السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم إخواني أخواتي أعضاء المنتدى إن شاء الله تمام
أحب أن أقدم لكم موضوعا من كتابتي وأتمنى أن ينال إعجابكم
يرد كثير من الشباب اضطراب علاقتهم بوالديهم إلى قصور في تواصل الآباء معهم ,كما يفسر كثير من الناس فشل العلاقة الزوجية بخلل في التواصل بين الزوجين, ويربط آخرون حدوث الاضطرابات ونشوب الحروب بغيابالتواصل بين الأمم والشعوب .
فما هو مفهوم التواصل ؟ وما مكوناته التي تسهم في نجاح العلاقات الإنسانية وفي إخفاقها؟ وما القيم والضوابط التي يقوم عليها؟
1- مفهوم التواصل :
التواصل هو التفاعل الإيجابي , الناتج عن استعمال حواس التواصل في إرسال الخطاب وفي استقباله , النابع من رغبة صادقة في صلة الآخر والاتصال بوجدانه عن طريق الفهم والإفهام , المنطلق من إرادة الوصول الى المعرفة الحقة
2- دواعي التواصل
أ- طبيعة الانسان الاستخلافية
الانسان مخلوق مكرم استخلفه الله سبحانه وتعالى في الارض ليعمرها ويصلحها, وأنعمعليه بحواس التواصل , فشق له السمع والبصر والكلام , ووهبه الفؤاد الذي هومنطلق النوايا ومهندس الأعمال .
وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.
سورة النحل الاية 78
والتفكر فيها , واكتشاف أسرارها , وتحويلها إلى, فهو مجبول على إعمال حواسه في تتبع آيات الله في الكون , علوم ونظم معرفية, تؤهله لتصديق الوحي وتدبر آياته وعبادة الله ومناجاته , وتنظيم شؤون الحياة الدنيا , والتزود للحياة الباقية بقناعة ويقين
ب – حاجات الانسان الاجتماعية
الانسان اجتماعي بطبعه محتاج إلى منافع لايمكن توفيرها بمفرده فيحتاج إلى الغير, إلا أن تعدد هذه الحاجيات وأنانية الأفراد في تحقيق المصالح قد تدفعهم إلى التدافع والتنافس وقد تزيغ بهم الأهواء إلى الصراع على المصالح مما يحول دون التواصل بينهم فتحدث القطيعة والتدابر مما يجعل الحاجة ماسّة إلى التواصل الايجابي
3- عوائق التواصل النفسية والسلوكية
عوائق الارسال:كآفات الاعجاب بالنفس والتعالي وسوء الظن
عوائق الاستجابة : كالكبر والجحود والاحساس بدونية الآخر
وهي العوائق المُنَفِّرة للمخاطَب أوالمخاطِب وهي نوعان:
عوائق التبليغ : كالعنف والغضب في الخطاب مما يزرع الخوف في نفس المخاطَب ويشعره بالاهانة بدل الافهام ولو كان المضمون خيرا أو حقا
عوائق التلقي : كاستهزاء المخاطَب بالمخاطِب والإعراض عنه أو الغفلة عنه مما يؤدي إلى الحط من شأن المخاطَب ومنع التواصل معه
وهي القيم التي تتضافر لصياغة السلوك التواصلي للمسلم ومنها مايلي:
قيم تحكم نية المتواصل : وهي القيم التي تجعل المسلم يقصد بتواصله نيل مرضاة الله والإخلاص له وحسن الظن بالناس وكذلك تحقيق مصلحة أو دفع مفسدة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى""
صحيح البخاري كتاب بدء الوحي باب بدء الوحي
قيم تحكم مقصد المتواصل: وهو أن يكون المقصد الأسمى للمسلم تحقيق التعارف بين البشر وتشجيعهم على التفاهم ونشر قيم الخير والسلام على الأرض
يقول سبحانه وتعالى في سورة الحجرات الاية 13:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
قيم تحكم فعل المتواصل :كالصدق, الأمانة , الحياء, التواضع,احترام الرأي الآخر, الاذعان للحق والرفق بالمخاطَب
ضوابط التبليغ والارسال : حسن البيان,الرفق بالمتلقي, مخاطبته بالحسنى واستعمال الكلمة الطيبة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف , وما لا يعطي على ما سواه ""
صحيح مسلم كتاب البر والصلة والآداب باب فضل الرفق
ضوابط التلقي والاستقبال : من أهمها حسن الانصات وحسن الإقبال على المخاطِب وعدم المقاطعة والتثبت عند استشكال الفهم أو التباس الغرض من الخطاب وقاية للطرفين من سوء الفهم وسوء التأويل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات