الصراع الأزلي..صراع الرجل والمرأة.


منذ أن بدأ الرجل برؤية حقّه كرجلٍ في الطاعة..وعندما أيقن ضعف المرأة وحاجتها لمن يسندها..حاجتها لدفئه ونفقته وقوته..
عندما بدأ يستغلُّ ذلك الضعف..ويتباهى بتلك القوة..
عندهـــــــــا..بدأت المرأةُ بالتمرد..ولم تعد ترضيها حياةٌ هادئة مع زوجٍ وأطفال..
عندهـا..بدأ ذلك الصراع.

أصبحت المرأة تريدُ أن تظهر في المجتمع..وتتحرر من سيطرة الرجل عليها..لتنطلق لعالمٍ تحكمه هي..أخذت تبحثُ عن قوتها..وتسعى لكسب نفقتها بنفسها..وجاهدت لتتخلص من حاجتها لدفء الرجل..باختصار أخذت تسعى لتكون كياناً مستقلاً لا يحتاجُ نصفهُ الآخر..و الذي هو الرجــل..
.................................................. .........

عندها..ظهر هناك من أيّدها من الرجال لمصالحهم الشخصية..وهنالك من ثار منهم وأصبح همُّه ("ترويضها")..!! ..لتعود لكنفه..ولحاجتها إليه..وبطريقةٍ ما كلا النوعين من الرجال..دفعاها لمزيد من العناد والإصرار.
تخرجُ للعمل..وتعودُ للمزيدِ من العمل في المنزل..و لواجبات العناية بالزوج والأطفال..و مع كل هذا ..لم ينتهِ الصراع..صراع إثباتِ الوجود..والظهور..وربما منافسة الرجل..
لم تكتفي المرأة بل أخذت تسعى للمزيد والمزيد..وستظلُّ تسعى للمزيد..!!
.................................................. ..............................

لمـــــــــاذا..؟؟!
لماذا لم تكتفي المرأة..ولن تكتفي..لماذا لن تعود للعيش تحت ظِلِّ الرجل..؟؟
هل بحث أحدكم عن الإجابة..؟؟
لنصِلَ لتلك الإجابة..لنبدأ بطرف خيطٍ واضح للجميع..
.................................................. ..............................

نظرةُ المجتمع..ونظرةُ الرجل..للمرأة..
الرجل الذي لايعيبهُ شيءٌ أبداً..والمرأةُ التي تُعابُ لأقلِّ شيء..
لماذا..لأنهُ رجل..وهي امرأة..!!
منطقٌ تافه..يجعلُ من خطيئةِ الرجل..ذنباً يُنسى ويُغفر..وخطيئةُ المرأة..جريمةٌ لا تُغتفر..ولا تنسى..تطالُ كلّ أقاربها..!!
لتصبح عاراً عليهم..
لماذا..لأنها امرأة..وامرأةٌ فقط..!!
ولأنه هو رجل..ورجلٌ فقط..!!
.................................................. ..............................

طموح المرأة..يجبُ أن يُحد مِن قِبلِ مجتمعها..مقولةُ.." المرأةُ مصيرُها أن تعيش في كنف زروجها وتحت رعايته.." تصُمُّ أذنيها..بينما طموحُ الرجل ينبغي أن لا يحدّهُ شيء..لا لشيء..إنما لكونه رجلٌ وحسب..
.................................................. ..............................

الرجلُ يحقُّ له المطالبة بحقوقه..يتزوج عندما يريد..ويرفضُ الزواج ليعيش في حرية..عندما يريدُ أيضاً..
بينما المرأة..لا حقّ لها في أيّ من ذلك..لأن خوف الألقاب أعمى أبصارنا..( عانس, مطلقة, أرملة, معلّقة,....)..
وماذا بعد..إن لحقت بالمرأة أيٌّ من هذه الألقاب أصبحت كوسام عار على صدرها وصدر أهلها..يُضيقُ به المجتمعُ عليها..ليكتم على أنفاسها..ويضيق عليها سير حياتها..
وكأنها أجرمت بحقوقهم..وكأنهم لا يؤمنون بالقدر..وبالنصيب المكتوب لكل واحدٍ منا..!!
.................................................. ..............................

إن تفوقت المرأةُ على زوجها..أصبح ذلك جريمةً لا تُغتفر..فدوماً..ينبغي للرجلِ أن يكون في مرتبةٍ أعلى وأفضل من المرأة..
ولا يحقُّ للمرأة..بأي شكلٍ من الأشكال..أن تتقدمهُ بخطوة..أو تتفوق عليه في شيء..لأنها في نظره ونظر المجتمع..ينبغي أن تعيش دوماً تحت ظلِّ الرجل..وفي كنفه..!!
.................................................. ..............................

