لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))

[ منتدى نور على نور ]


صفحة 5 من 45 الأولىالأولى 123456789101112131415 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 100 من 894
  1. #81

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))


    "رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ"
    الصافات 100



  2. #82

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))


    "رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"
    الأحقاف 15

  3. #83

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))


    "رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ"
    الحشر 10

  4. #84

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))


    "رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"
    الممتحنة 4



  5. #85

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))


    "رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"
    الممتحنة 5



  6. #86

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))


    "رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
    التحريم 8



  7. #87

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))


    "رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ"
    نوح 28



  8. #88

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))



    اللَّهُمَّ جَدِّدِ الإيْمَانَ فِي قَلْبِي))([1]).قال عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال: رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (( إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم، كما يخلق الثوب، فاسألوا اللَّه أن يجدد الإيمان في قلوبكم)) .المفردات:ليخلق: أي يكاد أن يبلى([2]).الشرح:هذا الدعاء فيه من عظيم المقصد، وأجلّ مطلب، في إصلاح أهم مضغة في الجسد، التي هي محلّ نظر الرب تبارك وتعالى، التي إن صلحت صلح سائر الجسد كله، وإن فسدت فسد الجسد كله؛ فلهذا اهتم الشارع الحكيم إلى سؤال اللَّه تبارك وتعالى في إصلاح هذه المضغة.[وقد] تقدم من أدعية المصطفى صلى الله عليه وسلم ((اللَّهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك)(( يا مقلب القلوب ثبّت قلبي على دينك)((اللَّهم حبِّب إلينا الإيمان، وزيّنه في قلوبنا))، وغير ذلك الكثير من الأدعية.قوله صلى الله عليه وسلم ((إن الإيمان ليخلق)): أكد الأمر بـ(إنّ)) أي الإيمان ليتلف ويبلى ويتغير، ثم شبهه بالأمر المحسوس المشاهد بالثوب الذي يبلى ولا يبقى، وهذا في غاية الأهمية في تثبيت الأمر المهم في الذهن، وتأكيد الحقائق المهمة الجليله، بالأمور المحسوسة، الذي يقتضي المراقبه، وحسن المجاهدة ((شبه صلى الله عليه وسلم الإيمان بالشيء الذي لا يستمر على هيئته))([3])؛ فإن الثوب يبلى لرداءته، أو كثرة استعماله، وكذلك الإيمان، لا يبقى على حال، فهو يضعف، ويفتر بسبب كثرة المعاصي والآثام، والبعد عن ذكر اللَّه عز وجل وقلّة [الأعمال] الصالحات والطاعات، وعدم تجديد التوبة بعد الذنوب والسيئات.ففيه دليل على صحة اعتقاد أهل السنة والجماعة، كما هو مقرَّر في كتب العقيدة: إن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي والآثام.ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((فاسألوا اللَّه أن يجدد الإيمان في قلوبكم))، وقد تقدم أن في أمره صلى الله عليه وسلم بالدعاء، أفضل من غيره من الأدعية التي لم يأمر بها.وفي صيغة المضارع ((أن يجدد)): الذي يدلّ على الاستمرارية والتجدّد، فيه حث على الاعتناء بهذا الدعاء، وملازمته، والاعتناء به على الدوام، وتضمّن هذا الدعاء المبارك سؤال اللَّه تبارك وتعالى التوفيق إلى صالح الأعمال، والتي من أجلّها: مسائل الإيمان من حسن الاعتقاد، المنافي للشبهات، والبدع، والضلالات، وكذلك تضمّن سلامته من الشرك، والرياء، والسمعة، والنفاق، وباقي الذنوب، والشرور، والسيئات.فخذ بوصية المصطفى صلى الله عليه وسلم تكن من الفائزين.
    [HR][/HR]([1]) مقتبس من حديث عبد الله بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قال: قال رسول الله r: ((إنّ الإِيمانَ لَيَخْلَقُ في جَوْفِ أحدِكُمْ كما يَخْلَقُ الثَّوْبُ الخَلقُ، فاسْأَلُوا اللَّهَ أن يُجَدِّدَ الإِيمانَ في قُلُوبِكُمْ))، الحاكم، 1/ 4، وصححه، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، 1/ 52: ((رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن))، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 4/ 113، برقم 1585.

    ([2]) فيض القدير، 2/323 .

    ([3]) فيض القدير، 2/ 323.


  9. #89

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))



    ((أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ، الحَيُّ القَيُّومُ، وَأتُوبُ إلَيهِ))([1]).[الشرح]:هذا الدعاء فيه استغفار عظيم، وتوسّلات جليلة، ومعانٍ عظيمة في طلب المغفرة من رب العالمين، بأجمل العبارات، وأسمى الكلمات، فإن في مضامينه:1- طلب المغفرة بأجمل العبارات وأجلّها في اقتران الطلب بأجمل الأسماء وأجلها (اللَّه).2- وفيه توسّل بأسماء اللَّه الحسنى: (اللَّه، العظيم، الحي، القيوم).3- وإقرار بألوهية اللَّه تبارك وتعالى (لا إله إلا هو) المتضمّن لتوحيد الربوبية. 4- وعزم على التوبة في الحال والاستقبال.قوله: ((من قال استغفر اللَّه)): أي من سأل اللَّه تبارك وتعالى المغفرة للذنوب كما دل حرف الـ((سين)) الطلب، أي من طلب التجاوز عن الذنوب وسترها وترك العقاب عليها.وفي قرنه بـ(اللَّه العظيم) الذي يدل على الإقران على كمال آخر زائد في كمال كل اسم على انفراده: على عظم وجلالة ألوهيته تبارك وتعالى، التي تدل على عظم الذات، والصفات، والأفعال، والسلطان، المستحق للتعظيم من جميع العالمين، وفي تخصيص اسم (العظيم): مناسب في طلب المغفرة من الذنوب العظام، فإن العظيم لا يتعاظم عليه شيء مهما كبر، وإن كانت من أكبر الكبائر كالفرار من الزحف.قوله: ((لا إله إلا هو)): إقرار وإذعان من العبد باستحقاق العبودية الحقة للَّه تبارك وتعالى.قوله: ((الحي القيوم)): ذكر هذين الاسمين الجليلين يدل في غاية المناسبة في طلب المغفرة كذلك؛ لأن جميع الأسماء الحسنى والصفات العُلا الذاتية والفعلية ترجع إليهما، فالصفات الذاتية: ترجع كلها إلى اسم (الحي)، والفعلية إلى اسم (القيوم).قوله: ((وأتوب إليه)): فيه إقرار وتأكيدٌ وعزمٌ على التوبة إلى اللَّه تبارك وتعالى ((فينبغي ألا يتلفظ بهذا إلا إذا كان صادقاً فيه في باطن الأمر كظاهره، وإلا كان كاذباً بين يدي اللَّه عز وجل فيخشى عليه مقته))([2]).قوله: ((وإن كان فر من الزحف)): هذه بشارة عظيمة، وكريمة من رب العالمين، وهذا من ((فضل اللَّه سبحانه وتعالى على عباده، إن من ارتكب كبيره، بل وإن كانت من أعظم الكبائر، كالفرار من الزحف، الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها من الموبقات المهلكة، قال عليه الصلاة والسلام: ((اجتنبوا السبع الموبقات ...(فذكر منها) التولي يوم الزحف))([3]) أنه يغفر له.والفرار من الزحف: الفرار من الجهاد في سبيل اللَّه، حال قتال الكفار في الحرب، فدلّ هذا الاستغفار العظيم على أنه تعالى يغفر الذنوب العظام التي لا توجب على مرتكبها حكماً في النفس، أو المال، كالفرار من الزحف، أو مثله من الذنوب))([4]) إذا قال العبد مخلصاً، صادقاً، مستحضراً معانيه، ينال هذه البشارة العظيمة، من المغفرة.فائدة: فوائد الاستغفار محو الذنوب، وستر العيوب، وإدرار الرزق، وسلامة الخلق، والعصمة في المال، وحصول الآمال، وجريان البركة في الأموال، وقرب المنزلة من الديان، ورضى الغفور الرحمن([5])، وكثرة [الأموال، والبنين، ونزول الأمطار]، وقوة في الأبدان، والعيش بأمان في الدنيا وإلى دخول الجنان.
    [HR][/HR]([1]) الترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا أبو موسى، برقم 3577، وابن سعد، 7/66، والطبراني، 5/89 ، برقم 4670، وأبو داود، أبواب الوتر، باب في الاستغفار، برقم 1519 وابن أبي شيبة، 10/ 299،، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، برقم 2831: ((مَنْ قَالَهُ غَفَرَ اللهُ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنْ الزَّحْفِ))، وصحيح أبي داود، برقم 2831.

    ([2]) الفتوحات الربانية، 3/701 .

    ([3]) البخاري، كتاب الوصايا، باب قول الله تعالى: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً...)، برقم 2766، مسلم، كتاب الإيمان، باب الكبائر وأكبرها، برقم 89 .

    ([4]) الفتوحات الربانية، 3/701 ، بداية المبتدئ وهداية السالك، 96 ، بتصرف يسير.

    ([5]) المفردات، ص 619.


