خيال من حكاية... مواقف اجتماعية (بقلمي د. عمر قزيحه)

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,305
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي خيال من حكاية... مواقف اجتماعية (بقلمي د. عمر قزيحه)


    خيال من حكاية!
    من البديهيِّ بمكانٍ، أن تحمل إلينا أيَّامنا في هذه الدُّنيا كثيرًا من الحوادث التي ربَّما لا يُصدِّقها من يسمعها، إذ تبدو له أقرب إلى الخيال أو المبالغات، نظرًا إلى ما فيها من العجب العجاب أحيانًا، أو تصرُّفاتٍ تبدو لا منطقيَّة بأيِّ حالٍ من الأحوال، ولكنَّ الدُّنيا ليسَ من مهامِّها إقناعنا بكلِّ حدثٍ تأتي به إلينا، ولنا أن نقبل أو نرفض ما يمرُّ بنا، لكنْ هل نغضب أو نبتسم؟ هذا هو السُّؤال الحقيقيُّ!
    من ذلك، يومًا ما كنَّا في المسجد نتابع خطبة الجمعة، ولقد أفاض الإمام واستفاض، تلك الأيَّام القديمة جدًّا، لم نكن قد سمعْنَا بشيء اسمُهُ المكيِّف، وأقصى ما نطمح إليه مروحة في السَّقف، لا نفع لها ولا ضرر، فالشَّمس تدخل من نوافذ المسجد شواظًا من لهيب، ونحن في حزيران أو تمُّوز أو آب، أشهر (الإبداعات) في الخطب والتَّطويل، كونها أشهر فصل الصَّيف، إذًا لتكن خطبة الجمعة فيها أطول ممَّا هي في الشِّتاء بأربعة أضعاف مثلًا!
    أفاض الإمام كما يشاء، جلس للاستراحة القصيرة، تنفَّسْنا الصُّعداء، لقد (هانت) أخيرًا! قام الإمام للخطبة الثَّانية، هذه فقط عظة سريعة بدون القراءة عن الورقة، تكلَّم الإمام (كثيرًا) كعادته، هل قلنا عظة (سريعة)؟ صحيح، ولا تناقض في هذا إطلاقًا، هي (قصيرة) قياسًا إلى الخطبة الأولى، لكنَّ الوقت الذي تستغرقه ليس بالقليل قطعًا!
    بدأ الإمام بالدُّعاء، ثمَّ الآية الكريمة التي يتلوها ويختم بعدها: {إنَّ الله يأمركم بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي}، وإذ به يجمد لحظة، يهتف بعدها بصوتٍ مدوٍّ: (البغي! نعم! إنَّه البغي)! وانطلق في حديث عن البغي، يبدأ ولا ينتهي! يا ربِّي! خطبة جمعة ثالثة!
    عاد الأمل إلينا في الخلاص، والإمام يعيد تلاوة الآية: {إنَّ الله يأمركم بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر}، وإذ به يجمد لحظة، يهتف بعدها بصوتٍ مدوٍّ: (المنكر! نعم! إنَّه المنكر)! وانطلق في حديث عن المنكر، بعبارات تتردَّد تتكرَّر!
    وبعد فترة طويلة، عاد الإمام يتلو: {إنَّ الله يأمركم بالعدل والإحسان وإيـ...}، وإذ به يجمد لحظة، يهتف بعدها بصوتٍ مدوٍّ: (الإحسان! نعم! إنَّه الإحسان)! وانطلق في حديث عن الإحسان، ولم يكن في الإطالة أيُّ إحسان! ثمَّ تلا: {إنَّ الله يأمركم بالعدل} سكت لحظة، هوت الأقدام بين القلوب، لكنَّه أكمل التِّلاوة وأنهى العذاب!
    أذكر ذلك اليوم، أنَّنا عُدْنا إلى البيت بعد الصَّلاة، وإذ بالعصر يؤذَّن قبل أن نصل إلى بيوتنا! الأمر الذي جعلنا نسأل أنفسنا، لماذا خطب الجمعة عذاب مقيم؟ وما المشكلة في الإيجاز بما قلَّ ودلَّ؟ وهل يجب (عقابنا) لأنَّنا في أيَّام الصَّيف، إلى حدِّ إصابتنا بضربة شمس حادَّة أو بانفجار في الشَّرايين والأوعية الدمويَّة؟
