"جروح أيامي" قصة حزينة من تأليفي!

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    الصورة الرمزية Risa-Chan

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    155
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي "جروح أيامي" قصة حزينة من تأليفي!


    السلام عليكم

    كيفكم يا أعضاء مسومس؟

    هاذي ثالث قصة أكتبها في هذا المنتدى الرائع, وفي الواقع هي بدايتي في الكتابة وستلاحظون فرقاً كبيراً , لذا أتمنى أن تعجبكم....
    لكن قبل أن أضع القصة أريد منكم طلباً واحداً وهو

    "أن تقدروا جهدي وتردوا على الموضوع"

    وإلا فلن أكمل

    ...سنبدأ...

    تتحدث القصة عن فتاة كانت تعيش مع والديها في اليابان كانت والدتها مصمة للأزياء ووالدها يعمل في شركة ضخمة هناك وفجأة طلب من والدها أن يقوم برحلة عمل إلى بريطانيا فأطر إلى أصطحاب إبنته وزوجته معه إلى تلك البلاد وطبعا قاموا بتجهيز كل مايحتاجون إليه وصعدوا على متن الطائرة وحين وصلوا إلى بريطانيا كانت السحب السوداء تعطي السماء الزرقاء وتحجب أشعة الشمس فركبوا في سيارة أجرة لتوصلهم إلى الفندق وبدأ المطر بالتساقط بغزارة والأرض أصبحت لزجة بسبب المطر فخفف السائق سرعته لكن السيد جيمس طلب منه أن يسرع فقال له السائق بإرتباك:
    - لا يمكنني فعل ذلك فالأرض مبتلة بسبب المطر الغزير
    قاطعه جيمس قائلا بعصبية:
    -قلت لك أسرع.....
    فأسرع السائق ولأن الأرض لزجة لم يستطع التحكم بالسيارة فأبتعدت عن مسارها وأنقلبت رأسا على عقب وأحترقت وهم بداخلها وطبعا جاءت سيارات الأطفاء والأسعاف بسرعة لإخماد الحريق ولم ينجو من هذا الحادث سوى شخص واحد وهي بطلة القصة ((مـاريـان)) التي سوف تعاني كثيرا في حياتها بسببب خطأ أرتكبه والدها وهو أنه طلب من السائق أن يسرع في هذا الجو الماطر..............................

    بعد ذلك الحادث المريع الذي حدث مات والدا ماريان وكذلك السائق ونقلت هي الى المستشفى لتلقي العلاج ولم تكن إصابتها بالغة لأنهم قاموا بإخراجها بسرعة من السيارة المحترقة ....
    فتحت ماريان عينها الزرقاء اللامعة على ضوء الغرفة وهي مستلقية على السرير وتلفتت حولها ولم تسمع إلا صوتاً واحد مليء بالدفء يقول لها:
    -حمدلله على سلامتك ياآنسة....
    إلتفتت إلى مصدر الصوت ورأت الممرضة تقف بجوارها فسألتها:
    -أين أنـا؟؟
    أجابتها الممرضة بلطف:
    -أنت في المستشفى.
    نظرت ماريان إلى السقف ثم ألتفتت بسرعة إلى الممرضة قائلة في تسائل:
    -أين أبي وأمي؟
    لم تستطع الممرضة الرد على سؤالها فأعادت عليها نفس السؤال وأخفضت رأسها ولم تجب ثم ذهبت مسرعة لمناداة الطبيب الذي يشرف على حالتها
    وبعد دقيقتين جاء الطبيب ودخل إلى غرفتها فجلست ماريان على السرير وكانت تنظر إلى الطبيب وعيناها ممتلأتان بالدموع فحين أقترب منها سألته بصوت باكي:
    -أين هما أبي وأمي؟
    جلس الطبيب بجانبها وأمسك بكفيها الناعمين وقال لها بكل هدوء:
    -ما أسمك ياأنسة؟
    شعرت بالخجل منه وأخفضت رأسها قائلة:
    -إسمي ماريان جيمس أندرو
    ثم قام الطبيب بوضع يده على كتفها قائلا :
    -أسمعي أنسة ماريان يجب أن تكوني شجاعة وتواجهي مصاعب الحياة لوحدك من الأن فصاعدا.
    سألته في خوف:
    -ماذا تقصد؟
    أجابها قائلا:
    -والديك قد رحلا....ماتا في ذلك الحادث المشؤم.
    أنهمرت الدموع على خذها وهي تقول بإرتجاف:
    -هذا مستحيل .... هذا مستحيل,أبي وأمي رحلا بلا رجعة
    ثم صرخت بصوت عالٍ:
    -هذا لا يصدق ... لماذا تركاني وحيدة في هذا العالم.
    حاول الطبيب أن يهدأها قليلا وهي تصرخ ثم أغمي عليها فجأةً من الصدمة وبقيت نائمة طوال اليوم.
    في صباح اليوم الثاني نهضت ماريان من سريرها وفتحت النافدة المطلة على حديقة المستشفى المليئة بالأشجار والأزهار وكان الجو صحوا والسماء صافية ثم قامت بتغيير ملابسها وأرتدت ثوبا أسود وذهبت إلى غرفة الطبيب ودقت الباب فسمح لها بالدخول وحين دخلت قالت له برسمية:
    -صباح الخير.
    أبتسم الطبيب جورج قائلا:
    -صباح الخير....تفضلي بالجلوس.
    قالت له:
    -لاداعي لهذا أنا جئت إليك لأخذ إذنا بالخروج قليلا....أريد زيارة قبر والداي.
    قال لها الطبيب:
    -إذن سأطلب من السائق أن يوصلك.
    قالت له في إسراع:
    -لا... أنا أريد الذهاب وحدي,وأريد منك أن تعطيني وصف للطريق لأنني لاأعرف هذه المدينه.
    نهض الطبيب من كرسيه قائلا:
    -إذن دعيني أرافقك.
    هزت رأسها نفياً ثم قالت:
    -أشكرك...لكني أريد البقاء وحدي مع والدي.
    أقترب منها ووقف مقابلا لها ثم قال:
    -كما تشأين ياأنسة ماريان
    ثم قام بوصف المكان لها وخرجت من المستشفى والحزن يملىء قلبها على فراق والديها


    يتبع بعد الردود

  2. #2
    fyu-chan
    [ ضيف ]

    افتراضي رد: "جروح أيامي" قصة حزينة من تأليفي!

    وااااااااااااااااااو

    حياتي و الله القصه روووووووووعة

    اووه اسفة اعرفج بنفسي

    انا عضوة يديدة

    و هاذي اول مشاركه لي

  3. #3

    الصورة الرمزية غير الناس

    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المـشـــاركــات
    19
    الــــدولــــــــة
    الامارات
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: "جروح أيامي" قصة حزينة من تأليفي!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

    قصة جميلة من بدايتها...والاحداث سريعه وتمتاز بالسلاسه..

    تجنبي كثرة الأخطاء الاملائية والنحويه قدر الامكان...وابتعدي عن تقليد قصص الاجانب قدر الامكان ايضا..

    حبذا لو كانت الاسماء عربية..فنحن عرب ونستطيع تأليف قصص عربية..تحكي عاداتنا وتقاليدنا بعيدا عن

    الغرب..وعن عاداتهم..

    تقبلي انتقاداتي بصدر رحب ^_^".. دمتِ في حفظ الرحمن

  4. #4

    الصورة الرمزية Risa-Chan

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    155
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: "جروح أيامي" قصة حزينة من تأليفي!



    التكملة ^^"

    وصلت ماريان إلى القبر وجلست أمامه وحين قرأت أسم والدها ووالدتها أنهمرت الدموع من عينيها واحتضنت القبر قائلة وهي تبكي:
    -لماذ تركتماني وحيدة ؟ أنتما تعلمان كم أحبكما ..
    لماذا فعلت هذا ياوالدي ؟
    ثم وضعت كفيها على الأرض ودموعها تتساقط على الأرض وهي تقول:
    -أنا لا أريد أن أعيش وحيدة في هذا العالم...أنا خائفة من الوحدة
    ثم أبتسمت وأكملت كلامها وهي تبكي:
    -أشعر بالألم في قلبي ... أنا أبتسم رغم حزني
    لماذا أبتسم ؟ أنا لم أعد قادرة على فعل شيء بعد الأن.
    وداعاً أبي وأمي.
    ثم فتحت حقيبتها وأخرجت خنجراُ وحدقت فيه وأبتسمت قائلة:
    -سأركما قريبا ياوالداي ... سألحق بكما الأن.
    ووجهت الخنجر نحو صدرها من دون خوف ثم أغمضت عينيها وقالت لنفسها:
    -وداعاً...أخيرا سأشعر بالراحة.
    ثم رأها شخص غريب وركض بسرعة نحوها وضربها على يدها بقوة فصرخت وسقط الخنجر ثم قال لها الشخ بصوت غاضب:
    -أتريدين قتل نفسك؟هل أصبت بالجنون؟
    لم تستطع ماريان التحمل فبكت أمامه وحين رأها أشفق عليها وأمسك بيدها وجعلها تنهض من على الأرض ثم قالت:
    -أنا أردت أن ألحق بوالداي.
    وصرخت في وجهه قائلة:
    -لماذا منعتني أنا أردت أن أمت لأنني لا أستطيع العيش في هذا العالم وحدي , هل فهمت؟
    ثم أخذت حقيبتها من الأرض فقال لها الشاب بهدوء:
    -من المستحيل أن تعيش وحدك...أنا واثق أنك ستعثرين على أشخاص يجعلونك سعيدة,هذا العالم ليس صغيرا ياآنسة....آه صحيح ماأسمك؟
    شعرت بالخجل ثم غادرت المكان من دون أن تقول كلمة واحدة.


