المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شهر محرم ويوم عاشوراء‎



زهرة الوفاء
24-12-2009, 12:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم








شهر محرم ويوم عاشوراء

د. نايف بن أحمد الحمد



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:

فشهر محرم من الأشهر الحرم التي ذكرها الله -تعالى- في قوله: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) (التوبة:36)، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان" رواه البخاري (4662)، ومسلم (1679) من حديث أبي بكرة -رضي الله عنه-.

ويشرع صيام شهر محرم؛ لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم" رواه مسلم (1163).

ويتأكد صيام يوم عاشوراء؛ لحديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتحرى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان. رواه البخاري (2006)، ومسلم (1132).

وصيام هذا اليوم المبارك له فضل عظيم كما في حديث أبي قتادة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله" رواه أحمد 5/296، ومسلم (1163).

وصيام هذا اليوم سنة مؤكدة وليس واجباً؛ لحديث عبدالله ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه" رواه مسلم (1136).

ويستحب حثُّ الصبيان على صيامه كما في حديث الربيِّع بنت معوِّذ -رضي الله عنها- قالت: أرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار "مَن أصبح مفطراً فليتمَّ بقية يومه ومن أصبح صائماً فليصم" قالت: فكنا نصومه بعدُ ونصوِّمه صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار. رواه البخاري (1690)، ومسلم (1136).

كما يسن أن يُصام يوم قبله أو بعده؛ لحديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود وصوموا قبله يوماً أو بعده يوماً) رواه أحمد 1/241، وابن خزيمة (2095).

قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: مراتب صومه ثلاث أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم. ا.هـ 2/75.

وسبب صيام هذا اليوم المبارك ما جاء في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: (ما هذا)؟ قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجَّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى. قال: "فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه" رواه البخاري (1900).

وأختم بذكر بعض البدع التي أُحدثت في هذا اليوم قال ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: وصار الشيطان بسبب قتل الحسين -رضي الله عنه- يُحدث للناس بدعتين: بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ والبكاء والعطش وإنشاد المراثي وما يفضي إليه ذلك من سبِّ السلف ولعنهم وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب... وكان قصد من سنَّ ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة فإن هذا ليس واجباً ولا مستحبًّا باتفاق المسلمين بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرمه الله ورسوله -صلى الله علي وسلم-. ا.هـ منهاج السنة 4/544.

وفي البخاري (1294) عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية".

قال ابن رجب -رحمه الله تعالى-: أما اتخاذه مأتماً كما تفعله الرافضة لأجل قتل الحسين -رضي الله عنه- فهو من عمل من ضلَّ سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، ولم يأمر الله ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم- باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً فكيف بمن دونهم. ا.هـ لطائف المعارف صـ13.

وقد قابل قوم فعل الرافضة بفعل مضاد له وهو جعل هذا اليوم يوم فرح وسرور وطبخ للأطعمة والتوسيع على العيال فقابلوا الفاسد بالفاسد، والكذب بالكذب والشر بالشر والبدعة بالبدعة فوضعوا الآثار مقابل ما وضعها الرافضة.

انظر: فتاوى ابن تيمية -رحمه الله تعالى- 25/310.

ومن الأحاديث الموضوعة: "من وسَّع على أهله يوم عاشوراء وسَّع الله عليه سائر سنته" رواه البيهقي في الشعب 3/365، والطبراني في المعجم الأوسط (9302)، والكبير (10007).

قال حرب: سألت أحمد بن حنبل عن هذا الحديث؟ فقال: لا أصل له وليس له إسناد يثبت. منهاج السنة 4/555.

وقال شيخ الإسلام: حديث موضوع مكذوب. ا.هـ الفتاوى 25/300.

والله -تعالى- أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.






( دعوة الإسلام )

أبو رويم
25-12-2009, 01:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أختى على الموضوع وننتظر منك الجديد

زهرة الوفاء
2-5-2010, 06:22 PM
ويااكم شكرا ع الموركم ..

معتزة بديني
2-5-2010, 07:26 PM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
جزاكى الله خيرا أختاه
وبارك الله فيكى
واثابك خير الثواب

زهرة الوفاء
3-5-2010, 09:19 PM
آمين ويآكٍ أخيتي الحبيبة .. وشكرا ع المروركِ نورتي موضوعي ..