-[ كـودو ]-
18-8-2009, 03:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له.
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله.
-( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتنّ إلا و أنتم مسلمون )-
-( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ و خلق منها زوجها و بث منهما رجالاً كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحامَ إن الله كان عليكم رقيباً )-
-( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله و قولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزاً عظيماً )-
أما بعدُ :-
فهذا موضوعٌ كنتُ قد كتبتُهُ وقتَ دراستي ( أولى ثانوي ) ، ضمنَ مادّة [ الإنشاء ، أو التعبير ] في 15/رجب/1422هـ ، و نظراً لقرب شهر رمضان المبارك أحببتُ أن أضيفَهُ رغبةً في نشر الخير و الفائدة .
-- ملاحظة : الموضوع كما هو ، لم أضف إليه إلاّ تصحيحَ الأخطاء في المعنى ، و تخريج الآيات و الأحاديث ، و إتمامَ الحديثيْن آخر الموضوع ، و كلامَ الإمام النووي رحمه الله .
========================
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمدُ لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، و باعثِ الناس و جامعهم يوم القيامة أجمعين .
و الصلاة و السلام على خاتم المرسلين ، و سيّد الأوّلين و الآخرين من الأنبياء و الصالحين .
قال الله تعالى { لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } -- الآية 114 من سورة النساء -- .
يدعوا الله سبحانه و تعالى المؤمنينَ الموحّدينَ إلى ما يقوّي العلاقاتِ بينهم ، و هو فعلُ الخير و الأمرُ به .
و مِنْ فِـعْـلِ الخيرِ : الأمرُ بالمعروفِ و النّهيُ عن المنكر .
و مِنْ فِـعْـلِ الخيرِ : الإصلاحُ بينَ الناس ؛ ذلكَ أنّ اجتماعَ المسلمينَ في عبادة الله وحده لم يكن إلاّ بصلاح قلوبهم و صفائها ، فهم يشدُّ بعضهم بيدِ بعضٍ ، و يتصدّقُ الأغنياءُ منهم على الفقراءِ و ذوي الحاجة ، و يأمرونَ بالمعروف و ينهوْنَ عن المنكرِ و يتعاونون على ذلكَ ، و يُصلحونَ بينَ الناس ، معتمدينَ على الكتاب و السُّنّة.
و ينبغي للمُـصْـلِـح بينَ الناسِ أن يَـعْـدِلَ بينهم ، و ينبغي له أن يستحضر النيّة .
و قد بيّنَ الله تباركَ و تعالى فَـضْـلَ مَـنْ يُـصْـلِـحُ بينَ الناسِ :
فقال { وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } ،،،
و قد ثبتَ في الحديث الصحيح عن النبيّ صلى الله علية و سلّم أنه قال [ كلُّ يومٍ تَـطْـلُـعُ فيه الشمسُ تعدل بينَ الإثنينِ صدقة ] -- جزء من حديث رواه البخاري 2827 و مسلم 1009 -- ،،،
و قال تعالى { وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ } -- من الآية الأولى من سورة الأنفال -- ،،،
و قال سبحانه { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } -- الآية 10 من سورة الحجرات -- أي : أصلحوا ما بينهما مما يُسبّب التباغضَ و التدابرَ و قطعَ الأرحام .
و الإصلاحُ بينَ الناس كان مِنْ فعلِه صلى الله عليه و سلّم ، فلمّا بلغَه أن بني عمرو بنِ عوفٍ كانَ بينهم شرٌّ ( أو شيءٌ ) فخرجَ رسول الله صلى الله عليه و سلّم ليصلحَ بينهم -- القصّة في صحيح البخاري 2544 --.
و بيّنَ سبحانه و تعالى أن الصّلحَ خيرٌ مِنَ التباغض و التدابر و قطع الأرحام فقال {وَ الصُّلْحُ خَيْرٌ } -- من الآية 128 من سورة النساء -- .
و يجبُ على المُصلِحِ أن يتعامَلَ معَ المتخاصميْنِ بحِكمةٍ فلا يقولُ ما يُثيرُ النزاعاتِ بينهما .
