بسّام
6-8-2009, 02:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هاكم إخوتي وأخواتي الأعزاء قصة قصيرة كنت قد كتبتها .. ولعلها تلمس بعض لآلئ مشاعركم فتهيجها فتخرجها من محيط مشاعركم الفياضة Icon030 !!! .. المهم خلونا مع القصة :
كان الطالب مهدي الخلف الوحيد لأبويه ، وكان طالبًا وإنسانًا فريدًا ، كان رفيع القدر في كل محيط من محيطات حياته ، متفوقًا بطريقة غير عادية ، وكانت حياته كلُّها متعلقة بربه ودينه ، وكانت على ذلك متقلبة المزاج والألوان ، لقد نُظمَت على نسق حياتي خليط بين يوم سعيد ويوم بَلِيٍّ تكون فيه الحال مكدرة ، وقد تعود على تلكم الطريقة فأصبح يبني نفسه ويروضها على ما عرف - من خلال أحداث أيامه المتقلبة - أنه سبب للسعادة التي يخلقها الله تعالى في قلبه . فدارت الأيام وتداولت حتى رست على بضع أيام سعيدة ، يبتهج فيها قلب الصالح مهدي ، ويأنس برفقته الذين اصطفاهم على عامة الطلاب بمقياسه الفطري الرباني ، ولا يمنع نفسه من مخالطة بعض زملائه الآخرين حتى يكون مؤنَسًا ومؤنِسًا لغيره ، فيمضي يومه ويختمه حامدًا لربه ومولاه ، سائلاً إياه أن يزيده من فضله.
وفي ذات صباح باكر ، وقبل ذهاب أخينا مهدي ، وفي أثناء أدائه لراتبة الفجر في بيته وبجواره والدته التي تعلوه صلاحًا ، بدأت أمه تدعو - وهي على سجادتها وأثناء الفترة قبل أدائها للفريضة - ، وكانت تهمهم بالتناجي مع ربها ، فلم يقع بال مهدي على ما تدعو به أمُّه ، إلا في ختام صلاته ، فانسل إلى سمعه دعاء تروم فيه أمه إلى ما استوقف مهدي رغمًا عنه ، فقالت : " اللهم إني أسألك يا ذا الجلال والمن أن تسعد - برحمتك وقدرتك - قلب ابني مهدي ، وأن تهيئ له أسباب ذلك يا رب الأسباب ومسبِّبَها .. يا مولانا .. يا نعم المولى .. يا قريب يا سميع يا مجيب .. " ، فارتطم إدراك مهدي بحائط هذا الدعاء العريض ، وألفى نفسه غير مستطيع لشيء يعمله ، وشعر بنفسه وكأنه قد بث حياته التي جاهد فيها الدنيا في مهب الريح ، وأنه لم يفُز يومًا من الأيام إلا باستجابة الله تبارك وتعالى لأمثال هذا الدعاء ، ولكنه - بعد لحظة قصيرة - استجمع ثقته بنفسه وإيمانه بربِّه المحسن الذي يجازي بالإحسانِ الإحسانَ ، وتذكر معنى الآية في القرآن العظيم : " إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً " ، فاستدرك نفسه وقال مخاطبًا الله عز وجل في صلاته : " اللهم لك الحمد والشكر أن هيأت لي من أسباب الخيرات ما أنت بقَدْرِه عليم .. يا سميع الدعوات .. يا مجيب النداءات " ، وانصرف من الصلاة إلى المسجد بعد أن سلَّم على أمِّه ، وهو يدعو بأن لا يردَّ أمه خائبة دون سؤلِها ..
وسلامي لجميع الأعضاء .. bye00
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هاكم إخوتي وأخواتي الأعزاء قصة قصيرة كنت قد كتبتها .. ولعلها تلمس بعض لآلئ مشاعركم فتهيجها فتخرجها من محيط مشاعركم الفياضة Icon030 !!! .. المهم خلونا مع القصة :
كان الطالب مهدي الخلف الوحيد لأبويه ، وكان طالبًا وإنسانًا فريدًا ، كان رفيع القدر في كل محيط من محيطات حياته ، متفوقًا بطريقة غير عادية ، وكانت حياته كلُّها متعلقة بربه ودينه ، وكانت على ذلك متقلبة المزاج والألوان ، لقد نُظمَت على نسق حياتي خليط بين يوم سعيد ويوم بَلِيٍّ تكون فيه الحال مكدرة ، وقد تعود على تلكم الطريقة فأصبح يبني نفسه ويروضها على ما عرف - من خلال أحداث أيامه المتقلبة - أنه سبب للسعادة التي يخلقها الله تعالى في قلبه . فدارت الأيام وتداولت حتى رست على بضع أيام سعيدة ، يبتهج فيها قلب الصالح مهدي ، ويأنس برفقته الذين اصطفاهم على عامة الطلاب بمقياسه الفطري الرباني ، ولا يمنع نفسه من مخالطة بعض زملائه الآخرين حتى يكون مؤنَسًا ومؤنِسًا لغيره ، فيمضي يومه ويختمه حامدًا لربه ومولاه ، سائلاً إياه أن يزيده من فضله.
وفي ذات صباح باكر ، وقبل ذهاب أخينا مهدي ، وفي أثناء أدائه لراتبة الفجر في بيته وبجواره والدته التي تعلوه صلاحًا ، بدأت أمه تدعو - وهي على سجادتها وأثناء الفترة قبل أدائها للفريضة - ، وكانت تهمهم بالتناجي مع ربها ، فلم يقع بال مهدي على ما تدعو به أمُّه ، إلا في ختام صلاته ، فانسل إلى سمعه دعاء تروم فيه أمه إلى ما استوقف مهدي رغمًا عنه ، فقالت : " اللهم إني أسألك يا ذا الجلال والمن أن تسعد - برحمتك وقدرتك - قلب ابني مهدي ، وأن تهيئ له أسباب ذلك يا رب الأسباب ومسبِّبَها .. يا مولانا .. يا نعم المولى .. يا قريب يا سميع يا مجيب .. " ، فارتطم إدراك مهدي بحائط هذا الدعاء العريض ، وألفى نفسه غير مستطيع لشيء يعمله ، وشعر بنفسه وكأنه قد بث حياته التي جاهد فيها الدنيا في مهب الريح ، وأنه لم يفُز يومًا من الأيام إلا باستجابة الله تبارك وتعالى لأمثال هذا الدعاء ، ولكنه - بعد لحظة قصيرة - استجمع ثقته بنفسه وإيمانه بربِّه المحسن الذي يجازي بالإحسانِ الإحسانَ ، وتذكر معنى الآية في القرآن العظيم : " إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً " ، فاستدرك نفسه وقال مخاطبًا الله عز وجل في صلاته : " اللهم لك الحمد والشكر أن هيأت لي من أسباب الخيرات ما أنت بقَدْرِه عليم .. يا سميع الدعوات .. يا مجيب النداءات " ، وانصرف من الصلاة إلى المسجد بعد أن سلَّم على أمِّه ، وهو يدعو بأن لا يردَّ أمه خائبة دون سؤلِها ..
وسلامي لجميع الأعضاء .. bye00