أين أنا من المجتمع الفعّال؟ / ما هو موقعي؟



عندما بدأت التفكير عميقاً وجدت نفسي أتدرج به الى أن وصلت الى هذا السؤال الذي بادر ذهني بصورة تلقائية " أين أنا من المجتمع الفعّال" وسبب ذلك أن هذا السؤال يحوي العديد من الجوانب التي يبحث فيها كل شخص عن سؤال وجواب!



فعند البحث عي كلمة المجتمع الفعّال سنجده المجتمع القادر على الإنتاج وإيجاد وتوفير الوسائل الحياتية بشكل أمثل أو إيصال الفرد الى حالة الرضا والاستقرار النفسي في مرحلة ما .

نأتي للسؤال بحد ذاته " أين أنا من ذلك؟"



تختلف الأجوبة من شخص لآخر حسب تجاربه وميوله وتفكيره الخاص لكن الأسئلة المفترضة لهذا السؤال والتي تبادر الأذهان حينها ولا مفر من إيجاد الأجوبة لها وتكمن هذه الأسئلة في التقييم الصحيح للقدرة الشخصية للفرد ،

  • ما هي قدراتي الشخصية والحقيقية؟ " المقنعة والبعيدة عن العواطف والخداع النفسي وإرضاء الذات"
  • ماذا فعلت لتطوير مهاراتي العلمية والفردية وهل هي على القدر الكافي ؟
  • هل أنا على قدر كافي من الكفاءة لتحمل أعباء ومسؤولية العمل أو / هل أنا على مستواً من الكفاءة الكافية تخوّلني لبدء أو خوض مضمار العمل ؟ ( الدمج في سوق العمل )


# إذا كانت معظم الإجابات لهذه التساؤلات مجابة بكلمة "لا"

إذن فالجواب والحل حاضر هنا بحد ذاته بالجواب بالعبارة " طور نفسك أولاً "

# إن كانت معظم الإجابات ب "نعم" فهنا سنفتح باب تساؤلات جديدة ومتشابكة الكامنة بالأسئلة " لماذا، كيف ، هل يمكن أن ، ماذا لو ... الخ"

- فإن كنت أملك الخبرة الكافية والخيرات الوافية للدمج في أسواق العمل وأحرص على تطوير قدراتي الفريدة والشخصية فسأجد نفسي أطرح سؤالاً وجيهاً وتلقائياً

" لماذا إذن لم أنجح في الحصول على فرصة عمل ؟"



سأجد نفسي تحت وطأة أسئلة أخرى بدلاً من إيجاد الجواب لهذا السؤال!!

  • هل لأن توجهي الفكري في طريقة البحث خاطئة؟
  • هل لأنني أبحث عن مجال معين فقط؟ " بسبب ضيق الأفق وانحساره على مجال معين وواحد فقط؟"
  • هل هو الخوف أو عدم الثقة الكافية بالنفس وبقدراتي والذي يؤثر سلباً بكل الحالات؟
  • هل هو اللامبالاة وعدم الاكتراث والتواكل ؟
  • هل هو بسبب الواقع المجتمعي الصعب ( الاقتصادي والاجتماعي والسياسي)؟


-أسئلة كثيرة لا يمكن حصرها في هذا المجال لكن إن عرف سبب هذا الخلل فستستطيع إيجاد بعض الحلول التي قد ترضي بعض الأطراف



# المشكلة في شباب جيل هذا العصر أنهم يعجزون تماماً عن إيجاد الحلول السليمة التي يستطيعون من خلالها بدء أول خطوة في حياتهم العملية والأسباب كثيرة لكن النتيجة واحدة ( بطالة، عالة على المجتمع، قلة الإنتاج ، تدهور اقتصادي ، ... الخ) من نتائج سلبية عائدة على الفرد والمجتمع عامة!



إذن تخرج هنا باستنتاج سريع معروف لدى الجميع أن هذه المشكلة لا تقتصر على الفرد فقط بل على المجتمع كافة لأن الفرد جزء من نظام مجتمعي متكامل يسوده نظام واحد وإذا اختل توازن هذا النظام اثر على محيطة

# فرغم توافر المهارات والمواهب والقدرات الإبداعية لدى فئة الشباب والقدرة على الانجاز والتطوير إلا انه لا يجد المساحة الكافية أو المجال في بذل هذه الطاقات فيها!

