السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيفكم يا أخوان بإذن الله بخير
سأضع لمسة فكاهية في قلم الأعضاء بموضوعي هذا و هو عن
أشعب
إذا رأيت أن الموضوع نجح
سأكتب كل يومين او ثلاثة كم قصة
سأتكلم عنه قليلا ثم أبدأ في قصصه
{ نبذة عنه }
هو أشعب بن جبير , كنى ( بأبي العلاء ) و كان يقال له ( ابن أم الحميدة .
ولد بالمدينة (لم يعرف تاريخ مولده ) و توفي عام 154 هجرية \771 ميلادية
و عاش في كنف عائشة بنت عثمان بن عفان , و كان مولى لعبد الله بن الزبير
و كانت أمه ( حميدة ) مولاة أسماء بنت أبى بكر , و كان أشعب يجيد الغناء حسن الصوت , وعاش عمراً طويلاً , و سكن المدينة في زمن عثمان بن عفان ( رضي الله عنه ) و قد أشتهر أشعب بالطمع و الجشع و حب الأكل حتى أ،ه لا يزال مضرب الأمثال في هذا المجال.
{ بعض قصصه }
~ حياء أشعب ! ... ~
تزامل أشعب مع أحد التجار في الطريق أثناء إحدى الرحلات التجارية و بالطبع لم يكن لأشعب في التجارة من سبيل و لكنه كان فقط يريد الإنتقال من مكان لمكان , و كانت مشاركته للرجل كعادته دائما قائمة على التطفل فهو لا يحمل معه أي شيء !
فكان يركب الجمل مع الرجل , يقوم معه , و يجلس معه , و يأكل معه , و ينام معه , وهكذا ...
و قد لا حظ الرجل أن أشعب لم يقم بأى عمل طول الطريق فأراد أن يشركه في تجهيز طعام إحدى الوجبات فقال له : قم اليوم فاطبخ.
قال أشعب : لا أحسن ذالك .
فقام الرجل فطبخ , ثم قال لأشعب : قم فاثرد ( أي يقطع الخبز و يغمسه في المرق ) قال أشعب : أنا والله كسلان .
فقام الرجل فثرد ثم قال لأشعب : قم فأغرف .
فقال أشعب : ربما ينقلب على ثيابي !
فقام الرجل فغرف ثم قال لأشعب : قم الآن فكل .
فهب أشعب واقفاً ثم قال : و الله لقد أستحييت من كثرة خلافي عليك !
و أنقض على الطعام فأجهز عليه ! !
~ أشعب و حسن الجواب !! ~
قتحم أشعب إحدى الولائم , و كان والى المدينة مدعوا على هذه الوليمة .
فجعل أشعب يأكلو يأكل , و يلتهم من جميع أصناف الطعام على المائدة بشراهة كمن لم يذق طعاماً قبل ذالك !
و بعد الطعام طلب الوالى إحضار أشعب أمامه , فلما أقبل أشعب و امتثل أمام الوالى , سأله الوالى : هل دعيت إلى هذه الوليمة ؟
قال أشعب : لا
قال الوالى : ألا تعلم أن من حضر وليمة بغير دعوة دخل البيت سارقاً و أكل حراماً ؟ !
رد أشعب : لا والله لم آكل حراماً
فتعجب الوالى , وقال : كيف ذالك ؟
قال أشعب : عادة ما يقول أصحاب الولائم للطهاة : زيدوا في كميات الطعام فقد يحضر إلينا من نريده و من لا نريده , و أنا ممن لا يريدهم صاحب الوليمة !!
فابتسم الوالى و ضحك الحاضرون و ترك أشعب لحال سبيله !
~ أشعب مع الأصدقاء ! ! ~
كان لأشعب صديق يتزاوان سوياً .
و ذات يوم قال له صديقه : أعطيني خاتمك لأذكرك به .
فقال له أشعب : اذكرني بأني منعتك إياه , فهو أحب إلى منك ! !
~ فردة الحذاء و طرق الإحتيال ~
قام البواب في حفلة عرس بمنع أشعب من الدخول مع المدعوين فابتعد أشعب عن المكان ليبحث عن حيلة يدخل بها .
ثم عاد يحمل فردة حذاء في يده و يعلق الأخرى داخل كمه , و قد أمسك بخلة طويلة ينظف بها أسنانه , ثم أقترب من البواب على عجل
و قال له : لقد أكلت في الفوج السابق و خرجت مسرعاً فنسيت فردة حذائي فهل يمكن أن تتفضل و تخرجها لي ؟
فقال البواب : إني مشغول الآن , إدخل فأخرجها بنفسك , فدخل أشعب , و أكل , و خرج !
