ممَّا كتبته الفترة الماضية، في بلاد الرافدين...



1- كرة لا تستحي!

هل نسيت تلك الأمسية؟
كانت ذرات الهواء تضرب بعضها في قتال بين الموت والحياة، تصرخ له الجمادات رعبًا...
هل نسيت تلك الآلام أو أنك تتناساها؟
لا، بل لعلك تكبت جراحك الدامية، وتتعالى عليها، وفي قلبك ما لا يعلمه أحد من العالمين!
هل نسيت تلك الأمسية؟
كانت مباراة الختام في انقسام حياتك قسمين، وكانت ضربة النهاية، فإما بداية جديدة من المعاناة المريحة والراحة المرهقة، وإما نهايتك من أحداث الكون وخريطة الحياة!
وهناك في يدها الكئيبة، وبين أصابعها اللصة، توهج الخط الأحمر، وتوهجت معه حياتك في فرح جنوني، لانتهاء مسيرة صراع دمر في كيانك إحدى عشرة سنة!
ها هي الكرة المستديرة تعود إلى حياتك من جديد!
هل نسيت يا هذا؟ أو تتناسى؟ أو تتعالى؟
صوت أنفاسك يرتفع!
تحول استرخاؤك إلى توتر، وقمت من مكانك تضحك وتبكي، وتحتضنها بحنان المشاعر الصادقة، لكن جلد الأفعى صنع قلبها!!
وضرب هذا القلب في عنف يرتكب جريمتين لن تنساهما البشرية أبدًا...
قتلت روحًا في رحمها تنمو، وطلبت مالًا مقابل إحيائها من جديد، ومضت تضحك وتغني فوق أشلاء الجثث...
هل نسيت تلك الأمسية؟
كانت أمسية موتك، وقلبك ما يزال ينبض!
ربما أنت تنسى الجراح، لكن هل تنسى الأيام ما نُفث في وجهها البريء من سم الأفعى؟
هل تنسى الأيام أن هذه الأفعى اللعينة، عادت تسألك الرجوع؛ لأنها تحبك؟؟
فهلا أحببتها أنت!!



2- النبض الثالث

القلب ينبض، ما الجديد؟
إن القلب ينبض كل فجر جديد!
القلب ينبض بدقات أمل من وعيد...
وآخر تصخَّر كالحديد!
قلب في ضعفه يطغى...
وقوي يبكي بدموع الصديد...
والقلب يمضي في الحياة مرهقًا وهو سعيد!
القلب ينبض، ما الجديد؟
إنما هو أنثى يهوى اسمها...
لتتكون القطرة من جديد!
وفيهما قلوب ومنهما...
تأتي الحياة بين القلة والمزيد....

3- همسة قلب

تهمس طفلتي، تقول: بابا، وتسكت، تنتظر منك ما تقول!
لكنها لا تنتظر كلامًا تنطق به شفتاك!
بل تريد لمسة من أمان!
لمسة تعطيها معنى الكلام أن تكلمي...
إني يا صغيرتي صوتكِ الحاني أسمع!
لمسة فيها الحزم الحاني والضعف القاسي...
وتهوى طفلتك فيك هذه المشاعر المتناقضة!
إذ بها أنت تبني في قلبها الحبَّ...
وفي نفسيتها شخصيتها المتوازنة!

4- أرى ما لا أرى!
إني أراها أيامًا في شمس كالحة...
أغوار ليالٍ تخفي في طياتها ألغازًا من غموضٍ واضحة!
في العين خيوط ضعيفة لا تلين...
صنع مداها صخر صلب من وتين...
هذا في العيون...
وفي القلب مياه مالحة!