بكاء صامت
ابنتي صباحًا جاءت، تسألني قبل ذهابها ما أريد؟ إنه يوم من أيام الزمان العادية، بما فيها من ثوان تمضي ودقائق تجري، فكأن ساعات الزمان تسابق الزمان ذاته، ناسية أنها جزء بسيط من كيانه!
ابنتي صباحًا جاءت، مدَّت يدها، بيدي أمسكت، إلى شفتيها رفعت، في حنان قبَّلَت، ثمَّ لي في رجاء قالت: يا أبتِ لا تنسني من الدعاء!
من أمامي مضت، إلى مدرستها ذهبت، وروحي في لهفة انتظرت، هذا يوم النتيجة، يوم الفرحة يوم السعادة، لكن الخبر جاء، صدم الكيان، أبكى العيون، طفلتي رسبت! يا ابنتي هذا اختبار بسيط ضمن اختبارات الحياة المعقدة، فلا تحزني، سأنتظر رجوعها، سأحضنها لأمحو آلامها، سأمسح دمعتها، بل سأذهب إليها في مدرستها الآن، أأتركها تنتظر والآلامَ تعاني؟ لا يا عزيزتي! لا، فروحكِ أغلى عندي من الدنى بما فيها.
ذهبْتُ تركض بي خطا الحياة، وأمام مدرستها وجدتها تقف، الوجه شاحب، والعين تدمع، جريت نحوها، وعَدَت هي سريعًا، ومرَّت تلك السيارة مسرعة جدًا، ثوان في عمق الزمان كانت كافية لابنتي، كي تختفي إلى الأبد!
ابنتي! كان ظنُّكِ أن رسوبكِ في علامة المدرسة يحزنني؟
هو يحزنني لأنكِ حزينة، وإني بكِ لأفتخر دومًا...
إن قلبي بابتسامتكِ سعيد...
إن قلبي إلى روحكِ يشتاق...
وإن كياني ابتسامتَكِ الغائبة يحتضن!
د. عمر: 2023م.
الخاطرة خيالية