إنه المطر بعد مدة طويلة!!
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك..سبحانك لانحصي ثناء عليك فلك الحمد حتى ترضى
ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى ولك الحمد على كل حال


أنا:ينتابني شعور أنني أريد الكتابة
نفسي:مجددا؟! ألا تفهم؟! لست بمؤهل للكتابة..قراءاتك الأدبية ضئيلة وحصيلتك اللغوية ضعيفة
أنا:بسبب تنطعك في اختيار الألفاظ اندثرت كثيرا من خواطري بينما أنا أهتم بالمعاني
فالألفاظ مجرد رموز ومرادها هو الهدف

نفسي:أعلم ذلك لكنك تختلط الحابل بالنابل في الوصف والتعبير
أنا:هل تأثرت بقول ابن خلدون في مقدمته من أن المستعربين من العجم لن يتملكوا الذوق الأدب العربي أبدا؟
نفسي:ربما
أنا:أما أنا أظن أن السبب الرئيسي هو قلة قراءتي الأدبية وليس نظر ابن خلدون
نفسي:أي إنك تقتنع بنظريته هذه
أنا:نعم يا مثبط _فمثل حوارنا هذا _مراده فقط رسالة ليس يفهمها كل شخص أليس كذلك
نفسي:نعم..
أنا: نعم..وأعلم أنني كنت مجنونا لأني أكلمك يا نفسي


(خواطر عشوائية تحت أنين السماء)

على دكة فرعونية،، برصيف أحد أزقة الشوارع الأندلسية،، في إحدى طرق العاصمة اللندنية..
كنت جالسا أشعل سيجارتي الرمادية أفكر في الحياة السرمدية،،_كعادتي_

وإذا بالسماء المكحلة بالسحاب السوداء ترسل دمعاتها اللؤلؤية،، وقطراتها الألماسية،،
كعشيق أجبرته لوعة الشوق على رسم خطين رقيقين على خديه الورديين
وأول قطرة تطفى سيجارتي وترميني إلى عالم مليئ بال
تأمل والتفكير،،،،،

نظرت إلى بركة كانت بجانبي حين تسقط قطرات المطر السماوية،،
على سطح مائها الزرقاوية،،، فرأيت اهتزازات موجية،، وفقاعات بلورية،،
ألهى عقلي وأطرب فكري ذلك المنظر الخلاب والمطلع الجذاب،،
لقد كان طقسا أشعرني بصداقة مضى بعيدا من الزمن على فراقهما،،
كان ذلك حقا أن طال السير نحو لقائنا ..


بعد ما شعرت بحزن الفرح بداخلي سبقني السماء بعويل
وأجهد على نفسه بالبكاء الذي بلل ثيابي الكافورية
فقلت لها.. هدئي من روعك،، وما أنت بأبكى مني إذ كلا منا يلاقي جفاء آخرينا..
اسحريني ياسماء بتأمل رباني تعلم نفسي الشيطانية كيف تكون إنسانية
وعلمي هواي الإبليسية كيف تكون عقلانية
وهذبي أفكاري العشوائية واجعليها منطقية

اطرقي باب قلبي بقوة حتى يهز جدارها القاسي
امنحيني يا سماء ثقة أحطم بها حواجز حياتي القرمزية
والهميني ايمانا أرسم به أحلامي الصبيانية على الحقيقة الجبرية...
فانتهى حديثنا بتبادل ابتسامة غير مفهومة
^_^

أخفضت عيني قليلا أراقب سقوط المطر على كفي..
والوبل من فوقي كسهام تغرس روحي فتلهمني التفاؤل والثقة والإيمان
أراها نورا في تلك الليلة المظلمة
خف سقوط المطر فأغمضت عيناي أسمع همسات القطرات الرقيقة
حينما تصطدم بالمياه المجمعة على الأرض
فأتخيل ذلك الهسيس في أذناي اللتان تستغرقان في أحلام اليقظة..
ألحان تعزف أوتار فكري،، وتطرب وجدان روحي،، ويدخلني في عالم الأوهام ،،

فتحت عيني لأستيقظ من الأوهام لأنظر بعينين طويلتين المدى جراء التبحر في الخيال والأوهام
لأرى سلسلة من الحياة الغامضة تستعرض أمامي
وتظهر كثيرا من علامات الإستفهام أمام مقلتي
أعرضت عنها كلها وتظاهرت كأنني لم أرها

فعدت إلى بيتي أجفف ثيابي ،،


نفسي: كما توقعت! لقد وصفت الشجاع بالذئب والجبان بالكلب
أنا: قلت لاأهتم بالألفاظ كما أنني أستخدم التأويلات والضمنيات كثيرا
وبعد كل شيء ..هذه مجرد محاولات

نفسي:حسنا يا فاشل..ابذل جهدك
أنا: حاضر يا مثبط ..كنت مجنونا لأني اكلمك يا نفسي


أللهم صل على سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون ،،
وصل على سيدنا محمد كلما غفل عن ذكره الغافلون ..