    بعدما غادرت ماريان المقبرة سارت في الشوارع من دون أن تشعر بنفسها وكانت شاردة الدهن ودموعها لم تتوقف عن التساقط على خذها ثم جلست في الحديقة تحت شجرة كبيرة وضمت قدميها إلى صدرها ثم قالت لنفسها:
    -يبدو أن قدري أن أعيش وحيدة,وتعيسة ... لكن لماذا؟؟
    ثم عادت إلى المستشفى عند غروب الشمس وكان الطبيب جورج بإنتظارها عند الباب وحين رأته أخفضت رأسها قائلة:
    -أنا آسفة على تأخري.
    أقترب منها ووقف أمامها قائلا:
    -أنا لن أسألك عن سبب تأخرك ولكنني كنت فقط قلقا عليك...
    وتوقف عن الكلام حين رأها تبكي وسألها:
    -ماالأمـر ماريان؟
    قامت ماريان بإحتضانه وهي تبكي بشدة ثم أحتضانها في صدره بكل لطف وهو يقول بشفقة عليها:
    -لا تبكي ماريان فعيونك لاتستحق ألم الدموع ياعزيزتي.

    نظرت إليه ماريان بوجه باكي فمسح دموعها بكفه قائلا:
    -إبتسمي ياعزيزتي...أرجوك أبتسمي.
    أبتسمت ماريان في وجهه رغم حزنها وقالت له من دون ان تقدر على إيقاف دموعها:
    -شكرا لك سيد جورج.
    في المساء قام جورج بإخراجها معه لتناول طعام العشاء وتنزها بعد ذلك كثيرا ثم جلسا في الحديقة ونظرا إلى السماء وهي مليئة بالغيوم ثم بدأ الثلج بالتساقط بهدوء ثم نظر جورج إلى ماريان وهي تنظر إلى السماء وقال لنفسه:
    -ماأجملها إنها كالملاك.
    ثم ألتفتت إليه وسألته ووجهها مبتسم:
    -ماالأمر؟؟
    أستيقظ من شروده وقال:
    -لا شيء...أتعلمين ماريان هذه أجمل ليلة قضيتها بحياتي.
    أبتسمت قائلة في خجل:
    -وأنا أيضا ياسيد جورج.
    قال لها في إنزعاج:
    -لماذا لاتتوقفين عن مناداتي بالسيد...أنا لا أحب هذا.
    قالت له وهي تنظر إلى الأرض:
    -لا أستطيع مناداتك بإسمك.
    وضع كفه على كفها قائلا:
    -ماريان أرأيت أنا أستطيع أن أقول أسمك بسهولة يمكنك أنت أيضا..أرجوك قولي من أجلي.
    أحمر وجهها خجلا وقالت بصوت منخفض:
    -جورج
    ضغط بكفه على كفها وقال لها:
    -أنا لم أسمعه جيدا.
    نظرت إليه وقالت له في وجهه:
    -جورج
    قام بحتضانها بسرعة فشعرت بالخجل الشديد منه وهو يقول لها:
    -ماريان أنا أحبـكــ.
    ثم وضع يده على كتفيها وقال لها:
    -أنا أحبكـ من كل أعماق قلبي.
    وضع يده على خذها الناعم وقال لها:
    -أتتزوجينني.؟
    هزت رأسها قائلة:
    -نعم ... أنا موافقة على الزواج بك يا جورج.
    ثم نهضا من على الأرض وهما يمسكان بأيدي بعضهما ويحدقان في بعضهما بحب

    تزوجت ماريان من جورج ثم أخذت ملابسها من المستشفى وذهبت مع زوجها إلى شقته لتعيش معه هناك .... وناما حتى الصباح.
    أشرقت شمس الصباح وبدأت العصافير بالتغريد في ذلك الصباح الجميل ..
    فتحت ماريانعينيها ونهضت من على السرير وفتحت الستائر وفتحت عالنافدة على منظر خلاب يدخل السرور والبهجة إلى القلب وعلت الإبتسامة شفتيها حين رأت الأشجار المغطاة بالثلج وهو يلمع من أشعة الشمس الباردة وسمعت جورج يقول لها من الخلف:
    -عيد سعيد.
    إلتفتت إليه قائلة في دهشة:
    - جورج صباح الخير.
    نهض من على السرير ووقف بجانبها ورفع يديه قائلا:
    -ألا تشعرين بالبرد ياعزيزتي؟
    أجابته قائلة:
    -لا ... الجو جميل والسماء صافية...آوه نسيت يجب أن أعد لك الإفطار.
    أمسك بيدها قبل أن تذهب وهو يقول:
    -أنتظري لحظة...ستعدين الإفطار بنفسك في أول يوم من زواجنا.
    سألته قائلة:
    -وماذا في ذلك؟
    أجابها:
    -أسمعيني جيدا ... لاأريدك أن تعدي الإفطار اليوم سأطلب من الفندق أن يحضروا لنا الإفطار جاهزا إلى هنا.
    أغمضت عينيها قائلة:
    -كما تشاء.... المهم هو راحتك.

    أتصل جورج على الفندق وطلب منهم إحضار الإفطار إلى الشقة وبعدما أغلق الخط قال لماريان:
    -بعد الإفطار سأذهب إلى المستشفى واخذ إجازة لمدة شهر لنستطيع السفر..مارأيك؟
    أين تريدين أن تذهبي؟
    رفعت حاجبيها قائلة:
    -لم أفكر بالسفر ... سأذهب إلى المكان الذي ترغب أنت بالذهاب إليه.
    سكت قليلا ثم قال وهو ينظر إليها بإبتسام:
    -إسمعي .... في هذا الحي يقيمون إحتفالاً كبيرا في ليلة العيد وهذه الليلة هي ليلة العيد
    مارأيك ان نحتفل معهم؟
    فرحت ماريان كثيراً لأنها تعرف أنها ستكون سعيدة وهي تحب الحفلات كثيرا لهذا هزت رأسها على الموافقة.

    بعدما تناولا الإفطار غير جورج ملابسه للذهاب إلى المشفى وقبل خروجه قالت له ماريان:
    -أريد الذهاب لزيارة قبر والداي ... هل أنت موافق؟
    نظر بإندهاش قائلا:
    -ولما لا أوافق ... يمكنك الذهاب لكن لا تتأخري.
    قالت له في سعادة:
    -أشكرك.
    ثم ذهب ... وقامت بتغيير ملابسها وخرجت من الشقة وذهبت سيرا على الأقدام وحين وصلت إلى المقبرة جلست أمام قبرهما ووضعت باقة الأزهار التي كانت تحملها بين ذراعيها أمام القبر ثم قالت:
    -عيد ميلاد سعيد ... أبي وأمي....أنا سعيدة ومرتاحة في حياتي لا تقلقا علي لقد تزوجت من شخص طيب القلب وهو يهتم بي كثيرا ... الشكر لله,أراكما لاحقا وداعا.
    وحين وقفت رأت الشخص نفسه الذي رأته حين حاولت قتل نفسها وقام هو بمنعها وحين شعر بوجودها إلتفت إليها وأقترب منها وحين توقف قال:
    -مرحباً....
    قالت له:
    -أهلا بك.
    ثم مد يده إليها قائلا:
    -أنا أعتذر عما بدر مني...أرجوك سامحيني.
    قامت بمصافحته قائلة:
    -لاداعي للإعتذار فقد نسيت ماحدث.
    أبعد يده عنها وعرف عن نفسه قائلا:
    -أنا أدعى ميغيل وينرايت
    وأنت ماأسمك؟
    أجابته قائلة:
    -ماريان جيمس أندرو تشرفت بمعرفتك.
    أبتسم قائلا:
    -وأنا أيضاً.

    غادرت ماريان المكان مسرعةً خشيت ان تتأخر ويأتي جورج قبلها وحين وصلت إلى الفندق صعدت على الدرج راكضة وحين وصلت دخلت الشقة وأغلقت الباب وتلفتت حولها ولم ترى أحدا فوضعت يدها على صدرها لتحسس نبض قلبها الذي كان يخفق بسرعة جنونية ثم دخلت غلى غرفتها وغيرت ملابسها ووقفت على الشرفة ونظرت إلى الحديقة المقابلة للفندق ورأت أطفال يلعبون بالكرة هناك وتذكرت نفسها حين كانت تلعب في حديقة منزلهم وهي صغيرة لوحدها وكان والديها مشغولان طوال الوقت ولم يكن لديهما الوقت الكافي للعب معها.
    في المساء خرجت مع جورج لحضور الإحتفال الذي يقام في وسط المدينة في ليلة العيد كان الناس سعداء والألعاب النارية تبرق في السماء والأطفال يغنون أغنية العيد ويرقصون ثم قاموا بالعزف والغناء فرقصت ماريان مع جورج ثم قال لها أن تنتظر قليلا كانت ماريان تتلفت حولها وترى كل طفل مع والديه وقالت لنفسها وهي وسط الحشود:
    -أنا .... أنا ... لماذا رحل والداي وتركاني هنا؟؟أنا لاأريد أن أبقى في هذا المكان .. لا أريد.
    وركضت بعيدا ولم يلاحظها جورج لأنه كان يتحدث مع أحد رفاقه.
    كانت تركض وهي تبكي ولاتعرف إلى أين ستذهب زكانت تردد جملة واحدة وهي:
    -----أنا وحيـدة في هذا العالم------
    ثم وقفت أمام نهر في مكان هادىء بعيدا عن الحشود والضجيج وجلست على الأرض ونظرت إلى وجهها في النهر وقالت لنفسها:
    -ولكن أنا لدي جورج لماذا إندفعت نحو هذا المكان؟
    أنا لم أعد أريد أن أرى أحداً بعد الأن خاصة بعد موت والداي.

