بسم الله الرحمن الرحيم
هنالك قصة حدثت في العصر الأموي
أردت أن أتشاركها معكم
توضيحات:
1- عمران بن حطان الشيباني خارجي المذهب
يقال أنه كان صدوقاً و لكن ستجدون في القصة شيئاً لن يعجب أحداً.
2- أبو بلال هو مرداس بن حدير التميمي خارجي المذهب و أحد أئمتهم.
ـــــــــــــــــــ
لما طلب الحجاج بن يوسف الثقفي عمران بن حطان هرب من العراق فكان يتنقل في القبائل، فإذا نزل في حي انتسب نسباً يقرب منه.
ثم. خرج حتى نزل عند روح بن زنباع الجذامي، فانتمى له من الأزد؛ وكان روح يقري الاضياف، وكان مسامراً لعبدالملك بن مروان، أثيراً عنده؛ وكان روح لا يسمع شعراً نادراً، ولا حديثاً غريباً عند عبدالملك ثم يسأل عنه عمران بن حطان إلا عرفه وزاد فيه. فذكر ذلك لعبدالملك، فقال: إن لي جاراً من الأزد ما أسمع من أمير المؤمنين خبراً ولا شعراً إلا عرفه وزاد فيه! فقال: خبرني ببعض أخباره، فخبره وأنشد؛ فقال: إن اللغة عدنانية، وإني لأحسبه عمران بن حطان! ثم تذاكروا ليلة قول عمران بن حطان يمدح ابن ملجم:
يا ضربة من تقي ما أراد بها
إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حينا فأحسبه
أوفى البرية عند الله ميزانا
فلم يدر عبدالملك لمن هو ! فرجع روح إلى عمران فسأله عنه فقال: هذا يقوله عمران بن حطان يمدح به عبدالرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-.
فرجع روح إلى عبدالملك، فأخبره، فقال له عبدالملك: ضيفك عمران بن حطان اذهب فجئني به؛ فرجع إليه، فقال له إن أمير المؤمنين قد أحب أن يراك. قال عمران: قد أردت أن أسألك ذلك، فاستحييت منك فامض، فإني بالأثر، فرجع روح إلى عبدالملك فأخبره، فقال عبدالملك: أما إنك سترجع فلا تجده؛ فرجع وقد ارتحل عمران، وخلف رقعة فيها:
يا روح كم من أخى مثوى نزلت به
قد ظن ظنك من لخم وغسان
حتى إذا خفته فارقت منزله
من بعد ما قيل عمران بن حطان!
قدكنت جارك حولاًما تروعني
فيه روائع من إنس ومن جان
حتى أردت بي العظمى فأدركني
ما أدرك الناس من خوف ابن مروان
فاعذر أخاك ابن زنباع فإن له
في النائبات خطوبا ذات ألوان
يوماً يمان إذا لاقيت ذا يمن
وإن لقيت معدياً فعدناني
لو كنت مستغفراً يوماً لطاغية
كنت المقدم في سري وإعلاني
لكن أبت لي آيات مطهرة
عند الولاية في طه وعمران
ثم ارتحل حتى نزل بزفر بن الحارث الكلابي أحد بني عمرو بن كلاب، فانتسب له أوزاعياً -أخوال زفر أوزاعيين-، وكان عمران يطيل الصلاة، وكان غلمان من بني عامر يضحكون منه. فأتاه رجل يوماً ممن رآه عند روح بن زنباع، فسلم عليه، فدعاه زفر، فقال: من هذا ؟ قال: رجل من الأزد رأيته ضيفاً لروح بن زنباع. فقال له زفر: يا هذا، ازدياً مرة وأوزاعياً مرة ! إن كنت خائفاً أمناك، وإن كنت فقيراً جبرناك.
فلما أمسى هرب، وخلف في منزله رقعة فيها:
إن التي أصبحت يعيا بها زفر
اعيت عياء على روح بن زنباع
ما زال يسألني حولا لأخبره
والناس من بين مخدوع وخدّاع
حتى إذا انقطعت عني وسائله
كف السؤال ولم يولع باهلاع
فاكفف كما كف عني، إنني رجل
إما صميم، وإما فقعة القاع
واكفف لسانك عن لومي ومسألتي
ماذا تريد إلى شيخ لأوزاع
أما الصلاة فإني غير تاركها
كل امرئ للذي يعني به ساع
أكرم بروح بن زنباع وأسرته
قوم دعا أوليهم للعلا داع
جاورتهم سنة فيما أسر به
عرضي صحيح ونومي غير تهجاع
فأعمل، فإنك منعى بواحدة
حسب اللهيب بهذا الشيب من ناع
ثم ارتحل حتى أتى عُمان، فوجدهم يعظمون أمر أبي بلال ويظهرونه، فأظهر أمره فيهم، فبلغ ذلك الحجاج، فكتب إلى أهل عمان، فارتحل عمران هارباً حتى أتى قوماً من الأزد فلم يزل فيهم حتى مات، وفي نزوله بهم يقول:
نزلنا بحمد الله في خير منزل
نسر بما فيه من الأنس والخفر
نزلنا بقوم يجمع الله شملهم
وليس لهم عود سوى المجد يعتصر
من الأزد إن الأزد أكرم معشر
يمانية طابوا إذا نسب البشر
فأصبحت فيهم آمناً لا كمعشر
أتوني فقالوا: من ربيعة أو مضر؟
أم الحي قحطان فتلكم سفاهة
كما قال لي روح وصاحبه زفر
وما منهما إلا يسر بنسبة
تقربني منه وإن كان ذا نفر
فنحن بنو الإسلام والله واحد
وأولى عباد الله بالله من شكر
ــــــــــــ
أنا لم أضع القصة للتعصب المذهبي أو القبلي
و لكن للتسلية و أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بها
المفضلات