حكاية هوبي يوبي!

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,305
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي حكاية هوبي يوبي!

    حكاية هوبي يوبي!!
    هما بنتان عربيَّتان...
    من هما؟ لا تهمُّ الأسماء هنا، فالمهمُّ الأفعال والصِّفات...
    واحدة بلا إخوة ولا أخوات، والثَّانية ليست بأفضل حالًا منها، لها إخوة أربعة، لكنْ، كلُّهم شباب...
    وعمَّ تتحدَّث البنات مع بعضهنَّ؟ لهنَّ حديث خاصٌّ يستحيل أن تتكلَّم به البنات مع الشَّباب؛ لذا وجدَتِ البنتان في صداقتهما سعادة كبرى، وتعويضًا عن نقص الثَّرثرة، والكلام على النَّاس...
    ثمَّ (تطوَّرتِ) الأمور، بات عندهما، بل في القرية كلِّها، شبكة هاتف أرضيَّة، ويا للسَّعادة! خبر فوق العادة!
    قرَّرَتِ البنتان اللجوء إلى تسلية حمقاء، ها هما في شرفة بيت إحداهما، ها هو جارهما يخرج، ركَّزَتِ البنتان في ملابسه وألوانها، وبعدما مضى وقت ما، اتَّصَلت إحداهما برقم بيته...
    من أين حصلت عليه؟ من دليل الهاتف الضَّخم الذي أعدَّتْه وزارة الاتِّصالات، وفيه أرقام كلِّ المشتركين في الخطوط الأرضيَّة...
    لمَ تتَّصلان، والجار ليس في البيت؟ لأنَّ امرأتَه في البيت! مرحبًا يا حمقاء! أنا ضرَّتُكِ! ألن تستحي على دمِكِ وتتركي لي زوجي لوحدي؟ صاحَتِ المسكينة في ذهول: ماذا؟؟ من أنتِ يا كذَّابة يا خرَّابة البيوت؟ وتنفخ الفتاة في ضجر مصطنع، صحيح صحيح! أنا كذَّابة! يا لكِ من عبقريَّة! أنا لا أعلم أنَّ ... كان يرتدي تلك الكنزة، ولا أعلم أنَّ لونها... بل لا أعلم أنَّ الحذاء فيه ثقب بسيط في الطَّرف الأ... وضعَتِ المرأة السَّمَّاعة، وبدأتِ البنتان في الرَّقص! أخذتا تتمايلان كأنَّهما مجنونتان، وصراخهما يدوِّي في البيت: هوبي، يوبي، هوبي، يوبي...
    لكنْ، كانت هذه حفلة بسيطة مبسَّطة، فما حدث بعدها كان أجمل بكثير! عاد الجار – مثل عادته – بعد وقت ما إلى البيت، وإذ بامرأته تستقبله بالصُّراخ، والكلمات النِّسائيَّة المعتادة: يا خائن يا حقير! أمَّنْتُ لك، فكنْتَ وغدًا، ألا يملأ عينك شيء؟ بِمَ أنا مقصِّرة معك؟ وبما أنَّك سعيد معها إلى هذه الدَّرجة، لم تتعذَّب وتجيء إلى هنا؟ والرَّجل لا يفهم شيئًا، والصُّراخ يرتفع، والكلام الجارح يتوالى، وبعد ذلك خرجَتِ المرأة من البيت تتابع السِّباب، وفي يدها حقيبتها، وزوجها يشيِّعها باللعنات، وأنَّه لا ينقصه مجنونة في بيته، وأنتِ (طالق، طالق، طالق)، ووثبَتِ البنتان ترقصان من جديد، وغناؤهما السَّعيد يرجُّ البيت الخالي إلَّا منهما: هوبي يوبي، هوبي يوبي، هوبي يوبي...
    هل هذا يكفي؟ لا! فاللعبة رائعة جدًّا، ويجب أن تستمرَّ! زميلتهما في الصَّفِّ متكبِّرة، ويجب أن تربِّياها! لمَ هي متكبِّرة؟ لأنَّها لا تكلِّمهما كثيرًا، مع أنَّها جارتهما (تقريبًا)، ثمَّ إنَّها تتقبَّل كلمات الإعجاب بجمالها من دون أن تعترض! اجتمعَتِ البنتان، اجتمعَت هوبي يوبي من جديد، اتَّصَلت محترفة تغيير الأصوات وضبط الانفعالات بعد رجوعهما من المدرسة بقليل: من؟ أنتِ من تتَّصل! والله؟ لم أكن أعلم! اسمع يا أحمق! أختك هذه التي تظنُّها مهذَّبة، القطُّ يأكل عشاءها، تمشي مع شباب، وتتمايع معهم، ماذا؟ أنا كذَّابة! كيف عرفْتَ يا عبقريُّ؟ أنا أكذب، صحيح، والدَّليل أنَّ المريول الذي ترتديه أختك ليس فوق الرُّكبة بمسافة لا بأس بها، وأنَّها لم تكن ترتدي سترة كحليَّة اليوم، كذلك أنَّ حذاءها لم يكن لونه بنيٌّ، و... وبدأ الهوبي يوبي! لقد صرخ الشَّابُّ: الكلبااااااااا، وأغلق الخطَّ، وبعد قليل زاد الاحتفال سعادة، البنتان في رقص خليع لفرط النَّشوة، زميلتهما خرجت تركض في الشَّارع بلباس البيت، وهي تصرخ، وأخوها يجري خلفها، لن نقول إنَّه كان يصرخ، بل كان يهدر بصوت مخيف! لم تَدُمِ المطاردة طويلًا، قبض الأخ على أخته وبدأ يضربها ويجرُّها بمنتهى العنف، وهوبي يوبي مستمرَّة، في تصاعد مستمرٍّ!
    ثمَّ قرَّرتِ الفتاتان (تطوير) الأسلوب أكثر! واحدة تخطِّط، هي بارعة في هذا، الثَّانية تتَّصل، هي بارعة في تغيير الأصوات، وضبط الأعصاب، تندمج في الدَّور بطريقة عجيبة، بدأت حفلة هوبي يوبي الجديدة من قبل الاتِّصال هذه المرَّة، فهما تعرفان أنَّ النَّتيجة لن تكون هيِّنة، بدأ الاتِّصال برقم بيت من البيوت القريبة، من هناك؟ من بعد أمرك أريد المدام! حسنًا، يا ... يا ... ردِّي على الهاتف! من معي؟ أنا كنَّتُكِ! ماذا؟ كنَّتُكِ! ألا تفهمين؟ ابنُكِ الحقير كذب عليَّ وتزوَّجني، وأنا الآن حبلى! أغلقَتِ المرأة الخطَّ، عاودَتِ هوبي يوبي الاتِّصال، ألا تَعِين خطورة الموقف؟ ردَّت المرأة في ثبات: كفى كذبًا، لقد سألْتُ ابني، وأقسم إنَّه لم يفعل شيئًا من هذا في حياته، جاءها صوت ضحكة ماجنة صدمتها، والكلام المخيف بعدها: اسمعي، بطني يكبر، لن أستطيع أن أخبِّئ الموضوع أكثر، أهلي ليسوا عميانًا، مصيري الذَّبح، لكن قبل هذا سأذكر لهم اسم ابنِكِ، هذا الحقير الكلب! وليذبحوه معي، لن أموت وحدي، إن غيَّرْتِ رأيْكِ، ابنُكِ الكذَّاب يعرفني! باي باي!
    بدأتِ الاحتفالات وهوبي يوبي، هوبي يوبي، تكاد ترجُّ المنطقة! لكن ما هذا؟ لم الصَّمت؟ لم السُّكون؟ يجب أن تتعالى أصوات الصُّراخ والسِّباب، لكن هناك صوت أعلى، صوت أحلى، صوت سيَّارة الإسعاف، تلك الأمُّ المسكينة وقعت بالجلطة من فورها، عادت احتفالات هوبي يوبي، بمنتهى السَّعادة والجنون!
    نجَتِ المرأة من الموت، لكن ربَّما فقدَت ذاكرتها جزئيًّا، لا أحد يعلم، وهوبي يوبي لا تهتمَّان لشيء، يومًا ما سمعَت إحداهما والدها يقول لأمِّها إنَّ فلانًا ابن جارهم فلان شاذٌّ، أو هكذا يظنُّون، وسيخبرون الشُّرطة، وهي تحقِّق وتتأكَّد، مباشرة حملَتِ الحمقاء الخبر إلى رفيقتها، بدأ البحث عن رقم الجار في الهاتف، وبعدها الاتِّصال: أنت إنسان محترم، ولا نريد لك أن (تتبهدل)، نتكلَّم لمصلحتك! الحارة كلُّها خطَّطت لضرب ابنك وسجنه، ألا تعرف لماذا؟ تسألني ما الذي فعله ابنك؟ لم يفعل شيئًا! هو شاذٌّ فقط! وقد حاول أن... آلو، آلو؟ هوبي!! يوبي!! هيلا هيلا هيلا هيلا هي!! هوبي يوبي، يوبي هوبي...
    خرج الرَّجل من بيته مثل المجانين، انقضَّ على دكَّان قريب، مزلاجه ليس مغلقًا تمامًا، دخل مثل الصَّاروخ، خرج يهتف: لقد غسلْتُ العار، أرسلْتُ الوغد إلى جهنَّم! وهوبي يوبي في سعادة غامرة! اندفع الرِّجال إلى الدُّكَّان، خرجوا يحملون ابن الجار، وهتافهم يتعالى: لا إله إلَّا الله، لا إله إلَّا الله، لا إله إلَّا الله، لا إله إلَّا الله، وبعضهم يهتف أن أسرعوا بالتَّغسيل والدَّفن، فإكرام الميِّت دفنه! وانهارت هوبي يوبي أخيرًا، أفاق ضميرهما، وفهمتا خطورة هذه اللعبة القذرة التي تلعبانها، لكن، لم تنتهِ الأحداث بعد!
