المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عنبر الحياة (الإعدام سابقا)



monmona
16-10-2009, 12:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تحية طيبة وبعد..

توقفت عند هذا الكتاب كنت قد قرأته منذ عامين تقريبا وعندما رأيته مرة أخرى قررت أن اقرأه مرة أخرى ..
فقلت لأضعه بين أيديكم ..أتمنى أن يعجبكم وتستفيدوا منه .. : )

الكتاب :قصص التائبين في عنبر الحياة .. الإعدام سابقا..
المؤلف: الدكتور أحمد فريد ..

ما بعد المقدمة -قمت بالاختصار قدر الاستطاعة- ^^"

يقول الكاتب:

(كانت تطالعنا الجرائد اليومية،والمجلات التي تخصصت في نشر أخبار الحوادث،بجرائم شنيعة تقشعر منها جلود المؤمنين،وتطيش عقولهم من هول ما يقرأون ويشاهدون..وتشير هذه الحوادث إلى أن أصحابها تجردوا من دينهم،وإنسانيتهم وآدميتهم ،وإلا فكيف يجرؤ من فيه بقايا من الآدمية على سفك دم أمه وأبيه.

جمع القدر بين هؤلاء الشباب الذين وقعوا في هذه الجرائم الشنعاء،وبين أحد إخواننا الكلام الذين تربوا في ربوع الدعوة السلفية المباركة وهو (أبو عبد الرحمن)حيث قدر له أن يسجن في عنبر الحياة -الإعدام سابقا-، فإذا به يتعرف على الشباب الذي يرتدي البدلة الحمراء،بعد أن حكم عليه بالإعدام،ففتح لهم قلبه واستمع إلى قصصهم -قصص الضياع والجريمة والشقاء- فشكوا إليه ما يقطع قلوبهم مما جنت أيديهم ،وسالت الدموع غزيرة تحكي مرارة الألم الذي يعصر قلوبم كلما تذكروا جرائمهم النكراء، وكأنهم كانوا في عالم غير الذي نعيشه ،أو كانوا سكارى ثم أفاقوا من سكرهم على الواقع المرير،إنهم قتلوا بأيديهم أَحَنَّ عليهم ,وأرحم الناس بهم ،وهم الآن يرتدون البدلة الحمراء ،وينتظرون مع إشراق كل صباح أن يفتح عليهم باب الزنزانة،حتى يلاقوا جزاء جرائمهم ,فيساقون إلى حبل المشنقة ,وكيف يكون حال من قتل أمه وأباه في الآخرة،إنها ظلمات بعضها فوق بعض ،إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ، إنه ضنك وشقاء وهم وغم وحزن في الدنيا ينتقل منه إن لم يتداركه الله برحمته إلى حفرة من حفر النار في القبور ،ثم الحساب الذي لم يكن في حسابه ,ثم النار نعوذ بالله من حال أهل البوار،إنها مفاوز ومتاهات وفيافي وقفار كلها تبشر وتنذر بالسخط والهلاك والبوار والدمار،ومنهم من فكر وهو ينتقل إلى هذا السجن في الانتحار ،ويظن أنه هو الحل لما هو فيه من شقاء،ولا يظن أنه يستعجل بذلك عذاب الآخرة،وعذاب الآخرة أدهى وأمر..

مارس أخونا الفاضل (أبو عبد الرحمن )وظيفته في الدعوة إلى الله -عزوجل-مع هذا الشباب الضائع المهموم المغموم ،وكان فقيها في دعوته ،وفتح لهم باب الرجاء وحدثهم عن رحمة الله، وذكرهم بقول الله عزوجل "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم" [الزمر:53]..وحدثهم عن قاتل المائة نفس وكان صادقا في توبته.

ونحسب أخانا أبو عبد الرحمن كان من المخلصين في دعوتهم ،فيتسرب النور إلى قلوبهم فتحيا بعد أن أوشكت على الموت قبل أن تموت أجسادهم،وإذا بالظلمات تتبدد من قلوبهم،فتسابقوا إلى حفظ القرآن،والقيام،والصيام،والذكر،والاستغفار،وإذا بالخوف من حبل المشنقة ينقلب إلى حب له ،لأنه يطهرهم ويسرع بهم إلى أرحم الراحمين..

فما عرفوا الحياة الحقيقة إلا في هذا المكان ،وقد كانوا من قبل يعيشون كالأنعام..

قال تعالى :"أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها" [الأنعام :122]
فأطلقوا على عنبر الإعدام -الذي ماعرفوا الحقيقة إلا فيه- عنبر الحياة ،وأطلقوا على حبل المشنقة حبل الحياة لأنه يوصلهم إلى رحمة الله -عز وجل-.)

قام الكاتب بكتابة عدة وقفات حتى ينتفع الناس بهذه القصص..
في ردي القادم أقوم بكتابة ما تيسر بإذن الرحمن..

monmona
17-10-2009, 02:01 PM
وقفات لا بد منها

الوقفة الأولى : من عجائب النفس البشرية استعدادها للخير والشر. (http://msoms-anime.net/showpost.php?p=2148584&postcount=6)
الوقفة الثانية : فضل الدعوة إلى الله عز وجل (http://msoms-anime.net/showpost.php?p=2150256&postcount=12).
الوقفة الثالثة : العبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية (http://msoms-anime.net/showpost.php?p=2151614&postcount=14).
الوقفة الرابعة: التوبة من أحب العبادات إلى الله عز وجل. (http://msoms-anime.net/showpost.php?p=2153167&postcount=16)
الوقفة الخامسة:شؤم الذنوب والمعاصي. (http://msoms-anime.net/showthread.php?p=2154689#post2154689)
الوقفة السادسة:خطر نشر أخبار الفواحش والجرائم. (http://msoms-anime.net/showpost.php?p=2162013&postcount=23)
الوقفة السابعة : لم يبق من النبوة إلا المبشرات. (http://msoms-anime.net/showpost.php?p=2164182&postcount=26)
الوقفة الثامنة : من لطف الله بالعبد أن يقدر له ما هو خير له,وإن كرهه العبد وتبرم منه. (http://msoms-anime.net/showpost.php?p=2165730&postcount=28)

...

ابن الفاتح
17-10-2009, 02:25 PM
جميل ، لي عودة إن مد الله لنا في عنبر الحياة ...

وبانتظار الإكمال ...

سُلوان
17-10-2009, 03:43 PM
لااااااااااااااااااااااااا كنت عاوزة ابقى اول رد بس ده انا وعداها بس شارلوك واسلام خدوا مكانى يلا نعوضها بس مبارك عليكى التثبيت يا طنط*** بتمزج اوى وانا بقولك كده:d
بالنسبة للكتاب فعلا احنا اشتريناه السنة اللى فاتت من معرض الكتاب تحفة ماشاء الله وحكايته فظيعة وسبحان الله الواحد لما يقراها يحس اد ايه ربنا عظيم وكريم وغفور وودود ولما تقرايها يااااه ربنا غفر للى عمل الحاجات دى
انا بحبك يارب
والله القصص تخليكى تعيطى على حالك طبعا بكلم على نفسى وهاستنى الباقى و بلاش طنط عشان ماتزعليش** يا تيتة e.vil_l

monmona
18-10-2009, 01:10 AM
وقفات لابد منها ..

الوقفة الأولى

من عجائب النفس البشرية استعدادها للخير والشر

يظهر ذلك في هذه القصص عموما عجيبة من عجائب النفس البشرية ،وهي استعداد النفس للخير والشر..فالذين وقعوا في أكبر الكبائر،من القتل والسرقة وتعاطي المخدرات هم الذين صاروا بعد ذلك من حملة القرآن..وأهل الصيام والقيام..

