فى دوحة التعبير القرآنى ـ متجدد

[أمة اللـه]

فى دوحة التعبير القرآنى

للقرآن الكريم خصوصيات فى استعمال الألفاظ ، اذ يجعل لكثير من الألفاظ استعمالات خاصة ، تؤثر فى فهم المعنى وبيان المراد .

ولنقف مع بعض هذه الألفاظ:ـ

منهج القرآن فى الغيث والمطر

المطر والغيث كلاهما اسمان لنزول الماء من السحاب ، فكان ينبغى ان يكونا مترادفين ، لفظهما مختلف ومعناهما واحد ، وهذا هو وضعهما فى معاجم اللغة . المطر هو الغيث والغيث هو المطر .
أما فى لغة البيان القرآنى فالامر مختلف ، فمع ان المطر والغيث اسمان لنزول الماء من السماء ، فان القرآن الكريم يفرق بينهما تفرقة واضحة .
منهج القرآن فى المطر :
1 ـ لم يستعمله القرآن الا فى مقام العذاب والانتقام من المعرضين عن رسالات الله ، قال تعالى ( وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ) الحجر /74.
2 ـ وفى مقام الأذى والابتلاء اذا ورد فى سياق الحديث عن المؤمنين ، كما فى قوله تعالى ( أو كان بكم أذى من مطر ) النساء /102
منهج القرآن فى الغيث والماء
1ـ لم يستعمل القرآن الغيث الا فى مقام الانعام والخير كما فى قوله تعالى ( وهو الذى ينزل الغيث من بعد ما قنطوا ) الشورى / 28 ، ويشاركه فى هذا المقام الماء كقوله تعالى ممتنا على عباده (

الذى جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم .....) البقرة / 22.

ويستخلص من ذلك :ـ

أن الأيات التى ذكر فيها الماء فى مقام

التمدح الالهى والتفضل على العباد كثيرة ، أما المطر فلم يذكر قط فى القرآن فى مقام الانعام على العباد ،وبهذا تنتفى صفة الترادف بين المطر والغيث وكذلك الماء ، هكذا نجد لغة القرآن .

[~S.Kudo~]

مشكور.ة عــ الموضوع
و جزاك الله خير

[راجية الفردوس]

جزاكِ الله خيراً أختى و جعلكِ من العالمين العاملين بكتاب الله عز وجل و جعله فى ميزان حسناتِك

[الراايق]

||"يعطيك العافيه اختي الكريمه ع الموضوع

دمتي بود ||"

[هيكارى_99]

جزاك الله خيرا وبارك فيك وزادك علما
وأسأل الله أن ينفع بك الاسلام والمسلمين

[comma]

الله يعطيك العافية اخيتي
وتقبل مروري

[أمة اللـه]

منهج القرآن فى الجسد والجسم

فى كتب اللغة مساواة بين كلمتى الجسد والجسم عند بعض اللغويين ، ومنهم من يفرق بينهما ويرى أن الجسد لا يطلق الا على ذى روح من الناس والملائكة والجن ، ويرى أن اطلاق الجسد على غير العقلاء ، كعجل بنى اسرائيل جاء على خلاف الأصل .
بيد أن لغة القرآن تفرق بينهما تفرقة مباينة لما قاله بعض اللغويين ، كما تنبىء بكل وضوح بعدم تساويهما فى الدلالة خلافا لما قاله بعض اللغويين كذلك .
أولا : يطلق الجسد على كل هيكل لا روح فيه ولا حياة تامة ومن أمثلة ذلك :
قوله تعالى : ( واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار) الاعراف / 148
ثانيا : يطلق الجسم على ذوى الحياة من العقلاء .
قال تعالى : ( قال ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة فى العلم والجسم ..) البقرة /247
وبذلك يفارق الجسم ـ الجسد لفظا ومعنى ، فليسا هما كما قال بعض علماء اللغة بمعنى واحد وليسا هما على الفروق التى ذكروها ، بل الفرق الوحيد بينهما فى لغة القرآن أن الجسد يطلق على ما لا روح فيه ، وأن الجسم لا يطلق الا على العقلاء حال الحياة ، بدليل أن الله اطلق على فرعون عقيب موته كلمة البدن لا الجسم ولا الجسد ، قال سبحانه : ( فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية ..) يونس 92
واطلاق الجسد على ما لا روح فيه ولا حياة تعبير لغوى بالغ الدقة لأن الجسد يطلق لغة على الدم اذا يبس وجف .
واليبوسة والجفاف من صفات ما لا روح فيه ، فسبحان الذى نزل أحسن الحديث