    خبيرة تغيير الأصوات تتَّصل برفيقتها، وهي تكاد تعوي حرفيًّا، جاءت هذه مسرعة، ماذا يحدث؟ هي التي تلقَّتِ الاتِّصال هذه المرَّة، الاتِّصال المخيف، لكنَّه حقيقيٌّ! مسؤول في السَّنترال، جاءه رجال المباحث، الأب تقريبًا جُنَّ بعد قتلِهِ ولدَه، لكنَّ امرأته شهدت بأنَّه تلقَّى اتِّصالًا جعله يخرج مثل المجانين من البيت، رجال المباحث يريدون أن يراجع سجلَّ المكالمات ويتأكَّد، وقد تأكَّد! الرَّقم المتَّصل، بل استمع إلى المحادثة بأكملها، كذلك إلى المحادثات السَّابقة، وبات في يده ملفٌّ دسم! لن يبلِّغ الشُّرطة، بشرط أن تتَّصل هذه الحمقاء بامرأته هو، وتدَّعي أنَّها ضرَّتها؛ لتطلب الطَّلاق، ويرتاح من جنونها وقلَّة فهمها، ولقد قرَّرَتِ الموافقة؛ لتحمي نفسها! نصحتها رفيقتها بأن لا تفعل، لكنَّها لم تستجب لها، إن لم تُطِع المسؤول في السَّنترال، فستدخل السِّجن حتمًا!
    اتَّصلَت بتلك المرأة، من؟ أنا ضرَّتُكِ! نياهاهاها! ظريفة ظريفة، أعيديها! وأغلقَتِ الخطَّ! اتَّصلَت بمسؤول السَّنترال، أعطاها معلومات حسَّاسة، عادت تتَّصل بالمرأة، من؟ أنا ضرَّتُكِ! نياهاهاها! ظريفة ظريفة، مهلًا، لا تغلقي الخطَّ! أنا ظريفة؟ صحيح، من ظرفي العجيب أنَّني لا أعرف أنَّ حذاء زوجِكِ الّذي هو زوجي مثقوب من النَّاحية اليسرى، ولا أعرف أنَّ ملابسه الدَّاخليَّة... صرخَتِ المرأة: اخرسي! اخرجي من حياتي، وسأدفع لكِ؟ سألتْها في استخفاف: كم؟ مئة مليون! ضحكَتِ المرأة كأنَّها تستمع إلى خرافة: لم أسمع بمبتزَّة أغبى منْكِ! خذي مئة وخمسين مليون واغربي عن وجهي! تعالي غدًا السَّاعة العاشرة صباحًا، إلى اللقاء يا غبيَّة! هنا اتَّصل مسؤول السَّنترال، يا غبيَّة يا حمارة! مئة وخمسون مليونًا فقط؟ لو طلبْتِ سبعمئة مليون فإنَّها لن تشعر بأنَّها دفعَت شيئًا، لكنْ، هذا قدري، أنَّ أتعامل مع حمارة!
    غضبَتِ الفتاة، جيِّد عندَكِ مشاعر! ماذا عن الذين أغضبْتِهم ودمَّرْتِ حياتهم؟ هؤلاء لا وزن لهم ولا اعتبار؟ سألتْه كم سيعطيها من المئة والخمسين مليونًا؟ ضحك في سخرية، غبيَّة مجنونة، حمقاء غبيَّة، سأعطيْكِ؟ هل نسيْتِ السجلَّات التي سأمحوها؟ خذي المئة والخمسين مليونًا، وإلى السَّجن، وربَّما الشَّنق حين تتمِّين الثَّامنة عشرة! أو لا، لا تخافي، لن يشنقوكِ، فقط سجن الأحداث ثمَّ سجن النِّساء، نراكِ بعد خمس وعشرين سنة أو ثلاثين! صرخَت في رعب: لااااااا، أمرك، أمرك، لكن لا تفعل هذا!
    وفي اليوم التَّالي، ترافقَت معًا البنتان، تتَّجهان إلى العنوان، صعدَتِ التي تؤدِّي دور الابتزاز، فتحَت لها المرأة، ابتسمَت وعبسَت في وقت واحد، تراجعَت البنت في خوف وتوتُّر، وتقدَّمت في طمع ورجاء، في يد المرأة اليمين كيس مفتوح مليء برزم الأموال، ما يقترب من المليار ربَّما، وفي يدها الثَّانية ساطور ضخم، وتقدَّمتِ المرأة بدورها، ومدَّت يدها بحركة واحدة، حركة خاطفة، و...!!!