    في تلك الأثناء عاد جورج إلى المكان الذي كانت تقف فيه ماريان ولم يجدها فتلفت حوله ولم يرى لها أثراً فذهب للبحث عنها في كل مكان دون جدوى

    كانت ماريان شاردة الدهن وهي جالسة أمام النهر ثم نهضت من على الأرض وقالت:
    -يجب أن أعود إلى المنزل.....لقد كنت غبية حين أعتقدت أنني وحيدة
    جورج يكفيني في هذا العالم كله.
    ثم عادت إلى الخلف ولكنها تاهت ولم تعرف أين هو الطريق الصحيح للفندق كانت ترى بيوتا كثيرة ولم تعرف أي طريق تسلك لكنها أستجمعت قوتها وأخرجت هاتفها النقال وأتصلت بجورج لتخبره عن مكانها وحين رد عليها قال في صوت قلق:
    -أين أنت؟
    إبتسمت وأجابته:
    -لاتقلق علي أنا بخير.
    وأخبرته بمكانها فأسرع إليها وحين وصل ورأها سألها قائلا:
    -ماذا حدث لك ياعزيزتي؟....لقد تعبت وأنا أبحث عنك.
    أخفضت رأسها قائلة:
    -أنا آسفة لأني سببت القلق لك .... لكنني أردت أن أبقى لوحدي لفترة.
    ثم تساقط الثلج عليهما ورفعت رأسها إلى السماء قائلة:
    -ماأجمل هذا المنظر.....إنه يجلب الدفىء إلى قلبي.
    بعدما قالت هذه الجملة أغمي عليها مباشرة وسقطت على الأرض فركض جورج بإتجاهها وحملها بين ذراعيه وهو ينادي بإسمها فصمت قليلا حين رأى إبتسمتها الدافئة وقال لنفسه:
    -يالها من فتاة مسكينة....لقد فهمت الأن سبب مغادرتها لذلك المكان,سامحيني ماريان إذا كنت قد أخطأت بأخذك إلى هناك,نامي لترتاحي قليلا ياحبيبتي.
    وعادا إلى المنزل.........................
    جاء فصل الربيع وبدأت الأزهار بالتفتح وأصوات العصافير تغرد فوق الأشجار بدأت تسمع وتدخل السرور إلى القلب وأشرقت شمس الصباح وذاب كل الجليد ....
    في صباح ذلك اليوم بدأت ماريان بتجهيز حقيبة ملابسها وملابس جورج إستعدادا للسفر إلى فرنسا لقضاء شهر العسل هناك ثم دخل إليها جورج قائلا:
    -إسرعي ماريان وإلا سوف نتأخر على موعد الطائرة.
    نظرت إلى الساعة المعلقة في الحائط وقالت:
    -مابك ياعزيزي؟بقي أمامنا ساعتان.
    إقترب منها وقال:
    -توقفي عن الكلام وجهزي الملابس قبل أن تفوتنا الرحلة.
    أغلقت الحقيبة وقالت:
    -هاقد إنتهيت ماذا تريد؟
    تنهد قائلا وهو ينظر إليها:
    -مارأيك ان تقفي أمام المراءة وتنظري إلى نفسك.
    وضعت يدها على شعرها ونظرت إلى ملابسها المتسخة وقالت في خجل:
    -سأتجهز بسرعة.
    وبعد مرور نصف ساعة من بدأها للتجهز في غرفتها وجورج ينتظرها في غرفة المعيشة خرجت ماريان ووقفت أمامه قائلة:
    -مارأيك الأن؟
    نهض جورج من على الأريكة وهو يحدق بها قائلا:
    -ماكل هذا الجمال؟
    إبتسمت في خجل قائلة:
    -كفى الأن دعنا نذهب بسرعة.
    عاد إلى رشده وقال:
    -آه...صحيح هيا بنا.
    وذهبا إلى المطار..............
    في تلك الأثناء كان ميغيل في غرفته مستلقيا على السرير ويفكر بماريان ويقول لنفسه:
    -تبدو فتاة طيبة.
    دخلت عليه زوجته سارة قائلة:
    -ما الذي يشغل تفكيرك يا ميغيل؟
    نهض من على السرير وأرتدى حذائه ثم قال:
    -لا شيء.
    ومر من عندها من دون أن يعبرها ثم صرخت قائلة:
    -إذن .... بماذا تفسر تصرفاتك هذه الأيام؟
    أجابها قائلا:
    -سارة أرجوك دعيني وحدي قليلا.
    قالت له:
    -لن أدعك حتى أعرف مابك؟
    قال لها في عصبية:
    -قلت لك لاشيء فقط لدي بعض الأعمال المتراكمة ولا رغبة لدي في الكلام.
    إزداد غضب سارة ثم قالت لنفسها:
    -سأعرف قريبا ماالذي يشغل تفكيرك ويجعلك لاتحدثي أو لاتطيق التحدث معي...عاجلا أم آجلا.
    صعدا كلا من ماريان و جورج على متن الطائرة وجلسا بجوار بعضها ثم قامت ماريان بسؤاله:
    -لماذا قمت بإختيار فرنسا لقاء شهر العسل؟
    أجابها قائلا:
    -لأنني عندما كنت صغيرا كنت أحلم دائما بالسفر إلى فرنسا والأن سأحقق أمنيتي بالسفر مع حبيبتي.
    إحمر وجهها خجلا ثم قالت:
    -لقد فهمت الأن.....
    وأقلعت الطائرة متجهة نحو فرنسا............

    هبطت الطائرة على مطار فرنسا وبدأ الركاب بالنزول من الطائرة كانت ماريان متعبة وتترنح في مشيتها وتقول :
    -ياإلهي أنا متعبة جدا يا جورج
    أمسك بيدها قائلا:
    -تحملي قليلا حتى نخرج من المطار .
    وخرجا وركبا سيارة لنقلهما إلى الفندق وحين وصلا صعدا غلى الشقة ودخلا ليرتاحا قليلا من السفر.
    إستلقت ماريان على السرير وأغمضت عينيها ونامت فدخل إليها جورج قائلا:
    -مارأيك في الشقة يا.....
    وسكت حين رأها نائمة ثم قال مبتسما:
    -يبدو أنها تعبت كثيرا من هذه الرحلة.
    وقام بتغطيتها ببطانية دافئة ونام بجانبها.

    وفي بريطانيا كان ميغيل يتجول في الشارع ويقول:
    -ليتني ألتقي بتلك الفتاة مرة أخرى....
    وتذكر حين قالت بإسمها
    فقال لنفسه:
    -ماريان ترى ماالذي حدث لي؟؟..أنا أفكر بها طوال الوقت
    ثم أبتسم قائلا:
    -يبدو أنني نسيت أني متزوج وهي أيضا ربما تكون متزوجة من يدري؟
    سأسئلها حين أراها في المرة القادمة.
    ثم ذهب إلى النهر ووقف امامه وهو يقول:
    -إنها جميلة جدا .... تبدو كالملاك,لقد أشفقت عليها في ذلك اليوم حين حاولت قتل نفسها...ولكن
    أعتقد أنه يجب علي أن أنساها لأن سارة عصبية جدا ولو عرفت أنني
    تعرفت على فتاة أخرى سوف تقتلوني وتقتلها.
    وضحك كثيرا .............

    أغربت الشمس في فرنسا و هبط الظلام فغيرت ماريان ملابسها لتخرج لتنزه برفقة جورج وحين أصبحت جاهزة وهو أصبح جاهزا خرجا من الشقة وذهبا إلى مدينة الملاهي ليلاعبا ويستمتعا بوقتهما .........
    حين دخلا إلى مدينة الملاهي سأل جورج قائلا وهو ينظر إلى الألعاب:
    -أي لعبة تفضلين أن تلعبي فيها؟
    نظرت ماريان إلى الألعاب ورأت أن كلها خطيرة وهي تخاف من الألعاب العالية والمخيفة فقالت في خوف:
    -سأركب في اللعبة التي تريدها.
    قال لها:
    -هكذا إذن ..... سنلعب في قطار الموت.
    قالت لنفسها:
    -إنه يقصد موتي...يبدو أن نهايتي قريبة.
    أمسك بيدها وركضا نحو قطار الموت وهي تقول له:
    -تمهل قليلا ياجورج
    توقف قائلا:
    -ماالأمـر؟
    ضمت كفيها وهي تقول في إرتباك:
    -أنا خائفة.
    أبتسم في وجهها قائلا:
    -لا تخافي وأنا معك.
    أرتجفت يداها وهي تقول:
    -لا فائدة.....أشعر أنني سأقع من فوق القطار.
    رفع حاجبيه وضحك عليها قائلا:
    -ستقعين إذا لم تربطي الحزام بإحكام.
    وواصل الضحك..صرخت في وجهه قائلة:
    -توقف عن الضحك,أنا لا أمزح.
    ثم أمسك بيدها وأسرع بإتجاه اللعبة وركبا سويا ثم قالت له وهي تربط الحزام:
    -أمازلت مصرا ياعزيزي على هذه اللعبة؟
    أعطى الرجل تذكرتان وألتفت إليها قائلا:
    -وسنلعب في كل الألعاب أيضا.
    صرخت قائلة:
    -ياإلهي,الأن أنا واثقة بأنني سأموت من الخوف.

