أبو رويم
14-10-2009, 03:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد: فهذه بعض القصص لنأخذ منها العظات والعبر.
ومن بعض أهداف هذه القصص :
1-تنبيه الإنسان من الغفلة والرقود،وإبعاده عن مهاوى الإنحراف،والسقوط.
2-التحذير من أخطار البعد عن الإستقامة،والصلاح،والحق.3-تصويب مناهج الآداب والسلوك،والدفع إلى الحياة الإيجابية بهمة وعزيمة.
4-تصحيح العقيدة،وغرس بذور الإيمان بالله ربا واحدا.
5-تربية النفس،وتقويم السلوك،وغرس الشعور الفياض بالإيمان المتوقد بمشاعر الود والخير.
القصةالأولى: التوبة الصادقة
كان يقطن فى مدينة الرياض يعيش فى ضياع ولايعرف الله إلا قليلا،منذ سنوات لم يدخل المسجد،ولم يسجد لله سجدة واحدة،ويشاء الله -عز وجل أن تكون توبته على يد ابنته الصغيرة !
يروى قصته فيقول:
كنت أسهرحتى الفجر مع رفقاء السوء فى لهوولعب وضياع تاركا زوجتى المسكينة،وهى تعانى من الوحدة والضيق والألم،ماالله به عليم،لقد عجزت عنى تلك الزوجة الصالحة الوفية،فهى لم تدخر وسعا فى نصحى وإرشادى ولكن دون جدوى.
وفى إحدى الليالى جئت من إحدى سهراتى العابثة،وكانت الساعة تشير إلى الثالثة صباحا،فوجدت زوجتى وابنتى الصغيرة وهما تغطان فى سبات عميق،فاتجهت إلى الغرفة المجاورة لأكمل ماتبقى من ساعات الليل فى فى مشاهدة بعض الأفلام الساقطة من خلال جهاز الفيديو،تلك الساعات التى ينزل فيها ربنا إلى عز وجل،فيقول هل من داع فأستجيب له؟هل من مستغفر فأغفرله؟هل من سائل فأعطية؟
وفجأة،فُتح باب الغرفة،فإذاهى ابنتى الصغيرة التى لم تتجاوزالخامسة،نظرت إلى نظرة تعجب واحتقار،وبادرتنى قائلة:عيب عليك ياوالدى اتق الله (رددتها ثلاث مرات)،ثم أغلقت الباب وذهبت،أصابنى ذهول شديد،فأغلقت جهاز الفيديو،وجلست حائرا وكلماتها لاتزال تتردد فى مسامعى وتكاد تقتلنى،فخرجت فى إثرها فوجدتها قدعادت إلى فراشها،أصبحت كالمجنون،لاأدرى مالذى أصابنى فى ذلك الوقت وماهى إلا لحظات حتى انطلق صوت المؤذن من المسجدالقريب ليمزق سكون الليل الرهيب،مناديا لصلاة الفجر.توضأت وذهبت إلى المسجد،ولم تكن لدى رغبة شديدة فى الصلاة،وإنما الذى كان يشغلنى ويقلق بالى كلمات ابنتى الصغيرة.
وأقيمت الصلاة،وكبر الإمام،وقرأما تيسرله من القرءان،وماإن سجد وسجدت خلفه ووضعت جبهتى على الأرض حتى انفجرت ببكاء شديدلاأعلم له سببا،فهذه أول سجدةأسجدها لله عز وجل منذ سبع سنين.
كان ذلك البكاء فاتحةخيرلى،لقدخرج مع ذلك البكاءكل مافى قلبى من كفرونفاق وفساد،وأحسست بأن الإيمان بدأ يسرى بداخلى.
وبعد الصلاة جلست فى المسجد قليلاثم رجعت إلى بيتى فلم أذق طعم النوم حتى ذهبت إلى العمل،فلما دخلت على صاحبى استغرب حضورى مبكرا،فقد كنت لاأحضرإلا فى ساعة متأخرةبسبب السهرطوال ساعات الليل،ولما سألنى عن السبب أخبرته بما حدث البارحة،فقال: احمد الله أن سخرلك هذه البنت الصغيرة التى أيقظتك من غفلتك،ولم يرسل إليك ملك الموت ليقبض روحك على تلك الحالة.