  10. #90

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))



    ]رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ[([1]).‏هذا الدعاء جاء ذكره في كتاب اللَّه العزيز تنويهاً بأهميّته، والحثّ على العناية به في كتابٍ يُتلى إلى يوم القيامة؛ لأنه جاء عن خلصاء أصحاب عيسى، وأصفيائه، وأنصاره، سمّاهم اللَّه تبارك وتعالى (الحواريون) من صفائهم، كالشيء الأبيض الخالص البياض، من شدة النقاء والصفاء .‏فقد أخلصوا سرائرهم، وعلانيتهم، ونياتهم، فصاروا في أعلى درجات النقاء في ظاهرهم وباطنهم. ‏قولهم: ]رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ[ قدّموا توسّلهم بربوبيته تعالى؛ ((لأنّ الربوبية تدور على ثلاثة أشياء: الخلق، ‏والملك، والتدبير، ‏وإجابة الدعاء، داخل في هذه الثلاثة، ‏فلذلك كان كثيراً ما يتوسّل به الداعون من الأنبياء والمرسلين، وغيرهم من المؤمنين، كما في الحديث الصحيح : (يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ)([2]).‏أي : يا ربّنا صدَّقنا بكتابك الذي أنزلته (وهو الإنجيل)، وبكلّ ما أنزلته، وهذا الإيمان الكامل الذي يتضمّن الإيمان بكلّ ما أنزل اللَّه تعالى على أنبيائه من الكتب من قبلهم، ومن بعدهم، وفي تقديم الإيمان باللَّه ((لأنّه هو أصل كلّ شيءٍ، ومقدّم على كل شيء، والإيمان باللَّه تعالى يتضمّن أموراً: الأول: الإيمان بوجوده، والإيمان بربوبيته، والإيمان بألوهيّته، والإيمان بأسمائه، وصفاته جلّ وعلا))([3]).]وَاتَّبَعْنَا الرَّسولَ[: أي امتثلنا بما أتى به ظاهراً وباطناً، وهذا هو ثمرة الإيمان، والاتّباع، والإذعان، فجمعوا في دعائهم عدّة توسّلاتٍ عظيمة: توسّلاً بربوبيته، وبإيمانهم، وعملهم الصالح بين دعائهم، وطلبهم، استمطاراً لسحائب الإجابة منه ]فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ[: هذه الغاية عندهم بعد تقديمهم الوسيلة: ((فأثبت أسماءنا مع أسماء الذين شهدوا بالحق، وأقروا لك بالتوحيد، وصدَّقوا رسلك، واتبعوا أمرك ونهيك، فاجعلنا في عدادهم ومعهم، فيما تكرمهم من كرامتك، وأحلّنا محلّهم...))([4]).ويدخل في ذلك دخولاً أوليّاً أمتنا أمة الحق والوسط، وهذا إخبار ربّ العالمين، ]وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ[([5])؛ لأنها هي آخر الأمم.قال شيخ المفسرين الطبري: ((يعرف خلقه – جل ثناؤه- بذلك سبيل الذين رضي أقوالهم وأفعالهم: ليحتذوا طريقهم، ويتبعوا منهاجهم، فيصلوا إلى مثل الذي وصلوا إليه من درجات كرامتهم))([6]).تضمّن هذا الدعاء من الآداب والفوائد:1- ((إنّ الإيمان لا بد له من اتباع.2- إنّه يجب أن يكون الإيمان شاملاً لكل ما أنزل اللَّه تعالى))([7]).3- ((إنّ إشهاد الإنسان على نفسه بالإيمان أو بالإسلام، وما أشبه ذلك لا يعد من الرياء، لا سيما في الاتباع؛ لأن في ذلك فائدة، وهي تقوية المتبوع))([8]).4- أهمية التوسل إلى اللَّه تبارك وتعالى بأكثر من وسيلة، فقد توسّل الأنبياء إلى اللَّه تعالى بوسيلتين عظيمتين:أ‌- الإيمان به.ب‌- واتباع الرسول في قبول دعوتهم.الحرص على صحبة الأخيار؛ لأن في ذلك الصلاح في الدنيا، والفلاح في الآخرة، لقوله تعالى: ]فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ[([9]).
    [HR][/HR]([1]) سورة آل عمران، الآية: 53.

    ([2]) مسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة، وأنها حجاب من النار، برقم 1015.

    ([3]) تفسير سورة آل عمران لابن عثيمين رحمه الله، 1/ 483.

    ([4]) تفسير سورة آل عمران لابن عثيمين رحمه الله، 1/ 483.

    ([5]) سورة البقرة، الآية: 143.

    ([6]) انظر: جامع البيان، 2/ 264.

    ([7]) تفسير سورة آل عمران لابن عثيمين رحمه الله، 1/ 308- 313.

    ([8]) المرجع السابق.

    ([9]) المرجع السابق بتصرف يسير، 1/ 315.




  11. #91

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))




    "رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ[([1]).المفردات: العَوذ: الالتجاء إلى الغير، والتعلّق به، يقال: عاذ فلان بفلان([2])، ((وحقيقة معناه: الهروب من شيء تخافه إلى من يعصمك منه))([3]) .الشرح: هذه الدعوة المباركة من النبي نوح عليه السلام بعد أن أهلك اللَّه تعالى ابنه مع الكافرين في الطوفان، سأل ربه سؤال استعلام عن حال ولده الذي غرق: "رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ "4]((لعلّه عليه الصلاة والسلام حملته الشفقة، وأنّ اللَّه تعالى وعده بالنجاة لأهله، فظن أن الوعد لعمومهم: من آمن، ومن لم يؤمن، فبيّن له تعالى إنه ليس من أهلك الذين وعدتهم بالإجابة))([5])، فقال تعالى له: "قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ "[6])، فقال نوحٌ عليه السلام نادماً، وملتمساً الصفح من ربه: إني أستجير بك، وأحتمي بجنابك من أن أسألك ما ليس لي به علم صحيح بأنه جائز السؤال به لجهلي، وسعة علمك الذي وسع كل شيء.وقوله: " وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي " : ما فرط مني من قول، وما صدر عني من فعل بسبب جهلي، لا عن قصدٍ مني، وهذا دأب الصادقين في سرعة التوبة إلى اللَّه تعالى، مخافة أن يدركهم غضبه وعقابه، وطلب المغفرة قبل الرحمة؛ لأن التخلية مقدمة على التحلية.ثم أعقبها "وَتَرْحَمْنِي " وتتداركني برحمتك التي وسعت كل شيء "أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ " الذين خسروا في الدنيا بالاحتجاب عن علمك وحكمتك، وخسروا آخرتهم وسعادتهم، فدلّ على أن المغفرة والرحمة سبب لدفع المرهوب، والاستجلاب للمرغوب المحبوب.الفوائد:وفي هذا الدعاء المبارك آداب مهمّة ينبغي للداعي أن يعتني بها:1- ينبغي للداعي أن يتفَقَّه في باب الدعاء حتى يدعو على علمٍ، وبصيرةٍ، وفهمٍ.2- ينبغي للعبد الاعتناء في طلب هذين المقصدين العظيمين: المغفرة، والرحمة حال دعائه، كما في غالب الأدعية؛ لأن فيهما الوقاية والعناية، وذلك أنّ المغفرة هي ستر الذنب، والتجاوز عنه، وهذه هي الوقاية، والرحمة تقتضي الإحسان، والإنعام، والخيرات، وهذه هي العناية .3- أهمية سؤال اللَّه بربوبيته، سواء كان في الطلب أو في الاستعاذة؛ فإنه من مؤكدات الإجابة .4- ينبغي للداعي أن يتجنّب الاعتداء في الدعاء .5- فيه دلاله على أن العبد مهما كانت منزلته، فإنه مفتقر إلى اللَّه بالتوبة والمغفرة.6- ينبغي للداعي أن يعتني بالأدعية الشرعية؛ فإن فيها السلامة من الخلل، والزلل، وفيها كمال المقصد والمقاصد .((عدم جواز الدعاء بما لا يعلم الإنسان مطابقته للشرع))([7])
    [HR][/HR]([1]) سورة هود، الآية: 47.

    ([2]) مفردات ألفاظ القرآن، ص 594.

    ([3]) بدائع الفوائد، 2/ 200.

    ([4]) سورة هود، الآية: 45.

    ([5]) تفسير ابن سعدي، ص 429.

    ([6]) سورة هود، الآية: 46.

    ([7]) انظر: تفسير الشوكاني، 3/ 428.





  12. #92

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))



    - ((اللَّهُم يا فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ([1]).المفردات:فاطر: فطر الشيء يفطره وفطَّره: شقه، وتفطَّر الشيء: تشقّق، وأصل الفطر: الشقَّ طولاً، وجمعه فطور، قال تعالى : هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ([2])، أي: اختلال، ووهْي فيه، والفطر والفطرة: الابتداء والاختراع([3]) .هذه الدعوة المباركة من النبي يوسف الصديق عليه السلام : ((دعا به ربه Uلمّا تمّت النعمة عليه باجتماعه بأبويه وإخوته، وما منَّ اللَّه تعالى به عليه من النبوة والملك، سأل ربه عز وجل كما أتمّ نعمته عليه في الدنيا، أن يستمرّ بها عليه في الآخرة، وأن يتوفّاه مسلماً حين يتوفّاه، وأن يُلحقه بالصالحين، وهم إخوانه من النبيين والمرسلين صلوات اللَّه وسلامه عليهم أجمعين))([4]) .وهذا يدلّنا على أهمية الدعاء، وأنه منهج كل الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، وأنه ملجؤهم إليه في سرائهم وضرائهم، وفي كل أحوالهم، وأنه ينبغي أن يكون الدعاء ملجأ العبد في حياته في جميع شؤونه، وفي كل صغيرة وكبيرة .فصدر دعائه بأجمل الألفاظ، وأكمل المعاني، من أسمائه الحسنى، وصفاته العلا .فقال:" فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ "أي يا خالق السموات والأرض، ومبدعهما، ومبتدئهما من غير مثال سابق. "أنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " مالك كل أموري، وكل أحوالي، في الأولى والآخرة. فسأل اللَّه تعالى الولاية الخاصة التي من مقتضاها: العناية، والرعاية ."تَوَفَّنِي مُسْلِمًا " سأل اللَّه تعالى الثبات على الإسلام حتى يتوفاه عليه، كما قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّه حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" ([5]). وهذا المطلب الجليل كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يسأله ربه تبارك وتعالى: ((يا وليَّ الإسلام وأهله، مسكني بالإسلام حتى ألقاك عليه))([6]) .ثم سأل ربه تعالى أن يكمل له هذه النعمة في مرافقة الصالحين من أوليائه في جنات النعيم، فقال تعالى: "وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين "ولا يدلّ هذا الدعاء المبارك على أن يوسف عليه السلام دعا باستعجال الموت، فإن هذا لا يجوز في شريعتنا([7]) . كما قال النبي rصلى الله عليه وسلم ((لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي))([8]) .الفوائد:((جمعت هذه الدعوة الإقرار بالتوحيد، والاستسلام للرب عز وجل وإظهار الافتقار إليه، والبراءة من موالاة غيره سبحانه، وكون الوفاة على الإسلام أجلّ غايات العبد، وأن ذلك بيد اللَّه تعالى، لا بيد العبد، والاعتراف بالمعاد، وطلب مرافقة السعداء))([9])
    [HR][/HR]([1]) انظر:سورة يوسف،الآية: 101،وانظر للفائدة:كتاب الفوائد لابن القيم،ص 436، و437.