    بعد مرور ساعتين منذ دخولهم إلى مدينة الملاهي وهم يلعبون وبعدما أكملا اللعب جلست ماريان على كرسي وهي تجهش((تتنفس بصعوبة)) وكان جورج واقفا أمامها يقول:
    -كيف تشعرين الأن؟
    تنهدت قائلة:
    -أنا متعبة,لكنني إستمتعت حقا بااللعب معك.
    جلس بجانبها وقال:
    -أنها ليلة جميلة بالفعل....هل تريدين آيس كريم أم عصير؟
    هزت رأسها نفيا ثم قالت:
    -لاهذا ولا ذاك , أنا أريد البقاء معك فقط ياعزيزي.
    ووضعت يدها على كفه ثم وضعت رأسها على كتفه وأغمضت عينيها قائلة:
    -أنا أحبـك كثيرا يا جورج.
    وضع يده على شعرها الناعم وقال:
    -أنا أيضا أحبك ياعزيزتي,ولن أتخلى عنك أبداً.

    في بريطانيا عاد ميغيل إلى شقته ووقفت سارة أمامه قائلة:
    -أين كنت؟....خرجت عند غروب الشمس وعدت في منتصف الليل..أجبني أين كنت؟
    مر من عنها وهو يقول:
    -انا متعب سأذهب لأنام قليلا,وتوقفي عن طرح الأسئلة لقد سئمت من شكوكك.
    قالت له في غضب:
    -إسمعني جيدا إذا أستمريت على هذه الحال سأخذ حقائبي وأعود إلى منزل والداي.
    دخل ميغيل إلى الغرفة وأغلق الباب وقالت سارة لنفسها:
    -من الغد سأبدأ بمراقبتك وسأرى إلى أين تذهب أو مع من تذهب.
    وأبتسمت بخبث.....

    وفي فرنسا عاد جورج إلى الشقة وهو يحمل ماريان بين ذراعيه في منتصف الليل وألقاها على السرير بهدوء ثم قال لها:
    -هل أنت بخير الأن؟
    أمتلئت عينيها بالدموع وهي تقول:
    -أنا متعبة جدا يا جورج,وأشعر بالدوار.
    أشفق عليها وجلس بجانبها ووضع يده على جبينها ثم قال:
    -أنا آسف ياحبيبتي ماكان علي أن اصطحبك إلى مدينة الملاهي لم أكن أ..
    وقاطعاته قائلة:
    -أنت لست السبب لقد إستمتعت بوقتي معك...أشعر بالسعادة لأنك بجواري.
    قال لها والإبتسامة تعلو وجهه:
    -إذن نامي وأرتاحي الأن.
    هزت رأسها قليلا وأغمضت عينيها ونامت,خرج جورج من الغرفة بعدما أطفأ المصابيح وقال لنفسه:
    -ليلة سعيدة....ياحبيبتي ماريان
    خيم الضباب في فجر اليوم التالي على فرنسا وأستيقظت ماريان من نومها ووضعت يدها على جبينها وقالت لنفسها:
    -أنا أشعر بتحسن الأن.
    ونهضت من على الفراش ونظرت إلى جورج وهو يغط في النوم فأبتسمت قائلة:
    -لقد أتعبته معي.
    وغيرت ملابسها وأردت معطفاً وخرجت من الشقة قبل أن يستيقظ جورج ونزلت إلى الحديقة المقابلة للفندق ووقفت امام شجرة كبيرة هناك وقالت:
    -ماأجمل الهدوء والراحة.
    ورفعت يديها للأعلى وقالت:
    -لقد تحسنت كثيرا.
    وسمعت صوتا خلفها يقول لها:
    -الجو جميل جدا اليوم,صحيح؟
    فألتفتت إليه ورأته شاباً طويلٌ قليلا وشعره بني اللون وكان يضع يديه في جيب بنطاله فسألته في قلق:
    -من أنت؟
    أقترب منها قائلا:
    -أنا أسعد إنسان في هذا العالم لأنني إلتقيت بملاك جميل هذا الصباح.
    تراجعت ماريان للخلف حتى ألتصقت بالشجرة ثم قالت:
    -ماذا تريد؟
    أخرج يده من جيبه وحين حاول ان يمسك بيدها صفعته على وجهه وقالت:
    -هذا شاب غير مهذب.
    وضع يده على خذه وضحك كثيرا ثم نظر إليها وأبتسامة خبيثة في وجهه وهو يقول:
    -إنك جريئة حقاً.
    وحين حاول الإقتراب منها رآه صاحب الفندق وركض بإتجاهه وهو يقول:
    -ماالذي تفعله أيها الشاب؟
    وحين سمع صوته فر هاربا بعيدا وجاء صاحب الفندق إلى ماريان وسألها:
    -هل أنت بخير ياسيدتي؟
    تنهدت قائلة وهي مبتسمة:
    -نعم,أنا بخير أشكرك ياسيدي كثيرا.
    قال لها الرجل:
    -إنتبهي ياسيدتي يجب ألا تتجولي هنا وحدك في هذا الوقت فهذا شاب قذرٌ جدا ويحاول
    إيذاء الفتيات,أرجوا أن تنتبهي على نفسك ياصغيرتي.
    إبتسمت قائلة:
    -أشكرك من أعماق قلبي أيها السيد الطيب.
    ثم ذهب الرجل وقالت ماريان لنفسها:
    -الناس الطيبين في كل مكان...لن أنسى ماحدث اليوم.

    عادت ماريان إلى الشقة وخلعت معطفها ورمته على الأريكة في غرفة المعيشة ودخلت إلى غرفة النوم ورأت جورج نائما فحين ذهبت لإيقاظه وضع الغطاء على وجهه ووجه ظهره إليها فنزعت الغطاء من عليه وقالت له:
    -هيا أنهض,إنها السادسة والنصف.
    جلس جورج على السرير وقال بصوت خشن:
    -دعيني أنام قليلا أرجوك.
    وأخذ الغطاء من يدها وأستلقى مجددا ونام إبتسمت قائلة:
    -إذا كنت متعبا فيمكنك أن تنام وسأعود إليك بعد ساعة,وإياك ان تكون نائما.
    وذهبت إلى المطبخ وقامت بصنع فنجان من القهوة الساخنة وأسترخت قليلا على الأريكة لتشاهد التلفاز.

    كانت ماريان تشاهد التلفاز ولكن في شرود لقد كانت تتذكر اليوم الذي جاءت فيه إلى بريطانيا مع والديها وحدث ماحدث ثم أغلقت التلفاز وقالت:
    -لدي رغبة في العودة إلى بريطانيا..أريد أنا أزور قبر والداي و...
    سكتت قليلا وتذكرت ميغيل وقالت لنفسها:
    -ذلك الشاب,لماذا طرأ على بالي الأن؟...إنه شاب طيب ,لكن ...أنا متزوجة علي ألا أفكر بميغيل.
    لم تكن ماريان تعلم بأن ميغيل يفكر بها طوال الوقت وبدأ بالقلق عليها لأنه لم يرها منذ فترة طويلة , وضعت ماريان يدها على قلبها وقالت:
    -قلبي يخفق بشدة حين أراه أو أفكر به.
    ثم أبتسمت قائلة:
    -يالي من فتاة غبية وبلهاء.
    ثم سمعت جورج يقول لها بصوت مكتئب:
    -لماذا أيقظتني باكرا؟
    ألتفتت إليه وقالت لنفسها في حزن:
    -أريد أن أخبره برغبتي في العودة.
    ثم نظرت إليه والحزن يملىء وجهها فحين لاحظها سألها في تعجب:
    -مابك؟تبدين متعبة.
    أخفضت رأسها قائلة:
    -جورج.
    ونظرت إليه قائلة في جرئة:
    -أريد أن أعود الى بريطانيا.
    قال لها في إندهاش:
    -لماذا؟لم يمضي على وجودنا هنا سوى ثلاثة أيام.
    عقدة حاجبيها قائلة:
    -أنا آسفة ... لكنني أريد أن أعود أرجوك إحجز لنا لنعود سويا .
    إبتسم قائلا:
    -لن أسألك عن السبب...سألبي رغبتك ياعزيزتي.
    ضحكت ماريان قائلة:
    -شكرا لك جورج.
    رفع يده قائلا:
    -لابأس .... مايهمني هو راحتك.
    أخفضت رأسها خجلا وقالت لنفسها:
    -ماأسعدني معك يا جورج.
    وذهب إلى المطار وحجز تذكرتان للعودة إلى بريطانيا وسافرا في اليوم التالي......
    هبطت الطائرة على مطار بريطانيا ونزلا كلا من ماريان و جورج وكانا سعيدين جدا برحلتهما الممتعة سويا.
    ومن جهة أخرى كان ميغيل يتناول غذائه مع سارة فقالت له:
    -سأذهب لزيارة والداي اليوم.
    سألها قائلا:
    -ماالمناسبة اليوم؟
    أجابته في غضب:
    -وهل يجب أن يكون هناك مناسبة لأذهب لزيارتهم.
    تنهد وقال في تسائل:
    -لماذا أنت غاضبة؟؟؟أنا لم أقل شيء يستدعي الغضب.
    ثم ظهر الحزن على وجهها وقالت:
    -عزيزي ميغيل أنا آسفة إذا كنت قد أزعجتك في يوم من الأيام سامحني أرجوك.
    نهض من كرسيه وأقرب منها ووضع يده على كتفها وأبتسم قائلا:
    -أنا لم أنزعج منك إطلاقاً.
    نظرت إليه قائلة في سعادة:
    -حقاً.
    هز رأسه قائلا:
    -نعم.
    ثم وقفت أمامه وأمسكت بيديه قائلة:
    -أشكرك.
    وقالت لنفسها في خبث:
    -هذا جيد الأن أستطيع أن أعرف إلى أين تذهب كل يوم....أنا أسفة ولكن يجب أن أفعل هذا.

