إنه أنا وأنت
خرج سعيد من منزله وهو يتمتم ويفكر:هاهي ثلاثون عاما مضت ولم أرزق بالذرية والحمدلله...،
وبينما هو سارح في تفكيره وتخيلاته إذ سمع صوت بكاء طفل رضيع تتبع سعيد الصوت حتى
انتهى به إلى صندوق النفايات المجاور لعمارته أخذ سعيد ينظر ويلتفت يمنة ويسرة هل هناك
أحدٌ قد يكون الطفل له، لم يجد أحداً ،التقط سعيد الطفل بيدين ترتجفان وعينان تدمعان،نفض
عنه الأوساخ،سارع بأخذه إلى المشفى ليطمئن عليه،انتهى من كافة اجراءات كفالته سماه
"فلان" قام سعيد برعاية "فلان" وتربيته والحاقه بأفضل المدراس والجامعات كَبُر "فلان" وترعرع
وغدا شاباً يافعاً ذا منصب وجاه ونفوذ وهيبة أراد الزواج لم يبخل عليه سعيد بذلك تم زواجه
وبعد مضي أسبوع من زواج "فلان" وأثناء مروره من منزل مربيه سعيد إذا بسعيد يوقفه ويطلب
منه إيصاله للمستشفى فرد عليه "فلان" بأنه سيفكر في ذلك.ماشعورك اتجاه "فلان"؟ (ولله المثل الأعلى)
إنه أنا و أنت ذلك الشخص "فلان"، إن الله عز وجل أكرمنا وأنعم علينا بنعم كثير إذ قال عز وجل:
{وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} خلقنا من ماء مهين. إن حالي وحالك أشد من حال "فلان"
اتجاه مربيه. إذ أن الله خلق لنا أعيناً وآذاناً وألسناً فعصيناه بها.هل شكرنا الله عز وجل على نعمه الجزيلة
أم كفرنا بها؟ فهل نستطيع أن نعصي الله بشيء ليس من نعمه وفي أرض ليست أرضه؟
فلماذا أنا وأنت ذلك العاصي؟
المفضلات