فتنة الدعوة إلى التقريب والحوار بين الأديان

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 12 من 12
  1. #1

    الصورة الرمزية نبض العزه

    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المـشـــاركــات
    192
    الــــدولــــــــة
    المانيا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي فتنة الدعوة إلى التقريب والحوار بين الأديان

    فتنة الدعوة إلى التقريب والحوار بين الأديان
    عبدالعزيز الجليّل

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

    فقد روى مسلم في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة. والناس مجتمعون عليه فأتيتهم.فجلست إليه.فقال:كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر.فنزلنا منزلاً.فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتضل،ومنا من هو في جشره.إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال (إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم،وينذرهم شر ما يعلمه لهم.وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها. وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها.وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضاً.وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي.ثم تنكشف. وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه.فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة،فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه...الحديث ) ] صحيح مسلم (1844)[

    وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فما نراه اليوم ونسمع به من الفتن هو من تأويل هذا الحديث العظيم فما يكاد المصلحون من العلماء والدعاة يدافعون فتنة إلا وتأتي بعدها فتنة أكبر منها وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم (وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضاً ) أي يصير بعضها رقيقاً أي خفيفاً لعظم ما بعده:

    وإن من الفتن الخطيرة التي ترقق ما قبلها والتي كانت تطرح ما بين الفينة والأخرى ولكنها اليوم تطرح بقوة وكثافة أكثر من أي وقت مضى فتنة الدعوة إلى الحوار بين الأديان والتقارب بينها حيث تعقد لها الندوات والمؤتمرات.ويشعر المراقب لهذه الفتنة ومن يتولى كبرها أنها تطرح بصورة تتسم بالكيد والمكر والتلبيس، ويتولى الإعلام بشتى وسائله الدعوة لها وتزيينها للناس بشبهات باطلة يخشى أن تنطلي على كثير من جهلة المسلمين إن لم يجدوا من يبين لهم حقيقة هذه الدعوة الخبيثة ويكشف عوارها وزيفها وضلالها.

    ومع خطورة هذه الدعوة ومساسها بثوابت هذا الدين وأصوله إلا أن من انبرى لكشف حقيقة هذه الدعوة في هذه الأيام هم قلة من الدعاة والعلماء من أمثال الشيخ بكر أبو زيد _رحمه الله تعالى_ في رسالته القيمة (الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان).

    والشيخ عبد العزيز آل عبد الطيف في كتابه (نواقض الإيمان العملية). ومن آخرها الحوار الذي أجراه موقع شبكة نور الإسلام مع الشيخ عبد العزيز الطريفي. فجزاهم الله خيراً وبارك في جهودهم .

    ومع ما في ردودهم من القوة والشمول إلا أن الأمر من الخطورة بحيث يحتاج إلى مزيد من الطرح والفضح والتكثيف في الوسائل المتاحة المتنوعة التي تصل إلى جميع شرائح الناس لعلهم يفقهون حقيقة هذه الدعوة وخطرها وضلالها وبطلانها
    وإسهاما في مدافعة هذه الدعوة الباطلة أكتب هذه الوقفات السريعة مستفيداً ممن سبقني من المشايخ الكرام أسأل الله عز وجل في ذلك الهدى والسداد:

    الوقفة الأولى: "يا لها من غربة"

    إن بعد الإنسان عن بلده وأهله هو نوع من الغربة لاشك ولكن أشد منها وأخطر غربة الدين وأهله وذلك حين تصبح أصول الدين وشعائره عرضة لإفساد المفسدين وشبهات الملبسين وتشكيك المشككين ثم يصبح ذلك أمراً مستمرءاً، وذلك بين جهل المسلمين وعجز علمائهم.

    ولا أدل على ذلك مما يطرح اليوم من هجوم وتشكيك في ثوابت هذا الدين بل في أصله وأساسه العظيم ألا وهو التوحيد والبراءة من الشرك وأهله. ومهما كان من المفسدين من فساد وكيد وبث للشبهات والشهوات فإنه لم يكن متوقعاً أن يصل الجهل أو المكر بهم أن يتجرءوا على أصول الدين ويطرحوا هذه الدعوة الباطلة: الدعوة إلى وحدة الأديان وتقاربها.

    الوقفة الثانية: "دين الله الحق واحد وليس عدة أديان"

    قال الله عز وجل: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ}]سورة آل عمران:19 [ وقال سبحانه: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}]سورة آل عمران:85[ وقال سبحانه عن أهل الكتاب: {فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}] سورة آل عمران:20[ وقال سبحانه: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} ]سورة آل عمران: 64[ وقال سبحانه: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} ]سورة العنكبوت: 46[. هذا كلام الله ومن أصدق من الله حديثاً: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ]سورة الأنعام: 115[.فهل بعد هذا البيان من بيان في أن دين الله الحق واحد وهو الإسلام وليس عدة أديان وهل يجوز للمسلم وهو يقرأ ويسمع هذه الآيات البينات المحكمات أن يقبل فكرة التقارب بين الأديان أو التحاور معها على أساس الندية والاعتراف بها؟!

    إن دين الله الحق واحد وليس هناك شيء أسمه الأديان السماوية أو الإبراهيمية لأن دين الأنبياء جميعاً واحد هو الإسلام قال صلى الله عليه وسلم: (أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الأولى والآخرة قالوا كيف يا رسول الله؟ قال، الأنبياء أخوة من علات وأمهاتهم شتى ودينهم واحد فليس بيننا نبي ) ]متفق عليه واللفظ لمسلم 2375[ فدين إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام هو الإسلام لا غير: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} ]سورة البقرة:132 [. {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} ] سورة يونس: 84[ وقال سبحانه عن عيسى عليه السلام وحوارييه {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} ]سورة آل عمران: 52[

    واللافت في جل الآيات السابقة أنها في سورة آل عمران وقد نزلت في الحوار مع نصارى نجران، حيث كان الحوار صريحاً حاسماً وذلك بإعلان البراءة من دين النصارى الوثني المحرف ودعوتهم إلى ترك كفرهم وشركهم ودعوتهم إلى الدخول في دين الإسلام القائم على عبادة الله وحده وتوحيده والبراءة من الشرك وأهله يقول شيخ الإسلام رحمه الله ( والمقصود أن كل من رغب عن ملة إبراهيم فهو سفيه قال أبو العالية رغبت اليهود والنصارى عن ملة إبراهيم وابتدعوا اليهودية والنصرانية وليست من الله وتركوا دين إبراهيم) الفتاوى ]16/[572. فأين هذا من الدعوة الباطلة التي تطرح اليوم بقبول دين اليهود والنصارى أو عدم التعرض له بالنقد والتضليل والبراءة بل والتقارب معه بحجة محاربة الإلحاد وفي نشر السلام والتسامح والعدل!!