    أوصل ميغيل زوجته سارة إلى بيت أهلها وحين نزلت من السيارة قالت في تسائل لـميغيل:
    -ألن تنزل معي لترى والداي؟
    أجابها قائلا:
    -لا لدي عمل أقوم به في الجامعة سأتي لرؤيتهما عندما آتي لإصطحابك.
    قالت له:
    -كما تشاء.
    وذهب...دخلت سارة إلى المنزل فرأتها الخادمة قالت لها:
    -أهلا بك سيدة سارة.
    نظرت اليها وسألتها:
    -أين والداي؟
    أجابتها:
    -إنهما في غرفة المعيشة.
    ودقت على باب الغرفة فسمعت والدتها تقول:
    -تفضل.
    دخلت إليهما فحين رأتها والدتها نهضت من على الأريكة وأحتضنت إبنتها قائلة:
    -سارة إشتقت إليك كثيراً ياحبيبتي.
    نظرت إليها سارة والدموع في عينيها وقالت:
    -أمي الحبيبة,إشتقت إليك.
    وتلفتت حولها ولم ترى والدها فسألتها:
    -أين أبي؟
    أجابتها:
    -إنه مايزال في عمله ولن يعود الا في المساء.
    أخفضت حاجبيها قائلة:
    -هذا مؤسف كنت أود رؤيته....وأين أختي داني؟
    قالت لها والدتها:
    -إنها في غرفتها تدرس مع صديقاتها..إنها مجتهدة.
    صعدت سارة إليها وقبل أن تدق الباب سمعت صوت ضحكات داني مع صديقاتها فأشتد غضبها حين تذكرت أن والدتها قالت لها أنها تدرس وفتحت الباب بقوة وهي تقول:
    -ماالذي تفعلينه يا داني؟
    فوجئت أختها حين رأتها وقالت في دهشة:
    -سارة
    ونهضت من على السرير وأقتربت منها لتسلم عليها وحين مدت يديها لم تصافحها سارة بل قالت بوقاحة:
    -أنت تلعبين هنا مع صديقاتك ووالدتي تعتقد أنك تدرسين.
    قالت لها داني في خوف:
    -لكنني كنت أدرس و.......
    قاطعتها قائلة بصرامة:
    -كيف تجرئين على الكذب؟..لقد سمعت تضحكين مع صديقاتك منذ لحظات,هاتان الفتتان تحولان مضايقتك كي لاتدرسي.
    أخذن الفتتان كتبهما وأشياءهما وقالا لـداني:
    -نحن متأسفتان على الإزعاج ونعدك بأننا لن نأتي إلى هنا مرة أخرى,وداعا.
    قالت لهما داني في حزن:
    -إنتظرا أرجوكما.
    ورحلا دون أن تستمعا إليها وأنهمرت الدموع من عينيها وقالت لأختها:
    -لماذا فعلت هذا؟ليتك لم تأتي إلى هنا...أنا أكرهك,لا أعلم كيف استطاع ميغيل أن يتحملك كل هذه المدة...أكرهك,أكرهك.
    فصفعتها في وجهها وهي تقول:
    -إخرسي.
    وضعت يدها على خذها وهي تبكي وتقول:
    -أخرجي من غرفتي.
    فخرجت من الغرفة وأغلقت داني الباب بقوة ثم جلست على الأرض وهي تبكي وتقول:
    -ماذا سأفعل الأن؟؟يالها من مصيبة...ليتها لم تأتي إلى هنا.
    إتصلت سارة على ميغيل وطلبت منه القدوم لإعادتها إلى البيت فجاء وركبت السيارة وهي متضايقة وتتردد على أسماعها كلمة داني:
    -أنا أكرهك.
    نظر إليها ميغيل وسألها:
    -ماالأمـر؟
    قالت له وهي تحاول إخفاء حزنها:
    -لا شيء.
    لم يرغب ميغيل في مضايقتها بالأسئلة لهذا بقي صامتاً حتى وصلا إلى البيت.
    في صباح اليوم التالي دخلت ماريان إلى المطبخ لتعد الإفطار وحين فتحت الثلاجة شعرت بدوار فأغلقتها بسرعة وجلست على كرسي في الطاولة ووضعت يدها على رأسها وقالت:
    -لا أستطيع الوقوف...لكن يجب أعد الإفطار حالاً ليذهب جورج إلى عمله.
    ففتحت دولاب الأطباق وأخذت طبقا فشعرت بدوار ووقع الطبق من يدها وأنكسر على الأر ثم أغمي عليها سمع جورج صوت إنكسار الطبق فركض بسرعة نحو المطبخ ورأى ماريان ممددة على الأرض فصرخ منادياً بإسمها ثم أقترب منها ووضع رأسه على ركبته قائلا:
    -ماريان أفيقي أرجوك.
    فتحت عينيها بصعوبة وقالت بصوت منخفض:
    -أنا متعبة.
    لم يستطع جورج التحمل وأخذها بسرعة إلى المستشفى وقاموا بالإجراءت اللازمة ووضعوا ماريان في غرفة لترتاح قليلا.
    دخل جورج إلى الغرفة وجلس بجانبها وقال:
    -أتشعرين بتحسن الأن؟
    إلتفتت إليه قائلة:
    -أنا أفضل الأن..لاداعي للقلق.
    تنهد جورج قائلا في إرتياح:
    -حمدلله لقد كاد قلبي يتوقف حين رأيتك ممددة على الأرض...لقد أفزعتني.
    قالت له وهي تضحك:
    -أنا آسفة كنت أود أن أعد الإفطار لك.
    وضع يده على خذها قائلا:
    -لا تعتذري فصحتك عندي أهم من أي شيء في هذا العالم

    إبتسمت ماريان في وجهه وقالت:
    -أشكرك من كل أعماق قلبي يا عزيزي,لكن قولي ماذا قال الطبيب؟
    أجابها قائلا:
    -سنعرف نتيجة التحليل بعد نصف ساعة.
    جلست ماريان على السرير وهي تقول:
    -إذن سنتنظر قليلا.
    في تلك الأثناء كانت داني في طريقها إلى المدرسة وكانت قلقة جدا ولا تعرف كيف تفسر لصديقاتها تصرف أختها سارة أمامهم وتوقفت قليلا وقالت لنفسها:
    -أنا نفسي لا أعرف السبب....لماذا فعلت هذا؟...يبدو أنها قد أصبحت مجنونة في الأونة الأخيرة.
    وحين وصلت إلى المدرسة دخلت إلى الصف ووضعت حقيبتها على الكرسي وسمعت صديقتها تتكلم وتحكي لزملائها في الصف وهي تجلس فوق الطاولة عما فعلته سارة معهم وكانت تقول:
    -تلك الفتاة الكريهة طردتنا من المنزل وطبعا داني وقفت صامتا كالبلهاء.
    صدمت داني عندما سمعت هذا الكلام و أقتربت منهم قائلة:
    -أنا لست بلهاء وأختي ليست كريهة.
    إلتفتت إليها وونهضت من الطاولة ووقفت أمام داني وقالت لها بإبتسامة خبيثة:
    -داني أخبريني ماذا تسمين تصرف أختك معنا؟....
    صمتت ولم تجبها فأكملت كلامها قائلة:
    -أنا سأخبرك.
    نظرت إليها داني والحزن يملىء وجهها فواصلت تلك الفتاة الكلام قائلة:
    -إنها فتاة كريهة لم يعرف والديك كيف يقومان بتربيتها وأنت أيضا حين تكبرين ستصبحين مثلها
    وسوف يكرهك الجميع.
    وضحكت بقوة وهي تقول:
    -أو ربما أسوأ.
    صفعتها داني على وجهها بقوة فصرخت ووضعت يدها على خذها وقالت:
    -كيف تجرأين على....
    وصمتت حين رأت وجه داني الباكي والدموع تنهمر من عينيها وهي تقول:
    -لن أسمح لك بأن تقولي كلمة أخرى...هل تفهمين؟؟لن أسمح لأي شخص أن يهين
    أختي ووالداي أمامي,هل تفهمون ذلك؟
    وعادت إلى مكانها ووضعت رأسها على طاولتها وهي تبكي,خجلت صديقتها من نفسها وعادوا الجميع إلى اماكنهم من دون أن يقولوا كلمة واحدة ثم أقتربت من داني وحاولت مواساتها لكنها لم تستطع ثم عادت إلى مكانها.
    عندما أنتهى وقت الدوام أخذت داني حقيبتها وخرجت من المدرسة وأسرعت إلى المنزل والدموع تنهمر من عينيها وحين وصلت دخلت إلى المنزل وصعدت إلى غرفة والدتها وطرقت الباب ودخلت ورأت والدتها تجلس على السرير وتقرأ كتابا فقالت لها داني:
    -أمـــــــي.
    إلتفتت إليها والدتها وقالت:
    -ماالأمـر؟؟
    إقتربت منها ووقفت بجانبها وقالت:
    -أريد منك أن تخبري سارة ألا تتدخل في حياتي وأموري الخاصة.
    عادت والدتها لقراءة الكتاب ثم قالت:
    -أنا لاعلاقة لي بما يحدث بينكما دعيني الأن أقرأ هذا الكتاب إنه رائع بالفعل.
    إمتلئت عيني داني بالدموع وتحطمت كليا من الداخل وخرجت من الغرفة وذهبت إلى غرفتها ورمت نفسها على السرير وهي تبكي وتقول:
    -لا أحد يهتم بي......أنا أكرهكم جميعاً,أنا لم أعد أريد العيش في هذا العالم الذي لايوجد فيه
    أناس طيبين يفهمونني وأفهمهم,أنا وحيدة في هذا العالم.


