خشوع بين يدي رمضان

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    الصورة الرمزية مهندس حاسب

    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المـشـــاركــات
    49
    الــــدولــــــــة
    الامارات
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي خشوع بين يدي رمضان

    خشوع بين يدي رمضان
    بقلم: متولي البراجيلي
    عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون (60) أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون {المؤمنون: 60، 61}. فقال: لا يا ابنة الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ويخافون ألا يتقبل منهم، أولئك يسارعون في الخيرات. {أخرجه الترمذي}.

    والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: "لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلاً ولبكتيم كثيرًا"، فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين. {أخرجه البخاري}.
    وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل. {صحيح أبي داود}.
    ها قد حلَّ عام، وارتحل عام، ورفعت أعمال سنة إلى العزيز العلاَّم، فهل تقبلها الله منا، أم ردها علينا؟ إنما يتقبل الله من المتقين.
    لو قلبنا صحائف أيامنا خلال السنة المنصرمة لوجدنا الغث الكثير كما قال بعض السلف: "لو كان للذنوب رائحة لفرَّ الناس من نتن رائحتي".
    سُوِّدت بعض الصفحات بالغيبة والنميمة ونهش بعضنا أعراض بعض، وبالذنوب والمعاصي ما دقّ منها وما جل، لم نأتمر بالأوامر على الوجه الأمثل، وخضنا في النواهي خوض الجرئ المغامر، عببنا من الشهوات عبًا.
    ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: "حجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره". {رواه البخاري}.
    ما التفت الكثير إلى سلعة الله الغالية "الجنة"، وباعها بثمن بخس. وفي الحديث: "الجنة أقرب إلى أحدكم من شِراكِ نعله، والنارُ مثل ذلك". {البخاري}.
    حلَّ عامٌ، وارتحل عامٌ، وأظلَّنا رمضان، فتعالوا نقف وقفة مع النفس نتأمل بعض حصاد العام.
    الصلاة:
    نعم صلينا، لكن كم قصرنا وكم ضيعنا، كم تركنا الجماعات وشغلنا بخذ وهات، كم نمنا عن صلاة الفجر، وتثاقلت آذاننا عن داعي الله: "الصلاة خيرٌ من النوم"، ومن ضيع الصلاة كان لغيرها أضيع، فلا قنوت، ولا خشوع، ولا تدبر، نخرج من المساجد كما دخلناها، الشحناء تملأ قلوبنا، والبغضاء تطمس جوارحنا: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
    يا أيها المصرُّ على الصلاة في البيت، نبيك صلى الله عليه وسلم ما رخص للأعمى الذي لا يرى موضع قدمه ويسكن في عوالي المدينة وليس له قائد يقوده إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً له: "أتسمع النداء؟" قال: نعم. قال: "إذن فلبِّ". وأنت يا من منَّ الله عليك بتمام عافيتك، ويدعوك لبيته كل يوم خمس مرات وأنت لا تلبي نداء الله. وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من غدا إلى المسجد أو راح أعدَّ الله نزلاً في الجنةِ كلما غدا أو راح". {البخاري}.
    الصيام:
    يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، كان السلف يتشوقون إلى رمضان، ينتظرونه كعزيز قادم من سفر بعيد، نهارهم تعبد، وليلهم تهجد، يصفون القلوب والأقدام لرب المشرق والمغرب، يجتهدون في الدعاء: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان. وفي كل ليلة يرجون أن يكونوا من عتقاء الله من النيران، كما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة في شهر رمضان"، والصوم لا مثل له. ففي الحديث عن أبي أمامة: قلت: يا رسول الله، دلني على عملٍ أدخل به الجنة؟ قال: "عليك بالصوم، فإنه لا مثل له". {صحيح النسائي}.
    وصيامنا يحتاج إلى صيام!! نتقرب إلى الله بترك الحلال؛ من مطعم ومشرب ونخوض في غمار المكروهات والمحرمات، نهارنا بين الأغنيات والأمنيات، وليلنا بين المقاهي والسهرات، ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". {صحيح البخاري}.
    ما فكرنا أن نصوم يومًا- غير رمضان- في سبيل الله. وفي الحديث: "من صام يومًا في سبيل الله بَعَّد اللهُ وجهه عن النار سبعين خريفًا". {البخاري}.
    الزكاة:
    قرينة الصلاة في القرآن، أهم فرض بعد الصلاة، تقاعسنا عن أدائها، وما تحرينا مصارفها الشرعية المحددة قرآنًا، بل منا من حبسها وبخل بها، وما فقر الفقراء إلا ببخل الأغنياء عن إخراج زكاتهم، فيا مانع الزكاة احذر قبل فوات الأوان، تجمع المال من حلال وحرام، وتكنز الذهب والفضة، ثم ترحل تاركًا فيتنعم الورثة وأنت تقف بين يدي الجبار تُسأل عن كل درهم من مالك من أين اكتسبته وفيما أنفقته.
    وفي الحديث: "من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مُثِّلَ له يوم القيامة شجاعًا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه- يعني شدقيه- يقول: أنا مالك، أنا كنزك". {صحيحح البخاري}.
    القرآن:
    وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا، هجرنا كتاب ربنا، نزعناه من صدورنا، ووضعناه فوق الأرفف وعلى واجهات المحلات، في السيارات، كتبناه بماء من الذهب على اللوحات، ولم نمتثل منه حرفًا في حياتنا، عصى الإخوة والأخوات رب البريات، صار القرآن عندنا ترنيمات، نقرأه بصوت عذب، وربما نختمه مرة أو مرات، نقيم حروفه ولا نقيم حدوده.
    يمر الرجل على آيات تأمره بالطاعة مرور الكرام: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول...، وكأن هذه الآيات ليست له.
    وتمر المرأة على آيات تأمرها بالحجاب: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن... وكأنها ليست لها.
    وأنت يا حامل القرآن، حملك ثقيل، فهو حجة لك أو عليك.
    يقول ابن مسعود رضي الله عنه: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون، وبنهاره إذ الناس مفطرون، وبحزنه إذ الناس يفرحون، وببكائه إذ الناس يضحكون، وبصمته إذ الناس يخوضون، وبخشوعه إذ الناس يختالون.