ولما حان وقت صلاة الظهركنت مرهقا،حيث لم أنم منذوقت طويل،فطلبت من صاحبى أن يتسلم عملى،وعدت إلى بيتى لأنال قسطا من الراحة،وأنا فى شوق لرؤية ابنتى الصغيرةالتى كانت سببا فى هدايتى ورجوعى إلى الله.
قال :ورجعت إلى البيت وأنا فى شوق شديدلرؤية تلك الإبنة المباركة،فكنت أشعر بأن أقدامى تسابق الريح. فلما وصلت البيت وجدت زوجتى واقفة أمام باب المنزل-على غير عادتها-وصرخت فى وجهى قالت:أين كنت؟قلت: كنت فى العمل.قالت:اتصلنا بك كثيرافلم نجدك فأين كنت ؟
قال:كنت فى المسجدالذى فى مكان العمل،فما الذى حدث،وما الذى جعلك تقفين أمام الباب فى تلك الساعة؟
قالت:لقد ماتت ابنتك.
قال الرجل:لم أتمالك نفسى من هول الصدمة فانفجرت فى البكاء،ولم أتذكر إلاكلمتها:((عيب عليك ياوالدى اتق الله،عيب عليك ياوالدى اتق الله)).
قال:اتصلت على صاحبى وقلت له:لقد ماتت ابنتى التى جعلها الله سببا لخروجى من الظلمات إلى النور.
فجاء صاحبه إليه مسرعا،ودخل الرجل فغسل ابنته وكفنها وذهبوا بها إلى المسجد فصلوا عليها ثم ذهبوا إلى المقبرة،فقال له صاحبه:خذابنتك وضعها تحت التراب.
فكل باك فسيــبكى وكل نـــاع فسينــعى
وكل مذخورسيفنى وكل مذكور سينســى
ليس غير الله يـبقى من عــلا فــالله أعـلى
فأخذ الرجل ابنته ودفنهاوهو يقول للناس من حوله:والله أنا لاأدفن ابنتى،وإنما أدفن النور الذى أضاء لى الطريق إلى الله (جل وعلا)هذه البنت جعلها الله سببا لهدايتى وأنا أسأل الله أن يجمعنى بها فى جنته.فبكى الناس من حوله بكاءً مريرًاحتى كادت قلوبهم أن تتقطع حزنا على تلك الإبنة المباركة.
وهكذا أيها الإخوة والأخوات الكرام،لايدرى الإنسان متى يأتيه ملك الموت،صغيرًا كان أوكبيرًا.
قال الله تعالى:(فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون) (النحل:61).
فلنسرع الخطا إلى الله ولنعلنها توبة صادقة عساها أن تكون آخر ساعة فى العمر ويكون الجزاء فى جنةالرحمن.
القصةالثانية: موت على الطريق
شاب يقول :كنت غافلاً عن الله،بعيدا غارقاً فى لجج المعاصى والآثام،فلما أراد الله لى الهداية قدر لى حادثًا أعادنى إلى رشدى وردنى إلى الصواب ففى يوم من الأيام وبعد أن قضينا أياما جميلة فى نزهة عائلية فى مدينة الدمام،انطلقت بسيارتى عبر الطريق السريع بين الدمام والرياض ومعى أخواتى الثلاث،وبدل أن أدعوا بدعاء السفر المأثور استفزنى الشيطان بصوته وأجلب علىَّ بخيله ورجله وزين لى سماع الأغانى لأظل سادراغافلا عن الله،ولم أكن حينذاك أحرص على سماع إذاعةالقرآن الكريم،أوالأشرطة الإسلامية النافعة للمشايخ والعلماء؛لأن الحق والباطل لايجتمعان فى قلب واحد أبداً.
