المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ومِنَ الذُّنُوبِ ما يُهْلِكْ .



ابن الفاتح
5-10-2009, 04:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

تحيَّةٌ طيبةٌ لكم جميعا بني مسومس . و أخصُّ أبناء القلم بها ...


http://sharlocholmez.googlepages.com/dflowersrl.gif


هذه بِضْعَةُ قَفَشَاتٍ جمعتها من أجزاء متفرقة لإحدى الكتب >>> ركبتها بما أرى مع بعض التعديل >>> رائعة المعاني صعبة الألفاظ قليلا >>> فهلموا أيها الأدباء >>> ففيها من الأدب الشيء العجيب >>> ومن عرف الكتاب فهذا رائع .

اعلموا إخواني ومن يقبل نصحي أن للذنوب تأثيرا قبيحا ، مرارتها تزيد على حلاوتها أضعافا مضاعفة .

و المجازي بالمرصاد لا يسبقه شيء ولا يفوته . فربما يعجل وربما يؤجل أو لعله يعفو .

ومن لم ير العواقب غلب عليه الحِسَ ، فعاد عليه بالألمِ ما طلبَ منهُ السلامةَ وبالنصبِ ما رجا منه الراحة .

و بيان هذا في المستقبل ، بما يتبين في الماضي ، وهو أنك لا تخلو أن تكون عصيت الله في عمرك أو أطعته .

فأين لذة معصيتك ؟ و أين تعب طاعتك ؟ هيهات رحل كلٌّ بما فيه ! فليت الذنوب إذا تخلَّت خلَّت !

فوا أسفا لمضروب بالسياطِ ما يُحِسُّ من الألم ،و لمثخنٍ بالجراح وما عنده خبر .

ولمتقلبٍ في عقوبات ما يدري بها ، ولَعمري إنَّ أعظمَ عقوبةٍ أن لا يدريَ بالعقوبةْ .

فواعجبا للمغالط نفسه ؛ يُرضِى نفسه بشهوة ثمَّ يُرضي ربَّه بطاعة و يقول حسنة بسيئة .

فرُبَّ زلةٍ أوقعت في بئر بَوَارْ و رُبَّ أثرٍ لم ينقطِع و الفائتُ لا يَستدرك على الحقيقىة .

ويحكْ مِن كيسِك تُنفق ومن بِضاعتك تَهدم و وجهَ جَاهِك تَشِينْ

رُبَّ جِراح قَتَلَتْ و رُبَّ عَثْرةٍ أهلكت و رُبَّ فارطٍ لا يُستدرَك

و ربما رأى العاصي سلامة بَدَنِه ومالِه فظنَّ أن لا عقوبة ، و غَفِلَ عما عُوقِب به عُقوبَة .

و إن كان حِلْمُ الله يسع الذنوب ، إلا أنه إذا شاءَ عَفا فَعفا عن كُلِّ كثيفٍ مِنَ الذنوب ، و إذا شاءَ أخذَ فأخذَ باليَسيرْ ، فالحذر الحذر .

و قَدْ قيل : المَعصيةُ بعد المعصِيَةِ عقابُ المعصيةْ ، و الحسنةُ بعد الحسنةِ ثوابُ الحسنةْ .

وقيلَ أيضاً أن أحدهم قال : يا ربِّ كم أعصيكَ ولا تُعاقِبُني ؟ فقيل له : كَم أُعاقِبُكَ وأنت لا تَدري ؟ أليس قد حَرَمتُكَ حَلاوَةَ مُناجاتي ؟!

و سُئل أحدُ العلماءِ ذاتَ مرَّة أيَجدُ لذَّةَ الطاعةِ منْ يعصي ، فقال : و لا من هَمَّ .

وَيحَك انتبه لنفسك ما الذي تنتظر بأوبتك ؟ وماذا تترقَّبُ بتوبك ، المشيبْ ؟! فها هو ذا أوهنَ العظمُ ، و هل بعد رحيل الأحبابِ إلا اللَّحاقْ .

قَدِّرْ أن ما تُؤَمِّلُهُ من الدنيا قد حَصَل ، فكانَ مَاذا ؟ ما هُوَ عَاجِلٌ فشَغَلَكَ عَاجِلاً .

