حكاية قبل النوم

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 3 من 3

مشاهدة المواضيع

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,307
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي حكاية قبل النوم

    حكاية قبل النوم! (د. عمر قزيحه)
    تعالَي أحكِي لكِ حكايةَ قبل النوم...
    أليسَ هذا ما تطلبين كلَّ يوم؟
    سألبِّي لكِ طلبَكِ يا أميرة القلب...
    سأحكي لكِ حكايتي!
    دعينا من حكايات الأطفال الخياليَّة...
    سأحكي لكِ عنِّي...
    لكن، ماذا؟
    أنتِ تحبِّين حكايا الأطفال؟
    وما الذي أحكيهِ لكِ إذًا؟
    أحببْتُكِ يا طفلتي مذ كنت طفلًا!
    تاقَت نفسي إلى الجنس الآخر...
    لا لأطلب السكينة عنده، ومنِّي...
    أهبُهُ المودَّة والرحمة فحسب، إنَّما...
    ذلك كان، لأجلِكِ أنتِ!
    لأجل أن تغادري عالم العدم...
    كي أرقب نموَّكِ كلَّ يوم...
    بل كلَّ لحظةٍ من لحظاتِ الزمان...
    كي تدمع عيني لألمِكِ...
    وتحلِّق روحي طائرة في أبعد فضاء...
    إذ تبتسمين!
    وتزوَّجْتُ يا طفلتي...
    وإليكِ سعيْتُ سعيًا كبيرًا
    إلى رؤيتِكِ سالَتِ الدموع...
    والدموع، الآن تسيل، إذ أذكر أمنيتي!
    لكنَّ الذئب الملعون غادر كهفه، فانطلق...
    في سيَّارة بلا وقود...
    تغذِّيها روح الشهوة الدمويَّة...
    في أعماقه...
    كنَّا على وشك خطوة أو أقلَّ، وأراكِ!
    لكنَّ قيد الزمان كان لنا بالمرصاد...
    يا صغيرتي!
    يا صغيرتي، إنِّي لكِ أحكي
    يا حبيبتي إنِّي لاسمِكِ أبكي
    وما من أحدٍ يحنو على روحي!
    أو يمسح دمعتي يا ابنتي...
    انتهت مباراة السيَّارة الزمانيَّة...
    مع الذئب المسعور، بانتصاره!
    خرجْتُ يا صغيرتي بدماء الهزيمة تنسال...
    وبآلام الجسد التي لا أبالي بها لحظة...
    كان الفشل يا طفلتي مريرًا...
    وانساب دم الدمع غزيرًا...
    لكنِّي على ربِّي توكَّلْت...
    في جولةٍ ثانيةٍ مضيْت...
    كلَّ جهدي لأجل عينيكِ أمضيْت...
    وحانَتْ لحظة قدومِكِ...
    ثمَّ تلاشَت سرابًا...
    وعدْتُ أسعى...
    جسدي يفنى...
    وأفتح أبوابا...
    أمسكي يدي يا ابنتي...
    لسْتُ أمنحكِ الأمان!
    ولا أعطيكِ الحنان...
    بل منكِ آخذهما!
    لقد كنَّا في غرفة مضيئة...
    وإذ ببشارة قدومِكِ إلى الدنيا...
    تتميَّز بخيوطٍ من ألقٍ أحمر!
    وارتجف القلب سعيدًا...
    ارتعد الجسد تأثُّرًا...
    وبكيْت يا ابنتي!
    سأراكِ!
    سأحضنكِ!
    ومرَّة أخرى يا صغيرتي...
    تهدر محرِّكات السيَّارة الزمانيَّة...
    تلك سيَّارة خفيَّة لا أحدَ يراها...
    وخلف المقود هذه المرَّة لم يكنِ الذئب...
    بل كانَتِ الأفعى بجلدها الفضِّيِّ الأسود!
    ولدغًتْكِ الأفعى لتنهيَ حياتَكِ...
    قبل أن تولدي!
    وكانَتِ الخسارة الثانية...
    والانهيار المرير...
    وانسحب الجسد مرغمًا منَ المعركة...
    بات الاستمرار محالًا...
    في سبيلِكِ، واجهْتُ أهوالا...
    فلا تحزني منِّي، ولا تغضبي...
    لم يَعُد يا صغيرتي في الجسد مزيد...
    لن أستطيع أن أبتدئ الكرَّة أو أُعيد...
    لقد متِّ يا ابنتي، ولم ترَي هذه الدنى!
    لقد...
    مهلًا!
    من أكلِّم أنا؟
    ومن أحتضن؟
    لمن أحكي حكايتي لينام؟
    من بكى يرجوني أن أفعل؟
    أأحتضن وسادتي، وأكلِّم نفسي لأحكيَ لها؟
    حكايةً سئمَتْها حتَّى الممات!!
    قد تلاشى وعينا بنا دقائق في هذا الزمان...
    وفارَتِ العاطفة الحبيسة في قلوبنا كبركان يتفجَّر...
    وفي هذه الدقائق المخفيَّة في مسارب الزمان الرهيبة...
    جئنا يا صغيرتي، بحكاية خياليَّة، منطقيَّة وواعية!
    بل، إنَّها أكثر الحكايا واقعيَّةً...
    في هذا الزمان!!
    10-12-2022
    4:50 دقيقة مساء

  2. الأعضاء الذين يشكرون أ. عمر على هذا الموضوع:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...