لكل منكم سلام يخصه *** يبلغه الأدنى إليكم ويعلم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تحية أهل الإسلام




تحية أهل الجنة



هل أبغي بديلا عنها ؟؟ إني إذا لمن الظالمين


أيا بشراي ، إذ أنّ ( اسمك ) سيدوّن بالأسفل !




يظن كثير من الناس .. أن العمل بكثرته .

فيتبادر للذهن مباشرة .. أنه كلما كثر العمل صار أفضل .. !

واسمع لعبارات الناس

دائما تسمع السؤال : كم ؟
كم تحفظ من القرآن ؟
كم تحفظ من المتون ؟
كم تصلي عند قيام الليل ؟
كم تصوم يوما في الشهر ؟
كم وكم الكم ..


ولم تسمع أحدا ( إلا ما ندر ) يقول : كيف ؟

يا إخوان .. قال سبحانه :" الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا " ولم يقل سبحانه : أيكم أكثر عملا ..

قال : أحسن

وفي الآية الأخرى :" إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا "

نبلوهم : نختبرهم ونمحصهم


هل استوعبت يا رحمك الله ... أن العمل الحسن هو المطلوب ... وليس العمل الكثير ؟؟



أحسن الأعمال أصلحها

تجد كثيرا في القرآن :" إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات "

وقال سبحانه :" من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حيوة طيبة "

والآيات بهذا اللفظ كثيرة جدا


طيب .. إيش هو العمل الصالح ؟
يعني .. متى نقول عن العمل أنه صالح ؟
أو .. ما هي الشروط اللازم توفرها في أي عمل حتى يكون صالحا ؟


لا إله إلا الله

لابد من توفر شرطين .. متى اختل أحدهما لم يُسمَّ العملُ صالحا ..



أول شرط
الإخلاص لله سبحانه


الإخلاص مشتق من الخلوص والتخلص وهو الصفاء .

أي أنك حينما تعمل .. تخلص نيتك من كل الشوائب .. وتصفيها لله سبحانه
أي أنك عندما تعمل .. لا تريد بعملك إلا الله .


فمثلا : حينما تتصدق بمال .. لا تتصدق لأجل أن يقال عنك كريم أو جواد ..

قال سبحانه :" وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء " ، وقال " قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين وأمرت لأن أكون أول المسلمين قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل الله أعبد مخلصا له ديني "

واشترط الله سبحانه في توبة المنافقين :" إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله "

وقال صلى الله عليه وسلم :" من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه دخل الجنة " فلابد من الإخلاص ..



وضد الإخلاص الرياء
وهو أن تقصد في عملك ما دون الله ..


فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " فسألوه عن الشرك الأصغر فقال : "الرياء ، يقوم الرجل يزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه " .

وفي الحديث القدسي الذي يرويه مسلم رحمه الله :" أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه "

والرياء الشرك الأصغر يفسد ما خالطه من العمل ( أي لا يكون العمل صالحا وحسنا )

وقد يكون الرياء شركا أكبر مخرج من الملة .. وصاحبه خالد مخلد في النار والعياذ بالله
مثل رياء المنافقين :" وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا "


والعياذ بالله

نسأل الله العفو والرحمة ..

وفي الحديث الصحيح العظيم .. يا من تدعو إلى الله .. يا من تكتب المواضيع .. يا من ترد الردود .. اسمع وع ِ

" إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ، ينزل إلى العباد ، ليقضي بينهم ، وكل أمة جاثية ، فأول من يدعى به رجل جمع القرآن ، ورجل قُتل في سبيل الله ، ورجل كثير المال ، فيقول الله عز وجل للقاريء : ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي ؟ قال : بلى يا رب ، قال : فما عملت فيما علمت ؟ قال : كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار ، فيقول الله عز وجل له : كذبت ، وتقول له الملائكة : كذبت ، ويقول الله تبارك وتعالى : بل أردت أن يقال : فلان قاريء ، وقد قيل ذلك . ويؤتى بصاحب المال ، فيقول الله عز وجل : ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد ؟ قال : بلى يا رب ؛ قال : فماذا عملت فيما آتيتك ؟ قال : كنت أصل الرحم ، أتصدق . فيقول الله له : كذبت ، وتقول الملائكة : كذبت ، ويقول الله تبارك وتعالى : بل أردت أن يقال : فلان جواد ، وقد قيل ذلك . ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله ، فيقول الله له : فبماذا قتلت ؟ فيقول : أي رب ! أمرت بالجهاد في سبيلك ، فقاتلت حتى قتلت ، فيقول الله له : كذبت ، وتقول الملائكة : كذبت ، ويقول الله : بل أردت أن يقال : فلان جريء ، فقد قيل ذلك . ثم ضرب رسول الله على ركبتي فقال : يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة " .

أعلمتَ خطورة الرياء ؟ وأهمية الإخلاص ؟

نعوذ بالله من الخذلان

وناس يصلون ولا تقبل صلاتهم !!
ألا تقرأ
" فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون "


مع أنهم يصلون ..!! لكن الله سبحانه توعدهم بالعذاب .. نعوذ بالله

اللهم ارحم ضعفنا وقلة حيلتنا




المؤمنون الصادقون في إيمانهم .
حينما يتصدق بماله .. لسان حاله :" إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا "



المؤمن
حياته كلها لله
وكل طعام يطعمه وشراب يشربه يحتسب فيه الأجر ويخلص النية لله سبحانه


وهذه اقتباسات من .... جزاه الله خيرا ..
اقتباس
//قال الحارث المحاسبي : الصادق هو الذي لا يبالي لو خرج كل

قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه , ولا يحب إطلاع الناس

على مثاقيل الذر من حسن عمله ولا يكره أن يطلع الناس على السئ

من عمله ، فإن كراهته لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم وليس

هذا من علامات الصادقين . ابن القيم – مدارج السالكين (2/289) (3/186)

// والإخلاص لله أن يكون الله هو مقصود المرء ومراده ، فحينئذ تتفجر ينابيع الحكمة من
قلبه على لسانه . ابن تيمية /النبوات ص / 147


// وكلما قوي إخلاص العبد كملت عبوديته . ابن تيمية الفتاوى 10/198

// بحسب توحيد العبد لربه وإخلاصه دينه لله يستحق كرامة الله بالشفاعة وغيرها .


ابن تيمية – الصارم المنكي ص/390


// ما ينظر المرائي إلى الخلق في عمله إلا لجهله بعظمة الخالق . ابن رجب كلمة الإخلاص

ص/31

// ولا يحصل الإخلاص إلا بعد الزهد ، ولا زهد إلا بعد التقوى ، والتقوى متابعة الأمر

والنهي - ابن تيمية الفتاوى 1/94

// اجتهدوا اليوم في تحقيق التوحيد ، فإنه لا يوصل إلى الله سواه ، واحرصوا على القيام بحقوقه ،

فإنه لا ينجي من عذاب الله إلا إياه . ابن رجب كلمة الإخلاص ص54


// فمن كان مخلصاً في أعمال الدين يعملها لله كان من أولياء الله المتقين. ابن تيميةالفتاوى (1/8)

// إذا حسنت السرائر أصلح الله الظواهر . ابن تيمية الفتاوى (3/277)


// الصادق مطلوبه رضى ربه ، وتنفيذ أوامره وتتبع محابه فهو متقلب فيها يسير معها أينما توجهت


ركائبها ، ويستقل معها أينما استقلت مضاربها فبينا هو في صلاة إذ رأيته في ذكر ثم في غزو ثم


في حج ثم في إحسان للخلق بالتعليم وغيره من أنواع المنافع. ابن القيم – مدارج السالكين (2/286)

// فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله ، وعبقت القلوب بنشر طيبه فالله الله في إصلاح السرائر فإنه


ما ينفع مع فسادها صلاح الظاهر . ابن الجوزي – صيد الخاطر ص 287

// فلا إله إلا الله كم في النفوس من علل وأغراض وحظوظ تمنع الأعمال أن تكون خالصة لله وأن

تصل إليه ، وإن العبد ليعمل العمل حيث لا يراه بشر ألبته وهو غير خالص ، ويعمل العمل والعيون

قد استدارت عليه نطاقا ًوهو خالص لله ، ولا يميز هذا إلا أهل البصائر وأطباء القلوب العالمون


بأدوائها وعللها . ابن القيم – مدارج السالكين (3/422)


//وكمال التوحيد هو أن لا يبقى في القلب شيء لغير الله أصلاً ، بل يبقى العبد موالياً لربه في كل


شيء يحب من أحب وما أحب ، ويبغض من أبغض وما أبغض ، ويوالي من يوالي ، ويعادي من يعادي ويأمر بما يأمر به ، وينهى عما نهى عنه . ابن القيم : تهذيب 642



// لو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم الله المنافقين . ابن القيم : الفوائد ص65



// ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقات إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد إلا إياه ولا يستعين إلا به ولا يحب إلا له ولا يبغض إلا له . الفتاوى 1/198


// وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته يكون توفيق الله له وإعانته ، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم . الفوائد ص181


رضي الله عنه وأحسن ختامه .