ثم آخرُ جُرعةِ اللذَّةِ شَرْقَةْ ، و إما أن تُفارِقَ محبوبكَ أو يفارقكْ .

فيا لها من جُرْعَةٍ مريرةْ تَودُّ عِنْدَهَا أنْ لو لم تَرَهْ .

آهٍ لمحجوبِ العقلِ عن التأمُّل ، ولمصدودِ عن الورودْ ، و هو يرى المَنْهَل .

أما في هذه القبور من نذير ؟ أما في كرور الزمان من زاجر ؟

أين من مَلَكَ و بلغ المُنَى فيما أمِل ، نادهِم في ناَديهم ، هَيهَات صَمُّوا عن مُنادِيهم .

فلو أن ما بِهِمُ المَوتْ ، إنَّمَا هُنِيهَةٌ ..... ثمَّ القُبُورْ .

فالعَمَلُ حصلَ يا معدوماً بالأمسْ ، يا متلاشِيَ الأشلاءِ في الغَد .

يا من قَلَبَ الغُرُورُ عليه الصِّنجَةَ و وُزِنَ له و المِيزانُ رَاكِبْ .

بأيَ وجهٍ تلقى ربَّك ؟ أيساوي ما تنالهُ من الهَوى لفظُ عِتابٍ ؟

آهٍ لكَ لقد بِعْتَ أحمالَ ندَمٍ لا يُقِلُّها ظَهْر ، و تنكيسَ رأسٍ أمسَى بعيدَ الرَّفعِ ودُموعَ حُزنٍ على قُبحِ فِعْلٍ ما لِمَدَدِهَا انقطاع .

بالله إن الرَّحمة بعد المُعَاتَبَةِ ، رُبَّمَا لَم تَسْتَوْفِ قَلْعَ البَغْضَةِ مِنْ صَمِيمِ القَلْبْ . فكما ترى لَيْسَ مَن رَقَعَ وخاطْ كَمَنْ ثَوبُه صَحِيحْ .

و رَّب عَظْمٍ هَيِّضٍ لم يَنْجَبِر ، فإن جُبِرَ فعلى وَهيْ . فاستوثِقُوا مِن لُجُمِ الخَيل .

وانتبهو للغَيمِ إذا تراكمَ بالصُّعُودِ إلى تَلعةْ ، فرُبَّما مَدَّ الوادي فرَاحَ بالرَّكْب .

أفٍّ للذنوبِ ما أقبحَ آثارها وما أسوأ أخبارها ، و لا كانت شهوةٌ تُنالُ إلا بمقدارِ الغَفْلَة .

و الدنيا مفازة ؟ فينبغي أن يكون السابق فيها العقل ، فمن سلَّم زِمَامَ راحِلَتِهِ إلى طَبعِهِ وهَواه - فيا عجلة تلفه - .

احذَرُوا من نَفخَةِ تُحْتَقَر و شَررِةٍ تُسْتَصْغَر فرُبَّما أحرَقَتْ بلدا . و إيَّاكُم و الاغترارُ بحلمه فَكَمْ قدِ اسْتَدْرَجْ .

فالخائفُ آخذٌ بالحَزْم ، و الرَّاجي مُتَعَلِّقٌ بحبلِ الطَّمَعْ ، وقد يُخْلَفُ الظّنَّ .

فليعتبِر ذو الفهمِ بما قُلتْ ، وليعمل بمقتضى الدليلِ و قد سَلِمْ .

نسأل الله عزوجل أن ينبهنا من رقدات الغافلين و أن يُريَنا الأشياء كما هي لنعرف عيوب الذنوب

و في أمان الله وحفظه ورعايته . icon31

http://sharlocholmez.googlepages.com/dflowersrl.gif

على فكرة لمن أراد أن يستزيد فالكتاب هو صَيْدُ الخَاطِرْ لابْن الجَوْزِيّ .

^ملكة الطموح^
5-10-2009, 06:27 PM
فواعجبا للمغالط نفسه ؛ يُرضِى نفسه بشهوة ثمَّ يُرضي ربَّه بطاعة و يقول حسنة بسيئة .