    ([2]) سورة الملك، الآية 3.

    ([3]) انظر: الصحاح، 2/ 281، واللسان، 5/ 3432، والمفردات، ص 64.

    ([4]) تفسير ابن كثير، 2/ 622.

    ([5]) سورة آل عمران، الآية: 102.

    ([6]) ذكره صاحب العقيدة الطحاوية، ص 420، وصححه الشيخ الألباني في الموضع نفسه، كما ذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1823، وقال: ((أخرجه السلفي في الفوائد المنتقاة))، وصححه.

    ([7]) تفسير ابن كثير، 2/ 662.

    ([8]) البخاري، كتاب الدعوات، باب الدعاء بالموت والحياة، برقم 6351، مسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب كراهة تمني الموت لضر نزل به، برقم 2680.

    ([9]) انظر: تفسير ابن كثير، 2/ 663.




  13. #93

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))


    1- ]رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ[([1]).هذه الدعوة المباركة ضمن الدعوات الكثيرة التي ذكرت في كتاب ربنا لموسى u مع فرعون كما سبق لما فيها من مقصدٍ عظيمٍ، في شأنٍ مهمّ وخطيرٍ، في كيفية تعامل المؤمن مع الكافرين والظالمين، عند الفتن، والتسلّط عليهم، وأن ملجأهم الأول اللَّه جلّ وعلا في التوكل والإنابة إليه، والالتجاء إليه بالدعاء، والتضرّع، وهذه الدعوة لها شبه من دعوة نوح u وقومه، وقد شرحناها سابقاً.((يخبر I أنه لم يؤمن بموسى مع ما جاء به من الآيات البينات، والحجج القاطعات، والبراهين الساطعات إلا قليل من قوم فرعون([2]) من الذرية، وهم الشباب على وجه التخوف منه، ومن ملّته أن يردّوهم إلى ما كانوا عليه من الكفر))( كما قال تعالى: ]فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ[([4]).ثم أمرهم عليه الصلاة والسلام بإخلاص التوكل على اللَّه تعالى: ]وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ[([5]):أمرهم u بالتوكل؛ لأن اللَّه تعالى يكفي كل ما يهمّ العبد، ويخافه: ]وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ[([6]) أي: ((كافيه، وكثيراً ما يقرن اللَّه تعالى بين العبادة والتوكل))([7]) لتلازمهما، وأنهما لا ينفكان ]فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ[([8]).قال الإمام ابن القيم رحمه اللَّه: ((التوكل على اللَّه تعالى نوعان:أحدهما: توكل عليه في جلب حوائج العبد، وحظوظه الدنيوية، أو دفع مكروهاته، ومصائبه الدنيوية.الثاني: التوكل عليه في حصول ما يحبه، ويرضاه من الإيمان، واليقين، والجهاد، والدعوة إليه.وفي النوعين من الفضل ما لا يحصيه إلا اللَّه تبارك وتعالى، فمتى توكّل عليه العبد في النوع الثاني، حقّ توكله كفاه، والنوع الأول تمام الكفاية، ومتى توكل عليه في النوع الأول دون الثاني كفاه أيضاً، لكن لا يكون له عاقبة المتوكل فيما يحبه ويرضاه))([9]).قال لهم موسى إن كنتم صدّقتم باللَّه، وما جاء به من الحقّ، ومن ذلك نصره، فتوكّلوا عليه وحده، كرر الشرط تأكيداً وبياناً أن كمال الإيمان بتفويض الأمر إلى اللَّه U، فكان منهم الاستجابة والطاعة الفورية، كما أفادت (الفاء) التعقيبية: ]فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا[ أي: أسلمنا أمورنا إليه، ورضينا بما كتب علينا من قضائه وقدره الذي كلّه خير.وفي تقديمهم التوكل على سؤالهم، فهذا من باب التوسّل إليه بأعمالهم الصالحة.ولا يخفى ((في ترتيب الدعاء على التوكل تلويح بأن حقّ الداعي أن يبني دعاءه على التوكل على اللَّه، فإنه أرجى للإجابة))([10]).]رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ[: ((أي: لا تسلّطهم علينا فيعذبونا حتى يفتنونا عن ديننا، ولا تجعلنا فتنة لهم يفتنون بنا غيرنا، فيقولون لهم: لو كان هؤلاء على حق لما سُلّطنا عليهم وعذبناهم))([11]).سألو السلامة والعصمة في دينهم لهم ولغيرهم، وهذا يدلّ على قوة إيمانهم على ما هم فيه من الشدَّة والكُرْبة، وبعد أن دعوا اللَّه تعالى في أن يصون دينهم عن الفساد والهلاك، أتبعوه بسؤال اللَّه السلامة لأنفسهم([12]) من الهلاك والضرّ، فقالوا:]وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ[ أي: خلّصنا بواسع رحمتك من مجاورة القوم الكافرين، وتخصيص التوسل برحمته؛ لأنّ بها يحصل المطلوب، ويزول المكروه، وفي هذا دليل على اهتمامهم بأمر دينهم فوق اهتمامهم بسلامة أنفسهم؛ ولهذا كان النبي rيستعيذ من مصائب الدين؛ لأنها أشد المصائب والمهالك، ((وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا))الفوائد:1- إن الإيمان الصادق يقتضي التوكل على اللَّه تعالى وحده: ]يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا[.2- إن الدعاء لا ينافي التوكل على اللَّه تعالى والتقوي به، بل هو أدلُّ على التوجه بالتوكل والاعتماد على اللَّه تعالى، والمؤمن لا يتمنّى البلاء، ولكن يثبت عند اللقاء))([14]).3- أهمية التوسل إلى اللَّه تعالى حال الدعاء، حيث توسلوا إليه بعملهم الصالح: (عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا)، وتوسلوا إليه باسم من أسمائه الحسنى(رَبَّنَا)، وصفة من صفاته العلا (برحمتك) ((نجنا برحمتك)).4- ينبغي الاستعاذة من الفتن لشدة خطورتها على الدين، فقد كان r يأمر بالاستعاذة منها: ((تعوَّذوا باللَّه من الفتن: ما ظهر منها، وما بطن))([15])، وكان r يقول في دعائه قبل السلام: ((اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات))([16]).
    [HR][/HR]([1]) سورة يونس، الآيتان: 85- 86.

    ([2]) وقيل: بني إسرائيل، ورجّحه ابن جرير، والصحيح قول ابن كثير رحمه اللّه، لأن بني إسرائيل كلهم آمنوا بموسى u، واستبشروا بمجيئه.

    ([3]) تفسير ابن كثير، 2/ 579.

    ([4]) سورة يونس، الآية: 83.

    ([5]) سورة يونس، الآية: 84.

    ([6]) سورة الطلاق، الآية: 3.

    ([7]) تفسير ابن كثير، 2/ 579.

    ([8]) سورة هود، الآية: 123.

    ([9]) الفوائد، ص 78.

    ([10]) تفسير أبي السعود، 4/ 670.

    ([11]) تفسير الشوكاني، 2/ 466.

    ([12]) انظر: المرجع السابق.

    ([13]) سنن الترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا علي بن حجر، برقم 3502، والنسائي، كتاب الجمعة، الصلاة قبل الجمعة والإمام على المنبر، برقم 10151. وحسّنه الألباني في صحيح الترمذي، برقم 2783.

    ([14]) في ظلال القرآن، 3/ 1816.

    ([15]) مسلم، كتاب الجنة، وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر، برقم 2867.

    ([16]) البخاري، كتاب الجنائز، باب التعوذ من عذاب القبر، برقم 1377، وبنحوه مسلم، كتاب كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، برقم 588.





  14. #94

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))



