَّ عمَّه قد مات، وذاك اليومان اللذانِ تغيَّب فيهما، فإنَّما ذلك لأنَّ ابن عمِّهِ الذي يحبُّهُ كأخيهِ قد مات، وتلك الأيَّام العشرة التي غابها، فلأنَّه لوفاةِ أمِّه قد انهارَ، ومن بكائِهِ عليها ارتفعَتْ حرارتُهُ حتَّى أحضروا له الطبيب، وانشغلوا بمرضِهِ عن جنازِهِ أمِّهِ!
    وفي إيجازٍ هنا، كلُّ أسباب غياب سيزار ومسوِّغاته، ترجع إلى سببٍ وحيدٍ، وهو الموت، على أنَّنَا استغربْنَا كثرة أعمامِه وأخوالِه، حتَّى كأنَّهم قبيلة لا عائلة! بل وإنَّنا نذكُرُ جيِّدًا أنَّه ذَكَرَ وفاة أمِّهِ الحبيبة سببًا أكثر من مرَّةٍ، فلئن كان عنده بدل العمِّ سبعة، فهل لَهُ أمَّانِ اثنتانِ، أم ماذا يا تُرَى!!
    أمَّا مديرنا العزيز، فلم نكن نراه إلَّا في يوم توزيع العلامات فحسب، أي مرَّة كلَّ أربعةِ أسابيع! وربَّما هذا كي لا نشتاق إليه مثلًا؟ لا نعلم! لكنَّنَا نعلم أنَّه كان يمسح بكرامة سيزار الأرض، ويصِفُهُ بأوصافِ الحيواناتِ، وهو يذكر علامته الرهيبة التي جمعها في كلِّ الموادِّ مجتمعةً، ولا تتعدَّى في أفضل أحوالها: 8/240 علامة! غير أنَّ ذلك اليوم حمل إلينا تطوُّرًا غريبًا أضحكَنَا، واليوم التالي حمل إلينا تطوُّرًا آخر أضحكَ رفاقي، وآلمني!
    دخل مديرنا العزيز الحصَّة الأخيرة، وفي يديْهِ أوراق العلامات، نظر المدير إلى الاسم الأوَّل، واتَّسعَتْ عيناه ذهولًا، وظلَّ ساكتًا لحظاتٍ كأنَّما أصِيْبَ بصدمة، ثمَّ هتف في حماسة مباغتة، يمتدح سيزار المذهل، سيزار المجتهد، سيزار الذكي، سيزار الذي وضعنا جميعًا (في جَيْبِهِ الصغير)، وتفوَّق علينا كلَّنا، رغم ظروفِهِ الأليمةِ هذه، كنَّا إلى مديرنا في ذهولٍ نستمع، وسيزار في سعادةٍ هائلةٍ يبتسم!
    وأكَّد المدير لسيزار أنَّ مَن يقول له غبي هو الغبي، ومن يقول له إنَّه حمار فهو الحمار، ثمَّ آن الأوان، سنستلم العلامات، وغنيٌّ عن القول إنَّ من تعوَّدوا نيل المراكز الثلاثة الأولى قد أغرقوا بكاءً، وسيزار لهم يمدُّ اللسان شامتًا، وفتح المدير ورقة سيزار صائحًا في انفعال رهيب:
    _ الأوَّل، كما قلنا، سيزار، وقد جمعَ، جمعَ، تخيَّلوا كم جمَعَ وحاولوا أن تكونوا مثلَهُ، لقد جَمَعَ ستَّ علاماتٍ فحسب ورسبَ على مئةٍ وأربعِ عشرةَ علامةٍ فحسب!
    جمدَ جميعُنَا ذهولًا، وساد الصمت لحظاتٍ، لم يعكِّر صَفْوَهُ إلَّا صَيْحَةُ سيزار المصعوق: آآآآآآآه؟؟ ثمَّ تفجَّرتِ الضحكات الشامتة، والمدير لا يفهم كيف الأوَّل في الناجحين يجمع ستَّ علاماتٍ فحسب؟ لكنَّه تابع ذاكرً اسم الثاني في (الناجحين)، مؤكِّدًا أنَّه (رسب) على خمسين علامةً لا أكثر! أمَّا الثالث في ترتيب (أوائل من نَجَح) فهذا (لم يرسب إلَّا) على خمسٍ وثلاثينَ علامةً، (فقط)!
    ورغم أنَّنَا انتبَهْنَا إلى الأمر، إلَّا أنَّ المدير صرخ في وجوهنا غاضبًا، يسألنا ألا نستحي على دمائنا؟ الأوَّل في (الناجحينَ) فينا (راسب)؟ وكذلك الثاني والثالث والرابع؟ ثمَّ بدا لنا أنَّه قد (فهم) خطأه، و(استوعب) الزلل، حينما قَلَبَ الأوراق لينظر في آخرها، لكنَّه صرخ بعدها، ووجهه يشتعل غيظًا:
    _ حتَّى أنتَ يا أحمد؟ أنتَ الذي كنْتَ دائمًا الأوَّل في الناجحين، (تنجح) اليوم آخر (الراسبين)! معدَّل نجاحكِ مئتانِ وعشرون علامةً، أي أنَّك نجحْتَ على مئةِ علامةٍ يا أحمقَ!
    ارتفعتِ ضحكاتُنا خلا سيزار، وحدَهُ جَمَعَ الضحك والبكاء في آنٍ واحدٍ! وانصرف المدير وهو يَسُبُّنا جميعًا، لأنَّ الأوَّل في الناجحِينَ راسب، ولأنَّ الناجح المميَّز هو الأخير في الراسبين، وبالتالي رسبنا كلُّنا حتَّى من فينا قد نجح! ولكنْ، هل المصائب تأتي فرادى؟ لا أظنُّ ذلك، فالمثل السائر نعلمُهُ ونحفظُهُ، إذ سمِعْنَاهُ كثيرًا وطويلًا: "المصائبُ لا تأتي فرادى"!
    في اليوم التالي، وصل سيزار في سيَّارة الأجرة إلى منطقتنا، ولسببٍ منَ الأسبابِ، لم يطلب والده من السائق الانصراف، بل نزل على غير عادتِهِ منَ السيَّارة ليشتري شيئًا ما، وتأفَّف من الزحام، هو أخبر السائق أنَّه لن يتأخَّر، لكنْ يبدو أنَّه سيتأخَّر! والسائق لم يستطع البقاء بسيَّارته وسط الشارع، فتقدَّم بها ثم تراجع قليلًا ليتوقَّف بها قرب الرصيف تمامًا، وما كاد والد سيزار يرجع إلى السيَّارة ويركب في المقعد الأمامي كعادتِهِ، ويتحرَّك السائق بها مترًا واحدًا، حتَّى فُتِح بابها الخلفي، لِيَدْلُفَ إليها سيزار، غيرَ مُنْتَبِهٍ إلى أنَّها السيَّارة نفسها التي وصل فيها منذ قليل، وغيرَ مُنْتَبِهٍ إلى والدِهِ في المقعد الأمامي!