    مرَّةً، أردْنَا التَّجديد، ولأسماعنا التَّطوير، ولأفهامنا مزيدًا منَ التَّنمية الفكريَّة الفذَّة! استمعَنا إلى هذه الخطبة في منطقة أخرى، ولقد بدأ الإمام من بعد الافتتاحيَّة التَّقليديَّة بتذكيرنا بقول الله عزَّ وجلَّ، من بعد: (أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، اقتربَتِ السَّاعة وانشقَّ القمر)! تحمَّسْنَا! هذه خطبة عن علامات يوم السَّاعة، هذا كلام فيه الذِّكرى والتَّذكير، فيه الوعد والوعيد، وإذ بالإمام ينطلق في حديث عنِ المحرَّمات منَ الرَّضاعة! وفي حديثه يستفيض بلا حساب، ومعلوماتِهِ – لو صحَّ أنَّها معلومات – يكرِّرها كأنَّها نفحة من عذاب! خطبة أولى وثانية بالمعلومات ذاتها، وبعد أن نزل كانَتِ الخطبة الثَّالثة، وقد أعاد المعلومات من جديد، و(أتحفَنا) قائلًا إنَّه على أتمِّ الاستعداد - لكي لا يطيل الآن (على أساس أنّك لم تُطِلْ إطلاقًا يا رجل)! - لاستقبال أسئلة المصلِّين حول هذا الموضوع (المهمِّ جدًّا) بعد الصَّلاة!
    بارك الله بكم! لكنْ، هل فعلًا هناك من سيسأل حول هذا الموضوع بعد أن كرَّرْتَه ثلاث مرَّات، حتَّى تكون على (استعداد) (لاستقبال) أسئلتهم استعدادًا (تامًّا)؟ أو أنَّهم سيولُّون فرارًا بكلِّ سرعة وحماسة؟ في الواقع لا أدري، فلقد كنْتُ من أوائل المغادرين بعد الصَّلاة، تحسُّبًا أن يتحمَّس الإمام فيلقي الخطبة الرَّابعة حتَّى لو أنَّه لم (يستقبل) أسئلة المصلِّين، الحائرين طبعًا، يبدو أنَّهم جميعًا إخوة في الرَّضاعة وأولاد عمٍّ، حتَّى تُسمعهم الأحكام الخنفشاريَّة (ومعظمها من اختراعك) ثلاث مرَّات، فقط لا غير!
    يومًا ما، كنَّا طلَّابًا في كلِّيَّة التَّربية، في دورة الإعداد لنكون أساتذة في المرحلة الثَّانويَّة، بعد أن أمضينا في التَّعليم الابتدائيِّ تسع سنوات قبل ذلك، فوجئنا بطلب في مادَّة التَّدريب، يجب أن نحقِّق حصص حضور في ثانويَّة واحدة على الأقلِّ، وكان هذا عجيبًا جدًّا، نحن ندرُس في كلِّيَّة التَّربية، ونُدرِّس كذلك في ثانويَّة في بيروت (سنة تحضيريَّة)، فمتى نحضر؟ وأين؟ عندنا عشرات الأبحاث والمقالات التي لا تنتهي، فهل نخترع الوقت اختراعًا؟
    لكنْ، القانون هو القانون، الحضور أمر لا بدَّ منه، زُرْتُ إحدى الثَّانويَّات، التقيْتُ بمنسِّقة المادَّة وكنَّا على معرفة مسبقة، في لقاء جمعَنا منذ خمس سنوات قبل ذلك، يسَّرَت لي المنسِّقة أمر الحضور، ولكن لم أكن أعلم عمق المأساة المقبلة، يبدو أنَّ هناك من (مزح) مع أحد الأساتذة هناك، وأخبره أنَّني مفتِّش أرسلَتْه وزارة التَّربية خصِّيصًا لأجله، أو لو أردنا الدقَّة الكلاميَّة، لقد أرسلَتْني وزارة التَّربية لأكتب تقريرًا بحقِّه!
    حضَرْتُ عند المنسِّقة، في صفِّ القسم الثَّاني، الحصَّة التَّالية حضَرْتُ عند أستاذة بعض شعب الثَّانويِّ الأوَّل، درس (رسالة في القضاء)، مصطلحات قضائيَّة، وأوامر وتحذيرات، شرحَتْها بأسلوب مميَّز، فعليًّا – على الرُّغم من سرعة الضَّجر التي أمرُّ فيها عادةً – لم أشعر بمرور الوقت، دُقَّ الجرس (فجأة)، وكأنَّ الحصَّة بدأت منذ بضع دقائق فحسب، ما يدلُّ على عمق تملُّكها المادَّة، علمًا وتعليمًا، محتوًى وأسلوبًا.
    لماذا نذكر كلَّ هذا؟ لأنَّ الحصَّة اللاحقة عند ذلك الأستاذ (المخدوع)، في شعبة ثانويِّ أوَّل أخرى، لم أكن على علم بـ(الدُّعابة) التي تلقَّاها، دخَلْتُ الصَّفَّ، وإذ به يصرخ من الخوف بالتَّلاميذ يطالبهم بالوقوف لـ(سيادة المفتِّش)! أخذْتُ أبحث بعينيَّ عن هذه السِّيادة التَّفتيشيَّة أين تكون! لم أجد أحدًا طبعًا، خطر لي أنَّ الأستاذ يعيش حالة من الهذيان، أصرَّ الأستاذ على أن أجلس مكانه، فرفضْتُ ذلك رفضًا قاطعًا، وجلسْتُ مع الطُّلَّاب.
    حتَّى حين صِرْتُ مدرِّبًا في كلِّيَّة التَّربية فيما بعد، لم أجلس مكان أيِّ متدرِّب عندي، إمَّا أن أجلس بين الطُّلَّاب، وإمَّا أن أبقى واقفًا آخر الصَّفِّ، مكانة أستاذ الصَّفِّ محفوظة لا يمكن المساس بها، ولكن لا علينا من هذا! نرجع إلى أحداث هذه الحصَّة الخياليَّة، رسالة في القضاء، الدَّرس ذاته، بدأ الأستاذ يتصبَّب عرقًا ويرتجف، بدأ يغمغم بكلمات لا أحد يفهم ما هي تارة، وتارة ينفعل ويصرخ بأعلى صوته، وهو يظنُّ في الحالتين أنَّه يشرح الدَّرس!