    1- حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ[([1]).حسب: يستعمل في معنى الكفاية (حسبنا اللَّه) أي: كافينا([2]).هذا الدعاء المبارك الذي أمر نبي الرحمة أن يقوله إذا تولى عنه المعرضون بما جاءهم من الحق والهدى والصراط المستقيم، ولم يقبلوا منه النصيحة، ولا الموعظة الحقة أن يستعين باللَّه عليهم في الدعاء، والتوكل عليه، وقبل أن نشرح هذا الدعاء ينبغي أن نعلم أن الدعاء يُطلق على نوعين اثنين:1- دعاء مسألة وطلب.2- دعاء العبادة، وهذا يدخل في كلّ ما ورد في القرآن من الأمر بالدعاء، والنهي عن دعاء غير اللَّه، والثناء على الداعين يتناول هذين النوعين، وكلاهما متلازمان، فالداعي دعاء المسألة يستلزم دعاء العبادة، وبالعكس، فالداعي دعاء العبادة هو مُتعبِّدٌ للَّه تعالى، طالبٌ وداعٍ دعاء بلسان مقاله، ولسان حاله ربه، قبول تلك العبادة، والإثابة عليها، والداعي دعاء المسألة، هو كذلك داعٍ للَّه تعالى بلسانه وحاله إن اللَّه يقبل دعاءه، ويثيبه عليه.]حَسْبِيَ اللَّهُ[: أي كافيني ربي من جميع ما أهمّني.]لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ[: لا معبود بحقٍّ إلاّ هو، تضمّنت هذه الكلمة العظيمة التي عليها الفلاح والنجاح: نفي وإثبات، (لا إله) نفي لكل الآلهة التي تُعبد من دون اللَّه تبارك وتعالى: (إلاَّ هو) إثبات في تخصيص العبودية له جلّ وعلا بالحق، دون أحدٍ سواه.]عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ[: التوكل: هو اعتماد القلب على اللَّه وحده، وسكونه، وعدم اضطرابه؛ أي: اعتمدت عليه، ووثقت به وحده في جلب ما ينفع، ودفع ما يضر، وفي تقديم (عليه) للحصر والقصر: أي لا أعتمد إلا عليه وحده عزَّ شأنه.والتوكل يقوم على ركنين:الركن الأول: اعتماد القلب على اللَّه تعالى.الركن الثاني: العمل بالأسباب.]وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ[: أي هو مالك أعظم المخلوقات على الإطلاق المحيط بكل شيء الذي هو سقف المخلوقات، وعليه استوى كما يليق به جلّ وعلا، فدونه من المخلوقات داخلون في ربوبيته، وملكه من باب أولى.وهذا الدعاء، وإن كان من باب الإخبار، إلا أنه متضمّن للسؤال والطلب، كما بيّنا سابقاً، وكأنّ حال السائل يقول: اكفني يا ربي من كل شيء يهمّني، ويخيفني، فتضمّن هذا الدعاء كمال حُسن الظن، واليقين باللَّه، وتوحيده، والتوكّل عليه، والثناء له، في ملكوته لكل شيء، فهو المستحقّ أن يفزع، ويرجع إليه في كل الأمور.وقد جاء في فضل هذا الدعاء المبارك من حديث أبي الدرداء t عن النبي r أنه قال: ((مَنْ قالَ فِي كُلّ يَوْمٍ حِينَ يُصْبحُ، وَحِينَ يُمْسِي: ]حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ[ سَبْعَ مَرَّاتٍ كَفَاهُ اللَّهُ تَعالى ما أهمَّهُ مِنْ أمْرِ الدُّنْيا والآخِرَةِ))([3]).تضمّن هذا الدعاء فوائد كثيرة، منها:1- أهمية هذه الدعوة لما جاء في فضلها من السنة في الكفاية من كل ما يهمّ العبد في دينه ودنياه.2- أنّ على العبد أن يستفرغ كل ما في وسعه من الأسباب الشرعية وغيرها في تحقيق مقصوده، ثم يتوكل عليه جلّ وعلا، وهذا من كمال التوحيد.3- إنّ التوكّل سبب لكفاية اللَّه تعالى للعبد، كما قال U: ]وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ[([4]).4- فضل كلمة التوحيد، فإنّ فيها النجاة في الدنيا والآخرة.5- أهمية التوسّل إلى اللَّه تعالى بتوحيده، والتوكل عليه، وربوبيته تعالى لأعظم مخلوقاته.6- أن الدعاء كما يكون بصيغة الطلب، يكون كذلك بصيغة الخبر.7- ينبغي للداعي أن يُحسن ظنّه بربه حال دعائه، كما في قوله: ﴿حَسْبِيَ اللَّهُ، وهذا من التوسّل، والعمل الصالح.
    [HR][/HR]([1]) سورة التوبة، الآية: 129.

    ([2]) مفردات القرآن للراغب، مادة (حسب).

    ([3]) رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 132، وابن عساكر، 36/ 196، وصحح إسناده الأرناؤوط في زاد المعاد، 2/ 37 موقوفاً، وحسّنه سليم الهلالي في عمل اليوم والليلة، برقم 72.

    ([4]) سورة الطلاق، الآية: 3.





  15. #95

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))



    1- اللَّهُمَّ ...]أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ* وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ[([1]).هذه الدعوة المباركة من دعوات موسى تحمل في طيّاتها من كمال الآداب الجميلة، والمطالب الجليلة، التي يحسن بالداعي فهم معانيها ومضامينها، حتى يدعو ربّه الكريم بأجمل المباني، وأجلّ المعاني، وقدّم المؤلف حفظه اللَّه (اللَّهم)، ومعناها: يا اللَّه، حتى تتناسب في البدء بالدعاء أدباً وكمالاً، فبدأ u بالثناء على اللَّه تبارك وتعالى بدءاً بضمير الفصل (أنت) الذي يفيد: ((التوكيد، والحصر، وإزالة اللبس بين الصفة والخبر))([2])، فقال: أنت القائم بأمورنا الدنيوية والأخروية، وأنت ناصرنا، وحافظنا، لا غيرك([3])، قدّم ذكر ولايته تعالى لهم على المغفرة؛ ليكون أدعى للإجابة، وتمهيداً لطلب المغفرة والرحمة، وهذا من حُسن أدبه في الدعاء لربه U، وكذلك في اختياره التوسّل إلى اللَّه تعالى باسم من أسمائه تعالى الحسنى، وهو (الوليّ): الذي له تعالى الولاية العامة على كل الخلائق: بالخلق، والتدبير، والرزق، والتصريف، وله الولاية الخاصّة لأوليائه: من الحفظ، والعناية، والرعاية، والنصرة على عدوّهم، وهذه الولاية التي سألها موسى .وفي تقديم طلب المغفرة قبل الرحمة، من باب التخلية قبل التحلية؛ لأن التخلية أهمّ من التحلية([4]).وقوله: ]وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ[: اعتراض تذييلي مقرر لما قبله من الدعاء، وتخصيص المغفرة بالذكر؛ لأنها الأهم بحسب المقام([5]).أي أنّ كلّ ((غافر سواك، إنما يغفر لغرض، كحب الثناء، ودفع الضرر، أما أنت فإنك تغفر لا لطلب عوض، ولا غرض، بل لمحض الفضل والكرم))([6]).والغفر – كما تقدم مراراً- هو: ((الستر، وترك المؤاخذة بالذنب، والرحمة إذا قُرنت مع الغفر يُراد بها أن لا يُوقعه في مثله في المستقبل))([7]).ثم شرع سؤال خيري الدنيا والآخرة بأوجز لفظٍ، وأشمل معنى، فقال : ]وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ[ فقوله: (اكتب): طلب ذلك بفعل الكتابة لإفادة معنى الثبات والتجدد، قال ابن عاشور رحمه اللَّه: ((لمعنى العطاء المحقّق حصوله، المجدد مرة بعد مرة؛ لأن الذي يريد تحقيق عقد، وعدة، أو عطاء، وتعلقه بالتجدد في المستقبل يكتب به في صحيفته، ولو كان العطاء أو التعاقد لمرة واحدة لم يحتج للكتابة، فالمعنى آتنا الحسنة تلو الحسنة في أزمان حياتنا، ويوم القيامة))([8]).وقد تقدم سابقاً في تفسير معنى الحسنة في سورة البقرة، وهي كلمة جامعة لكل ما يتمنّاه العبد في دينه، ودنياه، وآخرته.ثم ختم دعاءه بقوله: ]إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ[: أي تبنا، وأنبنا إليك، في جميع أحوالنا: ((والجملة مستأنفة مسوق لتعليل الدعاء؛ فإن التوبة مما يوجب قبول الوعد المحتوم))([9]).وهي من أهم مؤكدات قبول وإجابة الدعاء، فَحَسُنَ الختام بها.الفوائد:1- ينبغي للداعي أن يختار في دعائه لربه تبارك وتعالى أنبل الألفاظ، وأجمل المعاني والتعظيم مثل:‌أ- ضمير الفصل (أنت).‌ب- توسّل باسم من أسمائه الحسنى (الولي) كما في قوله: (وليّنا).‌ج- ومن الأسماء المضافة (خير الغافرين).‌د- التأكيد والعزم على التوبة، والأوبة: (إنا هدنا إليك).2- العناية بأجلّ المطالب والمقاصد في الدنيا والآخرة حال الدعاء، وهي: طلب المغفرة، والرحمة: (فاغفر لنا وارحمنا).
    [HR][/HR]([1]) سورة الأعراف، الآيتان: 155- 156.

    ([2]) تفسير سورة البقرة لابن عثيمين، 1/ 102.

    ([3]) تفسير أبي السعود، 3/ 36.

    ([4]) روح المعاني، 6/ 111.

    ([5]) تفسير أبي السعود، 3/ 36.

    ([6]) روح المعاني، 6/ 111.

    ([7]) تفسير ابن كثير، ص 646.

    ([8]) التحرير والتنوير، 8/ 310.

    ([9]) تفسير أبي السعود، 3/ 36.





  16. #96

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))



    1- رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ[([1]).هذه دعوة أصحاب الأعراف، ((والأعراف: موضع بين الجنة والنار، يشرف على كل منهما، وليس هو موضع استقرار، وإنما هو موضع أناسٍ تساوت حسناتهم وسيئاتهم، يمكثون فيه مدة كما يشاء اللَّه، ثم يدخلون الجنة، وفي ذلك حكم نبَّه اللَّه تعالى عليها ...))([2]).وقد ذكر اللَّه دعوتهم في قوله: ]وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ[ أي: وإذا صُرفت أبصار أصحاب الأعراف حيال وجوه أصحاب النار، رأوا منظراً شنيعاً في تشويه اللَّه تعالى لهم، وهَوْلاً فظيعاً في ما هم فيه، فتضرّعوا إلى اللَّه ألاّ يصيبهم ما أصابهم، فقالوا: ] رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ[: سألوا اللَّه تعالى أن يُعيذهم من سوء حال الظالمين في النار، وهذا يدلّ على شدّة العذاب المحيط بهم، والعياذ باللَّه تعالى: ((وفي وصفهم بـ(الظلم): دون ما هم عليه حينئذٍ من العذاب، وسوء الحال الذي هو الموجب للدعاء إشعارٌ بأنّ المحذور عندهم ليس نفي العذاب فقط؛ بل مع ما يوجبه، ويؤدي إليه من الظلم))([3]) دلالة على سوء هذا الوصف المهين.ولما كان اللَّه تعالى ((قد قضى أنّ أصحاب الأعراف سيدخلون الجنّة، جعل الطمع والرجاء في قلوبهم، والدعاء أن يجيرهم من النار، ولا يجعلهم مع القوم الظالمين في ألسنتهم، والدعاء مع الرجاء والطمع لا تتخلف عند الإجابة))([4]).فالمؤمن ينبغي له أن يلازم سؤال اللَّه تعالى ألاّ يجعله مع القوم الظالمين في الدنيا ولا في الآخرة، فينبغي له أن يفارقهم، ولا يجاورهم في الدنيا، حتى لا يحوطه من العذاب ما يحوطهم، كما قال تعالى: ]وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً[([5]).وحتى لا يكون معهم في الآخرة لما هم فيه من سوء المكان من العذاب المهين، فالنجاة في الابتعاد عنهم، والتمسك بصراط اللَّه تعالى المستقيم.تضمّنت هذه الدعوة جُملاً من الفوائد:1- ينبغي للعبد أن يجتنب كلّ ما يُؤدّي – والعياذ للَّه – إلى سوء المآل والحال إلى جهنم وبئس المصير من الأقوال والأفعال والأخلاق.2- ينبغي الإكثار من هذه الدعوة المهمّة؛ لأنّها تضمّنت الاستعاذة من أسوأ الخصال التي تورد سوء المآل.3- أهمّية الدعاء، فلا غِنى للخلائق عنه حتى في الدار الآخرة، فما استجلب النعم، ودفعت النقم بمثله.4- دلّت هذه الدعوة على المبالغة في سؤال اللَّه تعالى مجانبة الظالمين، كما دلّ قوله: (مع)، ولم يقل (من) دلالة على شدّة المباعدة؛ فإن السؤال ألاّ يكون معهم آكد في توكيد اللفظ والمعنى، ألاّ يكون منهم من باب أولى. واللَّه تعالى أعلم.
    [HR][/HR]([1]) سورة الأعراف، الآية: 47.