هــــــل بدأ أحدكم باستيعاب محاور القضية..هل بدأ أحدكم بتحليل أطراف المُعضلة..؟؟
هل توقفتم عن إلقاء اللوم على المرأة لسعيها الدائم بلا كلل ولا ملل للأمام..وللمزيد من الإنجازات..؟؟
((تعيشُ في بيتها..ملبّاة الطلبات..ليست مرغمة على العمل..لماذا تسعى للحصول على كلّ تلك الشهادات....))بعدما سردتُ لكم كل ذلك هل يسلقي أحدكم هذا السؤال..؟؟ فإجابتهُ موجودة في الأعلى.
ولا يقل أحدكم لي لا تعممي..فأنا واثقة ثقة عمياء..بأنّ 99,99% ينطبقُ عليهم نصفُ ما ذكرته..
المجتمع العربي مجتمع اعتاد على كبح المرأة دوماً..و الحد من طموحاتها..اعتاد على رؤيتها كربةِ منزل محورُ حياتها طاعةُ زوجها والانصياعُ لرغباته وأوامره..ورعايته هو وأطفاله...و فقــــــــــــط..!!
ومقولة..(ظلُّ رجل ولا ظل حائط..)!!..هي أكثر مقولة أبغضها وبشدة..بالنسبة لي ظلُّ الحائط يكون أكثر أماناً وأكثر فائدة من ظلّ رجلٍ بلا قيم..يرى الرجل على أنه كائن مبجل..لا يُخطئ..والمرأة كائن تابعٌ لسلطته...على الأقل من الممكن معرفة حدود ظل ذلك الحائط..ومداه..بينما لا يمكن توقع مايمكن أن يحدث لذلك الظل الناتج عن وقوف المرأة خلف رجل..فهو سيتحرك في أحد الأيام ليترك المرأة تعاني جحيم الحياة وحدها..بدون أدنى ظل يحميها..!!
.................................................. ..............................

ما أوردته هنا هو عن المجتمع.. كمجتمع عربي..وليــــــس كمجتمع إســـــــلامــــــي..لأن الإسلام أعـــــزّ المرأة..ومنحها حقوقها كاملةً غير ناقصة..
لكـن الرجلُ الذي لم يطبق جميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع.."ض عوا تحت كلمة جميع مائة خط"..ما أوردهُ الإسلام كحقوق وواجبات للمرأة..ذلك الرجل الذي نظر من زاوية واحدة..وهي زاوية واجباتها وحقوقه عليها..لا من جميــــــع الزوايا..هو من سبب تلك المشكلة..هو من دفع المرأة لنبذ فكرة وجوب طاعته المطلـــــقـة.. وبذلك أصبح هذا الصراع الأزلي..أزليـــــــاً..مستمراً..وأظنّه سيكونُ أبدياً.
.................................................. ..............................

هل قرأ أحدكم مقال الدكتور نبيل فاروق..( المرأة مشكلة صنعها الرجل)..؟؟
مقالة تستحقُّ القراءة..فبالرغم من أنه رجل..إلا أنه انتبه لخللٍ نتج عن خطأ في تصرفات الرجل..أدى لخطأ في مسير الحياة بشكل طبيعي.
.................................................. ..............................

موضوعي هذا..هاهنا..ليس لخلق شجار..أو نقاش حاد.. أو لإشعال حرب بين المرأة والرجل ..بل من باب أن هذا المنتدى ورواده..جزءٌ لا يتجزء من المجتمع..
وبعرض بعض الحقائق التي غابت عن أذهُنِ البعض..نحاول إصلاح جزءٍ من هذا المجتمع..و رجاءً ضعوا نصب أعينكم..أنني هنا لا أسوغ للمرأة انجرافها خلف التحرر..أو تجاهل بعضهنّ لكل تعاليم الدين حول النهي عن الاختلاط المحرم و السعي فقط لمنافسة الرجل في مجالات لا تناسبها..وتقتل أنوثتها..إنما أوردت ما أوردته سعياً خلف مجتمعٍ أفضل..وأكثر توافقاً بين الرجل والمرأة.

لذلــك..أتحفوني بآرائكم حول الموضوع..في إطارٍ من الرقي..
ودمتـــــــــم بود.