فالنفس التي سولت لصاحبها أن يقتل أمه وأباه ،هي كذلك النفس التي صارت بطاعة الله -عز وجل-.

والله -عزو جل-قرر لنا هذه الحقيقة بعد أحد عشر قسماً متوالياً فقال تعالى : "وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2)وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3)إِذَا يَغْشَاهَا (4)وَمَا بَنَاهَا(5)وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا(6)وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9)وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا(10) "
وليس في القرآن كله من أوله لآخره أقسام متوالية على هذا النسق ،وبهذه الكثرة،والله تعالى لا يحتاج إلى قسم ،فمن أصدق من الله قيلا،ومن أصدق من الله حديثاً؟

ولكن الله -عز وجل- يريد أن يلفت أنظارنا إلى هذه الحقيقة،وهذه العجيبة من عجائب النفس،وهي استعدادها للتزكية وهي التنمية ،والتطهير والإصلاح بطاعة الله ورسوله ,وكذا استعدادها للتدسية ،وهي التحقير والتصغير بمعصية الله والتمرد على شرعه .

فمن زكى نفسه أفلح وأنجح في الدنيا والآخرة.

فالله تعالى شرع لنا الشرع المتين من أجل أن نسعد في الدنيا والآخرة فالله تعالى لا يستفيد شيئا من طاعات العباد ولا يتضرر بشئ من معاصيهم.

قال تعالى : "لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ"

وقال أيضا : "وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً "

وقال في الحديث القدسي : "يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ,ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا " -رواه مسلم-

فالعباد أنفسهم ينتفعون بطاعتهم,وهم أنفسهم يتضررون بمعاصيهم .

قال تعالى "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ "

فالزكاة طهارة للمال ،وطهارة لنفس المزكي من الشح وحب المال ،وطهارة للفقير من حسد الغني ،وطهارة للمجتمع من السلب والنهب ،إذا علم الفقير أن له حقا معلوما في مال الغني ،ولذلك سميت الصدقة الواجبة زكاة.

وهكذا سائر العبادات والطاعات تزكية دائمة مستمرة ,وليس على العبد إلا أن يكون بين يدي مشرع ,كالميت بين يدي مغسل ,فالميت ليس له إرادة تخالف إرادة مغسله ، فيتولى الشرع تنظيفه وتهذيبه ,فإذا زكت نفسه واطمأنت بطاعة اللع عزوجل دخل العبد جنة الدنيا قبل جنة الآخرة كما قال شيخ الإسلام :إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة .

وقال إبراهيم بن أدهم : لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من نعمة لجادلونا عليها بالسيوف.

وقال بعضهم : إنه لتمر بي أوقات أقول فيها إن كان أهل الجنة كما نحن فيه ،إنهم والله لفي عيش طيب.

فالحياة الحقيقة هي الحياة بدين الله وبطاعته ،ومن لم يعبد ربه بأمره ونهيه فهو ميت يمشي على الأرض ،كما أن من لم يعرف ربه ولم يعبده بأمره ونهيه لن يجد الحياة الحقيقية وإنما يحيا من أجل أن يأكل ،ويأكل من أجل أن يحيا فحياته شبيهة بحياة العجماوات .

كما قال تعالى : "يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم "

وقال تعالى : "أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون "

قال بعض السلف :احذر الموت وأنت في هذه الدار ،قبل أن تصل إلى دار تتمنى فيها الموت فلا تجده .

فالحياة الحقيقية في الدنيا هي الحياة في طاعة الله والعمل من أجل الحياة الباقية الدائمة في جوار الله -عز وجل- في الجنة.

قال الشاعر ..

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها .. إلا التي كان قبل الموت بانيهــا
فإن بناها بخيــر طــاب مسكنه.. وإن بنـاهــا بشــرٍ خـاب بانيـهـا

فالذين يقعون في جرائم القتل والنهب والزنا والسرقة وسائر الموبقات لم تخلق نفوسهم شريرة من أول يوم ,بل كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ..ولم يقل النبي يسلمانه ..لأن الفطرة هي الإسلام .


فإذا وجدت النفس البشرية من يرشدها إلى سبيل حياتها الطيبة في الدنيا وسعادتها الأبدية السرمدية ،وفقت للعمل بذلك،صار العبد من الزهاد والعباد ،الذين يجمعون بين سعادة الدنيا والآخرة حيث تترعرع شجرة الإيمان في قلوبهم ،وتثمر أطيب الثمرات ،من الأحوال الإيمانية الشريفة, والأعمال الصالحة .

وإذا وجدت النفس البشرية من يزين لها الكفر والفسوق والعصيان ,وخذلها الرحمن ،وسعت من هذا الميدان ،ميدان الذل والهوان والضنك والشقاء في الدنيا والعذاب المستديم في الآخرة، فيخسر العبد دنياه وآخرته ،وإذا به يقتل أقرب الناس إليه وأولاهم ببره وإحسانه ،لأنه مطموس البصيرة ،منكوس القلب.

فالنفس بطبيعتها مهيأة ومستعدة للخير والشر ,وهذه القصص الواقعية التي نسوقها من عنبر الحياة (الإعدام سابقا)أكبر شاهد على ذلك فالين قارفوا الكبائر وماتقشعر منه النفوس المؤمنة ,هم أنفسهم الذين صاروا حملة القرآن ومن أهل الصيام والقيام .

monmona
18-10-2009, 01:25 AM
شارلوك وإسلام في انتظار العودة ..
رحمة ..
حسابك معي وأحنا لوحدنا بلاش على الملأ >>شفتي الطيبة e.vil_l

قمت بتنزيل أول وقفة ^^

بارك الله لكم ..

ابن الفاتح
18-10-2009, 01:40 AM
رائع و بانتظار البقية للتعليق على الموضوع كاملا ...

اقتراح : لماذا لا تضعين الوقفة في الموضوع الاساسي أو المشاركة الاولى و تنبهي على ذلك بمشاركة .

وعلى فكرة " نحن متابعين للموضوع و بشدة " .

و بارك الله فيكي .

monmona
18-10-2009, 01:11 PM
رائع و بانتظار البقية للتعليق على الموضوع كاملا ...

اقتراح : لماذا لا تضعين الوقفة في الموضوع الاساسي أو المشاركة الاولى و تنبهي على ذلك بمشاركة .

وعلى فكرة " نحن متابعين للموضوع و بشدة " .

و بارك الله فيكي .


أشعر أنني لو فعلت ذلك الموضوع سيطول ^^"
ومن يأتي للقراءة من البداية سيجده طويل..
لو أردتم ذلك سأفعل >>من أجل راحة الزبون ..
وفي جميع الأحوال روابط أجزاء الكتاب يتم وضعها في الرد الثاني ^_^
وفيك ..
وجزاك الله حيرا

Dek2on
18-10-2009, 08:50 PM
بالفعل هذا الكتاب يحتاج تصفيق , وانتي يا مونمونا لك تصفيق احر من النار على مجهودك وكتابة ما يحويه الكتاب في هذا الموضوع :)


بالفعل الكلمات والتعابير وكل شيئ جميل فيه استمتعت في القراءة


تابعي :) والى الأمام ..