    قضيَّة حقيقيَّة واقعيَّة، لكن السَّرد والحوار والوصف بأسلوبنا...

  2. الأعضاء الذين يشكرون أ. عمر على هذا الموضوع:


  3. #2

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,621
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حكاية هوبي يوبي!

    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

    بسم الله منهم ومن شر من به شر!
    شيء خيالي ولا في الأحلام!!
    هذا خراب بيوت ودمار أسر!
    حسبي الله ونعم الوكيل
    طلاق ضرب وقتل!
    الله يكفينا الشرور ويبعد عنا السوء
    اللهم من أرادنا بسوء فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرًا عليه!
    صراحة قهرتني القصة وكنت أتمنى أنها خرافة من الخرافات،
    أو قصة من الأساطير!
    هذولي مو من البشر أشك أن يطلق عليهم لفظ إنسان!
    الحمدلله الذي عافانا من ما ابتلاهم به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا!

    أنتظر التكملة وأرجو أن تكون خاتمتهم سيئة واستغفرالله من ذلك!
    بشوق فلا تتأخر!!
    بوركت يارب على روعة السرد وسلاسة العرض!
    ما شاء الله، ربي يبارك
    زدت فضلًا وقدرا,,,
    في حفظ المولى،،
    ~

  4. #3


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,305
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكاية هوبي يوبي!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

    بسم الله منهم ومن شر من به شر!
    شيء خيالي ولا في الأحلام!!
    هذا خراب بيوت ودمار أسر!
    حسبي الله ونعم الوكيل
    طلاق ضرب وقتل!
    الله يكفينا الشرور ويبعد عنا السوء
    اللهم من أرادنا بسوء فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرًا عليه!
    صراحة قهرتني القصة وكنت أتمنى أنها خرافة من الخرافات،
    أو قصة من الأساطير!
    هذولي مو من البشر أشك أن يطلق عليهم لفظ إنسان!
    الحمدلله الذي عافانا من ما ابتلاهم به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا!

    أنتظر التكملة وأرجو أن تكون خاتمتهم سيئة واستغفرالله من ذلك!
    بشوق فلا تتأخر!!
    بوركت يارب على روعة السرد وسلاسة العرض!
    ما شاء الله، ربي يبارك
    زدت فضلًا وقدرا,,,
    في حفظ المولى،،
    ~
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    حين انتشرت الهواتف الأرضية في بدايتها، ولم يكن هناك كاشف أرقام، كثرت الاتصالات المشاغبة، التي يبغي أصحابها التسلية في أعصاب الآخرين...
    لكن، ما فعلته هاتان البنتان تجاوز كل المنطق، تسبب مثلما تفضلْتِ في خراب بيوت، طلاق وضرب وجريمة قتل...
    ونهاية هذا اللعب الأحمق لن تكون هينة أبدًا...

  5. #4


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,305
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكاية هوبي يوبي!