    ([2]) المواهب الربانية، ص 37.

    ([3]) تفسير أبي السعود، 2/ 496.

    ([4]) المواهب الربانية، ص 38.

    ([5]) سورة الأنفال، الآية: 25.





  17. #97

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))



    ]رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[([1]).هذه الدعوة المباركة من دعاء أبوينا عليهما السلام، فهي الدعوات العظيمة المهمة لما حوته من عظيم المقاصد، والمدلولات الجليلة في كيفية التوبة والأوبة، من الذنوب والمعاصي، فذكرها ربنا ؛لتكون لنا نبراساً وهدياً مستقيماً، نستهلّ به دعاءنا في حياتنا الدنيا.المفردات: (الربّ): هو المربّي، والمدبّر، والمُصلح، والسيّد، والمالك، والمنعم([2]).الظلم: ((وضع الشيء في غير محلّه المختصّ به، إمّا بنقصان أو زيادة، أو بعدول عن وقته، أو مكانه، والظلم يقال في مجاوزة الحدّ، ويستعمل في الذنب الكبير، وفي الذنب الصغير))([3])، ويطلق الظلم على الشرك؛ لأنه أعظم الظلم، وأقبحه، قال تعالى مبيِّناً لوصايا لقمان لابنه: ]يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ[([4]).المغفرة: هي ستر الذنب، والتجاوز عنه، مأخوذة من (المغفر): الذي يستر به المقاتل رأسه، ويتقي به السهام وغيرها، فالمغفر جامع للستر والوقاية([5]).الشرح: ((هذا الخبر الذي أخبر اللَّه U عن أبينا آدم من قيله الذي لقَّاه اللَّه تعالى إياه، فقال تائباً إليه من خطيئته تعريف منه جلّ وعلا ذكره جميع المخاطبين بكتابة كيفية التوبة إليه من الذنوب... وأن خلاصهم مما هم عليه مقيمون من الضلالة، نظير خلاص أبيهم آدم من خطيئته، فقالا لربهما: يا ربنا فعلنا بأنفسنا من الإساءة إليها بمعصيتك، وخلاف أمرك، وبطاعتنا عدوك فيما لم يكن لنا أن نطيعه فيه به بعقوبتك إيَّانا عليه، (وَتَرْحَمْنَا): بتعطّفك علينا، وتركك أخذنا به : ]لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[: لنكوننّ من الهالكين([6])، استدلّ بالآية أن الصغائر يعاقب عليها مع اجتناب الكبائر إن لم تغفر([7])، فغفر اللَّه لهما ذلك: ]وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى[([8])، وهذه سنّة اللَّه تعالى التي لا تتغير في الصادقين المسرعين في توبتهم إليه بالعفو، والتجاوز، والصفح، وإن كان الذنب عظيماً.قال ابن كثير رحمه اللَّه: ((وهذا اعتراف، ورجوع، وإنابة، وتذلل، وخضوع، واستكانة، وافتقار إليه تعالى، وهذا السرّ ما سرى في أحد من ذرّيته إلا كانت عاقبته إلى خير في دنياه وأخراه))([9]).((فمن أشبه آدم بالاعتراف وسؤال المغفرة والندم، والإقلاع، إذا صدرت منه الذنوب، اجتباه ربّه وهداه، ومن أشبه إبليس إذا صدر منه الذنب، لا يزال يزداد من المعاصي؛ فإنه لا يزداد من اللَّه تعالى إلاّ بُعداً))([10]).وفي تقديم طلب المغفرة على الرحمة دلالة دقيقة على أن الرحمة لا تنال إلا بالمغفرة، وهذا التعبير ظاهر في أغلب سياقات الدعاء في القرآن([11]).الفوائد المستنبطة من الدعاء:1- إن تقديم الاعتراف بالخطأ، وظلم النفس قبل طلب المغفرة هو أرجى في قبول المغفرة والإجابة.2- أهميّة التوسّل بربوبية اللَّه تعالى حال الدعاء، كما في تصدير دعائهم بـ(ربّنا) الذي يدلّ على التربية، والعناية، والإصلاح، ومن ذلك إجابة دعائهم.3- جمع هذا الدعاء المبارك ((أربعة أنواع من التوسّل:الأول: التوسّل بالربوبية (ربنا).الثاني: التوسّل بحال العبد: (ظلمنا أنفسنا).الثالث: تفويض الأمر إلى اللَّه جلّ وعلا: ]وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا[.الرابع: ذكر حال العبد إذا لم تحصل له مغفرة اللَّه ورحمته: ]لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[))([12]).4- ((منّة اللَّه تعالى على آدم بقبول التوبة، فيكون في ذلك منّتان: الأولى: التوفيق للتوبة، والثانية: قبول التوبة))([13])، وهذه منه عامّة لكل من يتوب إلى اللَّه تعالى، فينبغي للعبد أن يشكر ربه إن وفّقه للتوبة.5- تضمّنت هذه الدعوة أخلص شروط التوبة النّصوح، وهي: ترك الذنب، والندم عليه، والعزيمة مستقبلاً على عدم العودة إليه.6- هذه الدعوة من أفضل الصيغ في طلب المغفرة؛ لأن ربّنا علّمها أبا البشر، وجُعِلت قرآناً يُتلى إلى قيام الساعة.7- من كمال الدعاء أن يجمع الداعي حال دعائه بين الرغبة والرهبة والتوبة: ]وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[.8- من حُسن الدعاء وأدبه أن يكون بصيغة التعريض المتضمّنة للطلب.9- إنّ مطلب المغفرة، والرحمة من أهمّ المطالب.10- يُستحبّ للدّاعي أن يذكر سبب الدعوة التي يدعو بها:]وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[.11- فيها بيان أن الذنب ينبغي أن يُستعظم، وإن كان صغيراً؛ فإنه في حقّ العظيم عظيم.12- إنّ الدعاء ملجأ جميع الأنبياء والمرسلين، وأنه لاغنى لأحد عنه من الخلق أجمعين.
    [HR][/HR]([1]) سورة الأعراف، الآية: 23.

    ([2]) النهاية لابن الأثير، 2/ 179.

    ([3]) مفردات القرآن للراغب الأصفهاني، ص 537.

    ([4]) سورة لقمان، الآية: 13.

    ([5]) انظر: مقاييس اللغة لابن فارس مادة (غفر)، 4/ 385، لسان العرب لابن منظور، 4/ 323، وانظر أيضاً: تفسير سورة آل عمران للعلامة ابن عثيمين رحمه الله، 1/ 192.

    ([6]) جامع البيان (تفسير الطبري)، 3/ 427.

    ([7]) تفسير أبي السعود، 2/ 486.

    ([8]) سورة طه، الآيتان: 121- 122.

    ([9]) البداية والنهاية، 1/ 184.

    ([10]) تفسير ابن سعدي، 3/ 13.

    ([11]) انظر: الدعاء في القرآن الكريم، ص 67.

    ([12]) تفسير سورة البقرة، ابن عثيمين، 1/ 135.

    ([13]) المصدر السابق.





  18. #98

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))