    وسبحان الله العظيم كيف يقترب فضلاً عن أن يتحد شيئان متضادان. كيف يجتمع التوحيد القائم على عبادة الله وحده لا شريك له مع الشرك القائم على عبادة غير الله وكيف يجتمع من يقول { إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ]سورة الأنعام: 162[ مع من يقول (إن الله ثالث ثلاثة ) ومع من يقول (عزير ابن الله ) ومع من يقول (المسيح ابن الله ) تعالى الله عما يقول الكافرون علواً كبيرا كيف يجتمع الموحد ويتقارب مع من يقول الله عز وجل عنه وعن شناعة معتقدة {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا*لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا*وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} ( سورة مريم:88 -95) إن المتضادين لا يجتمعان أبداً لا في عالم الجمادات ولا في عالم الحيوانات إلا على وجه المغالبة حتى يذوب أحد المتضادين في الآخر وإلا فإنهما حسب السنن الكونية سيبقيان متنافرين لا يلتقي أحدهما بالآخر إلا أن يلتقي الضب بالحوت.

    يتبع بإذن الله

  2. #2

    الصورة الرمزية أبــ عبد الملك ــو

    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المـشـــاركــات
    1,476
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فتنة الدعوة إلى التقريب والحوار بين الأديان

    الحمد لله وحده ...والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
    روى مسلم في صحيحه من حديث عياض بن حـــمـــار المجاشعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أن الله تعالى قال:
    وأني خلقت عبادي حنفاء كلهم ,وأنهم اتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم.....الحديث
    فذا دأب بني ادم من الأزل
    أن يجتالهم الشيطان عن دينهم بحجج عقيمة ودعاوى واهية
    كل زمان له دعواه ولكن ...
    يأبى الله إلا أن يتم نوره
    فثقوا بالله وبموعوده
    فقط عليكم أتفسكم لا يضركم من ضل اذااهتديتم
    والحق أبلج والباطل لجلج والله ظاهر على أمره
    أختي
    موضوعك رائع ومس الشغاف فالجرح في القلب والله المستعان هو حسبنا ونعم الوكيل
    والسلام

  3. #3

    الصورة الرمزية نبض العزه

    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المـشـــاركــات
    192
    الــــدولــــــــة
    المانيا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: فتنة الدعوة إلى التقريب والحوار بين الأديان

    الوقفة الثالثة: "متى يكون الحوار مع الكفار مقبولاً؟"

    إذا تبين أن فكرة الوحدة أو التقارب بين الإسلام والكفر مستحيلة عقلاً وشرعاً.وإن وجد من يقبلها فإما أن يكون جاهلاً لا يدري ما معنى التوحيد ولا ما هو الشرك أو يكون عالماً بذلك لكنه ماكر مغرض يريد هدم الإسلام ونشر الكفر.

    إذا تبين لنا ذلك فسيبقى أمامنا سؤال مفاده:متى يكون الحوار مع الكفار مقبولاً؟
    والجواب والحمد لله واضح وجلي قد بينه الله عز وجل في كتابه الكريم وذلك أن الصورة المقبولة من الحوار مع أهل الكتاب وغيرهم من الكفار هو دعوتهم إلى التوحيد ودخولهم في الإسلام و اتباعهم لمحمد صلى الله عليه وسلم وترك ما هم عليه وإن رفضوا فهم كفار نتبرأ منهم ومن كفرهم ونحذرهم ولا نظلمهم. وقد سبق في الوقفة السابقة سرد بعض الآيات التي فيها محاورة أهل الكتاب في بيان شركهم ودعوتهم إلى التوحيد وأخص منها


    قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (سورة آل عمران: 64)، وصورة أخرى للحوار مع الكفار في حالة القتال معهم سواء في جهاد الطلب ودعوتهم قبل القتال إلى الإسلام أو الجزية أو القتال أو كان في جهاد الدفع في حالة ضعف المسلمين في التفاوض معهم في دفعهم عن ديار المسلمين بهدنة أو صلح أو نحو ذلك وكل هذه المحاورات تتم دون التنازل عن عقيدة التوحيد أو الاستحياء من طرحها ودون تحسين دين الكفار أو قبوله.وهذه الصورة من الحوار مرفوضة أصلاً عند الكفار ولا يقبلون بها.

    أما الصورة المرفوضة من الحوار مع الكفار في دين الإسلام التي يدعو إليها الكفار فهي التي تطرح هذه الأيام وتعقد لها الندوات والمؤتمرات. والتي يراد منها أن تكون طريقا إلى التقارب مع أديانهم الباطلة والسكوت عن كفرهم وإبطال عقيدة الولاء والبراء من ديننا فلا براءة من المشركين ولا عداوة ولا كره للكافرين. كل ذلك باسم الحوار والدعوة إلى زمالة الأديان ونشر السلام وبث روح التسامح معهم.

    الوقفة الرابعة: "أهداف هذه الدعوة"

    الجدير بالذكر أن الغرب اليهودي الصليبي هو من وراء هذه الأطروحات الماكرة وقد تشربها بعض المسلمين إما جاهلاً بحقيقتها أو خبثاً ومكراً ونفاقاً. ويمكن ذكر بعض أهداف الحوار بين الأديان والتي يسعى إليها الغرب الكافر وذلك فيما يلي:

    1- باعث الصد عن سبيل الله عز وجل وبخاصة دين الإسلام الذي رأى الغرب أبناءه يدخلون في الإسلام زرافات ووحداناً فأرادوا التلبيس على شعوبهم بأن الفروق بين الأديان فروق شكلية كلها تؤدي إلى عبادة رب واحد فلا حاجة للتغيير.

    2- باعث هدم أصول الدين الإسلامي وثوابته وبخاصة أصل الولاء و البراء الذي يقتضي تكفير الكافر وبغضه والبراءة منه ومن كفره وهذا غاية ما يسعون إليه في هذه الدعوات الماكرة وبخاصة في هذه الأزمنة المتأخرة التي استيقظ فيها المسلمون ورأوا صوراً صارخة من عداء الكفار وعدوانهم وحقدهم على الإسلام وأهله. ومن الشعائر التي أقضت مضاجع الكفار ووقفت شوكة في حلوقهم شعيرة الجهاد التي انبعثت في هذه الأمة قولاً وعملاً وذاق العدو الكافر الأمرين من ضربات المجاهدين.فجاءت هذه الدعوات الخبيثة لتدجن المسلمين وتبعدهم عن مقومات حياتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، وجاءت لتجنيد كثير من حكام المسلمين وبعض المهزومين من الدعاة في مواجهة المجاهدين والمنادين بالبراءة من الكفار وبغضهم وعداوتهم.

