الصَّمت يتكلَّم!

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 3 من 3

مشاهدة المواضيع

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,307
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي الصَّمت يتكلَّم!

    الصَّمت يتكلَّم!
    (د. عمر قزيحه - من ديوان هبة "لهب الجليد")
    *********
    في عمقِ الآبارِ حكايةْ
    في غياباتها أسرارْ
    في قعرِ الآبارِ روايةْ
    أخفاها طيفُ الأغوارْ
    أمُّ الشوايل
    [1] كنايةْ
    عن فتاةٍ مثلِ الأقمارْ!
    ******
    يا أمَّ الشوايلِ أين الهوى؟
    أخبرينا عن الموتِ وما هوى!
    نظر إلى أمِّكِ وروحَهَا نوى
    أخْذَها فأَخَذَها في عالم النَّوى!
    ******
    وأبوكِ في بئرِ الجنِّ بكِ ألْقَى
    في ظلمائِهِ توهَّجَتِ الأنوار ألَقَا
    وهنالك ظلَلْتِ في الظلام
    وثعبانُ الموتِ يحميكِ
    وحيدةً بعيدةً عنِ الأنام
    وعقارب السُّمِّ ترويكِ!
    ******
    وجاءَ يومُ السَّعدِ
    وكان يومَ العيدْ
    الكلُّ يحتفلْ
    وأنتِ في مكانٍ بعيدْ
    جرحُكِ لن يندملْ
    أقريبٌ منكِ يومُ الوعيد؟
    ******
    ودَنَتِ الشَّمس نحوَ المغيب!
    ما هذا يا آمنة؟ هذا عجيبْ!
    رجلُ البياض الذي رعاكِ اختفى
    وجاء البطلْ
    نزل البئر في ثباتْ
    فأحيا الأملْ!
    ******
    إلى الحياة بكِ عادْ
    ستواجهِينَ أباكِ
    هذا يومُ المعادْ!
    وكان للقاضي يومَ التَّنادْ
    رأيتِ أباكِ فتحرَّك قلبُ الجمادْ!
    ******
    هذا مَنْ قَتْلَكِ ابتغى
    هذا مَنْ ظلَمَكِ يا آمنةُ
    هذا من عليكِ قد بغى
    لماذا حنانًا تبكين؟
    أنَّى لكِ عنه تعفين؟
    ******
    تُعيدينَ الأمل لمن بكِ
    قد ألقى في هاوية الهلاكْ!
    إنَّما قلبُكِ يا آمنة
    لم يكن قلبَ إنسٍ
    بل قلبَ ملاك!

    [1] أمُّ الشَّوايل: فتاة سودانيَّة، ماتت أمُّها وتزوَّج والدها، كرهتها امرأته كرهًا شديدًا، أوغرت صدر أبيها عليها حتَّى كرهها بدوره، وفي ذلك اليوم نامَتِ الفتاة، وهي ترعى الغنم فضاع بعضها، ضربها أبوها ضربًا مبرحًا، ثمَّ ألقاها في بئر عميقة، تبلغ المسافة بين فوهتها وقعرها ثمانية وثلاثين مترًا، والبئر تمتلئ بالثَّعابين والهوام، ويشيع بين أهل القبائل هناك أنَّها مسكونة بالجنِّ والعفاريت، وكان ذلك قبل رمضان بأربعة أيَّام، في آخر أيَّام رمضان تمَّ كشف الأمر، وأنقذَت أمُّ الشَّوايل من البئر فجر يوم العيد، وكان بقربها ثعبان سامٌّ، ووجدوا في شعرها عقارب سامَّة بعضها حي وبعضها ميت، وقالَتِ الفتاة إنَّ الثعبان كان يحميها! وإنَّ هناك رجلًا لباسُهُ أبيض كان يأتيها ببعض اللبن كلَّ يوم! وفي المحكمة عفَتِ الفتاة عن أبيها ولم تقبل أن توجِّه له أيَّ اتِّهامٍ كان، وطلبَت من القاضي تغيير اسمها إلى (آمنة) كما أوصاها الرجل الذي كان يأتيها باللبن في قعر البئر، وفق ما قالتْه هي طبعًا!

  2. الأعضاء الذين يشكرون أ. عمر على هذا الموضوع:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...