~ كيف يحتفل أشعب بضيوفه ~
عاد أشعب من رحلة فاشلة للبحث عن طعام , حيث لم يجن من ورئها شيئاً , و في طريق العودة لمح أشعب رجلاً قروياً قادماً من بعيد يتمطى
حماراً , فانتظره أشعب على أمل أن يكون هذا هو الفرج !
و لما دنا منه الرجل قابله أشعب بترحاب غير عادي صائحاً : حياك الله يا أبا زيد ! من أين قبلت ؟ و أين نزلت ؟ و متى وافيت ؟ هيا بنا إلى البيت !
إنتابت الرجل حالة ذهول لأنه لم ير أشعب من قبل ! ثم أن أسمه ليس أبا زيد , و إنما هو أبو عبيد !
فلما أخبر أشعب بإسمه الحقيقي , رد عليه قائلاً : لعن الله الشيطان و أبعد النسيان , لقد أنسانيك طول العهد ! هلم إلى بيتي كي نتغدى .. !
فاستجاب القروي و ذهب معه. و في أثناء الطريق طلب أعشب أن يعكفا على محل شواء به لحوم و حلوى و كل ما تشتيه النفس .
ثم قال لصاحب المحل : أفرز لأبي زيد من هذا الشواء , ثم زن له من تلك الحلوى , ثم أختر من تلك الأطباق , ثم أفرش أوراق الرقاق
و رش عليها بعض من السكر , و ماء الرود ليأكله أبو زيد بالهناء و الشفاء !
فقدم لهما الرجل كل ذالك فأكلاه عن آخره .
ثم قال أعب زن لأبي زيد زطلين من اللوزينج { نوع من الحلوى } فهو أجرى في الحلوق , و ليكن رقيق القشر كثيف الحشو لؤلؤي الدهن
ليأكله أبو زيد هنيئاً ! فقدمت لهما الحلوى فأجهزا عليها !
ثم نظر أشعب إلى صاحبه و قال له : يا أبى زيد , نحن محتاجون لماء مثلج يبرد جوفنا بعد هذه الأكلة الجميلة , فوافقه الرجل .
فقام أشعب و قال للرجل : أجلس يا أبا زيد ولا تترك مكانك حتى أعود بالماء المثلج . و خرج أشعب إلى غير رجعة !
و مر الوقت و أنقضى النهار و الرجل جالس في مكانه في إنتظار أشعب حتى شعر أنه لن يعود فهم بالخروج هو أيضاً , فتعلق بثوبه صاحب
المحل صائحاً : أين ثمن الأكل يا رجل ؟ ! ! ..
فقال الرجل : لقد أكلت ضيفاً !
فلكمه صاحب المحل و أنهال عليه ضرباً , و قال له : أي ضيف أنت؟ متى كنا دعوناك ؟ و الضرب لا ينقطع ! !
فأخذ القروي يصرخ و يلعن و يصيح : (( لعن الله ذالك الشيخ المحتال , لقد قلت له أنا أبو عبيد , فيقول لي أنت أبو زيد ! ! )) .
~ دجاج يشبه آل فرعون ~
جلس أشعب عند رجل ليتناول الطعام معه , و لكن الرجل لم يكن يريد ذالك .
فقال الرجل : إن الدجاج المعد للطعام بارد و يجب أن يسخن , فقام و سخنه .
و تركه فترة فبرد الدجاج فقام مرة أخرى و سخنه .
و كرر هذا العمل عدة مرات لعل أشعب يمل و يترك البيت .
فقال له أشعب : أرى دجاجك و كأنه آل فرعون , يعرضون على النار غدواَ و عشياً ! !
~ عندما يتعرض أشعب للظلم ~
دخلت إمرأة على أشعب و هو يتناول طعام الغداء مع زوجته فدعاها إلى الغداء فجلست .
و بدأت المرأة فأخذت العرقوب و ما عليه { العرقوب هو مؤخرة ساقين الطائر , و كان أهل المدينة يسمونه عرقوب رب البيت }
فتعجب أشعب من هذه الجرأة . ثم قام من مكانه و خرج من البيت , ثم عاد و طرق الباب فنظرت إليه إمرأته مذهولة : ماذا دهاك يا أشعب ؟
قال : أستأذن في الدخول !