    3- باعث التنصير حيث طرح مجلس الكنائس العالمي أن الحوار وسيلة مفيدة للتنصير لأنه وسيلة لكشف معتقدات وحاجيات الآخر وهي نقطة البداية الشرعية للتنصير.

    4- إسقاط جوهر الإسلام واستعلائه وظهوره وتميزه بجعل دين الإسلام المحكم المحفوظ من التحريف والتبديل في مرتبة متساوية مع غيره من كل دين محرف ممسوخ بل مع العقائد الوثنية الأخرى.

    5- الاعتراف بأديانهم واحترام عقائدهم وتجنب البحث في المسائل العقدية الفاصلة للحفاظ على استمرار الحوار.

    6- الدعوة إلى نسيان الماضي التاريخي والتخلص من آثاره كالذي حصل من الصليبين في حروبهم الصليبية وما قاموا به من ظلم وتقتيل وتشريد للمسلمين. والدعوة إلى فتح صفحة جديدة بين الأديان يسودها السلام والعدل والتسامح بزعمهم. ولا يخفى على اللبيب خبث هذه الدعوة وما وراءها ولكنها لا تنطلي على المسلم الواعي لعقيدته الواعي لتاريخه الواعي لواقعه المعاصر الذي يمارس فيه هؤلاء الكفار الذين يدعوننا إلى الحوار شتى صور القتل والتعذيب والتشريد في بلدان المسلمين ويكفينا ما يدور الآن في العراق وأفغانستان وفلسطين والصومال من الغرب الصليبي اليهودي والذي تتولى كبره أمريكا الطاغية الكافرة.

    إن الذين يحاولون تمييع هذه المفاصلة بين المسلمين والكفار بحجة التسامح والتقريب والحوار بين أهل الأديان يخطئون في فهم دين الله الحق وفهم الأديان المخالفة كما يخطئون فهم معنى التسامح و فهم الواقع الأليم. فالغرب الكافر يريد من المسلمين أن يتسامحوا من طرف واحد ويتقبلوا العدوان عليهم والتقتيل والاحتلال ويستسلموا للأعداء أما هو فلا حسيب على عدوانه وحقده لأنه جاء ينشر الحرية والعدل والديمقراطية بزعمه. ومع ذلك نجد من بني جلدتنا من يحسن الظن بعدونا الكافر ولا ندري هل هذا جهلاً منه أو خبثاً ويرى أن في مؤتمرات الحوار والتعاون بين الأديان فرصة لنشر السلام والقضاء على الفقر والظلم والعدوان انظر ما كتبه جمال خاشقجي في جريدة الوطن 28/3/1429هـ بعنوان (إنها ليست دعوة لحوار عقائد وإنما هي للتعاون بين الأديان ) وما كتبه على سعد الموسى في نفس الجريدة في اليوم التالي 29/3/1429هـ بعنوان (الأديان في مؤتمر الرياض ) فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به

    الوقفة الخامسة: "المخرج من هذه الفتنه"

    يقول الله عز وجل: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ( سورة الأنعام: 153) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة رسوله ) (مالك في الموطأ وذكره الأرناؤط في جامع الأصول 1/277وقال رواه الحاكم 1/93 بسند حسن فيقوى به ) ومر بنا قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الفتن التي يرقق بعضها بعضا قوله: (فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ).

    هذا هو المنقذ من هذه الفتنة ومن غيرها: الاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسير على هديهما. وفي كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأدلة التي تدحض هذه الفتن وغيرها وذلك في بيان حقيقة الإيمان بالله عز وجل وتوحيده وبيان سبيل الكافرين وتفنيد عقائدهم الباطلة ما يكفي ويشفي لمن تدبرهما وجعلهما المصدر الوحيد لفهمه وحكمه وتحاكمه وفي ولائه وفي برائه.

    والإيمان الحق بالله عز وجل واليوم الآخر هما ثمرة من ثمار الاعتصام بالكتاب والسنة.والإيمان بالله الحق واليوم الآخر هما العاصمان بإذن الله عز وجل من الوقوع في فتن الاعتقادات والأقوال والأعمال كما جاء في حديث الفتن السالف الذكر (فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ).

    هذا هو المتعين على كل مسلم يريد لنفسه النجاة.كما أن المتعين على علماء السنة في ديار المسلمين بيان الحق للناس وربطهم بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفهم السلف الصالح رضي الله عنهم وبيان ما يضاد ذلك من سبيل الكافرين والمنافقين والمبتدعين.ويتأكد هذا الواجب في زماننا اليوم الذي كثرت فيه الفتن وأجلب فيه المضلون و الملبسون الصادون عن سبيل الله بخيلهم ورجلهم يريدون تبديل الدين وزعزعة التوحيد في قلوب أهله، فإن لم ينفر العلماء وطلاب العلم في رد هذه الفتن المستطيرة تكن فتنة وفساد كبير على الناس في دينهم وإثم كبير على الساكت من أهل العلم قال الله عز وجل: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} ]سورة آل عمران: 187[. وقال سبحانه: {لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} ]سورة المائدة: 63[ أي لبئس ما يصنعه أهل العلم من الربانيين والأحبار بسكوتهم وعدم نهيهم الناس عن الإثم.

    نسأل الله عز وجل أن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يقمع أهل الزيغ والفتن.
    كما نسأله سبحانه أن يرزقنا الثبات على دينه والاستقامة عليه وأن يجنبنا والمسلمين شر الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين.

  4. #4
    براق الثنايا
    [ ضيف ]

    افتراضي رد: فتنة الدعوة إلى التقريب والحوار بين الأديان

    فالغرب الكافر يريد من المسلمين أن يتسامحوا من طرف واحد ويتقبلوا العدوان عليهم والتقتيل والاحتلال ويستسلموا للأعداء أما هو فلا حسيب على عدوانه وحقده لأنه جاء ينشر الحرية والعدل والديمقراطية بزعمه. ومع ذلك نجد من بني جلدتنا من يحسن الظن بعدونا الكافر ولا ندري هل هذا جهلاً منه أو خبثاً ويرى أن في مؤتمرات الحوار والتعاون بين الأديان فرصة لنشر السلام والقضاء على الفقر والظلم والعدوان
    لا ليس الغرب الكافر ... يااااليت

    ولكن المسلمين الحلوين أو بالأصح المتأسلمين (( كما يحبون أن يسموا أنفسهم ))

    يريدون الدعوة (خليطي) نصراني مسلم سيخي هندوسي كلو سواا
    كلنا نعبد رب !
    طبعا بوحي من السفارات
    ولو تنظري لتحريفهم في الآيات .. شيء يضحك منه العابس الكظيم ‍!