    غادرت ماريان المستشفى برفقة جورج بعدما أخبرهم الطبيب بأنها حامل وفرحت كثيرا بسماعها لهذا الخبر وحين وصلا إلى البيت طلب منها جورج أن ترتاح قليلا خوفا عليها فأستلقت على السرير لأنها كانت مرهقة ومتعبة فنامت حتى المساء وحين أستيقظت في منتصف الليل وجدت جورج يغط في نوم عميق فنهضت من على السرير ودخلت إلى المطبخ وشربت كوباً من الماء الدافىء ثم قالت:
    -هل كنت أحلم؟..لقد سمعت الطبيب يقول لي "مبروك أنت حامل".
    ووضعت يدها على بطنها وقالت:
    -أكاد لا أصدق.
    ثم خرجت وجلست على الأريكة في غرفة المعيشة وشاهدت التلفاز ونامت من دون أن تشعر بنفسها وجهاز التلفاز في يدها.
    في صباح اليوم التالي إستيقظ جورج باكرا ليذهب إلى عمله ولكنه فوجئ عندما وجد أن ماريان غير موجودة فنهض بسرعة وذهب إلى غرفة المعيشة ووجدها نائمة على الأريكة فأبتسم قائلا:
    -عزيزتي ماريان.
    ثم حملها بين ذراعيه وأخذها إلى غرفتها وغير ملابسه وذهب إلى عمله,إستيقظت ماريان وشعرت برغبة في الخروج من المنزل لتتنزه قليلا وغيرت ملابسها وخرجت من الفندق وكانت تسير في الشارع وتنظر إلى الأسواق والناس وهي في غاية السعادة ثم دخلت إلى محل لبيع الملابس لشراء بعد الملابس الجديدة,في تلك الأثناء خرجت داني مسرعة من البيت وهي تقول:
    -سوف أتأخر عن المدرسة مرة أخرى.
    وبينما كانت تركض خرجت ماريان من المحل وأصددمت بداني ووقعتا على الأرض وسقط كل كتبها ودخل كتاب منها في الكيس الذي كانت تحمله ماريان بدون أن يلاحظا ذلك ثم نهضت من على الأرض وساعدت داني على النهوض ونهضت وهي تقول:
    -أنا آسفة حقاً ياسيدتي...وداعاً.
    وواصلت الركض نحو المدرسة وعادت ماريان إلى البيت وحين دخلت إلى الشقة رمت الكيس على السرير فخرج الكتاب منه فنظرت إليه وأخذته وقالت في تسائل:
    -لمن هذا الكتاب؟
    ثم تذكرت داني وقالت في قلق:
    -إنه كتاب مذكرات لتلك الفتاة ماذا علي أن أفعل الأن؟.....
    فشعرت بالدوار وجلست على السرير وقالت:
    -أنا متعبة.
    ونظرت إلى الكتاب وقالت:
    -كيف سأعيده إليها الأن؟؟
    وعند إنتهاء الدوام عادت داني إلى المنزل وصعدت إلى غرفتها وفتحت حقيبتها وفتشت فيها عن كتاب مذكراتها ولم تجده وقامت بإخراج كل مافي الحقيبة وقالت في حزن:
    -لقد أضعته.
    جلست داني على سريرها تفكر وتردد قائلة:
    -كيف أضعته؟
    فتذكرت حين أصطدمت بـماريان ووقفت وقالت في دهشة:
    -تلك الفتاة ..... لا ربما وقع في ذلك المكان,سأذهب لأتأكـــد بنفسي.
    وخرجت من الملابس عند غروب الشمس وأتجهت إلى المكان الذي وقعت فيه وحين وصلت تلفتت وهي تنظر للأرض بحثاً عن ذلك الكتاب لكنها لم تجده فدخلت إلى المحل وسألت صاحبه عن كتابها ووصفت شكله فقال بأنه لم يره أبدا,شعرت داني بأنها أضاعت حياتها بفقدها لذلك الكتاب وهي في طريق عودتها إلتقت بـماريان مرة أخرى كانت تقف أمامها والكتاب في يدها فقالت لها ماريان بإبتسامة دافئة:
    -أهذا لك.
    قالت داني في دهشة:
    -إنه مذكراتي.
    وأخذت الكتاب بسرعة ونظرت إليه وأمتلئت عينيها بالدموع وهي تقول:
    -أشكرك من كل قلبي ياسيدتي.
    قالت لها في سعادة:
    -لا داعي للشكر فمن واجبي أن أعيده إليك.....أنا أدعى ماريان وأنت؟
    إجابتها:
    -دانـــي
    مدت ماريان يدها وقالت:
    -تشرفت بمعرفتك داني.
    صافحتها وقالت لنفسها:
    -يدها دافئة وإبتسمتها أدفىء,إنها جميلة....إنها....إنها أفضل من سارة.
    ثم قالت لها:
    -مارأيك أن تأتي معي إلى الشقة.
    سألتها داني قائلة:
    -هل تسكنين وحدك في شقة؟
    ضحكت قائلة:
    -كلا...أنا أسكن مع زوجي.
    قالت داني في خجل:
    -أيمكنني المجيء؟
    هزة رأسها قائلة:
    -طبعا....هيا بنا.
    من جهة أخرى في بيت أهلها دقت الخادمة على باب غرفة داني فلم تجبها فدخلت ولم تجدها فشعرت بالخوف وأسرعت إلى غرفة الطعام وقالت لوالداي داني في خوف:
    -الأنسة داني ليست بغرفتها.
    نهضت والدتها بسرعة وقالت في دهشة:
    -أين ذهبت؟
    أجابتها الخادمة:
    -لا أعلم لقد بحثت عنها في كل البيت ولم أجدها.
    أسرعا والديها إلى الغرفة ليتأكدا ولم يجداها وبحثوا عنها في الحديقة وفي كل أرجاء المنزل وأتصلت الخادمة بـسارة وأخبرتها فأسرعت بالمجيء مع ميغيل وحين وصلا ودخلا إلى البيت قالت سارة:
    -هل وجدتم داني؟
    هز والدها رأسه نفياً وهو يقول:
    -لا لم نجدها بعد....يبدو اني سأضطر إلى الإتصال بالشرطة.
    قالت سارة في قلق:
    -الشرطة.
    ثم أقترب ميغيل من عمه ((والد سارة))
    وقال له:
    -أرجوك تمهل قليلا ياعمي سأذهب أنا للبحث عنها.
    قال له في حزن:
    أين ستبحث عنها؟؟لقد بحثنا في كل مكان دون جدوى.
    همس ميغيل لـسارة قائلا بصوت منخفض:
    -لم أرى عمي في مثل هذه الحالة من قبل.
    أخفضت رأسها قائلة:
    -وأنا أيضا...مسكين أبي.
    في ذلك الوقت كانت داني نائمة في شقة ماريان وعلى سريرها وجورج و ماريان بجانبها فقال :
    -علينا أن نعيدها إلى بيتها لابد أن والديها قلقان عليها .
    قالت له ماريان وهي تدلك شعر داني بصوت حزين:
    -أنت محق..لكن هذه مسكينة حقا لقد كانت تحكي لي عن معاملة والديها وأختها لها وأنهم لايهتمون بها
    وتشعر بأنها وحيدة,لقد أشفقت عليها .
    فتحت داني عينيها وقالت:
    -أريد أن أعود إلى البيت.
    حملها جورج بين ذراعيه وغيرت ماريان ملابسها وذهبت معه لإيصالها إلى البيت وحين وصلا أمسكت ماريان يديها وفتحت داني الباب ودخلت برفقة ماريان وكان الجميع في الصالة وأندهشوا حينما رأوها فأخفضت ماريان رأسها وأقتربت قائلة:
    -انا آسفة.
    كان ميغيل مندهشاً لرؤيتها وقال لنفسه:
    -مستحيل إنها ماريان.
    قالت لهم جميعا:
    -أنا آسفة كان يجب أن أعيد داني إلى المنزل لكنها غطت في النوم ولم
    أستطع إيقاظها و...
    قاطعاتها سارة قائلة:
    -أيتها الكاذبة.
    فألتفت الجميع إليها وأتجهت داني نحو الخادمة بسرعة فأقتربت سارة من ماريان وهي تقول:
    -كيف تجرأين على الكذب أيتها القذرة.....لقد قمت بإخطفها وتقولين بأنها كانت نائمة...أنظري إلى وجهها المتعب ماالذي فعلته بها؟يبدو أن والديك بتربيتك جيدا ولم يقوما بتعليمك كيفية التصرف مع الناس النبلاء.
    صرخ ميغيل قائلا:
    -كفى سارة توقفي حالاً.
    وأمسك بيدها ونظر إلى ماريان وهي تبكي وتقول:
    -والداي...والداي ماتا,ولن أسمح لأي أحد بأن يقوم بالإستهزاء بهما..أنت فتاة غير مهذبة,الأن عرفت ماهو شعور داني إتجاهك ألست انت سارة سأخبرك بشيء مهم قالته داني لقد قالت بأنها تكرهك ولا تطيق رؤيتك
    أتعلمين هذا؟....عن أذنكم.
    وهي في تسير بإتجاه الباب توقفت قليلا وألتفتت إلى ميغيل وأبتسمت في وجهه قائلة:
    -أشكرك على مساعدتي.
    قال لنفسه:
    -عزيزتي ماريان.
    وغادرت ماريان المنزل وعادت الى بيتها بدون أن تخبر جورج عما جرى معها في الداخل ولكنها كانت سعيدة لأن ميغيل قام بمساعدتها للمرة الثانية.