أحدهم يقول # عندي مشكلة! أملك العديد من المواهب والخبرات والتطويرات الشخصية التي أُنمّي بها نفسي قدر المستطاع بما يتوافر لديّ من إمكانات ومواد متاحة سواء بوسيلة الإنترنت أو الدورات المنح ، لكنني رغم ذلك لا أستطيع إيجاد فرصة عمل مناسبة!



# سؤال وجيه يطرح نفسه هنا " ما معنى كلمة فرصة عمل مناسبة؟"

وما هو معيار كلمة مناسبة؟؟!!

كيف يمكن أن تكون فرصة العمل مناسبة ؟ بالنسبة للشخص الناشئ في بداية طريق جديدة في ميدان العمل ؟؟

ستتفاوت الأجوبة على هذا السؤال حسب رؤية الفرد وتطلعاته لميدان عمله

  • أول ما يتبادر على الأذهان لكثير من الأفراد ( الراتب الشهري)
  • التطوع على أمل العمل والتثبيت فيه لاحقاً _ وهنا تقع الكثير من خيبات الأمل _
  • مكان مريح ( أرتاح له نفسياً) !!!!!!!!!!! أجد نفسي قيد السخرية ممن سمعت منهم تلك العبارة قائلة هل من عمل مريح للنفس ؟؟؟!!
  • يكون ضمن شهاداتي العلمية .. الخ من الأجوبة المماثلة
  • لكن معظم هذه الأجوبة ستنصدم بواقعنا الصعب هذه الأجوبة لا تتناسب مع البيئة المحيطة بنا لذلك يجب أن نقوم بالمبادرة بالحركة الأولى والقيام ببعض التضحيات والعمل الشاق للوصول الى طرف الخيط لحل هذه المشكلة لكنني سأقع رهينة السؤال " كيف.؟؟" وهو السؤال الأصعب فليس الكلام بالأفعال




ولكنني سأرد على كل من سأل هذا السؤال بإعطاء بعض الحلول التي قد تكون الخطوة الأولى وبادئة الطريق نحو تفكير آخر وتكتيكات أخرى :

1-شغل عقلك الذي أغلقت عليه منذ زمن طويل واطرح على نفسك بعض الأسئلة لتجد نقاط ضعفك وقم بالعمل عليها وتقويمها وتسويتها.

2-لا تتواكل ولكن اعمل وتوكل ولا تقل ما العمل فهذا هو الخمول الذهني الذي قد ذكرته في النقطة الأولى ، تعرف على نفسك وأهداف وما ترغبه ونظرتك المستقبلية لنفسك واسألها عما تريد أن تكون ؟ ستجد نفسك تتدرج الى هدفك ! وإن لم تصل لشيء اعلم أنك إنسان فاشل وتحتاج الى تأهيل !!!

3-جد الحلول البديلة وكن متفتح العقل والبديهة وخذ بالأسباب



لنني أجد نفسي ضمن إطار الأسئلة مرة أخرى وهو ماذا فعلت لتحصل على الوظيفة؟ حينها أجد نفسي ضمن حلقة مفرغة تدور وتدور ضمن نفس الأسس والقواعد .... نهاية هذه المعضلة هنا هي : فكر وأغدق على نفسك بالأسئلة لتصل الى الطريق الصحيح لمعرفة نفسك جيداً والتعرف عليها واعلم أنك حينها ستتغير أفكارك ومنطقك في تحليل الأمور و وجهات نظرك لمنظومة حياتك .



وفي النهاية اعلم أن الوظيفة ليست سوى هدف ترغب في الوصول إليه

فإن كنت من الأشخاص ذو الخبرة اخرج وابحث عن فرص عمل

وإن كنت تنتقص للخبرة اهرع لتطوير نفسك وخبراتك

وافتح عقلك وتقبل النقد لربما كان فيه الحل الأنسب لما لا تراه نفسك