    والآن يدعون إليها

    هؤلاء الذين يتلبسون بالدين .. يميعون القضية

    والولاء والبراااااااااااااااااااااااء ؟؟؟

    في المشمش



    وهذه الآية .. الله أكبر



    والله الآن لو أروح للمدرسة مثلا

    وأسوي استفتاء عن الموضوع هذا

    تجدين العجب العجاب

    إيه

    كما قال ابن عباس رضي الله عنه

    كيف بكم إذا ظهرت البدع ( وفي رواية : ظهرت الفتن ) يربو فيها الرضيع ويهرم فيها الكبير ، وتكون سنة بين الناس .. حتى إذا جيئ بالسنة أنكر عليه كصاحب بدعة .. قال أصحابه : يا أبا عبدالرحمن ، ومتى ذاك ؟
    قال : إذا كثرت قراؤكم
    وقلت فقهائكم
    وقلت أمنائكم
    والتمست الدنيا بعرض الآخرة


    لا إله إلا الله

    فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
    عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء



    أكد فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء أن الجمع بين الأديان والتقارب بين الأديان جمع بين الكفر والإيمان وهو أمر محرم ولا يجوز.
    وقال فضيلته في رده على سؤال لـ(للرسالة) عقب درسه بالمسجد الحرام حول الدعوة للتقارب بين الأديان من أجل خلق جو من التسامح والألفة بين الشعوب قال الفوزان:

    بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لا دين إلا دين هذا الرسول صلى الله عليه وسلم (انتبهوا) بعد بعثة هذا النبي صلى الله عليه وسلم لا أديان إلا دين هذا الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أمرهم الله باتباعه أمر الجن والإنس واليهود والنصارى والأميين وسائر البشر أن يتبعوا هذا الرسول قال تعالى: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) فلا دين بعد بعثة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم إلا دين الإسلام الذي جاء به فلا يهودية ولا نصرانية ولا أي دين لا يقبله الله سبحانه وتعالى فكيف نجمع بين كفرٍ وإيمان.

    كيف تجمع بين من يقول الله ثالث ثلاثة أو الله هو المسيح ابن مريم ومن يقول (لا إله إلا الله) كيف تجمع بين هذا وهذا.

    كيف تجمع بين من يقول ان الله فقير ونحن أغنياء كما قالت اليهود ومن يقول يدُ الله مغلولة كيف تجمع بينه وبين مسلم موحد لله سبحانه وتعالى.

    فعلى هؤلاء أن يتقوا الله وأن يعرفوا دينهم وأن يتركوا هذه الدعوات المُضللة وأن ينشروا في الناس أنه لا دين إلا دين محمد صلى الله عليه وسلم .. قال صلى الله عليه وسلم (لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به إلا دخل النار).

    قال عليه الصلاة والسلام (لو كان أخي موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي) لو كان موسى عليه السلام حياً ما وسعه إلا اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف بغيره..
    فكيف يُجمع بين الأديان الكفرية والدين الصحيح هذا مستحيل.

    وأما زيارتهم للدعوة إلى الله لعلهم يسلمون فلا بأس أن يزاروا لأجل الدعوة إلى الله وشرح الإسلام لهم لعلهم يسلمون فلا بأس بذلك.

    أما زيارتهم للاستئناس معهم وإقرارهم على ما هم عليه من الكفر وموافقتهم فهذا محرم لا يجوز.
    الله يبارك في العلامة الفوزان ... لا أعلم مالذي سيكون في الناس إن رحل !



    ورسالتي لكل من تمسك بالسنة .. اعلم




    الله يجزاك خير الجزاء على طرح هذا الموضوع الخطير
    بوركتِ

    والسلام

  5. #5

    الصورة الرمزية عابرة سبيل

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    468
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فتنة الدعوة إلى التقريب والحوار بين الأديان

    جزاك الله خيرا أختى الفاضلة على هذا الموضوع الذى ىيطرح قضية مهمة تصيب أمتنا بضرر شديد ألا وهى وهم الحوار بين الأديان والتقريب الذى ينادى به ويروج له الكثير من أهل أمتنا والله المستعان والذى لن نجنى منه أى فائدة ولا حتى الدعوة الى الاسلام فهل يعرف الناس أنهم يضعون الدين الاسلامى فى تصنيف واحد مع الديانات الوثنية كالبوذية .....كما أن الاسلام يعترف بالأنبياء جميعا بينما هم لا يعترفوا بالرسول عليه الصلاة والسلام فكيف تحاور من لا يعترف بك فى الأساس ؟هى دعوة للافساد والتنصير انظرى ماذا جنينا منها بدلا من انكار تهنئة النصارى بعيدهم أصبحنا نأخذ أجازة رسمية فى تلك الأعياد لكى يحتفل الجميع بها ولا حول ولا قوة الا بالله .....

  6. #6

    الصورة الرمزية نبض العزه

    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المـشـــاركــات
    192
    الــــدولــــــــة
    المانيا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: فتنة الدعوة إلى التقريب والحوار بين الأديان

    الدعوة إلى التسامح بين الأديان

    رقم الفتوى:1838
    موضوع الفتوى:الدعوة إلى التسامح بين الأديان
    تاريخ الإضـافة:1 / 5 / 1429 هـ - 6 / 5 / 2008 م

    الســـــؤال: لقد كثرت في الآونة الأخيرة الدعوة إلى التسامح بين الأديان، فما المراد بهذه الدعوة، وما موقف الإسلام منها؟

