عُبيدة
12-12-2009, 09:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://up.arabseyes.com/upfiles/5pD43162.jpg
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
يقول ابن القيم رحمه الله: (أصل كل فعل وحركة في العالم من الحب والإرادة، فالنفس لا تترك محبوبًا إلا لمحبوب، ولا تتحمل مكروهًا إلا لتحصيل محبوب أو للتخلص من مكروه آخره
والإرادة قد يعتريها ما يعتريها من الأمراض فلا تستطيع مقاومة الأهواء والشهوات، ومن المظاهر التي تعتريها أن يرى الإنسان الخير في شيء، ويرى وجوب عمله، ويعزم عليه، ثم تخونه إرادته فيستسلم للكسل.
وعلاج هذه الإرادة المريضة يكون بأنواع من العلاجات ومنها:
المجاهدة: بأن يجاهد المرء نفسه على تقوية إرادته، قال تعالى: }وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ{ [العنكبوت: 69]
يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: هم الذين يعملون بما يعلمون يهديهم الله لما لا يعلمون.
ويقول البغوي رحمه الله في تفسيره: المجاهدة هي الصبر على الطاعات، وقال الحسن: أفضل المجاهدة مخالفة الهوى، وقال
الفضيل بن عياض: والذين جاهدوا في طلب العلم لنهدينهم سبل العمل به، وقيل: والذين جاهدوا في إقامة السنة لنهدينهم سبل الجنة، وقال ابن عباس: والذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا.
ويقول الشنقيطي رحمه الله في تفسيره: إن الله أقسم على ذلك بدليل اللام في قوله: لنهدينهم.
ويقول د. محمد الأشقر في تفسيره: هم الذين جاهدوا أنفسهم في الدعوة إلى الله لطلب مرضاته.
ومن المجاهدة المفيدة في تقوية الإرادة: أن يحرم المرء نفسه من بعض ملذاتها، وأن يعودها على تحمل المشاق شيئًا فشيئًا، فمثلاً:
- يحرم نفسه من النوم ويعودها على قيام الليل.
- أو يحرم نفسه من الزيارات غير الهادفة ويعودها على استغلال الوقت بسماع الأشرطة أو القراءة النافعة.
ولا تعني المجاهدة أن يجاهد المرء نفسه مرة أو مرات، وإنما يجاهدها في ذات الله حتى الممات لأن المجاهدة عبادة، قال تعالى: }وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ{ [الحجر: 99].
قال ابن عقيل رحمه الله: (ولو لم يكن من بركات المجاهدة إلا أن يعطف الله عليك فيسخرها لك، ويطوعها لأمرك حتى تصير طوع يدك، وتؤثر العمل لله، وإن كان عندها بالأمس كريهًا، وتستخفه وإن كان عليها ثقيلاً)، فمثلاً تؤثر مجالس الذكر لطلب العلم وإن كان عندها بالأمس كريهًا ثقيلاً.
أقسام المجاهدة:
قسمها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله إلى قسمين:
1- مجاهدة الإنسان نفسه.
2- ومجاهدته غيره.
فأما مجاهدة الإنسان نفسه فإنها من أشق الأشياء وتكون على شيئين: على فعل الطاعات، وعلى ترك المعاصي، فتحتاج إلى مجاهدة، لا سيما مع قلة الرغبة في الخير.
ومن أهم ما يكون مجاهدتها على الإخلاص لله عز وجل، يقول
أحد السلف: (ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص).
كذلك من الطاعات الشاقة الصوم؛ لأن فيه ترك المألوف من طعام وشراب، فبعض الناس مثلاً إذا دخل رمضان، كأنما وضع على ظهره جبل والعياذ بالله، حتى أن بعضهم يجعل حظ يومه النوم، وحظ ليله السهر فيما لا ينفع.
أما مجاهدة الغير، كالكفار والمنافقين وأهل البدع نجاهدهم بالعلم، إذن لابد أن يكون العلم راسخًا في القلب، والناس اليوم محتاجون إلى العلم لأن البدع انتشرت)انتهى.