    غمز الأب للسائق مشيرًا إليه بأن يسكت، وامتثل الرجل للأمر، طلب سيزار من السائق أن يتابع به إلى بداية المدينة، ونزل هناك، يتبعُهُ والدُهُ الدهِشُ ممَّا يحدث، لِيُفَاجَأَ بعدَ ذلك بولدِهِ يجلس على الأرض، هاتفًا بأعلى صوتِهِ:
    _ "من مال الله يا محسنين، من مال الله يا محسنين، صدقة لهذا الولد اليتيم المسكين"!!
    وجُنَّ الأب، اقترب من ابنه في غضب، والأخير إلى ما يحدث مِن حولِهِ ما انتَبَه! أحسَّ بِظِلٍّ ما فوقَهُ، فَمَدَّ يَدَه قائلًا بِصَوتٍ باكٍ:
    _ "تحنَّنْ عليَّ ببعضِ المال، فإنِّي لم أذقِ الطعام منذ يومَينِ"!
    أمسكَهُ والدَهُ منَ القميص، ورفعَهُ رغمًا عنه لِيَجُرَّه خلفَهُ، وقد انتبه سيزار هنا إلى حقيقةِ الموقف! أخذ يبكي ويرجو والده مؤكِّدًا له بأنَّه لن يعيدَها، لكنَّ الأخير عاد به إلى سيَّارة الأجرة، ومنها إلى منطقتنا، ثمَّ إلى المدرسة، ليدخل ونحن في الحصَّة الأولى قد بدأنا، لكنَّها كانت حصَّة الألعاب الرياضيَّة، لذا كان لنا أن نشاهد المأساة، طلب الأب من الناظر أن يعطيَه العصا الغليظة التي معَهُ، وأخذ يضرب ابنَه بها على مؤخِّرته في عنف، سائلًا إيَّاه إن كانت هذه الصدقة تعجبُهُ؟ لا، يبدو أنَّها لا تعجبك يا ولدي! إذًا خذ هذه، وهذه، وتذوَّق هذه، وأبدِ رأيكَ في هذه، ومع كلِّ (هذه) ترنُّ الخشبة على جسد سيزار الذي يصرخ في جنون، ورفاقي في شماتةٍ يضحكون!
    ونظر إلينا الأب بعد أن أرهقَهُ الضرب، كأنَّه يريد أن يكلِّمَنا، أو ربَّما كان يتمنَّى أن يأكلَنَا! وهنا (أفاق) الناظر أخيرًا من سُبَاتِهِ، ليقول له إنَّ ابنَهُ دائمًا راسب، كثير الغياب، معزِّيًا الأب على كثرة الوفيات في عائلته، وعائلة امرأتِهِ، بل معزِّيًا إيَّاه على وفاة امرأتِهِ التي... وشهق الأب في ذهول، فكلُّ هذه الوفيات لم يسمع بها، امرأته بخير، وأهلها بخير، وأهله بخير!
    ورفع الأب يده بالخشبة مجدَّدًا، يأمر ابنه أن يفتح يديه بكلِّ قوَّةِ اتِّساعهما، متجاهلًا بكاءه وتعهُّداتِهِ، لكنَّه توقَّف قبل أن يضربَهُ بلحظاتٍ، ظنَّنَا أنَّ الرحمة قد وجدَتْ إليهِ سبيلًا، لكنَّما ظنُّنَا كان خطأ فادحًا، بل تذكَّر الأب هنا أن يسأل ابنَهُ أين حقيبتُهُ؟ وأجاب الابن بأنَّه يضعها مع ابن صاحب دكَّانٍ قريبٍ، ويستعيدها منه بعد أن ينهيَ عملَهُ في التسوُّل في المدينة، مقابل أن يعطيَه مبلغًا من المال، نظيرَ ذلك! وأهوى الرجل على يد ابنه بالعصا بضربةٍ رنَّانةٍ مدويَّةٍ، بكى لها الأخير، والرجل يسألنا في صوتٍ هادرٍ:
    _ "ألا يستحقُّ أن أضربَهُ؟؟ ألا يجب أن أربِّيَهُ"؟
    هتف بِهِ رفاقي مؤكِّدين كلامَهُ، وانتظرْتُ حتَّى انتهى هتافُهُم، لأقولَ لَهُ في حزمٍ إنَّ ابنَه لم يفشل إلَّا لأنَّك أنت فاشل! وإنَّ الذي يستحقُّ الضربَ هو أنتَ لا ابنُك! فابنُك رسب شهورًا خمسًا، وامتحان نصف السنة بينها، وأنتَ لم تسأل عنه ولا مرَّة؟ ولماذا تأتي إلى المدرسة لتسأل عنه؟ أعوذ بالله أن تعذِّب نفسَك في سبيل مصلحة ابنكِ! أنتَ من فشلْتَ قبلَهُ وفتحْتَ له أبواب الفشل كلَّها، ثمَّ تحاسبُهُ ولا أحدَ يحاسبُكَ! لو كنتَ تفهم فعلًا لأجبرْتَ ابنَكَ على أن يضربَكَ لا العكس! فأنتَ وحدَكَ من تستحقُّ الضرب، لا! بل معَكَ من يضعُ له الحقيبة عندَهُ كلَّ مرَّةٍ ليسهِّل له الفرار والتسوُّل...
    قلتُ كلماتي، والأب ينظر إليَّ مصعوقًا بِحَقٍّ! والناظر – أوَّل مرَّةٍ في حياتِهِ ربَّما – ينظر إلى تلميذٍ في إعجابٍ، لكنِّي لم أبالِ بنظرةِ الأب ولا الناظر حتَّى، فلقد أحزنني أمر آخر، كان أقسى في قلبي من كلِّ ما مضى، وعن نظرة سيزار أتحدَّث الآن، نظرة الامتنان العميقة التي لم أرَهَا سوى ثوانٍ قليلةٍ، أدار بعدها الأب جسدَ ابنَه بِيَدِهِ لِيَنْصَرِفَ به بعيدًا...
    ومن يومِهَا، لم أرَ سيزار قطُّ، ولم أعرف عن أخبارِهِ أيَّ شيءٍ كان...
    غير أنَّ في كياني ترتسم كلَّما تذكرتُه نظرةَ عينيْهِ الطفوليَّتَينِ!