رأيت هذا الموقف ذات مرة
أثابك الله على الموضوع وجعله في ميزان حسناتك
بأمان الله

/..حكايه قلب../
5-10-2009, 06:28 PM
وعليكم السلام ورحمه
أنا طبعي أحب أتفلفس بردود حتى يستفاد من الموضوع والردود
بس موضوعك ما شاء الله لا أستطيع أن أضيف له شي فقط هذي البيت
**
رايت الذنوب تميت القلوب,,,ويورث الذل ادمانها
وترك الذنوب حياة القلوب,,, وخير لنفسك عصيانها
**


تقبل مرور البسيط وسلمت يداك على الموضوع
فيــــ أمان اللهـــــــــ

Sos_chan
5-10-2009, 08:05 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إلى صاحب الردود الرائعة،
والمواضيع الأكثر روعة.!

قلمي عاجز عن الإتيان بالمزيد،
فرزقك الله وإيانا جنة كعرض السماوات الأرض.


ومن لم ير العواقب غلب عليه الحِسَ ، فعاد عليه بالألمِ ما طلبَ منهُ السلامةَ وبالنصبِ ما رجا منه الراحة .
رائعة جدًا.

دمتم على خير

ابن الفاتح
7-10-2009, 03:33 AM
احم احم ...

لكم كل التحية أيها المارون بنا فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...

كما أكرر ، لي عودة للتعقيب فالوقت ضيق و الجامعة قد استمكنت ... نسأل الله التوفيق و التفوق ...

ciel,
7-10-2009, 06:52 AM
وعليك السلام أيها الطيب : )
استغفر الله .. استغفر الله من كل ذنب"
لا يسعني إلا أن أشكرك على مانثرته هنا
موضوع في قمة الروعة والفائدة .. كتب الله لك أجره

نسأل الله عزوجل أن ينبهنا من رقدات الغافلين و أن يُريَنا الأشياء كما هي لنعرف عيوب الذنوب
آمين
دمت بخير

المسلم
7-10-2009, 11:20 AM
وعليكم السَّلامُ ورحمة الله وبركاتُه ‘‘


هُنا .. عندما تقدَّمُ الموعظة ذاتِ المعاني الجليلة بحروفٍ مُتخمة بأشكال البلاغة وصور البيان ،
وبإسلوبٍ فائق البراعة ؛ داعيًا لسرعة وصولها وقوَّة أثرها على العقول والألباب ..


نسألُ الله أنْ نكون ممَّن يسْتمعُون القول فيتَّبعون أحسنه .


.. . .. . ..


شارلوك: شُكرك مع الدعاء لكَ .. قد يوازي ما قدَّمت !


فجزيل شُكري لكَ ، وغفر اللهُ لنا ولك الخطايا .. ورزقنا الإخلاص في القول والعمل :)


~فائق احترامي~
المسلم

zimaxo
8-10-2009, 02:27 PM
موضوع متميّز

لي عودة !

بإذن غافر الذنوب .

ابن الفاتح
9-10-2009, 01:53 AM
http://sharlocholmez.googlepages.com/Sign91.png

عدت إلى من وعدته بالعودة ...


أخيتي ^ملكة الطموح^

أشكر لك مرورك اللطيف علينا وكلماتك الرقيقة ... يبدو أن كل شخص أعجبته جملة ما ... رائعة تلك التي اخترتِها ...


http://sharlocholmez.googlepages.com/headerlogginginactionaz5.gif
أخيتي *وجه القمر*

إضافة مميزة >> أحب أبيات الشعر >> لك مني جزيل الشكر وخالص الامتنان على مرورك الطيب ...


http://sharlocholmez.googlepages.com/headerlogginginactionaz5.gif
أخيتي Sos_chan

إلى صاحبة القلم الجميل ...
إلى صاحبة القلم اللطيف ...
إلى صاحبة القلم الرائع ...
إلى صاحبة قلم الأعضاء ...

لك مني التحية ثم الشكر على مرورك و كلماتك الطيبات الطاهرات ...

آمين ....... في الفردوس الأعلى مع الحبيب المصطفى ...

أسأل الله تعالى أن يزيد قلمك لطفا و عقلك حكمة وقلبك إيمانا و يرزقك الجنة ويجعل قلمك سبيلا في إيصالك لها ... يا رب ...


http://sharlocholmez.googlepages.com/headerlogginginactionaz5.gif
أخي ciel,

لك مني كل التقدير لقلمك و كم أرى له من أثر ...

