المسلم
12-11-2009, 06:44 PM
:: بسم الله الرحمن الرحيم ::
السَّلامُ عليكُم ورحمة الله وبركاتُه .. أما بعدُ :
أضعُ بين ناظريكُم في هذا الموضوع قصيدة جميلة ربَّما مرَّت على البعض وخفيتْ على آخرين
وهي للشَّاعر : عبدالله البردوني-رحمه الله- ، يصفُ من خلالها مايُقاسيه من آلام ويطبعُ فيها نظرته الخاصة
تجاه الأحزان في أبيات مؤثرَّة ومليئة بالمعاني والصور الشجيَّة .. والتي كانت بنظرة فلسفية من شاعرٍ ذاق
الألم بأنواعه ؛ ففقد بصرهُ صغيرًا وفقد أمَّه كذلك وعاش حياة الفقراء وعانى من المرض صغيرًا
كما عانى منهُ كبيرًا ؛ ولعلَّ هذه المعاناة صنعت منهُ شاعرًا يملكُ الكلمة القوية والمعنى المؤثر .
لن أطيل أكثر مما فعلت ؛ لكم القصيدة بعد نُبذة عن القائل :
ولد عام 1348هـ 1929 م في قرية البردون (اليمن) ، أصيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري ،
درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م. هو شاعر حديث سرعان ما تخلص من أصوات الآخرين وصفا صوته عذبا‚ شعره فيه تجديد وتجاوز للتقليد في لغته وبنيته وموضوعاته حتى قيل‚ هناك شعر تقليدي وشعر حديث وهناك شعر البردوني .
وهو المسجون في بداياته بسبب شعره والمُبعد عن منصب مدير إذاعة صنعاء‚ والمجاهر بآرائه عارفا ما ستسبب له من متاعب ...في عام 1982 أصدرت الأمم المتحدة عملة فضية عليها صورته كمعاق تجاوز العجز‚ ترك البردوني دراسات كثيرة‚ وأعمالا لم تنشر بعد أهمها السيرة الذاتية.
له عشرة دواوين شعرية، وست دراسات. . صدرت دراسته الأولى عام 1972م "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" .
وفي الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الاثنين 30 أغسطس 1999م وفي آخر سفرات الشاعر الى الأردن للعلاج توقف قلبه عن الخفقان بعد ان خلد اسمه كواحد من شعراء العربية في القرن العشرين ..
* منقول من موقع أدب .
فـلْـسـفة الـجـراح
مـــتــألــمٌ ، مــمّ أنــــا مــــــــتـــألـــمُ؟
حــــار الســــــؤالُ ، وأطرق المستفهمُ
ماذا أحــــــــسُّ ؟ وآه حـــــــــزني بعضه
يــشــكـــو فـــأعـــــرفه وبعضٌ مبهمُ
بي ما عـــلـــمت من الأسى الدامي وبي
مـــن حــُــرقة الأعـــمــــاق مـــــا لا أعــلمُ
بي من جــــراح الـــروح ما أدري ، وبي
أضــــعــــاف مــــا أدري ومــــا أتــــــوهمُ
وكـــــأنَّ روحي شُـــــعـــــلةٌ مــــجنونةٌ
تـــطـــغــى فـــتُضــــرمني بما تتضرَّمُ
وكــــأنَّ قـــلبي في الضــلـــوع جنازةٌ
أمـــشــي بــهـــا وحــــــدي وكلي مأتمُ
أبكـــي فـتـبـتسمُ الجـراحُ من البكــا
فـكــــأنــهــا في كـل جـــارحـــــةٍ فمُ
::...::
يالابتسام الجـــــرح كـمْ أبـكـي وكـم
ينســـابُ فـــوق شـفاهـه الحـمرا دمُ
أبـداً أســـــيرُ على الجــــــراح وأنـتهـي
حــيثُ ابتــدأت فأيـــن منـي المخـــتَـمُ
وأعـاركُ الـــدُنيا وأهـــوى صــــــــفــوها
لكـــــن كما يـــهــــوى الكـلامَ الأبـكمُ
وأبـــاركُ الأُمَّ الـــــــحـــيــــاة لأنـَّــهــــا
أمي وحـــظّي مــــن جــــنــاهـــا العلقمُ
حــــرمـــــانِيَ الحــــــــرمـــانُ إلا أنـَّـنــي
أَهـــــذي بــعـــاطـــفـــة الحــياة وأحلمُ
والمـــرءُ إن أشـــقــــاهُ واقـــــع شُـؤمهِ
بالغــــبـــن أســــعده الخيال المنعمُ
::...::
وحـْــدي أعــيشُ على الهُـموم ووحدتي
بالـــيـــأس مـــفـــعَــــمــةٌ وجوي مفعمُ
لكـــنـَّــنـــي أهــــوى الهـُــمـــــومَ لأنـها
فِــكرٌ أفـســـر صـــمـــتــهـــا وأتـــرجـمُ
أهــْــوى الحـــيـــاة بــخـــيــرها وبشرِّها
وأحــــبُّ أبـــنــــاء الحــــيــــاة وأرحــــمُ
وأصـــوغُ فــلـسـفة الجــراح نــشائداً
يشــــدو بها اللاهي ويشــجــى المؤلَمُ
.. . .. . .. . .. . ..