    1- ]رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ * رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ[([1]).سبحانك: اسم مصدر منصوب على المفعولية المطلقة، وأصله من التنزيه والإبعاد عن السوء([2]).الأبرار: جمع بر، والبرّ هو: التوسّع في فعل الخير([3]).والخزي: الذلّ والهوان([4]).هذه الدعوات الجليلة من أهل الإيمان، ينبغي للعبد أن يقف رويداً عندها بالتأمل والتدبر بما حوته من عظيم المنافع في مسائل الإيمان والمعاد.فقد جاء عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أنّه قال لأمّنا الصدّيقة بنت الصدّيق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَخْبِرِينَا بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتِيهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ r، قَالَ: فَسَكَتَتْ ثُمَّ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِيِ قَالَ: (يَا عَائِشَةُ، ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي)، قُلْتُ: وَاَللَّهِ إنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَك، وَأُحِبُّ مَا يَسُرُّك، قَالَتْ: فَقَامَ فَتَطَهَّرَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، قَالَتْ: فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ، قَالَتْ: وَكَانَ جَالِسًا، فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ، قَالَتْ: ثُمَّ بَكَى، فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ الْأَرْضَ، فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ تَبْكِي وَقَدْ غُفِرَ لَك مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِك وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟ لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا))([5]). إنه موقف عظيم للنبي ، ينبغي للعبد أن يتأمّل جيّداً في هذا الخلق العظيم العجيب في أقطار السموات والأرض، وما يسمو به ذلك من المعارف، والإيمان، والحبّ، والتعظيم، والذكر الكثير للّه ربّ العالمين.قال تعالى: ]إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ[([6]).أي: ((هذه في ارتفاعها واتساعها، وهذه في انخفاضها وكثافتها، وما فيهما من الآيات المشاهدة العظيمة من كواكب سيارات، وثوابت، وبحار، وجبال، وقفار، وأشجار، ونبات، وزروع، وثمار.]وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ[: أي تعاقبهما، وتعارضهما الطول والقصر، فتارة يطول هذا، وتارة يقصر هذا، ثمّ يعتدلان.]لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ [ أي: العقول التامّة الذكيّة التي تدرك الأشياء بحقائقها على جليّاتها))([7]).ثم وصف أصحاب العقول السليمة بقوله تعالى: ]الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ[ أي: يذكرون اللَّه في كلّ أحوالهم، وأوقاتهم سرَّاً وعلانية.]وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ[: يتأمّلون في عظيم خلقه، وبديع صنعه، فدلّ هذا على أنّ التفكّر في خلق السموات والأرض من صفات أولياء اللَّه تعالى؛ لأنهم إذا تفكّروا بها، وتدبروا في خلقها العجيب، أثمر لهم برد اليقين، وقوّة التسليم بأن اللَّه تعالى خلق هذه الأجرام بالحق الذي يسمو منه الحكم الباهرة، فقالوا: ]رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا[، أي: لم تخلقه عبثاً لكمال حكمتك، وسعة علمك.]سُبْحَانَكَ[: من ((التسبيح، وهو التنزيه، والإبعاد عن السوء، والذي ينزه اللَّه تعالى عنه شيئان: (النقص)، (ومماثلة المخلوقات)))([8])، أي: ننزهك عن كل نقص وعيب، ومن ذلك أن تخلق شيئاً عبثاً لا حكمة فيه، فإن خلقك وفعلك كامل من كل الوجوه، لكمال حكمتك وحمدك وجلالك، وهذا يدلّ على حسن توسّلهم حال دعائهم.]فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[: قدّموا التنزيه المتضمّن لكل كمال قبل السؤال لشدّة رجائهم في الوقاية من هذا المهلك الرهيب، توسّلوا إليه تعالى أن يبعد عنهم أشدّ الشرّ وأعظمه، ثم بيّنوا علة سؤالهم: ]رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ[: أي من أدخلته النار فقد أهنته، وأخزيته أمام الجميع في المحشر، وهذا الخزي العظيم الذي لا نصير لهم في هذا اليوم العظيم، ذكروا هذا الكلام في سياق الأخبار متضمناً لسؤالهم اللَّه تعالى الوقاية من النار.]رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا[: أي داعياً يدعو إلى الإيمان، وهو الرسول محمد ، وقيل: المنادي هو كتاب اللَّه تعالى، وكلاهما صحيح ومتعيّن: ((وهذا صريح في الإيمان بالرسول والمرسل))([9])؛ لأن ((عامّة ألفاظ القرآن تدلّ على معنيين فأكثر))([10]).]أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا[: في هذا إخبار منهم بمنَّة اللَّه عليهم بالإيمان، فقدَّموا هذا التوسّل ليكون وسيلة إلى الغاية العظيمة المرجوَّة عندهم من المغفرة والنجاة في الدار الآخرة.]رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا[: أي بسبب إيماننا اغفر لنا ذنوبنا، وهذا من حسن توسّلهم إلى اللَّه تعالى، حيث توسّلوا للَّه بأفضل أعمالهم، وهو إيمانهم به تعالى، والإيمان به يعني: الإيمان:1- بوجوده.2- وربوبيته.3- وألوهيته.4- وأسمائه، وصفاته، وأفعاله.ففي تكرير النداء إظهار لكمال التضرع والخضوع، وهذا الذي ينبغي أن يكون عليه الداعي من الضراعة والرغبة والرهبة في دعائه إلى مولاه ، فإن ذلك أرجى في الإجابة والقبول.]رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا[: الذنوب طلبوا مغفرتها، والسيئات طلبوا تكفيرها؛ لأن الذنوب هي: الكبائر، والسيئات هي الصغائر([11]).]وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا[: طلبوا المغفرة من صغائر الذنوب، بعد أن سألوا المغفرة لكبار ذنوبهم، يدلّ على بسطهم في دعائهم لهذا المطلب الجليل، وقد بيّنا أهمية البسط في الدعاء سابقاً.]وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ[: طلبوا الوفاة مع الأبرار وجملتهم، فتضمن هذا الدعاء سؤال اللَّه التوفيق لفعل الخير، وترك الشرّ، الذي به يكون العبد من الأبرار.]رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ[: وفي تكرير النداء بربوبية اللَّه تعالى إظهاراً لكثرة تضرعهم، وإلحاحهم المؤمّل منه الإجابة والقبول، وهذا يدل على كمال إيمانهم، وعبوديتهم لربهم جلّ وعلا.سألوا اللَّه تبارك وتعالى أن ينجز لهم ما وعدهم به على ألسنة الرسل من النصر والتمكين في الأرض، والفوز برضوان اللَّه تعالى، وجنانه في دار الآخرة، ثم أكّدوا ذلك متوسّلين أنّه لا يخلف الميعاد؛ لكمال صدقه في قوله ووعده، وكمال قدرته جلّ وعلا، كما قال: ]فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ[([12])، وقال عزّ من قائل: ]وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا[([13])، ]وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا[([14])؛ لأن إخلاف الوعد إما أن يكون لكذب الواعد، وإما أن يكون لعجز الواعد، وكلا الأمرين منتفيين عن اللَّه جلّ وعلا([15]).ثم بيّن I من سننه القويمة التي لا تتغيّر ولا تتبدّل، كما قال عزّ شأنه: ]فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا[([16])، أنه يجيب من دعاه، ولاذ ببابه، وبجنابه العظيم.]فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ[ الآيات... أكّد I بالإجابة السريعة (كما دلّت الفاء)، والعظيمة بحصول مطلوبهم، كما دلّ على ذلك حرف (الفاء)، و(السين)، و(التاء) الذي يفيد المبالغة، والتأكيد([17]).((وقوله: (ربهم)، ولم يقل اللَّه: (لأنهم كانوا يدعون بقولهم: ]رَبَّنَا[، فالموقع هنا يقتضي الربوبية، وهي هنا ربوبية خاصة؛ لأن ربوبيته تعالى تنقسم إلى قسمين: عامّة وخاصّة، وقد اجتمع القسمان في قوله تعالى: ]قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ[، ((ومقتضى الربوبية العامّة مطلق التصرف، ومقتضى الربوبية الخاصّة النصر، والتأييد، و[الحفظ]))([18]).وهذه الآيات البيّنات المشتملة على حسن الدعوات التي دعا بها أُلو الألباب تحث العبد على الاجتهاد في الإكثار من الدعاء بها بتضرّعٍ وتذلّلٍ، ومما يدلّ على أهميتها ما ثبت عن النبي r: أنه كان يقرؤها إذا قام من الليل([19]).تضمّنت هذه الدعوات الكثير من الفوائد المهمّة والجليلة:1- الحث على التأمّل في خلق السموات والأرض؛ لأنّ اللَّه تعالى ذكر فيهما آيات.2- إنّ التأمّل في خلق اللَّه تعالى يثمر حسن العبادة: من الذكر، والتضرّع، والدّعاء، وزيادة الإيمان.3- ((فضيلة إدامة ذكر اللَّه U على كل حال، وأنه من لوازم العقل ومقتضياته.4- انتفاء الباطل في خلق اللَّه تعالى نصّاً مطلقاً، وإذا انتفى الباطل ثبت الحقّ في مقابله.5- إثبات ما أثبته أهل السنة: أن الصفات المنفية لا يُراد بها مجرد النفي، وإنما يُراد بها النفي مع إثبات كمال الضدّ.6- تنزيه اللَّه جلّ وعلا عن كلّ عيبٍ ونقصٍ.7- إنّ صفوة الخلق محتاجون إلى الدعاء من الوقاية من النار.8- إثبات التوسّل في الدّعاء بصفات اللَّه تعالى، من قوله: ]فَقِنَا[؛ لأنهم بنوا ]فَقِنَا[ على قولهم: ]سُبْحَانَكَ فَقِنَا[ يعني أننا نتوسل إلى اللَّه بتَنَزُّهِهِ عن النقص أن يقينا من النار))([20]).9- إن الدّعاء كما يكون بصيغة الطلب، يكون كذلك بصيغة الخبر المتضمّن للطلب: ]رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَه[ أي: لا تخزنا فتدخلنا النار.10- إن سؤال اللَّه تعالى في مطالب الدِّين والدار الآخرة هي أفضل المطالب، وأعلى المراتب في الدعاء.11- فضيلة البسط في الدعاء على الاختصار؛ لأنه مقام عبودية، فكلما كثّره وطوّله العبد ازداد عبودية، وقربةً، وشوقاً إلى اللَّه تعالى؛ ولأنه يدلّ على الإلحاح الذي هو من موجبات الإجابة، فكل هذه الأسباب وغيرها تجعل الدعاء أكثر استجابة وقربة إلى اللَّه تعالى.12- يحسن بالداعي أن يذكر بعض منن وآلاء اللَّه تعالى عليه حال دعائه لقوله: ]أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا[.13- ((إنّ ذكر الإنسان لعمله الصالح لا يحبطه، لقوله: ]أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا[.14- جواز التوسل في الدعاء بالأعمال الصالحة؛ لقوله ﴿فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا عطفاً على قولهم: ]رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا[))([21]).15- أهمية التوسل إلى اللَّه بأسمائه كما في تكرارهم في توسلهم لهذا الاسم الجليل ((الرب)).16- وكذلك التوسّل إليه تعالى بصفاته، كما في قوله: (فَقِنَا)، وكذلك بصدق وعده : ]مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ[، وهما صفتان فعليتان.17- من حسن الدعاء ذكر علّة السؤال؛ لقوله: ]إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ[، وكقوله: ]إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ[ أي: ما سألناك أن تعطينا إلا لأنك لا تخلف الميعاد.18- إن كثرة الثناء مع التوسّلات الجليلة بين يدي الدعاء من أعظم أسباب الإجابة، وسرعة إعطاء المطلوب، كما يظهر في ثنائهم وتوسلاتهم، وما أفاد قوله تعالى: ]سُبْحَانَكَ[.19- مشروعية التوسّل إلى اللَّه بصفاته المنفية كما في : ]إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ[ ، وقوله: ﴿أَنِّي لَا أُضِيعُ، فيتوسل بها كما يتوسل بصفات الإثبات.20- فيه ظهور كمال أسماء اللَّه تعالى وصفاته ... من سعة الكرم، والفضل، والعلم، والسمع، والإجابة، والقدرة، وكثرة المتعلقات، والآثار لهذه الأسماء والصفات في الخلق، وهذا من أعظم آثار وثمرات الأسماء والصفات في الخلق والكون.
    [HR][/HR]([1]) سورة آل عمران، الآيات: 191-194.