    الإجـــــابة: إذا كان المقصود بالتسامح الدعوة إلى تقارب الأديان اليهودية والنصرانية فهذه دعوة إلى الردة -والعياذ بالله- فليس هناك تقارب بين الإسلام وبين اليهودية والنصرانية، والله تعالى عقد العداوة بين المؤمنين وبين الكافرين من اليهود والنصارى والوثنيين، فلا يجوز التسامح إذا كان بهذا القصد، وقد صدر من اللجنة الدائمة للإفتاء بيان في هذا، وأن الدعوة إلى التقارب بين الأديان الثلاثة ردة، ودعوة إلى الكفر -والعياذ بالله-. كما أن المؤتمر الذي أقيم لهذا الأمر مؤتمر باطل، فيه الدعوة إلى التسامح بين الأديان، وأنه يكون في الأماكن العامة مسجد وكنيسة ومعبد للنصارى، ويطبع القرآن والتوراة والإنجيل، كل هذا كفر وضلال لا يجوز فاليهودية دين باطل، والنصرانية دين باطل، والوثنية دين باطل، والدين الحق هو دين الله، دين الإسلام، دين الله في الأرض والسماء "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ" [آل عمران:19]. "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ" [آل عمران:85]. فمن دعا إلى أن يكون هناك تقارب، وأن دين اليهودية دين حق، ودين النصارى دين حق، فهو مرتد عن دين الله، ولا بد أن يعتقد أن الكفار على دين باطل، واليهود على دين باطل، والنصارى على دين باطل، فمن قال: إنهم على الحق، وأنه يجوز التقارب بينهم، وأنه يمكن أن تكون هذه الأديان كلها على الحق، فهو مرتد بإجماع المسلمين، نعوذ بالله، ونسأل الله السلامة والعافية.. وفَّق الله الجميع، ورزق الله الجميع تقواه..


    الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الراجحي

  7. #7
    براق الثنايا
    [ ضيف ]

    افتراضي رد: فتنة الدعوة إلى التقريب والحوار بين الأديان

    كما أن المؤتمر الذي أقيم لهذا الأمر مؤتمر باطل،
    سبحان الله

    المشكلة

    ناس بعمائم ولحى

    وممن كانت المبادرة ؟؟
    من
    منظمة محسوبة على الدين وعلى المسلمين
    وعلى السلفيين !!

    فتن كقطع الليل المظلم

    حسبنا الله ونعم الوكيل

    بمبادرة من ....... إلخ


    ويقولون : يا خي هذي اسمها سياسة شرعية .. يعني لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم
    وهؤلاء ما قاتلونا أبدا
    لا لا المقصود بقاتلوكم يعني قاتلوا السعوديين وليس المسلمين
    احم احم .. ياخي هذه نظرة بعيدة وش عرفك أنت
    أنت متحمس

    .. إلى آخره من الغثاء الزبد

    سبحان الله
    كما يقول الله سبحانه
    " فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين "

    زمن

    القابض على دينه كالقابض على الجمر

    الله المستعان

    أكثروا من الدعاء بالهداية
    وطلب المغفرة
    نحن مقصرون
    وإن لم يتغمدنا الله برحمته
    فنحن هلكى

    الخلاص في الإخلاص

    والسلام عليك

  8. #8

    الصورة الرمزية نبض العزه

    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المـشـــاركــات
    192
    الــــدولــــــــة
    المانيا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: فتنة الدعوة إلى التقريب والحوار بين الأديان

    { التعايش السلمي من مفهوم شرعي }



    بقلم / أحمد بوادي








    بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

    وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله




    قال تعالى :




    {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}




    وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل "بسم الله الرحمن الرحيم - من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين، ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله - إلى قوله: "فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون".




    {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَاؤُاْ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (4) سورة الممتحنة




    أما بعد :




    عند الحديث عن التعايش السلمي الذي يدع إليه اليوم الكثير من الدعاة ينبغي علينا أن نفهم مفهوم هذا التعايش ونضبطه من خلال الشرع حتى يقع صحيحا أما أن نترك اللفظ فضفاضا من غير ضبط لمعنى هذا المفهوم فهذا يعني ضياع الكثير من الحقائق في هذا المعنى




    ونحن إذ نستمع إلى دعاة التعايش السلمي مع الغرب لا نفهم من هذا الدعاء إلا شيئا واحدا وهو أن يحيى الناس حياة الأمن والأمان دون الخوف والفزع ومن غير اعتداء أحد منهم على الآخر مع وجود أواصر الألفة والمودة والمحبة لأن بدونهما لن يتحقق التعايش السلمي بين الشعوب ، وسيبقى الجميع في خوف وفزع




    وهذه المناداة بيننا وبين الغرب للتعايش السلمي مما يثلج الصدور ويريح النفوس فمن منا لا يريد أن يخلد إلى حياة الأمن والأمان والسلام مع كل أصناف البشر ليهنأ له العيش بدون منغصات أو كدر ، ولو كان الأمر والحكم لنا لما اخترنا غير هذا إلا أن الأمر فيه خطب وأمر جلل يتجسد في نوع العلاقة المراد تعايشها مع الآخرين ومدى خضوعها وانضباطها لأوامر الدين .




    لأن تعايش المسلمين مع غيرهم من أهل النحل والأديان لا يمكن الأخذ والعمل به إلا بعد ضبطه بأحكام الإسلام والذي من شأنه أن يضبط المسائل والأشياء وبه يحصل العدل والسلام فيعطي كل ذي حق حقه فلا يظلم الناس بعضهم بعضا .




    أقول :




    إن صدور هذه الدعاوى الآن من بعض الدعاة فيه هضم وتجني على المسلمين ومؤازرة للكافرين الظالمين لأن الذي ينادي بهذه الدعوة وكأنه يوجه سهام الاتهام للمسلمين بأنهم اعتدوا وظلموا الغرب الكافر بالاعتداء عليهم فلا بد لهم أن يعيشوا معهم حياة الأمن والسلام بدلا من حياة الظلم والعدوان !!! .




    فهو يصور الأمر ويظهره على غير حقيقته التي ينبغي أن تكون عليه ففاقد الشيء لا يعطيه




    لأن الذي يدعو إلى التعايش السلمي مع الآخرين لا بد له أن يمتلك مقومات القدرة لفرض ذلك التعايش السلمي مع غيره لأن دعوة التعايش السلمي من العاجز ضعف واستسلام .




    فعلى الداعية أن يحسن اختيار الخطاب في الزمان والمكان ليقع في وجهه الصحيح المراد منه لأن خطاب التعايش للمسلمين وهم يعيشون حالة الظلم والقهر والذل والهوان يظهر مدى الانهزامية التي يعيشها بعض هؤلاء الدعاة وقبولهم بالذل والهوان وقبول المزيد من الاستسلام والخضوع والخنوع لجلاديهم من الغرب أعداء الدين الذين مارسوا عليهم أشد أنواع الظلم والقهر من تقتيل أبنائهم واغتصاب أوطانهم والاستهزاء والسخرية من أنبيائهم ودينهم .