[تسونادى_99]

مشكوره على الموضوع المفيد

[أمة اللـه]

منهج القرآن فى قوله فانفجرت ـ فانبجست

لماذا قال الله فى سورة البقرة فى قصة موسى عليه السلام ( فانفجرت ) الآية 60 وفى الأعراف ( فانبجست ) الأية 160 طالما أن القصة واحدة والدعاء واحد ، وما الفرق بين الانفجار والانبجاس ؟

الجواب /

الانفجار للماء الكثير
الانبجاس للماء القليل
عبّر الله بالانفجار فى سورة البقرة والانبجاس فى سورة الاعراف للأسباب الأتيه :ـ
1ـ ان موسى هو الذى استسقى فى سورة البقرة ( واذ استسقى موسى لقومه ) فناسب اجابته بانفجار الماء غزيرا كثيفا وهذه نعمه من الله فمن واجبنا نحو النعم ان نحافظ عليها ولكنهم حاربوه بالمعاصى فلما حاربوه بالمعاصى تحول الانفجار الغزير الى انبجاس بسبب معاصى بنى اسرائيل ،فى حين ذكر فى الاعراف أن قومه هم الذين استسقوا موسى ( وأوحينا الى موسى اذ استسقاه قومه ) والحاله الاولى أكمل ، فناسب اجابته بانفجار الماء دون الثانية .
2ـ قال فى سورة البقرة ( فقلنا اضرب بعصاك الحجر ) أى ان الله قال ذلك لموسى قولا ، فى حين ذكر فى الأعراف أن الله أوحى الى موسى بذلك وحيا ( وأوحينا الى موسى اذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر ) والحالة الأولى أكمل وأتم فان القول الصريح من الله أكمل وأقوى من الوحى ، فناسب ذلك الانفجار فى البقرة والانبجاس فى الاعراف .
3ـ قال فى سورة البقرة ( كلوا واشربوا من رزق الله ) فجمع لهم بين الأكل والشرب ، ولم يرد فى الاعراف ذكر الشرب، فناسب ذلك أن يبالغ بذكر الانفجار بالماء فى البقرة .
4ـ أن الله أسند القول الى نفسه فى سورة البقرة فقال ( واذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا ) فى حين بنى القول للمجهول فى الاعراف فقال ( واذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم ) و اسناد القول الى نفسه يكون فى مقام التكريم والتشريف ، بخلاف البناء للمجهول ، فناسب فى مقام التكريم ذكر الانفجار بالماء دون الانبجاس .
5ـ ان القصة فى البقرة وردت فى مقام تعداد النعم على بنى اسرائيل ، وفى مقام تكريمهم ( يا بنى اسرائيل اذكروا نعمتى التى انعمت عليكم وأنى فضلتكم على العالمين ) فى حين أن المقام فى سورة الاعراف مقام تقريع وتأنيب على ما فعلوه وارتكبوه من مآثم ، فناسب فى مقام تعداد النعم والتكريم ذكر حالة الانفجار دون الحالة الأخرى ، والله أعلم
فذكر فى كل مقام ما يقتضيه من التعبير وكلاهما حق لا مرية فيه
فانظر جمال هذا التعبير وقدّر أيكون هذا الكلام من كلام البشر ؟

[أمة اللـه]

منهج القرآن فى الريح والرياح

الرياح استعملت فى الرحمة والخير وجاءت جمع لتبين أن اوجه الخير والرحمة متعددة فناسب هذا ان يتعدد مصدر الخير .
أما الريح فقد استعملت فى الشر والعقوبه وجاءت مفرد لتبين ان الهلاك واحد والموت واحد فناسب هذا ان تكون الريح واحد .
وأيضا للدلالة على عظمة القادر فى الهلاك فهذا يدل على قوة الخالق وضعف المخلوق
* وجاءت فى الخير مفردة فى موطن واحد وذلك فى قوله تعالى ( وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف ) يونس 22
وهنا قد يسأل سائل لماذا شذت القاعدة ؟
شذوذ القاعدة يدل على ان القرآن ليس من تأليف البشر
فالآية تتحدث عن سير الفلك فى البحر ، فالسفينة تمشى بريح واحدة فى اتجاه واحد وهذه الريح طيبة ولكن اذا جاءتها رياح غرقت ولذلك قال الله ريح ولم يقل رياح .