قالت : أتستأذن و أنت رب البيت ؟
قال : لو كنت رب البيت ما كان العرقوب بين يدي هذه المرأة ! !
~ أشعب .. و الحاكم ... و الجدى ! ~
أقام حاكم المدينة مأدبة لضيوفه , فحضرها أشعب , و كان على المائدة جدى { جدى نوع من أنواع اللحوم } و لم يحاول أحد الحاضرن أن
ينظر إلى الجدى ! , فما كان من أشعب إلا أن أمسك بالجدى فمزقه و أخذ في إلتهامه ! فقال الحاكم : يا أشعب إالا تحب أن تذهب إلى السجن
لتصلي بهم إماماً و إن لك لأجراً في ذالك !
فرد أشعب قائلاً : إني والله في حل من هذا الأجر ! و زوجتي طالق ثلاث إن أكلت لحم الجدى عندك بعد ذلك ! !
~ أشعب يتطلع إلى المستقبل ! ~
أثناء سير أشعب في الطريق استرعى إنتباهه رجل يصنع طبقاً , فوق أشعب و تأمله ملياً , ثم قال له : أستحلفك بالله أن تزيد في
سعة هذا الطبق طوقاً أو طوقين !
فاندهش الرجل لهذا التدخل , و قال لأشعب : و لماذا و ما يهمك في هذا !
قال أشعب : إني لأتعشم أن يهدى إلي شيء في هذا الطبق مستقبلاً ! !
~ فتاوى أشعبية ~
سئل أشعب عن : أحسن الأصوات و عن أطيب الأوقات فأجاب : أحسن الأصوات هو نشيش المقلي ! { يقصد صوت قلي اللحوم في السمن }
و أطيب الأوقات : إذا كان عند غيره ما ينفقه عليه !
كما سئل عن رأيه في الحب فقال :
ألا أخبرت أخباراً ___ أتت في زمن الشدة
و كان الحب في القلب ___ فصار الحب في المعدة
~ منافسون لأشعب في الشراهة و الطمع ! ! ~
لم يكن يتخيل أحد أن هناك من هو أكثر طمعاً من أشعب ,
حيث لم يترك مكاناً إلا أرهقه تطفلاً و تسولاً . وذات يوم أجتمع نفر يتبادلون الحديث مع أشعب و سألوه : أرأيت أطمع منك يا أشعب ؟
قال : نعم كلبة آل فلان , رأت رجلين يمضغان علكة , فتبعتهما فرسخين تظن أنهما يأكلان شيئاً ! !
~ الحب الحقيقي في رأي أشعب ~
ان أشعب يتردد كثيراً على إحدى الجواري مدعياً حبه لها , و عشقه لذاتها .
و ذات مرة طلبت منه أن يعطيها نصف درهم من المال على سبيل السلفة ! فما كان من أشعب إلا أن أنقطع عنها و لم يعد يزورها , و إذا قابلها في طريق تركه لها و تحول إلى طريق آخر .
فقامت الجارية بعمل نشوق { خليط يشم بالأنف و يسبب العطس } و ذهبت به إلى أشعب لتعطيه إياه .
فسألها أشعب عما بيدها , فقالت : هو نشوق صنعته لك ليذهب عنك الفزع الذي أصابك !
فقال لها : استخدميه أنت ليذهب عنك الطمع الذي بك !
لأنه لو إنعدم طمعك إنعدم فزعي ! ثم أنشدها قائلاً :
أخلفي ما شئت وعدي __ و أمنحيني كل صدِ
قد سلا بعدك قلبي __ فاعشقي من شئت بعدي
إني آليت لا أعشق __ من يعشق نقد نقدي
~ إذا غلقت الأبواب فلا بأس من تسلق الأسوار !! ~
وصل إلى علم أشعب أن سالم بن عبد الله قد ذهب إلى أحد البساتين و معه طعام كثير .
فجرى أشعب إلى سالم حتى وصل إلى البستان فقام الغلام بإغلاق الباب في وجهه .
و لكن أشعب لم ييأس , و قام بتسلق سور البساتين !
فصاح سالم : بناتي بناتي ويلك !
فقال أشعب : لقد علمنا مالنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد .
فأمر سالم له بالطعام , فأخرج إليه ما يكفيه .
~ أمنيات أشعب ~
سئل أشعب عن شيء من تفاؤله و تطلعاته فقال : إذا سرت في جنازة و وجدت شخصين يتهامسان .. ظننت أن الميت قد أوصى لي بشيء
~ أشعب و وليمة السمك ~
اجتمع حشد من الناس عند رجل من أهل المدينة على مأدبة الغداء , فظهر لهم أشعب عن بعد .