إحدى أخواتى كانت صالحة مؤمنة ذاكرة لله حافظة لحدوده،طلبت منى أن أسكت الأغانى وأستمع إلى صوت الحق،ولكن أنى لى أن أستجيب لذلك،وقد استحوذ على الشيطان وملك على جوارحى وفؤادى،فأخذتنى العزة بالإثم فرفضت طلبها وقد شاركنى فى ذلك أختاى الأخرتان،وكررت أختى المؤمنة طلبها،فازددت عنادا وإصرارا،وأخذنا نسخر منها ونحتقرها،بل إنى قلت لها ساخرا:إن أعجبك الحال وإلا أنزلتك على قارعة الطريق!!فصمتت أختى على مضض وقدكرهت هذا العمل بقلبها وأدت ماعليها،والله سبحانه وتعالى لايكلف نفسا إلا وسعها.
وفجأة حصل ما لم يكن فى الحسبان وبقدرمن الله سبق،انفجرت إحدى عجلات السيارة ونحن نسيربسرعة شديدة،فانحرفت السيارةعن الطريق وهوت فى منحدرجانبى فأصبح أسفلها أعلاها بعد أن انقلبت عدة مرات،وأصبحنا فى حال لايعلمها إلا الله العلى العظيم،فاجتمع الناس حول سيارتنا المنكوبة،وقام أهل الخير بإخراجنا من بين الحطام والزجاج المتناثر،ولكن ماالذى حدث؟لقد خرجنا جميعا سالمين،إلامن الإصابات الخفيفة ماعدا أختى المؤمنة الصابرة المحتسبة الطيبة فقد توفيت،نعم لقد ماتت أختى الحبيبة التى كنا نستهزئ بها واختارها الله إلى جواره،وإنى لأرجوأن تكون فى عداد الشهداءالأبراروأسأل الله أن يرفع منزلتها ويعلى درجاتها فى جنات النعيم.
أما أنا فقد بكيت على نفسى قبل أن أبكى على أختى،وانكشف عنى الغطاء فأبصرت حقيقة نفسى،وماكنت فيه من الغرور والغفلة والضياع،وعلمت أن الله جل وعلا قدأراد بى خيراً وكتب لى عمراًجديداً لأبدأحياةً جديدة ملؤها الإيمان بالله والعمل الصالح.
وكلما تذكرت أختى أذرف دموع الحزن والندم،وأتسائل فى نفسى:هل سيغفر الله لى؟فأجد الجواب فى كتاب الله -عزوجل فى قوله تعالى:
(قل ياعبادى الذين أسرفواعلى أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) (الزمر:53) .
انتهت القصة!!
هذا ما تفعله الغفلة عن الله،واتباع سبيل الشيطان والإستماع إلى الأغانى،حيث إن صاحبها فى سكر دائم يجعله
غافلا عن ذكرالله،ولقد حرم الله الغناء فى مكة المكرمة قبل الهجرة وقبل أن تفرض كثير من الفرائض،وقبل أن
تحرم سائرالمحرمات من خمر وغيره،وذلك لخطورته على الأخلاق والسلوك،وذلك لكى يشب القلب ويبنى على
الطهارة والفضيلة من البداية.
وأضرار الغناء لايجعلها عاقل،فهو يفسد العقل وينقض الحياء،ويهدم المروءة،وهوسبب ذهاب الغيرة ونور الإيمان من القلوب،ويقرب من يستمعه من الشيطان ويبعده عن الله وهو بريد الزنا والفواحش،وهو الذى ألهى الأمة عن القرءان وعن الذكر وعن الطاعة وأنبت النفاق فى قلوب مستمعيه.
والغناء محرم بالكتاب والسنة فمن القرءان قوله تعالى:((ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغيرعلم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين)) ( لقمان:6)
قال ابن مسعود فى تفسير هذه الآية:(والله الذى لاإله إلاهو إنه الغناء ) وأقسم على ذلك ثلاث مرات.
وقال صلى الله عليه وسلم:((ليكونن من أمتى قوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف،ولينزلن أقوام إلى جنب علم -أى جبل -يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم الفقر لحاجة فيقولون ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم،ويمسخ آخرين قردة وخنازيرإلى يوم القيامة))
(رواه البخارى) .
والحر:المقصودبه الزنا،والمعازف:هى الغناء وآلات الطرب.