    قد تكون الآمال كبيرة، لكن الآلام أكبر، بخاصة حين تُبنى الآمال على الأخطاء، حين تأتي من الكذب والدجل...
    هاتان الفتاتان حين رأتا جثة الولد، تابتا لشدَّة الخوف في نفوسهما، لكنَّ مسؤول السنترال أعاد الرُّعب إلى واحدة منهما باتِّصاله وتهديدها...
    وبكذبة أخرى، تدَّعي إحداهما أنها ستذهب إلى طبيبة الأسنان، وتدَّعي الأخرى أنها سترافق صديقتها، وها هما تترافقان إلى عنوان تلك المرأة، وتصعد المبتزَّة إليها...
    حركة واحدة سريعة من المرأة، وبعد ذلك حركات عديدة وببطء شديد!
    أمَّا البنت الأخرى فقد أُرهقت من الانتظار واحترقَت أعصابها، صعدت إلى البناية ودقَّت باب بيت المرأة، لم تتأخَّر هذه في فتح الباب، لكن جزئيًّا...
    بيتها من النوع الذي يقفل بجنزير داخلي، كي لا يحاول أحد الدخول عنوة، وتلك عادة قديمة لا نعرف مغزى لها، حين يُدقُّ الباب تفتحه المرأة قليلًا وتسأل من؟ وهنا يتمُّ الاقتحام؛ لذا بعض البيوت فيها هذا الجنزير، وربَّما الأولى أن لا تفتح المرأة الباب لمن لا تعرف، بدلًا من هذا التعقيد...
    لا علينا! هتفت الفتاة تسأل المرأة عن صديقتها في رعب ما بعده رعب!
    فالمرأة في يدها ساطور مليء بالدم، وفي يدها قطعة لحم كبيرة، خُيِّل إلى الفتاة المسكينة أنَّ هذه قطعة لحم لصديقتها!
    هتفت المرأة في وجه الفتاة تقول لها إنه لا ينقصها مجانين، وأغلقت الباب في وجهها في عنف...
    شعرت الفتاة كأن صدمة عنيفة قد هوت على وجهها، ثم استيقظت من شرودها، هل هناك ما يمنع المرأة من تقطيع اللحم بالساطور؟ لن تقطعه بأصابعها، لكن أين صديقتها؟
    نزلت الفتاة إلى الشارع، تارة تركض وتارة تهدأ، تجلس وتقف، حتى ظن بعض الناس بها الجنون، وزاد ظنهم، وتحول يقينًا، حين اقترب منها شاب يسألها ما بكِ يا ...؟ فانفجرت في وجهه مثل الديناميت تسأله ما شأنه؟ وليذهب من هنا إن أراد أن لا تعضَّه بأسنانها، وفي اللحظة التالية تتشبث بذراعه هاتفة في رجاء: لا ترحل، أرجوك! ثم تصرخ في عنف: اذهب! اذهب! حالًا فورًا! أحضر أحد إخوتي، أرجوك!
    لم تكن الفتاة مجنونة، لكنها ظنت أن شابًا ما يتحرش بها كلامًا، وهي تربَّت أن لا تتكلَّم مع الشباب؛ لأن هذا عيب!
    لسنا ضد هذه التربية، ولكن، ماذا عن مقترحاتِكِ لرفيقتِكِ حين تتصل بالرِّجال والشَّباب لتكذب وتضحكي معها على آلام تسبَّبتما فيها للناس؟
    انتبهت الفتاة على أمر، هذا الشاب ناداها باسمها، وجهه مألوف، نعم، إنه صديق إخوتها الشباب؛ ومن غير أخ لها يمكنه إنقاذ الموقف؟
    نتذكر في بداية القضية قلنا إن فتاة منهما لا إخوة لها، وفتاة لها أربعة إخوة شباب، ولقد جاؤوا معًا يركضون، أختنا تجلس على قارعة الطريق! هل تتسول؟ ما الذي جاء بها إلى هذا المكان أساسًا؟ أخبرتهم أختهم بأن صديقتها صعدت إلى شقة في هذه البناية لترى امرأة ما (صديقة لها)! وكان ذلك منذ ساعات، والمرأة تنكر رؤيتها، وانطلق الشباب الأربعة، معهم صديقهم، اندفعوا في درج البناية، والرعب يملأ قلوبهم...
    أخذوا يدقون باب بيت المرأة في غلظة، ويصرخون بأعلى أصواتهم افتحي، نعرف أنَّ الفتاة عندَكِ، إياكِ والتهور... انفتحت بيوت الجيران جميعًا، على أصوات الصراخ، وماذا تقولون؟ يا للهول! هذه المرأة شبه مجنونة! قلبها طيب عادة، لكنها تأخذ أدوية أعصاب كثيرة، وأحيانًا تصاب بنوبات جنونية، وارتفعت الأصوات من أمام باب بيت المرأة أن اطلبوا الشرطة حالًا، وتطوع بعض الجيران بالاتصال بالشرطة، ويُشهد لهم بكفاءة الأداء، فلقد جاؤوا مسرعين، ولكن...
    صوت عنيف سمعه الجميع، صوت مرعب، صرخة هائلة وارتطام، أسرعوا إلى الأسفل، ويا لها من كارثة أسالت دموع الرجال، المرأة صاحبة البيت، وثبت من الشرفة، ولم يكن الهبوط هينًا، لقد وثبت من الطابق الثامن، لتهوي على إسفلت الطريق، ويتهشم رأسها وتتكسر عظامها...
    صعد رجال الشرطة ليكسروا باب بيتها، ويا للهول الثاني، بل الهول الأول، البنت المبتزة وجدوها، وليتهم ما وجدوها، فلقد كانت ست عشرة قطعة صغيرة!
    ثنائي هوبي يوبي، واحدة تقطعت بالساطور، في نهاية مأساوية أليمة، والثانية صرخت مثل المجانين، ولم تستوعب على نفسها إلا وهي تصرخ، ثم تصرخ، إلى أن جاءت المهدئات في مستشفى الأمراض العصبية بنتيجة، وهدأت أخيرًا، لكن الأمور لم تصل إلى خواتيمها السَّعيدة كما تظن، فأمامها محاكمة!
    هل كان رجال الشرطة يلعبون هذه المدة؟ لقد انتبهوا على تأخر مسؤول السنترال في تسليمهم داتا الاتصال الواردة إلى منزل الرجل الذي قتل ابنه، أو حتى إنكاره وجود هذه الداتا عنده، وقادتهم تحرياتهم إلى أن هذه المرأة المجرمة المنتحرة هي امرأته، وأن العلاقة بينهما ليست على ما يرام، قبضوا عليه، ادعى الحزن والتأثر، وحين بدأ الاستجواب بوسائل مؤلمة، اعترف بكل شيء في لحظات، وعادت الشرطة إلى التحريات، هاتان الفتاتان لا تفترقان عن بعضهما، وفي هلوسة المسكينة حين رأت جثة رفيقتها، وكلما استيقظت من سباتها، كانت تتكلم على الجريمة والابتزاز والاتصالات...