    صعدت داني إلى غرفتها ودخلت وأغلقت الباب بالمفتاح وجلست على السرير والحزن يملىء قلبها الصغير ولم تستطع أبدا إيقاف دموعها فنهضت ووقفت أمام النافدة وقالت بحزن:
    -ياإلهي...لا أعلم لماذا تفعل سارة هذا؟
    لماذا تعامل الناس بقسوة؟؟ماريان فتاة طيبة لاتستحق ماحدث لها اليوم
    لا أعلم ماذا أقول لها إذا ألقيت بها مرة أخرى...كيف أفسر لها ماحدث اليوم.

    في صباح اليوم التالي إستيقظت سارة باكرا وغيرت ملابسها بسرعة فسألها ميغيل :
    -إلى أين ستذهبين؟
    أجابته في عجل:
    -لدي عمل أقوم به....وداعاً.
    قال لها:
    -مع السلامة.
    ثم قال لنفسه بعد خروجها:
    -ماسبب عجلتها ياترى؟
    ذهبت سارة إلى بيت أهلها بسيارتها وحين دخلت إلى المنزل سألت الخادمة عن داني فقالت لها بأنها في غرفتها فصعدت إليها وفتحت باب الغرفة من دون أن تطرقه فرأتها ترتدي حقيبتها للذهاب إلى المدرسة فأقتربت منها وسألتها:
    -هل ستذهبين إلى المدرسة الأن؟
    أجابتها بجفاء:
    -وما رأيك إلى أين سأذهب؟...أم أنك تعتقدين أني سأذهب إلى مكان آخر.
    أمسكت سارة بيدها وقالت لها وهي مبتسمة:
    -أنا سأوصلك إلى المدرسة.
    عقدت حاجبيها وقالت في دهشة:
    -ولماذا توصلينني أنت؟....المدرسة قريبة من هنا,أستطيع الذهاب وحدي.
    ثم سكتت قليلا وقالت:
    -آه عرفت يبدو أن والداي طلبا منك إيصالي خوفا من أذهب إلى ماريان.
    أفلتت سارة ليدها وقالت في غضب:
    -هذا غير صحيح.
    صرخت داني في وجهها قائلة:
    -بلى هذا صحيح...أنت تكرهين ماريان لأنها أفضل منك بكثير إنها فتاة حنونة وطيبة وليست مثلك,أنا لاأعلم لماذا تعاملين الأخرين بأسلوب سيء سوف يكرهك الناس.
    وذهبت داني وتركتها خلفها ثم قالت سارة لنفسها في حزن:
    -هل أنا سيئة , لا هذا غير صحيح..سأنتقم منك ماريان أعدك.
    كانت داني في طريقها إلى المدرسة فسمعت صوتاً يقول لها في سعادة:
    -صباح الخير يا داني.
    توقفت داني وتلفتت حولها ولم ترى أحدا فنظرت إلى الأعلى ورأت ماريان تلوح بيدها لها فأبتسمت داني ولوحت لها بيدها وهي تقول:
    -صباح الخير.
    فقالت لها ماريان :
    -إنتبهي وأنت في طريقك إلى المدرسة.
    فهزة رأسها قائلة في سعادة:
    -شكــراً.....إلى اللقاء.,أراك لاحقا.
    كانت سارة في سيارتها تنظر إلى داني وهي تتحدث إلى ماريان فقالت في غضب:
    -تباً لك ماريان.
    ثم ذهبت وفجاءة مرت من محل للتصوير فتوقفت عنده وفتحت النافدة وقالت :
    -لدي فكرة.
    ثم نزلت ودخلت إلى المحل فقال لها صاحب المحل بإحترام:
    -هل من خدمة أقدمها لك ياسيدتي؟...
    سألته قائلة:
    -هل لديك هنا مصور جيد؟
    أجابها قائلا:
    -في الحقيقة لدي شخص مبتدىء لكنه جيد.....تعال إلى هنا يا سام.
    خرج الفتى وفي يده كاميرا للتصوير وأقترب وقدم التحية لـسارة وقال:
    -هل أستطيع مساعدتك بشيء؟
    قالت وهي تنظر إليه:
    -أنت تبدو صغيرا لكن ربما تفيدني....هل تستطيع المجيء معي؟
    نظر إلى سيده من دون أن ينطق بكلمة فقال له:
    -يمكنك الذهاب...ستكون فرصتك لتطور مهارتك.
    إبتسم سام قائلا:
    -شكرا لك سيدي.
    خرج سام برفقة سارة وذُهل حين رأى سيارتها وقال في إعجاب:
    -يال الروعة.
    ثم ركب معها وهما في الطريق سألته وهو ينظر من النافدة بسعادة:
    -أخبريني يا سام كم عمرك؟
    إلتفت إليها قائلا:
    -عمري أربعة عشر عاماً.
    فقالت في دهشة:
    -ماتزال صغيرا,لما لاتذهب إلى المدرسة؟
    أجابها بصوت حزين:
    -لقد كنت أذهب...لكن قبل سنتين توفي أبي وأصيبت والدتي بالمرض ولم تعد قادرة على العمل
    ولدي أخوة أصغر مني سناً,من سيصرف عليهم؟فقررت العمل وتركت المدرسة وقبل السيد جاك بي وعملت عنده ولكني مازلت مبتدىءً في نظره.
    قالت سارة لنفسها في شفقة:
    -ياله من صبي مسكين,يعمل طوال اليوم ليوفر لقمة العيش لأمه وأخوته.
    ثم أخرجت من حقيبتها صورة وأعطته وقالت له:
    -أريد منك مراقبة هذا الشخص.
    أخذ الصورة وقال:
    -من هذا الشخص؟
    أجابته قائلة:
    -إنه زوجي ويدعى ميغيل.
    قال سام في تسائل:
    -لكن أنا لا أعمل مراقبا.
    ضحكت سارة قائلة:
    -أعلم هذا....سأخبرك ماذا تفعل؟
    في ذلك الوقت كانت ماريان تقف على الشرفة وكلامات سارة تتردد في أذنيها ثم قالت:
    -أنا لا أعلم ماهو السبب الذي جعلها تقول هذا الكلام....أنا قلقة على داني المسكينة.
    ومر اليوم من دون حدوث أي شيء......
    في اليوم التالي كان يوم عطلة وقامت داني في عصر ذلك اليوم بتغيير ملابسها لتذهب لزيارة ماريان وتطمئن عليها فأخذت حقيبتها ووضعت فيها قلاذة مكتوب عليها أسمها لتهديها لها وهي تنزل من على الدرج وقفت والدتها أمامها وسألتها:
    -إلى أين ذاهبة؟
    أجابتها:
    -سأذهب لزيارة أحدى صديقاتي لن أتأخر.
    وخرجت من البيت وأتجهت بسرعة إلى شقة ماريان وحين وصلت دقت الجرس ففتحت لها وحين رأتها قالت في سعادة:
    -دانـــي تفضلي بالدخول.
    وأدخلتها إلى الغرفة وجلستا على الأريكة ففتحت حقيبتها وأخرجت القلاذة ومدت يدها إلى ماريان قائلة:
    -تفضلـي...هذه هدية لك.
    فرحت كثيرا وقالت:
    -ماأجملها .... أشكرك ياصغيرتي.
    وقبلتها في خذها وشعرت بالخجل فضحكت عليها ماريان كثيرا وضحكت معها.....
    وصلت سارة إلى بيت أهلها وصعدت مباشرة ودقت الباب ولم يجيبها أحد فدخلت ولم تجدها فنزلت وسألة الخادمة عنها فقالت بأنها لا تعلم وفجاءة سمعت والدتها تقول:
    -لقد ذهبت لزيارة أحدى صديقاتها.
    صرخت سارة قائلة:
    -وهل صدقتيها؟...أنا أعلم إلى أين ذهبت.
    وخرجت بسرعة وركبت سيارتها وأتجهت إلى الفندق الذي تسكن فيه ماريان وسألت صاحب الفندق عن رقم الشقة فأخبرها فصعدت بسرعة وحين وصلت دقت على الجرس فنهضت ماريان من على الأريكة وطلبت من داني الإنتظار قليلا ففتحت الباب وفوجئت برؤيتها لـ سارة وقالت لها:
    -ماذا تريدين؟
    فتحت سارة الباب وقالت في غضب:
    -أين داني؟
    فخرجت من الغرفة وقالت في خوف:
    -سارة.
    أقتربت سارة منها وسحبتها بقوة من يدها وهي تقول:
    -كيف تجرأين على المجيء إلى هنا؟؟هل تحبين هذه السافلة؟
    زأشارت بإصبعها إلى ماريان فأقتربت ماريان منها وصفعتها بقوة على وجهها وأبعدت يدها عن داني وهي تقول:
    -أخرجي من هنا أيتها الحقيرة.
    فسحبت داني بقوة وخرجتا من الشقة فأغلقت ماريان الباب بقوة وهي تقول:
    -أنا......أنا أكرهها من كل قلبي.
    أعادت سارة أختها داني إلى المنزل وهي تضربها بشدة فوقعت على الأرض وخرجت جميع الخدم بالإضافة إلى والدتها فقالت سارة في غضب:
    -لقد كانت برفقة تلك السافلة.
    ركضت داني بإتجاه الدرج وتوقفت قليلا ثم ألتفتت إلى سارة والدموع على خذها وتقول:
    -أنا أكرهك...أكرهك.
    وصعدت إلى غرفتها ورمت بنفسها على السرير وهي تقول:
    -تبا......أنا أكرهها.
    ونظرت إلى النافدة إلى غروب الشمس الجميل وظهور الشفق فقالت بجدية:
    -هذا اليوم سيكون آخر يوم في حياتي......وداعا ماريان و ميغيل وداعا.

