بسم الله الرحمن الرحيم

قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس )).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في تعريف الزهد: هو ترك ما لا ينفع في الآخرة.

وقد نظم شاعر الزهد الأول _ أبو العتاهية _ قصيدة جميلة في المعاني تصور
لنا أحد مظاهر الزهد البسيطة..... يقول فيها:

رغيف خبز يابس *** تأكله في عافية

وكوز ماء بارد *** تشربه من صافية

وغرفة ضيقة *** نفسك فيها راضية

أو مسجد بمعزل *** عن الورى في ناحية

ومصحفاً تقرؤه *** مستنداً لسارية

معتبراً بمن مضى *** من القرون الخالية

خير من الساعات ***في القصور العالية

تعقبها عقوبة *** تصلى بنار حامية

فهذه وصيتي *** مخبرة بحاليه

طوبى لمن يسمعها *** تلك لعمري كافية

أخيراً:
الزهد في الدنيا هو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فهو ليس بتحريم الطيبات وتضييع الأموال، ولا بلبس المرقع من الثياب، ولا بالجلوس في البيوت وانتظار الصدقات، فإن العمل الحلال والكسب الحلال والنفقة الحلال عبادة يتقرب بها العبد إلى الله ، بشرط أن تكون الدنيا في الأيدي، ولا تكون في القلوب، وإذا كانت الدنيا في يد العبد لا في قلبه، استوى في عينه إقبالها وإدبارها ، فلم يفرح بإقبالها، ولم يحزن على إدبارها.

وشكراً.........