و كان على المائدة عدد من الحيتان ( نوع من أنواع السمك ) , فما كان منهم إلا أن أخفوا الحيتان الكبيرة في قصعة ( حلة ) و وضعوها في
ركن البيت , خوفاً من هجوم أشعب . و عندما جلس أشعب على المائدة سألوه عن رأيه في الحيتان !
فأجاب بأنه غاضب منها و حانق عليها , حيث إن أباه كان في البحر ذات يوم فمات و أكلته الحيتان !
فطلبوا منه أن يأخذ بثأر أبيه من الحيتان الموجودة أماممه على المائدة , فأخذ أشعب أحد الحيتنا الصغيرة و وضعه عند أذنه , ثم نظر إلى القصعة البعيدة , قائلاً : هل تعلمون ما يقوله لي هذا الحوت ؟ قالوا : لا . قال : إنه يخبرني بعدم رؤيته لأبي حيث لم يكن قد ولد بعد , و أن زملائه الكبار
موجودين في ركن البيت هم المسئولون عما حدث لأبي ! !
~ أشعب و القلنسوة ~
كان رجب يدعى ( أبا عاصم ) يسير في الطريق , فرآه أشعب فمشى خلفه . و عندما ألتفت الرجل خلفه أبصر أشعب فسأله عما به !
فقال له أشعب : يا أبا عاصم , لقد رأيت قلنسوتك و قد مالت { القلنسوة : هي العمامة التي توضع على الرأس } فتتبعتك عسى أن تسقط فآخذها لي !
فخلع أبو عاصم القلنسوة عن رأسه و أعطاها لأشعب . فما كان من أشعب إلا أن أخذ القلنسوة و انصرف ! !
~ من هو الصديق الوفي في رأي أشعب ~
من وصايا أشعب لبعض الناس : لا تنادمن أحداً فإن كنت لابد فاعلا فنادم :
- من لا يستأثر عليك بالمخ .
- و لا ينتهز بيض المقلية .
- و لا يلتهم كبد الدجاجة .
- و لا يختطف كلية الجدى .
- و لا يدرد قانصة الكركى { الكركى : نوع من أنواع الطيور يشبه الإوز } .
- و لا يقتطع سرة الشعر { الشعر : نوع من الظباء } .
- و لا يعرض لعيون الرءوس { أي لا ينتزع العيون من الرءوس الموجودة على المائدة } .
- و لا يستولي على صدور الدجاج .
- و لا يتناول إلا ما بين يديه .
- و لا يلاحظ ما بين يدي غيره .
~ وصية أشعب لأبنه ~
عندما مرض أشعب مرضاً شديداً أقترب من غلامه و قال له : ادع لي و أوصيني !
فقال أشعب لغلامه : من الله عليك بصة الجسم , و كثرة الأكل , و دوام الشهوة , و نقاء المعدة !
و متعك الله بضرس طحون , و معدة هضوم , مع السعة و الدعة , و الأمن و العافية !
و عليك يا ولدي إذا قعدت على مائدة , و عزب عنك الماء , فغصصت بلقمة , أن تضع يدك اليمنى فوق رأسك , و تحركها كأنك تسوى كمك , فعندئذ ستنزل اللقمة بإذن الله !
و إذا قعدت على مائدة , و كان موضعك ضيقاً فقل لمن بجانبك : لعلي قد ضيقت عليك يا فلان !
فإنه في هذه الحالة سيتأخر إلى الخلف ! و يقول : لا والله إن موضعي واسع ! فيتسع عليك موضع رجل !!
و لا تصادفن من الطعام شيئاً فترفع يديك عنه , على أمل أن تجد أطيب منه ! و إذا وجدت نقصاً في الخبز فكل الحروف , أما إذا كان كثرة
فكل الأواسط . و لا تطثر من شرب الماء أثناء الأكل فإنه يمنعك من الأكل و هذا عين الحماقة !
و إذا و جدت الطعام , فكل منه أكل من لم يره قط , و تزود منه زاد من لا يراه أبداً .
بمناسبة قروب الإختبارات غيرت موعد القصص
سأكتفي بهذا القدر من القصص
لان الآن وقت المذاكرة
سيكون كل يومين او ثلاث كم قصة
دمتم بود
و إلى اللقاء
المفضلات