(عامر)
19-10-2009, 01:30 AM
وعليكمو السلامو ورحمة الله وبركاته
إمممممـ
والله الموضوع جميل وطريقة تنضيمه أجمل
لكني أفضل أن أشتري المكتاب إن وجد
قد أعود إن لم أجده
بارك الله فيكي

monmona
19-10-2009, 02:39 AM
وقفات لابد منها

الوقفة الثانية

فضل الدعوة إلى الله عز وجل

المتأمل كذلك لقصص هؤلاء التائبين ،منهم من قتل أمه ومنهم من قتل أباه ،ومنهم من قتل أكثر من نفس ومنهم من قارف كل الكبائر ،والوقوع في هذه المعاصي بسبب قسوة القلب ،وخرابه من الخير،وتمكن الشيطان منه،فكيف انتقل هؤلاء من هذه الحفرة العميقة إلى أرقى العبادات وأسباب الدرجات من القيام والصيام وتلاوة القرآن ،وإنما كان ذلك بفضل الله ،ثم ببركة الدعوة الصحيحة وإخلاص الداعي ,فالدعوة أشرف وظيفة يمكن أن يتوظف فيها العباد لأنها وظيفة الرسل .. "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي"

وقد أناط الله عز وجل الفلاح بالقائمين بالدعوة فقال تعالى : "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُون إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"

وبين الله أن سبب خيرية هذه الأمة هو القيام بهذه المهمة ،فقال تعالى : "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَت لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ "

وقال النبي عليه الصلاة والسلام في بيان ثواب الدعوة : (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ) رواه مسلم .

وقال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب : (فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم ) -رواه البخاري-

وحمر النعم هي الإبل الحمراء ،وهي أنفس الأموال عند العرب فانظر إلى هذه الدعوة الصحيحة كيف ارتفعت بهؤلاء من هوة سحيقة إلى قمة عالية ،وللأسف كم من إنسان ينفذ فيه حكم الإعدام وهو آيس من رحمة الله،لم يوفق لتوبة ,ثم كم من شاب تائه سادر ساه لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره ونهيه ,غارق في الشهوات أو مطموس القلب بالشبهات ,لو تيسرت له دعوة صحيحة من داعية صادق مخلص لتغيرت حياته وأشرق ساحاته،ولصار من جند الله المخلص ,الذي يبذل لإعزاز دين الله -عز وجل - ،ورفع رايته ،فيا له من دين لو وجد له رجال يقومون به فيقوم بهم ,ويعزوه فيعزهم الله به ،فما أحوج المسلمين إلى دعاة صادقين يهدونهم إلى طريق الله ويحيونهم بدينه فدين الله هو الروح وهو النور .

قال تعالى : (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)

فكيف يكون حال الجسد إذا فقد الرنور والروح ..؟!

قال تعالى : (فَمَنْ يُرِدِ اللَّه أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ )

فالذي يصعد في السماء يختنق لقلة ضغط الهواء في الطبقات العليا وقلة نقص الأكسجين.

فحاجة الناس إلى شرع الله أكثر من حاجتهم إلى هذا الهواء الذي تنشرح به قلوبهم ,لأنه من عدم الهواء يختنق فيموت ويفقد الدنيا ,ومن حرم الإسلام خنق أيضا ولكنه لا يفقد الحياة الدنيا وحدها ,ولكنه يفقد الدنيا والآخرة..

قال رسول الله : (نَضَّرَ اللَّه امْرَأَ سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ إلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهُ ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ) -رواه أحمد والترمذي -

والدعوة أكبر من أن يقوم بها شخص بمفرده أو أشخاص متناثرون ,بل لابد من التعاون عليها كما قال تعالى : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمأُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ)

وقال -عز وجل-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِر وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ )

فإذا أثرت الدعوة الصادقة في القلوب التي وقع أصحابها في هذه الكبائر ،فكيف يكون أثرها في الشباب التائه الذي يجهل طريق الهداية ،والذي قارف صغائر الإثم ولم يصل للكبائر ،فضلا عن أكبر الكبائر.

قال سفيان بن عيينه :أشرف الناس منزلة من كان بين الله وبين عباده وهم الأنبياء والعلماء.

فمن فوائد هذه القصص شحذ همم الدعاة إلى الله -عز وجل-لبذل غاية جهدهم في الدعوة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الشباب الذي يحتاج إلى بصيص من النور فإذا به من أسبق الناس إلى الطاعة والاستجابة لأوامر الله والرسول ,خاصة في السجون والمعتقلات حيث البعد عن زخارف الدنيا وزينتها ومشاغلها ,فيتسنى للدعاة أن يمارسوا دعوتهم داخل الأسوار ,فإذا الثمار كثيرة وطيبة ،خاصة مع صدق الداعي وإخلاصه وكذلك نعمة الصحة والفراغ وهما متوافران في هذه الأماكن ..

ولما سجن العلاقة المحقق ابن قيم الحوزية مع شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية سجد على باب السجن سجودا طويلا ،صم رفع رأسه وقال الحمد لله الذي أزاح عني الشواغل ،وفرغني لذكره وعبادته.

وكان شيخ الإسلام -رحمه الله- يقول :لو أملك ملئ القلعة ذهبا ما استطعت أن أكافئهم على ما قدموه لي من خير.

وكان يكثر أن يقول في سجوده وهو مسجون : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

ولما أُدخل القلعة نظر خلف الباب وقال :فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب.

وكان يقول :المحبوس من حبس قلبه عن ربه ,والمأسور من أسره هواه.
وقد اختار يوسف- عليه السلام- السجن عن الحياة في قصر عزيز مصر حيث الاختلاط والتبرج والكر به من أجل إيقاعه في المعصية.
فقال عليه السلام : (ربِّ السِّجْن أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)

ولما دخل السجن مارس الدعوة إلى الله فقال : (يَا صَاحِبَي السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)

فنسأل الله أن لايحرمنا من شرف الدعوة إليه ,وأن يحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

ابن الفاتح
19-10-2009, 03:55 AM
لا بد أن أحجز للتعليق على هذه الوقفة الرائعة ... و لا زلت بانتظار الإكمال ...

وفقك الله أخيتي ... .

monmona
19-10-2009, 11:41 PM
وقفات لابد منها

الوقفة الثالثة

العبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية

من يتأمل بداية أصحاب هذه القصص يقشعر قلبه ويرجف فؤاده ,من بشاعة الجرائم التي وقعوا فيها ويظن قطعا أنهم من أهل النار..

ثم يتأمل حالهم كيف كانوا قبل تنفيذ حكم الإعدام فيهم من الاهتمام بحفظ القرآن ,والإكثار من الصيام والقيام لعله يقول:
كيف يعذب هؤلاء الذين حرموا من زينة الدنيا وشهواتها,وكانت نهاية حياتهم كلها طاعة وعبادة لله ,ثم تنفيذ حكم الإعدام أو القصاص فيهم لا بد أنه يكفر هذا الذنب العظيم الذي وقعوا فيه.

فإن هذه حدود الكفارات ولذا أصر ماعز والغامدية على إقامة الحد عليهما لأنهما يعلمان أن الحدود مطهرة ,وإلا فلو ستروا على نفسيهما وتابا إلى الله فإن الله -عز وجل- يتوب عليهما ,ولكنهما أرادا أن يطهرا من الذنب كأنه لم يكن.

والرجل الذي قتل مائة نفس من بني إسرائيل ولم يفعل شيئا من الطاعات إلا التوبة الصادقة مع أنه لم يصل بعد إلى البلد التي سيعمل فيها بطاعة الله,وقبضت روحه ملائكة الرحمة,فكيف بمن تاب وختم القرآن ,وداوم على طاعة الرحمن ,وكان آخر كلامه لا إله إلا الله وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام- : "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" -حسنه الألباني-

والجواب عن كل ما سبق هو أن العبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية ..فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالخواتيم " -رواه البخاري-

وإنما أداة حصر في اللغة أي لا يصلح العمل كله ولاتحمد عاقبة العبد حتى يختم بعمل صالح كما قال صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات" -رواه البخاري-

أي أن الأعمال مهما كانت موافقة للشرع فإنها لا تكون مقبولة عند الله ولا ينتفع بها العبد في الآخرة حتى تتوفر النيات الصالحة ودل هذا المعنى قول رسول الله : "فوالذي نفسي بيده إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يدركه ما سبق له في الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يدركه ما سبق له في الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " -رواه البخاري-

وتقول عائشة -رضى الله عنها-: إن الرجل ليعمل زمانا بعمل أهل الجنة وهو من أهل النار.