    اعترفت الفتاة بأنها لم تتصل بأحد، فقط كانت أحيانًا تقترح على رفيقتها، واعترفت بكل الاتصالات التي تمت، وكم كانتا تحتفلان بعد كل مكالمة بنجاحهما، اعترفت ولم يكن أحد في حاجة إلى تأكيد اعترافها أو إنكاره، فلقد تطابق كلامها حرفيًّا مع محتوى داتا الاتِّصالات التي استرجعتها الشرطة واستمعت لها...
    ظنت الفتاة أنها سترجع إلى بيتها، ولكن، ما كانت الظنون لتجعل الحياة سعيدة، فهي مشاركة في الجرائم، شاءت أم أبت، هي مشاركة لرفيقتها في طلاق امرأة، وضرب فتاة حتى كادت تتكسر عظامها، وجلطة امرأة أخرى، ووفاة شاب مسكين، هي مشاركة لرفيقتها في عملية ابتزاز حقيرة، بل تتحمل - قانونًا - جزءًا في مسؤولية مقتل رفيقتها...
    ولكن، لأنها دون السن القانونية، و(لا تفهم) كثيرًا، حكم عليها القاضي بالسجن ثلاث سنوات، تبدأها في الأحداث، وتنهيها في سجن النساء...
    صرخت البنت وبكت، استرحمت وتوسلت، لكن القانون لا يعترف بهذه المظاهر، ولو أن كل مخطئ بكى وقت الحكم عليه واسترحم، بل وأغمي عليه، سينال العفو، لما سُجن أحد في التاريخ كله!
    لكن المأساة لم تنته بعد! وقت المحاكمة لم يحضر أهل الفتاة، أبوها وأمها وإخوتها الشباب؟ لا! ليس هؤلاء فحسب، بل أعمامها وأخوالها كذلك، أعلنوا تبرأهم منها في القرية كلها، وأنها ليست ابنتهم ولا يعرفونها...
    هذا قاس جدًّا، لكن هل نلومهم؟ لا أعلم، فما حدث ليس هينًا، ابنتهم، وهم مسؤولون عن تربيتها، تسببت ورفيقتها في خراب البيوت، الرجل الذي طلق امرأته ثلاثًا ندم على ذلك، وبم يفيد الندم؟ لن يستطيع استرجاع امرأته، فالطلاق بالثلاث، والشاب الذي ضرب أخته حتى كاد يكسر عظمها، وقبل ذلك خرجت بلباس النوم القصير نسبيًا إلى الشارع، وهي ملتزمة بالآداب العامة، اعتذر إلى أخته وقبَّل رأسها، لكن هل تنسى الألم؟ هل تنسى أنه لوى ذراعها في الشارع حتى كاد يحطمها، وأنه كسر العصا الغليظة على جسدها؟
    الأم التي جُلطت، الشاب الذي بصق أبوه وإخوته عليه، وضربه أبوه ليعترف من البنت التي زنى بها، ليحاولوا إصلاح الخطأ، هذا رُمي بكبيرة من الكبائر، هو منها براء، لأن ابنتهم تريد أن تتسلى وتضحك وترقص!!!
    لم تنته المأساة بعد، في السجن عانت البنت الأمرين، صارت تشتغل في السجن في تنظيفه وغسل الملابس، مقابل أجر زهيد، لتستطيع تأمين بعض الطعام الإضافي لها، أو لتحنو عليها سجينة ما وتطلب من أهلها أن يحضروا لهذه المسكينة بعض الملابس ولو كانت قديمة مهترئة، كي لا تبقى في ملابسها نفسها ثلاث سنوات كاملة...
    خرجت البنت، لا أحد في انتظارها خارج باب السجن، لماذا؟ آه! لأن أهلها لا يعلمون أنها خرجت! أخذت تركض وتركض في جنون تريد أن ترى أباها وأمها، تريد أن تنام في سريرها، تريد وتريد... ولكنها كانت تحلم!
    وصلت إلى بيتها بعد أن استقلت سيارة أجرة، لأنها لن تستطيع أن تركض عدة ساعات حتى تصل إلى بيتها، دفعت ما في جيبها من نقود زهيدة، وربما كانت الأجرة أكثر، وربما حنا عليها السائق، لكن أهلها لم يفعلوا!
    دقت الباب في لهفة، وهي تصيح: أنا جئت، افتحوا! فتح أبوها، نظر إليها في برود وبغض، ابتسمت في سعادة، همت بالارتماء بين ذراعيه، أغلق الباب في وجهها في عنف شديد، وجمدت المسكينة!
    عادت تدق، تستغيث بأهلها، أرجوكم أنا جائعة، بردانة، ولا أحد يرد، بل إن بعض الناس من أهل القرية مروا بها، رأوها، فأشاحوا بوجوههم في احتقار...
    في انكسار تام مشت البنت، عيناها في الأرض، دموعها مثل الشلال، ولا أحد يهتم بها، مشت حتى كادت تنفطر قدماها، مشت حتى حل الظلام، وجلست في زاوية ما، ترتجف، بردًا ورعبًا...
    ولكنْ، لم تكن نهايتها الموت جوعًا أو في أنياب حيوان مفترس، آخر أخبارها أن امرأة تتبع جمعية ما لرعاية المشردين قد عثرت عليها، فأخذتها معها إلى تلك الجمعية، ومن بعدها لا نعلم عنها شيئًا...
    هل هي المخطئة؟ نعم، والمخطؤون أكثر وأكثر أهلها، وأهل رفيقتها، لا تربية ولا مراقبة ولا سؤال عمَّا فعلْتِ في يومِكِ هذا، ولا شيء، هي عند رفيقتها ساعات وساعات كل يوم، تراها أكثر مما ترى أهلها، هي بذلك سعيدة، بنت وبنت تتكلمان، بما لا تستطيعه بنت مع أربعة شباب، ولكن أهلها لم يراقبوا ولم يتابعوا، لكنهم عاقبوها في قسوة شديدة، ربما تستحقها، لكن الخطأ عليهم ليس هينًا...
    تنتهي قضية هوبي يوبي، وكالعادة هي قضية حقيقية، ولكن ربما نغير قليلًا في بعض الأحداث لأننا نكتبها من الذاكرة، غير أن الأساس صحيح 100%...
    نسأل الله أن يحمي بناتنا من الوقوع في مثل هذه الأخطاء...
    وإلى اللقاء في قضية أخرى إن شاء الله...