رزقك الله الحكمة و الأدب و الحياء .... و نحن معك بإذن الحي القيوم ...


http://sharlocholmez.googlepages.com/headerlogginginactionaz5.gif
أخي المسلم

لك مني كل الحب و الود و الاحترام و التقدير ...

و أشكرك على المرور من هنا ...

دعائك من غير شكرك يكفيني ولكن بما أنك أضفت فهذه زيادة في الخير ... أدامك الله على الخير و رزقنا الإخلاص في العمل دوما ظاهرا وباطنا ...

حبي لكم مع لطف كلماتي معكم جدير بجذبكم إلينا ...

و في انتظارك أخي الحبيب زيماكسو لنرى ما ستبدعه عودتك ... يا صاحب القلم المرعب ..


http://sharlocholmez.googlepages.com/841vp8xz8.png

أبو رويم
14-10-2009, 11:08 PM
جزيت خيرا أخى على قفشاتك وننتظر منك المزيد من القفشات

Dek2on
20-10-2009, 04:34 PM
بالفعل كل ما جمعته وركبته جميل أتمنى المتابعة بهذا المنوال :)


لقد كنت مستمتع في قراءة الموضوع ...


لك شكري .

الضوء الخافت
22-10-2009, 07:13 PM
السلام عليكم ...

صراااحة جزاك الله خيرالجزااء ...

أحسنت في اختياار المووضوع ...

بارك الله فيك ...

GALAxY..
23-10-2009, 11:28 AM
قفشات رائعة موضوع يستحق المشاهدة


بالتوفيق لك

سُلوان
23-10-2009, 12:08 PM
جزاكم الله خيرا وبارك فيك لى عودة باذن الله

سحآبة
23-10-2009, 09:17 PM
موضوع رائع كعادتك أخي شارلوك ^^
صحيح أن بعض الكلمات صعبة..لكنها على بعضها رائعة جداً..
وخاااصة:

إن كان حِلْمُ الله يسع الذنوب ، إلا أنه إذا شاءَ عَفا فَعفا عن كُلِّ كثيفٍ مِنَ الذنوب ، و إذا شاءَ أخذَ فأخذَ باليَسيرْ ، فالحذر الحذر .
ما أكثر من يقول إن الله غفور رحيم...ونسوا أنه شديد العقاب !!


وقيلَ أيضاً أن أحدهم قال : يا ربِّ كم أعصيكَ ولا تُعاقِبُني ؟ فقيل له : كَم أُعاقِبُكَ وأنت لا تَدري ؟ أليس قد حَرَمتُكَ حَلاوَةَ مُناجاتي ؟!
آآآآآآآه..ثم آه
.
.
حقاً إنها كلمات عظيمة..عظيمة جداً..
يجب أن أقرأها عدة مرات..

في أمان الله ~

Ғreesiα
23-10-2009, 10:05 PM
و عليكمـ السلامـ و رحمة الله و بركــاته

بارك الله فيكـ أخي على هذا الإبداع

و قد ذكرتني بهذه الأبيات الجميله للشافعي ^^

خـل الذنوب صــغيرها و كبيرهـــا فهو التقـــى

كن مثل ماش فوق أرض الشوكـ يحذر مايــــرى

لا تحـــقرن صغيـرة إن الجـــبال من الحصـــى

شكــــــراً لكـ على هذا الموضوع

و جعله الله في ميزان حسناتــكـ

في انتــظار جديدكـ

دمت في حفظ الرحمن

AL-Samurai
24-10-2009, 01:46 AM
مشكور يازول عالموضوع

إلى الامام

حياتي القران
4-12-2009, 05:50 PM
GOOD LEssOn --- THANKS

Ninja_harb
4-12-2009, 06:10 PM
سلام من الله أبعثه و له أريج
وتحيه و أسعد الله أوقاتك بالخير وكذا المسرات
لذنوب عواء كأنه صوت ذئب تناوشته الحشايا
وكذا إن هي بتعبير ستوصف
أبعدنا الله عن أكابرها و أصاغرها
ونسأله من فضله الذي لا يرد

لك الشكر يا أبن هولمز
كتب هنا
محبك و أخوك
Ninja_harb

kupi_saske
5-12-2009, 12:45 AM
اريجاتووووووووووووووووووووووووو