[أمة اللـه]

منهج القرآن فى الكَره والكُره

الكَره والكَُره مصدران للفعل الثلاثى كَرُه وكَرِِِه هكذا تقول المعاجم اللغوية
ولكن السؤال هل هما بمعنى واحد أم لكل منهما معنى ؟
اللغويون مختلفون فى هذا ،ولكن فى لغة القرآن يختلف ذلك .

مثال كَره
قال تعالى : ( وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وكَرَها )

مثال كُره
قال تعالى : ( كُتب عليكم القتال وهو كُرهٌ لكم )
والمتأمل فى هذين المثالين يجد أن كَره يأتى استعمالها فى الإكراه النفسى فقط

أما عندما يستخدم القرآن كلمة كُره يكون هناك إ كراه نفسى وعذاب جسدى

ومن هنا يتضح أن استعمال القرآن " الكَره " فى المعاناه النفسية ، والكُره فى المعاناة الجسمية والنفسية معا
دليل على نفى الترادف بين الكلمتين .

[أمة اللـه]

منهج القرآن فى النصر والظفر

فى القرآن الحكيم كلمات فرائد ، لم ترد فيه إلا مرة واحدة ، ومن هذه الفرائد الفعل الماضى " أظفركم " من " الظفر " بمعنى النصر .

لم ترد فى القرآن إلا مرة واحد فى سورة الفتح مع إن كلمة النصر ومشتقاتها شاع فى القرآن شيوعا مستفيضا .

فلماذا ورد النصر بهذه الكثرة ؟ ولماذا لم يُذكرالظُّفر إلا مرة واحدة ؟

إن من نظر الى الآيات التى ورد بها كلمة النصر سيجد أن النصر وصف عام لكل غََلَب يحققه أنصار الحق على أعداء الله وأعدائهم .

أما الظفر فهو مقصور على الغلب الذى يحدث بدون قتال يذكر بين المؤمنين وعدوهم .

وحدث ذلك فى فتح مكة عندما دخل النبى وصحبه ربوعها وتطهيرهم البيت الحرام وطوافهم به كل ذلك تم بلا إراقة دماء ولا شهر سلاح ولا أدنى مقاومة واجههم بها أهل مكة .

وهذا ما يسمى بالغنيمة الباردة التى قذف الله بها فى أيدى المؤمنين

اذا فكل ظفر نصر وليس كل نصر ظفر

[أمة اللـه]

منهج القرآن فى أقبل ـ تعال

ورد فعل الأمر " أقبل "فى لغة القرآن مرة واحدة فهو " فريدة " من فرائد القرآن صياغة وذكرا

وهو فى قوله تعالى مخاطبا رسوله موسى عليه السلام لما ولى مدبرا ولم يعقب حين رأى عصاه تهتز كأنها جان أو ثعبان : ( وأن ألق عصاك ، فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى اقبل ولا تخف ، إنك من الآمنين ) القصص 31

واستعمال القرآن لـ أقبل هنا دليل على أن غيرها من نظائرها لا تسد مسدها " تعال ـ ائت ـ هاؤم ـ أقدم "

والنظر فى المقام الذى ورد فيه فعل الأمر " أقبل " يفيد أن هذا الفعل ورد مُقتضى لحال مخصوصة وهى : ـ التلبُس بالتولى والإدبار السريع .

وأما قوله تعالى : ـ ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم .. ) وغيرها من الأيات ليس المقصود بها الإقبال الحركى الانتقالى الحقيقى بل المراد : " المجىء بالرأى والعزم كما تقول : تعال نفكر فى هذه المسألة "

الخلاصة : ـ

1 ـ الفعل أقبل المراد منه الإقبال الحقيقى الحسى وهى توحى بالاستقرار ةالاطمئنان النفسى ، و تعال المراد منه الإقبال المعنوى المجازى

2 ـ أقبل تكون خطابا لمن هو فى حالة إدبار حسى متلبّس به أما الفعل تعال ليس كذلك

[طالب الغفران]

جزاك الله خيراً اختاه وجعله في ميزان حسناتك

[أمة اللـه]

منهج القرآن فى قوله بطونه ، بطونها

قال تعالى : ( وإن لكم فى الأنعام لعبرة نسقيكم مما فى بطونه ) النحل / 66
وقال تعالى : ( وإن لكم فى الأنعام لعبرة نسقيكم مما فى بطونها ) المؤمنون / 21

س ـ لماذا قال تعالى فى النحل بطونه ، وقال فى المؤمنون بطونها ؟

قاعدة :

التعبير بضمير المذكر يفيد التقليل والتعبير بضمير الؤنث يفيد التكثير .