    ضجرنا جميعًا، الوقت لا يمضي! والأستاذ في حالته العجيبة هذه، بل إنَّها أسوأ بكثير ممَّا ظنَنْت! أحد الطُّلَّاب قال له: "أريد دخول الحمَّام يا أستاذ"، وإذ به يصيح منفعلًا: "أحسنت! إجابة صحيحة"! إجابة ماذا يا رجل؟ هل طرحْتَ أنت سؤالًا ليجيب عنه الطَّالب إجابة صحيحة أو إجابة خاطئة؟ كرَّر الطَّالب في تردُّد: "لكنْ، أنا، أريد أن أدخل الحمَّام"؟ صرخ الأستاذ من جديد، في الانفعال ذاته: "أحسنت"!
    دوَّتِ الضَّحكات الشَّامتة! الطَّالب بدأ يرقص تقريبًا، أشرْتُ إليه بالخروج من الصَّفِّ رحمةً به (وإن كان ذلك ليس من صلاحيَّاتي، لكنَّ الأستاذ في عالمٍ آخر تمامًا)، عاد الأستاذ يشرح ويشرح، أشكُّ في أنَّه هو نفسه يفهم ما الذي يتكلَّم به، وأنا أحاول أن أتمالك نفسي وأصبر، لكنْ عبثًا، ثمَّ مرَّت معلومة ما عن قضاء ليس في كتاب الله ولا في سنَّة رسوله، وإذ بالأستاذ يقول: "مثل الرَّشوة، لم يكونوا يعرفونها في تلك الأيَّام"!
    سأله أحد الطُّلَّاب هنا، ولم يَعُد يستطيع السُّكوت عن هذا التَّخريف: "ماذا عن الحديث الذي يلعن الرَّاشي والـ..." صرخ الأستاذ متحمِّسًا: "أحسنت، إجابة صحيحة"! دوَّت الضَّحكات في قوَّة، الطَّالب لا يجيب، بل حتَّى إنَّه لا يسأل لمجرَّد السُّؤال، هو يعترض على معلومة غريبة لم يسمع بها أحد في العالم! حملْتُ دفتري (دفتر تسجيل ساعات الحضور وتواريخها)، وقُمْتُ لأنصرف، وبدأ الأستاذ يرتعش ويرتجف!
    "توقَّف! أرجوك"! صرخ الأستاذ، واندفع نحوي، يكاد يبكي: "سيدنا، طمئنْ قلبي! هل... هل الحصَّة ناجحة؟ ألم يعجبك الشَّرح؟ ثمَّ إنَّك لاحظْتَ أنَّني أستخدم الأساليب التَّربويَّة في تشجيع الطُّلَّاب حين يجيبون إجابات صحيحة"! أساليب تربويَّة؟ تشجيع؟ أواثق فعلًا بما تقول؟؟ أساليبك العجيبة يا عزيزي كادت تدفع بأحد الطُّلَّاب إلى التَّبوُّل في ملابسه؛ لأنَّه (أحسنْت! إجابة صحيحة)! وهو يكاد ينهار ليقضي حاجته يا رجل!
    اتَّجَهْتُ نحو باب الصَّفِّ، لحق بي الأستاذ: "سيدنا! أرجوك"! سألتُه مستنكرًا عن سبب استخدامه هذا اللفظ وتكراره إيَّاه، ارتعدَت حروف كلماته، وهو يؤكِّد لي أنَّه يعلم (الحقيقة)! أخذْتُ أفكِّر في هذه الحقيقة، ما عساها تكون!! هل أصيب هذا الرَّجل بالخرف إن شاء الله؟ أعني لا سمح الله طبعًا! لكنَّه اندفع يخبرني أنَّني المفتِّش القادم لخراب بيته تحديدًا، ويرجوني أن أعطيَه فرصةً أخرى ليثبت نفسه وسأكون راضيًا!
    فرصة أخرى؟ هل تنوي القضاء عليَّ يا رجل؟ حصَّة أخرى أحضرها عندك؟ هل سأصبر على الخرافات ولا أصاب بالفالج؟ لا أظنُّ ذلك! عاد الأستاذ يرجوني أن أصوِّب له ما وقع من الأخطاء! تكلَّمْتُ بعد أن هدأ، أخبرتُهُ أنَّني لسْتُ مفتِّشًا ولا علاقة لي بالتَّفتيش لا من قريب ولا من بعيد، وصوَّبْتُ له معلوماته عن الرَّشوة، وإذ به يصيح بغتة كأنَّه اكتشف الذَّرَّة في وجوه طلَّابه: "هل سمعتم ما قاله سيادة المفتِّش؟ لقد كانوا يعرفون الرَّشوة"!
    يا أخي! كلُّ الشَّرح لك أنْ لا علاقة لي بالتَّفتيش، وتقول (سيادة المفتِّش)؟ ما شاء الله عنك! الله يحميك لشبابك صحيح، وعفا الله عمَّن أوهمَك بهذا، ثمَّ افترض أنَّني كذلك، هل ترسلني الوزارة لأكتب في حقِّك تقريرًا سلبيًّا أيًّا كان إبداعك في العطاء؟ لا أدري صراحةً كيف صدَّق الخدعة، لكنِّي أعلم أنَّني قرَّرْتُ، رحمة به وبأعصابه، أن لا أدخل صفَّه من بعد تلك الحصَّة، إطلاقًا!