    لذلك كان الواجب على هؤلاء الدعاة أن يكون خطابهم لأمة الإسلام هو الإعداد ضد ما يكيد له هؤلاء الكفار والمشركين لحماية أنفسهم من جانب الأعداء وإظهار عدم الرضا بعين الغضب والسخط عليهم لسبهم وشتمهم الأنبياء والاستهزاء والسخرية بالدين والإعتداء على بلاد المسلمين .




    وهذه الدعوة للتعايش السلمي مع الغرب الذي عادى المسلمين وسب نبينا الكريم يشخص الانهزامية التي يعيشها البعض من هؤلاء الدعاة في ظل المحاباة التي يتوددون لهم بها ، فبدلا من اشتداد غضبهم عليهم وتمعر وجههم ، ومخاطبتهم بشدة وعنفوان على فعلتهم تلك ذهب البعض منهم لبلادهم وكأنه طالب الغفران .




    أعود فأقول :




    إن استدلال البعض من الدعاة بحياة التعايش السلمي مع الآخرين في زمن النبوة ينقصه حسن الفهم مما ينشأ عنه سوء الاستدلال لأن الكلام في الفروع مبني على معرفة الأصول





    فلا ينبغي أبدا قياس حالت العزة والتمكين واستعلاء المسلمين ونفوذهم في ذلك الوقت مع حالة الضعف والانكسار والهزيمة والخنوع التي يتمرغ بها المسلمون اليوم .




    والدولة الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كانت لها تلك القدرة التي جعلتها تنصف جميع أصناف المجتمع سواء كان مسلما أو يهوديا أو نصرانيا .




    والأمر الآخر الذي ينبغي أن يفهمه دعاة التعايش أن الخطاب ينبغي أن يكون موجها أولا لأصحاب القدرة والتمكين لأن الشعوب ليس بقدرتها إنفاذ الأحكام على الآخرين ليتم من خلاله ضبط أصول ذلك التعايش لأن الشعوب خاضعة لأحكام من يسوسها فلو أن دولة ما كان بينها وبين أخرى عداء وحروب فهل تقدر الشعوب على عدم الخضوع لذلك النفوذ أم أنها تابعة لساساتها .




    ومن ثم يكون الخطاب بالتعايش السلمي مع الآخرين في حالة تمكن تلك الدولة الإسلامية للفرد في حسن التعايش مع الآخرين الذين يشاركونهم في الحياة وفي الوطن الواحد ضمن ضوابط الشرع والتي منها حسن الجوار كما وصى بذلك الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم والأمانة معهم بالبيع والشراء وجواز الأكل والشرب ونكاح نسائهم وجواز زيارتهم وحسن معاملتهم وكل هذا على أن لا يكون فيه شيء من التنازل أو الاعتداء منهم على حق من حقوق الإسلام والمسلمين ،




    بل إن حسن التعامل معهم وإنصافهم يكون في حالة عدم التمكين لدولة الإسلام والمسلمين إذا عرف من هذا المرء الغير مسلم عدم العداء للإسلام والمسلمين .




    ولننظر إلى هذه القصة من حسن معاملة المسلمين في غير دولة الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لغير المسلمين في أيام التتار من عهد ابن تيمية رحمه الله .




    يقول رحمه الله في رسالته إلى سرجوان :




    وقد عرف النصارى كلهم أني لما خاطبت التتار في إطلاق الأسرى فأطلقهم غازان ، وقطلوشاه ، فسمح بإطلاق المسلمين ، قال لي : لكن معنا نصارى أخذناهم من القدس ، فهؤلاء لا يطلقون ، فقلت له : بل جميع من معك من اليهود والنصارى الذين هم أهل ذمتنا ؛ فإنا نفتكهم ، ولا ندع أسيرا ، لا من أهل الملة ولا من أهل الذمة .




    وأطلقنا من النصارى من شاء الله ، فهذا عملنا وإحساننا ، والجزاء على الله .




    أقول :




    لا ينبغي أبدا على الداعية المسلم الذي يمتلك حسن الفهم ومعرفة أصول الشرع أن يستدل بهذه القصة ومثيلاتها على حالة التعايش السلمي بيننا وبين الغرب بإطلاق دون تقييد .




    والسبب في ذلك :




    أن هذه القصة في جانب واحد من جوانب التعايش مع غير المسلمين وهو وجودهم تحت حكم دولة الإسلام أو بين المسلمين مع ائتمان جانبهم ضد المسلمين ، والتعايش المطلوب والمنادى به من هؤلاء الدعاة إنما هو أعم من هذا التخصيص وهو تعايش عام مع كل بلاد الكفر والإلحاد الذين اعتدوا على الحرمات وانتقصوا من الأنبياء كما حصل أخيرا من الدانمارك ومن سار في فلكها .




    فهذه القصة وأمثالها يصلح الخطاب بها للمسلمين في حسن التعامل مع من يعيش معهم من غير ديانتهم كما هو الآن حاصل في بلاد المسلمين ما التزموا بضوابط الشرع ولم يعتدوا على أحد منا أو على ديننا .




    قال تعالى :

    **لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } ( سورة الممتحنة






    أما ما كان من بلاد الكفر والأعداء فلم يخاطبهم شيخ الإسلام بالرسالة بنفس الخطاب فقال رحمه الله :




    ومع خضوع التتار لهذه الملة ( الإسلام ) فلم نخادعهم ولم ننافقهم بل بينا لهم ما هم عليه من الفساد والخروج عن الإسلام الموجب لجهادهم وأن جنود الله المؤيدة وعساكره المنصورة المستقرة بالديار الشامية والمصرية ما زالت منصورة على من ناوأها مظفرة على أعدائها




    ثم قال رحمه الله :




    فمن كان لا يؤمن بالله بل ويسب الله ، وأن المسيح عليه السلام قد صلب ، ولا يؤمن برسله ، ..... ، فمن هذا حاله فقد أمر الله ورسوله بجهاده حتى يدخل في دين الله ، أو يؤدي الجزية ، وهذا دين محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم . انتهى كلامه





    وعند حديث الدعاة عن التعايش مع دول الغرب لفت انتباهي إغفال جانب ضبط ذلك التعايش بضوابط الشرع مع أنهم يتكلمون عن الشرع وعن سماحة الإسلام في التعايش ويطلقون العنان لطلب التعايش بدون بيان مالنا وما عليهم ولا يظهرون من الإسلام إلا الجانب العاطفي التسامحي ، بشاشة وجه ، وتبسم ثغر ، وحسن معاملة ، ....، دون بيان الضوابط التي ينبغي أن يكون عليها الآخرون ليكسبوا هذا الجانب المشرق المنير في صفحة الإسلام ، ومن ثم غفلتهم عن جانب العزة والتمكين وعدم الرضا بالاعتداء على أي فرد من المسلمين




    فوصف الإسلام والحديث عنه بهذه الطريقة التي قد تشجع البعض على المزيد من شتم الرسول والاعتداء على حرمات المسلمين دون البيان أن المسلمين لهم قدرة وعزة على الانتقام لأنفسهم ولنبيهم ولدينهم والدفاع عنهم ، تنقص و ازدراء للإسلام والمسلمين .