فلو كان الغناء والمعازف حلالا لما ذمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم باستحلالها،ولما جعل عقوبتهم كعقوبة من يستحل الخمر والزنا،ولما توعدوا بهذا الوعيد الشديد،فمن استمع الغناء فهو مهدد بهذه العقوبة الفظيعة فى الدنيا قبل عذاب الآخرة.
فالله سبحانه وتعالى خلق السمع لنسمع به ماينفع وما يرضى الله،فلماذا نسمع فيه مايغضب ربنا من ساقط الكلام وردئ الأشعار؟أهذا هو شكر النعمة؟!أما يخشى العاصى من عقوبة الله؟!هل نسينا الموت وسكرته والقبر وظلمته والصراط ودقته والحساب وشدته؟!ألسنا مسلمين؟!إن المسلم لم يخلق لتوافه الأموركاللهو واللعب وسماع الغناء،إنه خلق ليعبد الله وينشر دينه ويجاهد فى سبيله.
ومن أراد معرفة حكم الأغانى باستفاضة فليرجع إلى موضوع حكم الأغانى والموسيقى أو ماذا يعجبك فى الأغانى فى المنتدى .
القصة الثالثة:ربما صحت الأجسام بالعلل
ذكرأهل السير:أن رجلا أصابه الشلل،فأقعدفى بيته،ومرت عليه سنوات طوال من الملل واليأس والإحباط وعجز الأطباء فى علاجه،وبلغواأهله وأبناءه،وفى ذات يوم نزلت عليه عقرب من سقف منزله،ولم يستطع أن يتحرك من مكانه،فأتت إلى رأسه وضربته برأسها ضربات ولدغته لدغات،فاهتز جسمه من أخمص قدميه إلى مشاش رأسه،وإذا بالحياة تدب فى أعضائه،وإذا بالبرء والشفاء يسير فى أنحاء جسمه،وينتفض الرجل ويعودنشيطا،ثم يقف على قدميه،ثم يمشى فى غرفته ،ثم يفتح بابه،ويأتى أهله وأطفاله،فإذا الرجل واقفا،فما كانوايصدقون،وكادوا من الذهول يصعقون،فأخبرهم الخبر.
فسبحان الذى جعل علاج هذا الرجل فى هذا!!
أما بعد: فهذه بعض القصص لنأخذ منها العظات والعبر.
ومن بعض أهداف هذه القصص :
1-تنبيه الإنسان من الغفلة والرقود،وإبعاده عن مهاوى الإنحراف،والسقوط.
2-التحذير من أخطار البعد عن الإستقامة،والصلاح،والحق.3-تصويب مناهج الآداب والسلوك،والدفع إلى الحياة الإيجابية بهمة وعزيمة.
4-تصحيح العقيدة،وغرس بذور الإيمان بالله ربا واحدا.
5-تربية النفس،وتقويم السلوك،وغرس الشعور الفياض بالإيمان المتوقد بمشاعر الود والخير.
القصةالأولى: التوبة الصادقة
كان يقطن فى مدينة الرياض يعيش فى ضياع ولايعرف الله إلا قليلا،منذ سنوات لم يدخل المسجد،ولم يسجد لله سجدة واحدة،ويشاء الله -عز وجل أن تكون توبته على يد ابنته الصغيرة !
يروى قصته فيقول:
كنت أسهرحتى الفجر مع رفقاء السوء فى لهوولعب وضياع تاركا زوجتى المسكينة،وهى تعانى من الوحدة والضيق والألم،ماالله به عليم،لقد عجزت عنى تلك الزوجة الصالحة الوفية،فهى لم تدخر وسعا فى نصحى وإرشادى ولكن دون جدوى.