    يتبع إن شاء الله...
    د. عمر قزيحه
    شهر 1 سنة 2024م

  2. #2

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,622
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: خيال من حكاية... مواقف اجتماعية (بقلمي د. عمر قزيحه)

    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

    أهلًا أستاذ :"),
    من زمان عن كتاباتك!

    أولًا حرت في ما أقول هل من اللائق التكلم عن الخطباء بهذا الشكل!
    إلا أن يكون ليس أهلّ للخطابة وأنه أخذ المنصب وهو ليس كُفؤ له!
    عندها توضح ذلك في كلامك حتى لا نظلمك ونقول أنك تسخر منهم وتمل منهم!
    في الجزء الأول بينت أن حرارة الجو هي سبب تعبكم وضجركم لكن المفروض في داخلك
    ولا يكون حديث للسخرية والضحك!
    أما الجزء الثاني الخطيب الآخر لم يعجبني كلامك أبدا!!
    إلا في حالة أن يكون الخطيب ليس أهل للخطابة كما قلت!
    وأنا أظن فيك ظنًا طيبا أنك لا تهزأ ولا تسخر من الخطباء!
    ورفع ربي عنا السوء والجهل!
    أرجو أن تتقبل الكلام بصدر رحب،
    ولا تؤاخذنا على التوضيح، لكن لزم ذلك
    عافاك ربي وأكرمك!

    ربي يبارك فيك يارب
    استمر فنحن بشوق لكتاباتك!
    زادك ربي من فضله
    في حفظ المولى،،

    ~

  3. #3


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,305
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: خيال من حكاية... مواقف اجتماعية (بقلمي د. عمر قزيحه)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

    أهلًا أستاذ :"),
    من زمان عن كتاباتك!

    أولًا حرت في ما أقول هل من اللائق التكلم عن الخطباء بهذا الشكل!
    إلا أن يكون ليس أهلّ للخطابة وأنه أخذ المنصب وهو ليس كُفؤ له!
    عندها توضح ذلك في كلامك حتى لا نظلمك ونقول أنك تسخر منهم وتمل منهم!
    في الجزء الأول بينت أن حرارة الجو هي سبب تعبكم وضجركم لكن المفروض في داخلك
    ولا يكون حديث للسخرية والضحك!
    أما الجزء الثاني الخطيب الآخر لم يعجبني كلامك أبدا!!
    إلا في حالة أن يكون الخطيب ليس أهل للخطابة كما قلت!
    وأنا أظن فيك ظنًا طيبا أنك لا تهزأ ولا تسخر من الخطباء!
    ورفع ربي عنا السوء والجهل!
    أرجو أن تتقبل الكلام بصدر رحب،
    ولا تؤاخذنا على التوضيح، لكن لزم ذلك
    عافاك ربي وأكرمك!

    ربي يبارك فيك يارب
    استمر فنحن بشوق لكتاباتك!
    زادك ربي من فضله
    في حفظ المولى،،

    ~
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    لا نعمم الحديث لكننا نذكر بعض نماذج مررنا بها، والمشكلة الحقيقية حين يتكلم الخطيب بلا أي تحضير أو مراعاة للوقت
    كم سمعنا وشهدنا ورأينا من ينفخون في ضجر، ومن يتململون في مكانهم، والخطيب يسترسل بكل المواضيع تقريبًا حتى ينهي الخطبة قرب العصر...
    بعضهم - بارك الله بهم - خطبهم موجزة، فيها العبرة، فيها التوجيه طبعًا، وهذا ما نحتاجه في زماننا، لا أن يتحول المنبر إلى حكواتي المقاهي في الحارات القديمة بكلام
    لا ينتهي، وفيه من التخبيص ما فيه (كأن نذكر مرة خطبة جمعة استشهد فيها الخطيب بالحديث النبوي الصحيح - على حد قوله - كذب المنجمون ولو صدقوا)!
    تصوري خطبة جمعة يقول فيها الخطيب: (يقولون "ذكر اسم عرَّافة"، ألا إن ... طلطميس لا تعرف الجمعة من الخميس)! وتخيلي أنه يدعو الله تعالى في الخطبة الثانية: (اللهم لا تعلق شيخ بميكرفون ولا امرأة بتلفون)! (طبعًا قالها بالعامية: مَرَة)، والناس بين من يقول آمين وبين من انفتحت عيناه عن آخرهما استنكارًا...
    نسأل الله أن لا ينبري لهذا المنبر إلا من هو أهل له، وأن يقدم من العظة والتوجيه، بخاصة في هذا العصر وهذا الجيل الذي نلحظ فيه الكثير من الضياع...
    بارك الله بكم ولكم

  4. #4


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,305
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: خيال من حكاية... مواقف اجتماعية (بقلمي د. عمر قزيحه)