    تقوى الله:
    وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لما قال له أصحابه: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع، فأوصنا، قال: "أوصيكم بتقوى الله". {صحيح أبي داود والترمذي}.
    أين نحن من تقوى الله؟!
    ما اتقينا الله في السر ولا في العلن، راءينا الناس بإظهار الزهد والورع، وإذا خلونا بمحارم الله انتهكناها، وأمنا مكر الله.
    قال إبراهيم التيميُّ: ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبًا، وقال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحدٌ يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل.. {صحيح البخاري}.
    ضاقت علينا سبل الحياة، لأننا ما اتقينا الله، ومن يتق الله يجعل له مخرجًا: ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا.
    صارت الدنيا أكبر همنا ومبلغ علمنا، فخسرناها وخسرنا الآخرة. والحديث: "من كانت همه الآخرة، جمع الله له شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا راغمة، ومن كانت همَّه الدنيا، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله". {صحيح الجامع}.
    رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا.
    جموعهم ما اتخذوك أسوة، أعرضوا عن قولك وفعلك، وادعوا حبَّك، تنكبوا هديك وسمتك، وقالوا نحن من المؤمنين الخُلَّص.
    وفي الحديث: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين". {البخاري}.
    ومن حافظ على هديك الظاهر ما راعى الهدي الباطن حتى صار حجر عثرة في طريق الدعوة- إلا من رحم الله.
    التوبة:
    قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر: 53}.
    إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما {الفرقان: 70}.
    وفي الحديث: "إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر". {صحيح ابن ماجه}.
    كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتوب وهو لا ذنب له، فما أحرانا نحن الهلكى بأن نتوب إلى الله.
    وفي الحديث: "يا أيها الناس، توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة". {صحيح مسلم}.
    وفي الحديث: "إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها". {صحيح مسلم}.
    مناجاة:
    رَبّ، أسألك بعزك وذلِّي إلا رحمتني، أسألك بقوتك وضعفي وبغناك عني وفقري إليك. هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك، عبيدك سواي كثير، وليس لي سيد سواك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، أسألك مسألة المسكين وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، سؤال من خضعت لك رقبته ورغم لك أنفه وفاضت لك عيناه وذل لك قلبه:
    يا من الوذُ به فيما أؤمِّلُه
    ومن أعوذ به مما أحاذُرهُ
    لا يَجْبُرُ الناسُ عظمًا أنت كاسِرُهُ
    ولا يَهيفون عظمًا أنت جابِرُهُ
    اللهم رحمتك.. رحمتك.. يا أرحم الراحمين

  2. #2

    الصورة الرمزية aboalwleed

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    2,967
    الــــدولــــــــة
    الفلاح
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: خشوع بين يدي رمضان

    سددك الله أخي الكريم .. نقل مبارك ، وموعظة بليغة أسأل الله أن يجعلها في ميزان أجر كاتبها ولك نصيب النقل بإذن الله فالدال على الخير كفاعله ..

    جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم



  3. #3

    الصورة الرمزية مهندس حاسب

    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المـشـــاركــات
    49
    الــــدولــــــــة
    الامارات
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: خشوع بين يدي رمضان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aboalwleed مشاهدة المشاركة
    سددك الله أخي الكريم .. نقل مبارك ، وموعظة بليغة أسأل الله أن يجعلها في ميزان أجر كاتبها ولك نصيب النقل بإذن الله فالدال على الخير كفاعله ..

    جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم

    جزاكم الله خيراً علي مرورك

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...