وحمل العلماء الحديث السابق على أن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو ظاهرا,وفي قلبه دسيسة من دسائس السوء ,من الكبر أو العجب أو الرياء ,فيظهر ذلك في آخر عمره ويختم له بسوء والعياذ بالله.

وقال النووي رحمه الله :إن الغالب في الناس من يعمل عمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبقه كتابه فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها , وأن من النادر فيهم من يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها.

وهذه القصص الواقعية شاهدة على ذلك ,فقد وقع إصحابها في أكبر الكبائر،ثم وفقوا للتوبة النصوح واستقاموا على طاعة الله ،فالعبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية.

ابن الفاتح
19-10-2009, 11:49 PM
جميلة جدا هذه الوقفة ...

يااه اتمنى لو أن الكتاب لدي ... لا بأس نتابعه معك ... تابعي وفقك الله ...

لي عودة بإذن الله للتعليق ...

monmona
21-10-2009, 12:43 AM
وقفات لابد منها

الوقفة الرابعة

التوبة من أحب العبادات إلى الله عز وجل

قال تعالى : " إِنَّ اللَّهَ يُحِب التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ"

وقال تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم : "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " -رواه مسلم-

وقال صلى الله عليه وسلم : "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح " -رواه مسلم-

فانظر كيف يحب الله التائبين ويفرح بتوبتهم مع أن الله تعالى غني عن طاعتهم ,وطاعتهم لا تزيد في ملك الله شيئا ,ومعاصيهم لا تضره شيئا .

كما قال تعالى : " إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُم وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ"


قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا ثم خرج يسأل فأتى راهبا فسأله فقال له هل من توبة قال لا فقتله فجعل يسأل فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا فأدركه الموت فناء بصدره نحوها فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فأوحى الله إلى هذه أن تقربي وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي وقال قيسوا ما بينهما فوجد إلى هذه أقرب بشبر فغفر له "

وفي رواية:"كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنَ تَوْبَةٍ فَقَالَ لاَ. فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ فَقَالَ نَعَمْ وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللهَ فَاعْبُدِ اللهَ مَعَهُمْ وَلاَ تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ. فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ فَقَالَتْ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلاً بِقَلْبِهِ إِلَى اللهِ. وَقَالَتْ مَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ. فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِىٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ فَقَالَ قِيسُوا مَا بَيْنَ الأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ. فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الأَرْضِ الَّتِى أَرَادَ فَقَبَضَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ." -رواه البخاري-

قَالَ قَتَادَةُ فَقَالَ الْحَسَنُ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ لَمَّا أَتَاهُ الْمَوْتُ نَأَى بِصَدْرِهِ.


فهذا الحديث يدل على سعة رحمة الله ,وإن جاز في بني إسرائيل مع الأصار والأغلال ففي الأمة المرحومة التي رفعت عنها الأصار والأغلال أمة الرحمة المهداة أجوز وأجوز .وهذا الرجل لم يكن له حسنة إلا التوبة ,فقد كان صادقا في طلبها شديد الحرص عليها ,وبلغ من حبه لها أن الراهب لما أخبره بأنه لا توبة له قتله ,فكمل المائة نفس ,ثم أخذ يسأل عن أعلم أهل الأرض وهذا هو الواجب على من وقع في قضية يحتاج أن يعلم حكم الشرع فيها,أن يبحث عن أعلم أه الأرض وليس العلم في التشدد ولكن العلم أن تأتيك الرخصة من العالم عندما أخبره بأن باب التوب مفتوح .

قال الرسول-صلى الله عليه وسلم- : "إن الله يقبل توب العبد ما لم يغرغر " -رواه الترمذي-

فهذا الحديث مع قول الله تعالى : "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِين أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "

يشير إلى أن الله يقبل العبد على كل حال,إذا تاب وأناب, ورجع إلى الله الواحد الوهاب..ولما كان من أفتاه عالما أعانه على التوبة بأن أرشده إلى ترك لأرض التي هو فيها لعل أهلها يستهينون بالدماء ولعل فيها قرناء يدفعونه إلى المعصية فأمره بالارتحال إلى أرض طيبة يتشاغل أهلها بطاعة الله,حتى يبدأ حياته الجديدة في أرض جديدة ,بعيدة عن أرض المعصية ,كما قيل في الحكمة من تغريب الزاني غير المحصن عاما,حتى يبعد عن أرض المعصية فيبعد عن أسبابها.

التوبة هي أول المنازل وأوسطها وآخرها فلا يفارقها العبد السالك لربه ,وقد قسم الله الناس إلى تائب وظلم,وليس ثمَّ فريق ثالث ,قال تعالى : "مَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِك هُمُ الظَّالِمُونَ"

قال بعض السلف :من لم يتب كل صباح ومساء كان من الظالمين.

وقال الحسن البصري في قوله تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِين وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ "

انظروا إلى رحمة أرحم الراحمين حرقوا أولياءه ,ثم يدعوهم إلى التوبة.

فمهما كثرت ذنوب العبد فرحمة الله أوسع من ذنوبه ..

كما قال الإمام الشافعي :
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي..جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته ..بعفوك ربي كان عفوك أعظم

وقد يوهم الشيطان من أكثر من معصية الله ,أنه إذا عاد إلى الله فإن الله لا يقبله,وأنه ليس أمامه إلا طريق الشيطان.

قيل للحسن البصري :أما يستحي أحدنا يذنب ثم يتوب ,ثم يذنب ثم يتوب ,ثم يذنب ثم يتوب ..فقال :ود الشيطان لو ظفر منكم بهذه فلا تملوا من الاستغفار.

فالعبد ليس له باب إلا باب سيده,ومن داوم طرق الباب يوشك أن يفتح له.

أيها العاصي ما يقطع من صلاحك الطمع,ما نصبنا اليوم شرك المواعظ إلا لتقع.فإذا خرجت من المجلس وأنت عازم على التوبة .فقال لك رفقاؤك في المعصية هلم إلينا فقل لهم كلا ذاك خمر الهوى الذي عهدتمون قد استحال خلا ..يا من سود كتابه بالسيئات,أما آن لك بالتوبة أن تمحو ,ياسكران القلب بالشهوات ,أما آن لفؤادك أن يصحو ..

فالبدار البدار إلى التوبة ,قبل أن تعمل سموم الذنوب بروح الإيمان عملا يجاوز أمر فيه مجهود الأطباء واختبارهم ,فلا ينفع بعد ذلك نصح الناصحين ووعظ الواعظين وتحق الكمة عليه أنه من أصحاب الجحيم.

التوبة التوبة قبل أن يأتيكم من الموت نوبة فلا تحصلوا إلا على الخسران والخيبة ,والإنابة الإنابة قبل غلق باب الإجابة ,الإفاقة الإفاقة فقد قرب وقت الفاقة.

ابن الفاتح
21-10-2009, 01:01 AM
اللهم إني أتوب إليك و أستغفرك من كل ذنب ...

لي عودة ... بإذن التواب الرحيم ...

dr memesa
21-10-2009, 02:51 PM
جزاكم الله خيرا يا منمونا
ليكى وحشة جامدة واللهى
بجد الموضوع جاد ومتميز جدااااااااااااااااااا
keep on
فى حفظ الله

monmona
21-10-2009, 08:53 PM
dek2on

مشكور لمرورك وردك وكلماتك المشجعة..
تابع معنا وبإذن الله القادم يكون أجمل.. ^ـ^
حفظك الله..