مثال :

ـ فى قصة يوسف عليه السلام " وقال نسوة " المفروض " وقالت نسوة "

لأن نسوة مؤنث فقالها : ليفيد التقليل فالنساء اللواتى تكلمن فى الموضوع هن قليلات ولسن كثيرات لذلك قال : " وقال نسوة "
والعكس فى الأعراب : فالمفروض يقول : " قال الأعراب آمنا " ولكن قال : " وقالت الأعراب آمنا "
فدل ذلك على انهم كثير

وأما بالنسبة لأية المؤمنون والنحل تتحدث عن الأنعام : وهى البهائم
فهناك بهائم نستفيد منها لرفع الأحمال وللسقيا وغيرها
وهناك بهائم نحلب منها اللبن ... أيهما أكثر ؟
البهائم التى نأخذ منها اللبن أكثر أم البهائم بوجه عام أكثر ؟
لذلك لما تحدث عن البهائم التى نأخذ منها اللبن جاء بضمير المذكر لأنه يفيد التقليل " بطونه "
وعندما تحدث عن الأنعام بوجه عام جاء بضمير المؤنث الذى يفيد التكثير " بطونها "

وما زلنا مع الآية
قال تعالى : ( وإن لكم فى الانعام لعبره نسقيكم مما فى بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين )

1- الايه تقول : ( وإن لكم فى الانعام لعبره نسقيكم مما فى بطونه من بين فرث ودم لبنا )
الترتيب الطبيعى : " وإن لكم فى الانعام لعبره نسقيكم مما فى بطونه لبنا )
قدم "من بين فرث ودم وأخر اللبن مع أن المفعول وقع عليه " ؟؟
قاعده بلاغيه : المقدم هو المهتم به ، لذاك نجد أن الاهتمام فى الايه ليس منصبا على اللبن بل لكونه خارج من بين فرث ودم ، لذلك قدمه ليشعر بأهمية الموضوع فى توضيح قدرة الله لخروجه من بين فرث ودم ، فليست القدره فى خلق اللبن بل القدره فى نزع اللبن من بين فرث ودم ،

2- لماذا قال القرآن فرث ولم يقل روث ؟؟
الروث : ما تخرجه البهيمه
فرث : ما تخرجه البهيه
الفرق بينهما فى المعاجم : طالما أن الفضلات فى بطن البهيمه فاسمها فرث ، فإذا نزلت من بطنها فاسمها روث
ولآنها ما زالت فى بطنها لذلك سماها فرث .

3- لماذا قال خالصا سائغا ؟؟
خالصا من شائبة حمرة الدم ، وخالص من الرائحه الكريهه الخاصة بالفرث ،
أما سائغا : فهى متعلقه بالطعم . معناها : طعمه مستساغ فهو سهل البلع لا يمكن أن - نشرق - أبدا منه ، فمثلا : شخص قد يشرب الماء قد يختنق به ويموت : لذلك قيل الا نسان تميته شرقه وتنتنه عرقه .
أيا كان المشروب الذى يشربه الانسان قد يشرق منه ويموت لكن اللبن سبحان الله لا يمكن تشرق منه أبدا

*إعجاز الله فى خلق اللبن يجعل اللبن أحسن أكل يأكله الانسان ، لذلك من السنه عند الجلوس على الطعام نقول : " بسم الله اللهم بارك لنا فى ما رزقتنا وارزقنا خيرا منه " .
إلا مع اللبن نقول : " اللهم بارك لنا فى ما رزقتنا وزدنا منه " .

فسبحان الله الخالق العظيم

[عثمان بالقاسم]

جزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك.

[rosy_rose]

جزيت خيرا يوكيكو
هذه المعلومات مهمة حتى لفهم القران نفسه ...^_^