يقول ابن الجوزي رحمه الله: (جهاد النفس من أعظم الجهاد). فما دامت على الجادة لم يضايقها، وإذا رآها قد مالت ردها باللطف، فإذا ضعفت وأبت فبالعنف، كالزوجة، فهي تدارى عند نشوزها بالوعظ، فإن لم تصلح فبالهجر، فإن لم تستقم فبالضرب، وليس في سياط التأديب أجود من سوط عزم، هذه مجاهدة من حيث العمل، فمثلاً إذا أردت الخروج إلى أي مكان، حدث نفسك إن هي وقعت بالحرام، من غيبة أو نظرة محرمة أو سماع محرم أو أخلاق سيئة، فإنك ستعاقبها بدفع مال تنفقه في سبيل الله
س: أي الجهاد أعظم، جهاد النفس أم جهاد الأعداء؟
ج: هذا ما سنعرفه من خلال تقسيم مراتب الجهاد:
مراتب الجهاد:
الجهاد أربع مراتب: جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد الكفار، وجهاد المنافقين.
قال رسول الله r في جهاد النفس: «المجاهد من جاهد نفسه
في طاعة الله فكان جهاد النفس مقدمًا على جهاد العدو، فإنه ما لم يجاهد نفسه لم يمكنه جهاد عدوه في الخارج، فجهاد النفس جهاد في سبيل الله إن كان بنية صادقة، إذن جهاد النفس أعظم من جهاد الأعداء.
فجهاد النفس أربع مراتب أيضًا:
1- أن يجاهدها على تعلم الهدى.
2- أن يجاهدها على العمل به بعد علمه.
3- أن يجاهدها على الدعوة إليه.
4- إن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله
ما ورد في فضل المجاهدة:
1- الهداية: قال تعالى: }وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا{ [العنكبوت: 69].
2 محبة الله: قال رسول الله
«إن الله تعالى قال:... وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به...»
بالواجبات، ثم بفعل المستحبات.
3- تحول الطاعة إلى لذة: يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: واعلم علم إنسان مجرب أنك إذا أكرهت نفسك على طاعة الله أحببت الطاعة وألفتها، وتأبى نفسك أن تتخلف عنها.
4- إذا قام بعمل يكرهه طاعة لله وصل إلى الجنة، قال رسول الله r: «حفت الجنة بالمكاره»، لهذا تجد الإنسان يستثقل الصلوات مثلاً، ولا سيما في أيام الشتاء، ولا سيما إذا كان الإنسان في نوم بعد تعب، فيكره أن يصلي ويترك الفراش اللين الدافئ، ولكن إن هو كسر هذا الحاجز وقام بهذا المكروه، وصل إلى الجنة
5- ما يحصل له من ثواب مجاهدته وصبره أن يصل إلى درجة النفس المطمئنة
http://up.arabseyes.com/upfiles/5pD43162.jpg
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
يقول ابن القيم رحمه الله: (أصل كل فعل وحركة في العالم من الحب والإرادة، فالنفس لا تترك محبوبًا إلا لمحبوب، ولا تتحمل مكروهًا إلا لتحصيل محبوب أو للتخلص من مكروه آخره
والإرادة قد يعتريها ما يعتريها من الأمراض فلا تستطيع مقاومة الأهواء والشهوات، ومن المظاهر التي تعتريها أن يرى الإنسان الخير في شيء، ويرى وجوب عمله، ويعزم عليه، ثم تخونه إرادته فيستسلم للكسل.
وعلاج هذه الإرادة المريضة يكون بأنواع من العلاجات ومنها:
المجاهدة: بأن يجاهد المرء نفسه على تقوية إرادته، قال تعالى: }وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ{ [العنكبوت: 69]
يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: هم الذين يعملون بما يعلمون يهديهم الله لما لا يعلمون.
ويقول البغوي رحمه الله في تفسيره: المجاهدة هي الصبر على الطاعات، وقال الحسن: أفضل المجاهدة مخالفة الهوى، وقال
الفضيل بن عياض: والذين جاهدوا في طلب العلم لنهدينهم سبل العمل به، وقيل: والذين جاهدوا في إقامة السنة لنهدينهم سبل الجنة، وقال ابن عباس: والذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا.
ويقول الشنقيطي رحمه الله في تفسيره: إن الله أقسم على ذلك بدليل اللام في قوله: لنهدينهم.
ويقول د. محمد الأشقر في تفسيره: هم الذين جاهدوا أنفسهم في الدعوة إلى الله لطلب مرضاته.
ومن المجاهدة المفيدة في تقوية الإرادة: أن يحرم المرء نفسه من بعض ملذاتها، وأن يعودها على تحمل المشاق شيئًا فشيئًا، فمثلاً:
- يحرم نفسه من النوم ويعودها على قيام الليل.
- أو يحرم نفسه من الزيارات غير الهادفة ويعودها على استغلال الوقت بسماع الأشرطة أو القراءة النافعة.