  6. #5

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,621
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Actions Go Next View Icon رد: حكاية هوبي يوبي!

    أهلًا بكم :"),

    نهاية سعيدة!، استغفرالله
    ربي يلطف بنا، اللهم نعوذ بك من الشماتة
    لكن فعلًا ما فعلاه هذا جزاءه!
    قطعتها لأنها تظن أنها زوجة لزوجها عجيييب!!
    كمية إجرام في الحكاية!
    وتلك نالت ثلاث سنوات ياليتها أكثر!
    توقعت أن تجن بس للأسف!
    يأتون بالأبناء حتى يرمونهم في الشارع ليربيهم!
    اللهم نسألك العفو والعافية،
    كم من ضحية راحت بسببهما،
    وعند الله الجزاء العادل،
    حسبنا الله ونعم الوكيل،
    رحمت الضحايا مرا،
    ربي يعوضهم بكل خير،

    بوركت يارب
    قصة ولا في الخيال!
    أحسنت في جميل السرد!
    زدت فضلًا وقدرا,,
    في حفظ المولى،،
    ~

  7. #6


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,305
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكاية هوبي يوبي!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    أهلًا بكم :"),

    نهاية سعيدة!، استغفرالله
    ربي يلطف بنا، اللهم نعوذ بك من الشماتة
    لكن فعلًا ما فعلاه هذا جزاءه!
    قطعتها لأنها تظن أنها زوجة لزوجها عجيييب!!
    كمية إجرام في الحكاية!
    وتلك نالت ثلاث سنوات ياليتها أكثر!
    توقعت أن تجن بس للأسف!
    يأتون بالأبناء حتى يرمونهم في الشارع ليربيهم!
    اللهم نسألك العفو والعافية،
    كم من ضحية راحت بسببهما،
    وعند الله الجزاء العادل،
    حسبنا الله ونعم الوكيل،
    رحمت الضحايا مرا،
    ربي يعوضهم بكل خير،