و عليه ألاّ يظلمَ أحدهما و لو كانَ قريبه أو غيره ، و قد قال صلّى اللهُ عليه و سلّم فيما يرويه عن ربّه عزَّ و جلَّ [ يَا عِبَادِى إِنِّى حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا ] -- جزء من حديث رواه مسلم -- .
و على المُصلِح أن يذكّرَ كلاًّ مِنَ الطرفيْن بفضْلِ أخيه عليه و مكانته عنده ، و يُذكّرهُما بحديث النبي صلّى الله عليه و سلم [ المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيان يَشُدُّ بعضُه بعضاً ] -- رواه البخاري 5680 عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، و فيه : ثم شبك بين أصابعه . وكان النبي صلى الله عليه و سلم جالسا إذ جاء رجل يسأل أو طالب حاجة أقبل علينا بوجهه فقال ( اشفعوا فلتأجروا وليقض الله على لسان نبيه ما شاء ) ، و رواه مسلم -- ، و قوله صلى الله عليه و سلّم [ مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ] -- رواه مسلم -- .
و أختم بهذيْن الحديثيْن :
-- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ - قَالَ - تَعْدِلُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ صَدَقَةٌ وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِى دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ - قَالَ - وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ وَكُلُّ خَطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ ] -- رواه مسلم --.
-- و روى مسلم عن عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِى حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِى مُعَيْطٍ وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ اللاَّتِى بَايَعْنَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَقُولُ « لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِى يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِى خَيْرًا ». قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَلَمْ أَسْمَعْ يُرَخَّصُ فِى شَىْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلاَّ فِى ثَلاَثٍ الْحَرْبُ وَالإِصْلاَحُ بَيْنَ النَّاسِ وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا.
و قال الإمام النّوَوِي رحمه الله في المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجّاج [ وَمَعْنَاهُ لَيْسَ الْكَذَّاب الْمَذْمُوم الَّذِي يُصْلِح بَيْن النَّاس ، بَلْ هَذَا مُحْسِن ].
و الحمدُ للهِ رب العالمين ، و الصلاة و السلامُ على محمد الأمين صلّى اللهُ عليه و على آله و صحبه أجمعين .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له.
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله.
-( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتنّ إلا و أنتم مسلمون )-
-( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ و خلق منها زوجها و بث منهما رجالاً كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحامَ إن الله كان عليكم رقيباً )-
-( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله و قولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزاً عظيماً )-
أما بعدُ :-
فهذا موضوعٌ كنتُ قد كتبتُهُ وقتَ دراستي ( أولى ثانوي ) ، ضمنَ مادّة [ الإنشاء ، أو التعبير ] في 15/رجب/1422هـ ، و نظراً لقرب شهر رمضان المبارك أحببتُ أن أضيفَهُ رغبةً في نشر الخير و الفائدة .
-- ملاحظة : الموضوع كما هو ، لم أضف إليه إلاّ تصحيحَ الأخطاء في المعنى ، و تخريج الآيات و الأحاديث ، و إتمامَ الحديثيْن آخر الموضوع ، و كلامَ الإمام النووي رحمه الله .
========================
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمدُ لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، و باعثِ الناس و جامعهم يوم القيامة أجمعين .
و الصلاة و السلام على خاتم المرسلين ، و سيّد الأوّلين و الآخرين من الأنبياء و الصالحين .
قال الله تعالى { لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } -- الآية 114 من سورة النساء -- .
يدعوا الله سبحانه و تعالى المؤمنينَ الموحّدينَ إلى ما يقوّي العلاقاتِ بينهم ، و هو فعلُ الخير و الأمرُ به .
و مِنْ فِـعْـلِ الخيرِ : الأمرُ بالمعروفِ و النّهيُ عن المنكر .
و مِنْ فِـعْـلِ الخيرِ : الإصلاحُ بينَ الناس ؛ ذلكَ أنّ اجتماعَ المسلمينَ في عبادة الله وحده لم يكن إلاّ بصلاح قلوبهم و صفائها ، فهم يشدُّ بعضهم بيدِ بعضٍ ، و يتصدّقُ الأغنياءُ منهم على الفقراءِ و ذوي الحاجة ، و يأمرونَ بالمعروف و ينهوْنَ عن المنكرِ و يتعاونون على ذلكَ ، و يُصلحونَ بينَ الناس ، معتمدينَ على الكتاب و السُّنّة.