وفى إحدى الليالى جئت من إحدى سهراتى العابثة،وكانت الساعة تشير إلى الثالثة صباحا،فوجدت زوجتى وابنتى الصغيرة وهما تغطان فى سبات عميق،فاتجهت إلى الغرفة المجاورة لأكمل ماتبقى من ساعات الليل فى فى مشاهدة بعض الأفلام الساقطة من خلال جهاز الفيديو،تلك الساعات التى ينزل فيها ربنا إلى عز وجل،فيقول هل من داع فأستجيب له؟هل من مستغفر فأغفرله؟هل من سائل فأعطية؟
وفجأة،فُتح باب الغرفة،فإذاهى ابنتى الصغيرة التى لم تتجاوزالخامسة،نظرت إلى نظرة تعجب واحتقار،وبادرتنى قائلة:عيب عليك ياوالدى اتق الله (رددتها ثلاث مرات)،ثم أغلقت الباب وذهبت،أصابنى ذهول شديد،فأغلقت جهاز الفيديو،وجلست حائرا وكلماتها لاتزال تتردد فى مسامعى وتكاد تقتلنى،فخرجت فى إثرها فوجدتها قدعادت إلى فراشها،أصبحت كالمجنون،لاأدرى مالذى أصابنى فى ذلك الوقت وماهى إلا لحظات حتى انطلق صوت المؤذن من المسجدالقريب ليمزق سكون الليل الرهيب،مناديا لصلاة الفجر.توضأت وذهبت إلى المسجد،ولم تكن لدى رغبة شديدة فى الصلاة،وإنما الذى كان يشغلنى ويقلق بالى كلمات ابنتى الصغيرة.
وأقيمت الصلاة،وكبر الإمام،وقرأما تيسرله من القرءان،وماإن سجد وسجدت خلفه ووضعت جبهتى على الأرض حتى انفجرت ببكاء شديدلاأعلم له سببا،فهذه أول سجدةأسجدها لله عز وجل منذ سبع سنين.
كان ذلك البكاء فاتحةخيرلى،لقدخرج مع ذلك البكاءكل مافى قلبى من كفرونفاق وفساد،وأحسست بأن الإيمان بدأ يسرى بداخلى.
وبعد الصلاة جلست فى المسجد قليلاثم رجعت إلى بيتى فلم أذق طعم النوم حتى ذهبت إلى العمل،فلما دخلت على صاحبى استغرب حضورى مبكرا،فقد كنت لاأحضرإلا فى ساعة متأخرةبسبب السهرطوال ساعات الليل،ولما سألنى عن السبب أخبرته بما حدث البارحة،فقال: احمد الله أن سخرلك هذه البنت الصغيرة التى أيقظتك من غفلتك،ولم يرسل إليك ملك الموت ليقبض روحك على تلك الحالة.
ولما حان وقت صلاة الظهركنت مرهقا،حيث لم أنم منذوقت طويل،فطلبت من صاحبى أن يتسلم عملى،وعدت إلى بيتى لأنال قسطا من الراحة،وأنا فى شوق لرؤية ابنتى الصغيرةالتى كانت سببا فى هدايتى ورجوعى إلى الله.
قال :ورجعت إلى البيت وأنا فى شوق شديدلرؤية تلك الإبنة المباركة،فكنت أشعر بأن أقدامى تسابق الريح. فلما وصلت البيت وجدت زوجتى واقفة أمام باب المنزل-على غير عادتها-وصرخت فى وجهى قالت:أين كنت؟قلت: كنت فى العمل.قالت:اتصلنا بك كثيرافلم نجدك فأين كنت ؟
قال:كنت فى المسجدالذى فى مكان العمل،فما الذى حدث،وما الذى جعلك تقفين أمام الباب فى تلك الساعة؟
قالت:لقد ماتت ابنتك.
قال الرجل:لم أتمالك نفسى من هول الصدمة فانفجرت فى البكاء،ولم أتذكر إلاكلمتها:((عيب عليك ياوالدى اتق الله،عيب عليك ياوالدى اتق الله)).
قال:اتصلت على صاحبى وقلت له:لقد ماتت ابنتى التى جعلها الله سببا لخروجى من الظلمات إلى النور.
فجاء صاحبه إليه مسرعا،ودخل الرجل فغسل ابنته وكفنها وذهبوا بها إلى المسجد فصلوا عليها ثم ذهبوا إلى المقبرة،فقال له صاحبه:خذابنتك وضعها تحت التراب.