عــامــر

أهلا بك ..
مشكور على ردك..
أتمنى لو عندي نسخة أخرى ^^"
ربك يقدر الخير..
أتمنى تواجدك معنا..
حفظك الله

dr memesa

وإياكِ حبيبتي..
وأنتي لكي وحشة أكبر..
أنرت الموضوع بتواجدك..
حفظك الله ووفقك لما يحب ويرضى..

شارلوك هولمز

جزاك الله خيرا على المتابعة ..
لاحرمك الله الأجر..

monmona
21-10-2009, 11:50 PM
وقفات لا بد منها

الوقفة الخامسة

شؤم الذنوب والمعاصي

قال بعض السلف :المعاصي سلسلة في عنق العاصي,لا يفكه منها إلا الاستغفار والتوبة .

وقال بعضهم :أرقهم قلبا أقلهم ذنوبا .

وقال بعضهم :ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة.

وقال بعضهم :من علامة من غرق في الذنوب أن لا ينشرح صدره لقيام الليل وصيام النهار.

وقيل لبعضهم :لا نستطيع قيام الليل. قال :أبعدتكم الذنوب.

وقال سفيان الثوري: حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أصبته.

وقال بعضهم :إذا أجمع العبد على ترك الذنوب ,أتته الأمداد من الله عز وجل من كل جانب.

قال ابن الجوزي :أين من كان في سرور وغبطة ,أين من بسط اليد في بسيط البسطة ,جسروا على المعاصي فانقلبت على الجيم نقطة,بينما هم في الخطأ خطا إليهم صاحب الشرطة ,هذا دأب الزمان إن صفا فلحظه.

القارئ لقصص التائبين في عنبر الحياة -الإعدام سابقا- يقف على حقيقة الشرع الحنيف أتم بيان ,وهي شؤم الذنوب والمعاصي,فمن وقع في قتل أمه وأبيه عياذا بالله من ذلك,لا بد أنه وقع قبل ذلك في معاصي كثير دون هذه المعصية ,أسلمته معصية إلى معصية حتى وقع في هذه الورطة العظيمة..

وقديما قال السلف : المعاصي بريد الكفر

أي رسوله :وذلك أن العبد إذا أكثر من معصية الله دخل في طاعة الشيطان فيبعده ويمينه ويضله ويغويه ولا يرضى منه دون الكفر ما استطاع إلى ذلك سبيلا ,فمن أكثر من معصية الله تصير المعاصي هيئات راسخات ,حتى يفعل المعاصي ولا يجد لذة في فعلها ,ولكنه يخاف من الألم عند فراقها .

كما قال بعضهم :
وكأس شربت على لذة ,, وأخرى تداويت منها بها

وقال آخر :
فكانت دوائي وهي دائي بعينه ..كما يتداوى شارب الخمر بالخمر

فالمعاصي يولد بعضها بعضها ,كما أن الطاعات يولد بعضها بعض.

فإذا تكاسل عن معصية الله نزلت عليه الشياطين ,تؤزه إليها أزها ,وتزعجه إليها إزعاجا.

كما قال تعالى : "أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا"

فوقوع هؤلاء الشباب في هذه الجرائم الخطيرة,والفواحش العظيمة كان بسبب ذنوب أخرى,أضاعت عليهم دنياهم,وصاروا في السجون وهي مقابر الأحياء,وينتظرون في كل صباح أن يعلق في رقابهم حبل المشنقة ,وكادت هذه الجرائم أن تضيع عليهم آخرتهم ,لولا توفيق الله لهم للتوبة والإنابة ,والاجتهاد في الطاعات.

وقد عظم الله حرمة دماء المسلمبن وأموالهم وأعراضهم فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم : "إن دماؤكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يوكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا.." -رواه مسلم-

وقال أيضا: "كل المسلم على المسلم حرام ,دمه وماله وعرضه" -رواه البخاري-

وقال أيضا: "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما" -رواه البخاري-

وكان ابن عباس -رضى الله عنهما -ينظر إلى الكعبة ويقول :إن الله حرمك وعظمك وشرفك والمؤمن أعظم
حرمة عند الله منك.

وسد النبي -صلى الله عليه وسلم- : (الذرائع إلى هذا الذنب العظيم وهو سفك دم المسلم بغير حق فنهى عن بيع السلاح في الفتنة ,ونهى أن يشير المسلم إلى أخيه بحديدة ,خشية أن ينزغ الشيطان يده فيقع في حفرة من النار.

وأمر من يمشي بين المسلمين يحمل سهما أن يأخذ بنصالها خشية أن تصيب مسلما)

وأعظم الذنوب بعد الشرك بالله قتل المسلم بغير حق ..قال تعالى : "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُل مؤمِنًا إِلا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلا أَنْ يَصَّدَّقُوا"

ثم قال عز وجل : "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا "

فإذا كان هذا جزاء من قتل مؤمنا ليس له عليه حق إلا الأخوة الإيمانية فكيف بمن قتل أحق الناس ببره,وأعظم الناس عليه حقا بعد الله ورسوله..

وكأني بهؤلاء الذين وقعوا في هذه الذنوب العظيمة بعد أن شرح الله قلوبهم بالإيمان ,وأحياها ببراهين القرآن كلما تذكروا جرائمهم تتقطع قلوبهم,والله أسأل أن يغفر لهم ذنوبهم ويرحمهم,ويتجاوز عن سيئاتهم,وإن كانت عظيمة فرحمة الله أوسع ,وأسأله تعالى أن يجنبنا وإخواننا المسلمين طرق الغواية والشياطين فإنها طرق مشئومة,ليس فيها إلا النكد ,والغم,والخراب,والدمار,والبوار في الدنيا,والعذاب الدائم في الآخرة.

ابن الفاتح
22-10-2009, 12:29 AM
ومن الذنوب ما يهلك ...

لي عودة أيضا ...

سُلوان
22-10-2009, 01:13 AM
جزاك الله خيرا وبارك فيك
اتعلمين منذ مدة وانا كنت انظر للكتاب فى مكتبتى وافكر فى وضعه على مسومس ولكنى كنت اتردد لانى لا اعرف باى صورة اضعه ولكن جئت انتى ووضعتيه وسبقتينى بالاجر فشكرا لك وهذا هو جزائى لتاخرى وترددى فى وضعه لذلك ان شاء الله لن اتردد فى الخير مرة اخرى وشكرا مرة اخرى ومتابعة ان شاء الله بس مادام مش هاخد الاجر يبقى لازم تدعيلى كل يوم الصبح وبليل ماشى يا بنت

حسابك معي وأحنا لوحدنا بلاش على الملأ >>شفتي الطيبة e.vil_l

لا مانا عارفه طبعا انك طيبة لدرجة لا توصف قطة وديعة يا اخواتى على فكرة مش هتشوفينى على المسن تانى لغاية ماتدينى صك السماح وتوعدينى انك مش هتلمسى شعرة منى

monmona
25-10-2009, 06:50 PM
وقفات لا بد منها

الوقفة السادسة

خطر نشر أخبار الفواحش والجرائم

المجتمع المسلم طاهر نظيف ,لاتتردد فيه أخبار المعاصي والفواحش,ومن تجرأ على معصية فإنه يستحي من إظهارها,لأنه يعلم أن المجتمع يبغضها ويبغض أصحابها فهو ذليل في المجتمع المسلم ,يشعر بخيبته وخسارته,لأن الغالب على الناس الصلاح والإصلاح ,والجرائم موجودة في كل عصر ومصر,ولكنها تختلف من زمان إلى زمان,ومن مكان إلى مكان,ففي الأزمنة التي تشرق فيها شمس الإسلام,وترتفع فيها راية الملك العلام,تقل المعاصي,وكذلك لا توجد الجرائم البشعة كأن يقتل الرجل أمه وأباه,أوتقتل المرأة زوجها,أو الزوج امرأته ,فهذه الجرائم ما سمعنا عنها في أزمنة العصور الأولى المفضلة,ولكنها ظهرت وكثرت مع كثرة الجهل,وتنكيس أعلام الشريعة,وعلى كل حال ينبغي أن يجتهد الناس في ستر المعاصي والعصاة لأن المعصية إذا فعلت سراً لم تضر إلا أصحابها ,وإذا أعلنت تضرر منها المجتمع,فينبغي أن يجتهد الناس في ستر المعاصي والعصاة,حتى لا تظهر رائحتها فيتجرأ الناس عليها,ويستهينون بها,كان أحد الولاة الصالحين يقول لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر :إجتهد في ستر عصاة المسلمين ,فإن ظهور معاصيهم عيب في أهل الإسلام.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم- "ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة" -رواه مسلم-
وقال أيضا : "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه,لا تغتابوا المسلمين,ولا تتبعوا عوراتهم,فإنه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته حتى يفضحه في بيته" -رواه الترمذي-