    بوركت يارب
    قصة ولا في الخيال!
    أحسنت في جميل السرد!
    زدت فضلًا وقدرا,,
    في حفظ المولى،،
    ~

    هناك مسألتان نتوقف عندهما...
    الأولى أن الفتاتان تابتا بعدما قتل الأب ابنه...
    عودتهما إلى هذه اللعبة الكاذبة بسبب خوف إحداهما أن تُسجن سنوات طويلة...
    ربما كان توبتهما صادقة وقتها، لا نعلم، لكنهما نالتا جزاء قاسيًا في الدنيا لعله يكون كفارة لهما في الآخرة...
    أما أن المرأة قطعت الفتاة لأنها ظنت أنها زوجة زوجها، فالزوج سبق أن قال للفتاة إنه يريد أن يتخلص من (جنون) امرأته...
    والناس قالوا إنها تصاب بنوبات جنونية، المرأة ليست في وعيها تمامًا، ربما بسبب أدوية الأعصاب ربما لأسباب أخرى...
    والزوج الأحمق وصف بمنتهى الغباء ملابسه الداخلية للفتاة لتقنع امرأته بأنها ضرتها فعلًا، وربما هذا ما أثار غيرة جنونية وغضبًا شديدًا في نفس هذه المرأة اللاواعية...
    لا أعلم ما الحكم الذي ناله هذا الزوج، لكن أرجو أن يكون المؤبد على الأقل لتضليله العدالة وتلاعبه بعواطف فتاة وامرأته، ما تسبب في جريمة قتل بشعة جدًا...


  8. #7


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,305
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكاية هوبي يوبي!

    ختامًا، هوبي يوبي، أسماؤهما الحقيقية تبدأ بحرف (ع) - (د)...
    حين بدأتا لعبة التسلية والكذب، كانتا في صفِّ الثانوي الثاني...
    القضية في بداية مرحلة القرن الحالي، لم تتحدد السنة بالضبط، لكن بعد سنة 2000 بقليل...
    الفتاة المسكينة التي تقطعت بالساطور هي (د)، والتي سُجنت ثلاث سنوات وتبرأ منها أهلها ثم طردوها هي (ع)...
    رحمهما الله وغفر لهما، ولتلك المرأة رغم انتحارها، فلم تكن في عقلها ووعيها...

  9. #8

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,621
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Actions Go Next View Icon رد: حكاية هوبي يوبي!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أ. عمر مشاهدة المشاركة
    هناك مسألتان نتوقف عندهما...
    الأولى أن الفتاتان تابتا بعدما قتل الأب ابنه...
    عودتهما إلى هذه اللعبة الكاذبة بسبب خوف إحداهما أن تُسجن سنوات طويلة...
    ربما كان توبتهما صادقة وقتها، لا نعلم، لكنهما نالتا جزاء قاسيًا في الدنيا لعله يكون كفارة لهما في الآخرة...
    أما أن المرأة قطعت الفتاة لأنها ظنت أنها زوجة زوجها، فالزوج سبق أن قال للفتاة إنه يريد أن يتخلص من (جنون) امرأته...
    والناس قالوا إنها تصاب بنوبات جنونية، المرأة ليست في وعيها تمامًا، ربما بسبب أدوية الأعصاب ربما لأسباب أخرى...
    والزوج الأحمق وصف بمنتهى الغباء ملابسه الداخلية للفتاة لتقنع امرأته بأنها ضرتها فعلًا، وربما هذا ما أثار غيرة جنونية وغضبًا شديدًا في نفس هذه المرأة اللاواعية...
    لا أعلم ما الحكم الذي ناله هذا الزوج، لكن أرجو أن يكون المؤبد على الأقل لتضليله العدالة وتلاعبه بعواطف فتاة وامرأته، ما تسبب في جريمة قتل بشعة جدًا...

    استغفرالله، حسيت من ردك أنك متعاطف معهما وأني كنت قاسية معهما!
    ولا أدري حقيقةً هل كنت مبالغة في حكمي؟!
    لكن الحمدلله الرحمة ليست بيدي بل بيد عالم الغيوب!
    أنا تعاطفت مع الضحايا الذين صابهم ما أصابهم من البلاء والأذى!
    ولعلي أخذت بقول الله في آياته المحكمات:
    {
    إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)}
    لكن أنت محق عندما قلت تابوا ورجعوا!

    وأرجو من الله العفو والعافية لجميع من ذكرت
    حتى الجناة!

    واستغفرالله مرة أخرى!،
    يارب عفوك وغفرانك،
    شكرًا لك
    وبوركت يارب
    ~


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...