السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال الثالث :
اممم لا أعرف لماذا أخترت الشعر بالذات ليكون حديث موضوعك , لكني وقبل ان أبدأ أحب أن أوضح نقطتين ..
الأولى : الشعر في العصر الجاهلي عند العرب , يختلف عنه في عصر الإسلام , يختلف عنه في العصر الحديث .. فمثلاُ , العرب قديماً في الجاهلية كان أشعارهم للمغازلة و ..و .. وكانوا ما إذا أرادوا شيئاً استخدموا الشعر والكثير من هذه الأمور التي تسيء إلى الشعر كأدب ..
في العصر الإسلامي , انقسموا ثلاثة أقسام , قسم ترك الشعر لما رأى من بلاغة وفصاحة القرآن , وقسم استخدم الشعر في مهاجمة الإسلام , والآن القسم الثالث بات واضحاً للغاية , كانت قصائد للدفاع عن الإسلام , والإشادة بالصحابة ومدح النبي ..
الثانية : هي أن الشعر لغة احساس , وأدب راقي , يتميز بكثير من الإمتيازات , تكفي القافية التي تعطي تأثير موسيقي .. عندما تقرأه .. لا أراه شيئاً سيئاً , وإنما الشعراء الذين يستخدمون شعرهم بالطريقة السلبية هم من يسيئوا إلى الشعر ..
فكل شيء سلاح ذو حدين , فقد يُستخدم الشعر للتأثير الإيجابي أو السلبي ..
أنتهينا مما أريد توضيحة , الآن أدخل في الرد على تساؤلك ..
هناك مسألتين , الأولى .. هي أن الشعر فعلاً يستخدم فيما قلت , لكن إن رجعنا للنذبة المختصرة التي سردتها عن تاريخ الشعر , فكانت هناك فترة كان الشعر فيها يعد نقياً بغض النظر عن المجموعة الثانية ..
الآن وقد ظهرت أشعار الحب , والغزل , عدنا بذلك سنين وسنين إلى الوراء .. وهي إساءة كبيرة بحق الشعر ذلك الأدب الجميل ..
الثانية : هي أنك وصفت زمننا بالأسود , وإن كان لي تعليق على كلمة أسود فالله جل وعلا يقول " أنا الدهر فلا تسبوني " .. لا أعلم أن كانت تعد كلمة " أسود " منها أو لا .. وهو لوني المفضل , لكن الإبتعاد عن هذه الأمور خير لنا ..
محطتنا الأخيرة , الشعر مطية فساد , للأسف لا أعلم كيف أثبت عكس ما قلت وأنا أتفق مع جانب كبير من تلك الجملة , رغم أني قلت أن الشعر أدب جميل , لكن الشعراء هم من يسيئون إليه , وليس بالضرورة أن يكون في جميع حالاته فسادً ..
فهناك شعراء ارتقوا للقمة بأشعار باتت رائعة للغاية , فكانت المثل النقي للأدب الشعري
امم الشاعر أحمد هيكل , ولو أنه في الأصل ناقد أدبي , لكن أشعاره في غاية الروعة ..
الشاعر حافظ ابراهيم , أحمد شوقي .. وغيرهم وغيرهم الكثير والكثير ..
لم يسيئوا إلى ذلك الأدب , فكيف يعد الآن الشعر مطية فساد ؟!! .. أعلم أن الشعراء الجدد , كما لو أنهم يعيدون عصر الجاهلية بشعرهم في غزل النساء وما إلى ذلك ..
لكن , هناك جزء مليئ من الكوب , علينا أن نوجه نظرنا إليه ..
رغم كل ذلك , لا أرى أن ذلك يأتي على حساب المعلمين , ولا الأطباء والمهندسين ..
قد يسيء إلينا لكنه أيضاً ليس سبباً في التخلف .. فنحن نشتهر بالأدب الراقي إن ما كان راقي .. وليس معنى هذا أنه قد يكون سبباً للتخلف بأية حال من الأحوال ..
فإن كان الأدب راقياً أشتهرنا بالأدب الراقي , وليس إن كان سيئاً أننا نتخلف , سنكسب السمعة السيئة لا أكثر .. فمن عاد يهتم بالشعر ؟!
لقد صار من موضة العصر الماضي ..
لم أستطع التعبير بجدية , فالموضوع به جوانب كثير , والكثير منها أتفق مع ما قلت بشأن ما حدث للشعر في العصر الحالي ..
أما عن الكاركتير فهذا حكاية اخرى , هههههـ ... أكانت طرفة وأي طرفة ( ساخرة ) لتخفف من الجو أم ماذا ؟! .. أظن أن هذا كفيل بإيصال ما يجول في خاطري بدلاً من كلمة
" لا تعليق "
في أمــــان الله
المفضلات