وهذه محاضرة أنصحكم بها للشيخ محمد المختار الشنقيطي غفر الله له
الإخلاص





الشرط الثاني
المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم


فالعبد لابد مع إخلاصه العمل لله .. لابد له من المتابعة لما جاء به رسول الله

أي : لا يعبد الله على كيفه ... ويخترع له عبادات ثم يخلص فيها ويقول : أنا أطعت الله !

تخيل إن فيه واحد قال : صلاة الفجر ركعتين ما تكفيني .. أنا أحب الله .. أنا أريد الزيادة ، بأخليها 10 ركعات .. !!

ثم قام وصلى 10 ركعات وأخلصها لله أيما إخلاص ..

ما رأيكم فيه ؟

أكيد صلاته باطلة .

طيب هو أخلص لله وتعب و10 ركعات (( أكثر )) من ركعتين ؟؟

نعم ... فنعلم أنه لابد من المتابعة ..مثل ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فلتصل .

قل سبحانه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم :" إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم "

وقال سبحانه :" وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " ، وقال :" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا " .

فهذه الآية جمعت بين الشرطين :

"رسول الله أسوةحسنة " تدل على الشرط الثاني ..وأسوة : قدوة .
" يرجو الله " وهذه تدل على الشرط الأول ( الإخلاص )


واتباعه صلى الله عليه وسلم هو اتباع السنة
عليك بالسنة يا أخي


وضد السنة : البدع والمحدثات والأهواء والاستحسانات والقياسات والآراء ... إلخ

فاحذر منها ..

قال سبحانه :" فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم "
والفتنة : الشرك .. كما قال ذلك الإمام أحمد الشيباني رحمه الله


وقال صلى الله عليه وسلم :" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ "

والنواجذ : الأضراس الخلفية ..والمُراد : تمسكوا بها مسكا شديدا



وضد السنة :البدعة .. كما ذ ُكر

وكتبت هذا الموضوع تمهيدا لموضوع بالغ الأهمية

بإذن الله سيُفرد مطروح خاص بالبدعة وبيانها والتحذير منها ومن أهلها .
فعليك به .. عليك به




مراجعة سريعة للذي بالأعلى
- حاول تحفظها -


لا يقبل الله من الأعمال إلا ما كان صالحا

والصالح من العمل له شرطان
1- الإخلاص لله .. والدليل :" قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين " .. وإذا اختل هذا الشرط صار مشركا ( شرك أكبر أو أصغر )


2- المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. والدليل :" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " .. وإذا اختل هذا الشرط صار مبتدعا

والمبتدع والمشرك لا يقبل الله منهما ... والدليل :" وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا " ، " اذهبوا للذين كنتم تراؤون فانظروا هل تجدون عندهم من ثواب أعمالكم شيئا ؟ " ، " لئن أشركت ليحبطن عملك " ، " وحبط ما صنعوا فيها " ، " فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا "

وفيه موضوع تابع لهذا .. عن حديثين هما مدار التشريع .. كما يقول أهل العلم .. علهُ يُطرح .. بتوفيق من الله

فللعمل الإخلاص شرط إذا *** أتى وقد وافقته سنة وكتاب



أخي في الله

اصبر على الحق وصابر عليه
واعلم أنك لست بِدعا من الصابرين على الحق
لابد أن تؤذى بضروب الأذى، وتتهم بصنوف التهم


فأنت حينما تعرض الأعمال التي تعودت عليها منذ طفولتك على هذا الموضوع
ستجد أمورا كثيرة كنت مخطئا فيها
فاستعن بالله


اللهم علمنا العلم النافع وارزقنا العمل الصالح
وتوفنا وأنت راض عنا
وبالله التوفيق
وصلى الله وسلم على رسوله



×؛؛× منقول ×؛؛×