    نعود إلى التَّعليم، وشيء من ذكرياتنا فيه، في إحدى السَّنوات التي كُنْتُ فيها أستاذ احتياط، ابتلانا الله بمعلِّمة متعاقدة، كلَّما اقترب امتحان (تحبل) وتصبح على وشك الولادة! وأُبتلى ببرامجها، مع أنَّه على حدِّ علمي، على مدار السَّنوات التي كُنْتُ فيها في تلك المستشفى، لم يَزِدْ عدد أولادها ولا حتَّى ولدًا واحدًا، يبدو أنَّها تحبل بذرَّات النِّيتروجين، أو بالمياه الغازيَّة! ثمَّ هل بين كلِّ امتحان وآخر ما يزيد على التِّسعة شهور؟
    في أحد الصُّفوف غضب تلميذ غضبًا شديدًا، لماذا آتي إلى صفِّهم؟ المعلِّمة غائبة، هذه حصص فراغ، لم أهتمَّ باعتراضاته الغبيَّة، طلبْتُ منه أن يعترض عند المدير لو أراد، غضب أكثر، وقام إليَّ يسألني ما عسى إن جاءني بقبيلته لتغتالني قرب المدرسة أن أفعل؟ ابتسمْتُ له ابتسامة واسعة، وأنا أسأله في حماسة: "وأنت ستكون (بطلًا) وتأتي معهم، صحيح"؟ انتفخت أوداجُهُ! هو بطل! هو رجل! هتف في سرور: "بالتَّأكيد"!
    قُلْتُ له: "كُنْ شهمًا، وأخبرني قبل يوم فقط"، هتف شامتًا: "كي تهرب منَّا، صحيح"؟ نظرْتُ إليه في استهزاء تامٍّ، وأنا أقول له: "فشر بعينك! اطمئنَّ لن أفعل هذا! لكن عِدْنِي أوَّلًا! أعطِني كلمتَك"، فعل ذلك بلا تردُّد، وسألني بعدها في فضول: "لكن، لماذا"؟ أجبْتُه كأنَّني واثق فعلًا بما أقول: "لأحضر مسدَّسي معي"، هتف مستنكرًا: "مسدَّس؟ يُطلق الرَّصاص"؟ قُلْتُ له: "لا، بل يُطلق البسكويت"! تشكَّك في ذلك، قال إنَّه لم يَرَ المسدَّس معي من قبل، سألتُهُ هل هو غبيٌّ أو أحمق أو أبله؟ و(نقِّ واختار، لا تحتار)! إمَّا أن يكون في حقيبتي المغلقة أو في الدرج الذي أحتفظ بمفتاحه في طاولتي الخاصَّة في غرفة التَّصوير الملاصقة للصَّفِّ، لكنْ، أحيانًا أنسى المسدَّس في البيت، يوم اغتيالي يوم تاريخيٌّ! لا يجب أن أنسى المسدَّس بأيِّ حالٍ من الأحوال!
    أخذ يقهقه مثل الحمقى: "مسدَّس؟ نحن عشرون شخصًا على الأقلِّ"، نظرْتُ إلى عينَيه مباشرة، وأنا أجيب: "تكفيني رصاصة واحدة، رصاصة واحدة سأضعها في المسدَّس، رصاصة واحدة يا ... المسدَّس في فمك، أرفعه قليلًا إلى الأعلى وأطلق رصاصتي، تحطِّم أسنانك وحنجرتك وجزءًا من أنفك ورأسك، من الدَّاخل يا ... ، أتعلم معنى هذا؟ ستقضي حياتك بلا أسنان! ستقضي حياتك مصابًا بالشَّلل الرِّعاش، ستقضي حياتك على كرسيٍّ متحرِّك، وإن شربْتَ الماء، ستجد نفسَك تعوي في آلام هائلة يا ...، بعدها سأكشف عن صدري لقبيلتك، وليكونوا رجالًا، عشرون رصاصة في آنٍ واحدٍ، سأموت نعم! لكن وأنا أشمت بك وبمصيرك الأسود، مبروك"!!
    فوجئْتُ به يهتف مؤكِّدًا أنَّه يدي اليمين، وهو تحت قدمي، بأمر حذائي!! كلام لا أحبُّ سماعه من أحد، ربَّما لو خطر لي أنَّه سيقول ذلك لفضَّلْتُ أن يأتي وقبيلته كلَّها، ولا أخدعه بقصَّة المسدَّس الوهميَّة هذه، وبحركة سريعة قبل أن أمنعه انحنى وقبَّل يدي، أجفلْتُ وسحبْتُها، أكره هذا التَّصرُّف كثيرًا، لكنِّي وقفْتُ، وضعْتُ يدي على كتفه قائلًا له: "أنت رجل يا ... رجل بكلِّ معنى الكلمة"، ومن يومها اعتبر نفسه صديقي العزيز وسكرتيري الخاصَّ! (لكن، ماذا لو علم وقتَها أنِّي لا أجيد استخدام المسدَّس، ولا أعلم كيف يضعون الرَّصاص فيه، ذلك أنِّي لم ألمس مسدَّسًا في حياتي)!!
    يومًا ما، في أواخر التِّسعينات، ويا لها من كلمة تعيد إلى النَّفس ابتسامات قديمة، أو حتَّى أحزانًا ظنَّتِ الرُّوح أنَّ الزَّمان قد محاها، لكنْ، نأمل في قصَّتنا الابتسامات لا الأحزان، زارنا شخص ما، أوَّل مرَّة يدخل بيتنا، جاء في زيارة للوالد، كنَّا قد علمْنا أنَّه يحبُّ أن يأكل الدَّجاج المشويَّ كثيرًا (حاف)! ما معنى حاف؟ بلا خبز؟ نعم! لكن بدون مقبِّلات مثل البطاطا المقليَّة والتَّبُّولة، هذه أمور لا يعترف بها! فقط دجاج، لكن مع البيبسي طبعًا!
    أيَّامها كنَّا نعرف الدَّجاج المسلوق في القِدر، أو المشويَّ على الغاز، ربَّما في مرحلة لاحقة الدَّجاج في صينيَّة في الفرن مع البطاطا، أمَّا مصطلحات اليوم مثال: تشيكن برغر، كريسبي، بروستد، كوردون بلو، فلم تكن مستخدمة على الإطلاق في عالمنا آنذاك، وربَّما لو نطقْتَها أمام امرأة ما تسألها أن تطبخ لك أيَّا منها لظنَّت أنَّك تتكلَّم عن أحبابك في عالم الجنِّ، ولاستعاذت بالله تعالى منك ومن الشَّيطان الرَّجيم سويًّا!
    أحضرْنا دجاجتَين كبيرتَين حجمًا، حضَّرْنا طاولة الغداء، يبدو أنَّ الضَّيف قد بوغت بذلك! أخذ ينظر إلى الطَّاولة متحسِّرًا، وفي صوت يخنقُهُ الألم قال لنا إنَّه يشعر بالغثيان، نفسه (بتحرِّك) عليه هذه الأيَّام، كلَّما يستيقظ يذهب في سرعة إلى الحمَّام يتقيَّأ؛ لذا يرجونا أن نعذرَه لأنَّه لا يستطيع أن يأكل (جيِّدًا)، وفي اللحظات (التَّالية) كان قد (أفنى) الدَّجاجتين، في سرعة غير مسبوقة في عالم الضَّوء نفسه، (صحتين) هو ضيفنا!
    لكنَّ المصيبة أين؟ لقد سألَنا في فضول: هل كنَّا (نودُّ) أن (نشاركه) قليلًا في الغداء؟ لا يا عزيزي لا! بعد هذه الطَّريقة في الأكل، لن نتناول الدَّجاج عشر سنوات قادمة على الأقلِّ، هذه مصيبة؟ لا! المصيبة أنَّه عاد يخبرنا عن الغثيان والقيء، وأنَّ هناك أمرًا كان يحصل معه عادةً، ثمَّ لم يَعُد يحصل، وهنا لم أعُد أتحمَّل، ظنَّ الوالد أنَّني متضايق بسبب هذه الهمجيَّة (النَّاعمة في الأكل)، والواقع كان غير ذلك، بكلِّ تأكيد!
    أسلوبي السَّاحر أين أنت؟ لقد ظلموك وكبتوك! يا للهول! ما هذا الظُّلم؟ المشكلة أنَّه ضيف والدي، المشكلة أنَّه في بيتنا، وأنَّه أكبر منِّي سنًّا بكثير، أنا لا أستطيع، (يجب) أن أقوم من مكاني لأصافحه قائلًا له: (الله يقوِّمك بالسَّلامة)! وأدعو له بأن (يتربَّى في عزِّه ودلاله)، وليصبر إن أنجب بنتًا ولا يحزن، فهي هديَّة من الله تعالى، والمهمُّ حسن التَّربية، كذلك الخِلقة التَّامَّة، لكن كيف أقول له كلَّ هذا، وهو في بيتنا؟ ضاعَت كلماتي السِّحريَّة وقتها، ولا حول ولا قوَّة إلَّا بالله العليِّ العظيم!!
    وللنِّساء في الخيال الرِّوائيِّ الواقعيِّ نصيب طبعًا، بما لا يُصدَّق في سهولة ما لم تَرَه عيناك، وكان ذلك في أواخر الثَّمانينات (ربَّما)، بنايتنا تُفاجأ بكلب (تِنح)، كلَّ يوم يدخل بلا استئذان، يلاحقه الأولاد بالحجارة ويهرب (لم أكن ممَّن يضربونه بالحجارة، صحيح أنَّني أكره الكلاب، لكنَّ إيذاء الحيوان لا يجوز)، لسبب ما هبط (الحنان) على قلوب الأولاد في أحد الأيَّام، و(فهموا) أنَّ هذا الكلب متشرِّد مسكين، لا يؤذي، فتوقَّفوا عن إيذائه.
    ليس هذا فحسب، بل صاروا يُطعمونه ويَسقونه، وماذا ننتظر من كلب لا يفارق بنايتنا، وهو يُضرب بالحجارة؟ هل يفارقها وقد باتت للأكل والمأوى مكانًا وأمانًا؟ جلس الكلب قرب درج البناية، بالمعنى الأدقِّ نام، كان كلبًا عجيبًا يأكل ويشرب وينام، حتَّى بعض القطط كانت تتنزَّه بجانبه، ولا يعيرها اهتمامًا، وفي ذلك اليوم السَّعيد، جاء جمع من النِّساء؛ لزيارة جدَّتي (رحمها الله).
    وإذ بإحداهنَّ تتوقَّف وتهتف في انبهار تمدح ممسحة الأحذية (هذه)! نظر بعضنا إلى بعض، ثمَّ في الهواء، ثمَّ في الأرض، نبحث عن هذه الممسحة التي تتكلَّم عنها المرأة، فهي امرأة! أي أنَّها تعرف ما تتكلَّم عنه حتمًا، أمَّا أفهامنا فبعيدة عن الوصول إلى المستوى الألمعيِّ الفذِّ عندها، وفي ثقة قلَّ نظيرها رفعَتِ المرأة قدمها وأولجتها في رقبة الكلب في عنف تفركها من دون شفقة أو هوادة!!