فكل باك فسيــبكى وكل نـــاع فسينــعى
وكل مذخورسيفنى وكل مذكور سينســى
ليس غير الله يـبقى من عــلا فــالله أعـلى
فأخذ الرجل ابنته ودفنهاوهو يقول للناس من حوله:والله أنا لاأدفن ابنتى،وإنما أدفن النور الذى أضاء لى الطريق إلى الله (جل وعلا)هذه البنت جعلها الله سببا لهدايتى وأنا أسأل الله أن يجمعنى بها فى جنته.فبكى الناس من حوله بكاءً مريرًاحتى كادت قلوبهم أن تتقطع حزنا على تلك الإبنة المباركة.
وهكذا أيها الإخوة والأخوات الكرام،لايدرى الإنسان متى يأتيه ملك الموت،صغيرًا كان أوكبيرًا.
قال الله تعالى:(فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون) (النحل:61).
فلنسرع الخطا إلى الله ولنعلنها توبة صادقة عساها أن تكون آخر ساعة فى العمر ويكون الجزاء فى جنةالرحمن.
القصةالثانية: موت على الطريق
شاب يقول :كنت غافلاً عن الله،بعيدا غارقاً فى لجج المعاصى والآثام،فلما أراد الله لى الهداية قدر لى حادثًا أعادنى إلى رشدى وردنى إلى الصواب ففى يوم من الأيام وبعد أن قضينا أياما جميلة فى نزهة عائلية فى مدينة الدمام،انطلقت بسيارتى عبر الطريق السريع بين الدمام والرياض ومعى أخواتى الثلاث،وبدل أن أدعوا بدعاء السفر المأثور استفزنى الشيطان بصوته وأجلب علىَّ بخيله ورجله وزين لى سماع الأغانى لأظل سادراغافلا عن الله،ولم أكن حينذاك أحرص على سماع إذاعةالقرآن الكريم،أوالأشرطة الإسلامية النافعة للمشايخ والعلماء؛لأن الحق والباطل لايجتمعان فى قلب واحد أبداً.
إحدى أخواتى كانت صالحة مؤمنة ذاكرة لله حافظة لحدوده،طلبت منى أن أسكت الأغانى وأستمع إلى صوت الحق،ولكن أنى لى أن أستجيب لذلك،وقد استحوذ على الشيطان وملك على جوارحى وفؤادى،فأخذتنى العزة بالإثم فرفضت طلبها وقد شاركنى فى ذلك أختاى الأخرتان،وكررت أختى المؤمنة طلبها،فازددت عنادا وإصرارا،وأخذنا نسخر منها ونحتقرها،بل إنى قلت لها ساخرا:إن أعجبك الحال وإلا أنزلتك على قارعة الطريق!!فصمتت أختى على مضض وقدكرهت هذا العمل بقلبها وأدت ماعليها،والله سبحانه وتعالى لايكلف نفسا إلا وسعها.
وفجأة حصل ما لم يكن فى الحسبان وبقدرمن الله سبق،انفجرت إحدى عجلات السيارة ونحن نسيربسرعة شديدة،فانحرفت السيارةعن الطريق وهوت فى منحدرجانبى فأصبح أسفلها أعلاها بعد أن انقلبت عدة مرات،وأصبحنا فى حال لايعلمها إلا الله العلى العظيم،فاجتمع الناس حول سيارتنا المنكوبة،وقام أهل الخير بإخراجنا من بين الحطام والزجاج المتناثر،ولكن ماالذى حدث؟لقد خرجنا جميعا سالمين،إلامن الإصابات الخفيفة ماعدا أختى المؤمنة الصابرة المحتسبة الطيبة فقد توفيت،نعم لقد ماتت أختى الحبيبة التى كنا نستهزئ بها واختارها الله إلى جواره،وإنى لأرجوأن تكون فى عداد الشهداءالأبراروأسأل الله أن يرفع منزلتها ويعلى درجاتها فى جنات النعيم.
أما أنا فقد بكيت على نفسى قبل أن أبكى على أختى،وانكشف عنى الغطاء فأبصرت حقيقة نفسى،وماكنت فيه من الغرور والغفلة والضياع،وعلمت أن الله جل وعلا قدأراد بى خيراً وكتب لى عمراًجديداً لأبدأحياةً جديدة ملؤها الإيمان بالله والعمل الصالح.
