بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وركاته



كيف حالكم معاشر المسومسيين ؟؟


هذا أول موضوع لي في هذا المنتدى لكنها ليست التجربة الأولى


أتمنى أن تروقكم كتابتي




....




ما كرهت في حياتي شيئا كرهي للحسد .. ليس فقط لأنه يضر


بالآخرين ويهدد حياتهم بأعين الحساد الحارقة , وإنما لأنه يضر


أيضا بصاحبه قبل أي أحد ؛ فالحسد يفتك بالقلب , ويدمّر


الأحاسيس , ويحطم السعادة , ويعيش الحاسد بسببه في هم


ونكد , يتفكر في نعمة المحسود ويتمنى زوالها , فلا يزيده هذا


الخاطر إلا غمّا وكدرا , ولا يصنع بقلبه إلا سوادا وخرابا ..


وحسب الحاسد أن تمنيه زوال النعم لا يعني إلا أنه خبيث النفس


, قبيح السريرة , مريض القلب .


ماذا عليه لو أنه سعد لسعادة المحسود وغبطه على نعمته ؟!


أوليس المسلمون كالجسد الواحد ؟! حقيقة أقرها الإسلام وآمن


بها المسلمون


ما يضيره لو أنه ابتسم ابتسامة صافية وتمنى لذلك المحسود


دوام نعمته عليه , ودعا في سريرته بأن يُمنح مثلها ؟!!


بل أي نفع يعود عليه من وراء زوال نعمة ذلك المحسود البائس


سوى أن قلبه الخَرِب يأنس لمرأى الحزن المرتسم على وجه


ذلك المحسود !!


وما صنع الحسد بصاحبه غير أنه كدّر عليه عيشه , ونغص


عليه نومه , وأسهره ليله , وأتعبه في نهاره ؟


عجبا له ما أشد حمقه !!


عجبا له !!


ألم يتفكر في أن الله باسط النعم هو من أعطى ذلك نعمته ومنّ


بها عليه ؟!


أذاك اعتراض منه على قضاء الله ؟


الله الذي أعطاه قادر على أن يعطيك أو يمنعه


قادر على أن يسلب منك ويعطيك


رفقا بنفسك أيها الحاسد


أجدر بك أن تخفف نار الحقد التي تتقلب بها ليل نهار


وتفتش عن ذلك القلب الأسود الذي يرقد بين ضلوعك فتجلو عنه السواد والران


وتزيح عنه ذلك الصدأ الذي غطاه حتى ما كاد يبين


أهو مضغة لينة أم حجر صلد أسود !!


إن هناك مرتبة عالية من الحسد غير أنه لا يلائمها ذلك المسمى الرديء وهي " الغبطة " ..


جميل ذلك الاسم الرنّـــان الذي ما إن يُسمع حتى يتبادر إلى


ذهن السامع شخص نقيّ النفس , طيب السريرة , حسن الخبيئة , ليّن العريكة .


جميل ذلك الشعور الذي يسكن نفسا مطمئنة تتمنّى الخير لجميع الناس .


فيا أيّها الحاسد .. هنيئا لك نار الغيظ التي تأكل قلبك قبل أن تقع


على المحسود فتفتك به , وما أحسن قول القائل : ( ما أعدل الحسد , بدأ بصاحبه فقتله !! )


أيّها الحاســـد .. ليتك تذكر حديث المصطفى عليه الصلاة


والسلام : "الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب"


فليتك أن تدع عنك هذا البغض وذاك الحقد , وتنشغل بنفسك


وتتصالح معها , ولتبدأ حياة جديدة ؛ لتعيش معها في سلام أبديّ


عندما تطهر قلبك .