ونحن في أزمنة غابرة متأخرة غابت فيها شمس الشريعة وغلب على الناس الجهل بالله عز وجل وبدينه وأهل المعاصي يوسمون دائما بالجهل كما قال تعالى حاكياً عن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة والتسليم : "قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ "

وقال حاكياً عن يوسف -عليه السلام- : "وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ"

وقال في وصف المحسنين : " وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ "

والجهل من أكبر المعاصي.
قال الإمام سهل : ما عُصى الله بذنب أقبح من الجهل.
وقيل له :يا أبا محمد أي شئ أقبح من الجهل ,قال : الجهل بالجهل . قيل صدق لأنه يسد باب العلم بالكلية.

قال ابن القيم -رحمه الله- :
والجهل داء قاتل وشفاؤه ..أمران في التركيب متفقان
نص من القرآن أو من السنة .. وطيب ذاك العلم الرباني

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "فإنما شفاء العي السؤال" -رواه أبو داود-

أي شفاء الجهل سؤال أهل العلم.

فالإقدام على المعاصي من الجهل بعظمة الله عز وجل , ومايليق به من أن يطاع فلا يعصى ,ويذكر فلا ينسى ,ويشكر فلا يكفر,وكذا من الجهل بدينه الذي جعله الله سبباً لسعادة العباد في الدنيا والآخرة ,وكذا نشر هذه الفواحش وإشاعتها.

وقد قال الله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ "

فإذا كان هذا جزاء من يحب أن تشيع الفواحش,فكيف بالذين يسعون ليل نهار بإشاعتها,والترويج لها بنشر أخبارها,وكلما حدثت جريمة بشعة طاروا بها كل مطير ,وأعلنوها على صفحات جرائد كاملة مخصصة لأخبار الحوادث,أو مجلات أنشأت لهذا الغرض السئ كمجلة الحوادث،ولا شك في أن ذلك منكر يجب إنكاره,إذا كانت الجرائم تتعلق بالأعراض,فإن قال قائل فأنتم تذكرون في هذا الكتاب قصص شباب وقعوا في جرائم بشعة فالجواب أننا ما قصدنا ذكرهم من أجل أنهم فعلوا هذه الجرائم .وإلا فأصحاب الجرائم كثيرون ,لا يكاد يمر يوم حتى تطالعنا الصحف والمجلات بجملة جرائم ,وإنما ذكرنا من ذكرنا لأنهم وفقوا للتوبة والإنابة ,واستقاموا على طاعة الله,حتى تكون أمثلة حية لمن وقع في مثل الجرائم أن يطلب التوبة والإنابة.

وقد قص الله علينا قصة بني آدم حيث قتل أحدهما الآخر,لما في ذلك من العبرة والعظة,وبيان كيف ابتدأت الجريمة على الأرض,وقص النبي علينا قصة الذي قتل مائة نفس من بني إسرائيل لبيان سعة رحمة الله وأن العبد إذا كان صادقا في طلب التوبة,وأخذ بأسباب البعد عن المعاصي,والانطلاق في فضاء الطاعة تقبض روحه ملائكة الرحمة,فالقصص القرآني والقصص النبوي لا يساق لمجرد التسلية ,وتزجية الأوقات ,وإنما يساق للعبرة والعظة وغرس المعاني الإيمانية الشريفة,والارتفاع بمستوى الأمة الإيماني والأخلاقي,ولذلك يسكت عن كثير من التفصيلات التي ليست فيها الفائدة.

وقد طلبت من أخي "أبو عبد الرحمن" وهو يسرد هذا القصص وعند ذكر الجرائم أن يسكت عن التفاصيل التي تقسي القلب,وتجعله يستهين بالمعاصي وعند ذكر توبتهم واجتهادهم في الطاعة وثباتهم على كلمة التوحيد أمام حبل الحياة (الموت سابقا) يفصل القول,لأن هذا هو المقصود والله من وراء القصد.

فهذه القصص ليست قصص الجرائم ,ولكنها قصص التائبين من الجرائم الذين وفقوا أيما توفيق في النهوض من كبوتهم ,والخروج من مستنقع الرزيلة وهوة المعاصي السحيقة,ثم تسلقوا قمم الجبال, فحفظوا القرآن,وقاموا آناء الليل ,وأكثروا من الذكر والاستغفار والصيام,ولم يمنعهم ما وقعوا فيه من طلب معالي الأمور ,والطمع في رحمة العزيز الغفور.

فلاشك في أن في قصصهم عبرة للمعتبرين,من جهة أنهم ساروا في طريق المعاصي فأوصلهم ذلك إلى جدران الزنازين وخشبات المشانق,ثم ياروا في طريق الإيمان فوجدوا حلاوة الطاعة,والصيام والقيام وبشروا بالرؤا الصالحة،التي تبشر بحسن الخاتمة،والعاقبة ثم هم أمثلة حية لمن ساءت بدايته،وحرم التوفيق في أول أمره ،فهو على أمل إن صدقت نيته وقام على ساق عزمه،أن يختم له بخير،وهو من أهل الصيام والقيام وتلاوة القرآن.

قال ابن الجوزي -رحمه الله- : جاء رجل إلى أبي على الدقاق. فقال :قطعت إليك مسافة.

فقال : ليس هذا الأمر بقطع المسافات فارق نفسك بخطوة وقد حصل لك مقصود.

لو عرفت منك نفسك التحقيق لسارت معك في أصعب مضيق لكنها ألفت التفاتك،فلما طلبت قهرها فاتك.

هلا شددت الحيازم
وقمت قيام حازم
وفعلت فعل عازم
وقطعت على أمر جازم
تقصد الخير ولكن ما تلازم
ويعرف أخلاق الجبان جواده..فيجهده كداًويرهبه ذعرا

وقال أيضا:يا من ملكته نفسه،وغلبه حسه،وقد دنا حسبه وستكف خمسه,ولقد أنذره جنسه،عاتب نفسك لعلها ترعوي ,وسلمها إلى رائض العلم عساها تستوي،أحضر دستور المحاسبة وحاسبهاواندبها إلى الخير فإن أبت فاندبها

والله لو علمت روحي بمن علقت ..قامت على رأسها فضلا عن القدم

monmona
25-10-2009, 07:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
معذرة على التأخير نظرا لبعض الظروف ^^"..