    وعليه أقول :




    إن حالة التعايش بيننا وبين غير المسلمين قد بينها الشرع ولم يجعل للبشر شأن فيها ولها حالتان :




    في حالة السلم وفي حالةالحرب




    أما حالة السلم : وهو ما يكون بيننا وبينهم عهود ومواثيق فينبغي الوفاء لهم بها وعدم الغدر بهم أو خيانتهم




    فيتم لأهل العهد والصلح عهدهم وأن يوفي لهم به ما استقاموا على العهد فإن خاف المسلمون منهم خيانة نبذ إليهم عهدهم ولا يقاتلوا حتى يعلموا بنقض العهد و يقاتل من نقض عهده




    ولهذا الصلح شروط منها :

    أولا : أن تكون معاهدة الصلح والسلام معهم مؤقتة لمدة معلومة ، ذهب الجمهور على أنها لا تزيد على عشر سنوات ، أو مطلقة يصح للمسلمين إنهاءها متى أرادوا بشرط إعلام عدوهم .






    وصلح دائم مؤبد : وهذا محرم بالشرع لأن هذا يفضي إلى تعطيل الجهاد بالكلية ، وهذا مع غير المعتدي على بلاد المسلمين فكيف إن كان الصلح المؤبد على المعتدى على أرض الإسلام والمسلمين ومغتصب حقوقهم وأراضيهم ومقدساتهم





    ثانيا : أن يكون فيها مصلحة للمسلمين وعلى أن لا يكون فيها شيء يخالف شرائع الإسلام أو تعدي على الحقوق والواجبات كمن يقبل بالسلام مع اليهود مقابل الأرض فهذا باطل لا يجوز قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم " (من اشترط شرطاً ليس في كتاب الله فهو باطل)




    أما في حالة الحرب والقتال : فالتعايش حينئذ يكون مفقود فإما أن يدخلوا في الإسلام ، أو يدفعوا الجزية ، فإن امتنعوا قوتلوا




    والقتال هنا ليس لإكراههم للدخول في الإسلام كما بينت برسالتي" صهيل الخيول على انتشار الإسلام بالسهام والسيوف " ــ وهي موجود على شبكة الإنترنت ــ فقد قال تعالى " لا إكراه في الدين " وإنما للتمكين لدولة الإسلام والمسلمين والخضوع لأحكامها حتى إذا تمكن المسلمون من ذلك حموا جانب دولة الإسلام واستطاعت أن تفرض التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم من أهل الأديان لأنه بدون ذلك لن تتمكن من فرض التعايش السلمي معهم .




    قال تعالى : ** وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (40) سورة الحـج




    وقال تعالى :

    {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}






    وجاء في حديث بريدة الذي في الصحيحين" ... اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر الله .... وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال فأيتهنّ ما أجابوك فاقبل منهم، وكُفّ عنهم

    ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم وكف
    عنهم...فإن هم أبوا فسلهم الجزيةَ، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا
    فاستعن بالله وقاتلهم.. الحديث "






    فإن دخلوا في الإسلام فهم إخوان لنا في الدين




    وإن قبلوا الجزية وخضعوا لحكم دولة الإسلام فهم أهل عهد وذمة وتطبق عليهم الشروط العمرية ما استطاعت الدولة بذلك ولا يحل لهم لبس الصليب ، أو شرب الخمر أو أكل لحم الخنزير ولا يظهروا أمور عباداتهم علانية .... .




    والناظر للسيرة النبوية يعرف جيدا كيف كان حال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع الكفار والمشركين

    ولنترك هنا ابن القيم رحمه الله يبين لنا هذه المرحلة النبوية منذ بعثته صلى الله عليه وآله وسلم إلى مماته
    لتظهر لنا العلاقة الحقيقية في كيفية التعايش التي ينبغي أن تكون عليها العلاقات بين المسلمين والكفار
    قال رحمه الله :
    فى ترتيب سياق هديه مع الكفار والمنافقين من حين بعث إلى حين لقي الله تعالى






    أول ما أوحى إليه ربه تبارك وتعالى : أن يقرأ باسم ربه الذي خلق وذلك أول نبوته فأمره أن يقرأ في نفسه ولم يأمره إذ ذاك بتبليغ ثم أنزل عليه ** يا أيها المدثر * قم فأنذر } ( المدثر : 1 ، 2 ) فنبأه بقوله :

    ( اقرأ ) وأرسله بـ ** يا أيها المدثر } ثم أمره أن ينذر عشيرته الأقربين ثم أنذر قومه ثم أنذر من حولهم من العرب ثم أنذر العرب قاطبة ثم أنذر العالمين فأقام بضع عشرة سنة بعد نبوته ينذر بالدعوة بغير قتال ولا جزية ويؤمر بالكف والصبر والصفح
    ثم أذن له في الهجرة وأذن له في القتال ثم أمره أن يقاتل من قاتله ويكف عمن اعتزله ولم يقاتله
    ثم أمره بقتال المشركين حتى يكون الدين كله لله
    ثم كان الكفار معه بعد الأمربالجهاد ثلاثة أقسام
    : أهل صلح وهدنة وأهل حرب وأهل ذمة
    فأمر بأن يتم لأهل العهد والصلح عهدهم وأن يوفي لهم به ما استقاموا على العهد فإن خاف منهم خيانة نبذ إليهم عهدهم ولم يقاتلهم حتى يعلمهم بنقض العهد وأمر أن يقاتل من نقض عهده
    ولما نزلت (سورة براءة ) نزلت ببيان حكم هذه الأقسام كلها فأمره فيها أن يقاتل عدوه من أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية أو يدخلوا في الإسلام وأمره فيها بجهاد الكفار والمنافقين والغلظة عليهم فجاهد الكفار بالسيف والسنان والمنافقين بالحجة واللسان
    وأمره فيها بالبراءة من عهود الكفار ونبذ عهودهم إليهم وجعل أهل العهد في ذلك ثلاثة أقسام
    قسما : أمره بقتالهم وهم الذين نقضوا عهده ولم يستقيموا له فحاربهم وظهر عليهم
    وقسما : لهم عهد مؤقت لم ينقضوه ولم يظاهروا عليه فأمره أن يتم لهم عهدهم إلى مدتهم
    وقسما : لم يكن لهم عهد ولم يحاربوه أو كان لهم عهد مطلق فأمر أن يؤجلهم أربعة أشهر فإذا انسلخت قاتلهم وهي الأشهر الأربعة المذكورة في قوله : ** فسيحوا في الأرض أربعة أشهر } ( التوبة : 2 ) وهي الحرم المذكورة في قوله : ** فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين } ( التوبة : 5 ثم أمره بعد انسلاخها أن يقاتلهم فقتل الناقض لعهده وأجل من لا عهد له أو له عهد مطلق أربعة أشهر وأمره أن يتم للموفي بعهده عهده إلى مدته فأسلم هؤلاء كلهم ولم يقيموا على كفرهم إلى مدتهم وضرب على أهل الذمة الجزية






