~snow~
3-8-2009, 03:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
سادخل في طرح القصة لكم مباشرة دون مقدمات..
قال الراوي: كنت شابا لااعرف غير طريق الضلالة واللهو والعبث
والركض وراء الشهوات بحثا عنها من زقاق الى زقاق ومن
مستنقع الى مستنقع ولا ارى الحياة الا في هذه الدوائر
وتعب والدي من نصحي وتحذيري.. حتى نفض يده من اصلاحي
غير اني كنت اسمعه كثيرا يدعو لي بالهداية فلا اكترث لما اسمع
راتبي انفقه في ملذاتي .. وقبل ان ينتهي الشهر يكون جيبي فارغا..
ذات نهار اشبه بالليل جاءني هاتفي يحمل الموت في نبراته..
يخبرني ان اعز اصدقائي مات فجأة وهو على فراشه ..
فانتفض جسمي كله ودبت فيّ رعدة شديدة وشعرت ان اصابع
الموت قريبة من رقبتي ابتلعت ريقي بصعوبة بالغة وانهلت دموعي بغزارة
وانا الذي يصعب عليه البكاء.
كنت وهذا الصديق نقضي البارحة في صخب حتى قرب الفجر
كيف مات وقد تركته بصحة وعافية؟
واحسست ان الموت يبتسم الي ساخرا من سؤالي.. لاول مرة اصلي
صلاة الميت.. وفي المسجد وبينما نحن نتهيأ للصلاة حرص ابي ان يكون الى جانبي
ولعله بفطنته رأى ما اعتراني من حالة نفسية شديدة لم استطع السيطرة عليها
فهمس في اذني في نبرة مؤثرة قرعت روحي قرعا: صل قبل ان يصلى عليك!
وكان لهذه الكلمة وقع عنيف على قلبي ولذا فقد وجدت نفسي ابكي اثناء الصلاة
كنت اتخيل نفسي ذلك الميت ثم لااجد من يصلي عليّ.
حين انصرف الناس من المقبرة بعد ان نفضوا ايديهم من دفن صديقي..
بقيت وحدي بين المقابر واذا بي اجهش بالبكاء كالاطفال وانا ارى حولي
مدينة كاملة من الاموات .. كانوا مثلنا في منتهى قوتهم وكانت لهم آمال واحلام
وامان ٍ وهاهم اليوم لايؤنسهم حتى احب الناس اليهم!!
واحسب اني لم اخرج من المقبرة
الا بعد ان دفنت ذلك الماضي الاسود من حياتي ..
من يومها عرفت الطريق الى الله عز وجل
واقبلت عليه اقبال الظامئ بعد عطش طويل وادركت اني كنت متوهما
طوال تلك السنوات فقد وجدت السعادة الحقيقية في رحاب الله.. ولله الحمد والمنة.
انتــهــت..
اتمنى ان اكون قد افتدكم ولو بالقليل..
في امان الله
سادخل في طرح القصة لكم مباشرة دون مقدمات..
قال الراوي: كنت شابا لااعرف غير طريق الضلالة واللهو والعبث
والركض وراء الشهوات بحثا عنها من زقاق الى زقاق ومن
مستنقع الى مستنقع ولا ارى الحياة الا في هذه الدوائر
وتعب والدي من نصحي وتحذيري.. حتى نفض يده من اصلاحي
غير اني كنت اسمعه كثيرا يدعو لي بالهداية فلا اكترث لما اسمع
راتبي انفقه في ملذاتي .. وقبل ان ينتهي الشهر يكون جيبي فارغا..
ذات نهار اشبه بالليل جاءني هاتفي يحمل الموت في نبراته..
يخبرني ان اعز اصدقائي مات فجأة وهو على فراشه ..
فانتفض جسمي كله ودبت فيّ رعدة شديدة وشعرت ان اصابع
الموت قريبة من رقبتي ابتلعت ريقي بصعوبة بالغة وانهلت دموعي بغزارة
وانا الذي يصعب عليه البكاء.
كنت وهذا الصديق نقضي البارحة في صخب حتى قرب الفجر
كيف مات وقد تركته بصحة وعافية؟
واحسست ان الموت يبتسم الي ساخرا من سؤالي.. لاول مرة اصلي
صلاة الميت.. وفي المسجد وبينما نحن نتهيأ للصلاة حرص ابي ان يكون الى جانبي
ولعله بفطنته رأى ما اعتراني من حالة نفسية شديدة لم استطع السيطرة عليها
فهمس في اذني في نبرة مؤثرة قرعت روحي قرعا: صل قبل ان يصلى عليك!
وكان لهذه الكلمة وقع عنيف على قلبي ولذا فقد وجدت نفسي ابكي اثناء الصلاة
كنت اتخيل نفسي ذلك الميت ثم لااجد من يصلي عليّ.
حين انصرف الناس من المقبرة بعد ان نفضوا ايديهم من دفن صديقي..
بقيت وحدي بين المقابر واذا بي اجهش بالبكاء كالاطفال وانا ارى حولي
مدينة كاملة من الاموات .. كانوا مثلنا في منتهى قوتهم وكانت لهم آمال واحلام
وامان ٍ وهاهم اليوم لايؤنسهم حتى احب الناس اليهم!!
واحسب اني لم اخرج من المقبرة
الا بعد ان دفنت ذلك الماضي الاسود من حياتي ..
من يومها عرفت الطريق الى الله عز وجل
واقبلت عليه اقبال الظامئ بعد عطش طويل وادركت اني كنت متوهما
طوال تلك السنوات فقد وجدت السعادة الحقيقية في رحاب الله.. ولله الحمد والمنة.
انتــهــت..
اتمنى ان اكون قد افتدكم ولو بالقليل..
في امان الله