ولا تعني المجاهدة أن يجاهد المرء نفسه مرة أو مرات، وإنما يجاهدها في ذات الله حتى الممات لأن المجاهدة عبادة، قال تعالى: }وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ{ [الحجر: 99].
قال ابن عقيل رحمه الله: (ولو لم يكن من بركات المجاهدة إلا أن يعطف الله عليك فيسخرها لك، ويطوعها لأمرك حتى تصير طوع يدك، وتؤثر العمل لله، وإن كان عندها بالأمس كريهًا، وتستخفه وإن كان عليها ثقيلاً)، فمثلاً تؤثر مجالس الذكر لطلب العلم وإن كان عندها بالأمس كريهًا ثقيلاً.
أقسام المجاهدة:
قسمها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله إلى قسمين:
1- مجاهدة الإنسان نفسه.
2- ومجاهدته غيره.
فأما مجاهدة الإنسان نفسه فإنها من أشق الأشياء وتكون على شيئين: على فعل الطاعات، وعلى ترك المعاصي، فتحتاج إلى مجاهدة، لا سيما مع قلة الرغبة في الخير.
ومن أهم ما يكون مجاهدتها على الإخلاص لله عز وجل، يقول
أحد السلف: (ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص).
كذلك من الطاعات الشاقة الصوم؛ لأن فيه ترك المألوف من طعام وشراب، فبعض الناس مثلاً إذا دخل رمضان، كأنما وضع على ظهره جبل والعياذ بالله، حتى أن بعضهم يجعل حظ يومه النوم، وحظ ليله السهر فيما لا ينفع.
أما مجاهدة الغير، كالكفار والمنافقين وأهل البدع نجاهدهم بالعلم، إذن لابد أن يكون العلم راسخًا في القلب، والناس اليوم محتاجون إلى العلم لأن البدع انتشرت)انتهى.
يقول ابن الجوزي رحمه الله: (جهاد النفس من أعظم الجهاد). فما دامت على الجادة لم يضايقها، وإذا رآها قد مالت ردها باللطف، فإذا ضعفت وأبت فبالعنف، كالزوجة، فهي تدارى عند نشوزها بالوعظ، فإن لم تصلح فبالهجر، فإن لم تستقم فبالضرب، وليس في سياط التأديب أجود من سوط عزم، هذه مجاهدة من حيث العمل، فمثلاً إذا أردت الخروج إلى أي مكان، حدث نفسك إن هي وقعت بالحرام، من غيبة أو نظرة محرمة أو سماع محرم أو أخلاق سيئة، فإنك ستعاقبها بدفع مال تنفقه في سبيل الله
س: أي الجهاد أعظم، جهاد النفس أم جهاد الأعداء؟
ج: هذا ما سنعرفه من خلال تقسيم مراتب الجهاد:
مراتب الجهاد:
الجهاد أربع مراتب: جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد الكفار، وجهاد المنافقين.
قال رسول الله r في جهاد النفس: «المجاهد من جاهد نفسه
في طاعة الله فكان جهاد النفس مقدمًا على جهاد العدو، فإنه ما لم يجاهد نفسه لم يمكنه جهاد عدوه في الخارج، فجهاد النفس جهاد في سبيل الله إن كان بنية صادقة، إذن جهاد النفس أعظم من جهاد الأعداء.
فجهاد النفس أربع مراتب أيضًا:
1- أن يجاهدها على تعلم الهدى.
2- أن يجاهدها على العمل به بعد علمه.
3- أن يجاهدها على الدعوة إليه.
4- إن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله
ما ورد في فضل المجاهدة:
1- الهداية: قال تعالى: }وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا{ [العنكبوت: 69].
2 محبة الله: قال رسول الله
«إن الله تعالى قال:... وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به...»
بالواجبات، ثم بفعل المستحبات.
3- تحول الطاعة إلى لذة: يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: واعلم علم إنسان مجرب أنك إذا أكرهت نفسك على طاعة الله أحببت الطاعة وألفتها، وتأبى نفسك أن تتخلف عنها.
4- إذا قام بعمل يكرهه طاعة لله وصل إلى الجنة، قال رسول الله r: «حفت الجنة بالمكاره»، لهذا تجد الإنسان يستثقل الصلوات مثلاً، ولا سيما في أيام الشتاء، ولا سيما إذا كان الإنسان في نوم بعد تعب، فيكره أن يصلي ويترك الفراش اللين الدافئ، ولكن إن هو كسر هذا الحاجز وقام بهذا المكروه، وصل إلى الجنة
5- ما يحصل له من ثواب مجاهدته وصبره أن يصل إلى درجة النفس المطمئنة