المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد من حديث [ احفظ الله يحفظك ]



قرنفلة
27-8-2009, 01:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ضمن دروس شرح الأربعين النووية

للشيخ : سليمان اللهيميد

نقدم لكن بعض الفوائد من حديث * احفظ الله يحفظك *

ومن أعظم ما يجب حفظه من أوامر الله :
1- الصلاة
فقد قال الله عز وجل : ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاة الْوُسْطَى ) .
والصلاة الوسطى المراد بها صلاة العصر ، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم الأحزاب يوم الخندق : " ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر " .

2- الطهارة :
كما قال صلى الله عليه وسلم : " ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن " .


3- الأيمان
كما قال تعالى : ( وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ) .
أي احفظوها فلا تكثروا الحلف ، لأن بعض الناس وخاصة في النساء كثيرة الحلف تحلف في كل أمر .
وقيل : ( وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ) ، أي إذا حلفتم وأقسمتم على شيء فاحفظوه لا تنقضوه .
والمقصود من الآية أن الإنسان ينبغي أن يهتم باليمين ، فلا يحلف في كل شيء ، لأن هذا يدل على قلة ورعٍ وعلى قلة تعظيمٍ لله تبارك وتعالى .
وللأسف موجود عند كثير من العوام وعند كثير من الناس والنساء ، يقسم مباشرة في أي أمر من الأمور .

4- حفظ الفرج .
قال تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) .

هذه الآية فيها فوائد :

أولاً :
هذه الآية أمر من الله تبارك وتعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم عما حرم الله عليهم ، فلا ينظروا إلا لما أباح النظر إليه ، وأن يُغمضوا أبصارهم عن المحرمات

ثانيًا :
أن هذا الأمر للرجال والنساء لعموم الآية ولقوله تعالى في الآية التي بعدها : ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ... ) .
قوله يغضوا من أبصارهم : المراد غضه عما يحرم وذلك بخفضه إلى جهة الأرض أو صرفه يمينًا أوشمالاً.
وفي قوله ( مِنْ أَبْصَارِهِمْ ) : من : تبعيضية
فليس المراد غضه مطلقًا وإنما المراد غضه عما حرم الله
أما النظر إلى المحارم كالأم والأخت والبنت وإلى ملكوت السماوات والأرض وغيرها فهذا جائز
وهذا أمر من الله عز وجل ، فينبغي على المؤمن أن يستجيب لهذا الأمر وأن يغض بصره عن المحرمات عبر القنوات والجرائد والانترنت وغيرها ، فإن من غض بصره وفقه الله تبارك وتعالى .

ولذلك ذكر العلماء كابن القيم وغيره فوائد لغض البصر :

أولاً : تخليص القلب من ألم الحسرة ، فإن من أطلق نظره دامت حسرته فأضرُ شيء على القلب إرسال البصر .
كل الحوادث مبداها من النظر ** ومعظم النار من مُستصغر الشرر

ثانيًا : أنه يورث القلب نورًا وإشراقًا يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح .
كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه .
ولهذا والله أعلم ذكر الله سبحانه آية النور في قوله تعالى : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) عقيب : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ) .

ثالثًا : أنه يورث صحة الفراسة ، فإنها من النور وثمراته .
وإذا استنار القلب صحّت الفراسة ، لأنه يصير بمنزلة المرآة المجلوّة ، تظهر فيها المعلومات كما هي .

رابعًا : أنه يفتح طرق العلم وأبوابه ، ويسهّل عليه أسبابه وذلك بسبب نور القلب .

خامسًا : أنه يورث قوة القلب وثباته وشجاعته ، فيجعل له سلطان البصيرة مع سلطان الحجة .
وفي الأثر : " إن الذي يفارق هواه يفرق الشيطان من ظله " .

سادسًا : أنه يورث القلب سرورًا وفرحةً وانشراحًا أعظم من اللذة والسرور الحاصل بالنظر .
وذلك بقهر عدوه بمخالفته ومخالفة نفسه وهواه .

سابعًا : أنه يخلّص القلب من أسر الشهوة ، فإن الأسير هو أسير شهوته وهواه ، كما قيل : طليقٌ برأي العين وهو أسير .

ثامنًا : أنه يسد عنه بابًا من أبواب جهنم ، فإن النظر باب الشهوة الحاملة على مواقعة الفعل ، وتحريم الرب تعالى وشرعه حجابٌ مانعٌ من الوصول .

تاسعًا : أنه يقوّي عقله ويزيده ويثبّته ، فإن إطلاق البصر وإرساله لا يحصل إلا من خفة العقل وطيشه وعدم ملاحظته للعواقب ، فإن خاصة العقل ملاحظة العواقب .

عاشرًا : أنه يخلّص القلب من سكر الشهوة ورقدة الغفلة ، فإن إطلاق البصر يوجب استحكام الغفلة عن الله والدار الآخرة ويوقع في سكرة العشق ، كما قال تعالى عن عشاق الصور : ( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) .
انتهى كلام ابن القيم رحمه الله .

فغض البصر فيه فوائد كثيرة ولو لم يكن فيه إلا تخليص القلب من ألم الحسرة ، فإنه من أطلق نظره دامت حسرته ، لأنه مثلاً رجل حينما يشاهد في القنوات النساء المتبرجات ينظر إلى هذه النساء ولا يستطيع الوصول إليها فيتحسر قلبه ويصير أسير الشهوة وأسير لهذه الصورة فيُعذّب ويتحسّر وينشغل قلبه وينشغل عن الطاعة وينشغل بهذه الصورة .
بينما الذي لا يشاهد المحرمات مرتاح القلب ، وقلبه يتفرّغ لعلم أو طاعة ، وهذا أمر معروف يعرفه من جرّب هذه الأمور .
فالمقصود أن إطلاق النظر سهمٌ من سهام إبليس .

تفريغ : فاعلة خيرجزاها الله خير الجزاء

عثمان بالقاسم
28-8-2009, 03:26 AM
جزاك الله خيرا، وبارك الله فيك.

بن دلموك
28-8-2009, 03:30 AM
جزاكِ الله الف خير
وجعله في ميزان حسناتكِ ان شاء الله

كرتوووش
28-8-2009, 03:56 AM
جزاك الله خيرا
من اطلق نظراته دامت حسراته