وكلما تذكرت أختى أذرف دموع الحزن والندم،وأتسائل فى نفسى:هل سيغفر الله لى؟فأجد الجواب فى كتاب الله -عزوجل فى قوله تعالى:
(قل ياعبادى الذين أسرفواعلى أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) (الزمر:53) .
انتهت القصة!!
هذا ما تفعله الغفلة عن الله،واتباع سبيل الشيطان والإستماع إلى الأغانى،حيث إن صاحبها فى سكر دائم يجعله
غافلا عن ذكرالله،ولقد حرم الله الغناء فى مكة المكرمة قبل الهجرة وقبل أن تفرض كثير من الفرائض،وقبل أن
تحرم سائرالمحرمات من خمر وغيره،وذلك لخطورته على الأخلاق والسلوك،وذلك لكى يشب القلب ويبنى على
الطهارة والفضيلة من البداية.
وأضرار الغناء لايجعلها عاقل،فهو يفسد العقل وينقض الحياء،ويهدم المروءة،وهوسبب ذهاب الغيرة ونور الإيمان من القلوب،ويقرب من يستمعه من الشيطان ويبعده عن الله وهو بريد الزنا والفواحش،وهو الذى ألهى الأمة عن القرءان وعن الذكر وعن الطاعة وأنبت النفاق فى قلوب مستمعيه.
والغناء محرم بالكتاب والسنة فمن القرءان قوله تعالى:((ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغيرعلم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين)) ( لقمان:6)
قال ابن مسعود فى تفسير هذه الآية:(والله الذى لاإله إلاهو إنه الغناء ) وأقسم على ذلك ثلاث مرات.
وقال صلى الله عليه وسلم:((ليكونن من أمتى قوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف،ولينزلن أقوام إلى جنب علم -أى جبل -يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم الفقر لحاجة فيقولون ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم،ويمسخ آخرين قردة وخنازيرإلى يوم القيامة))
(رواه البخارى) .
والحر:المقصودبه الزنا،والمعازف:هى الغناء وآلات الطرب.
فلو كان الغناء والمعازف حلالا لما ذمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم باستحلالها،ولما جعل عقوبتهم كعقوبة من يستحل الخمر والزنا،ولما توعدوا بهذا الوعيد الشديد،فمن استمع الغناء فهو مهدد بهذه العقوبة الفظيعة فى الدنيا قبل عذاب الآخرة.
فالله سبحانه وتعالى خلق السمع لنسمع به ماينفع وما يرضى الله،فلماذا نسمع فيه مايغضب ربنا من ساقط الكلام وردئ الأشعار؟أهذا هو شكر النعمة؟!أما يخشى العاصى من عقوبة الله؟!هل نسينا الموت وسكرته والقبر وظلمته والصراط ودقته والحساب وشدته؟!ألسنا مسلمين؟!إن المسلم لم يخلق لتوافه الأموركاللهو واللعب وسماع الغناء،إنه خلق ليعبد الله وينشر دينه ويجاهد فى سبيله.
ومن أراد معرفة حكم الأغانى باستفاضة فليرجع إلى موضوع حكم الأغانى والموسيقى أو ماذا يعجبك فى الأغانى فى المنتدى .
القصة الثالثة:ربما صحت الأجسام بالعلل
ذكرأهل السير:أن رجلا أصابه الشلل،فأقعدفى بيته،ومرت عليه سنوات طوال من الملل واليأس والإحباط وعجز الأطباء فى علاجه،وبلغواأهله وأبناءه،وفى ذات يوم نزلت عليه عقرب من سقف منزله،ولم يستطع أن يتحرك من مكانه،فأتت إلى رأسه وضربته برأسها ضربات ولدغته لدغات،فاهتز جسمه من أخمص قدميه إلى مشاش رأسه،وإذا بالحياة تدب فى أعضائه،وإذا بالبرء والشفاء يسير فى أنحاء جسمه،وينتفض الرجل ويعودنشيطا،ثم يقف على قدميه،ثم يمشى فى غرفته ،ثم يفتح بابه،ويأتى أهله وأطفاله،فإذا الرجل واقفا،فما كانوايصدقون،وكادوا من الذهول يصعقون،فأخبرهم الخبر.
فسبحان الذى جعل علاج هذا الرجل فى هذا!!