    عمر قزيحه - 2022م.

  2. الأعضاء الذين يشكرون أ. عمر على هذا الموضوع:


  3. #2

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,622
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: أنجح الراسبين! (حكاية من ومضات الواقع) بقلمي د. عمر قزيحه

    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

    أهلًا أستاذ :"),

    شيء مؤلم صراحة :"(,
    تألمت لحال سيزار
    بس العيب مو فيه بل بـِ أباه
    حتى المدرسة غلط، المدير
    الأسرة هي الأساس في التربية ثم تتبعها المدرسة
    لكن للأسف ضيعوها
    كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
    ربي يعفُ عنا يارب ويلطف بنا
    باركك ربي أستاذ
    وزادك من فضله الشيء الكثير
    قصة واقعية فيها من الألم والوجع!
    ربي يصلح الأحوال

    في حفظ المولى،،

    ~

  4. #3


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,305
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: أنجح الراسبين! (حكاية من ومضات الواقع) بقلمي د. عمر قزيحه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

    أهلًا أستاذ :"),

    شيء مؤلم صراحة :"(,
    تألمت لحال سيزار
    بس العيب مو فيه بل بـِ أباه
    حتى المدرسة غلط، المدير
    الأسرة هي الأساس في التربية ثم تتبعها المدرسة
    لكن للأسف ضيعوها
    كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
    ربي يعفُ عنا يارب ويلطف بنا
    باركك ربي أستاذ
    وزادك من فضله الشيء الكثير
    قصة واقعية فيها من الألم والوجع!
    ربي يصلح الأحوال

    في حفظ المولى،،

    ~
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    كان فتى مسكينًا وكانت البيئة المدرسية لا تفهم إلا بالضرب على أنه الوسيلة الوحيدة للأسف
    حين تضيع التربية قد يتوحش المربي ليعوض النقص والضعف عنده في التربية الصحيحة
    حفظكم الله من كل سوء

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...