أتمنى لكُم قراءة ماتعة :)
~فائق احترامي~
المسلم
السَّلامُ عليكُم ورحمة الله وبركاتُه .. أما بعدُ :
أضعُ بين ناظريكُم في هذا الموضوع قصيدة جميلة ربَّما مرَّت على البعض وخفيتْ على آخرين
وهي للشَّاعر : عبدالله البردوني-رحمه الله- ، يصفُ من خلالها مايُقاسيه من آلام ويطبعُ فيها نظرته الخاصة
تجاه الأحزان في أبيات مؤثرَّة ومليئة بالمعاني والصور الشجيَّة .. والتي كانت بنظرة فلسفية من شاعرٍ ذاق
الألم بأنواعه ؛ ففقد بصرهُ صغيرًا وفقد أمَّه كذلك وعاش حياة الفقراء وعانى من المرض صغيرًا
كما عانى منهُ كبيرًا ؛ ولعلَّ هذه المعاناة صنعت منهُ شاعرًا يملكُ الكلمة القوية والمعنى المؤثر .
لن أطيل أكثر مما فعلت ؛ لكم القصيدة بعد نُبذة عن القائل :
ولد عام 1348هـ 1929 م في قرية البردون (اليمن) ، أصيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري ،
درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م. هو شاعر حديث سرعان ما تخلص من أصوات الآخرين وصفا صوته عذبا‚ شعره فيه تجديد وتجاوز للتقليد في لغته وبنيته وموضوعاته حتى قيل‚ هناك شعر تقليدي وشعر حديث وهناك شعر البردوني .
وهو المسجون في بداياته بسبب شعره والمُبعد عن منصب مدير إذاعة صنعاء‚ والمجاهر بآرائه عارفا ما ستسبب له من متاعب ...في عام 1982 أصدرت الأمم المتحدة عملة فضية عليها صورته كمعاق تجاوز العجز‚ ترك البردوني دراسات كثيرة‚ وأعمالا لم تنشر بعد أهمها السيرة الذاتية.
له عشرة دواوين شعرية، وست دراسات. . صدرت دراسته الأولى عام 1972م "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" .
وفي الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الاثنين 30 أغسطس 1999م وفي آخر سفرات الشاعر الى الأردن للعلاج توقف قلبه عن الخفقان بعد ان خلد اسمه كواحد من شعراء العربية في القرن العشرين ..
* منقول من موقع أدب .
فـلْـسـفة الـجـراح
مـــتــألــمٌ ، مــمّ أنــــا مــــــــتـــألـــمُ؟
حــــار الســــــؤالُ ، وأطرق المستفهمُ
ماذا أحــــــــسُّ ؟ وآه حـــــــــزني بعضه
يــشــكـــو فـــأعـــــرفه وبعضٌ مبهمُ
بي ما عـــلـــمت من الأسى الدامي وبي
مـــن حــُــرقة الأعـــمــــاق مـــــا لا أعــلمُ
بي من جــــراح الـــروح ما أدري ، وبي
أضــــعــــاف مــــا أدري ومــــا أتــــــوهمُ
وكـــــأنَّ روحي شُـــــعـــــلةٌ مــــجنونةٌ
تـــطـــغــى فـــتُضــــرمني بما تتضرَّمُ
وكــــأنَّ قـــلبي في الضــلـــوع جنازةٌ
أمـــشــي بــهـــا وحــــــدي وكلي مأتمُ
أبكـــي فـتـبـتسمُ الجـراحُ من البكــا
فـكــــأنــهــا في كـل جـــارحـــــةٍ فمُ
::...::
يالابتسام الجـــــرح كـمْ أبـكـي وكـم
ينســـابُ فـــوق شـفاهـه الحـمرا دمُ
أبـداً أســـــيرُ على الجــــــراح وأنـتهـي
حــيثُ ابتــدأت فأيـــن منـي المخـــتَـمُ
وأعـاركُ الـــدُنيا وأهـــوى صــــــــفــوها
لكـــــن كما يـــهــــوى الكـلامَ الأبـكمُ
وأبـــاركُ الأُمَّ الـــــــحـــيــــاة لأنـَّــهــــا
أمي وحـــظّي مــــن جــــنــاهـــا العلقمُ
حــــرمـــــانِيَ الحــــــــرمـــانُ إلا أنـَّـنــي
أَهـــــذي بــعـــاطـــفـــة الحــياة وأحلمُ
والمـــرءُ إن أشـــقــــاهُ واقـــــع شُـؤمهِ
بالغــــبـــن أســــعده الخيال المنعمُ
::...::
وحـْــدي أعــيشُ على الهُـموم ووحدتي
بالـــيـــأس مـــفـــعَــــمــةٌ وجوي مفعمُ
لكـــنـَّــنـــي أهــــوى الهـُــمـــــومَ لأنـها
فِــكرٌ أفـســـر صـــمـــتــهـــا وأتـــرجـمُ
أهــْــوى الحـــيـــاة بــخـــيــرها وبشرِّها
وأحــــبُّ أبـــنــــاء الحــــيــــاة وأرحــــمُ
وأصـــوغُ فــلـسـفة الجــراح نــشائداً
يشــــدو بها اللاهي ويشــجــى المؤلَمُ
.. . .. . .. . .. . ..
أتمنى لكُم قراءة ماتعة :)
~فائق احترامي~
المسلم