شارلوك هولمز
بانتظار "عوداتك"
ومشكور على المتابعة

رحمة
وإياكِ
خلاص انا موافقة ادعيلي بعد كل صلاة لأني وضع الكتاب بدالك :d
ولو سمحتي متمدحنيش في وشيicon884>>لو مادخلتي على المسن حاجي لحد عندك

سُلوان
26-10-2009, 02:05 PM
جزاك الله خيرا على الاضافة الجديدة بس انتى قولتى انك هتعوضى وتحطى اضافتين هما فين بئه
ولا بتلفى عليا يابنت



خلاص انا موافقة ادعيلي بعد كل صلاة لأني وضع الكتاب بدالك

اه منك ومن عمايلك


ولو سمحتي متمدحنيش في وشي

لا مانا اصلى عارفة تواضعك البشع اللى ملهوش حد ياريت تبعتيلى شوية منه **لوبعتى هابعتلك المحشى:d **

monmona
26-10-2009, 11:20 PM
وقفات لابد منها

الوقفة السابعة

لم يبق من النبوة إلا المبشرات

كثرت في هذه القصص الرؤا الصالحة،وهي معهودة في السجن مع خلو القلب من الشواغل,وصفاء النفس مع المداومة على طاعة الله,فمن ذلك رؤية من قتل أمه,وحفظ القرآن من أجل أنه عرف أن من يختم القرآن يُكسي والده حلة الكرامة,فأراد أن يتسبب لها في هذا الخير ليعوضها شيئا من إساءته بقتلها فإذا به يرى أمه في رؤيا تخبره بأنها راضية عنه.

وكذلك من قتل أباه ,لما علم أن أي عمل صالح يعمله يكون في ميزان والديه,فاجتهد في الطاعة بنية أن ينفع والده,ولما أتم حفظ اثنين وعشرين جزءاً رأى والديه,وكأنهما عروسان,وقالا أنه بقى ثمانية أشهر على الزفاف,وأنه هو الذي سيقوم بزفافهما,إلى غير ذلك من الرؤا الصالحة المذكورة في هذه القصص.

وإذا تقارب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب لحاجة المؤمنين إلى التثبيت عند كثرة الفتن,ولعل من أطيب الرؤا المذكورة رؤية أحد هؤلاء التائبين النبي ومعه رجلان,فقد وصفه بما يوافق الثابت عنه عليه الصلاة والسلام,وهو يسلم على هذا الأخ ,والأخ الذي كان سببا في توبتهم,وقال إنه كان يقصدك أساسا وكانا على سرير مرتفع,وسلم النبي كذلك على أحد الأخوة ولكنه لم يكن على السرير الذي عليه الأخ الداعية,والسرير والله أعلم مقام الدعوة,وعلى كل حال هي بشرى بحسن الخاتمة لقول النبي: "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي" -رواه البخاري-

أي أن الله لا يمكن الشيطان من أن يتشكل في صورة النبي وكذا بقية الأنبياء فمن رآه على صورته,فقد رآه حقا,وسوف يراه في الآخرة إشارة إلى حسن الخاتمة.

وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "لم يبق من النبوة إلا المبشرات"
قيل :وما المبشرات يا رسول الله؟ قال : "الرؤيا الصالحة" -رواه البخاري-

والرؤيا الصالحة لا يستنبط منها حكم شرعي فليست مصدراً من مصادر التشريع ولكنها يستأنس بها.

الرؤيا الصالحة : من الله وتكون تبشيراً أو تحذيراً.

وتكون واضحة المعالم,وغالبا تكون مع زيادة الإيمان وتكون في آخر الليل ,أو بعد الفجر أو في النهار.

والحلم: يكون من الشيطان ,ويكون غالبا عند نقص الإيمان,وفي أول اللليل لأنه وقت انتشار الشياطين ,وبكون فيه من التكدير والتحزين,وضيق الصدر,مما يشير إلى أنه من الشيطان وليس من الرحمن.

أما حديث النفس :فيكون في أي وقت خاصة إذا كان العبد مشغولاً بأمر معين فينام فيرى ما يفكر فيه فهو ليس من الرحمن,وكذلك ليس من الشيطان.

فنسأل الله تعالى أن يمن علينا بالرؤا الصالحة, الصادقة غير الكاذبة ,النافعة غير الضارة.

سُلوان
26-10-2009, 11:22 PM
اخيرا لحقت الرد الاول
جزاك الله خيرا وبارك فيك
مستنين الباقى

monmona
27-10-2009, 10:33 PM
وقفات لابد منها

الوقفة الثامنة

من لطف الله بالعبد أن يقدر له ما هو خير له,وإن كرهه العبد وتبرم منه

قد يقدر الله عز وجل للعبد شيئا يكرهه بحسب نظره القاصر,كمن يحكم عليه بالسجن ظلما,أو بالإعدام,كما سنجد في القصص.

ففي القصة السادسة : أجبر الضابط القاتل أن يقول بأن الأخ سليمان هو الذي اتفق معه على القتل,واعترف بذلك له بعد أن استقر الحكم عليه بالإعدام.

وفي القصة الحادية عشرة: ذهب الأخ أكرم يحكي للضابط ما رآه في جريمة قتل فاتهمه الضابط ظلما بأنه القاتل,ولا يخفى أنه يمكن أن يعترف بذلك تحت وطأة التعذيب وحكم عليه بالإعدام ظلما,فوقوف المظلوم على مشهد واحد وهو أنه مظلوم,وأن فلانا قد ظلمه ,وقوله لو أني لم أفعل كذا لكان كذا,ليس فيه نفع للعبد ويكون الأولى عند ذلك شهود مشهد القدر,وأن الله قدر له ذلك,وشهوده أيضا بأن الله حكيم,وأنه لطيف ,وأنه يقدر للعبد ما هو خير له ,فالله يقدر للعبد المؤمن ما هو أنفع له في الدنيا والآخرة فلعله لو كان خارج هذا المكان ولم يقدر له حكم الإعدام لقضى حياته في معصية الله عز وجل وختم له بسوء.

كما يحكي إخواننا بأن هناك من كان في غاية الالتزام في السجن وقدر له أن يخرج من السجن ففقد إلتزامه بدين الله,فمن عباد الله من لا يصلحه إلا العافية فإن مرض أفسده ذلك,ومنهم من لا يصلحه إلا السقم فإن صح أفسده ذلك,ومنهم لا يصلح إيمانه إلا الفقر,وإن أغناه الله أفسده ذلك,ومنهم من لا يصلحه الغنى وإن أفقره الله أفسده ذلك,فالله عز وجل يدبر أمر عباده,بما في قلوبهم إنه عليم خبير.

فقدر الله نافذ,فمن لم يصبر صبر الكرام سلى سلو البهائم.

والله عز وجل إذا قضى قضاءاً أحب أن يرضى به.

فالرضا هو باب الله الأعظم,وجنة الدنيا,ومستراح العابدين.

قال بعض الأعراب وقد ماتت له أباعر كثيرة:
لا والـذي أنا عـبـد في عبــادتـه .. لولا شماتة أعداء ذوي إحن
ما سرني أن إبلي في مباركها .. وأن شيئا قضاه الله لم يكن

والصبر واجب حتم والرضا مندوب إليه والله تعالى يقول : "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُون أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ"

والرضا أغلى من الصبر,وجزاء الرضا من العبد رضى الله عز وجل وهو أكبر من جنة الله ,كما قال تعالى : "وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّه أَكْبَرُ"

فالله يقدر للعبد البلاء فمن رضى فله الرضا ومن سخط فعليه السخط.

وفي القصة السادسة والحادية عشرة : مثالان للرضا,حتى قضى كلا منهما نحبه ,ونسأل الله لهما جنة عالية قطوفها دانية ,ولا يخلي هذا مسؤلية من كان سببا في هذا البلاء لهما,ممن لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة ,ومن أجل أن يوفر لنفسه الوقت والجهد في البحث عن القاتل الحقيقي يتهم الأبرياء الشرفاء,فأين يذهب هؤلاء الظالمون من إله السماء,فإن هذا من أعظم الظلم.

وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "الظلم ظلمات يوم القيامة " -رواه البخاري-

وقال أيضا: "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته" -رواه البخاري-

ثم تلا قوله تعالى : "وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ "

ولعظم الظلم حرم الله الوقوع في أعراض الناس,وذكر مساويهم,وأباح للمظلوم أن ينشر مظلمته فقال تعالى : "لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوء مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ"

حتى إذا نزل بالظالم بأس الله ,علم الناس أن ذلك من شؤم الظلم,ولعظم الظلم أيضا جعل الله دعوة المظلوم مستجابة وإن كان كافرا.

قال النبي : "ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل ,والصائم حين يفطر -وفي رواية حتى يفطر- ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام,ويقول:لأنصرنك ولو بعد حين"

أرسل الأمير نوح كتابا إلى أهل سمرقند ,يأمر فيه بأخذ الخراج منهم ,فجمع أميرها الفقهاء فقرأ عليهم رسالة الأمير,فرد عليه الفقيه أبو منصور: قد بلغت رسالة الأمير فاردد إليه الجواب زدنا ظلما حتى نزيد في دعاء السحر,فلم تمض أياما حتى وجد مقتولا ,وفي بطنه زج رمح مكتوب عليه :
بـغى والبـغـي سـهـام تـنتظـر ..رمته بأيدي المنايا والقدر
سهام أيدي القانتات في السحر..يرمين عن قوس لها الليل وتر

ابن الفاتح
27-10-2009, 11:03 PM
الوقفة السابعة و الوقفة الثامنة ...

لا أدري كيف فاتتني الوقفة السابعة ...

لي عودة للتعليق ... إن شاء الله ... و يبدو بأن عوداتي كثرت إذا لا بد من إنجاز بعضها ... ^^

monmona
28-10-2009, 06:54 PM
جزاك الله خيرا على الاضافة الجديدة بس انتى قولتى انك هتعوضى وتحطى اضافتين هما فين بئه
ولا بتلفى عليا يابنت


لا مانا اصلى عارفة تواضعك البشع اللى ملهوش حد ياريت تبعتيلى شوية منه **لوبعتى هابعتلك المحشى:d **

وإياكِ يا فضحاني:d
لم أستطع وضع أكثر من إضافة واحدة نظرا للحالة ....

لا مش حبعتلك تواضع والمحشي حتصرف فيه بطرق أخرى icon199

...

monmona
28-10-2009, 06:59 PM
الوقفة السابعة و الوقفة الثامنة ...

لا أدري كيف فاتتني الوقفة السابعة ...

لي عودة للتعليق ... إن شاء الله ... و يبدو بأن عوداتي كثرت إذا لا بد من إنجاز بعضها ... ^^

اهلا بك أخي..
ولا أنا أدري ^^""
بانتظار عوداتك ..

krikia
10-11-2009, 04:38 PM
انا بكيت من اول كلمة مش عارفة لية
المهم ربنا بيغفرالذنوب ومافي احد معصوم من الغلط
وربنا يحاسب الغلطان
وسلامي

ابن الفاتح
18-11-2009, 01:09 AM
يُرفع ... رفع الله قدر صاحبته ... و لي عودة له بإذن الله قريبا ... ^^" .

kakashii
18-11-2009, 11:12 PM
السلام عليكم

بصراحه كتاااااااااااااب راااااااااااائع

واحلى حاجه انك ما كتبتهوش على بعضه عشان انا من الناس اللي بيملوا من القراءة الكتير عالكمبيوتر انما لو جبت الكتاب ممكن اقرأه في ساعه:d...هخلي عمو يجيبهولي ههههههههههه

_لم اقرء الموضوع كاملاً لتأخري في الوصول لذلك لن أعلق بالتفصيل الآن_ ^__^

وجزاكي اللله خير الجزاء وبارك الله فيكي

دمتي سالمه

أحبــــكـ في الله ^.^

monmona
22-11-2009, 10:06 PM
ويبقى سؤال:

هل للمسلم أن يتمنى مثل حالهم؟

الجواب: أما من وقع في مثل جرائمهم,أو أسرف على نفسه بالمعاصي فلا شك في أن أكمل الأحوال بالنسبة إليه أن يتمنى مثل حالهم,فيوفق لتوبة نصوح,ويداوم على طاعة الله,حتى يموت على ذلك وإن اقتص منه كان أكمل لحاله ,لأن الحدود كفارات,أما من كان في عافية من التدنس بنجاسات المعاصي والكبائر,فلا يتمنى حالهم من حيث البداية,بل يسأل الله العافية في عمره كله من سائر المعاصي,فضلا عن أكبر الكبائر,فمن علامة السعادة في الدنيا والآخرة ,أن يؤثر العبد مراد الله,ويسعى لطاعته ورضاه في عمره كله فإذا آثر العبد الآخرة على الدنيا,وكان من أهل الآخرة يطلبها حثيثا,ويبذل فيها نفائس أنفاسه وزهرة حياته,كل يوم يزيده قربا وكلما زاد قربا ازداد حبا,وكلما ازداد حبا ازداد زهدا ,يومه خيرا من أمسه وغده ألإفضل من يومه,فهو دائم الفكر في الآخرة,مشغول بما يقربه ويؤدبه,ويهذبه,فإذا آراه الله مؤثرا لمراده,محبا لما يحبه ويرضاه,مبغضا لما يبغضه ويأباه,عطف عليه ربه,ورباه أفضل مما يربي الوالد الشفيق ولده الوحيد,فيصرف عنه السوء والفحشاء,كما قال تعالى في حق يوسف عليه السلام: "كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ"
وييسر الله عز وجل له أسباب الهداية ويزيده هدى,كما قال تعالى : "وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى"
وقال تعالى : "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ"
فإذا أقبل العبد بقلبه إلى الله ورزق الإنابة,وجمع قلبه وجوارحه على الله,أقبل الله عز وجل عليه,ومن أقبل الله عليه ضاءت ساحاته,واستنارت جوانبه,وأقبلت عليه وفود الخيرات من كل جانب.
فأكمل الأحوال هي حال نبينا محمد,فقد قضى عمره كله في طاعة الله ونبهه الله على قرب أجله,وجعل علامة قرب أجله مجئ نصر الله وفتح مكة,فنزل قوله تعالى : " إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا"
فلما فتح الله عليه مكة,كان أشد ما يكون اجتهاد في أمر الآخرة,فكان لا يقوم ولايقعد,إلا قال سبحان الله العظيم وبحمده,وكان يعتكف كل سنة عشرا,فاعتكف في السنة الأخيرة من عمره عشرين ليلة,وكان يعارض جبريل القرآن مرة,فعارضه في السنة الأخيرة من عمره مرتين,وحج حجة الوداع,واستشهد الناس على أنفسهم وظل يعرض بقرب أجله,حتى أتاه اليقين ولحق بالرفيق الأعلى,فأكمل أحوال المؤمن أن يكون عمره كله في عافية من المعاصي يجتهد في طاعة الله وإذا أحس بقرب أجله يزيد في اجتهاده وطاعته حتى يموت على عمل يصلح للقاء.
فنحن نرجو من الله أن يجنبنا الزلل وأن يوفقنا لصالح القول والعمل,وأن يختم لنا بالشهادة في سبيله مقبلين غير مدبرين.

monmona
22-11-2009, 10:12 PM
krikia

تسلمين أختي لمرورك ..
حفظك الله..

kakashii

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أهلا بك أختي ..
جزانا وإياكِ ..
وبارك فيك..
مشكورة لمرورك وردك..
وإن شاء الله تكمليه معنا ..
أحبك الذي أحببتني فيه ..

..

اعتذر للتأخر عن الإستكمال نظرا لبعض الظروف ..
بإذن الله في أقرب فرصة أضع القصص..

حفظكم الباري..