    ما الصِّلة الوثيقة بين الكلب وممسحة الأحذية؟ هل ممسحة الأحذية تنبح؟ لقد هبَّ الكلب من مكانه ينبح في رعب هائل (الدَّليل على ذلك أنَّه انطلق هاربًا بأقصى سرعة من المقصلة التي تكاد تفكُّ رقبته من موضعها)! أمَّا المرأة فتراجعَت في رعب بدورها، تولول أن كيف دبَّتِ الحياة في ممسحة الأحذية! يعني حركة ونباح وقوائم أربعة وذيل، وما تزالين مصرَّة على أنَّها ممسحة أحذية يا حضرة (النِّسوان)؟!
    ترى هل تتكرَّم بعض النِّساء بإخبارنا عنِ الرَّابط بين الكلب وممسحة الأحذية؟ أو أنَّ تلك المرأة قد جاءت بما لم يعهَدْه الأوَّلون ولا الآخرون عبر مرِّ التَّاريخ الإنسانيِّ بأكمله! لا نعلم! ولا نظنُّ أنَّنا سنعلم! لكنْ، لا علينا، لعلَّ المرأة قد زاغت عيناها، أمَّا أن تزيغ العقول فتلك هي الكارثة التي لا مثيل لها!
    مواقف سائقي سيَّارات الأجرة كثيرة، ننتقي منها يومًا كنَّا فيه في مشوار إلى العاصمة، منذ سنوات، وصلْتُ بالباص إلى أوَّل بيروت ثمَّ ركبْتُ سيَّارة الأجرة لأذهب إلى مكانٍ ما.
    سألني السَّائق هل أنا من هنا؟ لا، فلهجتي تدلُّ على أنَّني لسْتُ من أبناء العاصمة، إذًا أنا من طرابلس؟ (هو يسأل وهو يجيب)، وبغتة بدأ ينفعل، جدُّه هو الذي بنى جامع باب الرَّمل، جدُّه كان صالحًا له كرامات، جدُّه، ماذا؟ راكب آخر؟ إلى أين؟ إلى منطقة ما، يبدو أنَّ هذا الراكب من دين آخر، اندفع السَّائق يؤكِّد أنَّ جدَّه من سلالة القدِّيسين، هنالك صلة دم وروح بين جدِّه وكلِّ من يحمل لقب (مار)!
    نزل الرَّاكب بعدها، صعد ثلاثة ركَّاب، من أين؟ ماذا؟ ألا تعلمون؟ جدُّه من سلالة (عمر حمد) الذي هزم العثمانيين وحده! جدُّه يستحقُّ أن نقرأ لروحه الفاتحة، ولأموات المسلمين أجمعين، رفع السَّائق يديه عن عجلة القيادة، قرَّبهما من وجهه، وبدأ يقرأ سورة الفاتحة، اندفعت السَّيَّارة إلى الرَّصيف، فقدَت توازنها، مددْتُ يدي أمسك بعجلة القيادة وأحاول موازنتها بقدر المستطاع، والرِّجال الثَّلاثة يصرخون في غضب شديد.
    يا حمار! (هذا كان أقلَّ وصف له)، هل ناداك عزرائيل؟ هل وظَّفَكَ عنده؟ يريد منك أربعة أرواح جديدة؟ كم سيدفع لك! (طبعًا عزرائيل ليس اسمًا لملك الموت، لكن هذا ممَّا شاع بين النَّاس)، لا علينا، السَّائق نفسه كان غاضبًا إلى حدٍّ كبير، كلُّ الرُّكَّاب بخلاء، هو (يجاملهم) ولا أحد يدفع له زيادة على الأجرة! أعتقد أنَّه من حسن الحظِّ أن رقبة السَّائق ظلَّت في موضعها، ولم يخلعوها له، من شدَّة الغيظ من مياعته وسخافته.
    نرجع إلى عالم المدرسة والصُّفوف آخر مرَّة في قصَّتنا الخياليَّة الواقعيَّة هذه، إلى حدثٍ طريفٍ نسبيًّا، سنة 2017م، في الأساسيِّ التَّاسع، شرحنا درس التَّشبيه حتَّى تعبنا، ثمَّ لا بدَّ من المشاركة (الفعَّالة)، من يعطيني تشبيهًا من عنده؟ وثب أحد التَّلاميذ واقفًا (بالمعنى الحرفيِّ للكلمة، من فرط حماسته)، وهو يصرخ: (أمِّي مثل الدُّبِّ)! ولقد: استنكرْتُ هذا التَّشبيه المهين للأمِّ، قلْتُ لنفسي إنِّي لا بدَّ سمعتُهُ خطأ، تساءلت هل يجب أزور طبيبًا مختصًّا؟ فسألتُهُ ماذا يعني؟ فكان ردُّه وقد اتَّسعت عيناه: (يعني أمِّي مثل الدَّبدوب)!
    ألا ما شاء الله، تبارك الله، شرح عالميٌّ فعلًا! كيف تشبه أمَّك بالدَّبدوب يا ولد؟ فكان ردُّه المنطقيُّ الرَّهيب: (ألا ترى يا أستاذ البنات يحتضنَّ الدَّبدوب؟! يعني هذا أنَّ الدُّبَّ رمز الحنان، وبما أنَّ الدُّبَّ رمز الحنان، والأمَّ رمز الحنان، فأمِّي مثل الدُّبِّ)! أعتقد أنْ لو سمعَتِ الدِّببة نفسها بهذا الكلام لربَّما انتحرَتْ لأنَّها لا تعلم هذه المعلومة! ثمَّ إنَّه قياس فاسد بكلِّ معنى الكلمة! البنت تحتضن الدَّبدوب، أمُّه هو تحتضنه، فمن الذي يشبه الدَّبدوب إذًا؟ إبداع في البلاغة وإبداع في القياس والمنطق؟ هذا كثير!!
    لو أردْنا أن نتوسَّع في الخيال الحكائيِّ لربَّما احتْجنا إلى مجلَّدات؛ لذا نكتفي بهذا...
    إلى اللقاء في حكاية أخرى إن شاء الله...
    (د. عمر قزيحه - شهر 1 سنة 2024)