    ([2]) تفسير سورة آل عمران لابن عثيمين، 2/ 543.

    ([3]) مفردات القرآن، مادة (بر).

    ([4]) المصدر نفسه، مادة (خزي).

    ([5]) رواه ابن حبان في صحيحه، 2/ 386، برقم 620، وقال عنه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 1/ 106، برقم 68،:((إسناده جيد)).

    ([6]) سورة آل عمران، الآيتان: 190- 191.

    ([7]) تفسير ابن كثير، 1/ 559.

    ([8]) تفسير آل عمران للعلامة ابن عثيمين رحمه الله، 2/ 543- 548).

    ([9]) الضوء المنير على التفسير للصالحي، 2/ 160.

    ([10]) مجموع الفتاوى، 15/ 11.

    ([11]) تفسير آل عمران للعلامة ابن عثيمين رحمه الله، 2/ 555.

    ([12]) سورة إبراهيم، الآية: 47.

    ([13]) سورة النساء، الآية: 122.

    ([14]) سورة الأنعام، الآية: 115.

    ([15]) تفسير آل عمران، لابن عثيمين، 2/ 565.

    ([16]) سورة فاطر، الآية: 43.

    ([17]) تفسير الطاهر بن عاشور، 3/ 202.

    ([18]) تفسير آل عمران لابن عثيمين، 2/ 568.

    ([19]) أخرج الإمام البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: ﴿إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ... أنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: ((بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَتَحَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ r مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً، ثُمَّ رَقَدَ، فَلَمَّا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ قَعَدَ، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَاسْتَنَّ، فَصَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ)). ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم 191 (763).

    ([20]) تفسير سورة آل عمران للعلامة ابن عثيمين، 2/ 544- 551، و2/ 557.

    ([21]) المصدر السابق نفسه.





  19. #99

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))



    1- ]ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ[([1]).المفردات: ((السّرف: تجاوز الحدّ في كل فعل يفعله الإنسان))([2]).فالإسراف: ((مجاوزة الحدّ، ومجاوزة الحدّ هي إما في غلو، وإما في تقصير))([3]).ما زلنا نقتطف من معين كتاب ربنا المبارك من جميل المباني، ودقائق المعاني، كلمات يستعذب بها الفؤاد، وتطيب الألسن، دعوات تتدفق منها الرحمات، والبركات، والخيرات.يُبيِّن لنا ربّنا من جميل الإشادة بالمؤمنين الصادقين الصابرين من أتباع الأنبياء والرسل، في الصبر، والثبات، والقوة، في مواضع المحن، وشديد البلاء، حثّاً لنا على الاقتداء بفعلهم ودعائهم، قال تعالى: ]وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّه وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ[([4])، فما أصابهم الوهن والجزع، ولا الضعف لصلابتهم في الدين، وقوة يقينهم، فما كان لهم من القول في هذه الشدة إلاّ التضرّع إليه بالدعاء: ]وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا[([5])، أي استر، وتجاوز عن صغار سيئاتنا، سألوا اللَّه تعالى المغفرة، وهم في أشدّ البلاء: ]وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا[، أي وكذلك كبائر ذنوبنا، وإنما أضافوا إلى أنفسهم بهذا السؤال مع أن الظاهر أنهم برآء من التفريط في جنب اللَّه U هضماً لأنفسهم، واستقصاراً لهممهم([6])، وهذا من كمال العبودية للَّه ربّ العالمين.علموا أنّ الذنوب والإسراف فيها أعظم أسباب الخذلان والخسران، وأنّ التّخلّي عنها من أعظم أسباب النصر، فسألوا ربّهم المغفرة من كل الذنوب، وهذه هي صفات المتقين، فهم في رجاء وخوف، حتى وهم على أسنّة الشدائد والمصائب؛ لكون أكبر همّهم هو التّوجّه إلى اللَّه تعالى بأهمّ المطالب الدنيوية والأخروية، وهي:1- المغفرة للذنوب.2- وتثبيت الأقدام في مواضع الزّلل.3- والنّصر والظّفر على أعداء اللَّه تعالى.قوله: ]وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا[: أي قوِّ قلوبنا على جهادهم؛ لتثبت أقدامنا فلا ننهزم، والأقدام إنما تثبت عند ثبوت قوّة القلب واليقين، والعبد محتاج إلى اللَّه أن يثبّت قدمه في ثلاث مواطن: ((أن يثبته في مواطن القتال إذ لو لم يثبته اللَّه لفرّ، وأن يثبته اللَّه عند الشبهات؛ إذ لو لم يثبته اللَّه لزاغ، وأن يثبته اللَّه عند الشهوات، إذ لو لم يثبته اللَّه لهلك))([7]).]وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ[: أي اجعل النصر لنا عليهم، فنكون الغالبين، وهم المخذولين، فإنّ النصر لا يستجلب إلاّ منك عزَّ شأنك.وفي طلبهم النصر مع كثرتهم المفرطة كما دلّ عليها لفظة (كأيّن) ([8]) في الآيات السابقة إيذاناً بأنّهم لا ينظرون إلى كثرتهم، ولا يُعوِّلون عليها، بل يسندون ثباتهم إلى اللَّه تعالى، مع كمال يقينهم بأنّ النّصر من اللَّه جلّ في علاه([9])، فلمّا جمعوا من عظيم الخصال في عصيب الحال، من الصبر، وترك الوهن، والضعف، والاستكانة، وطلب المغفرة والتوبة، وحسن الأدب في الخضوع بالدعاء، والاستنصار باللَّه تعالى وحده، أجابهم بحسن الثواب جزاءً وفاقاً، فقال عزّ من قائل: ]فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ[([10])، ثواب الدنيا: النّصر، والغنيمة، والتمكين في الأرض، وحسن ثواب الآخرة: هو النعيم الأبدي في روضات الجنّات، وتخصيص ثواب الآخرة بالحسن لتفضيله ومزيّته على كل ثواب ﴿واللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ: الذين أحسنوا العمل، والقول، والفعل، فنالوا أفضل المحابّ، ومحبته تعالى هي صفة فعليَّة من صفاته العليَّة التي تليق به الفوائد:1- ((أنّ الإنسان مفتقر إلى اللَّه تعالى غاية الافتقار.2- ينبغي للإنسان أن يدعو اللَّه تعالى بهذا الدعاء، لا سيّما عند ملاقاة الكفار، حتى ينتصر عليهم.3- أن الإنسان لا يخلو من الإسراف على نفسه: إمّا في غلو، وإمّا في تقصير))([11])، فينبغي له الإكثار من هذا الدعاء؛ لأنه مناسب لحاله.4- أنّ البسط في الدعاء أفضل من اختصاره؛ فإنهم لو قالوا: (اغفر لنا) لكفى المعنى، ولكن بسطوا في الدعاء في قولهم: (اغفر لنا)، أي للصغائر: (إسرافنا) للكبائر؛ لأن الدعاء مقام عظيم في العبودية، فكلما أكثر العبد منه، وبالغ فيه، زادت عبوديته لربّه تعالى، وهذا منتهى العبادات والمقامات.5- أنّ الذنوب سبب للخذلان والهوان؛ ولهذا سألوا اللَّه تعالى إزالتها.6- أنّ الدعاء من أعظم الأسباب لحصول المرغوب، ودفع المكروه؛ لقوله: (فآتاهم)، فرتّب الثواب على الدعاء بـ(الفاء) التي تفيد التعقيب، والترتيب، والسبب.7- ينبغي للعبد ألاّ يتّكل على الأسباب ذاتها، بل على خالقها وموجدها،: ((فهم على كثرتهم لم ينظروا إلى كثرتهم، ولا يعوّلون عليها، بل يسندون ثباتهم ونصرهم إلى اللَّه تعالى))([12]).
    [HR][/HR]([1]) سورة آل عمران، الآية: 147.

    ([2]) المفردات، مادة (سرف).

    ([3]) تفسير سورة آل عمران للعلامة ابن عثيمين رحمه الله، 2/ 265.

    ([4]) سورة آل عمران، الآية: 146.

    ([5]) سورة آل عمران، الآية: 147.

    ([6]) القرطبي، 2/ 580، وروح المعاني، 3/ 131.

    ([7]) تفسير سورة آل عمران، لابن عثيمين، 2/ 266.

    ([8]) (كأيّن): التي تفيد الكثرة.

    ([9]) روح المعاني، 3/ 131- 132.

    ([10]) سورة آل عمران، الآية 148.

    ([11]) تفسير آل عمران، 2/ 267.

    ([12]) روح المعاني، 3/ 131.





  20. #100

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,484
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لنكون أكبر موسوعة (( أذكار . أحاديث . أدعية ))