و ينبغي للمُـصْـلِـح بينَ الناسِ أن يَـعْـدِلَ بينهم ، و ينبغي له أن يستحضر النيّة .
و قد بيّنَ الله تباركَ و تعالى فَـضْـلَ مَـنْ يُـصْـلِـحُ بينَ الناسِ :
فقال { وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } ،،،
و قد ثبتَ في الحديث الصحيح عن النبيّ صلى الله علية و سلّم أنه قال [ كلُّ يومٍ تَـطْـلُـعُ فيه الشمسُ تعدل بينَ الإثنينِ صدقة ] -- جزء من حديث رواه البخاري 2827 و مسلم 1009 -- ،،،
و قال تعالى { وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ } -- من الآية الأولى من سورة الأنفال -- ،،،
و قال سبحانه { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } -- الآية 10 من سورة الحجرات -- أي : أصلحوا ما بينهما مما يُسبّب التباغضَ و التدابرَ و قطعَ الأرحام .
و الإصلاحُ بينَ الناس كان مِنْ فعلِه صلى الله عليه و سلّم ، فلمّا بلغَه أن بني عمرو بنِ عوفٍ كانَ بينهم شرٌّ ( أو شيءٌ ) فخرجَ رسول الله صلى الله عليه و سلّم ليصلحَ بينهم -- القصّة في صحيح البخاري 2544 --.
و بيّنَ سبحانه و تعالى أن الصّلحَ خيرٌ مِنَ التباغض و التدابر و قطع الأرحام فقال {وَ الصُّلْحُ خَيْرٌ } -- من الآية 128 من سورة النساء -- .
و يجبُ على المُصلِحِ أن يتعامَلَ معَ المتخاصميْنِ بحِكمةٍ فلا يقولُ ما يُثيرُ النزاعاتِ بينهما .
و عليه ألاّ يظلمَ أحدهما و لو كانَ قريبه أو غيره ، و قد قال صلّى اللهُ عليه و سلّم فيما يرويه عن ربّه عزَّ و جلَّ [ يَا عِبَادِى إِنِّى حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا ] -- جزء من حديث رواه مسلم -- .
و على المُصلِح أن يذكّرَ كلاًّ مِنَ الطرفيْن بفضْلِ أخيه عليه و مكانته عنده ، و يُذكّرهُما بحديث النبي صلّى الله عليه و سلم [ المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيان يَشُدُّ بعضُه بعضاً ] -- رواه البخاري 5680 عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، و فيه : ثم شبك بين أصابعه . وكان النبي صلى الله عليه و سلم جالسا إذ جاء رجل يسأل أو طالب حاجة أقبل علينا بوجهه فقال ( اشفعوا فلتأجروا وليقض الله على لسان نبيه ما شاء ) ، و رواه مسلم -- ، و قوله صلى الله عليه و سلّم [ مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ] -- رواه مسلم -- .
و أختم بهذيْن الحديثيْن :
-- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ - قَالَ - تَعْدِلُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ صَدَقَةٌ وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِى دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ - قَالَ - وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ وَكُلُّ خَطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ ] -- رواه مسلم --.
-- و روى مسلم عن عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِى حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِى مُعَيْطٍ وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ اللاَّتِى بَايَعْنَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَقُولُ « لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِى يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِى خَيْرًا ». قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَلَمْ أَسْمَعْ يُرَخَّصُ فِى شَىْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلاَّ فِى ثَلاَثٍ الْحَرْبُ وَالإِصْلاَحُ بَيْنَ النَّاسِ وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا.
و قال الإمام النّوَوِي رحمه الله في المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجّاج [ وَمَعْنَاهُ لَيْسَ الْكَذَّاب الْمَذْمُوم الَّذِي يُصْلِح بَيْن النَّاس ، بَلْ هَذَا مُحْسِن ].
و الحمدُ للهِ رب العالمين ، و الصلاة و السلامُ على محمد الأمين صلّى اللهُ عليه و على آله و صحبه أجمعين .