  5. #5

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,622
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: خيال من حكاية... مواقف اجتماعية (بقلمي د. عمر قزيحه)

    صبحتم بالخيرات جميعًا :"),

    مواقف غريبة!

    المسدس اخطرها!
    لماذا كتبتها هنا ربما تستخدم هذه الحيلة أخرى!
    وردة فعله عجيبة!!
    ربي يبعد عنا الشرور يارب العالمين!

    حادثة الدجاج

    سبحان الله، يالله
    كان نفسك تاكل وسد نفسك!xD, مو من جدّيّ!
    ربي يرحمنا برحمته
    من جد ضحكت
    عالم غريبة،
    الحمدلله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا,,
    هو صدق الرجل يحب يأكل كثيرًا؟!
    استغفر الله وأتوب إليه


    طيب يجوز تكتب تهكمهم؟! "هل وظَّفَكَ عنده؟ يريد منك أربعة أرواح جديدة؟ كم سيدفع لك!"
    أخاف ما يجوز وهنا فيه شبهة لا أحب تنشر هكذا مستقبلًا!
    أرجو أن تنتبه في المرة القادمة,,


    بالنسبة للكلب راح فيها، أظن أنه سيحرم أن يأتي هذا المكان مرة أخرى!!
    أين كانت عيناها عندما لم ترَ جيدا!!
    ربي يلطف بنا واستغفر الله العظيم
    ما ودي أسخر منها بس استفزتني!!


    هداك الله أستاذ أضحكتني وأنا أخاف أن يمتد لي شيء منهم، أخشى أنه لا يجوز لي!💔


    بوركت يارب
    وزدت فضلًا وقدرا
    في حفظ المولى،،
    ~

  6. #6


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,305
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: خيال من حكاية... مواقف اجتماعية (بقلمي د. عمر قزيحه)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    صبحتم بالخيرات جميعًا :"),

    مواقف غريبة!

    المسدس اخطرها!
    لماذا كتبتها هنا ربما تستخدم هذه الحيلة أخرى!
    وردة فعله عجيبة!!
    ربي يبعد عنا الشرور يارب العالمين!

    حادثة الدجاج

    سبحان الله، يالله
    كان نفسك تاكل وسد نفسك!xD, مو من جدّيّ!
    ربي يرحمنا برحمته
    من جد ضحكت
    عالم غريبة،
    الحمدلله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا,,
    هو صدق الرجل يحب يأكل كثيرًا؟!
    استغفر الله وأتوب إليه


    طيب يجوز تكتب تهكمهم؟! "هل وظَّفَكَ عنده؟ يريد منك أربعة أرواح جديدة؟ كم سيدفع لك!"
    أخاف ما يجوز وهنا فيه شبهة لا أحب تنشر هكذا مستقبلًا!
    أرجو أن تنتبه في المرة القادمة,,


    بالنسبة للكلب راح فيها، أظن أنه سيحرم أن يأتي هذا المكان مرة أخرى!!
    أين كانت عيناها عندما لم ترَ جيدا!!
    ربي يلطف بنا واستغفر الله العظيم
    ما ودي أسخر منها بس استفزتني!!


    هداك الله أستاذ أضحكتني وأنا أخاف أن يمتد لي شيء منهم، أخشى أنه لا يجوز لي!ًں’”


    بوركت يارب
    وزدت فضلًا وقدرا
    في حفظ المولى،،
    ~



    أسعد الله أوقاتكم بكل الخير
    حادثة المسدس ربما لها 18-19 سنة، وفي منطقة أخرى تغلب عليها العشائرية، الآن نحن في مناطق أخرى، لا تخلو تمامًا من هذه الأمور، لكن مع (تطوُّر)! يأتون مباشرة للقتال بدون سابق إنذار!
    حادثة الدجاج، حسب ما سمعنا بعد ذلك، أن الأخ ربما يفني خمس دجاجات في جلسة واحدة وهو ما يزال جائعًا لم يشبع تمامًا، حتى الآن لم أستطع أن أفهم ما الذي كان يحصل معه دائمًا ثم لم يعد يحصل معه!
    بالنسبة إلى تهكمهم، كلامهم عن عزرائيل، وليس عن رب العالمين لا سمح الله، ووفق علمي لا يوجد عزرائيل عندنا، أساس الكلمة ربما هي (عزازيل) من اللغات السريانية القديمة، بمعنى مساعد الله، وفي العبرية (إيل) بمعنى (الله)، يلفظونها عزرائيل، أما عندنا فلا يوجد اسم لملك الموت في الأحاديث الصحيحة ولم يرد اسم أي ملائكة عزرائيل في القرآن الكريم...
    بمعنى لو قالوا مثلًا (هل وظفك جبريل عنده)، لما كتبت كلامهم هذا...
    وعمومًا الحمد لله أن المشوار انتهى بخير فلم تدخل السيارة أحد الدكاكين على الرصيف أو تنقلب بنا، ولم يقم الركاب بضرب هذا السائق الأخرق...
    أما الكلب فهو كلب مسكين، بالفعل شعرنا بالشفقة عليه، وما زلنا لا نستوعب ما العلاقة بين ممسحة الأحذية والكلب (بني اللون)!
    بارك الله بكم ولكم، ودامت ابتسامتكم....

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...