    هبط الظلام وكان القمر مضيءً في السماء المظلمة....خرجت سارة من المنزل وأقتربت من السيارة ورأت إطار السيارة مفرغ من الهواء فتنهدت وأخرجت هاتفها المحمول من الحقيبة وأتصلت بـميغيل وطلبت منه القدوم لإصطحابها من البيت وحين وصل نزل من السيارة وأقترب منها قائلا:
    -ماالذي حدث لسيارتك؟
    أجابته قائلة:
    -لقد أفرغ الهواء من إطار السيارة.
    جلس ونظر إليه ثم إلتفت إليها وظهرت على وجهه علامة الخوف حين رأى دخان أسود يخرج من نافدة غرفة داني فسألته سارة قائلة:
    -ماالأمر؟
    أشار إلى النافدة ورأت الدخان فصرخت بأعلى صوتها ودخلا بسرعة إلى المنزل وصعدا إلى غرفتها وحاول ميغيل لكنه وجده مغلق من الداخل ونادت سارة كل الخدم فصعدا الجميع وحاولوا فتح الباب بقوة وحين فُتح الباب كان الحريق فظيعا لكن ميغيل لم يبالي ودخل وسط الحريق لينقذ داني وكانت سارة تصرخ قائلة:
    -عـُد يا ميغيل.
    وقف ميغيل وسط الحريق وتلفت حوله بحثا عن داني وحين رأها وجدها مستلقية على الأرض فأسرع إليها وحملها بين ذراعيه وهي مغماً عليها فسقط جزء من السقف على الأرض وأغلق الطريق أمامه ليخرج فلم يجد مخرجا سوى النافدة فنهض من على الأرض ورمى بنفسه نحو النافدة وكسرها بجسده وهو يحمل داني فسقط على أشجار صغيرة في الحديقة ونجا من الإصابة ولكنه أصيب في وجهه وكتفه من زجاج النافدة ثم فتح عينيه والدم يسيل من وجهه ونظر إلى داني وقال:
    -لماذا فعلت هذا ياصغيرتي؟
    وقام بإحتضانها إلى صدره,جاء الجميع وتجمعوا حوله وأتصلوا بالإسعاف والإطفاء ونقلت داني إلى المستشفى ليطمأنوا على حالتها وقلقوا كثيرا حين تأخر الطبيب وهو يكشف عليها في الغرفة كانوا جميعا ينتظرون في الخارج وكان ميغيل واقفا أمام باب الغرفة ثم وضع يده على مكان إصابته ونظر إلى الدم وقال:
    -أرجوا أن تكون بخير....أرجوك ساعدها ياإلهي.
    ثم خرج الطبيب وتجمعوا حوله ثم نظر إليهم جميعا وأبتسم قائلا:
    -لاتقلقوا إنها بخير....لكنها بحاجة إلى بعض الراحة.
    ظهرت الإبتسامة على وجوهي الجميع وكانوا سعداء بالخبر.
    دخلت والدا داني إلى الغرفة ليطمأنا عليها ووقفت سارة بجانب ميغيل ورأت كتفه ينزف دماً فقالت في قلق:
    -ماهذا الدم يا ميغيل؟
    وضع يده على كتفه وقال:
    -لا تقلقي إنه مجرد خدشٍ بسيط.
    أمسكت بيده قائلة:
    -إذهب إلى الطبيب....أنا قلقة جدا عليك.
    قال لها في دهشة من قلقها عليه:
    -أحقاً أنت قلقة علي.
    هزة رأسها قائلة:
    -طبعا.
    ثم أبتسم قائلا:
    -أشكرك ياعزيزتي...سأذهب من اجلك.
    وبعد ساعة طلب الطبيب منهم أن يتركوا داني لترتاح وبأن الممرضة ستقوم برعايتها طوال الليل فغادر الجميع المستشفى بعد الإطمئنان عليها.
    في منتصف الليل فتحت داني عينيها وتلفتت حولها ولم ترى أحدا ثم جلست بسرعة ونظرت إلى يديها وقالت في حزن:
    -لماذا؟....لماذا؟...لماذا مازلت على قيد الحياة,كان يجب أن أموت في ذلك الحريق.
    ثم نظرت من النافدة وكانت السماء تمتطر فنهضت من على الفراش وفتحت النافدة وخرجت منها وهي ترتدي ملابس المرضى وكانت حافية القدمين وركضت بعيدا عن المستشفى في وسط المطر , كانت تركض وهي لا تعلم إلى أين تذهب ثم شعرت بالتعب وجلست تحت شجرة في حديقة وهي مبتلة من المطر وبعدما توقف المطر تساقط الثلج وبدأت داني تشعر ببرد شديد وتخيلت في ذلك الوقت أن ماريان تجلس بجانبها وتدفئها ببطانية ناعمة ثم أبتسمت داني وأستلقت على الأر وغطى الثلج جسدها ونامت بعمق ولن تستيقظ بعد ذلك أبدا,لقد إنتهت حياتها في تلك اللحظة وتجمد جسدها من شدة البرد,ماتت والإبتسامة على شفتيها.
    في صباح اليوم التالي توقف الثلج وأشرقت شمس الصباح لتعلن عن قدوم يوم جديد.
    ذهبت سارة مع ميغيل إلى المستشفى لزيارة داني وهم في طريقهم إلى هناك رن هاتف سارة فأجبته وسمعت صوت أمها الخائف يقول:
    -لقد إختفت داني.
    قالت سارة في دهشة:
    -ماذا؟؟....هذا مستحيل.
    وأنطلقوا للبحث عنها وهم في الطريق رأى ميغيل أناس متجمعين حول شيء في الحديقة فتوقف ونزل هو و سارة ليروا ماذا هناك فرأوا داني مستلقية على الأرض فصرخت سارة بأعلى صوتها قائلة:
    -دانـــــــــــــي.
    فحملها ميغيل بين ذراعيه وشعر ببرودة جسدها وذهب بها بسرعة إلى المستشفى وحين كشف عليها الطبيب خرج وقال لهم في حزن:
    -أعتذر لقول هذا...لكن هذه الفتاة فقدت حياتها.
    لم تستطع سارة وكذلك والديها أن يمنعوا أنفسهم من البكاء وكان ميغيل واقفا دون حراك وهو يقول لنفسه:
    -مسكينة داني لقد كانت طفلة بريئة,ماتزال صغيرة,لماذا ماتت الأن؟
    وغادر المستشفى بسرعة وركب سيارته وذهب إلى مكان يبعد قليلا عن المدينة ورأى البحر ثم توقف ونزل من السيارة ووقف أمام شاطىء البحر وقال:
    -لقد ماتت داني وهي ماتزال في الثانية عشرة من عمرها,ياترى هل سارة هي السبب الذي جعلها تفعل هذا ...لاأعتقد ذلك.


    يتبع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...