    فاستقر أمر الكفار معه بعد نزول براءة على

    ثلاثة أقسام :
    محاربين له وأهل عهد وأهل ذمة
    ثم آلت حال أهل العهد إلى الإسلام فصاروا معه قسمين : محاربين وأهل ذمة
    والمحاربون له خائفون منه فصار أهل الأرض معه
    ثلاثة أقسام : مسلم مؤمن به ومسالم له آمن وخائف محارب. انتهى كلامه رحمه الله .






    حالة التعايش السلمي للمسلمين في بلاد الغرب مع الكافرين




    حذر الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من السفر والإقامة في بلاد الغرب فقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " أنا بريء من مسلم يقيم بين ظهراني المشركين لا تراءى ناراهما"

    وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " من جامع المشرك أو سكن معه فهو مثله"
    لذلك ينبغي على المسلمين ترك بلاد الكفر وعدم الإقامة فيها إلا أن هذا مشروط بإظهار الدين على الوجه المطلوب شرعا إن أمن الفتنة وأداء الواجبات






    وفي ذلك يقول الشيخ اسحاق بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ رحمهم الله جميعا :




    " ولما قالت قريش لابن الدغنة بعد إرجاعه أبا بكر إلى مكة وإجارته إياه مره أن يعبد ربه بداره ولا يستعلن بالقرآن ، فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا ، أبى إلا الاستعلان بالقرآن ولم يزل إلى أن هاجر "




    فمن كان بهذه المثابة داعيا إلى الله ناهيا عن المنكر أو مصرحا بما هو عليه فمقامه جائز . انتهى




    وقد حكى ابن العربي المالكي عن ابن قاسم قال : سمعت مالكا يقول : لا يحل لأحد أن يقيم بأرض يسب فيها السلف "

    فكيف بمن يدع للتعايش والتقارب مع من يسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وعائشة أم المؤمنين ويتهما بالإفك






    فإما أن يقبل ذلك التعايش ويسكت عن سبهم لصحابة الرسول وأهل بيته فيبيع دينه من أجل مداهنتهم والرضا والقبول بمعايشتهم وإما ينبذ إليهم كفرهم وضلالهم حتى يعلنوا توبتهم من كل ما فيه عداء للإسلام وأهل السنة وأهلها




    فينبغي على هؤلاء الدعاة قبل الدعوة للتعايش مع هؤلاء مطالبتهم الجازمة والصريحة بالتبرؤ من كل تلك الاتهامات وعلى المليء وعلى أعلى المستويات مع التوبة وعدم الرجوع إلى ذلك




    وحينئذ يمكننا الحديث على ما يسمى بالتعايش




    وكيف بآخرين بمن يقيمون ببلاد الكفر يوالوهم ويتشبعون بقيمهم ومبادئهم ويشاركوهم بأعيادهم وأفراحهم وأحزانهم على حساب دينه ومعتقده باسم التسامح والتعايش فبغض الكافر ومعاداته مشروط في الإيمان

    قال تعالى : {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ } (4) سورة الممتحنة






    وقد يعتذر البعض بضيق العيش وحاجته للمال لسفره وإقامته في بلاد الكفر




    وفي هذا يقول البغوي رحمه الله في تفسير قوله تعالى : {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ } (56) سورة العنكبوت




    نزلت في قوم تخلفوا عن الهجرة بمكة ، وقالوا : نخشى إن هاجرنا الجوع وضيق المعيشة إلى أن قال : ويجب على كل من كان ببلد يعمل فيها بالمعاصي ، ولا يمكنه تغييرها ، الهجرة إلى حيث تتهيأ له العبادة .




    فلا ينبغي على المسلم الامتناع عن السفر من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام بسبب الخوف من الجوع أو نقص الأموال والله تعالى يقول : {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (100) سورة النساء




    فإن كان المسلم في سبيل التعايش السلمي مع الكفار سيكون على حساب دينه فليتق الله ربه وليهاجر من تلك البلاد




    والتضييق الآن حاصل على المسلمين بسبب حجابهم أو صلاتهم وأمور عباداتهم فليتق الله من لا يقدر على إقامة الواجبات والشرائع في تلك البلاد بل وقد يعمد البعض لفعل المنكرات لدفع الشبهة عنه أنه ليس ممن يرفع شعار الإسلام .




    والله المستعان

  9. #9
    براق الثنايا
    [ ضيف ]

    افتراضي رد: فتنة الدعوة إلى التقريب والحوار بين الأديان

    على قولة الشيخ المنجد

    سلام عالمي قبل نزول عيسى مافي

    قبل ما يدق الصليب ويقتل الخنزير
    وتوضع الجزية

    ما في شيء اسمه سلام عالمي

    >> هذا أيام زمان .. يوم كان الدكاترة على نياتهم ..

    لا حول ولا قوة إلا بالله

    نفع الله بك ..

    والسلام

  10. #10

    الصورة الرمزية ~S.Kudo~

    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المـشـــاركــات
    1,742
    الــــدولــــــــة
    الامارات
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فتنة الدعوة إلى التقريب والحوار بين الأديان

    مشكور.ة عــ الموضوع
    و جــــــــــزاك الله خير
    و بــــــــــــارك الله فيك

  11. #11

    الصورة الرمزية نبض العزه

    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المـشـــاركــات
    192
    الــــدولــــــــة
    المانيا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: فتنة الدعوة إلى التقريب والحوار بين الأديان

    حياكم الله

  12. #12

    الصورة الرمزية سر الليل

    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المـشـــاركــات
    257
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فتنة الدعوة إلى التقريب والحوار بين الأديان

    بارك الله فيك على الموضوع والطرح المتميز وان شاء الله في ميزان حسناتك ونتظر جديدك

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...