    1- ]رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ[([1]).‏هذه إحدى دعوات زكريا التي قصّها اللَّه تعالى في كتابه .‏لما رأى زكريا أنّ اللَّه يرزق مريم فاكهة الشتاء في الصيف، ‏وفاكهة الصيف في الشتاء، ‏طمع حينئذٍ في الولد، ‏وكان شيخاً كبيراً قد وهن العظم منه، واشتعل الرأس شيباً، وكانت امرأته مع ذلك كبيرة وعقيماً، لكنه لكمال إيمانه، وحسن ظنه بربه بكمال قدرته تعالى، ونفوذ مشيئته وحكمته، أقبل على الدعاء من غير تأخير، كما أفاد قوله تعالى: ]هنالك[ .‏سأل ربه، وناداه نداء خفياً، كما في قوله تعالى في سورة مريم: ]إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا[ ([2])، فقوله: ]رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ[([3]): جاء الطلب بلفظ الهبة؛ لأنّ الهبة إحسان محض، ليس في مقابله شيء، وهو يناسب ما لا دخل فيه للوالد؛ لكبر سنّه، ولا للوالدة؛ لكونها عاقراً لا تلد، فكأنه قال: أعطني من غير وسط معتاد))([4])؛ لأنه لم ينظر إلى الأسباب والمسببات بظروفها العادية؛ ‏بل نظر إلى خالقها، وموجدها، ومكونها، ‏وهذا هو الإيمان الصادق الخالص للَّه تعالى، وعلى حسن ظن العبد بربه ينال من كراماته، وسحب فضائله التي لا تحدّ ولا تعدّ .‏وقوله: ]مِن لَّدُنْكَ[: أي من عندك، إضافة العندية إلى اللَّه تعالى ليكون أبلغ وأعظم؛ لأنّ هديّة الكريم عظيمة وجليلة تليق بمقام العظيم الكريم .]ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً[: في تقييد الذرية بالطيّبة إشارة مهمّة أنّ العبد لا يسأل اللَّه تعالى الذرية فقط، فلابدّ أن يقيّدها بالصلاح والطيب التي يُرجى منها الخير في الدنيا والآخرة، فالذُّرِّيَّة الطيّبة، ‏هي الطيّبة ((في أقوالها، وأفعالها، وكذلك في أجسامها، فهي تتناول الطيب الحسّيّ، والطيِّب المعنوي))([5]).‏قوله: ]إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ[([6]): تعليل للسؤال: أي إني ما التجأت إليك، وسألتك إلا لأنك مجيب الدعاء، غير مخيّب للرجاء، وختم الدعاء بأحسن ختام من التوسل بأسمائه تعالى الحسنى، وصفاته العُلا التي تناسب الدعاء، فجاءته البشارة العاجلة عقيب السؤال، كما أفاد ذلك حرف التعقيب (الفاء) في قوله: ]فَنَادَتْهُ الْـمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْـمِحْرَابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِـحِينَ[([7]).الفوائد:تضمّنت هذه الدعوة المباركة فوائد، وحِكَماً، منها([8]):1- ((إنّ جميع الخلق مفتقرون إلى اللَّه U، حتى الأنبياء لايستغنون عن دعاء اللَّه تعالى في كل أحوالهم، دلّ على ذلك قوله تعالى: ]دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ[ ))([9]).2- إن من أعظم التوسل إلى اللَّه U بالدعاء هو ((اسم (الربّ)؛ لقوله: (ربّه)، ولم يقل (اللَّه)؛ ولهذا أكثر الأدعية مصدرة بـ(الربّ)؛ لأنّ إجابة الداعي من مقتضى ‏الربوبية؛ ‏فلهذا يتوسل الداعي دائماً باسم (الرب)، قال النبي ((يمدّ يديه إلى السماء: يا ربّ، يا ربّ))([10]).([11]).3- إنه لاينبغي للإنسان أن يسأل مطلق الذرية؛ لأنّ الذريّة قد يكونون نكداً وفتنة، وإنّما يسأل الذريّة الطيّبة))([12]).4- إنّ حُسن الظنّ من حسن العبادة، وأنه تعالى يجازي عبده، ويعطيه على قدر حسن الظنّ به، ‏دلّ عليه قوله تعالى : ]هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ[، حيث أقبل على الدعاء مباشرة لحسن ظنّه بربه تعالى، ‏كما جاء في الحديث القدسي عن ربّ العزّة والجلال: ((أنا عند ظنّ عبدي بي، ‏وأنا معه إذا دعاني))([13]).5- إنّ من تمنى أمراً عظيماً، ‏أو رأى شيئاً جليلاً يتمناه، أن يقبل على الدعاء في لحظته، ولايؤخره، دل عليه قوله تعالى : ]هُنَالِكَ دَعَا[ ففي((تقديم الظرف للإيذان بأنه أقبل على الدعاء من غير تأخير))([14]).6- ((إنه ينبغي للإنسان أن يفعل الأسباب التي تكون بها ذريته طيبة، ‏ومنها الدعاء؛ ‏دعاء اللَّه تعالى، ‏وهومن أكبرالأسباب))([15]).‏7- فيه دلالة على أن الدعاء يردّ القضاء، وذلك أن من الأسباب العادية، ‏أن العقيم والعجوز لاتلد، ‏فلمّا دعا اللَّه تعالى أن يرزقه الولد، جاءت البشرى مباشرة، كما أفاد قوله تعالى : ]فَنَادَتْهُ المَلائِكَةُ[([16]) عقب دعائه مباشرة، دلّ على ذلك بـ((الفاء السببية))، والتي تفيد التعقيب والترتيب بدون مهلة .8- ((إثبات سمع اللَّه ، وكرم اللَّه تعالى، وقدرته، وجه ذلك : أنه يسمع الدعاء، ويجيب من دعاه، وقادرعلى الإجابة))([17]).9 - أهمية التوسل بأسماء اللَّه المضافة (إنك سميع الدعاء)، وأنها من أعظم الوسائل إلى إجابة الدعاء، حيث اختارهrدون غيره من الأسماء.10- إنه كما يُتوسل إليه تعالى بأسمائه، كذلك يُتوسل إليه جل وعلا بأفعاله، فقوله: ]هَبْ لِي[ ، توسّل بصفة الهبة، ‏وهي صفة فعلية، وهي مشتقة من اسمه (الوهّاب).11- أن في ذكر هذه القصة العجيبة، وما تضمنته من دعوة جليلة ((حتى لا ييأس أحد ‏من فضل اللَّه تعالى ورحمته، ولايقنط من فضله تعالى وتقدّس))([18]).12- يستحب الإسرار بالدعاء، ‏دلّ عليه قوله تعالى: ]إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا[([19]).13- استحباب الخضوع في الدعاء، ‏وإظهار الذُّلِّ، والمسكنة، والضعف؛ لقوله تعالى : ] ‏وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا[([20]).14- أنّ من أحبّ الوسائل إلى اللَّه تعالى التوسل إليه بضعف الداعي، وعجزه، وفقره إلى اللَّه تعالى؛ ‏لأنه يدلّ على التبري من الحول والقوة، ‏وتعلّق القلب بحول اللَّه، وقوته؛ لقوله تعالى: ]رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا[([21]).15- أنَّ الشكوى إلى اللَّه تعالى لاتنافي ا‏لصبر، وإ‏نما هي من كمال العبودية للَّه تعالى.16- يُستحبّ التوسّل إلى اللَّه تعالى بنعمه، وعوائده الجميلة السابقة عليه؛ ‏لقوله ‏تعالى: ]وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا((أي لم أشقَ يا ربّ بدعائك؛ ‏لأنك لم تخيّب دعائي؛ بل كنت تجيب دعوتي، وتقضي حاجتي، فهوتوسّل إليه بما سلف من إجابته وإحسانه طالباً أن يجازيه على عادته التي عوّده من قضاء حوائجه، وإجابته إلى ما سأله))([22]). لهذا يستحسن للداعي أن يستحضر نعم اللَّه تعالى عليه، وأنوع إحسانه بين يدي دعائه.17-ينبغي للداعي أن يكون جُلُّ دعائه في مطالب الدين؛ لقوله تعالى : ]وَإِنِّي خِفْتُ الْـمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي[([23])، ‏أي : ((وإني خفت من يتولى على بني إسرائيل من بعد موتي، ألاّ يقوموا بدينك حق القيام، ‏ولا يدعوا عبادك إليك))([24]).18- أنّ فعل الخيرات والمسارعة إليها من أعظم أسباب الإجابة، ‏دلّ عليه قوله تعالى: ]فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ[ بسبب ]إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ[([25])، علّل جلّ وعلا بإجابته لدعائه، ووهبه إياه يحيى، وإصلاح له زوجه بـ((إن)) التي هي من حروف التعليل، وكذلك التأكيد([26])،أي استجبنا لهم بسبب مسارعتهم إلى القربات والطاعات، ((ويفعلونها في أوقاتها الفاضلة، ‏ولا يتركون فضيلة يقدرون عليها إلاّ انتهزوا الفرصة فيها))([27]).19- أنّ دعاء اللَّه تبارك وتعالى في حالتي الرغبة والرهبة من أسباب إجابة الدعاء، ‏دلّ عليه في الآية السابقة: ]وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا[.20- أنّ الخشوع من أسباب إجابة الدعاء، ‏كما في قوله تعالى: ]وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ[([28]) بالجملة الاسمية التي تدلّ على الدوام والثبوت،((والخشوع هو: التذلّل، والتضرّع، والخوف اللازم للقلب الذي لايفارقه))([29]).
    [HR][/HR]([1]) سورة آل عمران، الآية: 38.

    ([2]) سورة مريم، الآية: 3.

    ([3]) سورة آل عمران، الآية: 38.

    ([4]) تفسير الألوسي، 3/ 232.

    ([5]) تفسير آل عمران للعلامة محمد بن عثيمين، 1/232 ‏.

    ([6]) سورة آل عمران، الآية : 38.

    ([7]) سورة آل عمران، الآية : 39.

    ([8]) استنبطت الفوائد من هذه الدعوة في هذه السورة، وفي سورة مريم ، وفي سورة الأنبياء .

    ([9]) تفسير آل عمران للعلامة ابن عثيمين رحمه الله، 1/ 236.

    ([10]) صحيح مسلم، كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، برقم 1015.

    ([11]) تفسير آل عمران، 1/ 236.

    ([12]) المرجع السابق، 1/ 238.

    ([13]) البخاري، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: ]وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ[، برقم 7405، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب الحث على ذكر الله تعالى، برقم 2675, ومسند أحمد واللفظ له، 15/ 466، برقم 9749.

    ([14]) روح المعاني، 3/ 231.

    ([15]) تفسير آل عمران، للعلامة ابن عثيمين، 1/ 238.

    ([16]) سورة آل عمران، الآية: 39.

    ([17]) تفسير سورة آل عمران، للعلامة ابن عثيمين، 1/ 239.

    ([18]) البداية والنهاية، 2/ 395.

    ([19]) سورة مريم، الآية: 3.

    ([20]) سورة مريم، الآية: 4.

    ([21]) انظر: تفسير ابن سعدي، ص 569، وتيسير اللطيف المنان، ص 132.

    ([22]) بدائع الفوائد، 3/ 504.

    ([23]) سورة مريم، الآية: 5.

    ([24]) تفسير ابن سعدي، ص 564.

    ([25]) سورة الأنبياء، الآية: 90.

    ([26]) انظر بتوسع: القياس في القرآن الكريم والسنة والنبوية، ص 361.

    ([27]) ابن سعدي، ص 615.

    ([28]) سورة الأنبياء، الاية : 90.

    ([29]) تفسير ابن كثير، ص 1046.





صفحة 5 من 45 الأولىالأولى 123456789101112131415 ... الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...